الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23/12/2020

سوريا في الصحافة العالمية 23/12/2020

24.12.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • «ف. بوليسي»: بعد «سحق» ثوراتهم.. ما تزال الشعوب العربية تتطلع إلى الديمقراطية
https://sasapost.co/translation/arab-spring-people-want-democracy/
  • أجندة دبلوماسية قصيرة المدى لِلُغز السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/ajndt-dblwmasyt-qsyrt-almdy-lilughz-alswry
  • معهد أمريكي يوصي إدارة بايدن ب ٦ نقاط ستجبر روسيا وتابعها الأسد على قبول الحل السياسي
https://www.orient-news.net/ar/news_show/186861/معهد-أمريكي-يوصي-إدارة-بايدن-ب-٦-نقاط-ستجبر-روسيا-وتابعها-الأسد-على-قبول-الحل-السياسي
 
الصحافة البريطانية :
  • الجارديان: الربيع العربي لم يذهب هباءً منثورًا
https://masralarabia.net/العرب-والعالم/1563454-الجارديان--الربيع-العربي-لم-يذهب-هباء-منثورا
 
الصحافة العبرية :
  • موقع عبري: الربيع العربي كان مفاجأة وربما يعود بصورة أقوى
https://arabi21.com/story/1323686/موقع-عبري-الربيع-العربي-كان-مفاجأة-وربما-يعود-بصورة-أقوى#category_10
 
الصحافة الامريكية :
«ف. بوليسي»: بعد «سحق» ثوراتهم.. ما تزال الشعوب العربية تتطلع إلى الديمقراطية
https://sasapost.co/translation/arab-spring-people-want-democracy/
كتب أوز قاطرجي، صحافي بريطاني لبناني مستقل، يركز على قضايا حقوق الإنسان والشرق الأوسط، مقالًا نشرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية عن الرغبة المستمرة للشعوب العربية في تحقيق الديمقراطية والوصول إليها والعيش تحت ظلالها، موضحًا أن العالم العربي بات محصورًا في حالة من الثورة الدائمة.
واستهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن العالم قد تغيَّر إلى الأبد يوم أشرقت شمس 17 ديسمبر (كانون الأول) 2010 بفعل رجل واحد؛ بائع الفاكهة التونسي الذي يُدعى محمد البوعزيزي، الذي أضرم النار في نفسه خارج مقر بلدية سيدي بوزيد؛ احتجاجًا على استيلاء رجال الشرطة المحليين على عربته التي كان يبيع عليها الفاكهة.
ولم تكد تمضِي 28 يومًا على تلك الواقعة حتى أطاحت ثورة الياسمين في تونس الرئيس زين العابدين بن علي، مدفوعةً بغضب مشروع من شعب عانى ما يكفي من الآلام، ولم تكن ردة الفعل تلك إزاء اليأس والقهر اللَّذَين تملَّكا بائعًا متجولًا يبلغ من العمر 26 عامًا فحسب، بل كانت أيضًا إزاء الإذلال والقمع الروتيني الذي عانى منه الشعب التونسي لعقودٍ طويلة.
السؤال الخطأ
وأشار الكاتب إلى أن أحد الأسئلة التي ظلت تُطرَح باستمرار أثناء الأيام الأولى من الربيع العربي هو ما إذا كان العالم العربي مستعدًّا للديمقراطية، لكن وبعد مرور 10 أعوام، أضحى جليًّا أن ذلك السؤال كان دومًا بمثابة السؤال الخطأ. لقد أنهت الجماهير العربية عقودًا من التكميم القمعي للأفواه بين عشية وضحاها، وغدا السؤال الذي يتردد دومًا على الألسن يتعلق بما إذا كانت بقية بلدان العالم مستعدة لدعم هذه الدول. ولا بد أن تكون الإجابة عن هذا السؤال واضحة لا تُخطِئها العين بعد مرور عقد من إراقة الدماء في الشرق الأوسط، وبعد اللامبالاة المطلقة والصمت المُطْبق تقريبًا من القوى العالمية.
لقد نَمَت الديكتاتوريات على مدى أجيال في الشرق الأوسط حتى تضخمت بالغرور والغطرسة، وكان يوازيها اعتقاد زائف بأن أجهزتها الأمنية قادرة على ترهيب شعوبها وإخضاعها إلى الأبد.
ولكن بحلول عام 2010، لم تعد هذه الأنظمة الديكتاتورية تحتكر المعلومات، فقد أسهمت القدرة على استخدام شبكة الإنترنت في الشرق الأوسط في التفاعل مع وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ثم الوصول إلى ذلك النوع من منصات الأفكار والنقاشات التي كانت عديد من هذه الأنظمة الديكتاتورية ذاتها تحظرها وتُجرِّمها في العقود السابقة.
وفي ظل هذا المناخ الجديد، لم يعد انتحار شاب تونسي في مدينة سيدي بوزيد الصغيرة قصة محلية تُكتَب بأحرف مقتضبة على هامش إحدى الصحف الحكومية، بل صارت مأساة أثارت غضبًا واسع النطاق وانتفاضة مدنية أدَّت إلى سقوط ديكتاتورية استمرت 23 عامًا في غضون 28 يومًا فقط.
الشعوب العربية كسرت جدار الخوف
وأوضح الكاتب أن الاحتجاجات التي كانت تتابعها المنطقة بشغف لم تقف عند حد التونسيين، فقد اندلعت الاحتجاجات الأهلية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط في سلسلة من الانتفاضات التي أصبحت تعرف باسم الربيع العربي، وقد كان الشرق الأوسط يعيش من قبل لأجيال تحت وطأة ثقافة الخوف والصمت؛ إذ كانت حتى الانتقادات العامة البسيطة للسلطات السياسية تؤدي إلى الاعتقال التعسفي والتعذيب، بل الموت. وللمرة الأولى في حياة عديد من الناس، كسرت الجماهير جدار الصمت والخوف أخيرًا، والآن أصبح الطغاة هم من يرتجفون خوفًا وترتعد فرائصهم ذعرًا.
