الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 2/2/2020

سوريا في الصحافة العالمية 2/2/2020

03.02.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • معهد واشنطن :تداعيات مقتل سليماني على الخلافة الإيرانية
https://alghad.com/تداعيات-مقتل-سليماني-على-الخلافة-الإي/
 
الصحافة البريطانية :
  • هفتغون بوست :كيف ساعد أكاديميون بريطانيون روسيا على إنكار مجازر الكيماوي في سوريا؟
https://orient-news.net/ar/news_show/176707/0/كيف-ساعد-أكاديميون-بريطانيون-روسيا-على-إنكار-مجازر-الكيماوي-في-سوريا
  • ميدل ايست أي :الشراكة بين أردوغان وبوتين تصدعت بعد هجوم إدلب
https://www.noonpost.com/content/35808
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :تداعيات مقتل سليماني على الخلافة الإيرانية
https://alghad.com/تداعيات-مقتل-سليماني-على-الخلافة-الإي/
مهدي خلجي* – (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) 23/1/2020
اعتبرت شريحة كبيرة من المجتمع الإيراني سليماني بطلاً، على الرغم من أنه كان يقول صراحة إنه ليس شخصية قومية وإنما جندي في خدمة الإسلام والنظام. ويُعدّ لقب “البطل القومي” الذي غالباً ما وُصف به لقباً نادراً في اللغة الفارسية، والذي لا يُعطى إلا لشخصيات في الملاحم وعلم الأساطير الفارسي وليس لمسؤولين عسكريين معاصرين. ومن هذا المنطلق، أصبح سليماني مقدساً من الناحية الإيديولوجية بقدر خامنئي نفسه تقريباً. ولم يكن مسموحاً انتقاد سجله أو دوره علناً، كما مالت نخبة النظام إلى التحدث عنه باحترام، وحتى بمحبة، بغض النظر عن انتماءاتها الفصائلية. فبنظرهم، كان سليماني يتمتع بالمقومات الضرورية لتسهيل عملية صنع القرار والتوصل إلى تفاهم وإجماع في وقت الأزمات -وهو شخصية لا مثيل لها يتمتع بسلطة وحكمة كان سيقبلها من دون أدنى شك أقرانه العسكريون، والنخبة السياسية وجزء كبير من الشعب.
* *
بعد اغتيال قاسم سليماني، انصبّ التركيز بشكل كبير على العميات الخارجية التي ينفذها فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني. غير أن الفيلق كان يلعب دوراً بارزاً في الداخل أيضاً، لكن مستقبله لم يعد واضحاً حالياً. وعلى وجه الخصوص، كان سليماني نفسه في موقع جيد يخوله لأن يكون شخصية جامعة توفر الاستقرار بمجرد أن تواجه إيران التحدي المتمثل في تعيين خلف للمرشد الأعلى للبلاد، آية الله علي خامنئي.
سليماني كجندي مثالي لخامنئي
في نظر المرشد الأعلى، كان سليماني مثالاً يحتذى به للطريقة التي ينبغي لقائد عسكري أن يتصرف بها مهنياً وسياسياً. ولم يكن خامنئي يثق بأي قائد بارز آخر، وهذه حقيقة كانت واضحة في المعاملة التفضيلية التي كانت تمنح لسليماني في كثير من الأحيان.
على سبيل المثال، عندما استلم خامنئي السلطة في العام 1989، اعتمد سياسة جديدة تقوم على تحديد مدة الخدمة الفعلية في المراكز العسكرية والسياسية، بما في ذلك المنصب الأعلى في الحرس الثوري الإيراني الذي تمّ تحديده بعشرة أعوام. ولم يكن خامنئي يُعد خلفاً طبيعياً لروح الله الخميني، وقد افتقر إلى المؤهلات الدينية والجاذبية التي كان يتمتع بها القائد المؤسس، ولذلك كانت إعادة تشكيل التسلسل الهرمي العسكري بحذر بين الحين والآخر وسيلة بديلة لتوطيد سلطته وترسيخها. وحتى اليوم، في وقت أصبح يتمتع فيه بصلاحية شبه مطلقة، يسهم تناوب المراكز بين العناصر من ذوي الرتب العليا والمتوسطة في منع القادة من تشكيل دوائر سلطة وتحالفات خاصة بهم. غير أن سليماني شكّل حالة استثنائية لهذه القيود المفروضة على مدة الولاية، ويُعزى ذلك جزئياً إلى أنه كان ينحدر من مجموعة صغيرة من قادة الحرس الثوري الذين كانوا مقربين من خامنئي أكثر من خصومه خلال المرحلة الانتقالية بعد وفاة آية الله الخميني. وفي أعقاب تعيين سليماني كقائد لفيلق القدس في العام 1997، بقي في هذا المنصب إلى حين مقتله بعد أكثر من عشرين عاماً.
