الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 22/1/2020

سوريا في الصحافة العالمية 22/1/2020

23.01.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • غلوب أند ميل :كيف يمكن أن تصبح إسرائيل جزءاً من القصة الأميركية-الإيرانية؟
https://alghad.com/كيف-يمكن-أن-تصبح-إسرائيل-جزءاً-من-القصة/
  • أورينتال ريفيو :الوشيك الغامض: السياسة الأميركية، القوة الوقائية وقاسم سليماني
https://alghad.com/الوشيك-الغامض-السياسة-الأميركية،-الق/
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس :نـقـاط ضـعـف إيـران
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=139fc29fy329237151Y139fc29f
  • يديعوت :روسيا لن تملي علينا
https://alghad.com/روسيا-لن-تملي-علينا/
 
الصحافة الروسية :
  • زافترا :يد واشنطن الخفية
https://arabic.rt.com/press/1078164-يد-واشنطن-الخفية/
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوموند تحذّر أوروبا من احتمال تحول ليبيا إلى سوريا جديدة وتنتقد موقف باريس المتناقض
https://www.alquds.co.uk/لوموند-تحذّر-أوروبا-من-احتمال-تحول-ليب/
 
الصحافة البريطانية :
  • الاندبندنت :المآسي التي رأيتها في سوريا لم أرها في أي مكان آخر".
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-51201338
 
الصحافة الامريكية :
غلوب أند ميل :كيف يمكن أن تصبح إسرائيل جزءاً من القصة الأميركية-الإيرانية؟
https://alghad.com/كيف-يمكن-أن-تصبح-إسرائيل-جزءاً-من-القصة/
نيري زيلبر* – (غلوب أند ميل) 10/1/2020
 
استيقظ الإسرائيليون صباح الجمعة 3 كانون الثاني (يناير) على خبر مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، فتبادر إلى أذهانهم على الفور السؤال التالي: هل نحن المسؤولون؟ وما إن اتضح أن الولايات المتحدة، وليس إسرائيل، هي التي تقف وراء الضربة بطائرة من دون طيار في بغدادـ التي أودت بحياة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي الإيراني، تحوّل الخوف إلى غبطة. ولا يحتاج الإسرائيليون إلى تمهيد لمعرفة ما تعنيه الأسماء المذكورة -فقد كان الحرس الثوري الإسلامي ووحدة فيلق القدس التي تُنفذ عمليات خارج الحدود الإقليمية والجنرال سليماني على رأسها، يحاربون إسرائيل لسنوات. وأعرب المحلل المحلي البارز أنشيل فايفر عن الغبطة التي شعر بها الإسرائيليون بقوله: “لن يذرف أحد الدموع في إسرائيل على رحيله عن هذا العالم”. مع ذلك، بقيت بعض المخاوف سائدة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف ستنتقم إيران وقواتها المقاتلة بالوكالة المنتشرة في أرجاء المنطقة؟
تضم لائحة الجماعات المقاتلة المدعومة من إيران المنتشرة على حدود إسرائيل، والمسلّحة بآلاف الصواريخ والقذائف، كلاً من حزب الله في لبنان، وميليشيات شيعية متمركزة في سورية، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة. وقد ساهم سليماني في تمويلها وتدريبها وتسليحها جميعاً. وفي مقابلات مع كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين في السنوات الأخيرة، غالباً ما تردّد اسم سليماني -بعبارات شخصية ومحترِمة عموماً؛ فقد وصفه أحد ضباط الاستخبارات بأنه خصم حذر، ولو أن طموحاته مبالغ فيها بعض الشيء.
وفي العام الماضي، طرحت “القناة العاشرة” التلفزيونية الإسرائيلية على رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته، غادي آيزنكوت، السؤال التالي: لماذا ما يزال الجنرال سليماني على قيد الحياة؟ وردّ الجنرال آيزنكوت بلا مبالاة قائلاً: “هذا سؤال مطروح”.
غير أن الأمر باغتياله لم يصدر عن إسرائيل وإنما عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب -وهذا فرق مهم. بطبيعة الحال، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن دعمه المطلق لهذه الخطوة، وقال أن السيد ترامب اتخذ إجراءات ضدّ “إرهابي كبير كان العقل المدبّر وراء… حملة القتل والإرهاب التي نفذتها إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم”. ومع ذلك، حافظ السيد نتنياهو شخصياً وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين على تكتمهم نسبياً، إذ حاولوا بحذر إبقاء إسرائيل خارج الأزمة الأوسع نطاقاً التي تتجلى في المنطقة.
