الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23/1/2021

سوريا في الصحافة العالمية 23/1/2021

24.01.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • «فورين بوليسي»: اليد الخفية.. هل كانت سوريا متورطة في انفجار مرفأ بيروت؟
https://sasapost.co/translation/syria-lebanons-port-explosion/
  • "المجلس الأطلسي" :دراسة مترجمة تكشف: التفرقة والانحياز المتعمد مثالب السياسة الأمريكية تجاه العشائر في سوريا
https://orient-news.net/ar/news_show/187517/0/دراسة-مترجمة-تكشف-التفرقة-والانحياز-المتعمد-مثالب-السياسة-الأمريكية-تجاه-العشائر-في-سوريا
 
الصحافة البريطانية :
  • إيكونوميست: ما الذي يميز العلاقات التركية- القطرية؟
https://www.alquds.co.uk/إيكونوميست-ما-الذي-يميز-العلاقات-التر/
  • الاندبندنت :فشل «الربيع العربي» سيؤدي إلى الحروب الأهلية
http://aliwaa.com.lb/أقلام-عربية/فشل-الربيع-العربي-سيؤدي-إلى-الحروب-الأهلية/
 
الصحافة الروسية :
  • نيزافيسيمايا غازيتا: إيران تريد تأسيس "ناتو شيعي"
https://www.almodon.com/arabworld/2021/1/22/تقرير-روسي-إيران-تريد-تأسيس-ناتو-شيعي
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس: إسرائيل استغلت الأسابيع الأخيرة لترامب لتوسيع هجماتها ضد أهداف إيرانية في سورية
https://arabiyaa.com/?p=48660
  • "جيروزاليم بوست"  :تقرير يكشف تطوّر القدرات الصاروخية الإسرائيلية...ماذا يقول عن "حزب الله" وإيران؟
https://www.annaharar.com/arabic/newspaper/22012021111832704
  • يديعوت :صحيفة إسرائيلية: جدول أعمال بايدن.. الصين فإيران ثم “المسألة الفلسطينية”
https://www.alquds.co.uk/صحيفة-إسرائيلية-جدول-أعمال-بايدن-الصي/
 
الصحافة الامريكية :
«فورين بوليسي»: اليد الخفية.. هل كانت سوريا متورطة في انفجار مرفأ بيروت؟
https://sasapost.co/translation/syria-lebanons-port-explosion/
تتراكم الدلائل على أن المتفجرات التي عصفت بميناء بيروت ربما كانت متوجهة إلى دمشق، لكن النخب اللبنانية تحاول إبطاء التحقيقات.
ترصد الكاتبة المقيمة في بيروت، أنشال فوهرا، عبر هذا المقال المنشور في مجلة «فورين بوليسي»، معلومات جديدة تشير إلى أن آلاف الأطنان من نترات الأمونيوم التي انفجرت في مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس (آب)؛ ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص، وإلحاق أضرارٍ بالممتلكات تقدر قيمتها بنحو 15 مليار دولار، ربما كانت متوجهة إلى الحكومة السورية.
تقول الرواية الرسمية التي تتمسك بها الحكومة اللبنانية حتى الآن: إن الشحنة كانت متجهة إلى موزمبيق، لكن تحقيقًا أجراه صانع أفلام لبناني، وبثته شبكة الجديد المحلية، أثبت وجود صلةٍ بين ثلاثة رجال أعمال سوريين، ساندوا بشار الأسد في الحرب السورية، وما يبدو أنها شركة صوريّة اشترت المتفجرات.
تتجه الأنظار الآن إلى فادي صوان، القاضي العسكري السابق المكلف بإجراء التحقيق في تلك المأساة، وهل بإمكانه الاستفادة من هذه الحقائق الجديدة لمحاسبة الجناة الأجانب والمحليين على حد سواء. لكن النخب في الحكومة اللبنانية يكثفون هجماتهم لتشويه سمعته وعرقلة عمله.
من هو المشتري المباشر للشحنة؟
تلفت المراسلة التلفزيونية المستقلة، أنشال فوهرا، إلى أن مجلة «فورين بوليسي» ذكرت في شهر أغسطس أن مصنع المواد الكيميائية في جورجيا، روستافي آزوت، المزوِّد لتلك الشحنة تلقى ثمن 2750 طنًا من المتفجرات، لكن الشركة التي شحنت المتفجرات صوريًا «فابريكا دي إكسبلوسيفوس دي موزامبيق (FEM)» لم تدّع ذلك أبدًا.
بيد أن نسخة من مستند حصلت عليه مجلة «فورين بوليسي» مؤخرًا تظهر أنه بينما كان مصنع «روستافي آزوت» هو البائع، لم يكن المشتري المباشر شركة (FEM)، بل شركة أخرى مسجلة في لندن باسم «سافارو».
ويوضح عقد البيع أن تاريخ الشراء كان في يوم 10 يوليو (تموز) 2013، عندما كانت الحرب السورية في ذروتها. آنذاك، رست سفينة «إم في روسوس»، التي كانت تحمل الشحنة، في لبنان خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ثم احتجزت على اعتبار أنها غير صالحة للإبحار.
وتكشف السجلات الحكومية البريطانية أن عنوان شركة «سافارو» هو نفسه عنوان عقارات كان يملكها أو يديرها رجل الأعمال السوري جورج حسواني، والأخوان مدلل وعماد خوري، وهم جميعًا يحملون الجنستين السورية – الروسية. كما أن الرجل الذي يُعتقد أنه يمتلك السفينة، إيجور جريتشوشكين، يحمل أيضًا الجنسية الروسية.
جورج حسواني.. الوسيط المتمرّس ورجل موسكو في دمشق
توضح المعلقة المعنية بشؤون الشرق الأوسط، أنشال فوهرا، أن حسواني حصل على درجة الدكتوراه في عام 1979 من الاتحاد السوفيتي آنذاك، وهو من الأشخاص الأكثر تمرُّسًا في الوساطة بين روسيا والنظام السوري، ويُعرَف على نطاق واسع بأنه رجل موسكو في دمشق، ولديه تاريخ من إبرام صفقات الوساطة مع الجماعات الجهادية، وكذلك «الشبيحة»، أو الميليشيات التي يدعمها النظام.
تحدث رجل أعمال سوري من يبرود، مسقط رأس حسواني، إلى مجلة «فورين بوليسي» شريطة عدم الكشف عن هويته، وقال: «حسواني معروف بتسوية الخلافات بين السكان المحليين والشبيحة، لكنه كان يعرف أيضًا (داعش) وجبهة النصرة».
ومن المعروف أن حسواني تفاوض في عام 2014 لإطلاق سراح مجموعة من الراهبات الأرثوذكس اللواتي اعتقلتهن «جبهة النصرة»، وهي فرع من تنظيم «القاعدة» أصبحت تسمى «هيئة تحرير الشام». وفي عام 2015 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على حسواني بسبب مزاعم تفيد بأنه اشترى النفط للنظام من «تنظيم الدولة» الذي كان يسيطر على الأجزاء الغنية بالنفط في سوريا آنذاك.
وحسواني أيضًا مشارك في ملكية شركة «هيسكو» للهندسة والإنشاءات، التي صُفِّيَت الآن وأدرجت في السجلات بالعنوان نفسه التي سجلت به شركة «سافارو»، وهو العنوان الذي يتطابق مع العنوان المكتوب في عقد البيع الذي حصلت عليه مجلة «فورين بوليسي».
الأخوان خوري.. تاريخ إجراميّ في خدمة النظام السوري
تنتقل الكاتبة للحديث عن عماد خوري، الذي كان يدير شركة «آي كي» للصناعات البترولية حتى استقالته في عام 2016. وعلى الرغم من أن الأخوين خوري أقل شهرة في سوريا من حسواني، إلا أن عقوبة صدرت في حقهما سابقًا لارتكابهما جريمة تشير إلى احتمالية تورطهما في الأحداث التي أدت إلى انفجار بيروت.
وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، حاول مدلل خوري تزويد نظام الأسد بنترات الأمونيوم في عام 2013، وفرضت عقوبة على عماد خوري لاحقًا لمساعدته في الأنشطة التجارية التابعة لأخيه. ومرة أخرى تلفت الكاتبة إلى أن عنوان شركة «آي كي» للصناعات البترولية هو نفسه أحد عناوين شركة «سافارو».