لم يكتسب سليماني مكانته المميزة هذه فقط بسبب ولائه لخامنئي منذ البداية وإنجازاته العسكرية اللاحقة. فبخلاف الأغلبية الساحقة من ضباط الحرس الثوري الإيراني، تجنّب أيضاً الانخراط في الأنشطة الاقتصادية والسياسية، وبدلاً من ذلك عاش حياة متدينة بحتة. وبفضل هذه السمات كان محبباً إلى خامنئي الذي غالباً ما أشار إلى الجنرال وفيلق القدس الذي يرأسه على أنهما دليل على أن استراتيجية “المقاومة” كانت فعالة أكثر من المقاربة الدبلوماسية التي يفضلها الرؤساء الإيرانيون. وتميز سليماني بانتهاج هذه الاستراتيجية من دون الإدلاء بتصريحات علنية، سواء أكانت داعمة للسياسات المتشددة أو مناهضة لمسؤولين منشقين، حتى خلال الدورات الانتخابية الساخنة. وتعذّر على مراكز القوة النافذة التأثير عليه، فكان يتلقى الأوامر مباشرة من المرشد الأعلى وكان مسؤولاً أمامه فقط، ولذلك لم يكن مهتماً بما أراده رؤساء البلاد أو المسؤولين الآخرين. وكان الشخص الوحيد الذي كرّر ولاءه المطلق له بفخر وبشكل متكرر هو خامنئي. وفي المقابل، غالباً ما وصف المرشد الأعلى شخصية سليماني وخدمته بصفات لم تُستخدم لوصف أي قائد آخر.
تجسّدت هذه العلاقة المتبادلة أيضاً بالطريقة التي توليا بها إدارة السياسة الإقليمية. ففي أوائل العام 2019، على سبيل المثال، رافق أفراد من فيلق القدس الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق إلى مكتب خامنئي في طهران من دون علم مسبق من الحكومة. ورد وزير الخارجية محمد جواد ظريف بغضب على استبعاده من الاجتماع وعرض استقالته، ولكن تمّ رفضها. حتى أن الرئيس حسن روحاني نفسه استُبعد من أجزاء من الاجتماع، وفي المقابل، جلس سليماني ورفاقه إلى جانب خامنئي طيلة فترة المحادثات حيث أشاد به المرشد الأعلى والرئيس السوري وأغدقا عليه المدح.
بالإضافة إلى ذلك، وبفضل الحملة الدعائية التي تشنها الدولة والتغطية الإعلامية الغربية، اعتبرت شريحة كبيرة من المجتمع الإيراني سليماني بطلاً، على الرغم من أنه كان يقول صراحة أنه ليس شخصية قومية وإنما جندي في خدمة الإسلام والنظام. ويُعدّ لقب “البطل القومي” الذي غالباً ما وُصف به لقباً نادراً في اللغة الفارسية، والذي لا يُعطى إلا لشخصيات في الملاحم وعلم الأساطير الفارسي وليس لمسؤولين عسكريين معاصرين. ومن هذا المنطلق، أصبح سليماني مقدساً من الناحية الإيديولوجية بقدر خامنئي نفسه تقريباً. ولم يكن مسموحاً انتقاد سجله أو دوره علناً، كما مالت نخبة النظام إلى التحدث عنه باحترام، وحتى بمحبة، بغض النظر عن انتماءاتها الفصائلية. فبنظرهم، كان سليماني يتمتع بالمقومات الضرورية لتسهيل عملية صنع القرار والتوصل إلى تفاهم وإجماع في وقت الأزمات -وهو شخصية لا مثيل لها يتمتع بسلطة وحكمة كان سيقبلها من دون أدنى شك أقرانه العسكريون، والنخبة السياسية وجزء كبير من الشعب.
