الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 25/3/2017

سوريا في الصحافة العالمية 25/3/2017

26.03.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة الروسية :  
الصحافة الفرنسية : الصحافة العبرية : الصحافة البريطانية والتركية :  
الصحافة الامريكية :
ناشيونال إنترست: هل ستكون الولايات المتحدة ضحيَّة نجاحها في سوريا؟
https://hamrinnews.net/world-news/537426.html
ناشيونال إنترست: هل ستكون الولايات المتحدة ضحيَّة نجاحها في سوريا؟ ناشيونال إنترست: هل ستكون الولايات المتحدة ضحيَّة نجاحها في سوريا؟
القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي بالتدخل العسكري المباشر في سوريا من أجل القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أثار حالة من التساؤل حول مستقبل تلك القوات وكذلك الأراضي التي سيتم تحريرها من داعش.
ويرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط نيكولاس هيراس، في مقال له بمجلة "National Interest" الأميركية أن التحدي الذي تواجهه إدارة ترامب في سوريا هو أن الولايات المتحدة قد تصبح ضحيةً لنجاحها؛ فبمواصلة الحملة ضد داعش، سيُنشئ الجيش الأميركي منطقة سيطرة أميركية على الأرض على امتداد مساحةٍ واسعة من شرقي سوريا، مما يعرضها لخطر أكبر.
ونصح الباحث السياسي الإدراة الأميركية قائلاً "إذا كان فريق ترامب مُستعداً للمُضي قدماً بسرعة في حملة هزيمة داعش، فعليه أن يُوضِّح للشعب الأميركي جلياً أنَّ هذه مهمة ليس لها جدول زمني مُحدَّد. وكذلك حضور عسكري أميركي محدود، يصل إلى بضعة آلاف من الجنود، في المناطق الاستراتيجية شرقي سوريا.
كان الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والذي عُقِد في العاصمة الأميركية واشنطن، معلماً هاماً على الطريق بالنسبة لمهمة فريق ترامب لإلحاق الهزيمة التامة بالخلافة المزعومة في العراق وسوريا.
وافتتح وزير الخارجية، ريكس تيلرسون، الاجتماع بالقول بصورةٍ قاطعة إنَّ تهديد داعش سيكون على رأس أولويات الإدارة الجديدة، وإنَّ الولايات المتحدة ستستثمر في تأمين استقرار المناطق التي استُعيدت من داعش، بُغية تحقيق هذا الهدف الشامل. وحدَّد تيلرسون سوريا بصورةٍ صحيحة باعتبارها أولويةً لإرساء الاستقرار في مرحلة ما بعد داعش.
يتمثَّل التحدي الذي تواجهه إدارة ترامب في سوريا في أنَّ الولايات المتحدة قد تصبح ضحيةً لنجاحها؛ فبمواصلة الحملة ضد داعش، سيُنشئ الجيش الأميركي منطقة سيطرة أميركية على الأرض على امتداد مساحةٍ واسعة من شرقي سوريا. وبخلاف الحال في العراق، حيث تُعَد بغداد دولة فاعلة اختار الجيش الأميركي العمل معها، وفيها، ومن خلالها لخوض المعركة ضد داعش، ترفض الولايات المتحدة العمل مع دمشق. وستتجنَّب فقط الاصطدام مع العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الروسي في بعض الأحيان نيابةً عن رئيس النظام السوري بشار الأسد، والتي تستهدف تنظيمي داعش والقاعدة. وخلال عهدي أوباما وترامب، عملت الولايات المتحدة وفقاً للفرضية القائلة بأنَّ سوريا تُمثِّل فضاءً استراتيجياً، وليست دولة فاعلة تتمتَّع بالسيادة على كامل إقليمها، إلى جانب استبعاد الأسد من أي عمليةٍ لتحقيق أي هدفٍ أو غرض.
وحينما يُرغَم داعش على الخروج من "عاصمته" العراقية في الموصل، وهو ما يبدو أنَّه سيتم في المستقبل القريب، ستؤول السلطة النهائية الكاملة على الأراضي المُحرَّرة من التنظيم في العراق إلى الحكومة العراقية، التي تعمل مع الفاعلين المحلِّيين. وعلى النقيض من ذلك، في شرقي سوريا، تتواجد حكومة الأسد في قليلٍ من المراكز العسكرية المتناثرة والمُحاصَرة، ويتمثَّل أكثرها أهميةً في قاعدة عسكرية تقع خارج مدينة دير الزور في وادي الفرات الأسفل بالقرب من الحدود السورية العراقية. وتنازلت حكومة الأسد، المُشَتَّتة بفعل القتال في غربي سوريا، والنقص الخطير في الطاقة البشرية في جيشها، حتى على الرغم من دعم الحرس الثوري الإيراني وشبكته من الميليشيات الشيعية شبه العسكرية والجيش الروسي، عن الحرية العملياتية للجيش الأميركي لشن حملةٍ ضد داعش في مختلف مناطق شرقي سوريا.
ومنحت أوجه القصور في دمشق كشريكٍ في مكافحة داعش الولايات المتحدة الفرصة لشن حملتها في شرقي سوريا بحريّةٍ كاملةٍ تقريباً، لكنَّ أوجه القصور تلك تضع عبء إرساء الاستقرار في المناطق المُحرَّرة من داعش على كاهل الجيش الأميركي. وبدوره، أمَّن الجيش الأميركي قواته المحلية الشريكة، من تحالف قوات سوريا الديمقراطية والقوات المتعاونة معها من التحالف العربي السوري، وهو تحالف مُتعدِّد الأعراق ذو أغلبية كردية ويضم عدداً متزايداً من العرب المحلِّيين، وباقي الجماعات العرقية والطائفية الأخرى. ويُعَد تحالف قوى سوريا الديمقراطية مثيراً للجدل لأنَّ عدداً كبيراً من مليشياته الكردية المكوِّنة له مُتأثِّرة بحزب العمال الكردستاني، وبالتالي تُعاديه تركيا.
 وعلى الرغم من مخاوف تركيا، يبدو الجيش الأميركي مستعداً للعمل إلى جانب، ومع تحالف قوات سوريا الديمقراطية والتحالف العربي السوري لحصار الرقة، بهدف السيطرة على المدينة بحلول الصيف. ويستعد ألف جندي أميركي آخرين أو أكثر للانتشار في سوريا للعمل مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية والتحالف العربي السوري من أجل تحقيق هذا الهدف. ومن خلال تسريع الجدول الزمني لعملية الرقة، والحملة المتزامنة معها في دير الزور، ومع الشركاء السوريين المحلِّيين الذين اختارهم الجيش الأميركي، يمكن لإدارة ترامب أن تتوقَّع سيطرةً كاملة على منطقة كبيرة في شرقي سوريا. ويُتوقَّع أن تُستبعَد تركيا من هذه المعادلة.
إنَّ هذا النهج محفوفٌ بالمخاطر، وقريباً سيكون على الرئيس ترامب أن يُحدِّد مدى رغبته في زيادة استثمار الولايات المتحدة على الأرض في شرقي سوريا، وتحديد الشركاء الذي سيقوم معهم بذلك. وتُشير تصريحات ريكس تيلرسون، وزير الخارجية، وشهادة القائد العام للقيادة الأميركية الوسطى، الجنرال جوزيف فوتيل، أمام مجلس الشيوخ في الـ9 من مارس/آذار الحالي، وهو المُكلَّف بالإشراف على العمليات العسكرية في سوريا، إلى أنَّ القوات التقليدية الأميركية قد تكون ضرورية ضمن مهمة لإرساء الاستقرار في سوريا، ما يدل على حجم التحدِّي المُحدِق بالولايات المتحدة في شرقي سوريا.
ويستعد داعش بالفعل لهذا السيناريو، وهو مستعد لبدء تمردٍ في المناطق الريفية جنباً إلى جنب مع عملياتٍ وهجماتٍ إرهابية في المناطق الحضرية لتقويض أي أمنٍ أو سلطة حكومية قد تُنشئها القوات الأميركية وشركاؤها المحلِّيون. وهناك مخاطرة حقيقية أمام إدارة ترامب بأن تتورَّط أي مهمة لإرساء الاستقرار في شرقي سوريا في مستنقعٍ إذا ما اختار داعش، أو حكومة الأسد وحلفاؤها في غربي سوريا، شن عملية تمرُّدٍ نشطة ضد الأميركيين والقوات الحليفة لهم. وسيكون الحصول على الدعم العسكري من شركاء إقليميين رئيسيين مثل تركيا، ودول الخليج العربية، والعراق، والأردن هو الأمر الأمثل؛ ومع ذلك، هناك عقبات تحول دون مشاركة هؤلاء الشركاء في وصايةٍ عسكريةٍ بقيادةٍ أميركية في مرحلة ما بعد داعش.
وتُعَد تركيا من الناحية الجغرافية بعيدةً عن مناطق سيطرة داعش الرئيسية على طول نهر الفرات في شرقي سوريا، وهي لن تعمل مع الشركاء الذين اختارهم الجيش الأميركي، قوات سوريا الديمقراطية والتحالف العربي السوري. في حين تُركِّز دول الخليج، وخصوصاً المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على الحرب في اليمن، التي تبرز بسرعة باعتبارها ساحة بارزة للصراع بالوكالة بين إيران والسعودية في المنطقة، ولا تُظهِر سوى إشاراتٍ قليلة فقط على اتجاهها نحو الهدوء. ويمتلك الأردن قدرةً استكشافية، وعملت على تدريب قوات سورية سُنّيّة محلية مناوئة لداعش في العراق وسوريا بالشراكة مع الجيش الأميركي، لكنَّ وجوداً عسكرياً لأجل غير مسمى في شرقي سوريا من شأنه أن يُشتِّت الجيش الأردني في وقتٍ تسعى فيه المملكة الهاشمية للتركيز على عمليات الحدود والأمن الداخلي.
وسيكون العراق على ما يبدو شريكاً مثالياً في شرقي سوريا؛ ومع ذلك، لا تزال قوات الأمن العراقية قيد إعادة البناء، وستكون مُستنزَفة للغاية في عمليات حفظ الأمن في المناطق المُحرَّرة من داعش في غربي العراق. ومن شأن النفوذ السياسي الإيراني في صفوف قوات الحشد الشعبي، والنفوذ القوي للحرس الثوري الإيراني على قوات الأمن العراقية أن يجعلا من القوات العراقية شريكاً غير مُحبَّذ للولايات المتحدة من وجهة نظر السكان المحلِّيين في سوريا.
وتعني كل تلك القيود على تلك القوى الشريكة على الأرجح أنَّ إدارة ترامب لن تكون لها قوة تدخُّل شرق أوسطية جاهزة لتقف إلى جانبها استعداداً لمرحلة ما بعد داعش في شرقي سوريا، وأنَّها ستحتاج إلى خوض هذا الأمر بمفردها إلى جانب شركائها السوريين الموجودين لديها. وبإمكان إدارة ترامب دائماً أن تختار تسليم المناطق المُحرَّرة من داعش إلى حكومة الأسد، على الأرجح عبر اتفاقٍ مع روسيا، لكنَّ هذا القرار لن يحظى بقبولٍ من جانب الشركاء الإقليميين الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة.
ومن المستبعد كذلك أن يكون إرساء الاستقرار في تلك المناطق في شرقي سوريا، والتي كانت مستقلة بشكل عام عن حكومة الأسد منذ 2012، من خلال قوة احتلالٍ تتألَّف من الميليشيات الشيعية التي يُحرِّكها الحرس الثوري أمراً سهلاً. وينطوي مثل هذا الجهد الذي يهدف إلى إرساء الاستقرار على مخاطرة بعودة ظهور داعش، وستتحمَّل روسيا وإيران، وليست الولايات المتحدة، عبء وتكلفة هذا الجهد.
إذا كان فريق ترامب مُستعداً للمُضي قدماً بسرعة في حملة هزيمة داعش، وعلى استعداد لتحمُّل كلفة إرساء الاستقرار في المناطق المُحرَّرة من داعش في شرقي سوريا، فعليه أن يُوضِّح للشعب الأميركي جلياً أنَّ هذه مهمة ليس لها جدول زمني مُحدَّد. وسيتمثَّل السيناريو الأكثر ترجيحاً في حضورٍ عسكري أميركي محدود، يصل إلى بضعة آلاف من الجنود، في المناطق الاستراتيجية شرقي سوريا، يُقدِّمون الدعم لقوات سوريا الديمقراطية والتحالف العربي السوري، اللذين سيدعمان بدورهما "قوة ثالثة" من المجالس العسكرية المحلية المُكوَّنة من مليشيات قَبلية كانت خاضعةً لداعش في السابق. وقبل أي شيءٍ آخر، يجب على إدارة ترامب أن تسعى إلى تكثيف الاستثمار في الوصاية العسكرية الأميركية في شرقي سوريا للحصول على نفوذٍ يمنح الولايات المتحدة، باعتبارها أحد الأطراف صاحبة المصلحة في سوريا، عمليةً تُفضي إلى إطارٍ سياسي أوسع لإنهاء الحرب الأهلية.
========================
(نيويورك تايمز) تكشف أهداف وتفاصيل الإنزال الأمريكي بالرقة
 
http://www.all4syria.info/Archive/397405
 
كلنا شركاء: نيويورك تايمز- ترجمة منال حميد- الخليج اونلاين
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن مئات المقاتلين السوريين والمستشارين العسكريين الأمريكيين الذين تدعمهم المدفعية الأمريكية وطائرات الهلكوبتر الهجومية، بدؤوا عملية كبيرة لقطع الطرق الغربية في الرقة.
وبحسب الصحيفة التي نقلت عن مصادر لم تُسمّها، فإن قوات أمريكا بدأت بنقل مقاتلين سوريين إلى غربي الرقة، في إطار خطة لقطع الطريق أمام مقاتلي تنظيم الدولة الذين يسيطرون على المدينة.
وهذه هي المرة الأولى التي تقوم بها واشنطن بمهمة قتالية من هذا النوع في سوريا ضمن حملتها على تنظيم الدولة، وهو ما يعكس توجه الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب.
ونقلت المروحيات الأمريكية مقاتلين “خلف خطوط العدو”، بالإضافة إلى نقل مدافع هاوتزر ومروحيات هجومية من طراز أباتشي. كما تملك القوات الأمريكية الموجودة في شمالي سوريا صواريخ من نوع هيمار.
وتشير الصحيفة إلى أن الخطة التي وضعتها القوات الأمريكية تهدف إلى السيطرة على سد الطبقة على نهر الفرات قرب بحيرة الأسد، ومطار محلي بالقرب منها، حيث شهدت الساعات الأولى لعملية الإنزال الأمريكي مواجهات عنيفة مع مقاتلي التنظيم، في وقت نفى فيه مسؤول أمريكي أن تكون قواته قد شاركت مباشرة في تلك المواجهات.
الكولونيل جوزيف اسكروكا، المتحدث باسم القيادة الأمريكية في بغداد، قال إن القتال متواصل للسيطرة على سد الطبقة، متوقعاً أن تستمر المواجهات عدة أسابيع، مؤكداً أن العملية تهدف إلى السيطرة على السد وعلى المطار.
وأوضح اسكروكا أنه ومع اقتراب موعد انطلاق معركة الرقة، فإن التحالف الدولي كثف خلال الأشهر الأربعة الماضية من ضرباته الجوية، مبيناً أن أكثر من 300 غارة جوية تم تنفيذها على مواقع تابعة للتنظيم في الرقة.
وتابع الكولونيل الأمريكي أن “العملية فاجأت مقاتلي التنظيم، تم نقل وحدات مقاتلة سورية إلى منطقة قرب السد وتحديداً إلى الجنوب منه، لقد نجحنا في نقل 500 مقاتلي سوري ونشرهم هناك”، إلا أن مصادر أمريكية أخرى تحدثت أن العدد ربما يكون أكثر من ذلك بكثير.
التلفاز الرسمي السوري، قال إن ما لا يقل عن 30 مدنياً قُتلوا في غارة لطيران التحالف الدولي على مدرسة في منطقة ريفية، الثلاثاء، واعترف مسؤولون أمريكيون بوقوع الغارة دون تأكيد صحة التقارير التي أشارت إلى وقوع قتلى في صفوف المدنيين.
ولم تُكشف تفاصيل مهمة عن العملية، ومن ضمنها عدد المقاتلين السوريين والمستشارين الأمريكيين.
وبحسب محللين، فإن العملية الأمريكية تهدف إلى تكرار سيناريو معركة الموصل في العراق، حيث جُمع بين القوة التقليدية الأمريكية والقوات المحلية على الأرض.
ورغم التباينات بين الجماعات المحلية في العراق، من قوات حكومية ومليشيات الحشد الشعبي الشيعية وقوات البيشمركة الكردية، فإن هناك عامل تعقيد آخر بسوريا يتمثل في الموقف التركي من الدعم الأمريكي للمليشيات الكردية بسوريا.
ولطمأنة تركيا، قال مسؤولون أمريكيون إن العرب يشكلون ما نسبته 75% من المقاتلين الذين تم نقلهم إلى الطبقة غربي الرقة، مع الاعتراف بأن هناك وجوداً كردياً بين تلك القوات التي تم نقلها.
وعلى الرغم من تحركات القوات الأمريكية، فإن مراقبين يرون أن إدارة ترامب لم تخرج إلى الآن عن الخطوط الرئيسية التي سارت عليها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ومن الواضح أن هناك مرونة أكبر في التعاطي مع الوضع السوري.
عملية الطبقة، إشارة إلى أن العمليات الخاصة الأمريكية وتقديم الدعم اللوجيستي للقوات المحلية على الأرض ستتواصل، رغم أن هناك ارتفاعاً في أعداد الضحايا المدنيين الذين سقطوا جراء العمليات الأمريكية الأخيرة.
========================
فورين بوليسي تحذر واشنطن من احتمال خسارة تركيا
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/3/23/فورين-بوليسي-تحذر-واشنطن-من-احتمال-خسارة-تركيا
جاء في تقرير صحفي أن الولايات المتحدة وتركيا تتجهان نحو الاصطدام في الرقة شمالي سوريا، حيث حذر مسؤولون أتراك من أن اعتماد واشنطن على القوات الكردية لتحرير المدينة -التي تعد معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا- من شأنه الإضرار بعلاقتها مع أنقرة.
وأفادت مجلة فورين بوليسي في تقريرها من أنقرة أن الخطة الأميركية الحالية للتقدم نحو الرقة تعتمد اعتمادا كبيرا على وحدات حماية الشعب، وهي فصيل كردي يحظى بدعم جوي من الولايات المتحدة التي تمده كذلك بالمعدات العسكرية.
غير أن المسؤولين الأتراك يتهمون هذه الوحدات بأنها اسم آخر لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كل من واشنطن وأنقرة جماعة إرهابية، لضلوعه في حرب ضد تركيا منذ عقود من الزمان.
وقال هؤلاء المسؤولون إن حزب العمال الكردستاني دأب على استخدام المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب في سوريا بفضل الدعم الأميركي، لتدريب مقاتليه والتخطيط لشن هجمات على تركيا.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم أبلغ مجموعة الصحفيين الزائرين في وقت سابق من الشهر الجاري، أنه "إذا أصرت (الولايات المتحدة) على المضي قدما في عملها مع المنظمات الإرهابية، فإن علاقتنا معها ستتضرر. وهذا أمر واضح لأن ذلك يظهر أنها تُثمّن المنظمات الإرهابية أكثر منا".
ولطالما امتنع المسؤولون الأتراك عن تبيان الخطوات التي سيتخذونها في حال استمرت واشنطن في تحالفها مع وحدات حماية الشعب الكردية، لكن المجلة الأميركية تقول إن أنقرة إذا أرادت اتخاذ ما تراه من خطوات ضد واشنطن فإنها قد تعيق إستراتيجية الولايات المتحدة في المنطقة بمنعها -على سبيل المثال- من استخدام القواعد الجوية جنوبي تركيا والتي تنطلق منها الطائرات الأميركية المقاتلة لشن ضربات في سوريا والعراق، أو بتقوية تعاونها مع روسيا.
وتنخرط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب حاليا في نقاشات مكثفة حول ما إذا كان يتعين عليها مواصلة دعمها القوات الكردية المتقدمة صوب الرقة، أو تحويل هذا الدعم لتركيا وحلفائها.
وأشارت فورين بوليسي في التقرير إلى أنه حتى إذا آثرت الولايات المتحدة دعم هجوم قوات سوريا الديمقراطية -وهو تحالف عسكري يقوده الأكراد- على الرقة، فإن الخلاف مع تركيا قد يعرقل هذا الهجوم.
وقالت القيادية في الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية إلهام أحمد إن "الوضع بات معقدا جدا ونحن على شفا حرب ضروس. ونحن ما زلنا نتلقى دعما من الأميركيين، لكن إذا استمرت الهجمات التركية فلن يكون باستطاعتنا التركيز على حملتنا على الرقة".
وقد دفع القتال ضد تركيا قوات سوريا الديمقراطية إلى السعي للتقارب مع الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب تقرير المجلة الأميركية.
========================
معهد واشنطن :الدعم التي تقدمه دول الخليج في الحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»
 