المتاهة المظلمة.. شركات وهمية وعناوين متشابهة
كان فراس حاطوم، صانع الأفلام اللبناني، يُجري تحقيقًا مضنيًا لتتبُّع مصدر ووجهة المتفجرات التي عصفت ببيروت، وخلفت أكثر من 200 قتيل، وآلاف الجرحى، ومئات الآلاف من المشردين، وكشف لأول مرة عن ارتباط الحادث بالشركات السورية، وقال: إن شكوكه زادت عندما اكتشف أن شركة «سافارو» يمكن أن تكون شركة صوريّة.
قال فراس حاطوم لأنشال فوهرا في بيروت: «كان اعتقادي بأنها شركة وهمية يعود إلى أنها ليست لديها عناوين، وبالتالي لا يتسنى لأي شخص أن يطرق أبوابها، أو أن يلتقي بأيٍّ من ممثليها. والسيدة التي يزعم أنها هي المسؤولة لم تكن سوى واجهة؛ لأن اسمها يظهر على صفحات العديد من الشركات الأخرى أيضًا».
توضح كاتبة المقال أن مارينا سيلو، المديرة الحالية لشركة «سافارو»، مسجلة كمستشارة أو خبيرة اقتصادية لأكثر من 150 شركة أخرى على موقع «OpenCorporates»، وهو قاعدة بيانات للشركات. وهي تحمل جنسية قبرص، البلد الذي يقال إن المالك الروسي للسفينة، جريتشوشكين، لديه إقامة فيه.
تعترف الكاتبة بأن الروابط السورية – الروسية بالشحنة لا ترقى إلى مستوى الدليل القاطع على أن المتفجرات كانت متوجهة للنظام السوري، أو أن لبنان تواطأ مع دمشق، لكنها تلفت إلى أن تلك الروابط كثيرة جدًا لدرجة أن أي تحقيق يُجرى بنية حسنة لا يمكن أن يتجاهلها، لولا أن المشكلة تكمن في المسؤولين اللبنانيين الذين يعملون على إفشال التحقيقات الجارية.
فادي صوان.. القاضي الذي يريد محاكمة وزراء لبنان
يتابع المقال: اتحدت النخب السياسية اللبنانية ضد صوان، قاضي التحقيق الذي عينته الحكومة، واستدعى أربعة وزراء للإدلاء بشهاداتهم كمشتبه فيهم، من بينهم حسان دياب، رئيس وزراء لبنان المؤقت، لكن لم يتجاوب معه أحد، بل ذهب وزيران في الحكومة إلى حد محاولة استصدار أمر من المحكمة يقضي بتغيير القاضي، فيما لم تظهر مختلف الأطياف السياسية أي تعاون معه في مهمته، بينما كانت تنسِّق فيما بينها لاتهامه بالتحيز.
وكان صوان قد خضع في السابق لفحصٍ دقيق على طاولة اللبنانيين المتشككين في موضوعيته؛ فبصفته قاضيًا عسكريًا اشتهر بتعاطفه المفرط مع قوات الأمن، وأصدر أحكامًا ضد متمردي الجيش السوري الحر، وهو ما جعل البعض يضعه في صف نظام الأسد في سوريا، بينما زعم آخرون أنه تعرض لضغوط من التيار الوطني الحر بقيادة الرئيس ميشال عون، عندما أحال قضية تبادل إطلاق النار بين فصيلين درزيين إلى قاضٍ مؤيد للتيار الوطني الحر.
بيدَ أن خبراء قانونيين مستقلين، كانوا قد انتقدوا القاضي في البداية لكونه محابيًا للحكومة، تحوُّلوا إلى الإعجاب به منذ أن استدعى الوزراء الأربعة للاستجواب. أحد هؤلاء هو الخبير القانوني البارز نزار صاغية، المؤسس المشارك لمنظمة «المفكرة القانونية» اللبنانية غير الحكومية، الذي ينقل عنه المقال قوله: إن صوان ليس فاسدًا ولا أسيرًا للأيديولوجيا، وليس مواليًا للنظام السوري، ولا لحزب الله، ولا للتيار الوطني الحر. إنه مجرد قاضٍ لبناني، لكن يجب أن نراه الآن في سياق اجتماعي جديد بعد أن شهد لبنان ثورة، وانفجارًا داميًا أودى بحياة كثيرين».
يجادل صاغية ومستقلون آخرون بأن النخبة السياسية احتشدت ضد صوان لحماية نفسها من التحقيق الذي يجري حاليًا حول الانفجار، ومن أي تحقيقات مستقبلية؛ إذ تخشى الطبقة الحاكمة أن تشكل هذه القضية سابقة للتحقيق معهم بتهم الفساد أيضًا.
هؤلاء النخبة اتهموا القاضي بتجاوز اختصاصه، وتترسوا بحصانتهم الحكوميّة، قائلين: إن الوزراء لا يمكن محاكمتهم إلا أمام هيئة خاصة، تسمى المجلس الأعلى، وتمنح المتهمين ضمانات إضافية.
وحتى يُحال الوزير أو الرئيس للمحاكمة أمام هذا المجلس يجب أن يوجه إليه اتهام من ثلثي أعضاء مجلس النواب اللبناني، بيد أن خبراء مستقلين يقولون: إن هذا التوافق القضائي لا ينطبق على المسؤولين الحكوميين المتهمين بسوء السلوك الجنائي الجسيم.
وقد تتحد الطبقة السياسية اللبنانية ضد تحقيقٍ لا يمكنهم السيطرة عليه، لكنهم يظلون خاضعين لولاءاتهم الإقليمية. فخلال مقابلة أجريت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ألمح رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري بحرص إلى تورط سوريا في الانفجار.
وذكر الحريري أن أجهزة استخبارات من فرنسا ودول أخرى حذرت مرارًا وتكرارًا من انتشار تهريب أسلحة ونترات الأمونيوم إلى سوريا عبر لبنان، واستشهد بمحاولات جرت في 20122013 لاستيراد معدات وتكنولوجيا متطورة من كوريا الشمالية إلى سوريا، لولا أن الاستخبارات اللبنانية أوقفت الشحنة في نهاية المطاف.
من ناحية أخرى يرى أنصار النظام السوري في لبنان أنه لا توجد صلة قويّة بين النظام السوري والشحنة. وفي محاولة لإبعاد أصابع الاتهام وتحويلها إلى اتجاه آخر، يسلط البعض الضوء على كيفية استغلال الثوار السوريين لما يحظون به من دعم محلي في مدينة طرابلس شمال لبنان، معقل الحريري، لاستيراد الأسلحة. ففي عام 2012 احتجزت قوات الأمن اللبنانية سفينة محملة بالأسلحة كانت متجهة إلى المتمردين السوريين، وكان من المقرر تفريغها في ميناء طرابلس.
وقال المحامي اللبناني وديع عقيل: إنه في السنوات الأولى من الحرب السورية، كانت العديد من السفن التي تعبر المياه اللبنانية تنقل أسلحة ونترات الأمونيوم إلى أطراف مختلفة في الصراع. لكنه أضاف أن استخدام النظام لمرفأ بيروت لنقل مثل هذه الشحنة يشكل مخاطرة كبيرة جدًا؛ ففي العادة يكون للجيش السوري ميناء خاص به في مدينة بانياس الساحلية لهذه الأغراض.
وتابع عقيل قائلًا: جلب شحنة كهذه إلى بيروت مغامرة محفوفة بالمخاطر. ذلك أن الميناء لم يزل تحت مراقبة قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل). من المحتمل أن شيئًا ما حدث واضطر السفينة للرسوّ في بيروت، لكني لا أعتقد أن ذلك كان مخططًا له.
وتختم أنشال فوهرا مقالها بالقول: في بلدٍ منقسم بشدة مثل لبنان، حيث يخضع القضاء لسيطرة السلطة التنفيذية، غالبًا ما تكون الحقيقة ضحية للتأويلات المتنافسة على تفسير الأحداث. وأي شخص يجرؤ على تحدي النخبة الحاكمة، كما فعل صوان، يخاطر دائمًا بتعريض سمعته للهجوم.
لكن المطالبة بالعدالة بعد وقوع تلك المأساة الوطنية يتعذر قمعها بسهولة. وسواء استمر صوان في قيادة التحقيق، أو استبدلوا به قاضيًا آخر، فإن الجمهور اللبناني أصبح لا يطالب فقط ببعض المحاسبة العلنية للمسؤولين عن الإهمال في الداخل، ولكن أيضًا بالتحقيق في الدور السوري.