وبعد بن علي في تونس، وحسني مبارك في مصر، وعلي عبد الله صالح في اليمن، سقط في نهاية المطاف معمر القذافي في ليبيا، وامتدت الانتفاضات إلى البحرين وسوريا، حيث ظل نظام الأسد في السلطة لأربعة عقود.
بيد أن الربيع العربي والحركات السياسية التي أفرزها لم تكن توحِّدها أهدافٌ ديمقراطية جماعية بقدر ما كان يجمعها الرفض لعقود من الحكم الفاشل. وقد بدأت الانتفاضة في سوريا على سبيل المثال في ظل احتجاجات محلية صغيرة تطالب بالإصلاح السياسي، وليس سقوط الديكتاتورية، ولم تتغير هذه الدعوات في نهاية المطاف إلا بعد أن قُوبِلت المطالب الأولية بعنفٍ ساحق.
ولكن بخلاف القرب الجغرافي والتاريخ المشترك للحياة في ظل الديكتاتورية، لم يكن لدى انتفاضات الشرق الأوسط سوى القليل جدًّا من القواسم المشتركة، مثل الهتاف الذي انتشر بشكل جماعي في جميع أنحاء المنطقة: «الشعب يريد إسقاط النظام».
خوف المستبدين من الحريات
ولفت الكاتب إلى أن هذا الشعور بالتفاؤل وذلك الشعور الملموس بأن الحريات الديمقراطية قد تكون في متناول الشعوب في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، كان خطيرًا للغاية بالنسبة للأنظمة الديكتاتورية وأنظمة الحكم الملكي التي تحكم تلك الشعوب الحالِمة، إلى الحد الذي جعل تلك الأنظمة تقضي السنوات التسعة التالية للانتفاضة في حرب ضد شعوبها، مُتَّبعةً سياسة الأرض المحروقة لضمان عدم تمكن الحركات الديمقراطية التي أرعبتهم من ترسيخ أقدامها من جديد.
وقتلت قوات الأمن المئات من المحتجين في البحرين وليبيا في الأسابيع القليلة الأولى من الانتفاضة، وسُحِقَت احتجاجات البحرين، وبدأت حصيلة القتلى في ليبيا تخرج عن نطاق السيطرة، الأمر الذي أدَّى إلى استجابة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فأصدر قرارًا يقضي بفرض منطقة حظر طيران تابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي، وهو ما أدى في النهاية إلى سقوط القذافي وقتله خارج نطاق القضاء على يد المتمردين الليبيين في شوارع مدينة سرت في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2011.
وبحلول ديسمبر 2011، كان نظام الأسد قد قتل أكثر من 5 آلاف مدني، وكان عديد من المحتجين قد لقوا حتفهم رميًا بالرصاص في شوارع سوريا، أو اعتقلوا وعُذِّبوا حتى الموت. وبحلول عام 2020، أصبحت سوريا أسوأ حرب في القرن الحادي والعشرين، مع تخلى الأمم المتحدة رسميًّا عن إحصاء عدد القتلى في عام 2014، حيث بلغ آخر تقدير أكثر من 400 ألف قتيل في أبريل (نيسان) 2016، ومن المتوقع أن الرقم الحقيقي قد ارتفع ارتفاعًا كبيرًا منذ ذلك الحين.
ونوَّه الكاتب إلى عدم وجود وسيلة لجمع تأثير الانتفاضات العربية بدقة في دروس مستفادة من أجل المستقبل، ورغم أن عدد القتلى في ليبيا وما لحق بها من أضرار في البنية التحتية ظل أدنى بكثير من الدماء المراقة في سوريا، فإن قصة الانتفاضة الليبية لم تُكلَّل بالنجاح بعد. وفي حين عملت منطقة حظر الطيران التي فرضها الغرب على الحد من المعاناة المدنية، ولم يكن المقصود منها قط بناء الدولة، فإن الحرب الأهلية وأسواق الرقيق الخاصة بالمهاجرين وتدهور حالة حقوق الإنسان، تظل إرثًا مشينًا للمجتمع الدولي الذي تدخل ولكنه فشل في متابعة مهمته إلى النهاية.
ولم تكن الأمور أفضل حالًا في أماكن أخرى، فقد سُحِقَت الثورات أو سقطت تحت وطأة الثورات القومية أو الإسلامية المضادة. وفي كثير من الحالات، لا سيما سوريا، لم تُسحَق الانتفاضة من الداخل، بل من الخارج، ولم تسقط إلا بعد التدخل العسكري الشامل لإيران وروسيا. كما تعرَّضت المصالح الثورية السورية لمزيد من زعزعة الاستقرار والاستقطاب والفساد على يد قطر وتركيا.
دعم الأنظمة القمعية
وأضاف الكاتب أن الأنظمة الديكتاتورية في مصر واليمن والبحرين ما تزال تحصل على الشرعية والدعم من الممالك الخليجية، تمامًا كما تستمر دول الخليج في توفير الشرعية والدعم لزعيم الحرب الليبي المحاصر، خليفة حفتر، في هدفه المتمثل في السيطرة على البلاد وإنقاذها من قبضة حكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا والمعترف بها دوليًّا.
 بعد «سحق» ثوراتهم.. لا تزال الشعوب العربية تتطلع إلى الديمقراطية -حفتر
ولم تكن دول الخليج هي الجاني الوحيد؛ إذ احتضنت حكومة الولايات المتحدة على نحو غريب النظام العسكري الذي يترأسه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وبدأ ذلك في عهد الرئيس السابق أوباما، حتى بعد مقتل ألف مدني أثناء مذبحة ميدان رابعة، ومن ثم أكمل المسيرة الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، على نحو مثالي، وتجلَّى ذلك في إشارته للسيسي بصفته «الديكتاتور المفضل» له في قمة دولية في أواخر العام الماضي. كما احتضنت فرنسا، التي لعبت دورًا حاسمًا في إضفاء الشرعية على حفتر الليبي إلى جانب حلفائها في الخليج، نظام السيسي، حيث منح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وسام «جوقة الشرف»، وهي أعلى وسام فرنسي، للديكتاتور المصري الأسبوع الماضي.
