الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 23-9-2023

سوريا في الصحافة العالمية 23-9-2023

24.09.2023
Admin



سوريا في الصحافة العالمية 23-9-2023
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الامريكية :
  • نيويورك تايمز: بشار الأسد يزور الصين بحثاً عن أصدقاء وأموال
https://cutt.us/DnRg6

الصحافة الفرنسية :
  • لوموند: زيارة الأسد للصين.. نجاح دبلوماسي للأسد وفرصة لـ “نظام دولي جديد” لبكين
https://cutt.us/4JqQO

الصحافة الروسية :
  • نيزافيسيموي أوبوزريني :روسيا وإيران أمام معركة اقتصادية "على بغداد"
https://ar.rt.com/w37d

الصحافة العبرية :
  • معاريف : كيسنجر يكشف كواليس حرب 73.. "حاولنا منع أي انتصار عربي"
https://cutt.us/AuqUQ

الصحافة الامريكية :
 نيويورك تايمز: بشار الأسد يزور الصين بحثاً عن أصدقاء وأموال
https://cutt.us/DnRg6
New York Times - ترجمة: ربى خدام الجامع
وصل رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الصين يوم الخميس ليبحث عن دعم مالي يعيد من خلاله بناء بلده وليحسن صورته أمام العالم بعدما تحول إلى شخصية منبوذة بسبب الجرائم التي ارتكبها خلال الحرب السورية.

تأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تسعى فيه الصين لتقديم نفسها كقوة لها نفوذ كبير في الشرق الأوسط، وكشريك للدول التي نبذتها الولايات المتحدة وتخلى عنها الغرب، وقد كان متوقعا أن يلتقي الأسد خلال هذه الزيارة بالرئيس الصيني شي جين بينغ.
لمحة عن العلاقات بين البلدين

تعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها للصين منذ عقدين تقريباً، وأتت في الوقت الذي يسعى فيه الأسد لإعادة رسم صورة نظامه على المستوى العالمي. حافظت الصين على علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري حتى عندما عزلت بقية الدول الأسد بسبب قمعه الوحشي للانتفاضة التي قامت ضده في فترة الربيع العربي ثم تحولت إلى حرب.
ولذلك اتُهم نظام الأسد بارتكاب جرائم مثل استخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين، وتعذيب الآلاف من المعارضين في سجون سرية، ومحاصرة المدن والقرى خلال النزاع الذي خلّف أكثر من نصف مليون قتيل.
مع وصول الحرب السورية إلى نقطة الجمود، بدأ الأسد بالبحث عن استثمارات ليعمل على إعادة بناء سوريا، إذ قامت بعض عمليات إعادة الإعمار في ذلك البلد الذي دمرته الحرب، لكنها ماتزال محدودة للغاية، وذلك بسبب العقوبات الغربية الشاملة التي فرضت على سوريا. ثم إن الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوروبية ترفض تمويل أي عملية لإعادة الإعمار في سوريا قبل التوصل لتسوية سياسية بموجب قرار صادر عن الأمم المتحدة.
لا أحد يرجح أن تفرض الصين شروطاً سياسية على مشاركتها في إعادة إعمار سوريا، فقد دعمت الأسد على موقفه هي وروسيا منذ بدء الحرب في سوريا، وذلك عبر الاستعانة بحق النقض أمام الأمم المتحدة، إذ كانت آخر مرة استخدمت فيها الصين هذا الحق في عام 2020 وذلك لتعرقل قرارات متعلقة بسوريا.
تشبث الأسد بالسلطة وعاد ليسيطر على معظم أنحاء سوريا بدعم من روسيا وإيران، لكنه أصبح يترأس اليوم دولة فقيرة ومدمرة تعاني من أزمة اقتصادية وتتجدد فيها المظاهرات المطالبة بطرده.