في الأيام التي أعقبت الاغتيال، أفاد اللواء هرتسي هاليفي من الجيش الإسرائيلي أن مقتل سليماني “يندرج في إطار صراع بين الولايات المتحدة وإيران حول هيكلية العراق. هذا كل ما في الأمر. وهذه المسألة تؤثر علينا كإسرائيليين، ولذلك علينا متابعتها عن كثب، ولكننا لسنا محور القضية، ومن الجيد أنها حصلت بعيداً عنا”.
لكن إسرائيل تشكّل جزءاً من قضية سليماني -سواء من حيث التداعيات المحتملة الناتجة عن أي تصعيد مستقبلي أميركي-إيراني، أو في المقابل، من حيث تأثير التوترات الإقليمية المتصاعدة على إسرائيل نفسها.
الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قاعدتين أميركيتين في العراق في 8 كانون الثاني (يناير)، وشكّلت الردّ الأول على اغتيال أحد كبار جنرالاتها، لم تسفر عن أي إصابات. حتى أن السيد ترامب نفسه قلل من أهمية الضربات وقال أن “طهران تتراجع على ما يبدو”. غير أن الأيام والأسابيع المقبلة كفيلة بأن تبرهن صحة هذه الفرضية.
وكان القادة الإيرانيون وحلفاؤهم الإقليميون قد توعّدوا الولايات المتحدة بـ”ردّ قاسٍ”، مع التركيز على القوات الأميركية المتمركزة في بعض أنحاء المنطقة. ووفقا لتقييم مسؤولين محليين، فإن إسرائيل لا تشكّل في الوقت الحالي الهدف الرئيس. صحيح أن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب، ولكن هذه الخطوة بحد ذاتها ليست خارجة عن المألوف. وقج تعرّضت الحكومتان الفرنسية والأميركية لبعض الانتقادات عندما أصدرتا تحذيرات سفر إلى إسرائيل خلال الأيام الماضية؛ فالكثير من السكان المحليين كانوا أكثر انشغالاً بالأمطار الغزيرة (بما في ذلك بعض الوفيات التي نتجت) من انشغالهم العوامل الجيوسياسية.
ولكن إذا استهدفت إيران أو وكلاؤها الولايات المتحدة مجدداً وقرر السيد ترامب الانتقام -كما تعهّد- من إيران على وجه التحديد، فإن إسرائيل يمكن أن تصبح بسرعة جزءاً من القصة.
لم يقضِ الجنرال سليماني عقودا من الزمن ويصرف عدة مليارات من الدولارات على الجماعات التابعة لإيران في المنطقة لتبقى إسرائيل على الحياد إذا ما تعرضت العاصمة للهجوم. ولطالما اعتُبر حزب الله اللبناني بشكل خاص الرادع الرئيسي ضد أي اعتداء أميركي (أو إسرائيلي) على إيران. وفي هذه الحالة، سوف يطلق أكثر من 100 ألف صاروخ وقذيفة من ترسانته على إسرائيل، مما يستدعي ردا إسرائيليا عسكريا شرسا. ومن المنطقي أن يتوقّع معظم المحللين أن يكون الصدام الكبير القادم بين هذين العدوين القديمين أسوأ حرب عربية-إسرائيلية منذ حوالي 50 عاماً.
صحيح أن المسؤولين الإسرائيليين لم يكونوا بحاجة إلى أن يذكّرهم استخدام السيد ترامب المفاجئ للقوة العسكرية ومقتل الجنرال سليماني بهذه المخاطر، لكن ربما غابت هذه المخاطر عن بال الشعب الإسرائيلي.
ساهم نشر صور اليد المقطوعة للجنرال الإيراني على الصفحات الأولى وفي نشرات الأخبار التي استُهلت بأخبار العراق و”عودة” ترامب بقوة إلى الشرق الأوسط -في صرف الانتباه عن المزيد من الأمور الداخلية اليومية في إسرائيل، مثل إجراء انتخابات ثالثة على التوالي بعد سبعة أسابيع فقط.