حالة من التقلبات
وشدد الكاتب على أن دورة الصراع تلك لم تنتهِ بعد، إذ تُظهِر الاحتجاجات والصعوبات الاقتصادية المستمرة في لبنان والعراق أن الرغبة العامة للتغيير الديمقراطي ما تزال جامحة بقوة، حتى بعد 10 أعوام من الاحتجاجات الإقليمية المسحوقة والتشرد الجماعي واللامبالاة الغربية، وفي الوقت ذاته تستمر المنظمات شبه العسكرية الشيعية الإقليمية التابعة لإيران، فضلًا عن أساليبها الوحشية، في تصعيد التوترات، وتجد المنظمات الأصولية السُنِّية غير التابعة للدولة أرضًا خصبة طيلة الأوقات التي تعُم فيها الفوضى.
والواقع أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية السياسية التي أدت إلى اندلاع ثورات الربيع العربي أضحت أسوأ كثيرًا مما كانت عليه في عام 2011، وذلك قبل أن تدرك المنطقة على نحو مكتمل التأثير المالي المترتب على جائحة فيروس كورونا.
وخلُص الكاتب في ختام مقاله إلى أن الربيع العربي ربما يكون قد انتهى، ولكن الانتفاضات المدنية في الشرق الأوسط لم تكد تبدأ، لافتًا إلى أن الشرق الأوسط يجد نفسه الآن في حالة من التقلبات التي وصفها كارل ماركس بالثورة الدائمة، وتطلعات شعوبه التي تعتلج دائمًا ولكنها لم تتحقق قط، ولا توجد وسيلة قد تعيد بها الأنظمة الديكتاتورية عقارب الساعة إلى ما قبل عام 2011، وبالقدر نفسه لا توجد رغبة لدى شعوبها في قبول الوضع الراهن الذي حرمها دائمًا من حقوقها، فقد بات الهشيم أكثر جفافًا من أي وقت مضى، وكل ما ينقصه الآن هو الشرارة التالية.
=========================
أجندة دبلوماسية قصيرة المدى لِلُغز السوري
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/ajndt-dblwmasyt-qsyrt-almdy-lilughz-alswry
تشارلز ثيبوت
لا يزال الغموض يحيط نسبياً بالسياسة التي ستنتهجها الإدارة الأمريكية القادمة للرئيس المنتخب جو بايدن إزاء سوريا. وقد ترسم معالمها خمسة عوامل متناقضة.
أولاً، لم تكن سوريا قط في الواقع من أولويات السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، ويبدو أن تجديد الإطار الدولي لوقف البرنامج النووي الإيراني هو الهدف الأول لبايدن في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، أدى التعهد المتكرر بـ "إنهاء الحروب التي لا نهاية لها" إلى خلق توافق آراء أمريكي واسع النطاق ضد وجود بصمة أكبر في الخارج، وستؤدي جائحة الفيروس التاجي إلى مزيد من التقليل في النطاق الترددي للبيت الأبيض فيما يتعلّق بسوريا.
ثانياً، فقدت الولايات المتحدة نفوذاً كبيراً في سوريا بسبب سياسات إدارتي أوباما وترامب. على سبيل المثال، عندما واجهت عملية تركية من عبر الحدود في الشمال الشرقي من البلاد أواخر العام الماضي، انسحبت القوات الأمريكية جزئياً، مما أدى إلى عدم وضوح الخطوط الأمامية التي كانت مستقرة سابقاً بين القوات الروسية والتركية والأمريكية.
ثالثاً، أشاد بايدن بموقف القوة المحدود الذي تتخذه الولايات المتحدة في شمال شرق سوريا. وعلى عكس الديمقراطيين البارزين الآخرين، يعتبر أن استراتيجية "عبر، ومع، ومن خلال" المستخدمة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» لا تزال نموذجاً جيداً عن عمل الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط. وقد يشير ذلك إلى استعداده للاحتفاظ بوحدة صغيرة على أرض الميدان لدعم الشركاء المحليين.
رابعاً، تحدّثت شخصيات بارزة في حملة بايدن - بمن فيها مرشحه الحالي لوزير الخارجية، توني بلينكين، ومرشحه لمنصب مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان - علناً عن الأخطاء التي ارتُكبت في سوريا خلال إدارة أوباما. ويجدر بالذكر أن بلينكين كان قد صرّح بأنه لا يستطيع تخيّل اعتماد سياسة إعادة التعامل مع بشار الأسد.
خامساً، عندما أقر المشرّعون الأمريكيون "قانون قيصر" في العام الماضي، عملوا على بناء آليات تهدف إلى مقاومة التغيير من قبل الإدارات الأمريكية المستقبلية. لذلك، من المرجح أن تستمر العقوبات الاقتصادية التي تستهدف نظام الأسد.
للوهلة الأولى، لا يبدو أن هذه العوامل تترك مجالاً كبيراً لاستراتيجية جديدة بشكل خاص تجاه سوريا، مما يشير إلى أن سياسة الوضع الراهن ستستمر. ومع ذلك، تتمتع واشنطن بنفوذ أكبر مما تدركه، طالما أنها مستعدة للتخلي عن منطق الانهزام الذاتي الذي ساد في السنوات الأخيرة.
كيف يمكن لبايدن تغيير الوضع الراهن في سوريا؟
إن أحد الشروط الأساسية لكسر الجمود الدبلوماسي هو الإقرار بأن الولايات المتحدة لا تملك الوسائل أو الطموح لحل الأزمة السورية بمفردها، سواء من خلال التدخل العسكري أو عقد صفقة كبرى مع روسيا وتركيا. ومع ذلك، يمكن لواشنطن أن تحقق أهدافاً أكثر تحديداً، مثل تحسين الوضع الإنساني، وإعادة تشكيل إطار الأمم المتحدة للمفاوضات بين الأطراف السورية، ومنع الأعمال العدائية الجديدة في شمال البلاد.
ويتمثل الشرط الثاني بالجمع بشكل أفضل بين المصادر المتباينة للنفوذ الأمريكي. فالمشهد السياسي في سوريا مجزأ للغاية، لذلك سيتعين على فريق بايدن تقديم أداء أفضل من خلال الجمع بين الأمور المالية والقانونية والدبلوماسية والسياسية التي كان يتمّ التعاطي معها سابقاً بشكل منفصل أو تم تجاهلها.