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/gulf-support-to-the-counter-isis-campaign
لوري بلوتكين بوغارت
متاح أيضاً في English
21 آذار/مارس 2017
في 22 آذار/مارس، سيستضيف وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون وزراء خارجية ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى من البلدان التي تشكّل "التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»". ووفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية، يهدف اللقاء إلى وضع تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») "على الطّريق المؤدي بشكلٍ مستدام ونهائي إلى الهزيمة"
سيكون شركاء أمريكا الاستراتيجيين في الخليج العربي من بين ضيوف وزير الخارجية. وكانت هذه الدول جهات فاعلة أساسية في مختلف الجهود المتعددة الأبعاد التي بذلها التحالف - فمن ضمن مساهماتها، أمّنت القواعد وإمكانية الوصول للولايات المتحدة والقوات المحلية، وأطلقت حملات أوسع ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» من ناحية الرسائل والتمويل، وساهمت في تمويل المساعدة الإنسانية. لكن ما زالت تُطرَح بعض الأسئلة حول حدود الدعم الخليجي للتحالف. وفي ما يلي نبذة تتألف من ست نقاط حول الوقائع الحالية التي تولّد فرصاً وتحديات في توسيع ذلك الدعم.
1.                  لدول الخليج مصلحة مكتسبة قوية في هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق وغيرهما. بالنسبة إلى عدة بلدان من الخليج، لا يشكّل تنظيم «داعش» تهديداً للمنطقة فحسب، إنما أيضاً تحدّياً أمنيّاً محليّاً. فقد نفّذ تنظيم «الدولة الإسلامية» في المملكة العربية السعودية عدة عمليات تفجير وإطلاق نار فتاكة استهدفت المدنيين وأفراد الأمن والأجانب منذ أواخر عام 2014. وفي الكويت، كان متآمرو تنظيم «داعش» مسؤولين عن أكبر هجوم إرهابي مميت في تاريخ البلد في حزيران/يونيو 2015. أما في جزيرة البحرين، فقد شكّل ردع هجمات تنظيم «الدولة الإسلامية» الانتحارية كالتي نُفّذت في السعودية والكويت هاجساً أساسيّاً. فأسهم بلدان الخليج في الحملة ضد تنظيم «داعش» مرتفعة بشكلٍ خاص، لأن إرهابيي تنظيم «الدولة الإسلامية» داخل حدودها مرتبطون مباشرةً بالشبكات الخارجية لـ تنظيم «داعش».
2.                  ما زال شركاء الخليج قلقين من أن تؤدي الهزيمة الإقليمية لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى تحقيق إيران  وحلفائها مكاسب إقليمية. ترى عدة بلدان خليجية أن إيران هي أخطر ما يهددها على المدى الطويل، حتى أكثر من تنظيم «داعش». لذلك، تعتقد هذه البلدان أن أي حملة ضد المجموعة يجب أن تشمل ترتيبات عسكرية وسياسية لمنع إيران وحلفائها من توسيع نفوذهم. فكما أشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في 21 شباط/فبراير، يجب أن يتمثّل هدف التحالف في تحرير المنطقة من تنظيم «الدولة الإسلامية» من دون السماح لـ «حزب الله» أو طهران أو نظام الأسد في سوريا بتعبئة الفراغ. وعلى غرار تهديد تنظيم «داعش»، فللتهديد الذي تشكّله إيران على الخليج عامل محلي واضح – حيث تتخوف كلٌّ من السعودية والبحرين والكويت بشكلٍ خاص من الدعم الإيراني للنشاط النضالي داخل حدودها.
3.                  يبدو أن تأمين المزيد من الدعم العسكري في الحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» يشكل أهمية لبعض بلدان الخليج. في الشهر الماضي، أكّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مرة أخرى أن بلاده والدول الخليجية الأخرى مستعدة لتأمين قوات خاصة لدعم قوات الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش». كما أشار إلى أن "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" الذي يتألف من واحدٍ وأربعين عضواً والذي تم تأسيسه في كانون الأول/ديسمبر 2015 بقيادة السعودية – وهو مختلف عن التحالف السعودي الأصغر ضد الثوار الحوثيين في اليمن – مستعد لتأمين قوات برّية. وفي 16 آذار/مارس، نقلت صحيفة "الحياة" العربية التي تملكها السعودية أن التحالف ضد الإرهاب ينظر في مسألة نشر قوات يصل عددها إلى 40.000 لتحقيق هذه الغاية. وكانت كل من الرياض والإمارات العربية المتحدة قد أعربت عن استعدادها لدعم قوات الولايات المتحدة عبر قواتها؛ وفي الواقع، يتواجد عدد غير محدد من الجنود الإماراتيين على الأراضي السورية. وستشكّل زيادة فرق التحالف هناك من عدة بلدان خليجية نقطةً سياسيةً هامة (وإن حساسة) في الحملة.
قد تكون إعادة التعبير مراراً عن الدعم العسكري مرتبطة بتطوّرين هما: قرار الولايات المتحدة بتصعيد القتال من خلال نشر قوات برّية في سوريا، وتصوّر الخليج أن الإدارة الجديدة في واشنطن ستعتمد مقاربة أقسى إزاء سياسات إيران الإقليمية المزعزعة للاستقرار. إلا أن الحرب التي تقودها السعودية في اليمن تبقى أولويةً بالنسبة إلى زعماء الخليج، وخاصةً في الرياض وأبوظبي. ويرى السعوديون أن التهديد المتأتي من الحوثيين الذين تدعمهم إيران على حدودهم الجنوبية هو تهديد وجودي، فيما تتخوف الإمارات بشكلٍ خاص من نمو تهديد المتطرفين الإسلاميين في اليمن. ولا يُرجَّح أن تتغيّر هذه الأولويات في السياسة الخارجية في أي وقتٍ قريب.
4.                  قد تكون دول الخليج مستعدة لتوسيع الدعم في حملة الحكومة العراقية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» والجهود التي تليها لإرساء الاستقرار. في 25 شباط/فبراير، قام الجبير بزيارة تاريخية إلى العراق – وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها مسؤول سعودي رفيع المستوى خلال سبعة وعشرين عاماً. وتلت هذه الخطوة تعيين سفير سعودي في بغداد في عام 2015، عبر إعادة فتح السفارة التي أُغلقت لأكثر من عقدين من الزمن. وربما أن ما أدى إلى هذا التقارب الدبلوماسي هو رغبة الرياض في زرع النفوذ في العراق قبل الهزيمة المتوقَّعة لـ تنظيم «داعش». وتؤدي الكويت أصلاً من جهتها دوراً قيّماً في تسهيل أنشطة بغداد لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية». ومع المضي قدماً، لا بد من أن تدعم واشنطن زيادة مشاركة الخليج لمعلوماته الاستخباراتية مع العراقيين حول بعض المسائل كالمقاتلين الأجانب، بالإضافة إلى عمليات نقل المعدات السعودية من دون قيود إلى الجيش العراقي و"جهاز مكافحة الإرهاب" (ربما بشكلٍ غير مباشر).
5.                  على الرغم من الضغوط المتعلقة بالميزانية، يمكن توقّع أاستمرار دول الخليج في تأمين موارد هامّة لأزمة اللاجئين في البلدان المجاورة، وكذلك للنازحين داخل سوريا والعراق.  لا يبدو أن ميل عدة حكومات خليجية مؤخراً إلى عدم هدر الأموال له أثر ملموس في نفقاتها الأمنية الإقليمية. فالضغوط التي تسيء إلى استقرار الخليج دفعت معظم الأنظمة الملكية إلى معالجة أزمة اللاجئين من خلال تمويل البلدان الأخرى المستضيفة إلى حد كبير بدلاً من استيعاب هذه الأنظمة بنفسها للنازحين السوريين. وشكّلت الإمارات نوعاً ما استثناءً مرحّباً به في هذا الصدد.
6.                  قامت دول الخليج بأنشطة ملحوظة لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» على أراضيها، لكن سجلها يتفاوت إلى حد كبير عندما يتعلق الأمر بالمكافحة الشديدة لإيديولوجيا الإرهاب وتمويله. حاكمت معظم بلدان الخليج أفراداً بسبب الدعم المالي أو الإيديولوجي أو اللوجستي أو أي دعمٍ من نوعٍ آخر لـ تنظيم «داعش». وبرزت أبوظبي كشريكٍ مهم بشكلٍ خاص في الرسائل المضادة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» وفي أعمالٍ أخرى لمكافحة إيديولوجيتها بسبب تشديدها القوي نسبيّاً على التسامح الديني في الوطن. وحرّكت الرياض عدة مؤسسات حكومية ضد تهديد تنظيم «داعش» وهي شريك مهم في مكافحة تمويل هذا التنظيم. لكن ما زالت عدة حكومات خليجية تتمتع بتحالفات تكتيكية وعلاقات أخرى مع مجموعات محافظة جدّاً داخل بلدانها (وأحياناً خارجها)، مما يعقّد الحملات الأوسع نطاقاً لمكافحة الإرهاب. وبناءً على ذلك، قد تكون المكاسب التكتيكية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» عابرة -  فالحرب الأوسع ضد الجهاديين ستستمر حتماً لفترة أطول من دون المزيد من الجهود الخليجية العدائية في هذا الصدد.
وباختصار، تشكّل هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق وغيرهما، كما يشكّل إرساء الاستقرار والأمن عقب ذلك هدفيْن إقليميين أساسييْن يتفق عليهما كل من الولايات المتحدة وشركائها في الخليج بوضوح. فبوجه تنامي تعقيد البيئة العملانية، على واشنطن انتهاز الفرص البارزة لتوسيع التعاون الخليجي من أجل تحقيق هذين الهدفين. كما من المفيد الآن تقديم الإشادة والمكافآت للشركاء الذين يكافحون بشدة إيديولوجيا الإرهاب وتمويله، أو يقومون بمبادرات حقيقية من أجل المساعدة على منع البروز القادم لـ تنظيم «الدولة الإسلامية».
========================
واشنطن بوست: لا قدرة للأسد على هزيمة الفصائل السورية المسلحة
 
http://klmty.net/677313-واشنطن_بوست__لا_قدرة_للأسد_على_هزيمة_الفصائل_السورية_المسلحة.html
 
قالت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إن المعارك التي تخوضها الفصائل السورية المعارضة في دمشق، وللمرة الأولى منذ سنوات، تظهر جلياً عدم قدرة نظام بشار الأسد على هزيمة المسلحين المعارضين.
وأوضحت الصحيفة أن الهجوم المفاجئ الذي شنّته فصائل المعارضة على دمشق أثار الذعر بين سكان العاصمة، التي لم تألف مثل هذه الهجمات، "على الرغم من أن تلك الهجمات فشلت حتى الآن في إحراز أي تقدّم بالعاصمة بسبب كثافة دفاعات النظام".
إلا أن تلك الهجمات أدّت إلى إغلاق العديد من الشوارع الرئيسة، والعديد من المحال التجارية، وتعطيل المدارس، حيث تجددت تلك الهجمات الثلاثاء، واندلعت مواجهات عند المدخل الشرقي لدمشق، بعد أن استهدفت فصائل المعارضة عدداً من أحياء العامة بقذائف الهاون، ما أدى إلى اندلاع حرائق، وهي المرة الأولى التي يقترب منها القتال إلى وسط البلدة القديمة في دمشق.
وكانت دمشق قد شهدت في العام 2012 مواجهات بين فصائل سورية مسلّحة وقوات النظام، وهذه المرة الأولى منذ ذلك التاريخ التي تصل فيها هجمات المعارضة إلى العاصمة، الأمر الذي يعكس استمرار هشاشة سلطة الأسد رغم كل المكاسب المطّردة التي حقّقها النظام خلال العام ونصف العام الماضي، بمساعدة روسيا.
الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، آندرو تايلر، قال إنه على الرغم من أن المعارضة المسلّحة تفتقر إلى القدرة على إسقاط الأسد، فإن قوات الأسد أيضاً تفتقر إلى القدرة على هزيمة المسلحين.
وتابع: "المعارك قرب دمشق لا تعني أن النظام سيهزم. كلاهما -النظام والمعارضة- يقف في مكان واحد، كما هو الحال منذ سنوات".
الهجوم على مشارف دمشق أعاد الجدل من جديد حول دور روسيا وجهودها لتحقيق الاستقرار في البلاد عن طريق تسوية تفاوضية، وهو الهدف الذي ما زال على ما يبدو بعيد المنال، رغم كل محاولات نظام الأسد المتكرّرة لاستعادة السيطرة على البلد بأسره.
العديد من مساعي وقف إطلاق النار التي قادتها روسيا باءت بالفشل، حيث سبق الهجوم الذي قامت به المعارضة على دمشق عدة هجمات حكومية على معاقل المعارضة بمساندة جوية روسية، وخاصة في محافظة إدلب الشمالية، حيث قتل العشرات هناك.
هجمات المعارضة على أطراف دمشق تهدف إلى الضغط على النظام من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار، بحسب ما أعلنه وائل علوان، المتحدث باسم فيلق الرحمن، إحدى المجموعات المسلّحة التي تشارك بالهجوم على دمشق.
ويرى آرون لوند، الباحث المتخصص بشؤون الشرق الأوسط، أن الخلافات بين الفصائل السورية المعارضة تمنعها من تحقيق الانتصار على النظام، مشيراً بحسب الصحيفة الأمريكية، إلى أن أحد أقوى الفصائل السورية المسلّحة، وهو "جيش الإسلام"، لم ينضمّ إلى الفصائل التي تخوض القتال الآن في دمشق، وهو مثال على حجم الانشقاقات بين صفوف المعارضة السورية المسلحة.
وأضاف: "إذا اتحدت الفصائل السورية المعارضة فإن ذلك يمكن أن يكون مشكلة حقيقية على النظام، ولكن لا يبدو أن ذلك ممكن حالياً، فما زال بين تلك الفصائل الكثير من المشاكل، والنظام نجح في خلق المشاكل وإثارة الصراعات بينها".
وشنّت فصائل سورية معارضة منذ أيام عدة هجمات على دمشق، وتحديداً على كراج العباسيين، وهو ما شكّل مفاجأة كبيرة لكل المتابعين للشأن السوري؛ لما شكّله الهجوم من تحدٍّ كبير لنظام الأسد بعد سنوات من الحرب الأهلية.
========================
نيوزويك: روسيا وإيران تقتاتان ما تبقى من سوريا والأسد
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/3/24/نيوزويك-روسيا-وإيران-تقتاتان-ما-تبقى-من-سوريا-والأسد
 
قال باحث أميركي إن الرئيس السوري بشار الأسد يقف حجر عثرة أمام نهوض بلاده من مستنقع الحرب الذي أدخلها فيه، مشيرا إلى أن روسيا تدرك ذلك تماما.
ويرى الباحث فريدريك هوف، وهو مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، أن ثمن المحافظة سياسيا على رجل واحد وعائلة واحدة وحاشية واحدة جعل الأمور أكثر إرباكا في سوريا وخارجها.
وأضاف في مقال بمجلة نيوزويك أن نظام الأسد فاق الجميع في وحشيته، "فقد أفرغ سجونه من المتطرفين الإسلاميين العنيفين من أجل تدنيس المعارضة، بينما تبنى استراتيجية سياسية للبقاء تقوم على القتل الجماعي".
إن بعض السوريين ممن يعارضون الأسد لم يعودوا يتوقعون أو يطالبون بخروجه الفوري من سوريا، إذ إنهم يدركون تماما أن روسيا وإيران -لأسباب مختلفة ومتسقة- هما من أنقذا نظامه عسكريا وكفلا له الأمان دبلوماسيا، على حد تعبير الكاتب.
ومضى هوف إلى القول إن النتيجة التي خلص إليها بعض هؤلاء السوريين هي أنه لا بد من إيجاد طرق لكي "نتغدى بمدمر سوريا الأول للحيلولة دون أن يتعشى بكل شيء ويقتل من تناول الغداء معه".
"طهران ترى في بشار الأسد أكثر من مجرد نموذج للحفاظ على دولة سوريا، فهو شريان حياة لحزب الله اللبناني. وإيران -كما روسيا- لا تساورها أوهام بشأن فريق الأسد وفساده وعدم كفاءته ووحشيته المعروفة للجميع"
وشخصيات المعارضة من هذا المعسكر يتفاوضون مع روسيا، لكن ليس لديهم فكرة حول الطريقة التي ستتعامل بها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع الأزمة السورية.
 