يكافح السيد نتنياهو، كما هو معلوم، من أجل حياته السياسية. ففي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، صدرت بحقه مجموعة كبيرة من لوائح الاتهام بالفساد -بما في ذلك الرشوة، الأمر الذي يهدّد مستقبله القانوني. وسيكون خوض حرب فعلية شأنا سيئاً وفوضوياً وغير سهل أبداً. لكن زيادة التوتر، والتركيز على الشؤون العسكرية (وليس مجرد لوائح الاتهام) قد يعودان بالفائدة على أي رئيس وزراء مقبل ذي خبرة.
تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو أمضى معظم مسيرته المهنية في مواجهة إيران، ولم يتوقف خلال العام الماضي عن تحذير الشعب من أن ما يحصل هو “لحظة أمنية حساسة للغاية”. ولطالما كرر أن إسرائيل تقف عند مفترق تاريخي -في وقت تلوح فيه “تهديدات هائلة” في الأفق. ووفقاً للقرارات التي تُتخذ في واشنطن وطهران، قد يتضح أنه على حق.
===========================
أورينتال ريفيو :الوشيك الغامض: السياسة الأميركية، القوة الوقائية وقاسم سليماني
https://alghad.com/الوشيك-الغامض-السياسة-الأميركية،-الق/
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
بينوي كامبارك* – (أورينتال ريفيو) 13/1/2020
تتميز العلاقات الدولية بغموضها في التعريف وضحالتها في التبرير. وسواء كان ذلك لحماية مواطني دولة في دولة أخرى، أو شن ضربة وقائية لمنع ما قد تفعله دولة أخرى، أو ببساطة فهم تطبيق بند في معاهدة، يمكن أن تكون المبررات غير متكافئة ومتناقضة تماماً.
كانت الضربة الوقائية التي أسفرت عن مقتل اللواء قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، واحدة من هذه المناسبات. (تبين أن هناك جهداً آخر، فشل كما اتضح فيما بعد، لاغتيال القائد في قوة القدس عبد الرضا شهلائي). ومن المفترض أن العناصر التي تقف وراء غارة الطائرة من دون طيار واضحة: كان القائد الذي رحل الآن للذراع التنفيذي لقوة القدس يخطط لشن هجمات على جنود الولايات المتحدة ومصالحها. وكان، على أي حال، قد قتل العديد من الأفراد الأميركيين من قبل. ولذلك، يمكن النظر إلى الهجوم على أنه قراءة مُغامِرة ومتقدمة لمبدأ الدفاع عن النفس، من النوع الذي يصفه النادي القانوني بأنه “دفاع استباقي عن النفس”.
تجيز المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة استخدام القوة ضد دولة أخرى مع الالتزام بشرطين. يجب الحصول على إذن من مجلس الأمن باستخدام القوة لصيانة أو استعادة السلام والأمن الدوليين. ويمنح الجزء الثاني من الحكم الشرعية لاستخدام القوة عندما تمارس الدولة حقها المعترف به في الدفاع الفردي أو الجماعي عن النفس. لكن حدود هذا الجزء الأخير غالبا ما تكون غير واضحة، وهي تشمل العمل العسكري “الوقائي” والعمل العسكري “الاستباقي”، حيث يركز الأول على استهداف اكتساب العدو القدرة على الهجوم، بينما يركز الأخير على إحباط هجوم وشيك سيشنه العدو.
لجأت كل من الولايات المتحدة وإيران حسب الأصول إلى نص المادة 51 في قضية مقتل سليماني. فقد ادعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، كيلي كرافت، أن الضربة جاءت ردا على “سلسلة متصاعدة من الهجمات المسلحة في الأشهر الأخيرة”، والتي شنتها إيران وعملاؤها على الأفراد والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط “من أجل ردع جمهورية إيران الإسلامية عن شن أو دعم شن المزيد من الهجمات ضد الولايات المتحدة أو المصالح الأميركية”. وكان الغرض الإضافي للهجوم هو “إضعاف قدرة الميليشيات التي تدعمها جمهورية إيران الإسلامية وقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإسلامي على شن هجمات”.