الشرط الثالث هو إعادة إدخال بعض الطاقة الدبلوماسية في السياسة السورية. لقد تعهد بايدن باستعادة القيادة الأمريكية، وإعادة بناء التحالفات، والعمل بشكل أوثق مع الشركاء الأجانب بشكل عام، وأحد الأشكال الواضحة للقيام بذلك في سوريا هو ما يسمى بـ "المجموعة الصغيرة"، التي تضم بريطانيا ومصر وفرنسا وألمانيا والأردن والمملكة العربية السعودية. وقد اجتمعت هذه المجموعة بانتظام، لكن إدارة ترامب كانت مترددة في الاستثمار فيها، محرزة القليل من التقدم الملحوظ في تنسيق جهد قوي رفيع المستوى لإصلاح عملية الأمم المتحدة أو التعامل مع روسيا وتركيا وإيران.
أجندة قصيرة الأجل لـ "المجموعة الصغيرة"
يجدر بـ "المجموعة الصغيرة" الاجتماع بسرعة بعد إقرار تعيين وزير الخارجية الجديد في إدارة بايدن. وفي ذلك الاجتماع الأول، من الضروري أن يعمل المسؤولون على تقييم مسؤولية روسيا وإيران وتركيا عن الوضع الميداني الراهن وجمود الأمم المتحدة. وبعد ذلك، عليهم منح الأولوية للصبر الاستراتيجي، والتركيز في الوقت الحالي على تأكيد المواقف المشتركة التالية بدلاً من محاولة صياغة استراتيجية جديدة كبرى لسوريا:
1. تحديد موعد نهائي للجنة الدستورية. بعد أكثر من عام على قيام هذه اللجنة بقيادة الأمم المتحدة لم تسفر [أعمالها] عن نتائج ملموسة. وعلى الرغم من النواقص التي تشوبها وفرص نجاحها المحدودة، كانت فكرة إنشاء اللجنة تستحق التجربة ولو كان ذلك فقط لمنع روسيا من استغلال العملية الدبلوماسية وإعادة نظام الأسد إلى حالته الطبيعية دون معالجة أي من الأسباب الجذرية للحرب. ومع ذلك، عرقل النظام السوري باستمرار جهود اللجنة لعدة أشهر على أمل أن يتمكّن الأسد من "الفوز" في الانتخابات الرئاسية لعام 2021 بموجب الدستور الحالي. وما لم تحقق اللجنة تقدماً كبيراً خلال جلستها المقبلة (المقرر عقدها في 25 كانون الثاني/يناير)، سيكون من الحكمة أن تحدد الولايات المتحدة وحلفاؤها تاريخ انتهاء مهمتها، والدعوة إلى حلها إذا لم تتوصل إلى نتائج ملموسة في غضون بضعة أشهر.
2. حث الأمم المتحدة على إعداد آلية مراقبة محكّمة للانتخابات السورية في 2021، بالإضافة إلى توفير خيارات آمنة ومحايدة للسوريين في الخارج لكي يشاركوا في الانتخابات. من غير المرجح أن يوافق النظام السوري على مراقبة الأمم المتحدة للانتخابات، لكن إعداد مثل هذه الآلية أمر مهم لتوضيح ما تعنيه النتيجة. أي أنه إذا رفض النظام المراقبة، فإن ذلك سيقوّض شرعية "الفوز" المفترض للأسد؛ أما إذا سَمح بها، فمن المحتمل أن توضح النتائج المسجلة أن الانتخابات كانت مزورة.
3. تسريع المصالحة الكردية. في الآونة الأخيرة، انخرط مقاتلون أكراد سوريون في اشتباكات حدودية مع القوات الكردية العراقية. وتُظهر مثل هذه الحوادث أن تحقيق الاستقرار في شمال شرق سوريا لن يكون ممكناً إلا من خلال بذل جهود على مستوى رفيع لحل الخلافات بين الفصائل الكردية المتناحرة واستبعاد الأعضاء غير السوريين في «قوات سوريا الديمقراطية». وقد أرسلت فرنسا والولايات المتحدة مبعوثين خاصين بشكل منفصل للوساطة بين «قوات سوريا الديمقراطية» و «المجلس الوطني الكردي» المدعوم من تركيا، لكن من الضروري [الاتفاق على] المزيد من التنسيق والضغط السياسي. وقد بدأ الوقت ينفد نظراً لخطر قيام تركيا بشن هجوم آخر، لذلك على "المجموعة الصغيرة" أن توضح لقادة «قوات سوريا الديمقراطية» أنه يتعين عليهم الامتثال في وقت قريب. ومن بين الضرورات الأخرى، يعني ذلك منح أنقرة ضمانات أقوى بأنها ستفصل «قوات سوريا الديمقراطية» عن «حزب العمال الكردستاني» المحظور في تركيا.
4. الضغط على تركيا لاحتواء الجهاديين. في وقت سابق من هذا الشهر، أفادت بعض التقارير أن الجهادي البارز المرتبط بتنظيم «القاعدة» عبد الله بن محمد المحيسني التقى مع جماعة «فيلق الشام» المدعومة من تركيا في منطقة عفرين في شمال غرب سوريا. ومثل هذه الحوادث يجب أن تحفز "المجموعة الصغيرة" على معارضة أي تواطؤ بين شركاء تركيا والعناصر الجهادية بشكل علني؛ وخلاف ذلك، فمن الممكن أن تصبح أجزاء كبيرة من شمال سوريا ملاذات آمنة لمنتسبي تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية».