في عام 2022 أعلن الأسد بأن سوريا ستنضم إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية، كما أثنى على الصين ودورها في التوسط لعقد اتفاقية بين إيران والسعودية تقضي بإحياء العلاقات بين البلدين في شهر آذار الماضي. وشهد شهر أيار عودة سوريا إلى الجامعة العربية، على الرغم من توقف الجهود الساعية لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع بعض الدول بشكل كامل.
ماذا حدث بعد ذلك؟
وصل الأسد إلى هانغتشو الصينية ومن المزمع أن يحضر فعاليات دورة الألعاب الآسيوية التي افتتحت يوم السبت في تلك المدينة الواقعة شرقي الصين. بيد أن الأسد وصل إلى الصين والأمل لديه كبير بما ستقدمه بكين لبلده، إن لم يكن هذا الأمل يفوق حجم توقعاته بكثير، وعن ذلك تقول جوليا غورول-هولار، وهي باحثة في جامعة ألمانية: "الأمل هنا يدور حول استعانة الصين بدورها من جديد كوسيط وميسر بين سوريا وتركيا وإيران وروسيا وذلك لإعادة سيطرة نظام الأسد على كامل البلد".
وعلى المدى البعيد، تتطلع الصين لوضع يدها على ميناء اللاذقية في سوريا، بما أنه ميناء يتمتع بأهمية استراتيجية ترضي طموحاتها في ترك موطئ قدم لها على البحر المتوسط بحسب ما تراه الدكتورة غورول-هولار، إلا أن الصين ماتزال حتى الآن تتحلى بالحذر الشديد، ولهذا بقيت استثماراتها في سوريا متواضعة.
ما أهمية الزيارة للصين؟
تعتبر زيارة الأسد بمنزلة فرصة لبكين حتى تبرز قوتها الدبلوماسية في الوقت الذي تتعرض فيه لمنافسة شرسة من قبل الولايات المتحدة على النفوذ الجيوسياسي، ويشمل ذلك منطقة الشرق الأوسط.
عندما زار محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بكين خلال شهر حزيران الماضي، عرضت عليه الصين أن تتوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومن المتوقع أن يُعرض العرض نفسه على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما يزور الصين في أواخر هذه السنة.
غير أن قدرة الصين على التوسط في اتفاقيات بين دول بينها ما صنع الحداد في المنطقة ماتزال محدودة، وذلك لعدم تمرسها ومعرفتها بذلك بحسب ما يراه جوناثان فولتون، وهو عضو رفيع لدى المجلس الأطلسي، ولهذا يقول: "يتلخص الجزء الأكبر بقدوم رئيس دولة آخر إلى بكين ليقول: سنوقع على هذه المبادرات، ونتفق مع رؤية الصين في شكل وطريقة عمل السياسة الدولية".
=====================
الصحافة الفرنسية :
لوموند: زيارة الأسد للصين.. نجاح دبلوماسي للأسد وفرصة لـ “نظام دولي جديد” لبكين
https://cutt.us/4JqQO
باريس- “القدس العربي”:
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن زيارة بشار الأسد إلى الصين تشكل نجاحاً دبلوماسياً جديداً لرئيس النظام السوري، الذي تم حظره من قبل المجتمع الدولي بسبب قمعه الدموي لانتفاضة مارس/آذار عام 2011 والفظائع التي ارتكبها خلال الحرب الأهلية، والذي يسعى إلى تعزيز شرعيته على الساحة الدولية.
وصل رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى الصين أمس الخميس، في زيارة تستغرق خمسة أيام، واستقبله الرئيس شي جين بينغ يوم الجمعة. وأعلن الزعيمان عن إقامة “شراكة إستراتيجية” بين البلدين. وقال الرئيس الصيني: “في مواجهة الوضع الدولي المليء بعدم الاستقرار وعدم اليقين، فإن الصين مستعدة لمواصلة العمل مع سوريا، لدعم بعضنا بعضا، وتعزيز التعاون الودي، ودعم العدالة والإنصاف الدوليين بشكل مشترك”.