ورد السفير الإيراني ماجد تاخت رافانشي برسالة مضادة إلى الأمم المتحدة بعد ذلك، والتي برر فيها ما فعلته إيران في 8 كانون الثاني (يناير) في ردها الانتقامي لمقتل سليماني ضد قاعدة جوية أميركية في العراق. وقد اعتُبرت الضربات الانتقامية “مُعايَرة ومتناسبة” و”دقيقة وموجهة”، ولم تخلف “أي أضرار جانبية على المدنيين والأصول المدنية في المنطقة”.
على الرغم من كل الحشو المعروض، يمكن اعتبار مقتل سليماني إرثًا لقراءة ضعيفة وغير مستقرة لفكرة الدفاع عن النفس التي تطرحها الولايات المتحدة منذ العام 2001. وقد قدم صناع السياسة الأميركية حصتهم في مفاقمة الغموض الهائل لفكرة الدفاع الاستباقي عن الذات منذ احتل الرئيس جورج دبليو بوش البيت الأبيض. وأظهرت استراتيجية الأمن القومي الأميركية للعام 2002، متبوعة بنسختها المعدلة في العام 2006، ذلك الارتباك الذي يأتي مع الثقة الإمبريالية المفرطة بالحق في ملاحقة الأعداء. وتفقد الأعمال الاستباقية والوقائية التمييز بينها عندما يبحث القائمون على الصياغة عن استخدامات مشروعة للقوة ضد عدو شبحي يفضل اللعب وفقا لقواعد مختلفة.
تعترف استراتيجة الأمن القومي للعام 2002 بأن قرونا من القانون الدولي “اعترفت بأن الدول لا تحتاج إلى أن تعاني من الهجوم قبل أن تتمكن قانونياً من اتخاذ إجراء للدفاع عن نفسها ضد القوات التي تشكل خطراً وشيكاً لهجوم”. لكن النطاق أعطِي اتساعاً جيداً. فقد “احتفظت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة بخيار اتخاذ الإجراءات والأعمال الوقائية لمواجهة تهديد كافٍ لأمننا القومي. وكلما زاد حجم التهديد، زاد خطر عدم اتخاذ إجراء -وأصبحت قضية اتخاذ إجراء استباقي للدفاع عن أنفسنا أكثر إلزاما، حتى لو كان عدم اليقين قائماً في ما يتعلق بتوقيت ومكان هجوم العدو”.
كان تبني مثل هذه القراءة العريضة للضربة الاستباقية مشروطًا “بالقدرات والظروف الموضوعية لخصوم اليوم. فالدول المارقة والإرهابيون لا يسعون إلى مهاجمتنا باستخدام الوسائل التقليدية”. وهكذا، يكون الأمر كما يلي: إن العدو يُلزمنا بضبط وتعديل ونبذ الاتفاقيات والمعاهدات. وقد جسدت قيادة الطائرات المدنية إلى البرجين التوأمين في نيويورك في 11 أيلول (سبتمبر) 2001 مثل هذا النوع من الهجوم غير التقليدي.
صرحت استراتيجية الأمن القومي للعام 2006 بشكل قاطع بأن “مكان العمل الاستباقي في إستراتيجية الأمن القومي لدينا ما يزال هو نفسه” على الرغم من الإقرار بأنه “لا ينبغي لأي بلد أن يستخدم فكرة الاستباقية كذريعة للعدوان”. وسوف يتم استخدام هذه القوة بعد “وزن عواقب أفعالنا. وسوف تكون أسباب أعمالنا واضحة، والقوة معايرة، والقضية عادلة”. وبعد أربع سنوات لاحقاً، في عهد إدارة أوباما، لم يتحسن الموقف كثيراً، وظلت الفوضى قائمة.
أعاد قتل قائد إيراني كبير في ظروف يمكن اعتبارها بالكاد ظروف اشتباك إحياء تلك اللازمة القيمة المملة عن التهديد الوشيك. وعندما تم الضغط على وزير الخارجية الأميركي مايك بومبو لتحديد طبيعة هذا الخطر الوشيك في مؤتمر صحفي، تجسد ذلك التشابك القديم بوضوح في التفسيرات. وكان أحد الأسئلة كما يلي: “سيدي الوزير، قالت الإدارة أن هذه الضربة كانت تستند إلى تهديد وشيك، لكنك قلت هذا الصباح أننا لم نكن نعرف على وجه الدقة متى ولم نكن نعرف بالضبط أين. وهذا ليس تعريف الـ‘وشيك’”.