5. إشراك «قوات سوريا الديمقراطية» في عملية الأمم المتحدة كجزء من المعارضة السورية. بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 2254، يميل المسؤولون إلى المساواة بين "المعارضة" و "الهيئة العليا للمفاوضات"، التي يهيمن عليها «الائتلاف الوطني السوري». وقد دفعت هذه المقاربة بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، إلى استبعاد «قوات سوريا الديمقراطية» من العملية الدبلوماسية التي ترعاها الأمم المتحدة. ومع ذلك، فإن «الائتلاف الوطني السوري» و«قوات سوريا الديمقراطية» بحاجة ماسة إلى التوصل إلى ترتيب يمكنهما بموجبه استعادة نفوذهما الدبلوماسي والإقليمي، وفي الوقت نفسه منع دمشق وموسكو من إرغام «قوات سوريا الديمقراطية» على عقد صفقة مع نظام الأسد. وقد سبق أن استضافت مصر محادثات بين «قوات سوريا الديمقراطية» وما يسمى بـ "مجموعة القاهرة"، وهي فصيل أقلية ضمن «الائتلاف الوطني السوري». كما تم أيضاً إشراك أفراد من المعارضة. بإمكان جهد مشترك من قبل دول "المجموعة الصغيرة" أن يساعد في تنشيط هذه العملية.
6. إصلاح إطار العمل الإنساني وزيادة المساعدات. إن [الدول] الأعضاء في "المجموعة الصغيرة" هي من بين أكبر الجهات المانحة الإنسانية للسوريين المحتاجين، لذلك لديها نفوذ كبير للضغط على المنظمات غير الحكومية الدولية ووكالات الأمم المتحدة في دمشق لمواجهة اختطاف النظام للمساعدات. عليها أيضاً إعداد بدائل مشتركة لإطار عمل الأمم المتحدة في حالة عدم تجديد القرار الخاص بالدعم الإنساني عبر الحدود في تموز/يوليو 2021. وعلى افتراض أن يتم إصلاح الإطار، يجب تشجيع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على توفير تمويل إضافي للعمليات الإنسانية (حتى الآن لم يتم تحقيق سوى 40 بالمائة من هدف التمويل لعام 2020). بالإضافة إلى ذلك، من شأن التعاون الوثيق مع الجهات الفاعلة الإنسانية أن يساعد على التخفيف من مشكلة امتثال المصارف المفرط للعقوبات. وعلى الرغم من أن "قانون قيصر" والإجراءات المماثلة تستهدف مسؤولي النظام وتشمل العديد من الاستثناءات الإنسانية، إلّا أن المؤسسات المالية الدولية غالباً ما تخطئ عندما يتعلق الأمر بالحذر والإفراط في الامتثال لهذه القيود، مما يخلق بصورة غير مباشرة عقبات خطيرة للعمليات الإنسانية.
7. النظر في السماح بمشاريع "التعافي المبكر" في المناطق التي يسيطر عليها النظام وبذل المزيد من الجهود لإرساء الاستقرار في شمال سوريا. بدلاً من أن تركز الجهات المانحة حصراً على الإغاثة في حالات الطوارئ، عليها زيادة إمكانية تقديم الأموال إلى مشاريع أخرى استناداً إلى وضع كل منطقة. على سبيل المثال، إذا أثبتت "المجموعة الصغيرة" قدرتها على التوسّط لإحراز تقدم بين «قوات سوريا الديمقراطية» وتركيا، بإمكان الأعضاء الأوروبيين القيام بالمثل من خلال تعزيز مساهماتهم في جهود تحقيق الاستقرار في شمال سوريا، والتي تشمل الأراضي التي تسيطر عليها تركيا. وبالمثل، يمكن للأعضاء عرض تمويل إصلاحات البنية التحتية الأساسية في المناطق التي يسيطر عليها النظام إذا وافقت دمشق على تقليل هجماتها العسكرية وتدخلها في العمليات الإنسانية. وقد يكون هذا حافزاً جذاباً بشكل خاص للنظام في الوقت الذي حتى جمهوره الموالي يعاني من الأزمات الاقتصادية والصحية.
8. إعادة التأكيد على شروط إعادة الإعمار. لطالما اشترطت الولايات المتحدة و"الاتحاد الأوروبي" تمويلهما لمشاريع إعادة الإعمار على إحراز تقدم ملموس في العملية السياسية، لكن روسيا تضغط على الدول الأوروبية لتغيير هذه السياسة. ولذلك ينبغي على"المجموعة الصغيرة" أن تجدد التزامها بالشروط.
9. تعزيز التعاون ضد مجرمي الحرب. تثبت قضايا المحاكم الأخيرة في ألمانيا أن بإمكان السلطات العثور على المسؤولين السوريين السابقين المتهمين بارتكاب جرائم حرب ومحاكمتهم. وبالمثل، قررت هولندا تحميل دمشق المسؤولية القانونية عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان بموجب "اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب". وفي المرحلة القادمة، يجب على أعضاء "المجموعة الصغيرة" تعزيز التعاون القضائي وتوسيع الدعم للمنظمات غير الحكومية السورية التي تركز على جمع الأدلة ومساعدة الضحايا.
10. تذكير النظام بالإجراءات قصيرة المدى التي يمكن أن تكسر الجمود. على الرغم من أنه من غير المرجح أن ينخرط الأسد في عملية بناء ثقة تدريجية نحو إجراء مفاوضات محتملة، إلّا أنه مع ذلك يتعيّن على "المجموعة الصغيرة" أن توضح الخطوات التي يمكن أن يتخذها للإشارة إلى اهتمامه [بقرار] آخر غير الحل العسكري الفعلي والعزلة الدولية المستمرة. وتشمل هذه الخطوات إطلاق سراح السجناء السياسيين، ووقف اعتقالات اللاجئين العائدين، وإنهاء الضربات الجوّية ضد المنشآت المدنية.
وفي النهاية، فإن التوصل إلى حل وسط مع روسيا هي الطريقة الوحيدة لتحقيق نتيجة تفاوضية في سوريا، بما أن موسكو اكتسبت تأثيراً كبيراً من خلال إطار "عملية أستانا" وعلاقاتها الثنائية مع تركيا وإيران. وحالما تعزز "المجموعة الصغيرة" نفوذها من خلال تنفيذ جدول الأعمال قصير المدى الموصوف أعلاه، [فعندئذ] يمكنها متابعة الهدف متوسط ​​المدى المتمثل في دمج جهودها مع صيغة "عملية أستانا". وقد يساعد ذلك المجموعة على فتح مفاوضات أكثر عالمية، وتنشيط عملية الأمم المتحدة، وتقييم ما إذا كانت مستعدة وقادرة على استضافة محادثات جوهرية بين السوريين أنفسهم. ويمكن للتطورات على الجبهات الأخرى - ربما من خلال البرنامج النووي الإيراني - أن تسهل هذه العملية.