وتم تعزيز هذه السمعة في الأعوام الأخيرة كلما تمّ تكليف فيلق القدس بالاضطلاع بدور أكبر على الساحة المحلية. وعلى سبيل المثال، بعد عجز الحكومة عن التعامل بفعالية مع أزمة الفيضانات التي ضربت البلاد العام الماضي، تدخلت قوات سليماني لتوفير الإغاثة. ونظراً إلى وصفه هذه القوة بأنها هيئة وطنية مكلفة بالعديد من المهام العسكرية وغير العسكرية، سيكون من المثير للاهتمام رؤية ما إذا كانت القيادة الجديدة تشعر مضطرة إلى إعادة توضيع التنظيم وكيف.
يُعد محمد حسي-زاده حجازي، النائب الجديد لقائد فيلق القدس شخصية تُجسد هذه المعضلة. فقبل انضمامه إلى فيلق القدس، كان له دور مهم في تحويل ميليشيا “الباسيج” إلى قوة قمعية عملت على قمع احتجاجات “الحركة الخضراء” بوحشية في العام 2009. وعلى الرغم من توليه أدواراً خارجية منذ ذلك الحين، إلا أن خلفيته الإجمالية تتركز بشكل كبير على الأمن الداخلي. ويُذكر أن فيلق القدس بقي عموماً خارج مساعي النظام الرامية إلى قمع الاضطرابات التي شهدتها إيران في الآونة الأخيرة، مثل مقتل المئات بسبب احتجاجهم على رفع أسعار البنزين. ونتيجةً لذلك، تلقى “الفيلق” بعض اللوم بسبب هذا القمع، لكن ذلك قد يتغير.
الخلافة تحتاج إلى شخصية تحافظ على الاستقرار
إن آيات الله الثمانية والثمانين الذين يشكلون “مجلس الخبراء” الإيراني مكلفون بموجب الدستور بتعيين خلف للمرشد الأعلى، لكن هذه المؤسسة تُعرف باعتمادها على جهات فاعلة من خارجها، ولا سيما الحرس الثوري الإيراني. وعادةً ما يفوز الأعضاء في انتخابات المجلس بدعم مباشر وتمويل من عناصر الحرس الثوري، كما أن علاقاتهم بالأجهزة العسكرية-الأمنية أقوى بكثير من جذورهم في المؤسسة الدينية. وبالتالي، لا بدّ من اتخاذ القرار الفعلي بشأن خلف خامنئي المحتمل خارج المجلس.
يجعل موت سليماني هذا الوضع أكثر تعقيداً؛ إذ لطالما استبدل خامنئي الولاء لإيديولوجيا النظام بعبادة لشخصه على مرّ السنين. وإذا كان سيغادر الساحة السياسية قريباً، فلن يكون للنخبة المقسّمة إلى عدة فصائل -بما فيها الحرس الثوري الإيراني- سلطة محورية يمكن أن ترسي عليها أساساً جديداً للوحدة الداخلية والشرعية المحلية، مما سيطرح خطراً وجودياً على النظام ككل.
المفارقة هي أن خامنئي هو “رجل المؤسسات” الذي يؤمن بالبيروقراطية الحديثة غير المحدودة من أجل إضعاف دور الجهات الفاعلة من الأفراد. ومع ذلك، فإن تركيزه على دعم مجموعة من المؤسسات لا يهدف إلى تمكين هيكليات الحكومة الديمقراطية، بل إلى إضعاف إمكانية إقامة تحالفات مستقلة ومؤسسات ديمقراطية قوية. واليوم، من الشائع أن يتم تكليف مؤسسات إيرانية بمهام متداخلة مع عدم وجود خيارات للتنسيق مع بعضها البعض أو اعتبار نفسها مسؤولة أمام أي سلطة غير المرشد الأعلى. ويساعد هذا التصميم خامنئي على عزل سلطته عن أي تهديدات محلية، سواء من النخبة أو من الشعب، مما يسمح له بالتمتع بصلاحية قصوى -ولكن مع الحد الأدنى من المسؤولية عندما تسوء الأمور.
وأخيراً، يبدو خطر تركيز الكثير من السلطة بيد خامنئي واضحاً تماماً: ما الذي سيحصل عند رحيله؟ كان سليماني يمثّل سلطة بديلة لا تضاهى، وكان شخصاً منح خامنئي على الأرجح راحة البال والاطمئنان إلى أن النظام قد يحافظ على استقراره متى حان موعد المرحلة الانتقالية. وحتى الأنظمة الاستبدادية تستفيد من وجود مثل صمامات الأمان هذه -شخصيات يمكنها تقديم التوجيه خلال أوقات الأزمات وتتوقع الالتزام به من دون اللجوء إلى التدابير القسرية. والآن يبدو أن آفاق الخلافة مقلقة على نحو أكبر بالنسبة لطهران، كما أن مستقبل النظام أقل يقيناً.