=========================
"المجلس الأطلسي" :دراسة مترجمة تكشف: التفرقة والانحياز المتعمد مثالب السياسة الأمريكية تجاه العشائر في سوريا
https://orient-news.net/ar/news_show/187517/0/دراسة-مترجمة-تكشف-التفرقة-والانحياز-المتعمد-مثالب-السياسة-الأمريكية-تجاه-العشائر-في-سوريا
أورينت نت – بقلم: حيان دخان وعمار الحمد – ترجمة لانا الإمام
بينما كانت الولايات المتحدة تستعد مع حلفائها في عام 2015 لحشد القوات المحلية في شمال شرق سوريا في سبيل قيادة القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، استُدعي بعض زعماء العشائر السورية إلى جنيف في سويسرا لإجراء محادثات مع ممثلي القوى الغربية ودول الخليج بشأن إمكانية تعبئة القوى الحليفة ضد مقاتلي التنظيم. وكان من المتوقع أن توجد الولايات المتحدة المعادل السوري لـ"الصحوات السنّية"، الحركة التي أعادت اصطفاف رجال القبائل السنية في العراق إلى جانب الولايات المتحدة لمساعدتها في المعركة ضد تنظيم القاعدة بين عامي 2005  و 2008. لكن بدلا من ذلك، انتهى المطاف بالولايات المتحدة إلى تشكيل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، المؤلفة أساسا من وحدات حماية الشعب الكردية إضافة إلى بعض الفصائل العربية الصغيرة، كقوات الصناديد التابعة لقبيلة شمر. 
أين تكمن مواطن الضعف؟
إذاً، لماذا فشلت الولايات المتحدة في استخدام القبائل العربية وكلاءً محليين في حربها ضد داعش في شمال شرق سوريا؟ وأين تكمن مواطن ضعف سياسة الولايات المتحدة وقصورها تجاه السكان العرب في هذه المناطق، حيث يوجد حضور عسكري أمريكي لدعم قوات سوريا الديمقراطية ومؤازرتها لمنع عودة داعش؟ لعبت آفة التشظّي والانقسام التي أصابت بدائها القبائل العربية في شمال شرق سوريا دورا رئيسا في قرار الولايات المتحدة الحاسم بعدم الاعتماد أساسا على مساندة العشائر في حربها على داعش. إضافة إلى ذلك كله، تعاني سياسة الولايات المتحدة الحالية بعض العيوب والقصور، ما جعلها تبدو أكثر انحيازا للكرد على حساب العرب. كما دفعت هذه العيوب والمثالب القبائل العربية إلى أحضان لاعبين آخرين (مثل النظام السوري وإيران) استغلوا صلاتهم بتلك العشائر لزعزعة استقرار المنطقة الخاضعة لسيطرة قسد.
العشائر العربية تحولت إلى حلفاء غير موثوقين للولايات المتحدة جراء الانقسام والتشظي
لعبت العشائرية دورا أساسيا في حشد الشباب ضد النظام حين بدأت حركة الاحتجاج في سوريا عام 2011، لا سيما في المناطق المضطربة من البلاد. ومع تحول الانتفاضة إلى نزاع مسلح، اعترت المجتمع القبلي في شمال شرق سوريا سمتان مميزتان.
أولا، أصابت كثيرا من شباب العشائر الذين جمعتهم، إضافة إلى هوياتهم وانتماءاتهم القبلية، وروابط دينية ووطنية، تغيرات عميقة نتيجة التمدن والتعليم، ما قلص الارتباطات التضامنية التقليدية. ولذلك واجه العديد من زعماء العشائر في شمال شرق سوريا صعوبة في توكيد سلطتهم على هؤلاء الشباب.
ثانيا، بدأت تظهر على السطح نزاعات عشائرية واسعة النطاق جراء التنافس بين العشائر المختلفة لاقتناص أكبر قدر ممكن من غنائم الحرب الدائرة، ومنها حقول النفط والغاز التي استولت عليها عشائر مختلفة في أرياف محافظتي دير الزور والحسكة. لا يعني ذلك القول إن العشائر عاجزة عن الحشد والتعبئة ضد داعش. إذ توجد عدة ميليشيات قبلية فاعلة ومؤثرة، مثل قوات الصناديد، وجيش العشائر المؤلف أساسا من أبناء عشيرة الولدة، إلا أن هذه تبقى مجموعات صغيرة وغير قادرة على القتال بفاعلية وعلى نطاق واسع في شمال شرق سوريا.
دفع الوضع المذكور آنفا المسؤولين الأمريكيين المكلفين بالتعامل مع داعش في عام 2014 على التوصل إلى نتيجة مفادها أن العشائر العربية تعاني التشظي والانقسام، ومن ثم فهي غير قادرة على تشكيل جبهة موحدة ضد داعش. بينما بدت وحدات حماية الشعب الكردية قوة أكثر تنظيما، وأجدر بالثقة، بحيث تستطيع الإشراف على الميليشيات العشائرية السورية وتدريبها ضمن مواقعها الجغرافية المحددة. وأظهر الكرد قدرة موحدة على التحكم والسيطرة، افتقدتها القبائل العربية.
السياسة الأمريكية الحالية تجاه القبائل العربية وعيوبها
حالما هزمت قسد تنظيم داعش وبسطت سيطرتها على الأراضي التي تسكنها القبائل العربية شرق نهر الفرات عام 2018، بدأت الولايات المتحدة اتباع مقاربة مختلفة في التعامل مع العشائر العربية. حيث أجرى المبعوثون الأمريكيون لقاءات مع زعماء العشائر في محافظات الرقة ودير الزور والحسكة.
على سبيل المثال، التقى بريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي السابق إلى الشرق الأوسط، بشيوخ العشائر الرئيسة في محافظة الرقة. كما نظمت الولايات المتحدة زيارات لحلفائها إلى المنطقة–المملكة العربية السعودية والإمارات- للاجتماع بزعماء العشائر في العديد من المناسبات. واعترفت رسميا بذكرى مجزرة الشعيطات، التي قتل فيها تنظيم داعش أكثر من 700 شخص من عشيرة الشعيطات بريف دير الزور عام 2014. كما أشادت السفارة الأمريكية في دمشق في بيان لها حول المجزرة على صفحتها الرسمية على فيسبوك بدور عشيرة الشعيطات في التصدي للتنظيم آنذاك. تظهر هذه الأمثلة أن سياسة الولايات المتحدة تجاه العشائر العربية السورية تستهدف إيجاد موقف عشائري موحد تحت قيادة قسد في شمال شرق سوريا. إلا أن هذه الاستراتيجية الحالية تعاني عيوبا ومثالب تهدد المصالح الوطنية الأمريكية في سوريا لعدة أسباب.
حيث عقد المسؤولون الأمريكيون اجتماعات سرية منتظمة مع شيوخ العشائر منذ إعلان هزيمة تنظيم داعش في سوريا عام 2018، دون أن يدركوا العواقب الوخيمة على زعماء العشائر أنفسهم على المدى الطويل. إذ إن الاجتماع بهم دون توفير الحماية أو المعلومات الاستخبارية اللازمة لهم عرضهم لمحاولات اغتيالات عديدة من قبل خلايا التنظيم النائمة. فقد وصف التنظيم الإرهابي شيوخ العشائر وزعماءها ومخاتير القرى بالمرتدين، واعتبرهم تهديدا وجوديا لفلوله، ثم اغتال عددا منهم، كالشيخ بشير فيصل الهويدي في الرقة عام 2018، والشيخ عبيد خلف الحسن في الرقة أيضا عام 2019، والشيخ مشير حمود جيدان الحفل في دير الزور عام 2020. أثارت سلسلة الاغتيالات هذه موجة من الغضب والاستياء والإحباط بين سكان دير الزور العرب، وزعزعت ثقة زعماء العشائر الآخرين في قدرة الولايات المتحدة وقسد على توفير الحماية والأمن.
إضافة إلى ذلك كله، دفعت حالة عدم اليقين تجاه مستقبل الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا العشائر إلى الافتراض بأن الولايات المتحدة قوة لا يعتمد عليها في المنطقة. بينما خلقت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة تخطط لسحب قواتها من الأراضي السورية، شعورا بالقلق والريبة وسوء الظن بالولايات المتحدة وخططها على المدى الطويل في سوريا لدى أفراد العشائر العربية الأخرى.
التنافس على ولاء العشائر
أبلغنا أحد رجال العشائر المحلية في المنطقة أن "إعلان الولايات المتحدة رغبتها في سحب قواتها من سوريا قد هز ثقتنا بقدرة الولايات المتحدة على تأمين الحماية. وجعلنا مترددين في التعاون مع أمريكا وقسد بسبب خوفنا على حياتنا نتيجة أي إجراءات عقابية يمكن أن يتخذها النظام أو إيران في حال الاستيلاء على أراضينا عقب انسحاب الولايات المتحدة".