وهؤلاء ظلوا ينظرون في حيرة بينما إدارة الرئيس السابق باراك أوباما منهمكة في استعراض للقوة والمهارة الدبلوماسية المدمرة للذات التي جعلت السوريين غير محميين، ومكنت لأطراف سيئين وهمشت الولايات المتحدة.
وكما فعلت تركيا، توصلت تلك الشخصيات المعارضة إلى نتيجتين، مفادهما أن وجود روسيا في سوريا أشبه ما يكون بعلة يمكن علاجها، ووجود إيران في سوريا هو بمنزلة موت محقق. وكلاهما -المعارضة وتركيا- اختارتا العمل مع روسيا لمعرفة ما إذا كان بالإمكان إنقاذ المريض.
أما الأسد فقد أدى غرضا سياسيا مهما داخليا، إذ كان وجها لدولة نجحت موسكو في "إنقاذها" من مساعي أوباما المزعومة لتغييرها. وقد كانت موسكو تعلم علم اليقين مقدار الفجوة العريضة بين أقوال الإدارة الأميركية السابقة وأفعالها التي جعلتها تتدخل عسكريا دون خشية من العواقب السلبية لذلك.
وطهران ترى في بشار الأسد أكثر من مجرد نموذج للحفاظ على دولة سوريا، فهو شريان حياة لحزب الله اللبناني. وإيران -كما روسيا- لا تساورها أوهام بشأن فريق الأسد وفساده وعدم كفاءته ووحشيته المعروفة للجميع. ولأنها تدرك أن "عميلها" لن يعيش إلى الأبد، فإن إيران تعكف على إقامة مليشيات شبيهة بحزب الله من أجل أن تهيمن على ما تبقى من سوريا.
ولهذا السبب يتحدى المقاتلون الأجانب الذين تقودهم إيران والقادمون من دول بعيدة كأفغانستان، كل محاولات التوصل لوقف شامل لإطلاق النار. وختم الكاتب مقاله بالقول إن بشار الأسد هو العقبة الرئيسية أمام نهوض سوريا مجددا، وإن روسيا تدرك ذلك.
========================
واشنطن بوست :وقف الإبادة الجماعية.. مسؤولية أميركية
 
http://www.alittihad.ae/details.php?id=17783&y=2017&article=full
 
تاريخ النشر: السبت 25 مارس 2017
كارل أندرسون
بتاريخ 17 مارس 2016، أعلن وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري للعالم، أن تنظيم «داعش» الإرهابي يرتكب جرائم إبادة جماعية ضد المسيحيين وبقية الأقليات الدينية في الشرق الأوسط. وكان التصريح مهماً لأنه يمثل الإعلان الرسمي الثاني لحكومتنا عن وقوع جرائم الإبادة الجماعية على نحو متواصل وممنهج.
وكان الإعلان الأول قد أتى من دارفور، حيث قدّر بعض الخبراء عدد الذين قتلوا هناك وفق هذا المخطط حتى الآن بأكثر من 300 ألف شخص. وكان الكونجرس قد شرّع قانوناً بتاريخ 14 مارس 2016 يقضي بأن «داعش» يواصل برنامج الإبادة الجماعية ضد الأقليات الدينية والإثنية، بما فيهم المسيحيون والإيزيديون، بأغلبية 393 صوتاً ضد صفر من الأصوات. واتفق أعضاء مجلس الشيوخ بالإجماع على متابعة القضية أواخر العام الماضي.
وعمد «دوجلاس البازي»، قسيس الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية العراقية الذي انتقل إلى أربيل في إقليم كردستان، إلى إنشاء مركز لإيواء اللاجئين المسيحيين المهجّرين من منطقة سهل نينوى.
وأصبح على دراية واسعة بأعمال الاختطاف والتعذيب ومصادرة الأملاك التي تعرض لها الضحايا، وخاصة لأنه هو ذاته كان واحداً ممن تعرضوا للأسر والتعذيب في بغداد عام 2009 من طرف مجموعات متطرفة مختلفة. وقال لي خلال لقاء جمعني به في أروقة الكونجرس عقب تشريع قانون الإبادة الجماعية، مستخدماً تعابير دقيقة، إن القرار الذي اتخذه الكونجرس هو «الخطوة الأولى الصحيحة». وشدد على أن هذا القرار لا بدّ أن يكون متبوعاً بعمل مباشر ودقيق من جانب الحكومة الأميركية.
وبعد انقضاء عام على اتخاذ أميركا لقرارها بتنفيذ الخطوة الأولى في ذلك الاتجاه، لا يزال «البازي» وبقية المسيحيين العراقيين في انتظار الخطوة التالية التي تتلخص بتبنّي عمل حاسم وفعّال.
وبالرغم من أن الأمر يتعلق بجرائم إبادة جماعية، إلا أن حكومتنا اعتمدت خلال ما تبقى من عام 2016، خطة العمل المهادن. ومنذ بداية حملة الإبادة الجماعية ضدهم وحتى الآن، لم يتلقَّ معظم المسيحيين المهجّرين من العراق إلى أربيل أية مساعدات من الولايات المتحدة أو من الأمم المتحدة. وخلال زيارة قمنا بها إلى العراق الربيع الماضي، تحدثنا إلى مجموعة من الإيزيديين الذين اشتكوا من تجاهل مشابه لأوضاعهم الصعبة.
وقال لنا مسؤولون كبار في كل من الأمم المتحدة والحكومة الأميركية، إن ذلك يعود لتبني أسلوب مواجهة الاحتياجات الفردية للنازحين بدلاً من الاهتمام بحاجاتهم الجماعية. واعترفوا لنا بأنهم لم يتخذوا أي إجراءات لتلبية تلك الحاجات حتى لو كانت تلك الجماعات تتعرض للإبادة الجماعية. وهذا يعني أن نيّة تقديم المساعدة أو إعادة التوطين لأولئك الذين أصبحوا أهدافاً لخطة الإبادة، لم تعد مبنية على أساس اعتبارهم مجتمعات معرضة بأجمعها للخطر.
ولسوء الحظ، كان تجاهل الانتماء الديني لتلك الجماعات بمثابة الورقة الرابحة بالنسبة للأنظمة التي تتبنى خطط الإبادة الجماعية، ويمكن اعتباره وكأنه حكم بالموت على تلك الجماعات. وهو الذي ساعد «داعش» على مواصلة جرائمه بحقهم.
ويمكن القول، إن مسيحيي المنطقة يجتازون الآن نقطة تحول. وبالرغم من تضارب الأرقام، إلا أن التقديرات الأقرب إلى الحقيقة تشير إلى أن عدد الطائفة المسيحية في العراق انخفض من مليون إلى أقل من 250 ألفاً خلال السنوات القليلة الماضية بسبب الممارسات الوحشية لـ«داعش».
وانخفض عدد السكان المسيحيين في سوريا بشكل كبير أيضاً. ويمكن القول الآن إن «الانقراض» أصبح احتمالاً وارداً بالنسبة لهذه المجتمعات.
وبالعودة إلى أيام الحرب العالمية الأولى، فلقد عززت الولايات المتحدة من حملاتها الهادفة لمساعدة المجموعات البشرية الواقعة تحت التهديد. وكان الأرمن وبقية مسيحيي الشرق الأوسط الذين كانوا هدفاً للإمبراطورية العثمانية، قد تلقّوا عشرات ملايين الدولارات كمساعدة إنسانية من حكومة الولايات المتحدة ومن الشعب الأميركي ذاته، وحصل اليهود الناجون من المحرقة اليهودية «الهولوكوست» على الأفضلية في برنامج إعادة التوطين.
وفي تاريخ لاحق، مدت أميركا يد المساعدة للناجين من مذابح الإبادة الجماعية في دارفور. ورصدت الولايات المتحدة ما يزيد على 7 مليارات دولار للسودان منذ عام 2003، وقدمت أكثر من 2.7 مليار دولار كمساعدة إنسانية لدارفور خلال تلك الفترة.
وأما في العراق، فإن الغالبية العظمى من الناجين من حملة الإبادة الجماعية لا زالوا ينتظرون المساعدة. وهناك عشرات الألوف من المهجرين المسيحيين في أربيل. كما أن الإيزيديين لم يتلقوا أي مساعدات من حكومة الولايات المتحدة، وتتلخص كل أوضاعهم الآن في أنهم ما زالوا هدفاً لحملة الإبادة الجماعية التي يشنّها تنظيم «داعش» بلا هوادة.
ويشكل التخلي عن هؤلاء الناجين من المذبحة، وإبقاؤهم على معاناتهم خلال السنتين الماضيتين وصمة عار في تاريخ السياسة الخارجية الأميركية. وأصبح التخلي عنهم أمراً غير معقول ولا مقبول.
ومنذ انتخابات عام 2016 في الولايات المتحدة، قال قياديون مسيحيون عراقيون، إنهم لمسوا بعض مشاعر التعاطف الجديدة معهم من مسؤولين أميركيين بارزين. ويعدّ هذا أمراً جيداً يستحق الثناء، إلا أن التعاطف وحده لا يكفي، بل يجب أن يتحول إلى عمل فعّال.
وقبل أقل من عام، قال المرشح للرئاسة الأميركية في ذلك الوقت دونالد ترامب: «لقد تركنا المسيحيين ليتعرضوا لاضطهاد فظيع وحتى لعملية إبادة جماعية. ولم نفعل شيئاً لمساعدة المسيحيين في الشرق الأوسط.. لا شيء على الإطلاق. وعلينا أن نشعر بالخجل الدائم بسبب امتناعنا عن القيام بعمل».
وله كل الحق في أن على بلدنا كله أن يشعر بالخجل من هذا التقصير. والآن، وبعد أن ورثت إدارته هذه المشكلة، فلقد أصبح في وضع الإنسان المؤهّل لحلها. وينبغي على إدارة ترامب تصحيح الأخطاء التي ارتكبت بعد أن تحملت تلك المجتمعات المسيحية الكثير من المعاناة بسبب امتناع الدولة عن تبنّي ثلاث خطوات مهمة وعاجلة هي: أولاً، التأكد من عدم تجاهل أو استبعاد أي فئة تعاني خطر الإبادة الجماعية من برنامج الحكومة الأميركية للمساعدات الخارجية. وعلى الأقل، يتحتم علينا أن نفعل في هذه الحالة ما سبق لنا أن فعلناه في دارفور من خلال صندوق المساعدات.
ثانياً، على الولايات المتحدة أن تطالب الأمم المتحدة بمساعدة المجتمعات التي تعاني خطر الإبادة الجماعية وذلك بضمّها إلى قوائم الأطراف التي تستحق المساعدات الإنسانية. وثالثاً، علينا أن نواصل العمل مع المجتمع الدولي لدحر تنظيم «داعش» وإحضار الجناة الذين مارسوا أعمال الإبادة الجماعية إلى العدالة.
ويجب على الكونجرس أن يبادر إلى العمل بالسرعة القصوى على إقرار مشروع القانون H-R 390 – لمحاسبة المسؤولين عن أعمال الإبادة الجماعية في سوريا والعراق الذي يتبناه بعض النواب «الجمهوريين».
وسوف يساعد هذا القانون في التأكد من أن المساعدات الملحّة سوف تصل إلى تلك المجتمعات التي تتعرض للخطر. وفي ظل هذا القانون، يتوجب على حكومة الولايات المتحدة أن تسرع بإرسال المساعدات إلى الكيانات التي تتألف من مهجّري الأقليات الدينية والإثنية المستهدفين بجرائم الإبادة الجماعية.
وينبغي على الإدارة الجديدة أن تبدأ بتصحيح الأخطاء السابقة، وأن تتبع خطة جديدة. ويمكنها أن تعمل بسرعة على وقف عمليات الإبادة الجماعية، وإلا فإنها سوف تتواصل.
* محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
واشنطن بوست :حرب ترامب على الإرهاب


http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=93570
 
في نهاية الأسبوع الماضي، أجرت صحيفة «نيويورك تايمز» تقييماً مدروساً لنهج الرئيس دونالد ترامب لمحاربة الإرهاب. وخلاصة القول إن هذا النهج يشبه كثيراً نهج الرئيس باراك أوباما. وهو يركز على استخدام غارات العمليات الخاصة والقوات الجوية الأميركية، ولكنه يعتمد في الأساس على الشركاء المحليين لتقديم الجزء الأكبر من القوات البرية.
ولكن هذا النهج ليس أيضاً نسخة طبق الأصل من نهج أوباما. فهو أكثر انفتاحاً على المخاطر، حيث يسمح بالقيام بمزيد من المهام أكثر مما كان يفعل أوباما، ويفوض القادة العسكريين التابعين له لاتخاذ مزيد من القرارات. ولكن مقارنة بالبدائل الرئيسية -مثل غزو تقليدي كبير، أو ضربات جوية غير مقيدة، أو أي شيء آخر من هذا القبيل- فإن نهج ترامب يشبه سياسة أوباما في عام 2016.
ودعونا نكون واضحين، كانت سياسة أوباما لعام 2016 في حد ذاتها بمثابة تنصل من نهجه السابق. وخلال الفترة من أواخر 2011 إلى أواخر 2014، حاول أوباما جاهداً تنفيذ نوع مختلف من الحرب على الإرهاب، حرب تتماشى مع استراتيجيته المفضلة لتحقيق التوازن في الخارج. وخلال هذه الفترة، ركز أوباما على سحب القوات البرية الأميركية تماماً والاعتماد إلى حد غير عادي على القوات المحلية للقيام بجميع العمليات الكبيرة. وعول أيضاً على نطاق واسع على ضربات الطائرات من دون طيار في أي عمل يقوم به ضد الإرهابيين.
وهذه المرحلة من الحرب على الإرهاب تم تحسينها إلى أقصى درجة لتجنب أخطاء الإهمال. وحكم أوباما بأن هذه المخاطر مقبولة خلال هذه المرحلة؛ لأنه قال إن لب تنظيم «القاعدة» كان في سبيله للهروب، وإن معظم الفروع التابعة للتنظيم (مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية) من الممكن للقوات المحلية التعامل معها، وإن الجماعات الإرهابية الناشئة الأخرى مثل «داعش» يمكن الحد من خطرها لأنها كانت تهديدات «أحدث زمنياً».
لقد فشل هذا النهج بشكل سيئ إلى درجة أن المدافعين عن تلك السياسة حاولوا دون جدوى الإقناع بأن نهج أوباما لا ينبغي وصفه بأنه يصنف ضمن ما يسمى «تحقيق توازن التدخل خارج الحدود». وقد وجدت خط الدفاع هذا مثيراً للتساؤل، ولذا فقد طلبت، خلال مؤتمر عقد مؤخراً، من المؤيد الرئيسي لنهج «تحقيق التوازن خارج البلاد»، كريستوفر لاين، أن يفصل في هذه المسألة. فأكد أن نهج أوباما بالنسبة لمشكلة تنظيم «داعش» في سوريا والعراق خلال المرحلة من 2011- 2014 كان يستند، في الواقع، إلى تحقيق فكرة «التوازن خارج البلاد».
وبمجرد ظهوره، شكل تنظيم «داعش» تهديداً قوياً بما يكفي لزعزعة استقرار التوازن المحلي للقوى -عدم استقرار فاجع إلى درجة لا يمكن تجاهلها- أجاز أوباما التحول التدريجي إلى الداخل. وفي البداية، حاول أن يجعل التحول بسيطاً قدر المستطاع، إلى درجة السذاجة، كما كان الحال مثلاً عندما تظاهرت إدارة أوباما بأن التدخل لا يشمل «قوات برية». ولكن بمرور الوقت، رفع أوباما تدريجياً الحدود القصوى التعسفية على أعداد القوات الأميركية المنتشرة، وسمح تدريجياً بقواعد اشتباك أكثر تساهلاً.
وهذا النهج الجديد، الذي يمكن وصفه بأنه «متوسط البصمة» أو من الدرجة المتوسطة، بدأ في إظهار نتائجه. وبنهاية فترة ولايته، استطاع أوباما أن يفخر بأن الولايات المتحدة كانت أخيراً على طريق النجاح ضد تنظيم «داعش». وكان أوباما ومؤيدوه في الحزب الديمقراطي أقل صراحة بكثير بشأن فشل نهجهم السابق، ولكنهم ربما كانوا محقين أيضاً في الزعم بأنهم وجدوا أخيراً نهجاً من أفضل البدائل لتسليمه إلى خلفهم.
وعلى رغم انتقاده المرير لأوباما خلال الحملة، يبدو أن ترامب وافق على خط سلفه، لأنه لم يعدل في هذا النهج كثيراً، حتى الآن. فقد كثف الجهود - تماشياً مع خطابه أثناء الحملة بأن يكون أكثر جرأة في القتال ضد تنظيم «داعش»- ولكن ليس بطريقة من شأنها أن تغير أيضاً بشكل جذري النهج «متوسط البصمة».
وهذا يقودنا لسؤال هو: ماذا سيفعل ترامب إذا هزم «داعش»، في شكلها الحالي، في النهاية؟ إن هزيمة ما يسمى «داعش» ستكون نقطة تحول مهمة في الحرب على الإرهاب، ولكنها، في الواقع، قد لا تقضي أيضاً على التهديد الإرهابي إلى الأبد. وسيبقى شكلاً من أشكال التهديد، ويجب أن يقرر صناع السياسات في الولايات المتحدة طريقة المواجهة في المستقبل.
ووفقاً لتقديرنا، فإن خيارات ترامب ستشبه كثيراً الخيارات التي كانت أمام أوباما وبوش من قبله:
 1) فك الارتباط العسكري، أي العودة مرة أخرى إلى نهج «تحقيق التوازن في الخارج»، كما فعل أوباما من 2011- 2014.
2) مكافحة الإرهاب بدرجة «خفيفة» أقل زخماً، أي كما فعل أوباما في أواخر 2014.
3) مكافحة الإرهاب بدرجة متوسطة، أي الاتجاه الذي تحول إليه نهج أوباما في أواخر 2016 وانتهجه ترامب حتى الآن.
4) حدوث طفرة في الحرب على الإرهاب، وهي الطريقة القصوى التي اختارتها إدارة بوش عام 2007.
-------------------
بيتر فيفر*
* محلل سياسي أميركي
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
نيويورك تايمز :رسالتي إلى الخمسة الكبار
 
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=93572
 
توماس فريدمان
تاريخ النشر: السبت 25 مارس 2017
هذه المذكرة موجهة إلى: وزير الدفاع جيمس ماتيس، ومستشار الأمن الوطني الفريق هربرت ريموند ماكماستر، ووزير الأمن الوطني جون كيلي، ومدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون.
أيها السادة، أكتب إليكم اليوم باعتباركم الخمسة الكبار الأكثر أهمية في إدارة ترامب. وأقول لماتيس وماكماستر وكيلي، لقد قدمتم أنتم الثلاثة خدمات مشرّفة لأمتنا، باعتباركم جنرالات أديتم واجباتكم في ميادين القتال. وأقول لبومبيو، لقد تخرجت في «ويست بوينت» وخدمت في فيلق الفرسان. وأنت يا تيلرسون، كنت تدير واحدة من أكبر الشركات في الولايات المتحدة. وأنا أوجّه رسالتي هذه إليكم بشكل مباشر؛ لأنني أعتقد أنكم «آخر الرجال الطيبين» الذين يمكنهم النهوض والعمل على وضع حدّ للانحطاط الأخلاقي الذي يعشش في إدارة ترامب على أعلى مستوى فيها.
وفي آخر مرة واجه فيها وطننا داء السرطان الذي أصاب منصب الرئاسة، وقفت قيادات الحزب الجمهوري له بالمرصاد، ووضعت مصلحة الوطن فوق مصالح الحزب من أجل التوصل إلى الحقيقة. وأما اليوم، فقد أصبح الحزب الجمهوري يمثل الصورة الباهتة لما كان عليه من قبل! وفيما عدا بعض الاستثناءات القليلة، فقد أعلن الحزب عن إفلاسه الأخلاقي، وتنازل عن المسؤوليات الملقاة على عاتقه لتحديد الخطوط الحمراء التي ينبغي على الرئيس دونالد ترامب الالتزام بها.
وفي البداية، أوجه السؤال التالي لأولئك الذين خدموا وطننا كضباط عسكريين: كيف ستكون ردة فعلكم لو أن قائدكم قد اتهم سلفه بارتكاب جريمة تصل خطورتها إلى حد الحنث باليمين الدستوري، ثم لا يلبث القضاء العسكري أن يكتشف بعد أسابيع قليلة أن ذلك الاتهام باطل؟
وأنت يا تيلرسون، كيف سيتصرف مجلس إدارة شركتك السابقة لو أن أرفع مسؤول تنفيذي جديد في «إكسون موبيل» قد بادر إلى اتهام سلفه بارتكاب عمل خطير يندرج ضمن إطار سوء الإدارة والتسيير، ثم لا يلبث مكتب التحقيقات الفيدرالي أن يخبر مجلس الإدارة بأن ذلك الاتهام باطل جملة وتفصيلاً؟.
وهل يمكن للعسكريين أن يقولوا ببساطة: «نحن آسفون لأننا قمنا بتنفيذ ضربة بالمدفعية عن طريق الخطأ»؟. أو أن تقول يا تيلرسون: «أنا مجرّد إنسان مبتدئ في القضايا الدبلوماسية»؟! كنت أتمنى لو أنكم جميعاً قد أخذتم اليمين الدستوري على محمل الجد لاحترام وحماية الدستور والالتزام بأعلى المعايير المؤسساتية.
والآن، أنا في باريس، بعد أن قضيت أسبوعاً في الشرق الأوسط. وأرى من دواعي الواجب أن أخبركم بأن العالم كله يراقبكم. وقد قابلت العديد من الشبّان العرب الذين ينتمون إلى كل دول المنطقة، وأخبروني بأن أميركا، عندما تترك الفرصة لرئيسها للابتعاد عن الحقيقة عن طريق تبني الأكاذيب وإخفاء المعلومات وتلطيخ سمعة الإعلام أو المعارضين السياسيين، فإن ذلك يؤخذ على أنه ترخيص لكل قادة الدول الأخرى لتبني السلوك المطابق تماماً والقول: «انظروا.. لقد فعل ذلك الرئيس الأميركي، فلماذا لا نفعله نحن»؟.
والآن، يسود الأجانب في العالم أجمع إحساس طاغٍ بخسارة واختفاء أميركا التي تعودوا أن يروا من خلالها مظاهر التفاؤل واحتواء الآخر والكرم وحكم القانون. وقد أثبت استطلاع رأي حديث أجري في ألمانيا، مؤخراً، أن النسبية المئوية للألمان الذين يعتقدون أن «الولايات المتحدة حليف يستحق الثقة» انخفضت من 59 في المئة في نوفمبر إلى 22% في المئة الشهر الماضي.
ونحن نعرف أن ترامب ورث عن سلفه «صندوق بريد عامراً بالمشاكل»، وخاصة في السياسة الخارجية، ولكن لسوء الحظ، نرى أن ترامب «يزيد ذلك الصندوق تعقيداً»، وفقاً لما قاله ريتشارد هاس رئيس «مجلس العلاقات الخارجية» في مجلس الشيوخ ومؤلف العديد من الكتب القيّمة ذات العلاقة بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ومن أشهرها كتاب تحت عنوان: «عالم الفوضى: السياسة الخارجية الأميركية وأزمة النظام القديم». على أن سعي ترامب الحثيث لتبني النظام الحمائي ومعاداة المهاجرين، وخطابه وسياساته كلها، لا تؤدي إلا إلى تعميق الشكوك عبر العالم حول إمكانية الاعتماد على أميركا كحليف يستحق الثقة. ومن دون الإسراع إلى تصحيح هذا الوضع، كما يقول هاس، «فسينتهي بنا الأمر ليس إلى شعار (أميركا أولاً)، بل إلى حالة أميركا المنعزلة».
والعمل على منع حدوث ذلك هو مهمتكم أنتم أيها الخمسة الكبار الطيبون. وأنا على يقين أنه لا واحد منكم على الإطلاق سيسمح لأحد بأن يسلك طريق عدم الأمانة الذي عبر عنه ترامب من خلال تغريداته الناقدة على موقع «تويتر» ضد سلفه أوباما.
وإذا تحدثتم عن هذه الأمور من دون أن تفعلوا حيالها شيئاً، في الوقت الذي لا يتوقف فيه قائد الأمة عن الإساءة لسلفه، فلن يقتصر الأمر عندئذ على فقدانكم لمصداقيتكم، بل سيتعدى ذلك إلى الإيحاء لبلدان العالم الأخرى بأنكم لم تتمكنوا من الحفاظ على المعايير التي يتطلبها حكم القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان. وعندئذ، سنتحول إلى بلد أقل شأناً، وربما إلى مكان أكثر انطواء على الخطر.
--------------------
توماس فريدمان*
* محلل سياسي أميركي حائز على جائزة «بوليتزر»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
========================
واشنطن بوست :ترمب يزيد من نهجه العدواني في سوريا
 