*زميل “ليبيتزكي فاميلي” في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
===========================
الصحافة البريطانية :
هفتغون بوست :كيف ساعد أكاديميون بريطانيون روسيا على إنكار مجازر الكيماوي في سوريا؟
https://orient-news.net/ar/news_show/176707/0/كيف-ساعد-أكاديميون-بريطانيون-روسيا-على-إنكار-مجازر-الكيماوي-في-سوريا
أورينت نت - ترجمو: جلال خياط
تاريخ النشر: 2020-02-02 07:20
أنتقد دبلوماسي أوروبي هذا الأسبوع نشاط مجموعة من الأكاديميين البريطانيين تشكك في الهجمات الكيميائية التي نفذها نظام الأسد، وتستخدم روسيا تقاريرها على أنها لجنة من الخبراء المحايدين، وذلك للتشكيك بمصدر معظم الهجمات.
وقال الدبلوماسي لموقع هفتغون بوست البريطاني، إن "روسيا تستخدم هؤلاء الأكاديميين لتضخيم رواياتهم، وتعزيز المعلومات المضللة التي يروجون لها ولتقويض التقارير الصادرة عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على وجه الخصوص".
وشكك الدبلوماسي في نوايا الأكاديميين قائلاً: "من غير الواضح ما إذا كانوا يتصرفون عن قصد وسذاجة تصب في صالح الدعاية الروسية أو أنهم يدعمون بالفعل حملة التضليل الروسية".
ويسبب نشاط مجموعة الأكاديميين قلقاً واسعاً ليس فقط بين صفوف الدبلوماسيين الغربيين؛ بل ضمن المؤسسات الحقوقية ومنها منظمة العفو الدولية.
ووجهت للمجموعة تهم عديدة منها "محاولات التغطية على جرائم الحرب" وذلك بسبب نشاطها الذي يتركز على سوريا ويخدم الرواية الروسية.
وتعمل المجموعة تحت اسم "مجموعة العمل المعنية في سوريا للدعاية السياسية والإعلام" (WGSPM) وتضم عدداً من الأكاديميين منهم تيم هايوارد، ووبول ماكيغي من جامعة إدنبرة. والبروفيسور ديفيد ميلر من جامعة بريستول والدكتور تارا ماكورماك من جامعة ليستر.
ادعاءات بلا أدلة
أسس بيرس روبنسون، مجموعة العمل في 2017، حيث يعد من المشككين بالعديد من الروايات العالمية منها هجمات 11 أيلول، وغادر روبنسون جامعة شيفيلد العام الماضي وذلك "لأسباب شخصية" على حد قوله، ونفى في حينها تعرضه لضغوط للمغادرة بسبب نشاطاته العامة.
وتتبنى مجموعة العمل معظم الدعايات الروسية وتتهم الحكومات الغربية أو الجهات العاملة معها بفبركة الأحداث لتوريط روسيا حتى أنهم دعموا الرواية الروسية فيما يتعلق بقصة الجاسوس سكريبال والذي حاولت روسيا تصفيته في بريطانيا.
ولكن من أكثر القضايا التي تعمل عليها المجموعة، الهجوم الكيماوي الذي استهدف دوما في 2018 وأدى إلى مقتل حوالي 40 شخصاً، حيث تدعي المجموعة أن منظمة الخوذ البيضاء هي التي نفذت الهجوم لتبرير الضربة الصاروخية التي تعرض لها نظام الأسد فيما بعد.
ولا تقدم المجموعة أي دليل مادي لدعم نظريتها وتشكك بتقرير حظر الأسلحة الكيميائية، وتستند روايتهم على حسابات على تويتر مشكوك بأمرها وموالية للحكومة الروسية. وتعتمد على الكلام الصادر عن فانيسا بيلي، المدونة البريطانية المدافعة عن نظام الأسد والتي تعمل بشكل غير رسمي لصالح روسيا.
تسريبات غير صحيحة
وحصلت نظرية المؤامرة التي يروجونها على دفعة قوية العام الماضي، بعد تسريب تقرير داخلي من منظمة حظر الأسلحة يشكك بوقوع الهجوم.