يشجع هذا الوضع غير المستقر اللاعبين المحليين والإقليميين على التنافس على ولاء العشائر في مناطق سيطرة قسد بهدف إثارة العداء للولايات المتحدة. على سبيل المثال، حاول أفراد عشيرة الغنامة إيقاف دورية للجنود الأمريكيين خارج مدينة القامشلي في شمال سوريا في شباط/فبراير عام 2020. ويبدو أن النظام السوري، الذي يوفر الرعاية لبعض من زعماء العشائر في المنطقة، قد شجع العشيرة على القيام بذلك. كما تجرب إيران أيضا أساليبها التكتيكية الخاصة لاستمالة القبائل العربية في سوريا. ويواصل المسؤولون الإيرانيون دعوة زعماء العشائر السورية إلى طهران لإجراء محادثات بهدف حثهم على البقاء موالين لبشار الأسد. وفي أثناء هذه الزيارات - التي نقلتها وسائل الإعلام الرسمية السورية والإيرانية - أدان زعماء العشائر السورية الوجود الأمريكي في بلادهم ووصفوه بـ"الاحتلال".
أخيرا، يرى السكان العرب في شمال شرق سوريا أن الولايات المتحدة لا تمارس ضغطا كافيا على قسد من أجل إقامة حكم محلي شامل للتركيبة السكانية المتنوعة. ويعتبرون أن قسد تهيمن على عملية صنع القرار في إدارات الحكم المحلي في مناطقهم. وقال لنا أحد السكان المحليين في الرقة إن الكلمة النهائية فيما يتعلق بأي شأن حكومي أو إداري مهم تعود إلى المستشارين الكرد الذين يهيمنون على المناصب القيادية والإدارية ضمن هيئات قوات سوريا الديمقراطية، وذلك على الرغم من وجود تمثيل عربي في مختلف المجالس المحلية التي أنشأتها. فلو عملت الولايات المتحدة على تمكين مزيد من التمثيل العربي في هيئات الحكم التابعة لقسد، فربما تستطيع لعب دور أكثر حيادية بين العرب والكرد، ما يساعد على تبديد مشاعر الشك والريبة لدى كثير من العشائر تجاه قوات سوريا الديمقراطية.
وعلى الرغم من ذلك كله، تلعب منطقة شرق الفرات دورا متعدد الوجوه في منع عودة تنظيم داعش، وإحباط أي خطط تضعها إيران لتوسيع نفوذها إلى هذا الجزء من سوريا. ومع أن الولايات المتحدة لم تعتمد أساسا على العشائر العربية في حملتها ضد التنظيم، فإن المسؤولين الأمريكيين يتعاملون مع ممثلي العشائر العربية لمنع عودة داعش وشرعنة حكم قسد في مناطقهم. لكن هذه السياسة تعاني عيوبا ومثالب عديدة. فإذا أرادت الولايات المتحدة ترسيخ وجود مستدام وطويل الأمد في شمال شرق سوريا، فهي بحاجة إلى تدارك هذه العيوب والمثالب تحت إدارة جو بايدن الجديدة.
*حيان دخان: باحث سوري، متخصص في دراسة العلاقة بين الدولة والقبيلة في سوريا منذ أواخر الحقبة العثمانية إلى الحرب الدائرة في البلاد حاليا.
عمار الحمد: طالب ماجستير (من الرقة أصلا) وباحث في العلاقات الدولية في جامعة حسن كاليونكو في غازي عنتاب، تركيا. عمل مع منظمات دولية مختلفة في قضايا تتعلق بالنزاع السوري منذ عام 2013.
المصدر: "المجلس الأطلسي"
=========================
الصحافة البريطانية :
إيكونوميست: ما الذي يميز العلاقات التركية- القطرية؟
https://www.alquds.co.uk/إيكونوميست-ما-الذي-يميز-العلاقات-التر/
إبراهيم درويش
لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “إيكونوميست” تقريرا حول العلاقة الخاصة بين تركيا وقطر، مشيرة إلى أن الاقتصاد والأيديولوجيا والجيران الغاضبين دفعت البلدين لتوثيق العلاقات بينهما.
وقالت الصحيفة إن تركيا عندما تنظر حولها في المنطقة تجد وجوها غاضبة، دولا عربية تنظر إلى الإسلامية التي يتبناها الرئيس رجب طيب أردوغان كتهديد لها. أما الاتحاد الأوروبي، فهو غير راض من عمليات التنقيب عن النفط التي قامت بها أنقرة في شرق الأوسط.
وفرضت الولايات المتحدة الحليف في الناتو ولها قوات عسكرية في تركيا، عقوبات على أنقرة لأنها اشترت منظومة دفاع جوي من روسيا. ولكن تركيا ليست على علاقة جيدة مع روسيا التي قصفت حلفاءها في سوريا وليبيا.
التحالف مع قطر، واحد من أكثر العلاقات التي نسجها أردوغان استقرارا منذ وصوله إلى السلطة
وتركيا لديها على الأقل قطر، التي زرعت بذور الصداقة بينهما في بداية القرن الحالي، عندما وصلت شركات الإنشاءات التركية إلى الدوحة للمساعدة في طفرة الإعمار. ومنذ ذلك الوقت اقترب البلدان من بعضهما البعض بمساعدة من الأيديولوجيا والتجارة.
وتعوّل تركيا التي تعاني من أزمة مالية على قطر في الدعم المالي، فيما تعوّل الدوحة الحماية التركية، بحسب ما تقول الصحيفة. وأغضب البلدان الديكتاتوريين العرب قبل عقد عندما وقفا مع ثورات الربيع العربي.
وعندما انحرف المسار ضد الإسلاميين، وجد عدد منهم ملجأ في تركيا وقطر. وكان دعم الأخيرة للجماعات الإسلامية مثل حماس والإخوان المسلمين سببا في قطع كل من السعودية والبحرين والإمارات ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة في 2017. وطلبت الدول الأربع من قطر إغلاق القاعدة العسكرية التركية.
وبدلا من ذلك، عمّقت قطر علاقاتها مع تركيا التي أرسلت قوات وأغذية للإمارة الخليجية. واكتمل بناء القاعدة العسكرية في 2019، ويمكنها استقبال 5000 جندي تركي، كما اعتبرها أردوغان “رمزا للإخوة”، وأرسلت أنقرة أسلحة لقطر ونظّمت معها مناورات عسكرية مشتركة.
بدورها دعمت قطر التدخل التركي في سوريا وليبيا. وأكثر من هذا، فقد ضخّت قطر أموالاً لتركيا، ففي عام 2018 تعهدت باستثمار 15 مليار دولار في الاقتصاد التركي، ووافقت على تبادل عملة بـ3 مليارات مع المصرف المركزي التركي. ومع تراجع الاحتياطي من الدولارات، زادت قطر التبادل إلى 15 مليار دولار.
 وفي تشرين الثاني/ نوفمبر عندما كانت تركيا تواجه أزمة عملة، وافقت قطر على شراء 10% من أسهم السوق المالي، و42% من مركز تسوق يعاني من مشاكل مالية. ووعدت بالاستثمار في ميناء إسطنبول. وتصل قيمة الاستثمارات القطرية إلى مليارات الدولارات، بحيث أصبحت قطر ثالث مستثمر أجنبي في تركيا.
وتساءل البعض إن كانت علاقات تركيا وقطر ستفقد أهميتها بعد المصالحة التي جرت مع الجيران في الخليج. ولا تزال الأجواء باردة “لكننا في الخليج”، لكن لم تتحسن علاقات تركيا مع هذه الدول، فأنقرة تتهم الإمارات بدعم المحاولة الإنقلابية الفاشلة ضد أردوغان في 2016.
وتدعم الإمارات وتركيا طرفي النزاع في ليبيا. وتراجعت علاقات أنقرة مع السعودية بعد قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، وعرضت قطر الوساطة بين البلدين.
وترى المجلة أن الظروف التي جلبت كلا من قطر وتركيا للتعاون معاً لم تتغير بشكل أساسي وستظل العلاقة قوية. ويرى غالب دالاي من معهد بروكينغز في الدوحة، أن التحالف “واحد من أكثر العلاقات التي نسجها أردوغان استقرارا منذ وصوله إلى السلطة”.