ولم يكن بومبيو مفيداً بالضبط في هذا الصدد، حيث لجأ إلى التملص الخطابي الكلاسيكي. وقال: “كانت لدينا معلومات محددة عن تهديد وشيك، وشملت تلك التهديدات شن هجمات على السفارات الأميركية. نقطة”. واعترف بعدم وجود معرفة دقيقة للغاية، حول “أي يوم كان سيتم تنفيذ الهجوم فيه. لا أعرف بالضبط في أي دقيقة. لكن الأدلة كانت سليمة بما يكفي: سليماني” كان يخطط لهجوم واسع النطاق ضد المصالح الأميركية. وكانت تلك الهجمات وشيكة”.
وفي كل مرة كان يواجِه فيها بسؤال يطلب التوضيح، كان بومبيو يرتبك. في حالة عدم اتخاذ أي إجراء لتعطيل جهود سليماني، كانت إدارة ترامب ستُعتبر “مهملة بشكل جسيم” بعدم تقديم توصية للرئيس “باتخاذ إجراء”.
من جانبه، أعطى الرئيس دونالد ترامب انطباعاً بوجود مبرر واضح. وقال لمحطة فوكس نيوز: “يمكنني الكشف عن أنني أعتقد بأنها كانت ستكون أربع سفارات”. واقترح أمام حشد لحملته الانتخابية في أوهايو أن سليماني كان “يخطط بنشاط لشن هجوم جديد، وكان ينظر بشكل جدي إلى سفاراتنا، وليس فقط السفارة في بغداد”.
===========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :نـقـاط ضـعـف إيـران
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=139fc29fy329237151Y139fc29f
بقلم: أفرايم كام
نقطة الانطلاق لفحص المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن تأخذ في الحسبان أن رد إيران الأول على تصفية قاسم سليماني ليس نهائياً بالضرورة. بالعكس، يمكن الافتراض أن النظام في إيران يريد كسب الوقت لفحص بدائل لتطبيق وعوده بمعاقبة شديدة للولايات المتحدة. القيادة في إيران ملزمة بذلك، فتصفية شخصية كبيرة جداً ومعروفة في إيران وفي المعسكر الشيعي بشكل عام، والمس بأسس الإستراتيجية الإقليمية الإيرانية، التي كان سليماني من راسميها الرئيسيين، والحاجة إلى أن تعزز من جديد قدرة ردع إيران، ومنع إصابات أخرى بقادتها ومواقعها الإستراتيجية والإظهار بأنه يمكنها ضرب أعدائها بقوة وإهانة النظام في إيران في أعقاب عملية التصفية – كل ذلك يجبر النظام في إيران على فحص إمكانية إيقاع ضربة شديدة بالولايات المتحدة أو حلفائها.
هذا الفحص يمكن أن يصل أيضاً إلى الاستنتاج بأن خيار الضربة مرتبط بأخطار بارزة من الأفضل التنازل عنها، وهناك عدد من الدلائل التي تشير إلى أن هذه هي المقاربة الإيرانية. إلا أن هذا الاستنتاج سيؤدي إلى الإضرار الشديد بقدرة ردع إيران، ويمكن أن يستدعي في المستقبل ضربات أخرى من جانب الولايات المتحدة. إطلاق الصواريخ الإيرانية على القواعد الأميركية في العراق، بعد تصفية سليماني، دون إحداث أي خسائر، يجب النظر إليه من قبل أعداء إيران كعلامة ضعف، وليس علامة قوة.
في هذا الفحص سيكون أمام النظام في إيران عدة عقبات مهمة يمكن أن تؤثر على طبيعة ردها. أولاً، تحظى الولايات المتحدة بتفوق إستراتيجي – عسكري واضح وكبير على إيران. وهذا التفوق يمكن أن يردع طهران عن اتخاذ خطوات انتقامية بعيدة المدى من أجل إحباط أي محاولة للإضرار أو المس بإيران بضربة مضادة شديدة إذا لم ترتدع. ورغم أن إيران طورت نظرية قتالية غير متماثلة، من شأنها أن تسمح لها بمحاولة المواجهة مع دول أقوى منها، إلا أن هذه النظرية لم يتم فحصها في مواجهة كبيرة مع الولايات المتحدة. وفي هذه الأثناء تؤكد طهران على أنها لا تريد مواجهة واسعة مع واشنطن، لكنها أيضاً تحذر من أن إطلاق الصواريخ ليس نهاية المطاف. وأنها ستستمر في السعي لإخراج القوات الأميركية من الشرق الأوسط.