http://www.alarab.qa/story/1126779/ترمب-يزيد-من-نهجه-العدواني-في-سوريا#section_75
 
قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن الولايات المتحدة تعمق مشاركتها في الحرب ضد تنظيم الدولة بعد عملية نقل جوي أميركية لم يسبق لها مثيل للمقاتلين العرب والكرديين إلى الخطوط الأمامية في شمال سوريا، بدعم من طائرات الهليكوبتر الهجومية والمدفعية الأميركية في البلاد.
وأضافت الصحيفة أن القوات الأميركية لم تشترك في القتال البري لكن الهجوم يشير إلى أن إدارة ترمب تتخذ نهجا عدوانيا بشكل متزايد حيث تخطط لهجوم قادم على الرقة معقل تنظيم الدولة، وبالإضافة إلى استخدام طائرات الهليكوبتر لنقل الثوار إلى القتال بالقرب من سد الطبقة على نهر الفرات، أرسلت أميركا طائرتين من طراز أباتشي ومدفعية بحرية عيار 155ملم.
ونقل التقرير عن مسؤولين أميركيين قولهم إن العملية أدخلت مقاتلين عربا وأكرادا سوريين خلف خطوط تنظيم الدولة غرب الرقة، ما يعرض الأفراد الأميركيين إلى درجة من الخطر تم تجنبها من قبل في سوريا، وركزت البعثة على استعادة السد، ومدينة الطبقة القريبة، ومطار محلي.
وأشار التقرير إلى أن هذه العملية تتزامن مع معركة في مدينة الموصل، وهي المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في العراق، لافتا إلى أن المعركتين تعكسان استراتيجية الولايات المتحدة في فرض أكثر من تحد في وقت واحد على تنظيم الدولة.;
========================
ناشونال إنترست :لماذا لن يدعم حلفاء أميركا بالمنطقة معركة الرقة؟
 
http://www.alarab.qa/story/1127422/لماذا-لن-يدعم-حلفاء-أميركا-بالمنطقة-معركة-الرقة#section_75
 
يعتقد نيكولاس هيراس المحلل بمركز الأمن الأميركي الجديد أن الولايات المتحدة تتجه نحو انخراط عسكري كامل في شرق سوريا لطرد تنظيم الدولة منه، والبقاء هناك لفرض الاستقرار، وهو ما اعتبره الكاتب تحدّيا خطيراً للجيش الأميركي.
وأضاف الكاتب في مقال بمجلة ناشونال إنترست الأميركية: تنظيم الدولة متأهب بالفعل لمثل هذا السيناريو من أميركا؛ إذ يعد التنظيم نفسه لإطلاق حركة تمرد، ريفية وشنّ غارات على المدن، وهجمات أخرى لإضعاف الحالة الأمنية ونظام الحكم الذي ستنشئه القوات الأميركية والأكراد في شرق سوريا.
واستطرد الكاتب أن الخطر الحقيقي بالنسبة لخطة إدارة ترمب هو أن مهمة فرض الاستقرار في المدن التي ستنتزع من تنظيم، الدولة خاصة مدينتي الرقة ودير الزور، قد تتحول إلى مستنقع لقتل الجنود الأميركيين إذا ما قرر تنظيم الدولة أو نظام الأسد وحلفاؤه محاربة القوات الأميركية «الغازية» و»المتمردين» الأكراد.
وتحدث الكاتب عن عقبة أخرى تواجه خطة أميركا لطرد تنظيم الدولة من شرق سوريا، وهي صعوبة تأمين مشاركة حلفاء أميركا في الشرق الأوسط في المعركة مثل: تركيا، ودول الخليج، والعراق، والأردن؛ لأن الجميع لديه ما يشغله في اللحظة الراهنة.
وأضاف الكاتب أن تركيا معزولة جغرافياً عن المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة على طول نهر الفرات بشرق سوريا، وأن الأتراك لن يتعاونوا مع أكراد سوريا الذين اختارتهم أميركا كأبرز حليف في المعركة ضد تنظيم الدولة.
وعن دول الخليج يقول الكاتب: إنها مشغولة بحرب اليمن التي تتحول بشكل متسارع لساحة بارزة لصراع شيعي سني في المنطقة لا توجد مؤشرات على أنه سيهدأ.
أما الأردن، أحد أبرز حلفاء أميركا وأوثقهم، فقال الكاتب: إنه يملك جيشاً به قوات تدخل سريع فضلاً عن تعاونه مع الجيش الأميركي لتدريب ميلشيات سورية مسلحة مناهضة لتنظيم الدولة في سوريا والعراق، لكن رغم ذلك، فإن وجود قوات الجيش الأردني بشكل دائم في شرق سوريا سيبدد قوته في وقت تسعى فيه المملكة للتركيز على عمليات الأمن الداخلية والحدودية.
ورأى الكاتب أن العراق من الممكن أن يكون شريكاً مثالياً للقوات الأميركية في شرق سوريا، لكن قوات الأمن العراق يعاد بناؤها في الوقت الراهن وستكون طاقتها كلها مستنفدة في فرض الاستقرار في المناطق التي طُرد منها تنظيم الدولة في غربي العراق.
وتابع الكاتب أن قوات الأمن العراقية، التي تقع تحت تأثير كبير لإيران وحرسها الثوري، لن تكون شريكاً مرحباً به من قبل سكان سوريا الذين ذاقوا مرارة دعم إيران لنظام بشار الأسد.
ولذلك استنتج الكاتب أن محدودية مشاركة حلفاء أميركا لإدارة ترمب في معركة شرق سوريا تعين أن الجيش الأميركي سيخوض المعركة وحده مع الميلشيات السورية فقط، وهو ما سيكون عبئاً ضخماً.
وختم الكاتب بالقول: إن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن تنشر الولايات المتحدة عدة آلاف من جنودها في مواقع استراتيجية بشرق سوريا لدعم الأكراد وتثبيت الاستقرار.;
========================
الصحافة الروسية :
 
كومسومولسكايا برافدا: إسرائيل ستصطدم بالصواريخ الروسية
 
http://www.raialyoum.com/?p=643944
 
تطرقت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” إلى الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية؛ مشيرة إلى أن الطائرات الإسرائيلية تمتحن بذلك أعصاب القائمين على وسائل الدفاع الجوي الروسية.
 جاء في مقال الصحيفة:
شنت الطائرات الإسرائيلية خلال الأسابيع الأخيرة غارات على مواقع في سوريا. ويفسر ساسة وجنرالات إسرائيل هذه الهجمات بأنها ضرورية لمحاربة عدوهم اللدود “حزب الله” اللبناني.
ويتراوح عدد الطائرات الإسرائيلية، التي تخترق المجال الجوي السوري، بين 5 و6 طائرات. وقد أعلنت وزارة الدفاع السورية مؤخرا عن إسقاط إحدى الطائرات الإسرائيلية، لكنها لم تقدم أي دليل على ذلك. في حين اعترفت إسرائيل على مضض بسقوط طائرة تجسس من دون طيار في سوريا.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قد هدد قبل ذلك دمشق بأن إسرائيل سوف تدمر منظومات دفاعها الجوي إذا ما تعرضت طائراتها لهجمات من جانب هذه المنظومات. وقد ردت دمشق بأنها ستدافع عن أجوائها بالوسائل المتوفرة كافة. وهنا بدأت تفوح رائحة حرب جديدة “فرعية” في سوريا. علما أن إسرائيل على غرار الولايات المتحدة تنتهك الأجواء السورية من دون أي تصريح.
وصحيح أن إسرائيل تمتلك قوة جوية عسكرية يمكنها ضعضعة وسائل الدفاع الجوي السورية القديمة رغم وجود منظومات “إس–300 أو “بوك” بينها. لكن المضادات الجوية السورية تستطيع أيضا أن “تكشر عن أنيابها” لكل من يعتقد أنها أهداف سهلة، وخاصة أن الخبراء الروس قد دربوا جيدا السوريين العاملين عليها.
ولكن يظهر هنا عامل جدي جديد – منظومات الدفاع الجوي الروسية. ففي سوريا منظومات “إس–400 و “بانتسر” الصاروخية، التي تغطي أجواء قاعدة حميميم وطرطوس. فقد أعلن بعض الخبراء في الغرب أن طائرات “إف–16 تمكنت من الالتفاف على المنظومات الروسية وقصفت مواقع “حزب الله”، وآخرون أكدوا أن الرادارات الروسية لم تتمكن من “اكتشاف” الطائرات الإسرائيلية. علما أن الطائرات الإسرائيلية في حقيقة الأمر حالما تلقت إشارات الرادارات الأرضية ولت هاربة إلى مطاراتها، وهذه إشارة إلى أن الصواريخ كانت موجهة نحوها، دون أن تكمل مهمتها.
إن هذا اللعب الخطر بأعصاب الخبراء الروس والسوريين العاملين على منظومات الدفاع الجوي، وإن صمت منظومات “إس–400 و”بانتسر” الصاروخية الروسية لا يعني أبدا ضعفها وعدم فعاليتها. فإذا استمرت إسرائيل في مهاجمة ليس فقط مواقع “حزب الله” بل وأيضا القوات الحكومية السورية، فإن المنظومات الروسية لن تسكت. لأن سكوتها سوف يسمح لأعداء موسكو بالحديث عن عدم فعالية منظومات الدفاع الجوي الروسية. وإن عدم تدخل روسيا سيكون دليلا على ضعفها. لذلك سيكون لزاما عليها الرد. ولكن من الأفضل عدم استفزازنا. فخبراء الصين والهند وإيران وتركيا تأكدوا من فعالية منظومات “إس–400 في أحد ميادين الاختبار داخل روسيا. وقد تمكنت هذه الصواريخ من إصابة الأهداف الطائرة بسرعة تفوق سرعة الصوت. لذلك فإن الطلب عليها يزداد يوما بعد آخر، وليس مستبعدا أن تطلب دمشق تزويدها بهذه المنظومات أيضا لأنها ليست مدرجة في قائمة الحظر على توريد الأسلحة إلى سوريا. وكل شيء هنا يتوقف على قرار القيادة السياسية الروسية، ووقاحة القوات الجوية الإسرائيلية. (روسيا اليوم)
========================
موقع روسي: هل تنزع روسيا فتيل التوتر بين إيران وإسرائيل؟
 
http://arabi21.com/story/993684/موقع-روسي-هل-تنزع-روسيا-فتيل-التوتر-بين-إيران-وإسرائيل#tag_49219
 
تساءل موقع روسي، السبت، عن مدى إمكانية لعب روسيا دورا في نزع فتيل التوتر بين إيران وإسرائيل، بعدما أصبحت سوريا ساحة لتصادم مصالح العديد من اللاعبين الخارجيين، على حد تعبيره.
وقال "برافدا. رو" في مقال نقله عنه موقع "روسيا اليوم" إن "تطور الأحداث في سوريا وحولها يدفع بالسياسة الروسية إلى مرحلة جديدة. ويدور الحديث هنا عن بلورة بيئة إقليمية ملائمة للوصول إلى تسوية طويلة الأمد".
وبحسب الموقع، فإن "إحدى أهم المهمات في هذا الصدد هي العمل على تسوية الخلافات بين إسرائيل وإيران. وإذا ما نجح الكرملين في العثور على حل مرض، فإن هذا سيهيئ الظروف لتسوية طويلة الأمد في منطقة الشرق الأوسط كلها".
وأشار إلى أن "سوريا أصبحت ساحة لتصادم مصالح العديد من اللاعبين الخارجيين، وكان ذلك مرتبطا إلى حد بعيد بطول ووحشية الحرب الأهلية في هذا البلد العربي".
ولفت الموقع إلى أنه "في مثل هذه الظروف، فإن الشرط الأساس لوقف تصعيد الصراع هو الحد من عدد المشاركين الخارجيين النشطين في النزاع، لإمكان التوصل إلى حل وسط بينهم. وإن أفضل نموذج يتمثل في أن يكون الحديث عن عدوين أساسيين فقط، يمكن أن توائم بين مصالحهما قوة ثالثة هي الأكبر نفوذا".
وأوضح أنه "إذا قيمنا خطوات روسيا في سوريا، فلا يمكن إلا أن نلاحظ أن موسكو بالذات تدفع القضية نحو صيغة المثلث، مستفيدة بمهارة من مزايا الوضع الراهن. ومن بين كل اللاعبين الخارجيين في ساحة الملعب السوري، وعلى اختلافهم، يكون على روسيا التعامل مع لاعبين اثنين فقط، ولكنهما الأكثر خطورة، وهما: إيران وإسرائيل".
فهاتان القوتان الإقليميتان، بحسب الموقع، تلعبان لعبة شائقة منذ زمن بعيد: كلتاهما تسعى لإعادة هيكلة الشرق الأوسط بصورة، تصبح هي فيه المركز الأساس للقوة والاستقطاب والنفوذ المؤثر في سير الأمور. وذلك بمساعدة آليات تشبه آليات "الحرب الباردة".
وبشأن زيارة نتنياهو إلى موسكو، قال الموقع إنه "ليس مصادفة أن يحاول نتنياهو، في زيارته إلى موسكو، إقناع بوتين بممارسة النفوذ على الإيرانيين لوقف تزويد حلفائهم الشيعة في سوريا من حزب الله بأسلحة متطورة، وإلا فإن الإسرائيليين لن يتمكنوا من ضبط أنفسهم، ولن يكون بمقدورهم الحفاظ على الحيادية في النزاع السوري".
ولفت إلى أنه "لا يبدو المقصود فقط مسألة تسليح حزب الله. وعلى الأرجح أنه طلب من بوتين الحد من الدعم الإيراني للحزب. ومن المثير جدا أن وسائل الإعلام العربية سجلت بعد وقت قصير من ذلك انخفاضا ملموسا في تمويل الحزب، وهذا ما انعكس بصورة خاصة على وسائله الإعلامية، التي اضطرت بشكل حاد إلى التقليص من عدد موظفيها ومطبوعاتها".
وأعرب الموقع عن اعتقاده بأن "روسيا أبدت تفهما لطلب نتنياهو، وأن بوتين سيحاول الحصول على تنازلات أكبر من الجانب الإيراني أثناء زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني زيارة إلى موسكو نهاية الشهر الجاري، حول هذه المسألة، وذلك من أجل أقناع إسرائيل بنجاعة وساطته".
وعن الغارات الإسرائيلية ضد قافلة سلاح حزب الله في سوريا، قال الموقع الروسي إن "الغارة شكلت عن حق مفاجأة لموسكو. ومن الممكن تفسير ذلك كمحاولة من تل أبيب لممارسة الضغط على موسكو، قبيل زيارة الزعيم الإيراني، لكي تلعب الأخيرة دورا أكبر في الحصول على تنازلات منه، بشأن دعمها لحزب الله".
واختتم الموقع حديثه بتساؤل عن "توقيت الغارة الإسرائيلية الأخيرة"، مشيرا إلى أن "الإسرائيليين اختاروا توقيتا مناسبا جدا: ما بين زيارة نتنياهو وروحاني إلى موسكو، والهدف من كل هذا المخطط هو التحقق من مضمون السلوك الروسي في حال تدهور الوضع العسكري فجأة بين إسرائيل وحزب الله، وعلى من ستمارس روسيا الضغط، وكيف".
========================
الصحافة الفرنسية :
 