=========================
الاندبندنت :فشل «الربيع العربي» سيؤدي إلى الحروب الأهلية
http://aliwaa.com.lb/أقلام-عربية/فشل-الربيع-العربي-سيؤدي-إلى-الحروب-الأهلية/
رفيق خوري      حجم الخط
تونس تعاود الانتفاض في وجه السلطة الحاكمة بعد "ثورة الياسمين". والقراءات تتعدد في ثورات ما سمي "الربيع العربي" بعد عشر سنين على البداية الناجحة في تونس. لا فحسب في الشرق الأوسط، حيث التجربة باللحم الحي، بل أيضاً في العالم المنقسم بين مراقب ومتدخل.
والفارق واسع جداً بين براءة الذين نزلوا إلى الشارع سلمياً مطالبين بالخبز والكرامة والحرية وبين الذين سطوا على الشارع بالعنف وأداروا اللعبة حرباً من أجل أهداف متناقضة. والحصاد جاء، على العموم، مختلفاً عن الزرع، ولا مفاجآت في السيناريوهات التي رأيناها، إلا للأبرياء من التجارب. لا في لجوء الأنظمة إلى القمع والعنف والاستعانة بالقوى الخارجية وتوظيف التنظيمات المتشددة لضمان البقاء عبر التخويف بها. ولا في تحويل "الربيع العربي" إلى "شتاء إسلامي" قاد تنظيم "داعش" إلى إعلان "دولة الخلافة" في مساحات واسعة من العراق وسوريا. ولا في تجاهل الأسباب المحلية التي تراكمت ودفعت إلى الانتفاض، والذهاب كالعادة إلى الخيال و"نظرية المؤامرة" التي يقال إنها وراء زعزعة الأنظمة لمصلحة العدو. ولا طبعاً في اندفاع قوى إقليمية ودولية إلى التدخل عسكرياً مباشرة أو بالواسطة، دفاعاً عن بعض الأنظمة وضد أخرى، ضمن مخطط جيوسياسي أو بشكل عشوائي.
في العدد الأخير من "فورين أفيرز"، كتب مارك لينش أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن أن "الموجة الثورية لم تكن سراباً عبر. فالمنطقة تغيرت. الإسلام السياسي انتهى. انتصار الأوتوقراطيين لم يجلب الاستقرار. لا عودة إلى بداية الربيع العربي في 2011. لكن التحركات السلمية ستحدث لأن أسباب الثورة لم تتبدل والانتفاضات لم تنته. أما درس 2011، فهو أن الشرق الأوسط أبعد من قدرة أي قوة خارجية على السيطرة". وكان قد كتب من قبل في المجلة نفسها أن "الثورات لم تخلص إلى ما توقعه كثيرون، لكنها خلقت نظاماً عربياً جديداً: القوى التقليدية الكبرى مثل مصر سوريا والعراق لا تكاد تعمل، والدول الخليجية الغنية مثل السعودية والإمارات تزدهر وتنمو".
وفي كتاب تحت عنوان "الشتاء العربي: تراجيديا"، يقول نوح فيلدمان أستاذ القانون في هارفارد ومهندس الدستور العراقي إن "الربيع العربي كان خيبة أمل. الخطاب البطولي مهّد الطريق إلى ظاهرة أكثر ظلمة. لكن الديمقراطية لم تمت. فهي مؤجلة وتحتاج إلى جيل آخر".
والواقع أكثر فصاحة من كل القراءات. تونس، حيث نجحت "ثورة الياسمين"، تتظاهر من جديد وتضيق بالنظام البرلماني في حنين إلى النظام الرئاسي. فالثورة أعطت الحرية، لكن الحكومات، على اختلاف تشكيلاتها، فشلت في معالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وتقليل نسبة البطالة بين الشباب.
وفي السودان، حيث نجحت الموجة الثانية من "الربيع العربي" بالشراكة بين الشعب والجيش في إسقاط نظام الإسلام السياسي، يبدو المخاض صعباً وطويلاً، لأن "التركة" ثقيلة جداً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
أما حيث فشل "الربيع العربي"، فإن الحروب الأهلية هي البديل، سواء بقي النظام في السلطة كما في سوريا أو سقط كما في ليبيا واليمن. وهي حروب أهلية "مركّبة" تتداخل فيها القوى المحلية والإقليمية والدولية. سوريا مدمرة تتقاسمها خمسة جيوش خارجية وتقاتل فيها ميليشيات من معظم بلدان العالم. بعضها إلى جانب النظام، وهي التي جاءت بها إيران، حيث أسس الجنرال قاسم سليماني 60 لواء تضم 60 ألف مقاتل بينهم "فاطميون" من شيعة أفغانستان و"زينبيون" من شيعة باكستان، و"حزب الله" اللبناني وفصائل من الحشد الشعبي العراقي، كما قال مؤخراً الجنرال رحيم صفوي، كبير المستشارين العسكريين للمرشد الأعلى علي خامنئي. وبعضهم الآخر أصوليون متشددون يقاتلون النظام والمعارضين معاً من أجل إقامة "حكم الله". ليبيا مقسمة بين جيوش وميليشيات ومرتزقة ضمن الصراع الجيوسياسي وعلى النفط والغاز في شرق المتوسط. وفي اليمن، حرب أهلية وخارجية بسبب انقلاب الحوثيين على الشرعية بدعم من إيران وتسليحها. "داعش" لا يزال يقوم بعمليات في العراق وسوريا. و"القاعدة" تسيطر على محافظة أدلب، ولها خلايا نائمة في العراق واليمن.
وليس أبعد من التسويات السياسية التي تحاول الأمم المتحدة الإشراف على التحضير لها سوى قدرة أي طرف على الانتصار العسكري. والضحايا هي الشعوب، وفي طليعتها الشباب الذي نزل إلى الشارع سلمياً في بداية "الربيع العربي". حتى لو حصلت التسويات، فإن هذه البلدان المدمرة عمرانياً والمعرضة للخراب الاجتماعي تحتاج إلى 30 سنة للعودة إلى المستوى الذي كانت عليه عام 2011.
المصدر: اندبندنت
=========================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا: إيران تريد تأسيس "ناتو شيعي"
https://www.almodon.com/arabworld/2021/1/22/تقرير-روسي-إيران-تريد-تأسيس-ناتو-شيعي
قالت صحيفة روسية إن مجلس الشورى الإيراني يعدّ مشروع قرار "معاهدة الأمن والدفاع المشترك" والذي يهدف إلى إنشاء "ناتو شيعي" يضمّ حلفاء إيران في المنطقة.
وكتب إيغور سوبوتين تقريراً في "نيزافيسيمايا غازيتا"، ترجمه موقع "روسيا اليوم"، إن المجلس الإيراني يعدّ "معاهدة دفاعية وأمنية، من المتوقع أن يوقّعها حلفاء طهران الشيعة في الشرق الأوسط". وأضاف أنه "يُراد للاتفاق الجديد أن يكرّس، على غرار حلف الناتو، مبدأ الرد الجماعي على أي هجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة. يشتغل البرلمان الإيراني على إعداد مشروع القرار المعني".
وتأتي التحولات الإقليمية بمثابة استجابة ل"طلب" إدارة الرئيس الأميركي  السابق دونالد ترامب. وليس من قبيل الصدفة أن القيادة الإيرانية ربطت آخر يوم من حكمه بتغير حقبة بأكملها.
لكن وفقاً لخبير مجلس الشؤون الدولية الروسي المقيم في إيران نيكيتا سماغين "تهدف مبادرة المجلس إلى إضفاء الطابع الرسمي على جميع العلاقات غير الرسمية التي تقيمها طهران حالياً في المنطقة".
وقال سماغين ل"نيزافيسيمايا غازيتا"، إنه "في الوقت نفسه، ينبغي فهم أن هذا القانون لا يمكن أن يؤدي إلى أي تغيير جدي. أولاً وقبل كل شيء، لأن هناك حاجة إلى اتفاقيات ثنائية أو ثلاثية: عندما تدخل في تحالف، فمن الضروري أن لا يُتخذ قرارٌ من طرف واحد فقط. ومن المحتمل أن تكون هذه مشكلة".
وأضاف سماغين أن "النفوذ الإيراني اليوم في الشرق الأوسط يسبب قلق الغالبية العظمى من دول المنطقة وسوء فهم لديها. وفي هذا الصدد، هناك سبب للاعتقاد بأن التنظيمات المعروفة باتصالاتها مع الجانب الإيراني قد لا توافق على إعلان علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية رسمياً".
واستبعد أن يتحول هذا التعاون إلى نظير لحلف شمال الأطلسي. وقال: "بالتأكيد، لا يجوز تسمية حلفاء إيران الإقليميين بأتباعها. فما زالوا يتعاونون مع إيران لأن مصالحهم تتلاقى معها في الوقت الراهن. وهناك أمثلة عندما لم تتوافق المصالح، ورفض شركاء إيران الامتثال لطلباتها".