وستتطلب جميع هذه النقاط إجراء مفاوضات صعبة، لذا لا يمكن تحقيق تقدم سوى من خلال وجود قيادة أمريكية قوية قائمة على عملية حقيقية متعددة الأطراف. والخطوة الأولى في هذا الاتجاه واضحة، وتتمثل باستخدام الزخم الذي منحه حفل التنصيب القادم للرئيس الأمريكي المنتخب للتأكيد لدمشق وموسكو وطهران بأن استراتيجيتها الحالية المتمثلة بانتظار تبلور الأمور في الولايات المتحدة لن تنجح.
=========================
معهد أمريكي يوصي إدارة بايدن ب ٦ نقاط ستجبر روسيا وتابعها الأسد على قبول الحل السياسي
https://www.orient-news.net/ar/news_show/186861/معهد-أمريكي-يوصي-إدارة-بايدن-ب-٦-نقاط-ستجبر-روسيا-وتابعها-الأسد-على-قبول-الحل-السياسي
أوصى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي يحظى بدعم البيت الأبيض، إدارة بايدن بـ 6 نقاط حاسمة للعمل عليها مع مجموعة الدول المصغرة من أجل سوريا لإجبار روسيا وتابعها بشار الأسد على قبول الحل السياسي.
وفي دراسة مطولة أعدها المعهد ونشرها أمس الإثنين، قدم فيها توصيات عامة حول السياسية الخارجية التي على إدارة بايدن الجديدة اتباعها في مختلف الملفات وجاء في مقدمتها الملف السوري.
واقترحت الدراسة، جدول أعمال قصير الأجل فيما يتعلق بالملف السوري، مؤكدة أن على الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس الجديد بايدن، التركيز في الوقت الحالي على تأكيد المواقف المشتركة وتنسيقها مع المجموعة المصغرة (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، مصر، الأردن، السعودية) بدلاً من محاولة صياغة استراتيجية جديدة كبرى لسوريا.
وبحسب الدراسة فإن على جدول الأعمال الخاص بسوريا أن يتضمن 6 نقاط رئيسة وحاسمة من شأنها الضغط على روسيا وبشار الأسد بالقبول بحل سياسي وفق المرجعية الدولية المستندة إلى القرار 2254.
جدول زمني وانتخابات
ووفقا لترتيب الدراسة فإن النقطة الأولى هي تحديد موعد نهائي للجنة الدستورية،  لمنع روسيا من استغلال العملية الدبلوماسية وتطبيع نظام الأسد دون معالجة أي من الأسباب الجذرية للحرب.
وتعلق الدراسة على هذه النقطة بالقول :" إنه من الحكمة أن تحدد الولايات المتحدة وحلفاؤها تاريخ انتهاء الصلاحية ، ويدعون إلى إنهاء عمل الهيئة – أي اللجنة الدستورية- إذا لم يسلم في غضون بضعة أشهر.
وأما النقطة الثانية فهي حث الأمم المتحدة على إعداد آلية مراقبة قوية لانتخابات سوريا 2021 ، إضافة إلى خيارات آمنة ومحايدة للسوريين في الخارج للمشاركة، مع توقع الدراسة بعدم قبول نظام أسد لذلك، ولكن رفضه يعني تقويض أي شرعية للنظام وهو ما تعي نتائجه روسيا بشكل جيد.
وثالث نقطة هي تطهير  ميليشيا قسد من العناصر غير السورية (عناصر حزب العمال الكردستاني الإرهابي) ودفع عجلة المصالحة الكردية الكردية، بين تلك القوات والمجلس الوطني الكردي المدعوم من تركيا لتحقيق الاستقرار شمال شرق سوريا وطمأنة تركيا، ومن ثم إشراك الأتراك بالعملية السياسية، لمنع روسيا من إجبار قسد على عقد صفقة مع نظام أسد خوفا من تركيا.
والنقطة الرابعة هي إعادة التأكيد على شروط إعادة الإعمار، وربطها بإحراز تقدم ملحوظ في العملية السياسية، والوقوف بوجه ضغوط روسيا ضد الدول الأوروبية لتغيير هذه السياسة.
 وأما النقطة الخامسة فهي تعزيز التعاون مع أمريكا والحلفاء ضد مجرمي الحرب في سوريا وتثبت قضايا المحاكم الأخيرة في ألمانيا وهولندا والمساعدة الفعالة في العثور في البحث والعثور على المسؤولين السوريين السابقين المتهمين بارتكاب جرائم حرب ومحاكمتهم.
في حين تتعلق النقطة السادسة والأخيرة بالجانب الإنساني، والذي يشمل سراح السجناء السياسيين، ووقف اعتقال اللاجئين العائدين، وإنهاء الضربات الجوية ضد المنشآت المدنية، وذلك عبر إجراءات قصيرة المدى يمكن أن تتخذها أمريكا والدول الحلفاء سياسية واقتصادية لإجبار النظام على الاستجابة.
ولفتت الدراسة إلى أن هذه النقاط لا تعني بأي حال إلغاء سياسية العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة على نظام بشا الأسد ورموز حكمه وحلفائه عبر قانون قيصر، وغيره من العقوبات.
ويختم المعهد دراسته بأنه لابد من تسوية بين الولايات المتحدة وروسيا لتحقيق نتيجة في سوريا، ولكن لا يمكن الوصول إليها من وجهة نظر الدراسة دون تطبيق التوصيات والخطوات الواردة أعلاه، والتي أطلقت عليها الدراسة بجدول أعمال أمريكا قصير الأمد.
ومعهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط والأدنى تأسس عام 1985، على يد مجموعة صغيرة من الأمريكيين من أصحاب الرؤى الملتزمين بتعزيز مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وهو أكبر معهد بحثي مخصص لدراسات الشرق الأوسط ويحظى بدعم من البيت الأبيض وكل تبرعاته معفاة من الضرائب.