وجاء في البيان المشترك أن “الجانب الصيني سيواصل تقديم كل المساعدة الممكنة لسوريا ودعم جهود إعادة الإعمار والتعافي السورية”. من جانبه، أكد “الدكتاتور السوري” أن “هذه الزيارة مهمة للغاية بحكم توقيتها وظروفها، لأن عالم متعدد الأقطاب يتشكل اليوم، وهو ما سيعيد التوازن والاستقرار الدولي”، تشير “لوموند”.
    لوموند: من خلال قدومه إلى الصين، حصل بشار الأسد على دعم القوة العالمية الثانية، التي تهدف إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
وأضافت “لوموند” القول إن إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية في شهر مايو/أيار، والتي روجت لها المملكة العربية السعودية، بمثابة البادرة الأولى لصالح إعادة تأهيلها. ومن خلال قدومه إلى الصين للقاء الرئيس شي جين بينغ، بعد تسعة عشر عاماً من زيارته الأولى كرئيس دولة شاب، حصل بشار الأسد على دعم القوة العالمية الثانية، التي تهدف إلى تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يحضر بشار الأسد حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التي تنظمها الصين اليوم السبت في هانغتشو، هذه المدينة الواقعة في الجنوب الشرقي والتي تضم بشكل خاص المقر الرئيسي لشركة علي بابا الرقمية. وبالإضافة إلى شي جين بينغ وبشار الأسد، سيكون زعماء ست دول (كمبوديا وكوريا الجنوبية والكويت وماليزيا ونيبال وتيمور الشرقية) حاضرين أيضًا. وفي هذه المناسبة، سيترأس شي مأدبة عشاء من شأنها أن تساعد في إخراج سوريا من عزلتها الدبلوماسية.
ووصل بشار الأسد إلى الصين على متن طائرة تابعة لشركة طيران الصين برفقة زوجته. وفي يوم الجمعة، زار الزوجان معبدًا بوذيًا، حيث رحب بهم السياح ترحيبًا حارًا، وفقًا للدعاية.
لكن بالنسبة إلى رئيس النظام السوري، فإن مسألة هذه الزيارة هي قبل كل شيء اقتصادية. إذ يسعى “الديكتاتور” إلى الحصول على استثمارات لتمويل إعادة إعمار سوريا، التي مزقتها اثني عشر عامًا من الحرب، وتواجه اليوم أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، ما يؤدي إلى تأجيج موجة جديدة من التظاهرات في جنوب البلاد، تتابع “لوموند”.
وبينما ترفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تطبيع علاقاتهما مع نظام دمشق، وتمويل إعادة إعمار سوريا، من دون حل سياسي يتم التفاوض عليه مع المعارضة تحت إشراف الأمم المتحدة، فإن الصين تطرح كبديل.
ومن دون تقديم الدعم العسكري، على عكس روسيا وإيران اللتين ساعدتا الأسد على استعادة السيطرة على أغلبية أراضي سوريا، حافظت بكين على علاقات دبلوماسية مع دمشق خلال الحرب. وفي ثماني مناسبات على الأقل، استخدمت الصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمنع قرارات ضد سوريا، بما في ذلك فرض العقوبات على استخدام الأسلحة الكيميائية. ولطالما دانت بكين الثورات الشعبية التي حدثت كجزء من “الربيع العربي”، توضح “لوموند”.
وفي مواجهة الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط، ترى الصين فرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة والظهور كبديل. وهكذا سهلت بكين إبرام اتفاق انفراج بين السعودية وإيران في مارس/آذار الماضي، والذي شاركت في التوقيع عليه. وفي شهر يونيو/حزيران، في أثناء زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى بكين، اقترح شي جين بينغ تنظيم مؤتمر دولي للسلام بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ويعتزم تقديم العرض نفسه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الزيارة المقررة نهاية العام.