ألترناتيف هومانيتار: هل تنجح الدبلوماسية في وقف المجزرة في سوريا؟
 
http://idraksy.net/syrie-la-diplomatie-mettra-t-elle-fin-a-lhecatombe/
 
نشرت صحيفة “ألترناتيف هومانيتار” الفرنسية المختصة في دراسة الشأن الإنساني في مختلف أنحاء العالم، بحثا حول “الوضع السوري في ظل صراع القوى”، الذي نُشر بتاريخ 10 آذار/مارس سنة 2017، من قبل الدكتور، سامي عون، أستاذ في معهد العلوم التطبيقية في “جامعة شيربروك” ومدير المرصد الكندي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمركز “راؤول داندوران” للدراسات الإستراتيجية التابع “لجامعة كيبك”.
وأشار عون في هذه الدراسة إلى أن التحدي يكمن أساسا في التوقّع الدقيق للمنحى الذي يتّخذه الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط، لاسيما في ظلّ التطورات الحاصلة على الأراضي السورية. في واقع الأمر، جمع النّزاع في سوريا بين حرب بالوكالة، وتمرّد على النظام وحرب أهلية. بالإضافة إلى ذلك، اتّسم النزاع بعنف طائفي بين الأوساط السنية العربية من جهة، والأقليات العلوية من جهة أخرى فضلا عن التوتر القائم بين المكونات الحضرية والريفية.
وبغية فهم التغيرات الإستراتيجية والجيوسياسية في سوريا خاصة، والشرق الأوسط عامة، لا بد من إدراك أن النظام في المنطقة حاد عما نصت عليه اتفاقية “كامب ديفيد” سنة 1978 التي جاءت بها الولايات المتحدة على أعقاب طرد خبراء وجنود الإتحاد السوفيتي من مصر. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التراجع في الدور الأمريكي مقارنة بفترة السبعينات، كان نتيجة للخيارات التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، التي اعتبرت الشرق الأوسط منطقة أفل نجمها استراتيجيا وجيوسياسيا في ظل تنامي صعود آسيا.
من هذا المنطلق، برز شعار الولايات المتحدة الشهير “تحويل الوجهة نحو الشرق”، وهو ما يفسر تعامل باراك أوباما مع القضية السورية من مبدأ “القيادة من الخلف” أي تجنّب التواجد في الصفوف الأمامية للنزاع، وهو الموقف الذي كان يُنظر إليه على أنه رفع وصاية على الشرق الأوسط من خلال الاستعانة بمصادر خارجية على غرار موسكو.
في الأثناء، تسببت النهاية السريعة “للابتهاج” الذي رافق الربيع العربي في تعزيز خيبة الأمل التي قضت على مطامع التحرر من قبضة الأنظمة الديكتاتورية. نتيجة لذلك، أدّت الأزمة الحاصلة في العديد من البلدان بسبب الأعداد الهائلة للاجئين والمُبعدين عن أوطانهم، فضلا عن العواقب الوخيمة التي طالت التوازنات الديمغرافية، إلى تعميق الهوّة في العلاقات الاجتماعية والثقافية داخل الشعوب المتضررة. علاوة على ذلك، يمكن للأزمة أن تُلقي بظلالها على الولاءات العرقية والطائفية مما يؤجج مشاعر الإقصاء والكراهية ضد الحكومات القائمة والتي تسعى جاهدة لضمان ولاء مواطنيها.
من جهة أخرى، تسجل روسيا عودة قوية إلى صفوف اللعبة في الشرق الأوسط، في أعقاب التدخل الروسي العسكري في أيلول/سبتمبر سنة 2015 بقيادة فلاديمير بوتين، الذي أعلن بكل وضوح عن رغبته في أن يتم الاعتراف بموسكو كشريك فاعل ورئيسي في الشرق الأوسط. بالتالي، يمثل هذا الوضع إحدى التحديات الرئيسية لسياسة دونالد ترامب في المستقبل، الذي سيجد صعوبة في فرض إدارة بلاده لسياستها في المنطقة.
في المقابل، قد تعني العودة الروسية على الساحة أننا سنشهد في المستقبل القريب عودة الثنائية الروسية-الأمريكية في الشرق الأوسط حتى وإن كانت على صعيد محدود، وهو ما يعني تقسيم النفوذ في المنطقة وفرض قيود على توغل القوى الإقليمية المتنافسة على الأراضي السورية. في الأثناء، تشيح القوى العالمية، ومن بينها العربية، بنظرها عن العنف والتقتيل الذي شهدته مدينة حلب عند الاستيلاء عليها من قبل الموالين للنظام والمقاتلين الشيعة. هذا في الوقت الذي يتم فيه تشديد الحماية على العاصمة دمشق، ضد الهجمات الخارجية باعتبارها مقر الحكومة.
في الواقع، قد يُنبأ هذا الحدث بفترة استراحة دائمة أو حتى هدنة مستقبلية وهو ما تتمناه الأطراف المتنازعة. علاوة على ذلك، تمثل صعوبة إخلاء السكان المدنيين إشارة على إعادة التشكيل الديمغرافي الذي يسبق تقسيم الأراضي والروابط بين مكونات المجتمع على أسس عرقية وطائفية. ونتيجة لذلك، يحتاج الشعب السوري بجميع طبقاته الاجتماعية وفي مختلف المناطق إلى التوحد من أجل الخروج من هذه المحنة.
إن الحرب التي قادها ولا يزال يقودها “الوكلاء” عن مختلف القوى في سوريا تبين الإنهاك الذي لحق بجميع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالنزاع السوري. من جهتها، تنتظر روسيا بفارغ الصبر إبرام اتفاق جديد مع واشنطن لتجنب “الغرق أكثر في مستنقع” الحرب السورية. وحتى ذلك الحين، لن تتوانى موسكو عن إكمال ما بدأت به لسحق أي معارضة للنظام ومن ثم دعوة الثوار، الراغبين في استئناف الحوار الداخلي، إلى طاولة المفاوضات السياسية.
وعلى المستوى الإقليمي، نجح بوتين في الحصول على الشرعية من الدول ذات الأغلبية السنيّة على غرار الجزائر، ومصر، وبالأخص تركيا. كما يبدو أن الوقت قد حان بالنسبة لروسيا لقطف ثمار سياستها حيث سيتم التخفيض أو إنهاء العقوبات المفروضة عليها من الغرب بخصوص الصراع مع أوكرانيا، وتسوية مسألة ضمّها لشبه جزيرة القرم، فضلا عن الاعتراف بعودتها إلى الشرق الأوسط كطرف رئيسي للعبة في ظل الانكماش الأمريكي
ومن جهتها، تعيش أنقرة على وقع تراجع دورها بعدما كانت بمثابة نموذج ومرجع للربيع العربي فضلا عن حلمها بعودة المجد العثماني. في الأثناء، تسعى تركيا إلى بناء مستقبلها عن طريق إتّباع سياسة ترتكز أساسا على الخطاب والنهج الإسلامي مبتعدة بذلك عن العلمانية. والجدير بالذكر أن أنقرة وجدت نفسها في مواجهة روسيا في الوقت الذي قام فيه أوباما برسم خطوط حمراء أمامها على غرار عدم فرض سيطرتها الحصرية على مناطق في سوريا، وعدم تجنيد الثوار السوريين.
فضلا عن ذلك، يُمنع على القوات التركية تزويد فصائل المعارضة بمضادات للصواريخ والتي من شأنها تغيير موازين القوى مع نظام بشار الأسد، بالإضافة إلى غياب الضوء الأخضر للإطاحة بالنظام باستعمال القوة. ونتيجة لذلك، وجد أردوغان نفسه مجبرا على التصالح مع فلاديمير بوتين لضمان البقاء في سوريا تزامنا مع عقد شراكة جديدة مع إيران تتسم بالهدوء على الرغم من أنها لا تخلو من الهزّات والتردّدات.
أما على الصعيد الداخلي، تعاني تركيا من ثغرات كبيرة على الصعيد الأمني، الأمر الذي ظهر جليا إثر محاولة الانقلاب في تموز/يوليو سنة 2016، وعمليات التطهير التي أعقبت ذلك. في الواقع، يواجه الرئيس التركي أعداء مُعلنين، على سبيل المثال، الأكراد “العدو الأزلي”، فضلا عن اليسار العلماني وجماعة فتح الله غولن. وفي حال تقرّبت تركيا من روسيا، فإن ذلك سيكون بغرض التمكّن من الضغط على الدول الأوروبية والحدّ من الدعم الغربي لأكراد تركيا.
في السياق نفسه، لا بد لنا من تأمّل قوة التحالفات داخل مثلث موسكو-أنقرة-طهران في أعقاب وصول دونالد ترامب على رأس السلطة الأمريكية، حيث أن هذه الأخيرة قد تقدّم دعما كبيرا لتركيا نظرا لأهميتها الجيوسياسية، الأمر الذي سيسمح لأنقرة باستعادة المرونة المفقودة في ظل إدارة أوباما.
من جانبها، تخشى طهران الحاضرة بقوة على الأراضي السورية، “مزاجية” ترامب التي يغلب عليها العداء الموّجه لإيران، ذلك أن الرئيس الأمريكي لم يُخف رغبته في مراجعة أو حتّى إسقاط الاتفاق النووي الذي دعمته إدارة أوباما. في الأثناء، فرضت إيران وجودها بالقوة حينما أخذت على عاتقها تقرير مصير أربعة عواصم عربية وهم بغداد، ودمشق، وصنعاء، وبيروت سعيا منها لإرساء هيمنتها على المنطقة. في هذا الإطار، لم تتوان طهران عن تعزيز قوة المجتمعات الشيعية المحلية.
والجدير بالذكر أن المناورات الإيرانية قد اصطدمت بالتدخل الروسي غير أن ذلك لم يمنع إيران من إعلان فوزها في نقطتين رئيسيتين ألا وهما بقاء الأسد على رأس السلطة والفوز الذي حققته المليشيات الشيعية الموالية لإيران. وبالتالي، لا يبدو أن الإيرانيين على استعداد لمغادرة سوريا دون عقد اتفاق يقضي بحماية نظام الأسد والعلويين والشيعة على حد سواء.
بالعودة إلى معركة الأتراك التقليدية ضد الأكراد، تخشى أنقرة تفرّد أكراد سوريا بحكم ذاتي، مما سيمهّد الطريق أمام أكراد تركيا لخلق منصّة يستخدمونها لشن هجمات تستهدف المصالح التركية. ونتيجة لذلك، حوّلت أنقرة موقفها المعادي للنظام السوري إلى موقف الوسيط بين موسكو وفصائل المعارضة. وعلى الرغم من التقدّم الواضح للقوات الكردية على الأراضي السورية، في ظل الدعم الأمريكي، والروسي، والإيراني، إلا أن  التوازن الديموغرافي لا يصب في صالح الأكراد الذين يمثّلون أقلية وبالتالي تُعتبر حظوظهم ضعيفة في إنشاء دولة خاصة بهم.
========================
لوكلي دي مويان أوريون: الأردن في مواجهة الأزمة السورية
 
http://idraksy.net/jordan-facing-syria-crises
 
نشر موقع “لوكلي دي مويان أوريون” الفرنسي دراسة للكاتبة، إلهام يونس، تحت عنوان “الأردن في مواجهة الأزمة السورية”، سلّطت من خلالها الضوء على تداعيات الأزمة السورية على المملكة الهاشمية الأردنية.
وقالت الكاتبة إن الاضطرابات والحروب التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط، وخاصة البلدان المجاورة للأردن، أثرت سلبا على وضع المملكة الأردنية الهاشمية. فمنذ سنة 1948 إلى حدود سنة 1967، واجهت الأردن نزوح أعداد غفيرة من الفلسطينيين إلى أراضيها، وهو ما تواصل مع التدخل العسكري الأمريكي للعراق في شهر آذار/ مارس سنة 2003. أما منذ سنة 2011، فقد واجهت الأردن تدفق اللاجئين إلى أراضيها، وذلك على خلفية اندلاع الحرب السورية.
في الواقع، تمثل هذه الموجة الجديدة من الهجرة، عنصرا جديدا يزيد من عدم الاستقرار السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي للمملكة الأردنية. ووفقا لتقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن ما يقارب عن 2.3 مليون شخص فروا من سوريا نحو الدول المجاورة لها على غرار، لبنان، والأردن، وتركيا، والعراق.
علاوة على ذلك، أفاد الباحث الجغرافي، سيريل روسيل من المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في عمان، أن “معظم اللاجئين السوريين كانوا يتمركزون، منذ بداية الحرب السورية، في بلدة رمثا الحدودية والمناطق المحيطة بها. لكن بعد تكثيف القوات النظامية هجماتها العسكرية وغاراته الجوية، منذ مارس/ آذار 2012، ارتفع عدد اللاجئين بشكل ملحوظ، وبدؤوا ينتشرون داخل المدن الأردنية الأخرى. ومنذ مطلع سنة 2013، أصبحت هذه البلاد تشهد قدوم ما يقارب عن 80 ألف إلى 100 ألف لاجئ شهريا، معظمهم من بلدة درعا السورية الحدودية.
من جهة أخرى، يعتمد أغلب النازحين السوريين في الأردن على المساعدات التي تقدّمها الوكالات الإنسانية المحلية والدولية. أما في المخيمات، فإن وضعهم يكون أكثر صعوبة بكثير، نظرا لأن السلطات الأردنية تقوم بمراقبة حركة اللاجئين، والتحكم فيها بشكل كبير.
أما إذا أراد اللاجئ مغادرة المخيم، فيجب عليه أن يجد شخص من جنسية أردنية يكفله عند السلطات الأردنية. بمعنى أنه لا يمكن للاجئين مغادرة المخيم دون العثور على هذا الكفيل وذلك حتى يتسنى له الذهاب إلى المستشفيات، أو البحث عن مدارس لتعليم أطفالهم أو حتى الحصول على تصريح عمل، الذي يكلف  اللاجئ قرابة 400 يورو. وفي الحقيقة، إن هذا المبلغ يعتبر بالنسبة للأسر السورية التي تعيش على المساعدات الدولية، مبلغا ضخما.
للتعامل مع هذه الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، تم حثّ المجتمع الدولي على التحرك لمساعدة السوريين المهجرين. فمنذ بداية الأزمة السورية، وفر الاتحاد الأوروبي أكثر من 85 مليون يورو. وابتداء من يناير/ كانون الثاني سنة 2014، قدّم الاتحاد مخصصات إضافية تبلغ 20 مليون يورو، استجابة للوضع المزري الذي يعيشه اللاجئين
كما أشارت الكاتبة إلى أن هذه المساعدات تهدف أولا إلى توفير مرافق الصرف الصحي إلى المساكن التي يقطنها اللاجئين، والاهتمام بالنظافة، التي من شأنها أن توفر بيئة لها عدة مخاطر على صحة الأطفال. من جهة أخرى، تسعى هذه المساعدات لتعزيز البرامج التعليمية للأطفال الصغار لضمان وصولهم إلى المدارس الحكومية.
وتجدر الإشارة إلى أن الميزانية العامة للمفوضية المخصصة للأردن قد ارتفعت بشكل ملحوظ، من 62.8 مليون دولار في سنة 2010 إلى ميزانية ثابتة تفوق قيمتها 430.4 مليون دولار، في سنة 2014. وتستخدم هذه الأموال على أرض الواقع لتنفيذ الحلول الطارئة، ولتلبية الخدمات الأساسية على غرار الصحة، والتعليم، والأمن الغذائي، وبناء مرافق الطوارئ للاجئين.
وفي الحقيقة، تعدّ أزمة اللاجئين التي تعيشها الأردن مشكلة هيكلية معقدة للغاية يجب على مفوضية اللاجئين معالجتها على المدى الطويل. فحتى في حال تم التوصل إلى حل سياسي بين قوى المعارضة ونظام الأسد، فإنه ليس من المؤكد أن يعود النازحين إلى مدينتهم الأصلية وذلك لأسباب تتعلق بالنظام الأمني. والجدير بالذكر أن تشرذم المعارضة السورية بين القوات الجهادية المختلفة، وتواجد المجموعات الكردية، فضلا عن الائتلاف الوطني السوري، أصبح يغذي مخاوف السوريين من تقسيم البلاد السورية، ويقوض إمكانية العودة الجماعية لمئات الآلاف من اللاجئين.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه في هذه النقطة هو؛ هل يمكن للمواطنين السوريين الحصول على المواطنة الكاملة في الأردن؟. والجدير بالذكر أن الأردن تعتبر الدولة الوحيدة التي منحت بشكل جماعي المواطنة الكاملة للاجئين الفلسطينيين، بعد الحروب العربية الإسرائيلية التي دارت في سنة 1948. ووفقا للأرقام الرسمية، يمثل الفلسطينيون اليوم حوالي نصف سكان الأردن. وفي هذا الصدد، قال الباحث “جلال الحسيني” أن “المملكة لديها مخاوف من أن تتحقق رغبة الإسرائيليين وتصبح الأردن “الوطن البديل” للفلسطينيين.
ونتيجة لذلك، أعلنت المملكة الأردنية، رسميا، إغلاق حدودها أمام اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سوريا، خوفا من تفوق عددهم على السكان الأصليين للأردن. وبالنسبة للفلسطينيين الذين تمكنوا من عبور الحدود بطريقة غير مشروعة، فهم لا يتمتعون بنفس الحقوق والخدمات التي تقدمها المملكة للسوريين.
وبينت الكاتبة أن اللاجئين لعبوا دورا بالغ الأهمية في زعزعة الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي للمملكة، فهي لم تنج من موجة من الاحتجاجات الاجتماعية التي هبت في العالم العربي، منذ سنة 2011. فقد دفعها ذلك لاتخاذ العديد من الإجراءات والإصلاحات التي تفوق قدرة ميزانيتها. وقد اكتسبت الاحتجاجات زخما كبيرا في شهر فبراير/ شباط 2011، حيث تجمعت  العديد من العشائر الأردنية للتنديد بالفساد والمحسوبية التي تنهش هياكل الإدارات الأردنية. وفي الواقع، تعتبر هذه العشائر البدوية ركنا أساسيا من أركان النظام الملكي الأردني، كما أن احتجاجهم يدلّ على وجود أزمة عميقة.
وفي الختام، ووفقا لدراسة استقصائية وطنية أجراها مركز البحوث الأردني في شهر أيلول/ سبتمبر 2012،  فإن 65 بالمائة من الأردنيين أعبوا عن رفضهم لمواصلة استضافة اللاجئين السوريين، نظرا للانعكاسات السلبية  التي ترتبت عن قدومهم؛ على غرار ازدحام المدارس، ومشاكل المياه، والتشوهات التي ظلت تعانيها سوق العمل الأردنية، منذ بداية الصراع السوري.
========================
الصحافة العبرية :
 