=========================
الصحافة البريطانية :
الجارديان: الربيع العربي لم يذهب هباءً منثورًا
https://masralarabia.net/العرب-والعالم/1563454-الجارديان--الربيع-العربي-لم-يذهب-هباء-منثورا
وائل عبد الحميد22 ديسمبر 2020 21:47
"الربيع العربي لم يذهب هباء منثورا،  المرة القادمة سيكون الأمر مختلفا".. عنوان مقال للكاتبة  نشرته صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الثلاثاء تزامنا مع ذكرى مرور 10 أعوام على الاحتجاجات التي اجتاحت الشرق الأوسط وبدأت شرارتها في تونس.
وأضافت: "في نهاية 2010، كنت في طريقي إلى السودان من أجل الاحتفال بالكريسماس وقمت بجولة في مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن معلومات بشأن قصة تتكشف في تونس وتحظر وسائل الإعلام العربية تداولها بالإضافة إلى تجاهل الميديا الغربية لها".
وأوضحت:  "بدأت القصة عندما أضرم البائع التونسي المتجول محمد بوعزيزي النار في جسده  أمام مقر حكومي في سيدي بوزيد مما أشعل مظاهرات انتشرت في أرجاء الدولة الشمال أفريقية".
وتابعت: "قبل أسابيع من أسقاط الثورة للرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي كان يخطط للبقاء في الحكم مدى الحياة، كنت ترى شيئا مختلفا وجديدا ومثيرا بشأن هذه الانتفاضة تتجسد في الصدى الذي أحدثته
الاحتجاجات لدى سكان العالم العربي وشدة الغضب الأخلاقي والقوة الدافعة".
وأردفت: "لكن مهما كتبت آنذاك بشأن الآمال والاحتمالات، لم أتوقع قط أن يتحول ذلك إلى ما يطلق عليه الربيع العربي، حيث لم يكن مفهوما في ذلك الوقت أن تستطيع احتجاجات سلمية الإطاحة بزعماء عرب سلطويين، فلم يحدث ذلك أبدا من قبل ولم يكن أحدث يعرف كيف يبدو ذلك".
واستطردت الكاتبة: "لكن اليوم بعد مرور 10 سنوات، أصبح الربيع العربي مرادفا لأحلام حرية ممزقة وبات من المؤلم التفكير في الأيام والأسابيع الأولى للاحتجاجات أو تذكر الشهور المُسكرة المفعمة بالسعادة والأمل وإحساس القوة الذي اعترانا نحن العرب للمرة الأولى على مدار حياتنا والاحتفاء بسقوط سلطوي واحدا تلو الآخر".
وعددت الكاتبة بعض مظاهر الشجاعة التي ارتبطت بالربيع العربي حينما قام صديق لها بمهاتفتها قبل الذهاب إلى المظاهرات وترك لها رقم هاتف والديه للتواصل معهما حال عدم عودته".
وزادت قائلة: "تجلت الشجاعة أيضا في نفوس عائلات ضحايا الثورة حيث لم يستسلموا للحزن ولم يرضخوا بل عقدوا العزم على أن أرواح أبنائهم لن تذهب سُدى".
وأضافت: "لكن عندما تنظر في أرجاء العالم العربي اليوم، من الصعب عليك تصديق ما حدث".
ورأى المقال أن الثورة التونسية هي الوحيدة التي لم يتم المساس بها بعكس البلدان الأخرى التي ضربتها الفوضى والحرب الأهلية مثل ليبيا وسوريا أو العودة إلى الأوتوقراطية بوتيرة أكثر ظلاما".
وفسرت الكاتبة:  "العديد ممن عاشوا أيام الآمال لا يحبوا الحديث عنها  الآن، أو يتطرقوا إليها باستحياء واحتقار لطيشهم وسذاجتهم".
واستطردت: "قال لي أحدهم إنه لا يمكن الجمع بين الحرية والاستقرار".
ونقل المقال عن الناشطة العراقية المصرية حفصة حلاوة قولها: "نحن نلوم أنفسنا".
ورأى المقال إلى أن العديد من المحتجين استخفوا أو قللوا من حجم التحديات التي كانت تجابههم".
وحتى في تونس، والكلام للمقال، فقد اسم بوعزيزي "قدسيته"، وتعرضت عائلته لحملة تشوية ومضايقات واتهامات بالتربح ماليًا من موت البائع المتجول.
واضطرت عائلة بوعزيزي إلى مغادرة تونس لتنضم إلى ملايين المنفيين بسبب الربيع العربي.
وفي مسقط رأس بوعزيزي،  نظرت امرأة إلى صورة عملاقة له قائلة: "ألعن هذه الصورة وأتمنى إسقاطها. إنه الشخص الذي دمرنا".
واستدرك المقال: "لكن كافة هذه الاتهامات وجلد الذات تخفي حقيقة الربيع العربي الذي فشل ببساطة لأنه لم يستطع النجاح لعدم امتلاكه قوة مضادة حقيقية  قادرة على مجابهة العراقيل التي واجهته".
وواصلت: " من الصعب اليوم رؤية ما هو أبعد من رواية الفشل المرتبط بالربيع العربي في ظل ملايين المشردين في سوريا وليبيا واليمن والقتلى والمفقودين لكن إلقاء نظرة أكثر تمعنا يكشف استمرار تفشي حالة السخط جراء الأوضاع الاقتصادة والفساد مما يدفع أكثر إلى التخلي عن الحسابات العقلانية".
ووفقا للمقال، فقد كشفت استطلاعات رأي أن الغالبية في 8 بلدان عربية يرون أن مجتمعاتهم أصبحت تتسم بوتيرة أكبر من اللامساواة.
وعلاوة على ذلك، قالت أغلبية شعوب 5 من هذه البلدان إنها ليست نادمة على احتجاجات الربيع العربي.
واختتم المقال: "ربما يبدو الأمر أسوأ مما كان عليه قبل 10 أعوام، لكن ثمة حقيقة تمنحنا ميزة لم تكن موجودة من قبل حيث أننا نعلم الآن كيف تبدو عليه الأمور وفي المرة المقبلة سوف نكون على دراية بما ينبغي عليه فعله".