=========================
الصحافة العبرية :
هآرتس: إسرائيل استغلت الأسابيع الأخيرة لترامب لتوسيع هجماتها ضد أهداف إيرانية في سورية
https://arabiyaa.com/?p=48660
عاموس هرئيل – محلل عسكري اسرائيلي/
الأسابيع الأخيرة من ولاية ترامب استغلتها إسرائيل، بناء على تقارير أجنبية، للقيام بهجمات واسعة نسبياً ضد مصالح عسكرية إيرانية في سورية. في الهجوم الأخير في شرق سورية، بالقرب من الحدود العراقية في الأسبوع الماضي، قصفت معسكرات ومخازن تابعة للميليشيات الشيعية المدربة من عناصر الحرس الثوري الإسلامي. هذه منطقة بعيدة جداً عن أراضي إسرائيل. ومن المحتمل أن يفرض الوصول إليها تنسيقاً عملانياً واستخباراتياً معمقاً مع الأميركيين.
في مقابل ذلك، لم تتحقق المخاوف من عملية إيرانية كبيرة ضد هدف إسرائيلي أو أميركي عشية تبدّل الإدارة في واشنطن. حالة التأهب في الجيش الإسرائيلي استمرت على الرغم من الافتراض المعقول أن الإيرانيين لا يريدون تسخين المنطقة، تحديداً الآن في أثناء تولّي إدارة بايدن زمام الأمور في واشنطن. ما نُشر مؤخراً في الصحف الأميركية بشأن استعدادات إيرانية جديدة في اليمن كان موثوقاً به. بمساعدة المتمردين الحوثيين جرى نشر مسيّرات لها قدرة على الطيران مسافات بعيدة تصل حتى منطقة إيلات. كما نُصبت بنى تحتية مشابهة، بينها صواريخ باليستية في العراق وشرق سورية. لقد أثبت الإيرانيون قدرة عملانية مشابهة في هجمات مشتركة مع الحوثيين في السعودية.
كما سبق أن كتبت هنا، يبدو أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله لا يريد أن يكون جزءاً من خطط الانتقام الإيرانية، ولن يطوع عناصره للقيام بالمهمة. لكن بصورة مفاجئة، لم تستبعد الاستخبارات الإسرائيلية تماماً التحذير من عملية انتقامية يقوم بها حزب الله نفسه، رداً على مقتل أحد عناصره في قصف إسرائيلي على مركز عسكري إيراني في دمشق في تموز /يوليو العام الماضي. حاول حزب الله الانتقام لمقتله مرتين في هجومين أُحبطا على الحدود اللبنانية. يبدو أن الحزب لم يتخل بعد عن مساعيه.
في المدى الزمني الأبعد سينصبّ النقاش في إسرائيل على مشروع الصواريخ الدقيقة لحزب الله في لبنان. بحسب تقديرات محدثة، يملك الحزب بضع عشرات من الصواريخ الدقيقة. وبالاستناد إلى تقارير، جزء منها جرى تزويده “بمنظومات دقيقة” جرى تهريبها في حقائب بواسطة شبكات تهريب إيرانية. مؤخراً تحدثت المؤسسة الأمنية عن عشرات قليلة من الصواريخ الدقيقة، وادعت أن جهد حزب الله فشل عملياً. يبدو أن الجهد لا يزال في ذروته. الاختبار الكبير سيكون محاولة تحويل المشروع إلى مشروع تصنيعي، بواسطة إقامة منشآت إنتاج تحت الأرض في لبنان.
لقد كشف نتنياهو جزءاً من هذه المنشآت في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة قبل نحو عام ونصف العام. ستواصل إسرائيل مساعيها السياسية ضد المشروع مع تهديدات ودعاية أيضاً طوال السنة الحالية. لكن الانطباع المتزايد هو أن حزب الله يسعى باستمرار وإصرار لتحقيق هدفه- إنتاج ترسانة كبيرة نسبياً من الصواريخ الدقيقة، يمكن أن تصيب بصورة أكثر فعالية أهدافاً في شتى أنحاء إسرائيل.
لا مصلحة لنصر الله حالياً في أي مواجهة مع إسرائيل. لبنان يغرق في أزمة سياسية واقتصادية عميقة وحزب الله لا يستطيع أن يسمح لنفسه بأن يُتهَّم بمآسٍ أُخرى تقع على رأس هذه الدولة المسكينة. يبقى أن مشروع الصواريخ الدقيقة، عاجلاً أم آجلاً، يمكن أن يكون في مركز مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل ولبنان.
 
المصدر: صحيفة هآرتس الإسرائيلية _ عن نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية
=========================
"جيروزاليم بوست"  :تقرير يكشف تطوّر القدرات الصاروخية الإسرائيلية...ماذا يقول عن "حزب الله" وإيران؟
https://www.annaharar.com/arabic/newspaper/22012021111832704
22-01-2021 | 15:08 المصدر: النهار العربي
كتب محلل شؤون الاستخبارات والإرهاب في "جيروزاليم بوست" يوناه جيريمي بوب أنّ اسرائيل حالياً تواجه أعداء أكثر خطورة منه قبل 30 سنة، ولكنها أيضاً في وضع أفضل من حيث الدفاع الصاروخي والردع.
فبعد ثلاثين سنة على حرب الخليج في 1991، انتقلت إسرائيل من نظام دفاع صاروخي غير موجود وعديم الاهمية إلى أفضل نظام دفاع صاروخي في العالم، ومن الخوف من اتخاذ إجراءات استباقية في دول أخرى، إلى العمل بحرية تقريبا في المجال الجوي السوري وفي بعض المناطق المعادية الأخرى.
وبينما كان العراق تحت سلطة صدام حسين يمثل التهديد الصاروخي الوحيد عام 1991، تواجه اسرائيل حاليا تهديدات صاروخية محتملة من 6 مناطق مختلفة، وهي غزة و"حزب الله" وايران وسوريا واليمن والعراق. ويمكن لاثنين من هؤلاء الخصوم، هما ايران و"حزب الله"، يمكن لكل منهما التغلب على أحدث دفاع صاروخي إسرائيلي ثلاثي المستويات من حيث  الحجم والدقة المتقدمة.
وعرض هذه النظرية مراراً لـ "جيروزاليم بوست" رئيس منظمة الدفاع الصاروخي السابق اوزي روبين، ووزير الاستخبارات السابق دان ميريدور، والنائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي تشاك فريليتش.
من هذا المنطلق، تساءلت الصحيفة هل إسرائيل في وضع أفضل أم أسوأ من حيث الدفاع الصاروخي والردع عما كانت عليه قبل 30 عامًا؟، قبل أن تضيف: "يكون الوضع اسوأ، اذا تم النظر في مسألة الدفاع الصاروخي بمعزل عن غيرها".
 في 1991، تغلبت صواريخ "سكود" الباليستة الـ39 التي اطلقها العراق بسهولة على نظام الدفاع الصاروخي الأميركي "باتريوت" الضعيف، الا أنها فشلت في قتل الإسرائيليين بسبب مزيج من صفارات الإنذار المبكر والملاجئ وافتقار صواريخ "سكود" إلى الدقة والحظ. ولكن حتى من دون تسببها بضحايا، أثارت تلك الصواريخ صدمة هائلة وعمليات إجلاء كبيرة  هزت اسرائيل.
ولكن التأثير كان محدوداً مقارنة بالتهديدات التي تواجهها اسرائيل حالياً.
فمن المعتقد أن "حماس" أعادت بناء ترسانتها الصاروخية، وقد تملك أكثر من 10,000 صاروخ كانت بحوزتها عشية حرب غزة 2014.
وحتى في حينه، تمكنت من مواصلة إطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية لإسرائيل لمدة 50 يوما، وأصابت معظم أنحاء البلاد، مما أدى إلى توقف معظم الرحلات الجوية من مطار بن غوريون لمدة 48 ساعة.
وعلى رغم  قدرات "حماس"، يمكن اعتبار الدفاع الصاروخي الحالي للجيش الإسرائيلي نجاحا شاملا، وتحسنا كبيرا مقارنة بالنظام الدفاع الوطني الاسرائيلي لعام 1991.
وسواء في تلك الجولة من القتال وفي الجولات القصيرة اللاحقة، وفي جولات قليلة عام 2019، تمكنت "القبة الحديدية" (Iron Dome)، التي تستخدم للتصدي للصواريخ قصيرة المدى، من إسقاط ما يكفي من صواريخ "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بحيث قتل عدد قليل من الإسرائيليين.