معاريف: رآن ايدلست   24/3/2017 :روح قتالية
 
http://www.alghad.com/articles/1512422-روح-قتالية
 
"في المرة القادمة التي ستطلق فيها سورية النار عليها، سندمر دفاعاتها الجوية"، أعلن وزير الأمن وحول الرد السوري القادم إلى مبرر وسبب للحرب. وبشكل مواز، يتحدث الجهاز العسكري (عن طريق تحذيرات المحللين العسكريين) عن أن فصل الصيد في سورية قد انتهى، إلا اذا فرض المستوى السياسي الاستمرار في الاستفزاز. السؤال المقلق هو: هل يمكن أن هناك أحدا يريد الحرب هنا بشكل متعمد، كنوع من اريئيل شارون في العام 1982 أو إيهود اولمرت في العام 2006.
لنتذكر: جميع حكومات إسرائيل لم ترغب في الحروب. نحن فقط نرد على التهديدات، ولهذا السبب هي نشبت. هكذا جررنا من الرد المحلي والصدفي إلى العمليات المحدودة، ومن هناك إلى الحروب في مصر ولبنان وسورية وقطاع غزة والانتفاضات التي لا تنتهي في الضفة. الديناميكية متشابهة دائما: طنجرة الضغط الفلسطينية أو حزب الله. إسرائيل ترد على أي عمل وكأنه فيل مسرع وتبدأ كلمات من نوع "تصعيد" في التحليق في الهواء والاستوديوهات.
الطريقة لفهم كيف يمكن أن ننجر غدا مرة اخرى إلى الحرب التي لا نريدها، تستوجب الحفر في عملية اتخاذ القرارات التي حركت في الاسبوع الماضي عملية القصف في سورية. السؤال هو هل هناك أمر ثابت من قبل المستوى السياسي في قصف كل سلاح في طريقه إلى لبنان. ولا تسألوا اسئلة خاصة. السؤال يجب أن يسأل لأن حروب إسرائيل لها انماط التدهور والكارثة: في معظم الحروب ننجر بسبب اعتبارات لا تخص الامن الإسرائيلي الخالص أو الوجود الإسرائيلي. لهذا يجب علينا سؤال السؤال الاضافي: بماذا يسهم القصف الاخير في أمن إسرائيل؟ الجواب: إنه لا يساهم بأي شيء.
أنا آمل أن لا يكون أحد يعتقد بشكل جدي أن نتائج القصف تردع التسلح، سواء لسورية أو حزب الله، أو تقلل من كمية السلاح الموجه لإسرائيل، أو تقلل من تهديد الصواريخ – 100 ألف صاروخ وأكثر – هل تذكرون؟ الجيش الإسرائيلي مُعد لكبح أي تهديد على مستوى العمل الكثيف والمسؤولية عن التشغيل ملقاة على المستوى السياسي. المستوى السياسي الآن يركز على ايران: "80 في المئة من مشكلات إسرائيل مصدرها ايران"، قال نتنياهو. في البداية كان التهديد النووي، الذي تلاشى مع الاتفاق الذي لم يكن من المفروض أن يوقع، الآن يتم الحديث عن تدخل ايران في خط سورية – حزب الله والتهديد الايراني باستمرار السيطرة على هضبة الجولان.
من اجل تأييد العمل العنيف للجيش الإسرائيلي في سورية، اعادت ماكينة الدعاية الحكومية ايران إلى مركز الخريطة. مثلا نشر التقارير حول المليشيا الشيعية في العراق التي تعمل بدعم من ايران، والتي اعتبرت أنها الوحدة الخاصة لتحرير هضبة الجولان من الاحتلال الإسرائيلي، هذا كلام فارغ، كم من المقاتلين في هذه الوحدة التي تهدد سيطرة إسرائيل في الجولان؟ 14 شيعي مع لحى مخيفة وعيون متقدة، اضافة إلى الطباخ والسائق؟.
سورية بعد الاتفاق، غدا أو بعد سنة، لن تفتح الحرب أو تستخدم الارهاب من اجل هضبة الجولان، بل ستسير وفق تفاهم دولي وعربي وتأييد قرارات الامم المتحدة التي تقول إن هضبة الجولان ليست جزء من إسرائيل.
المشاكل الحقيقية في الصراع الإسرائيلي على هضبة الجولان هي التنسيق الأميركي الروسي التركي حول مستقبل سورية والمحادثات التي تتم بين الاطراف من اجل التوصل إلى اتفاق تقاسم السيطرة. ومن هو الذي خارج اللعبة؟ إسرائيل نتنياهو. رحلات التنسيق إلى بوتين لم تثمر عن اجابة حقيقية حول المطلب الإسرائيلي بهضبة الجولان. ليس لبوتين مصلحة في الموافقة على الحاق الضرر بحلفائه السوريين والايرانيين وحزب الله. والاشارة الاولى كانت توبيخ السفير في موسكو واطلاق الصاروخ السوري على مركز البلاد.
الاتصالات بين مكتب رئيس الحكومة وادارة ترامب والبنتاغون لا تثمر هي أيضا عن أي شيء. سياسة الولايات المتحدة تتمحور الآن حول رئيس يتصرف وكأنه تقليد أشقر لـ"باربي". يغرد ويتحرك بين فضيحة واخرى. والصحيح هو أن القصف الإسرائيلي خدم ترامب في استعراض العضلات بالشجار الذي امتنع اوباما عن الدخول اليه.
ولكن منذ متى تحول الجيش الإسرائيلي إلى جيش مرتزقة للولايات المتحدة؟ هناك حاجة إلى استمرار الصراع من اجل السيطرة على هضبة الجولان حينما تنزف سورية، لكن هناك طرق أقل عنفا وأكثر نجاعة، مثلا التوصل إلى اتفاق خطوط حمراء مع بشار الاسد، مثل التفاهم بين رابين وحافظ الأسد. المشكلة هي: من يضع الاهداف القومية هو المستوى السياسي. في اللحظة التي يكون فيها المستوى السياسي هو بنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان، اضافة إلى التهديد العسكري الحقيقي أو الوهمي، لديهما حسابات اخرى. نتنياهو الآن هو جثة سياسية محروقة، والجثة السياسية المحروقة هي أخطر من الاسد المصاب. كيف سنعرف توجهه: انتخابات بسبب تعيين غيئولا هار ايفن كمقدمة لنشرة الاخبار، أم جولة من الحرب تضعنا بالضبط في المكان الذي خرجنا منه، اضافة إلى القتلى والاضرار.
في الوضع الطبيعي، نتنياهو ليس حصان المعارك الذي يشم الدم ويتقدم. في هذه الاثناء، حيث وضع في الزاوية وينتظره وزير أمن يعارض الانتخابات الآن ويفضل الرهان على اللعب بالنار. يقولون إن ليبرمان هو البالغ والمسؤول في الحكومة. وقبل الانتخابات يجب أن يقدم لجمهوره، لو مرة واحدة، اثبات على أنه مستعد وقادر على قتل الكثير من العرب. كيف سنعتمد على من يميل إلى القيام بخطوات هي بمثابة النموذج لرئيسه. أو بكلمات اخرى: هل نتنياهو وليبرمان قادرين على تصعيد الهجمات ضد الاهداف السورية؟ حتى لو كان الجواب أن هذا ممكن، يجب أن نفحص الجبهة الداخلية وعدد أكياس الجثث.
قد يكون باراك على حق عندما انتقد اطلاق صاروخ حيتس. ولكن من الناحية المبدئية، على الجيش الإسرائيلي مواجهة قدرة إيران وسورية وحزب الله. المشكلة هي النوايا. ليست نواياهم، بل نوايا حكومة إسرائيل. لا توجد مشكلة في حرق دمشق وبيروت غدا، لكن توجد مشكلة في الانتصار على حكومة القدس الآن.
========================
صحيفة إسرائيلية: ما أهداف روسيا بالشرق الأوسط وإلى أين تسير؟
 
http://arabi21.com/story/993597/صحيفة-إسرائيلية-ما-أهداف-روسيا-بالشرق-الأوسط-وإلى-أين-
تسير#tag_49219
 
تحلم إيران بالسيطرة على الأراضي؛ في سوريا والعراق ولبنان؛ وهو ما لم تسمح به روسيا اللاعب الأكبر في سوريا؛ ما يشير إلى إمكانية إيجاد قاسم مشترك بين روسيا و"إسرائيل" في المسألة الإيرانية؛ وفق تقدير صحيفة إسرائيلية.
واشنطن في الصورة
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" على لسان كبير معلقيها، بوعز بسموت، في مقال له اليوم: "عندما انضمت روسيا إلينا، ووصلت إلى الشرق الأوسط، في أيلول/سبتمبر 2015، كانت لها ثلاثة أهداف واضحة، وهي؛ إنقاذ نظام بشار الأسد المنهار، وتقليص دور الولايات المتحدة في سوريا (والشرق الأوسط بشكل عام)، وأن تصبح رافعة العلم في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي، الذي ما زال يلقي برعبه على العواصم الغربية بعد سلسلة من العمليات الناجحة".
وأضاف: "بعد نهاية سنة ونصف ومنذ ارتباط الروس بنا، يمكن القول إن المهمة انتهت بنجاح؛ فروسيا تشكل اليوم عنصرا مركزيا في النظام الجديد في سوريا؛ والأسد يرفع رأسه لدرجة أن بوسعه التفكير بتغيير الأثاث في القصر الرئاسي في دمشق وحتى بمشروع إعمار حلب".
وأشار بسموت؛ إلى المحادثات التي تجري في أستانة وليس في فيينا؛ حول مستقبل سوريا، بمشاركة روسيا، تركيا وإيران؛ حيث انتقل ثقل الوزن إلى آسيا بينما واشنطن بصعوبة تكاد تظهر في الصورة؛ وهي تتردد في تأييدها للأكراد الثوار ضد الأسد وحلمهم بالاستقلال، أم تركيا، حليفتهم في حلف الناتو، التي تعارض فكرة استقلال كردستان؛ أما بالنسبة للروس؛ فليس لديهم مشاكل كهذه".
ورأى كبير المعلقين؛ أن "الأسد يمكنه أن يبتسم لنفسه أمام المرآة في كل صباح حين يرتب شاربه الصغير؛ بفضل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مضيفا: "في صيف 2013 خطط باراك أوباما، ودافيد كاميرون وفرانسوا هولاند؛ لمهاجمة النظام في دمشق، بعد أن استخدم الأسد السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه، في المرة الـ 14 منذ بدء الحرب الأهلية في 2011".
وتابع: "وكما هو معروف، فإن اتخاذ عمل ضد سوريا لم يحدث في نهاية المطاف؛ لأن أوباما نسي ماذا تعني الخطوط الحمراء؛ فالرئيس الأمريكي السابق، ورئيس الوزراء البريطاني السابق (كاميرون)؛ باتا منذ زمن بعيد تاريخا، بينما هولاند وقتها؛ لم يعد قادرا على المنافسة على رئاسة فرنسا مرة أخرى؛ فلا شك أن الأسد نجا بفضل هذا الثلاثي، والآن نجا بفضل بوتين".
رهانات روسيا
ولفت بسموت؛ إلى أن "السؤال الكبير الآن؛ إلى أين تسير روسيا اليوم؟ وماذا تريد أن تحقق في الشرق الأوسط؟"، معتبرا أن الروس الآن "يوجدون على مفترق طرق، وذلك كنتيجة لحادثة إطلاق صاروخ حيتس الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو للاستيضاح".
وأوضح أن "المفارقة هنا، أن روسيا من أجل النجاح في السلام تحتاج إلى إسرائيل وأمريكا؛ ولعل هذا هو السبب، بالإضافة إلى استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو، الذي دفع الإعلام الروسي لعدم انتقاد إسرائيل، وكانت الرغبة هي في العودة للعمل كالمعتاد وفي أسرع وقت ممكن".
وأكد كبير المعلقين؛ أن "روسيا رغم إنجازاتها في سوريا، فهي لا تزال مقيدة؛ فالأسد وإيران لا يستمعان بالضبط لأمرتهم، وعليه فلا حاجة لتناول كل قول للأسد وكأنه صيغ في موسكو، كما أنه ليست كل خطوة أو عمل إيراني على الأرض السورية هو بالتشاور مع روسيا؛ بل العكس، يحتمل جدا أن يكون لروسيا، مثلما لإسرائيل، مصلحة في التضييق على خطط إيران في سوريا".
ونوه إلى خشية "إسرائيل" من "نشوء حدود لها مع إيران في الشمال بحكم الأمر الواقع، وفي المقابل، من ناحية الروس يمكن لطهران أن تشكل وجع رأس غير صغير وإن كان من الناحية الديمغرافية؛ وهناك من يرى حتى في روسيا دولة إسلامية؛ وللتذكير فقد وصلها الإسلام قبل 1300 سنة، ويبلغ نسبة المسلمين فيها أكثر من 15%، وبها أكثر من 10 آلاف مسجد".
وتابع: "الروس المسلمون لا يتحمسون لقصة الغرام بين موسكو والمحور الشيعي (الأسد وإيران وحزب الله)، ولعل روسيا تنتصر في المدى القصير – المتوسط، ولكن في المدى البعيد ليس مؤكدا بأن رهانها في صالح المحور الشيعي هو رهان صحيح".
وفي موسكو "يمكنهم التأكيد على الخوف من ربيع إسلامي في دول القوقاز وباقي الأراضي العلمانية مع حكم فردي مثلما يوجد عندها اليوم" وفق تقدير بسموت الذي أضاف: "لهذا السبب لا يمكن لروسيا أن تسمح لإيران بأن تسيطر على الأراضي في سوريا، أو العراق أو لبنان، مثلما يحلم الإيرانيون؛ ولهذا السبب أيضا؛ ربما الروس ليس لديها مشكلة كبيرة في إيجاد قاسم مشترك في المسألة الإيرانية مع إسرائيل".
ترامب أم بوتين؟
و"فضلا عن هذ الجهد لإنقاذ نظام الأسد؛ ليس لروسيا وإيران بالضرورة المصالح الاستراتيجية ذاتها في سوريا"، بحسب الباحثة في معهد "بحوث الأمن القومي" الإسرائيلي، سارة فاينبرغ، التي أكدت أن "لروسيا مصلحة في تقييد توسع المحور الشيعي؛ ولهذا السبب بالضبط تضع روسيا نفسها في موقف القاضي بين إيران، وتركيا، والسعودية وإسرائيل، مع الأخذ في الحسبان الشك القائم بين إيران وروسيا؛ مما يقيد قدرة روسيا على إملاء ما يفعله الإيرانيون".
وبالنسبة لحزب الله اللبناني؛ تعتقد سارة فاينبرغ، أن "للروس موقفا مزدوجا؛ فمن جهة يفهمون القلق الإسرائيلي من تعاظم المنظمة في سوريا، ومن جهة أخرى يرون في المنظمة الشيعية قوة مساعدة لحماية الأسد والحرب ضد داعش وكذا عنصرا سياسيا شرعيا في لبنان".
ولهذا السبب يعلق بسموت: "يحتاج الروس إلى مساعدة أمريكا بقيادة ترامب؛ من أجل تقييد مكانة إيران في الشرق الأوسط؛ وكل اللاعبين الآن بمن فيهم روسيا، ينتظرون ماذا ستكون خطوة ترامب التالية".
وبين أن عملية إطلاق "إسرائيل" لصاروخ "حيتس" الأسبوع الماضي؛ تؤكد أن "روسيا تسمح لإسرائيل بالعمل شريطة ألا نضعهم في حرج، فروسيا معنية ببيع أكبر قدر ممكن في مجال السلاح وهي ليست الوحيدة؛ فالولايات المتحدة، والصين، وفرنسا وألمانيا؛ كل منهم يتنافس على الأسواق الكبرى (سوق السلاح في العالم وخاصة في منقطة الشرق الأوسط المتوترة)".
وأضاف: "يجب أن نفهم بأن حادثة إطلاق حيتس كشفت قيود منظومات القتال الإلكترونية والدفاع الجوي الروسي حيال السلاح الغربي والإسرائيلي؛ فالحادثة لم تساهم في ترويج مبيعات كبيرة للسلاح الروسي في العالم؛ كما أن صناعة السلاح الصينية تنفخ في رأس الروس".
ما يجري مدعاة لقلق بعض الدول وهي فرصة لأخرى؛ وفي مثل هذه الفترة كل واحد يبحث عن الفرصة لرفع مستوى مكانته؛ فروسيا أخذت على نفسها دور المراقب الرئيس في المنطقة"، بحسب كبير المعلقين في صحيفة "إسرائيل اليوم"، الذي قال في ختام مقاله: "روسيا ليست الاتحاد السوفياتي؛ وقد يكون هذا كبيرا عليها بعض الشيء؛ لكن الآن وقد وجدت أن لواشنطن دورا ثانويا في سوريا، فإن موسكو معنية بمنحها دورا هاما، والكرة لدى ترامب وليست لدى بوتين فقط".
========================
جيروازليم بوست :لماذا دان بوتن قصف إسرائيل نظام بشار؟
 
http://www.alarab.qa/story/1126778/لماذا-دان-بوتن-قصف-إسرائيل-نظام-بشار#section_75
 
استبعدت صحيفة «جيروازليم بوست» الإسرائيلية أن يكون استدعاء سفير إسرائيل بموسكو لوزارة الخارجية مؤشرا على تدهور العلاقة بين البلدين بسبب قصف تل أبيب قوافل أسلحة بسوريا، قائلة: إن بوتن يلعب لعبة ذات طرفين، فهو يسمح لإسرائيل بقصف نظام بشار لكنه يريد أيضا حفظ ماء وجه الأخير. وأضافت الصحيفة في تحليل ليوسي ميلين: أنه ومنذ تدخل روسيا في الحرب الأهلية السورية فإن تل أبيب توصلت لتفاهمات معها لمعرفة كل طرف مصالح الآخر ولتجنب وقوع أخطاء وتصادمات بين الطائرات الروسية والإسرائيلية في سماء سوريا. وتابعت الصحيفة: صاغ الطرفان هذه التفاهمات بإنشاء خطوط اتصال مباشرة بين أجهزة استخباراتهما وقواتهما الجوية فيما بات يعرف الآن «بآلية خفض خطر التصادم بين الطائرات الحربية».
واعتبرت الصحيفة أن رد فعل الطبقتين السياسية والعسكرية الإسرائيلية على استدعاء موسكو لسفير إسرائيل تشير إلى حالة من عدم القلق وتفهم لأسباب ذلك.
وقالت الصحيفة: إنه من المرجح أن بوتن يمارس لعبة ذات وجهين فهو يتفهم مخاوف ومصالح إسرائيل في سوريا، لكن عندما تؤكد إسرائيل أنها هاجمت نظام بشار بشار، فإن بوتن لا يملك خيارا سوى إدانة ذلك علانية. وأشارت الصحيفة إلى أنه علاوة على تفاهمات إسرائيل مع روسيا، فإن تل أبيب أضافت مصلحة أخرى ذات أهمية وهي منع نشر حزب الله وإيران ميليشيات شيعية يقودها ضباط إيرانيون على هضبة الجولان، معتبرة ذلك خطا أحمرا لن تسمح لنظام بشار بتجاوزه.
تقول الصحيفة: إنه وسط توقعات هزيمة تنظيم الدولة بسوريا فإن حزب الله وإيران يأملان بالتمركز بالجولان كي يهددا إسرائيل ويفتحا جبهة ثانية تضاف إلى جبهة لبنان الجنوبية في حرب مستقبلية مع إسرائيل.;
 
========================
يديعوت 24/3/2017 :مأزق إسرائيل في الشمال..اذا أنتج حزب الله الصواريخ في المصانع تحت الأرض فإن إسرائيل ستقوم بتدميرها
 
http://www.alquds.co.uk/?p=693345
 
اليكس فيشمان
Mar 25, 2017
 
إذا سألتم وزير الدفاع افيغدور ليبرمان، فإن حزب الله سيحصل خلال أقل من عامين على صواريخ دقيقة وبعيدة المدى وسيبدأ العد التنازلي للحرب الشاملة في الشمال. ليس صدفة أنه في الاسابيع الاخيرة يتحدث الوزراء والضباط علنا عن أنه في الحرب القادمة سيعود لبنان إلى القرن الثامن عشر. تعبير القرن الثامن عشر عاد وطرح في التقييمات والتقديرات الخاصة بسوريا ولبنان. هذه الرسالة موجهة لآذان الشعب اللبناني والقيادة اللبنانية، من نوع لا تسمحوا لمجانين حزب الله أن يأخذوكم إلى الضياع. في الحرب القادمة ستدمر أولا اهداف الدولة اللبنانية مثل الشوارع والمواصلات والكهرباء والوقود والغذاء ومؤسسات النظام والمؤسسات المالية. كل شيء سيحترق.
تهدد إسرائيل بفم ملآن، وهذا يعني أن هجمات إسرائيل في سوريا ضد المخازن وقوافل السلاح ونشطاء في التهريب ستزيد من اجل تأجيل الحرب قدر الامكان. في الوقت الحالي إسرائيل لا تقصف منصات الصواريخ بعيدة المدى في لبنان، وكما يبدو لأنه لا توجد هناك كمية كبيرة، وقصف لبنان في هذا التوقيت سيشعل الجبهة الشمالية دون مبرر كاف.
صحيفة «الجريدة» الصادرة في الخليج العربي كشفت مؤخرا أن حزب الله يقيم داخل انفاق في لبنان مصانع تحت ارضية لانتاج الصواريخ الدقيقة. وحسب وصف الصحيفة فإن الحديث يدور عن جهاز يشبه الجهاز الذي أقامه اتحاد الصناعات العسكرية السورية «سيرس». خطوة حزب الله لم تؤد إلى رد إسرائيلي عسكري. ولكن من يريد يمكنه أن يفهم ما نشر في الصحيفة كتحذير: كل شيء مكشوف ومعروف. إذا بدأت المصانع في هذه الانفاق بانتاج الصواريخ فستقوم إسرائيل بتدميرها حتى لو كان هناك خطر نشوب الحرب.
 