ويمكن لبكين أن تلعب دوراً رئيسياً في إعادة إعمار سوريا، بما يقدر بعشرات المليارات من الدولارات. ومن هذا المنطلق، انضمت دمشق عام 2022 إلى مبادرة “طرق الحرير الجديدة”، التي تستثمر بكين من خلالها في البنية التحتية في عدة قارات لربط الصين ببقية العالم. وسوريا دولة صغيرة منتجة للمواد الهيدروكربونية، وتوجد فيها الشركات الصينية منذ نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وإذا كانت العقوبات الدولية وكذلك الوضع المالي للبلاد، على المدى القصير، تمنع الاستثمارات الضخمة من الصين، فإن ميناء اللاذقية السوري يوفر لسوريا إمكان الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى تمتع سوريا بموقع إستراتيجي بين العراق (الذي تحصل منه الصين على ما يقرب من 10% من احتياجاتها من الهيدروكربونات) وتركيا (محطة العديد من الممرات التي تربط آسيا بأوروبا).
وأكدت “لوموند” أن دمشق تتلاعب بفكرة تقليص اعتمادها على الدولار عبر استبداله باليوان في معاملاتها، وجذب الاستثمارات عبر الالتفاف على العقوبات الغربية التي تحد من معاملاتها المالية. وهي مرشحة لعضوية مجموعة البريكس وكذلك منظمة شنغهاي للتعاون.
وزيارة بشار الأسد للصين هي أيضاً وسيلة لبكين لبناء “نظام دولي جديد”. ويأتي ذلك في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين في فبراير/شباط، والرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في سبتمبر/أيلول، وزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكتوبر/تشرين الأول.
=====================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيموي أوبوزريني :روسيا وإيران أمام معركة اقتصادية "على بغداد"
https://ar.rt.com/w37d
تحت العنوان أعلاه، كتب ميخائيل نيكولايفسكي، في "فوينيه أوبزرينيه"، حول دور اقتصادي استثنائي يُنتظر أن يلعبه العراق في المستقبل القريب.
وجاء في المقال: في أغسطس، أُعلن مرة أخرى عن أن روسيا، أو بالأحرى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وإيران سيوقعان قريبا اتفاقية تجارة حرة دائمة. وإذا حكمنا من خلال التقارير الواردة من الجانب الإيراني، فإن الاتفاقية الجديدة يجب أن تغطي أكثر من 80٪ من حجم التجارة الحالي والمستقبلي.
إذا تأملنا المسألة، نرى أن القيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على نفسه بخصوص العمل مع إيران وروسيا والصين (وليس من دون مساعدة جيدة ومشورة جيدة من الخارج) تؤدي إلى أن تصبح آسيا الوسطى والشرق الأوسط أسواق مبيعات لفترة معينة من الزمن. وفي الشرق الأوسط، سيكون العراق مركز هذه السوق الكبيرة من حيث توزيع التدفقات من الشمال والشرق.
لذلك، يبدو من المنطقي تماما أن تحاول الولايات المتحدة الاعتماد على مجموعة الدول الخمس الكبرى "دول آسيا الوسطى الخمس" (تركمانستان وكازاخستان وأوزبكستان وطاجيكستان وقيرغيزستان) من أجل إعاقة تنفيذ الصين لخططها، التي أُعلن عن مبادئها التوجيهية؛ ومن ناحية أخرى، يضغطون في جميع الاتجاهات على التجارة الإيرانية في الشرق الأوسط. هذه روابط لسلسلة واحدة.
في هذه الحالة، يجب تسريع عملية التكامل الإيراني مع روسيا والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، على جميع المستويات البيروقراطية، وتعزيزها من خلال المنتديات والاجتماعات والاتفاقيات السياسية.
مثل هذا التكامل ببساطة لن يترك للولايات المتحدة فرصة اللعب بعقول السياسيين والشركات في مجموعة الدول الخمس الكبرى. وهذا يعني أن انضمام إيران يرسخ الاتحاد الاقتصادي الأوراسي نفسه ويثبت مجموعة الخمس في مجموعة الاقتصاد الكلي الصينية. وحتى مع كل الاختلالات المحتملة في الميزان التجاري، فإن ثمن ذلك بالنسبة لنا اليوم أقل من ثمن تطبيق المفهوم الأمريكي.