التقرير المسرب استند إلى افتراضات غير صحيحة وتجاهل الأدلة الحاسمة، وتوصل بسبب ذلك إلى استنتاجات مضللة لم توافق عليها المنظمة وتم رفضه.
وهنالك دليل آخر تعتمد عليه المجموعة، وهو سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني المجهولة التي تم تسريبها على إنها صادرة من موظف يعمل في منظمة حظر الأسلحة. تبين لاحقاً أن الرسائل قد صدرت عن محققين قد غادروا فعلاً المنظمة ولم يطلعوا على الوقائع التي تشير إلى استخدام الكلور.
وتعتمد روسيا على نشاطهم بشكل شديد الذي يتطابق مع الرواية الرسمية الصادرة عن الكرملين، وهي إما مشككة "لم يحدث أي هجوم على الإطلاق" أو تعتمد على نظريات المؤامرة "الخوذ البيضاء هي التي نفذت العملية".
في العام الماضي على سبيل المثال، اشاد ممثل روسيا لدى منظمة حظر الأسلحة بمجموعة العمل، وقال عنهم: "العشرات من الخبراء، المعترف بهم والمحترمين، والذين يحظون بسمعة دولية جيدة بقيادة البروفيسور روبنسون". وبالطبع تعتمد عليهم وسائل الإعلام الحكومية الروسية حيث تمثل قناة RT منصة لنشر تقاريرهم.
===========================
ميدل ايست أي :الشراكة بين أردوغان وبوتين تصدعت بعد هجوم إدلب
https://www.noonpost.com/content/35808
كتب بواسطة: رجب صويلو
ترجمة وتحرير نون بوست
التزم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الصمت أو بالأحرى حاول المراوغة نسبيا لعدة أشهر بشأن الدور الذي تلعبه روسيا في الكارثة الإنسانية التي اندلعت في محافظة إدلب شمال سوريا، حتى عندما برزت تحديات مباشرة في الميدان. وفي كل مرة يتعرّض فيها للضغط، كان أردوغان يقول مرارًا وتكرارًا إن ثقته في العلاقات الشخصية مع الرئيس فلاديمير بوتين من شأنها أن تحل أي مشكلة على الأرض. في الأثناء، كانت وسائل الإعلام التركية الموالية للحكومة تقلل من شأن الدور الذي تلعبه القوات الجوية الروسية في التفجيرات التي استهدفت الهياكل الأساسية المدنية، على غرار المستشفيات والمخابز والمنازل في آخر معقل للمعارضة.
لكن موقف أردوغان من هذه الشراكة تغيّر بشكل مفاجئ يوم الأربعاء، حيث صرّح للصحفيين في إشارة إلى اتفاقيات وقف التصعيد التي أبرمت في المدينتين قائلاً: "من المؤسف أن روسيا لم تكن وفية لأستانة أو سوتشي. لم يعد هناك أي اتفاق مع أستانة بعد الآن. نحن نفقد صبرنا في إدلب. إما أن توقف روسيا التفجيرات في إدلب أو سنتخذ الإجراءات اللازمة". بالنسبة للكثيرين في أنقرة، كان هذا البيان في حد ذاته بمثابة مؤشر على أن تركيا لا يمكن أن تتسامح مع المزيد من الهجمات الروسية على المنطقة التي تضمّ نحو ثلاثة ملايين سوري يائس.
استنادا للأمم المتحدة، فرّ حوالي 390 ألف شخص باتجاه الحدود التركية منذ أن بدأت قوات الحكومة السورية الهجوم الأخير على إدلب بدعم من القوات الجوية الروسية في كانون الأول/ ديسمبر. وقد عقد المسؤولون الأتراك اجتماعات عديدة مع زملائهم الروس لوقف هذه المذبحة. وقد أسفر بعضها عن إعلان وقف إطلاق النار، على الرغم من أن هذا الحل أثبت هشاشته، خاصة أن حليف موسكو الحكومة السورية لم تتوان عن خرقها قبل فترة طويلة.
في هذا الصدد، صرّح مسؤول تركي مطلع على هذه القضية لـ "ميدل إيست آي": "كنّا ندرك دومًا أن روسيا لن تؤيد وقف إطلاق النار. ولكن على الأقل، كانت فيما مضى توقف الهجمات لمدة أسبوع أو أسبوعين بسبب التظاهر. وفي الوقت الراهن، يعلنون وقف إطلاق النار يوم الاثنين ويواصلون هجماتهم يوم الأربعاء".