ولسنوات عدة، عمل الجيش الإسرائيلي أيضاً على تشغيل نظام الدفاع الصاروخي "السهم" (Arrow missile defense system) لإسقاط الصواريخ الباليستية طويلة المدى العابرة للقارات وبعض الصواريخ متوسطة المدى.
وفي 2017، أدخل الجيش الاسرائيلي "مقلاع ديفيد" (David’s Sling) للتركيز بشكل خاص على الصواريخ متوسطة المدى، حتى مع إمكانية استخدام كل من القبة الحديدية ونظام الدفاع الصاروخي "السهم" في ذلك أيضا.
 وفي شهر كانون الاول (ديسمبر)، أجرى الجيش الإسرائيلي أول اختبار دفاع صاروخي مشترك واستخدمت انظمة الدفاع الصاروخية الثلاثة جميعها في وقت واحد.
 وقد يُعتقد ان كل هذا التقدم والنجاح النسبي الذي حققته إسرائيل مع "حماس"يعني أن البلاد أفضل حالا بكثير مما كانت عليه عندما كان صدام حسين يستطيع اطلاق صواريخه على تل أبيب متى شاء.
 ولكن في هذه الايام، تبدو "حماس" هي الجزء السهل، بحسب الصحيفة
ووفق الخبراء في الدفاع الصاروخي والأمن القومي، روبين وميريدور وفريليتش، لدى كل من ايران و"حزب الله" القدرة على التغلب على المستويات الثلاثة للدفاع الصاروخي الإسرائيلي. فالحزب  يمتلك 150 ألف صاروخ تقريبا، بما في ذلك المئات من الصواريخ الدقيقة. وتمتلك إيران عددًا أقل من الصواريخ ضمن النطاق، ولكن لديها ما لا يقل عن 400 صاروخ باليستي يمكن ان يضرب إسرائيل.
ولكن، من الناحية النظرية، يمكن استخدام "القبة الحديدية" ضدها. وفي تجربة منتصف كانون الأول (ديسمبر)، لم يكن هناك اي اختبار حربي حقيقي رئيسي لقدرات نظام الدفاع الصاروخي "السهم" أو غيرها من الانظمة الدفاعية الصاروخية لإسقاط وابل من الصواريخ الباليستية.
وفي المقابل، استعملت ايران بنجاح ودقة صواريخها الباليستية لمحاربة "داعش" في سوريا في 2018 والقوات الاميركية في العراق في 2020.
كذلك، استخدمت الطائرات الهجومية بدون طيار بما في ذلك  "شاهد 129"،  و"صاعقة 2 " و"أبابيل" لمهاجمة أهداف في اليمن والسعودية في 2019 وفي 2020. وعرضت أيضا تدريبات بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الهجومية في 15 و16 كانون الثاني (يناير).
والى ذلك، صحيح ان إسرائيل تبذل قصارى جهدها لمنع نشر الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى في سوريا والعراق واليمن، السؤال الذي يطرح نفسه هو عما اذا كان هذا ممكاً لفترة طويلة..
مع ذلك، ليست هذه نهاية القصة، لأن هناك مسألة الردع ايضا. ومن منظور الردع، تبدو إسرائيل في وضع أقوى بكثير الآن مما كانت عليه في 1991 ، عندما لم ترّد بشكل مباشر حتى على صواريخ صدام الباليستية الـ 39.
وتعرض رئيس الوزراء آنذاك اسحق شامير لضغوط من الرئيس الأميركي جورج و. بوش لعدم الرد، خوفا من أن يؤدي التدخل الإسرائيلي إلى إفشال التحالف الواسع ضد العراق الذي شكله بوش.
اضافة الى ذلك، كانت اسرائيل لا تزال تعاني من  صدمة حرب لبنان عام 1982، والتي أربكت ثقتها  بامكانية عملها بنجاح في أراضي العدو.
وأظهرت السجلات التي رفعت عنها السرية مؤخرًا في عام 2018، أن وزير الدفاع آنذاك، موشي أرينز، قد وافق على شن هجوم مضاد على العراق بعد أسابيع من الحرب، بعد اطلاق جميع صواريخ السكود.
وحتى في تلك المرحلة عندما لم يكن التحالف في خطر، طُلب من إسرائيل عدم الرد.
ولاحقا، استخدم وزير الدفاع الأميركي ديك تشيني إجراءات تأخير إجرائية  بحجة عقد اجتماعات لتنسيق العمليات.
وكشف عام 2018  أن رئيس الجيش الإسرائيلي آنذاك، دان شومرون، كان يخشى عواقب هجوم إسرائيلي على أراض أجنبية. لذلك بعدنا طلب منه أرينز إعداد خطة، ذهب قائد الجيش الإسرائيلي وأخبر شامير أنه يعارضها، دون علم وزير الدفاع.
هذه كانت عقلية جيش الإسرائيلي في 1991.
في المقابل، نفذت إسرائيل في السنوات الأخيرة آلاف الغارات الجوية وغيرها من الهجمات لوقف محاولات إيران لتهريب صواريخ إلى سوريا، وكذلك في لبنان والعراق عند الضرورة.
ويقول القائد السابق للجيش الاسرائيلي (2014-2019) غادي ايزنكوت، في هذا الصدد، إن إسرائيل ربما تمكنت من ردع أعدائها الكثر عن بدء صراع كبير بصواريخ أو بدونها، أكثر من أي وقت آخر في تاريخها.
وفي كانون الثاني (يناير) العام الماضي، قال المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (CIA) وقائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق انّ "ايران لن تخاطر بحرب كبرى لأنها ستعرض بقاءها للخطر" في حال اضطرت إسرائيل للرد، واالأمر نفسه ينطبق على "حزب الله".
وأكدت الصحيفة أن قدرة الجيش الإسرائيلي على الضرب في أي مكان وزمان تقريباً، بدقة وبدون خسارة عناصر من قوات جيش، غير مسبوقة.
وهذا قد يعني أن اسرائيل تواجه تهديدًا أكبر، ولكنها أيضًا سنة 2021 أكثر أمانًا مما كانت عليه في 1991.
=========================
يديعوت :صحيفة إسرائيلية: جدول أعمال بايدن.. الصين فإيران ثم “المسألة الفلسطينية”
https://www.alquds.co.uk/صحيفة-إسرائيلية-جدول-أعمال-بايدن-الصي/
لم تُرافق ضحكات الفرح مراسم التنصيب لجو بايدن على مدرج الكابيتول، بل تنفس للصعداء. فسيناريوهات الرعب لم تتحقق: فلم يوجه أي جندي من الحرس الوطني سلاحه نحو المنصة، ولم تنفجر أي عبوة ناسفة تحت منصة الخطابة، ولم ينقطع التيار الكهربائي ، ولم تخرب مباني الحكم. عفا ترامب في اللحظة الأخيرة عن سلسلة من المقربين ممن أدينوا أو اشتبه بهم بالفساد، ولكنه لم يعف عن نفسه، وأبناء عائلته أو عن مؤيديه ممن اعتقلوا في أعقاب اقتحام الكونغرس. وقال بايدن في خطابه: “انتصرت الديمقراطية – حالياً”.
فضل ترامب المغادرة بالطريقة التي جاء فيها: حول نفسه. عندما شقت طائرة الجامبو الرئاسية الطريق باتجاه مسار الإقلاع أطلقت مكبرات الصوت أغنية “طريقي” لفرانك سيناترة. ووعد الجمهور: “سنعود، بطريقة أو بأخرى”. دعا البيت الأبيض الآلاف بمن فيهم بعض المسؤولين الكبار الذين أقالهم ترامب وأهانهم. وصل 400 فقط. وانتظره عدد مشابه في الجادة الجنوبية من فلوريدا في طريقه إلى عزبة الغولف خاصته. بعضهم ارتدى قميص ترامب – بينيس من عهد الانتخابات بعد أن شقوا اسم بينيس بالسكين. انتهى الاحتفال بعد إقلاع ترامب. وترامب سيعود ولكن ليس بالضرورة بالطريقه التي أمل بها. فمحاكمة العزل في مجلس الشيوخ ستبدأ في موعد ما. وبخلاف محاولة العزل السابقة التي عنيت بالاتصالات بين ترامب وروسيا وانتهت بالتبرئة، فإن هذه المحاولة تعد بأكثر من ذلك.