مظلة بوتين
 
إيران هي عدو عنيد مع قدرات، وهي لا تنوي التنازل عن اقامة جهاز الصواريخ الدقيقة في لبنان، الذي من المفروض أن يضر بشكل كبير بقدرة إسرائيل العسكرية. إن استهداف قوافل السلاح لحزب الله في الاراضي السورية يضع أمام إيران تحدي أمن المعلومات. ويبدو أن الدرس الذي تعلمته هو محاولة تحقيق الهدف بطرق اخرى، مثل اقامة مصانع انتاج في لبنان وبناء ميناء إيراني في اللاذقية في سوريا. وهذا الميناء يمكنه استيعاب كمية كبيرة من الوسائل الثقيلة التي ستصل عن طريق البحر تحت مظلة القوات الروسية التي تسيطر على الميناء. بالنسبة لموسكو، إيران ليست هي المشكلة في سوريا بل هي جزء من الحل. لذلك فإن إيران تحظى الآن بحصانة روسيا.
يتبين أن اللقاء الاخير بين نتنياهو وبوتين لم يثمر عن النتائج المرجوة. وقد حاول نتنياهو اقناع روسيا بالامتناع عن اقامة الميناء الإيراني في اللاذقية، لكنه فشل. موظفون في وزارة الخارجية الروسية يظهرون كأنهم لا يعرفون جوهر طلب إسرائيل: «نحن ايضا أقمنا ميناء بحريا»، هكذا يردون على نظرائهم في وزارة الخارجية الإسرائيلية. «لذلك لن نستطيع منع دولة سيادية من استضافة دولة سيادية اخرى لانشاء الميناء لديها».
إن هذه السذاجة هي من روائع الدبلوماسية الروسية. عندما اشتكت إسرائيل في آذان روسيا من أن السلاح الروسي المخصص للجيش السوري وصل إلى حزب الله، حسب مصادر اجنبية، والمقصود هو صواريخ الشاطيء «يحونت»، صُدمت ووعدت بفحص هذا الامر. وقد ذهب ضباط روس إلى الميدان وقاموا باجراء الفحص وعادوا مع الاجابة بأن هذا غير صحيح.
الجمهور في إسرائيل اعتاد على التعاطي مع دول العالم باللونين الاسود والابيض: إما أنها تحبنا أم لا. إلا أن روسيا هي من النوع الذي يحب نفسه. وإسرائيل بالنسبة لهم هي جندي آخر في الشطرنج، وليست بالضرورة من مجموعتهم.
كان باستطاعة سلاح الجو الإسرائيلي الاستمرار في القصف في سوريا طالما أن هذا الامر لا يضر المصالح المباشرة لروسيا. إلا أن إسرائيل فاجأت وقصفت في المنطقة التي توجد فيها قوات روسية وقيادة روسية لمراقبة القوات السورية في تدمر. في ذلك الهجوم أصيبت كما يبدو وسائل غير تابعة لحزب الله. وسائل الاعلام في سوريا صرخت ووجهت التساؤلات لروسيا. وروسيا بدورها شعرت أنها لم تفعل أي شيء، حتى لو دبلوماسيا، ضد إسرائيل. وهذا سيبدو ضعف، لذلك قامت باستدعاء السفير الإسرائيلي والملحق العسكري الإسرائيلي في موسكو للقاءين في وزارة الخارجية الروسية مع نائبي وزراء يهتمون بالشرق الاوسط (يوجد لوزير الخارجية الروسي 11 نائبا). ولم يتم نشر ما قيل في اللقاءات. ومجرد اجراءها سمح لسفير سوريا في الامم المتحدة بالاعلان عن أن روسيا قد حذرت إسرائيل، الامر الذي خفف الضغط عليهم. ولكن طالما أن الرئيس بوتين لم يقم بالاتصال مع نتنياهو للتأكيد على موقف روسيا، فلم يتغير أي شيء ويمكن الاستمرار في القصف في الوقت والزمان المناسبين.
إن هذه هي افضلية وزير الدفاع ليبرمان. فقد قرأ سلوك المؤسسة الروسية بشكل أفضل من الاشخاص الموجودين حول طاولة الكابنت، بل وأفضل من القيادة العسكرية التي تأتي اليه كل يوم خميس من اجل الحصول على المصادقة على العمليات والطلعات الجوية وراء الخطوط. لذلك فإن ليبرمان ليس فقط لا يكبح أو يرفض العمل العسكري ضد السلاح المتقدم بعيد المدى وهو في الطريق إلى حزب الله، بل يشجعه. وحسب رأيه فإن كل تردد لإسرائيل تجاه التهديد السوري والضغط الدبلوماسي سيترجم في روسيا كضعف. وإسرائيل ضعيفة ستكون شريكا هامشيا يمكن تجاهله عند اجراء المفاوضات على مستقبل سوريا.
في بداية الاسبوع تحدثت الصحف الاجنبية عن قصف إسرائيلي، هذه المرة في خان أرنبة في هضبة الجولان السورية. وبعد هذا القصف لم تعقب روسيا، لكن ذلك لم يكن اختبارا حقيقيا لأن القصف لم تكن له صلة بحزب الله أو النظام السوري، بل نفذ كما يبدو في سياق العمل الامني الشامل والمشترك ضد جهات إرهابية فلسطينية. ياسر السيد الذي قتل في سيارته في طريقه من خان أرنبة إلى دمشق كان سوريا عمل في منظمة إسلامية فلسطينية خططت لتنفيذ عملية كبيرة عشية عيد الفصح.
إن الاختبار الحقيقي سيأتي عندما يعلن وزير الدفاع أن إسرائيل ستقوم بقصف كل منصة صواريخ تقوم باطلاق الصواريخ على طائرات سلاح الجو. وهذه ليست اقوال بل قرار. ويمكن الافتراض أنه إذا اقامت إيران في هذه السنة الميناء في اللاذقية لاستيعاب السفن الإيرانية التي تنقل السلاح لحزب الله، فإن إسرائيل ستقصف هناك ايضا، رغم تواجد روسيا في المكان.
في هذا الاسبوع، في الوقت الذي ثار فيه الكنيست بسبب قضية الاتحاد، جلس وزير الدفاع في مكتبه لمشاهدة التلفاز. وقد شاهد البث المباشر لمساءلة رئيس الـ «اف.بي.آي» جيمس كومي في الكونغرس، ورأى كيف أن تدخل الولايات المتحدة في التسوية المستقبلية في سوريا آخذ في الابتعاد. وقد تحدث كومي عن بدء التحقيق الرسمي في تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية وعن الاتصالات التي اجراها اشخاص من محيط ترامب مع ممثلين روس رسميين. ويتبين أن الـ اف.بي.آي كان يقوم بمراقبة هذه العلاقة منذ العام 2015. وفي العام 2016 اعتقلت روسيا ضابطين في الامن الفيدرالي الروسي الـ اف.اس.بي وموظف رفيع المستوى في شركة «كسبرسكي». وهؤلاء الاشخاص الثلاثة خبراء في السايبر. ويبدو أنهم سربوا المعلومات حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية. ويمكن أن يدخل هذا التحقيق ادارة ترامب في ضائقة، وفي هذا الوضع فإن فرصة مبادرة واشنطن لخطوة روسية ـ أمريكية مشتركة حول الاتفاق في سوريا، آخذة في التلاشي. وطالما أن الولايات المتحدة لا تتدخل في الحل السياسي لسوريا فإن تأثير الشركاء الآخرين في المحادثات مثل إيران سيزداد. وبالنسبة لإسرائيل هذه بشرى سيئة. وبالنسبة لليبرمان فإن تهديد إيران ما زال في أولوية سلم التهديدات لإسرائيل، والاستثمارات تتم بناء على ذلك.
 
أبداً ليست حماس
 
غطاء الغموض تمت ازالته للحظة، ليس فقط عن هجمات سلاح الجو في سوريا، بل ايضا عن طريقة العمل وطبيعة الاهداف التي يقوم بقصفها سلاح الجو في غزة. في يوم الاربعاء الماضي، اثناء جلسة للكنيست، كشف رئيس الاركان غادي آيزنكوت أنه منذ عملية الجرف الصامد استهدف الجيش الإسرائيلي مئات الاهداف النوعية، بما في ذلك الانفاق، بواسطة تقنية جديدة طورها سلاح الجو. نمط العمل في غزة في فترة ليبرمان لا يركز على الردع والعقاب كرد على اطلاق الصواريخ من القطاع، بل يذكر بنمط العمل في الشمال. الساحة الغزية تحولت كما يبدو إلى جزء من العمل بين الحربين لتدمير قوة العدو قبل نشوب المعارك. إلا أن إسرائيل في غزة تختبيء وراء ما يسمى «استغلال الفرص» من اجل قصف اهداف لحماس ومنع زيادة قوتها.
أعداء حماس هم الذين يوفرون الفرص لإسرائيل، من الحركة السلفية في القطاع، التي تقوم باطلاق الصواريخ على إسرائيل. وحماس تقوم بملاحقتها ومؤخرا اعتقلت 500 نشيط من الحركة من اجل منعهم عن اطلاق الصواريخ على إسرائيل. السلفيون من ناحيتهم يريدون رد إسرائيل من اجل اضعاف حماس، ودفعها لاطلاق سراح أتباعهم من السجن، لذلك يقومون بالاستفزازات على الحدود الإسرائيلية. إنهم يقومون باطلاق صواريخ قديمة قصيرة المدى مثل قسام 5 أو الكاتيوشا 7 ملم. وليس لهم الوقت الكافي للاطلاق بالشكل الافضل لأنهم ملاحقون من قبل كتائب «المرابطين»، وهو حرس الحدود في حماس. لهذا لا يقومون بالاطلاق. ولكن بالنسبة لإسرائيل هذا يكفي للقيام بهجوم آخر لاضعاف قوة حماس.
عندما انتخب يحيى السنوار رئيسا لحماس في القطاع كان التقدير في قيادة الجيش الإسرائيلي هو أن المستوى السياسي سيقوم في البداية بفحص توجه المنظمة، ويمكن تخفيف العمل ضدها. إلا أن قيادة الجيش اخطأت. فتبدل قيادة حماس ليس اعتبارا في الضوء الاخضر الذي يعطيه وزير الدفاع للعملية العسكرية ضد غزة.
في العادة تبدأ المصادقة على العمليات ضد العدو في يوم الثلاثاء. القيادة الجنوبية مثلا تقدم لقسم العمليات افكار لعملية عسكرية في القطاع. وهذا القسم يناقش هذه الافكار ويوضحها ويقوم بنقلها في يوم الاربعاء لمصادقة رئيس الاركان ونائبه. وهذان يقومان بتقليص الاهداف ويضعان الاولويات. في يوم الخميس يقوم رئيس الاركان بتقديم الخطة التنفيذية لمصادقة وزير الدفاع، ويستطيع الوزير الاستعداد لهذا اللقاء لأن سكرتيره العسكري يكون موجود في النقاش الاولي لدى رئيس الاركان. ويتوقع أن يقدم رئيس الاركان الخطط التي سيصادق عليها وزير الدفاع.
إن النقاش الذي يتم في يوم الخميس في مكتب وزير الدفاع هو نقاش رسمي وجاف. ولكن هذه نقطة التقاء حساسة يحتك فيها رئيس الاركان مع الاعتبارات السياسية. أما وزير الدفاع فيؤثر في المواضيع العسكرية المهنية. والوزير الذي لم ينشأ في الجهاز العسكري يجب أن تكون له ثقة كاملة برئيس الاركان ونزاهته المهنية. فهو الذي يصادق على الخطط التنفيذية التي قد تسبب ضحايا وتورط سياسي. وآيزنكوت له افضلية هنا لأنه كان السكرتير العسكري لرئيس حكومة ووزير دفاع وهو يدرك هذه الحساسية. ويبدو أن هناك بينه وبين ليبرمان، لا يوجد فقط تقاسم واضح في الادوار، حيث لا يتدخل أحدهما بصلاحيات الآخر، بل توجد بينهما ثقة كاملة. فالواحد منهما يعتمد على الآخر في عدم جره إلى اماكن غير مرغوب فيها، سواء كانت سياسية أو عسكرية. وفي احيان كثيرة لا يكون وزير الدفاع راضيا عن خطة تنفيذية، لذلك يتم اللقاء الشخصي المغلق في يوم الخميس بين وزير الدفاع ورئيس الاركان، أو لقاء عمل بوجود السكرتير العسكري للطرفين، حيث يتم تناول الامور دون حدوث انفجارات تصل إلى العناوين. يبدو أن آيزنكوت عرف جيدا الوزير المسؤول عنه، والخطط التي يقدمها يقوم ليبرمان بالمصادقة عليها.
إن استمرار استخدام القوة في قطاع غزة يسرع المواجهة القادمة. وحماس قلقة جدا من العائق الذي تقيمه إسرائيل على الحدود وهي تحاول التعاون مع إيران ومعرفة نقاط الضعف فيه، بالضبط مثلما حاولت بمساعدة إيران معرفة نقاط ضعف القبة الحديدية. في الشهر الماضي اعتقل في حاجز ايرز محمد مرتجى، وهو نشيط في حماس ويدير منظمة مساعدة للحكومة التركية في القطاع، وقد كان في طريقه إلى تركيا للحصول على صور الاقمار الصناعية عن إسرائيل، التي قد تساعد حماس في تحسين دقة الصواريخ. والجيش الإسرائيلي من ناحيته قام في هذا الاسبوع بتدريب مفاجيء لجنود الاحتياط في الجنوب، وهذا التدريب شمل ايضا حركة سريعة للدبابات والمجنزرات نحو غزة. المواجهة القادمة توجد على نار متوسطة. وفي نهاية المطاف سيكون الغليان.
========================
إسرائيل اليوم 24/3/2017 :نظام روسي جديد
 
http://www.alquds.co.uk/?p=693473
 
صحف عبرية
Mar 25, 2017
 
عندما انضمت روسيا الينا، إلى الشرق الاوسط، في ايلول/سبتمبر 2015، كانت لها ثلاثة أهداف واضحة: ارادت انقاذ نظام الاسد المنهار، تقليص دور القوة العظمى الولايات المتحدة في سوريا (واذا كان ممكنا في الشرق الاوسط بشكل عام) وكذا في نفس الفرصة، ان تصبح رافعة العلم في الحرب ضد التنظيم الإرهابي داعش، الذي القى ولا يزال برعبه على العواصم الغربية بعد سلسلة من العمليات الناجحة. للنموذج الشيشاني يوجد مؤيدون أيضا من بين مواطني اوروبا. فجأة، في الحرب ضد داعش، دخل النموذج الروسي إلى الموضة.
في ختام سنة ونصف منذ ارتباط الروس بنا، يمكن القول ان المهمة انتهت بنجاح: روسيا تشكل اليوم عنصرا مركزيا في النظام الجديد في سوريا، الاسد يرفع الرأس، لدرجة أن بوسعه التفكير بتغيير الاساس في القصر الرئاسي في دمشق وحتى بمشروع اعمار حلب. المحادثات بالنسبة لمستقبل سوريا، بمشاركة روسيا، تركيا وإيران، تجري الان في الاستانة، عاصمة كازخستان، وليس في فيينا. ثقل الوزن انتقل إلى آسيا بينما واشنطن بصعوبة في الصورة، تتردد في مسألة هل تؤيد الاكراد الثوار ضد الاسد وحلمهم بالاستقلال، أم تركيا، حليفتهم في حلف الناتو، التي تعارض فكرة استقلال كردستان. اما الروس؟ فليس لديهم مشاكل كهذه.
بفضل بوتين، يمكن للاسد أن يبتسم لنفسه أمام المرآة في كل صباح. حين يرتب شاربه الصغير؛ في صيف 2013 خطط براك اوباما، دافيد كمرون وفرانسوا اولند لمهاجمة النظام في دمشق، بعد أن استخدم الاسد السلاح الكيميائي ضد ابناء شعبه، في المرة الـ 14 منذ بدء الحرب الاهلية في 2011. وكما هو معروف، فإن اتخاذ عمل ضد سوريا لم يحصل في نهاية المطاف لان اوباما نسي ماذا تعني الخطوط الحمراء. فالرئيس الأمريكي السابق، ورئيس الوزراء البريطاني السابق باتا منذ زمن بعيد تاريخا، بينما اولند يعد الايام بسبب الاستطلاعات غير المناسبة جدا له، والتي تمنعه من التنافس على رئاسة فرنسا مرة اخرى. لا شك أن الاسد نجا بفضل هذا الثلاثي، والان ايضا بفضل فلاديمير بوتين.
 
رهانات روسيا
 
لقد بات السؤال الكبير الان هو إلى اين تسير روسيا اليوم وماذا تريد ان تحقق في الشرق الاوسط. يجدر بالذكر ان الروس يوجدون على مفترق طرق، وذلك ايضا كنتيجة لحادثة اطلاق صاروخ حيتس الاسبوع الماضي، والذي ادى إلى استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو لحديث استيضاح.

وللمفارقة، فإنه من أجل النجاح في السلام تحتاج روسيا لإسرائيل وللولايات المتحدة. ولعل هذا هو السبب الذي بالتوازي مع استدعاء السفير الإسرائيلي في موسكو لم نرَ انتقادا على إسرائيل في وسائل الاعلام الروسية. فقد كانت الرغبة هي في العودة إلى الاعمال كالمعتاد، وبأسرع وقت ممكن.
ينبغي الفهم بأنه رغم انجازات الروسي في سوريا، فإنهم لا يزالون مقيدين: الاسد وإيران لا يستمعان بالضبط لامرتهم، وعليه فلا حاجة إلى تناول كل قول للاسد وكأنه صيغ في موسكو. كما أنه ليست كل خطوة أو عمل إيراني على الارض السورية هو بالتشاور مع روسيا. بل العكس، يحتمل جدا أن يكون لروسيا، مثلما لإسرائيل، مصلحة في التضييق على خطى إيران في سوريا. إسرائيل تخشى من نشوء حدود لها مع إيران في الشمال بحكم الامر الواقع.
وبالمقابل، من ناحية الروس يمكن لطهران ان تشكل وجع رأس غير صغير وان كان من الناحية الديمغرافية.
هناك من يرى حتى في روسيا دولة إسلامية. وها هو تذكير: الإسلام وصل إلى روسيا قبل 1.300 سنة ويوجد اكثر من 15 في المئة مسلمين في الاراضي الروسية، واكثر من 10 الاف مسجد، بما في ذلك مسجد كبير في موسكو. المسلمون الروس لا يتحمسون لقصة الغرام بين موسكو والمحور الشيعي: الاسد ـ إيران ـ حزب الله. ولعل روسيا تنتصر في المدى القصير ـ المتوسط، ولكن في المدى البعيد ليس مؤكدا بأن رهانها في صالح المحور الشيعي هو رهان صحيح.
في موسكو يمكنهم الان بالتأكيد الخوف من ربيع إسلامي في دول القوقاز وباقي الاراضي العلمانية مع حكم فردي مثلما يوجد عندها الان. لهذا السبب لا يمكن لروسيا أن تسمح لإيران بأن تسيطر على الاراضي في سوريا، في العراق وفي لبنان، مثلما يحلم الإيرانيون. ربما لهذا السبب ليس لروسيا وإسرائيل مشكلة كبيرة في ايجاد قاسم مشترك في المسألة الإيرانية.
 