تواجه إيران ما يشبه "المعركة على بغداد" في المستقبل القريب، ولا شيء أصح من أن تدخلها باستراتيجية مشتركة مع الصين وروسيا.
وسوف يحتاج هذا الثلاثي القاري إلى صوغ برنامج اقتصادي مشترك للعراق، وعلى نطاق أوسع، لطريق التجارة الشمالي الغربي، من إيران إلى سوريا ولبنان.
=====================
الصحافة العبرية :
معاريف : كيسنجر يكشف كواليس حرب 73.. "حاولنا منع أي انتصار عربي"
https://cutt.us/AuqUQ
عربي21- عدنان أبو عامر 22-Sep-23 02:16 PM
كشف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر في مقابلة نادرة وحصرية مع صحيفة معاريف؛ كواليس ما حدث خلال حرب عام 1973، خاصة ما دار خلال رحلات تنقله بين تل أبيب والقاهرة زمن المواجهة التاريخية التي انتهت بانتصار المصريين على دولة الاحتلال.
كيسنجر الذي تجاوز المائة عام مؤخرا، يذكر في المقابلة التي أجراها أبينوعام بار-يوسيف رئيس مركز سياسات الشعب اليهودي عبر تطبيق "زووم" أن "الأوضاع المتطورة في الشرق الأوسط في خريف 1973 قبيل الحرب كانت تقريبا روتينية، بل إن التقارير الاستخباراتية لم تحتو على معلومات غير عادية، حتى الأسبوع الثالث من أيلول/ سبتمبر حين تحدثت الإحاطات الأمنية عن تعزيز للقوات المصرية، رغم أن الرئيس الراحل، أنور السادات بادر لأعمال مماثلة في سنوات سابقة أيضاً، ولم يفعل شيئاً أبعد من ذلك"، ورغم ذلك قال كيسنجر، إنه طلب من قادة المخابرات تقريرا يوميا عن تحركات الجيش المصري، إذا استمر المصريون بتجميع الجيش.
أشرف مروان
ويضيف في المقابلة المطولة التي ترجمتها "عربي21" أن "المخابرات الأمريكية في كل يوم كررت نفس الخبر، مما أشعرني بعدم الارتياح إزاء تطور الوضع، دون توفر أخبار تدعم مخاوفي، وبدأت أحاول مع إسرائيل لتهدئة الأوضاع، فيما خشيت أن أمارس الضغوط عليها، ولذلك أبلغتني أنها لا ترى سببا يدعو للقلق، رغم تراكم الأخبار لديها في الأيام التي سبقت الحرب عن تمركز قوات مصرية كبيرة غرب قناة السويس، حيث قدّر قادة الجيش ومسؤولو المخابرات فيها، باستثناء عدد قليل من الضباط ذوي الرتب المتوسطة، أنها مناورة، وأن المصريين لا ينوون شنّ هجوم".
وأشار إلى أنه "لم ينشأ الخوف من اندلاع حرب فعلية إلا يوم الجمعة 5 تشرين الأول/ أكتوبر، عشية يوم الغفران، حيث أمر الكرملين دبلوماسييه وعائلاتهم بمغادرة الشرق الأوسط، والعودة إلى منازلهم في موسكو، فيما شهدت لندن في وقت مبكر من المساء وصول رئيس الموساد تسفي زامير بشكل غير متوقع للقاء (الملاك)، لقب العميل المصري أشرف مروان، صهر جمال عبد الناصر، وهو أقرب مستشاري السادات، وتعاون في نفس الوقت مع الموساد، وقبل 14 ساعة فقط من اندلاع الهجوم في سيناء والجولان، حمل مروان الخبر الذهبي عن (ساعة الشفق)، وتنسيق الهجوم الشامل بين السادات وحافظ الأسد".