ترامب متهم بالمسؤولية عن اقتحام الكونغرس، ويقف أمام مجلس شيوخ فيه أغلبية ديمقراطية وأمام سناتورات جمهوريين يسعون إلى إزاحته عن الطريق. كما أن الأدلة هذه المرة تعمل ضده. والإدانة حتى بأغلبية عادية ستمنعه من العودة للتنافس مرة أخرى لمنصب جماهيري، وستسحب منه راتبه، 220 ألف دولار في السنة، وتسحب مساعديه وحراسه.
مؤيدو ترامب الأكثر تزمتاً، من محبي نظريات المؤامرة، يبدون هم أيضا مؤشرات التمرد. فقد بُلّغ مراسلو موقع بوليتيكو ممن تعمقوا في الشبكات الاجتماعية عن غضب وخيبة أمل. فتوقع المؤيدون أن يروا ناراً تهبط من السماء وتحرق واشنطن، مدينة الخطيئة. أما على المستوى العملي فقد توقعوا من ترامب أن يعفو في اللحظة الأخيرة عن رجالهم ويأمر باعتقال آلاف مؤيدي اليسار ويعلن عن نظام عسكري. في النهاية، كما اشتكى واحد منهم، منح العفو لكل أصدقائه وحتى لليهود (افيئام سيلع، أحد الإسرائيليين في قضية بولارد، كان بين الحاصلين على العفو). ترامب خائن.
أمام هذه البشائر القاسية، يقف ترامب شبه صامت. فإغلاق حساباته على “تويتر” و”فيسبوك” قطع لسانه. عندما نتبين التأثير الهائل لهذا الإغلاق على جدول الأعمال في أمريكا يتعاظم الغضب على أرباب المال وعلى عائلة مردوك، مالكة “فوكس نيوز” أحد الدروس من عهد ترامب هو أن وجود الشبكات الاجتماعية وقنوات الأخبار يستوجب إعادة فحص التوازن بين حرية التعبير وحماية النظام الديمقراطي.
إن فحصاً كهذا يجب أن يتم عندنا أيضاً. فعندما يتوجه الحكم إلى التحريض والأكاذيب ونظريات المؤامرة يجب أن يتوفر طريق قانوني للجمه. وينطبق هذا على أصحاب المليارات الذين يبنون وسائل دعاية لحرث الحقيقة. الاهتمام بترامب لا بد سينخفض، ولكن الانكسار الداخلي، وانعدام الثقة، والخطر المحدق من جهات تآمرية، عنيفة، سيواصل الإثقال على أمريكا. والتحدي الذي يقف أمامه بايدن ابن الـ 78 هائل، ويمكنه أن يواسي نفسه بأن ترامب ترك له مجتمعاً في وضع سيئ. وهو يعرف أن أمريكا مريضة، ومهمته أن يهدئها. ويعرف من جهة أخرى بأن الأضرار التي ألحقتها فترة ترامب ملزم بإصلاحها وبسرعة. كما أنه ملزم بمعالجة الأمراض العميقة التي لم يخترعها ترامب ولكنه كشف عنها. والحكمة هي المناورة بين القطبين، بحساسية وبتصميم. وفي هذه الأثناء، سيفعل هذا بحكمة عظيمة.
       بقلق كبير
تركز أمريكا في هذه اللحظة على المواضيع الداخلية: الوباء، والأزمة الاقتصادية، والتغييرات والتعيينات التي جلبتها الإدارة الجديدة. أما العالم فينتحر عن جدول الأعمال، ولكنه لا يتوقف وسيطالب الرئيس الجديد، شاء أم أبى. الصين هي الموضوع الأول أو الثاني على جدول الأعمال. إيران هي الموضوع الثالث أو الرابع. والفلسطينيون التاسع أو العاشر. في موضوعي إيران والفلسطينيين، يعتزم بايدن السير في طريق مختلف عن طريق ترامب. قبل أن ندخل إلى بحث مفصل في هذه المسألة يجدر بنا أن نسجل لأنفسنا نقطتين أساسيتين: بايدن ليس ترامب؛ بايدن ليس أوباما.
ونقطة ثالثة: في كل ما يتعلق بالنووي الإيراني، فشلت الدبلوماسية الإسرائيلية فشلاً ذريعاً.
حاول أوباما كبح مشروع النووي من خلال اتفاق دولي. رد نتنياهو بظهور دراماتيكي في الكونغرس من خلف ظهر الرئيس. وكان الخطاب مبهراً – وكذا النتيجة. وشدد الخوف من عملية عسكرية إسرائيلية الضغط على أوباما للوصول إلى اتفاق مهما يكن. ولم يستجب الاتفاق لكثير من المطالب الأمنية العادلة لإسرائيل. ومع ذلك، فقد كبح استمرار التخصيب.
جاء ترامب فانسحب من الاتفاق النووي، كما طلبت إسرائيل، وشدد العقوبات على إيران. أضعفت العقوبات إيران اقتصادياً، ولكنها رغم التقديرات المتفائلة في القدس، لم تسقط النظام. وسمح الانسحاب الأمريكي من الاتفاق للإيرانيين استئناف العمل على المشروع النووي. جاء بايدن فقرر إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق. وأوضح نيته في محادثات علنية وعلنية أقل. فهو يعتزم العودة إلى الاتفاق، وإلغاء أو تقليص العقوبات، ومن ثم الشروع في مفاوضات مع الإيرانيين بهدف تحسينه وتمديده. ما يوجهه هو القلق من تقدم إيران نحو القنبلة. تتابع إسرائيل العملية بقلق كبير. ويقول مصدر مطلع إن “اتفاقاً جيداً هو اتفاق سيئ”. تسأل إسرائيل ماذا سيحصل في اليوم الذين ينتهي فيه مفعول الاتفاق ولا يكون الإيرانيون ملزمين بشيء للعالم وتكون القنبلة على مسافة لمسة.
ثلاثة مشاكل تشغل بال إسرائيل: ثقوب الرقابة على المشروع؛ وتقدم الإيرانيين في نصب أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً (IR9 و IR8)، والتقدم في إنتاج الصواريخ والرؤوس المتفجرة.
تفترض إسرائيل أن للإيرانيين مصلحة عليا للعودة إلى الاتفاق. فوضعهم جيد أقل مما كان في 2015، عند التوقيع على الاتفاق. يمكن السماح لهم بأن ينضجوا أكثر قليلاً.
طاقم الأمن والخارجية الذي عينه بايدن يمتلئ بأشخاص كانوا مشاركين في المفاوضات مع إيران. وتقدر إسرائيل بأن هؤلاء الأشخاص غارقون في الاتفاق مع إيران، ويريدون شطب أي ذكر لخطوات ترامب. وسيسارعون للعودة والتوقيع. ويقول المصدر إنه “محظور أن يكون الاتفاق هو الاتفاق السابق رقم 2”.
لقد فضل أوباما التجلد على حملة نتنياهو. أما بايدن ففي وضع آخر. الأغلبية في مجلسي النواب انتقلت من الجمهوريين إلى الديمقراطيين. وإمكانيات نتنياهو محدودة. وذاكرة بايدن طويلة.
ثمة محافل في إسرائيل تحلم بصفقة رباعية: دول الخليج توافق على تمويل إعادة بناء سوريا، مقابل أن تبعد سوريا إيران عن حدودها؛ الأمريكيون يرفعون العقوبات التي فرضوها على روسيا، وروسيا بالمقابل تخرج من سوريا.
لكن هذا لن يحصل، يقول لي مصدر أمريكي. فقد سبق للفكرة أن طرحت ورفضت. الإيرانيون لا يبدون اهتماماً، ولا السوريون؛ والعقوبات على روسيا فرضت في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، أرض سيادية أوكرانية. بايدن لا يؤيد الاحتلال.
أما الموضوع الفلسطيني فملحّ أقل، ولكن ليس أقل تعقيداً. فحسب القرار الذي مرره كيري عندما كان وزير خارجية في إدارة أوباما، يجري مجلس الأمن كل شهر بحثاً في الموضوع الفلسطيني. وجاء ترامب إلى البيت الأبيض فعطل هذه المداولات، لفرحة حكومة إسرائيل. ولن تتعهد إدارة بايدن مسبقاً بأن تؤيد كل خطوة إسرائيلية في الضفة. فعندما ترغب الحكومة في شرعنة بؤر استيطانية غير قانونية، تبني أو تضم، فسيتعين عليها أن تقنع البيت الأبيض مسبقاً. حكومة الـ 61 اليمينية التي يتحدث عنها نتنياهو ستولد مع يدين مكبلتين. وكما سبق أن قلنا، فقد انتهى الاحتفال.
بقلم: ناحوم برنياع
 يديعوت 22/1/2021
========================