لدى من الكرة؟
 
«فضلا عن الجهد لانقاذ نظام الاسد ليس لروسيا وإيران بالضرورة المصالح الاستراتيجية ذاتها في سوريا»، تقول د. سارة فاينبرغ، الباحثة في معهد بحوث الامن القومي. «توجد لروسيا مصلحة في تقييد توسع المحور الشيعي. بالضبط لهذا السبب تضع روسيا نفسها في موقف القاضي بين إيران، تركيا، السعودية وإسرائيل. ولكن يجب الاخذ بالحسبان للشك القائم بين إيران وروسيا مما يقيد قدرة روسيا على املاء ما يفعله الإيرانيون». وتعتقد فاينبرغ بأنه في موضوع حزب الله للروس موقف مزدوج: من جهة يفهمون القلق الإسرائيلي من تعاظم المنظمة في سوريا، ومن جهة اخرى يرون في المنظمة الشيعية قوة مساعدة لحماية الاسد والحرب ضد داعش وكذا عنصر سياسي شرعي في لبنان. وبالضبط لهذا السبب يحتاج الروس إلى الولايات المتحدة بقيادة دونالد ترامب؛ من اجل تقييد مكانة إيران في الشرق الاوسط، يحتاج الروس للمساعدة الأمريكية. وفي هذه الاثناء، يكاد يكون كل اللاعبين، بمن فيهم روسيا، ينتظرون ليروا ماذا ستكون خطوة ترامب التالية.
نقطة أخرى نتعلمها من حادثة حيتس الاسبوع الماضي هي أن الروس يسمحون لإسرائيل بالعمل، ولكن شريطة إلا نضعهم في حرج. روسيا معنية بأن تبيع اكبر قدر ممكن، بما في ذلك في مجال السلاح، وهي ليست الوحيدة. فالولايات المتحدة، الصين، فرنسا والمانيا تتنافس هي ايضا على الاسواق الكبرى.
يجب أن نفهم بأن حادثة اطلاق الحيتس كشفت قيود منظومات القتال الالكترونية والدفاع الجوي الروسي حيال السلاح الغربي والإسرائيلي. فالحادثة لم تساهم في ترويج مبيعات كبيرة للسلاح الروسي في العالم. كما أن صناعة السلاح الصينية تنفخ في قذال الروس.
لا شك أن هذه هي نهاية عصر والاوراق يعاد توزيعها. بالنسبة للعديد من الدول هذا مدعاة للقلق، وبالنسبة لاخرى هذه فرصة. في مثل هذه الفترة كل واحد يبحث عن الفرصة لرفع مستوى مكانته. روسيا أخذت على نفسها دور المراقب الرئيس في المنطقة. روسيا ليست الاتحاد السوفياتي. قد يكون هذا كبير عليها بعض الشيء. ولكن الان، بعد أن وجدت واشنطن نفسها في دور ثانوي في سوريا، فإن موسكو معنية بمنحها دورا هاما. الكرة لدى ترامب ـ وليس فقط لدى بوتين.
 
بوعز بسموت
 
========================
الصحافة البريطانية والتركية :
 
ميدل إيست آي: (أريد العودة لسوريا لأموت هناك).. اللاجئون في اليونان يواجهون إهمالاً قانونياً ويفضلون العودة في ظل تردي أوضاعهم
 
http://www.all4syria.info/Archive/397630
كلنا شركاء: ميدل إيست آي- ترجمة هافينغتون بوست عربي
في فندق قديم يقع خارج مدينة متيليني اليونانية، ينتظر محمد مرهقاً مع شقيقه الأصغر وزوجتيهما الحبليين تطورات قضايا اللجوء الخاصة بهم.
فرّت هذه العائلة من العنف الدائر في مدينة السخنة الصحراوية شرقي سوريا، حيث قُتل أفراد عائلتهم بوحشية على يد النظام السوري، بحسب ما نشر موقع “ميدل إيست آي”.
وبدأوا رحلة الهروب من العنف بالنزوح إلى تدمر ثم الرقة، محاولين تفادي المعارك الدائرة بين تنظيم الدولة وفصائل المعارضة السورية التي تحارب النظام، بالتزامن مع الغارات الجوية المتواصلة.
وبعد رحلة خطيرة قطعتها العائلة سيراً على الأقدام تارة وباستخدام السيارة تارة أخرى، وصلوا إلى الساحل التركي، حيث تمكنوا خلال الصيف الماضي، من ركوب أحد القوارب التي تعبر البحر التوسط باتجاه اليونان، ووصل في النهاية إلى جزيرة ليسبوس.
جاء ذلك بعد أشهر من إبرام الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة في 18 مارس/آذار 2016، حيث عملت الحكومة اليونانية على تسريع الإجراءات الحدودية لتتمكن السلطات من إعادة اللاجئين إلى تركيا.
ووفقاً لهذا الاتفاق، لا يتوجب على اليونان أو الاتحاد الأوروبي تقييم حاجة اللاجئين الوافدين عبر بحر إيجه، لتوفير الحماية اللازمة لهم، إذ أن سوريا تعد آمنة بما يكفي لإعادة توطين اللاجئين فيها.
وبناءً على بنود هذا الاتفاق، فبات محمد (30 عاماً) وشقيقه، وزوجتاهما عرضة للإهمال القانوني.
يتنهد محمد قائلاً “هربنا لأنه لم يكن هناك سبب لنعيش، الذبح والقصف في كل مكان، بعنا كل شيء لنأتي إلى هنا”.
وكان هدف العائلة الوصول إلى مالطا، حيث يعمل معظم الفارين من مدينة السخنة في أعمال البناء، لا سيما وأن اللغة السائدة هناك تتشابه مع العربية.إلا أن طموحاتهم لمواصلة رحلتهم في الهرب قد توقفت. وتفاقمت الصدمة الناجمة عن الحرب التي تركوها خلفهم، مع الظروف المعيشية الخطرة التي يقبعون بها في مخيم موريا سيئ السمعة، من بينها الحريق القاتل الذي دمّر مكان سكنهم في سبتمبر/أيلول الماضي.
وإثر ذاك الحادث، انتقلت العائلة إلى أحد الفنادق المتداعية ذات الثلاث نجوم، والذي تتولاه إحدى المنظمات غير الحكومية، تزامناً مع بدئهم بإجراءات اللجوء، إلا أن حالة عدم الاستقرار لم تنته، واستمرت لمزيد من الأشهر.
ويقول محمد وهو عائل الأسرة حالياً، إنه يرغب في العودة إلى الوطن. “أرغب في العودة لسوريا لأموت. أي شيء أفضل من هذا”.
المهاجرون يواجهون خطراً أكبر
وبحسب مؤسسة الهجرة الدولية (IOM)، فإنه منذ إبرام الاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي، انخفض عدد الوافدين إلى اليونان عبر البحر إلى 2724 خلال الأسابيع التسعة الأولى من العام الماضي 2016، مقارنة بـ134 ألف شخص في الفترة ذاتها من العام السابق 2015.
إلا أن كلفة هذا الاتفاق كانت مميتة، إذ أُجبر اللاجئون على اتخاذ رحلات أكثر خطورة للوصول إلى أوروبا، مثل الخط المار بالصحراء الليبية. وقد تضاعفت أرقام الهاربين عبر هذه الطريق خلال العام.
وبانتظار القرار النهائي للمحكمة العليا اليونانية هذا الشهر، يواجه لاجئون آخرون خطر الترحيل إلى تركيا، مع احتمالية دفعهم للعودة إلى بلدانهم الأصلية بالرغم من تعرضهم للاضطهاد والموت.
وتستعد المحكمة الإدارية العليا في اليونان لإصدار قرار بشأن اعتبار تركيا “دولة آمنة” للاجئين، بعد سماعها لقضية سوريين من طالبي اللجوء في اليونان، وهي القضية التي قد تشكل سابقة من نوعها، وقد تسفر عن تقويض اتفاق التبادل بين أنقرة والاتحاد.
يشعر الجميع بالقلق الشديد”، هكذا يقول مؤسس مركز ليسبوس القانوني، كارلوس أورجويلا، الذي يعمل فريقه المكون من محامين يونانيين ودوليين، على تقديم الخدمات المجانية إلى اللاجئين الأكثر خوفاً وقلقاً على الجزر.
ويضيف أورجويلا أن قضايا اللجوء التي تعرضت للإهمال القانوني، يتم التسريع بها حالياً، وهو ما يزيد المخاوف من سرعة إعادة اللاجئين إلى تركيا مرة أخرى.
ويتابع قائلاً “تركيا ليست دولة آمنة. هناك القليل من المعلومات. أولئك المُرحّلون قد يتعرضون للاحتجاز إن لم يسجلوا بياناتهم، ولا نعرف كيفية الحصول على محام، أو ماهية حقوقهم”.
قضايا الصحة العقلية
أما ديكلان باري، وهو أحد أطباء منظمة أطباء بلا حدود الخيرية التي تعمل في اليونان والجزر التابعة لها، ومن ضمنها ليسبوس، فيعتقد أن انعدام الاستقرار والمصير المجهول للاجئين، له أثر مطرد على صحتهم العقلية.
ويقول “لقد عملوا جاهدين للنجاة والفرار من البيئات المتطرفة مثل سوريا والعراق وأفغانستان، ليصطدموا الآن بسياسة الاتحاد الأوروبي”.
وتعمل منظمة أطباء بلا حدود على علاج اللاجئين الذين يعانون من القلق المزمن، أو اضطراب ما بعد الصدمة أو حتى الذهان، وفق ما ذكر ديكلان.
فيما يُقدِّر عدد الذين يحتاجون للرعاية النفسية بعد الاتفاق التركي الأوروبي بحوالي 80%، مقارنة بخمس تعداد اللاجئين قبل إبرام الاتفاق.
أما في مخيم بيكبا للاجئين، المتاخم لمطار ليسبوس والمطل على ساحل البحر، حيث يبدو الساحل التركي واضحاً في الأفق، فإن أولئك المحظوظين بالبقاء هناك تزداد مخاوفهم أيضاً.
ويشعر عدي (34 عاماً) الكهربائي من العاصمة العراقية بغداد، بالإرهاق من دوره في حماية زوجته وأطفاله في رحلة المنفى التي استمرت لعقود حتى الآن.
وفرّ عدي للمرة الأولى من العراق عقب الغزو الأميركي عام 2004، حين قُتل أبوه وشقيقه على يد الميليشات، ليقيم بيتاً في سوريا ويبدأ حياته مجدداً من الصفر.
وبعد عقد، فرّ عدي مرة أخرى من الحرب الدائرة هناك، عبر جبال كردستان، حيث أصيبت ابنته البالغة 10 أعوام أثناء رحلة الهروب من إحدى الدوريات الحدودية، ليصل قبل 10 شهور إلى اليابسة اليونانية.
يتهدج صوت عدي وهو يصف عذاب الانتظار، ليعرف إن كانت عائلته ستتعرض للترحيل أم لا، ويقول وهو يشعر بالحرج من الدموع التي ملأت عينيه “أشعر بالتعب”.
وعلى عكس جزيرة تشيوس المجاورة، التي تضم مجموعة “الفجر الذهبي” المتشددة المناهضة للمهاجرين فيها، فإن جزيرة ليسبوس، تتمتع بتقاليد تاريخية عن سياسات اليسار والزوار المثقفين والمفكرين.
أما كريستينا تشاتزيداكيس، إحدى منظمي المجتمع المدني التي رُشحت لجائزة نوبل للسلام لتفانيها في مساعدة ما يزيد على 800 ألف لاجئ، وصلوا بأعداد فاقت الـ3000 لاجئ في اليوم عام 2015، فتقول “تركيا ليست مكاناً آمناً”.
وتشير كريستينا إلى أن الجزيرة كانت مكتظة باللاجئين آنذاك، إلا أن منع وصول الفارين من الصراعات هو عمل غير إنساني، وتضيف “علينا أن نقبل بالمزيد؛ أوروبا غنية. لكن هناك حاجة لتأمين وصول اللاجئين بطرق ملائمة ومباشرة إلى أوروبا مباشرة، لا عبر القوارب”.
وتختم حديثها بالقول “أما فيما يتعلق بالحديث عن إيقاف تدفق اللاجئين.. علينا أولاً إيقاف الحرب”.
========================
صحيفة يني عقد :الحصار الأمريكي الروسي لتركيا والسبيل إلى كسره
 
http://www.turkpress.co/node/32420
 
كنعان ألباي- صحيفة يني عقد – ترجمة وتحرير ترك برس
لا بد أن البعض سيخرج ويقول بلهجة ساخرة: "عن أي حصار تتحدث؟"، غير أن الحصار المفروض على تركيا بشكل سريع وخطير عن طريق سوريا، والمطبق علنًا، هو واحد من أخطر القضايا بالنسبة لتركيا. وفوق ذلك فإن التنافس الكبير بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، عندما يتحول خلال هذا الحصار، إلى تحالف وثيق وتضامن قريب، منذ زمن طويل ضد تركيا وتنظيمات المقاومة الإسلامية في سوريا، فإن المصاعب تتضاعف.
وفيما تتسابق أمريكا وروسيا مع نظام الأسد من أجل إحراق وتدمير جميع المناطق السورية وتحويل المدن والقرى إلى بحر من الدماء، تعملان بشكل موازٍ على إقامة وتقوية منطقة كانتونات على يد حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي. ترد أنباء مفصلة يوميًّا في وسائل الإعلام عن تجهيز حزب الاتحاد الديمقراطي بالأسلحة الثقيلة وتوسيع مناطق سيطرته من خلال الغارات الجوية الداعمة له. لكن مع الأسف تأخذ هذه التطورات في الإعلام التركي صيغة رد فعل قومي بسيط أحيانًا، وفيما عدا بعض الاستثناءات لا تخضع لتحليل معمّق. أما على صعيد الدولة والحكومة فهي للأسف، في ظل الأجندات المتوترة الناجمة عن العلاقات مع أوروبا، لا تعدو عن كونها تجديد لطلبات مخففة اللهجة لا تجد استجابة.
ستخصص الإدارة الأمريكية الأسبوع الحالي ميزانية إضافية بقيمة 30 مليار دولار للبنتاغون، التي تستخدم في سوريا الصلاحية الممنوحة من جانب الكونغرس باستخدام القوة العسكرية في أفغانستان والعراق عامي 2001 و2003. وخلال المباحثات لم يتحرج رئيس الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد من الرد على الانتقادات الموجهة لعلاقات حزب الاتحاد الديمقراطي مع روسيا بالقول: "طبعًا هم على تواصل من الناحية السياسية مع روسيا. لديهم مكاتب في موسكو".
كما هو ملاحظ فإن علاقة حزب الاتحاد الديمقراطي مع روسيا لا تزعج على نحو كبير أمريكا، كما لا تبدي روسيا انزعاجًا من عملياته العسكرية المشتركة مع أمريكا. وهاكم خبر نُشرت صوره حديثًا: في خطوة أولى للعملية المزمعة ضد الرقة ينتشر عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي في محيط سد الطبقة بعد إنزالهم من مروحية أمريكية. كما نُشرت صور لعناصر القوات الروسية بقيادة الجنرال أندريه لوفكوف، وهم يحملون على ملابسهم شعارات وحدات حماية الشعب، ويرفعون أعلامها خلال رقصة دبكة بمناسبة عيد النوروز في حلب، بحجة افتتاح فرع لمركز مراقبة وقف إطلاق النار.
وعلاوة على هذه التطورات قُتل جندي تركي في إطلاق نار من عفرين، وعلى الإثر أصدر المتحدث باسم الخارجية التركية حسين مفتي أوغلو بيانًأ قال فيه إنه من الممكن الرد بالمثل، وطلب الإقدام على خطوات من أجل إغلاق مكتب حزب الاتحاد الديمقراطي في موسكو. وبعد يوم واحد، أوردت وكالات الأنباء أخبارًا عن مقتل 43 مدنيًّا في الموصل، و40 آخرين على الأقل لجؤوا إلى مدرسة في الطبقة، على يد أمريكا.
وعلى الرغم من كل هذه الأحداث، للأسف كان تركيز الإعلام التركي، وليس الغربي فقط، منصبًّا على ‘الهجوم الإرهابي‘ في لندن عبر موجة أخبار عاجلة لا نهاية لها. وذلك في وقت فرضت فيه أمريكا وبريطانيا حظرًا لا يقبله منطق على حمل أجهزة إلكترونية في مقصورة الركاب من مطارات عشر مدن في
في بلدان إسلامية، بينها إسطنبول. والذريعة وراء هذا القرار هي ‘إفشال التكتيكات الإرهابية الجديدة‘. لكن من الواضح أن الهدف الرئيسي هو تفعيل المرحلة الأولى من ضربات عدوانية متعددة الأبعاد، توجه إلى الطيران المدني واقتصادات بلدان مثل تركيا. فعلى الرغم من شمول القرار أكبر شركات الطيران البريطانية، إلا أن الحظر لن يكون ساريًا على الشركات الأمريكية.
لماذا ننسى مبدأ المعاملة بالمثل؟
من الواضح للعيان أن تركيا محاصرة ومحاطة بكل أنواع التهديدات السرية والعلنية والمناورات المنفذة من جانب بلدان تعتبرهم حلفاء لها. لكن لا يمكن الاستنتاج من نجاح هذا الحصار أن العاقبة الوخيمة قريبة وأن الخيارات استنفذت. وعلى سبيل المثال، لننظر كيف حققت تنظيمات المقاومة الإسلامية نجاحات عسكرية خلال الأسبوع الجاري في دمشق وحماة. فقد تمكنت من مقارعة نظام الأسد، والميليشيات الشيعية المستقدمة من إيران وأفغانستان وباكستان وحزب الله، وكسر الحصار في المدينتين المذكورتين، وحققت مكاسب هامة وتقدمًا على الأرض. وفي نفس الوقت حاربت حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم داعش. وعلى الرغم من شدة القصف الأمريكي الروسي سيطرت المقاومة الإسلامية على مواقع استراتيجية، وكبدت أعداءها خسائر فادحة.
إصرار تركيا على إيقاء ردها على حلفائها كأمريكا وروسيا، مقتصرًا على بعض مناطق سوريا الشمالية كمنبج وتل أبيض وعفرين، لا يتناسب مع المنطق وظروف الأرض. مبدأ المعاملة بالمثل هو أساس في الدبلوماسية والعلاقات الدولية. واحتمال عرقلة الدعم الذي تقدمه أمريكا وروسيا، ضد تركيا، لحزب الاتحاد الديمقراطي ونظام الأسد، عبر الطرق الدبلوماسية العبثية، معدوم بل هو دون الصفر. ابتعدت تركيا عن تنظيمات المقاومة الإسلامية، التي وصفتها أمريكا وروسيا وأوروبا بأنها تنظيمات إرهابية، وأخطأت من الناحية الأخلاقية والسياسية بتطبيق عقوبات لا معنى لها وغير مجدية على هذه التنظيمات. وينبغي عليها التخلي عن هذا الموقف سريعًا.
وعلى غرار الجيش الحر، ينبغي تقديم كل أنواع الدعم العسكري والاستراتيجي يبدأ من توفير أسلحة ثقيلة وحتى تبادل المعلومات إلى تنظيمات المقاومة الإسلامية وعلى رأسها أحرار الشام وهيئة الشام الإسلامية. ولا يبدو أن هناك أي خيار آخر سوى التحرك سوية مع تنظيمات المقاومة الإسلامية الصديقة في سوريا من أجل فتح الطريق أمام عملية درع الفرات. وقد يكون للتخلي عن دعم المقاومة في دمشق وحماة وإدلب وحمص، وبالطبع حلب، وعدم حمايتها بشكل كاف، ثمن باهظ جدًّا في المستقبل.
اتضح عمليًّا أن أمن وسلامة تركيا مرتبطان بأمن وسلامة سوريا. أما أمريكا وروسيا فهما تعملان على زعزعة، بل وانتهاك أمن واستقرار تركيا من خلال تعزيز الاحتلال وزيادة المجازر في سوريا.
=======================