الانتصار العربي
وأوضح أن "هذه اللحظات في إسرائيل شهدت بدء تعبئة قوات الاحتياط، وغادر قادة الفرق، وركض الآلاف من جنود وضباط الاحتياط لمنازلهم لارتداء زي الجيش، وتشكلت طوابير الإسرائيليين لجمع التبرعات بالدم للجرحى، فيما وجهت واشنطن رسالة قاسية لمصر، ولا أذكر أننا أرسلنا مثلها لسوريا، وأعلنّا عن زيادة الضغوط الدبلوماسية لوقف أعمال العنف، وقمت بتشكيل فريق عمل خاص لاتخاذ القرار بشأن الاستراتيجية المعتمدة، وكان الهدف أن يصل الإسكندرية قبل أن تطأ أقدام المصريين سيناء، بغرض وقف القتال، والعودة للوضع السابق، وكنا مصممين منذ اليوم الأول على منع تحقيق أي انتصار عربي، لأنه سيفسّر نصرا سوفياتياً".
وأوضح أنه "مع اندلاع القتال بدأت تأتينا التقارير الميدانية عن نجاح المصريين بضرب خط بارليف، والتسلل إلى سيناء بأكثر من مائة ألف جندي وأربعمئة دبابة ووحدة كوماندوز، فيما فقدت إسرائيل في الأيام الأولى للحرب مائتي مقاتلة يوميا، وأسر العديد من جنودها، دون أن يتوفر لقواتها الجوية رد حقيقي على صواريخ SA-6 السوفياتية، بل تم إصابة وأسر عدد من الطيارين، وتعرضت أرتال مدرعاتها في سيناء لحالة اضطراب نموذجي، وفي الأيام الثلاثة الأولى للقتال، خسرت 49 طائرة مقاتلة، وتضررت 500 دبابة في سيناء، ونقص في ذخيرة المدفعية بمستودعات الطوارئ، واكتشاف المعدات الصدئة جزئيا، وغير الصالحة للاستعمال".
أكثر من ذلك، فقد "بدأت التقارير تتحدث عن مشاهدة أمهات الجنود الإسرائيليين، وآبائهم وزوجاتهم وأبنائهم لصور الدبابات المحترقة، والجنود المأسورين، فيما أصيبت الحكومة بالذهول، وأوشك وزير الحرب موشيه ديان ورئيسة الوزراء غولدا مائير على الانهيار، وباتت الحاجة ماسة لاستبدال الطائرات التي تم إسقاطها بالذخيرة، واستكمال النواقص في الساعات الأولى من الحرب، فضلا عن عزلة إسرائيل عن العالم، حينها أدركت النخبة السياسية في إسرائيل مدى أهمية تأثير كيسنجر في تحقيق التحول المطلوب كونه شغل في الوقت نفسه أهم منصبين في إدارة نيكسون: وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي".
واستدرك قائلا إن "القطار الجوي من واشنطن إلى تل أبيب غيّر شكل الحرب وخريطتها، عقب طرح مسألة تجديد الإمدادات، مع العلم أننا بدأنا المناقشات حول الحرب بافتراض أن التفوق العسكري هو لصالح إسرائيل، ولم نأخذ على محمل الجد مطلقًا احتمال اضطرارنا للتعامل مع الحرب التي ظهر السوفييت يتمتعون فيها بالأفضلية، وعندما أصبح الأمر واضحًا لنا، بدأنا المناقشات حول إعادة تزويد إسرائيل بالمعدات، رغم معارضة وزارة الدفاع بشدة لذلك، ولهذا اقترحنا على إسرائيل أن ترسل طائرات، ونقوم بتحميل المعدات عليها، وهي معدات عالية التقنية تستخدم فورا".
وعند الإجابة عن سؤال حساس "متى جاءت أول مكالمة من غولدا مائير، وفي أي نقطة أشارت إلى أنها بحاجة ملحة لاستلام المعدات، فإنه في تلك المرحلة لم تظهر إشارات استغاثة أو إلحاح من كبار ضباطها، حتى وصل مكتبي صباح الثلاثاء السفير الإسرائيلي سيمحا دينيتس، برفقة الملحق العسكري موتيه غور، ووصفا لي حجم الخسائر الإسرائيلية خلال الـ48 ساعة الماضية، وطلبا بشكل عاجل تجديد الإمدادات، لكني رددت عليهما بالقول، إن إسرائيل مطالبة بوقف تقدم القوات المهاجمة على الجبهتين قبل اتخاذ أي مبادرة دبلوماسية".