=========================
الصحافة العبرية :
موقع عبري: الربيع العربي كان مفاجأة وربما يعود بصورة أقوى
https://arabi21.com/story/1323686/موقع-عبري-الربيع-العربي-كان-مفاجأة-وربما-يعود-بصورة-أقوى#category_10
عربي21- عدنان أبو عامر# الأربعاء، 23 ديسمبر 2020 07:19 ص بتوقيت غرينتش2
قال خبير إسرائيلي إنه في ظلال مرور عقد على اندلاع ثورات الربيع العربي، فإن مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي يعتقد أن عدم الاستقرار الإقليمي، بجانب قوة شبكات التواصل، وتطوير التضامن الاجتماعي، قد "يتسبب باندلاعها مرة أخرى، وبقوة".
وأضاف أمير بوخبوط الخبير العسكري بتقريره على موقع ويللا، ترجمته "عربي21" أن "طريقة اندلاع الاحتجاجات العربية بدءًا بتونس مرورا بمصر ثم اليمن وسوريا وليبيا، فاجأت المخابرات الإسرائيلية، التي لم تعترف بقوة الشبكات الاجتماعية، بجانب الحمم المشتعلة التي شهدتها ميادين التحرير، حتى إن الإدارة الأمريكية أدارت ظهرها للرئيس المصري مبارك، ولف باراك أوباما الحبل حول عنقه، لإجباره على إخلاء مقعده".
وأشار إلى أن "مجتمع الاستخبارات الإسرائيلية يمتلك جميع الأساليب الأمنية اللازمة لتحليل العقد الماضي في الشرق الأوسط، لكن معظم خبرائه متفقون على أن الربيع العربي لم يتوقف، رغم تغير شكله، وتلاشيه، لكنه قد يندلع مرة أخرى بشكل غير متوقع، ومن المحتمل جدًا أن يكون أكثر قوة في المستقبل، طالما أن الجماهير العربية غير راضية عن أوضاعها".
ونقل عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إن "المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في ضوء الواقع الناشئ بالمنطقة، تعطي نفسها هامشا واسعا للتقييم الاستخباراتي، ففي العمليات التاريخية من هذا النوع تستمر موجات أخرى، ومن الصحيح أن نلاحظ أن هذه الموجات الأعلى تليها الاضطرابات الإقليمية، ولأن الوضع في الشرق الأوسط أكثر تعقيدًا، فسوف يستغرق وقتًا أطول، رغم أن التعميمات في ما يتعلق بالربيع العربي ليست دقيقة".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، الذي أخفى هويته، أن "التطورات العربية تشكل وقودًا للاحتجاجات العنيفة التالية، وطالما أن العرب لا يحصلون على ما يريدونه من السلطات الحاكمة، فقد يتكرر الربيع العربي كما حدث بميدان التحرير، مع أن ديكتاتوريي الشرق الأوسط، ممن تشبثوا بالسلطة فترة طويلة اكتشفوا أمامهم فجأة قوة ضخمة تم تنظيمها بسرعة دون سابق إنذار، ودون أن تتمكن المخابرات الإسرائيلية من الإشارة لبؤرتها المركزية".
وأشار إلى أن "تجربة إسرائيل مع الربيع العربي تؤكد أن الواقع في الشرق الأوسط يحظر فيه التنبؤ بما سيحدث غدًا، مع العلم أن هذه الحقبة الزمنية الخطيرة ساعدت الاستخبارات الإسرائيلية في تحليل ديناميكيات الشرق الأوسط، لأنه في الماضي، كان هناك ادعاء في الشرق الأوسط بأن الديكتاتورية أفضل من الفوضى، لكننا اليوم لم نعد نستطيع تسويق هذه الفرضية بسهولة، وهنا يبدأ الصراع".
 وأوضح أنه "بعد عقد من الزمن، لا تفضل إسرائيل سقوط الأنظمة العربية، أو اندلاع الحروب الأهلية من حولها، بل تسعى لاستمرار الأنظمة المستقرة، حتى لو كانوا ديكتاتوريين، وبالنسبة لإسرائيل، فإن هناك حاجة لعنوان واحد واضح لإيصال الرسائل والتفاوض، لأن الشرق الأوسط ما زال يحمل سنام الجهاد العالمي في سوريا وسيناء والعراق، والظواهر التي اندلعت واختفت في هذه المرحلة، شكلت تهديدا للجبهة الداخلية الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "الفكرة الجهادية لم تختف تمامًا بعد الربيع العربي، ووفقًا لتقديرات المخابرات الإسرائيلية، فسيظل تنظيم القاعدة أو داعش يتخذ شكلاً مختلفًا، ويظهر في قناع جديد، في حين أن إحدى القضايا البارزة للغاية خلال الربيع العربي هي تقدم إيران لخوض خمس صراعات وتنافسات في الشرق الأوسط من خلال فيلق القدس بقيادة الراحل قاسم سليماني، بطريقة من شأنها تقويض الأنظمة في المنطقة وفقًا لمصالحها".
ونقل عن "مسؤولين عسكريين إسرائيليين أنه بعد عقد من الزمن، عززت إيران قوتها، ودخلت المزيد من عواصم المنطقة، وهو ما تحدث به وزير الحرب بيني غانتس، خاصة مسألة ترسيخ إيران لوجودها في سوريا، حيث تكثفت جهودها الكبيرة لاستغلال ضعف الأسد، ونقل أسلحة متطورة لحزب الله في لبنان، والمليشيات تحت قيادتها المباشرة، وهذا سبب آخر يجعل إسرائيل تفضل الاستقرار على الفوضى بين جيرانها".
وأشار إلى أن "الربيع العربي من وجهة النظر الإسرائيلية لم يسلط الضوء على رغبة المواطن العربي بتحصيل حقوقه الأساسية والعيش الكريم فحسب، بل أكد على تنامي اللاعب غير الحكومي، والقتال بدون أسلحة حربية، واستغلال التقنيات المتقدمة لتهديد العالم".
========================