مشاكل تركيا مع روسيا لا تقتصر على إدلب. بعبارة أخرى، إلى مدى أبعد نحو الشرق، تتجاهل موسكو أيضًا اتفاقًا يُفترض أن تضمن فيه إبقاء قوات سوريا الديمقراطية
العلاقات مع دمشق
في محاولة لتهدئة التوترات وترسيخ وقف إطلاق النار الأخير في إدلب، اعترف مسؤولون أتراك في وقت سابق من هذا الشهر بانعقاد اجتماع رفيع المستوى بين رئيس الاستخبارات هاكان فيدان ونظيره السوري علي مملوك في موسكو. ويذكر أن العلاقات بين تركيا الداعمة للمعارضة والحكومة السورية قد انقطعت منذ أظهرت أنقرة دعما للمعارضة السورية مع اندلاع الحرب في سنة 2011. لكن دمشق في الآونة الأخيرة أضحت تسعى إلى شراكة رفيعة المستوى بين الحكومتين، وقد كانت محادثات فيدان ومملوك دليلاً على إقرار متنامي بأن البلدين من المرجح أن يشرعا في العمل معًا. مع ذلك، لم يساهم اجتماع موسكو في تحسين وضع إدلب.
استولى الجيش السوري يوم الأربعاء على أيقونة المعارضة مدينة معرة النعمان، حيث بدأت قوات الجيش في تطويق مركز مراقبة تركي ثالث في المنطقة المجاورة. ووفقًا للمسؤولين الأتراك، فإن الافتقار إلى القوة العاملة كان سببًا في دفع القوات الحكومية الموالية لسوريا إلى استخدام تكتيكات قاسية للاستيلاء على الأراضي. حيال هذا الشأن، صرّح مسؤول تركي ثان قائلا: "لقد استهدفوا كل شيء بشكل استراتيجي ومتعمّد بدءا من المستشفيات وصولا إلى المدارس. لقد خلقوا دمارا شاملا جعل الناس يفرون حتى يتمكنوا من الاستيلاء على المدن المهجورة".
في الحقيقة، تعتقد أنقرة أن الرئيس السوري بشار الأسد يحاول إجبار تركيا على التخلي عن مراكز المراقبة العسكرية في إدلب، وفي ذلك انتهاك واضح للاتفاقيات السابقة. في هذا الصدد، صرّح المسؤول: "لن نتخلى عن مراكز المراقبة. سوف ندافع عنها في حالة وقوع هجوم".
لكن مشاكل تركيا مع روسيا لا تقتصر على إدلب. بعبارة أخرى، إلى مدى أبعد نحو الشرق، تتجاهل موسكو أيضًا اتفاقًا يُفترض أن تضمن فيه إبقاء قوات سوريا الديمقراطية، وهي ميليشيا يقودها الأكراد والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية، على بعد 30 كيلومترا على الأقل من الحدود التركية. وحسب ما قاله مسؤول تركي ثالث، "استبدلت موسكو حرس الحدود فقط بقوات الأسد"، وهو ما يعني أن "الروس لا يدعون حتى الأكراد إلى الانسحاب. إنهم في عين العرب، في منبج، لا يزالون في كل مكان".
روسيا قدمت حتى اللحظة الراهنة لقوات الأسد أي مساعدة تحتاجها في إدلب، ومن المرجح ألا تتوقف عن تقديم الدعم حتى تستعيد جميع الأراضي من سيطرة المعارضة
اللاجئون والمعارضة
تشعر تركيا، التي تستضيف بالفعل حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري، بالرعب من تدفق موجة جديدة من اللاجئين هربًا من هجوم على إدلب. مع ذلك، يعتقد الخبراء أن تركيا ليس لديها العديد من الخيارات لمنع حدوث مثل هذه الأزمة، بخلاف محاولة التوصل إلى تسوية مؤقتة تقبل فيها أنقرة بفقدان أراضيها في إدلب، التي تقع أسفل الطريقان السريعان أم 4 وأم 5 الاستراتيجيان.