وكشف كسينجر بالقول: "وافقت على الطلب الإسرائيلي بتنظيم قطار جوي على الفور، لكن اتضح أن ترتيب إمداده أمر معقد للغاية، وينبغي دراسة التطورات بشكل منطقي، في هذه الأثناء، بدأت إسرائيل بالتحضير للهجوم على الجولان، وفي الوقت نفسه جرت مناقشة حول اقتراح وقف إطلاق النار الذي طلبته إسرائيل، لكني عارضت ذلك بشدة بينما تستمر المكاسب المصرية في ساحة المعركة، وأولينا أهمية كبيرة لخطر أن يُنظر للأسلحة السوفيتية على الساحة الدولية بأنها ذات جودة أعلى بسبب نجاحات الجيش المصري".
وأوضح أنه "بعد أسبوع من اندلاع الحرب وصل القطار الجوي العسكري، واستغرق الأمر ثلاثة أيام حتى يتمكن الجيش الأمريكي من جمع المعدات اللازمة، ولم يكن هناك حليف محظوظ إلى هذا الحد مثل إسرائيل، ولا أقبل ادعاءاتها بتأخير وصوله، لأنه كان لدينا انطباع بأنها ستتمكن بسهولة من إدارة الحرب، وهزيمة الجيش العربي، ولذلك جاء رفض السادات لمقترحات وقف إطلاق النار الذي قدمته إسرائيل، لاعتقاده أنه كان منتصرا، ويستطيع تكرار النجاح في بداية الهجوم، وضخ قوات إضافية في سيناء، لأن إسرائيل لا تملك تفوقا جويا بسبب بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات السوفييتية".
وكشف أن "التغيير في خريطة المعركة بدأ يظهر بعد الهجوم المضاد في الجولان، ودفع السوريين لمسافة تصل 40 كم من دمشق، وطلبت سوريا من مصر تكثيف القتال في الجنوب لتخفيف الضغط في الجولان، وقد حاول المصريون ذلك، لكنهم فشلوا، عقب تحسين إسرائيل لوضعها في ساحة المعركة".
يخرج كيسنجر بفرضية مفادها أن "السادات توصل لاستنتاج مفاده أن العالم العربي يحتاج جرعة من النصر العسكري لتجنب الشعور بأن الفشل ضد إسرائيل أمر لا مفر منه، خاصة بعد التهديد العربي بمواصلة قطع النفط التي أزعجت بعض حلفائنا في العالم، كاشفا صراحة أنه ونيكسون أرادا منذ اللحظة الأولى الاستفادة من الحرب للحفاظ على إسرائيل، ولكن في السياق الأمريكي، من خلال وضع حد للوجود الروسي في المنطقة، لأنني معني بحماية المصالح الأمريكية، وبالتوصل لتسوية شاملة، وإعادة إسرائيل لحدود 67".
ينتقل كيسنجر في حديثه لما يتردد بشأن اتفاق تطبيع بين إسرائيل والسعودية، قائلا إنني "أرى النتيجة إيجابية، لكنني لست هادئاً بشأن التنازلات التي نقدمها، في رأيي، هذه تنازلات بعيدة المدى للغاية، ولا أعلق عليها حاليا، لأنني أفضل استنفاد الجهد قبل أن أبدي رأيي، على أية حال، نحن اليوم في وضع جديد، بعد اتفاقيات التطبيع، وهي إنجاز كبير، وخلقت وضعا جديدا يتيح الأساس لاتفاق إسرائيلي سعودي، رغم أن إسرائيل تواجه نقصاً في القيادة، من جميع الأطراف التي تشهد نوعاً من الحرب الأهلية، وأشعر بقلق بالغ إزاء انقساماتها المنكشفة اليوم، وتؤدي لصراعات مزعجة وخطيرة للغاية".
=====================