في الأسبوع الماضي، صرّح وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، خلال حوار أجراه مع وسائل الإعلام بأن "المنطقة الآمنة" هي الحل الوحيد لإنهاء قتل المدنيين في إدلب. وأضاف بيلجهان أوزتورك، المحلل المتخصص في الشؤون الروسية في مركز الأبحاث "سيتا" الذي يتخذ من أنقرة مقراً له، أن " تركيا يمكن أن تنشئ منطقة آمنة للمدنيين الفارين عن طريق تقسيم إدلب إلى مناطق شمالية وجنوبية مع الحد من الوجود العسكري التركي". وأردف أوزتورك أنه "يمكن إقصاء الجماعات المتطرفة من هذه المنطقة والاستمرار في بناء منازل [مؤقتة] لإيواء المدنيين".
في الوقت الراهن، تبني تركيا أكثر من 25 ألف منزل حجري في إدلب، وأعلن أردوغان في وقت سابق من هذا الأسبوع أن ألمانيا وعدت بالمساهمة بمبلغ 25 مليون يورو (27.5 مليون دولار) للمساعدة في هذا المشروع. في الواقع، سيؤدي فقدان السيطرة على الامتدادات الشمالية للطرق السريعة أم 4 وأم 5 إلى التأثير سلبًا على تركيا، حيث سيعرض ذلك الطرق المؤدية إلى الأراضي التي تسيطر عليها تركيا حول عفرين للخطر.
من جهته، يعتقد أوزتورك أن "روسيا قدمت حتى اللحظة الراهنة لقوات الأسد أي مساعدة تحتاجها في إدلب، ومن المرجح ألا تتوقف عن تقديم الدعم حتى تستعيد جميع الأراضي من سيطرة المتمردين". علاوة على ذلك، يعتقد المسؤولون الأتراك أن إنشاء منطقة آمنة يحتاج إلى موافقة موسكو، لأن كامل المجال الجوي يخضع لسيطرة الروس فحسب.
 في حالة اندلاع أزمة لاجئين، فإن روسيا ستشعر بالارتياح حيال تأثير ذلك على علاقاتها مع تركيا. ستجعل أزمة اللاجئين د علاقات تركيا مع حلفائها في الناتو تزداد سوءا
أشار أنطون مارداسوف، خبير الشؤون العسكرية في مجلس الشؤون الدولية الروسي، إلى أن "روسيا تتفهم الحاجة إلى إنشاء منطقة عازلة، لكنها تدرك أيضًا أن لها اليد العليا في الوقت الحالي، في حين لا تملك أنقرة إلا نفوذًا قليلاً، وهي متحمسة لتغيير تلك المعادلة". لن تساهم المنطقة العازلة في شمال إدلب في استقرار الوضع فحسب، بل ربما ستسمح بعودة اللاجئين من تركيا إلى سوريا.
في سياق متصل، قال مارداسوف لـ "ميدل إيست آي": "تخشى موسكو من أن عودة اللاجئين إلى المناطق العازلة من شأنها أن تعزز موقف المعارضة، الذين مع الحفاظ على دعم تركيا وبعض الجهات الأوروبية على سبيل المثال، سيظلون مستقلين تمامًا عن دمشق". في هذه الأثناء، تنقل تركيا أسلحة ثقيلة إلى المعارضة السورية وتنقل تعزيزات لقوات الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا إلى جبهة إدلب، وذلك وفقًا لأحد المصادر التركية.
يوم الخميس، صرح مجلس الأمن القومي التركي بأن الحكومة ستتخذ إجراءات إضافية لحماية أرواح المدنيين في إدلب. ويوم الجمعة، اقترح أردوغان أن يقوم الجيش التركي بعملية عسكرية شاملة في إدلب ضد قوات الحكومة السورية إذا لم توقف هجومها. وفي هذا الصدد، أفاد أردوغان "لن يبقى أمامنا خيار سوى فعل ذلك. لن نسمح لنظام دمشق بتهديد بلادنا بتوافد المزيد من اللاجئين من خلال قمع شعبه وشن هجوم ضده وسفك الدماء".
حسب أوزتورك "في حالة اندلاع أزمة لاجئين، فإن روسيا ستشعر بالارتياح حيال تأثير ذلك على علاقاتها مع تركيا. ستجعل أزمة اللاجئين علاقات تركيا مع حلفائها في الناتو تزداد سوءا، وهو ما سيخدم في نهاية المطاف المصالح الروسية"، مؤكدا أن "العلاقات التركية الروسية ستظل مستمرة في مجالات استراتيجية دون سواها مثل الطاقة".
===========================