إضافة إلى ذلك، حتى زمن تصفية سليماني، كان يبدو أن إدارة ترامب خشيت من القيام بخطوات عسكرية ضد إيران واكتفت باستخدام الضغط الاقتصادي. تصفية سليماني والهجوم الأميركي على خمسة أهداف للمليشيات الشيعية المؤيدة لإيران في العراق وسورية قبل عملية التصفية وتهديد ترامب بضرب 52 هدفاً في إيران واستمرار الضغط الاقتصادي الشديد، كل ذلك يخلق بُعداً جديداً وقوياً للردع الأميركي تجاه إيران.
ثانياً، إسرائيل يمكن أن تكون هدفاً آخر لعملية انتقام إيرانية. ولكن الإيرانيين يجب عليهم التذكر بأن إسرائيل قامت بضرب عشرات الأهداف الإيرانية والشيعية في سورية والعراق دون أن تجرؤ طهران على الرد، باستثناء حالات معدودة وفاشلة، من خلال الإدراك بتفوق سلاح الجو الإسرائيلي. صحيح أنه يوجد لطهران قدرة ردع بارزة تجاه إسرائيل على أساس أنظمة الصواريخ الكبيرة لإيران و"حزب الله" والمليشيات الشيعية. ولكن استخدام هذه الأنظمة ضد إسرائيل يعني اندلاع الحرب. يجب على إيران في هذه الحالة أن تأخذ في الحسبان مخاطرات شديدة منها أن الولايات المتحدة ستقوم بمساعدة إسرائيل، وأن إسرائيل ستستغل المواجهة من أجل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ثالثاً، الاتفاق النووي مع إيران لم يعد قائماً بالفعل. واحتمال إجراء مفاوضات بين طهران وواشنطن حول تجديد الاتفاق وتعديله كان ضعيفاً من البداية، وتقلص أكثر بعد تصفية سليماني. رفعت إيران فعلياً كل القيود التي فرضها الاتفاق على مشروعها النووي. وإذا قررت طهران استغلال هذا الوضع من أجل الانطلاق نحو القنبلة النووية من أجل تعزيز قدرتها على الردع أمام الولايات المتحدة وإسرائيل فهي بحاجة إلى أن تأخذ في الحسبان ضربة إسرائيلية و/ أو أميركية ضد منشآتها النووية. إيران تدرك بأن إسرائيل تبحث عن مبرر مناسب وفرصة مناسبة للقيام بضربة كهذه.
رابعاً، لا يوجد لإيران حلفاء حقيقيون. الحليف الوحيد الذي وقف إلى جانبها هو سورية بقيادة نظام بشار الأسد. ولكن سورية غير قادرة في العقد الأخير على مساعدة إيران بعد فقدان قوتها العسكرية، وهي نفسها بحاجة إلى المساعدة الشاملة. وروسيا تقيم علاقات وثيقة مع إيران، بالأساس في المجال الاقتصادي والعسكري والنووي. ولكن روسيا وإيران ليستا حليفتين، فهما تتنافسان بشدة على قيادة إعمار سورية، وروسيا أيضاً لم تساعد إيران إزاء الضربة التي أوقعتها إسرائيل بالأهداف الإيرانية والشيعية في سورية في السنوات الأخيرة.
خامساً، توجد إيران الآن في وضع صعب على الصعيد الداخلي، وعلى الصعيد الإقليمي. منذ منتصف تشرين الثاني تجتاح إيران موجة تظاهرات هي من أشد الموجات التي عرفتها منذ الثورة الإسلامية، بسبب الوضع الاقتصادي السيئ فيها، والذي ساء أكثر بسبب العقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة. والذريعة المباشرة للتظاهرات هي رفع أسعار الوقود. ولكن ظهرت في التظاهرات نغمة سياسية عندما دعا المتظاهرون في الشوارع إلى "الموت للخائن"، والخائن هو الزعيم الأعلى، علي خامنئي. وفي المقابل، تجري تظاهرات عنيفة في العراق ولبنان أيضاً – الدولتين اللتين يوجد فيهما لإيران مصالح مهمة في أعقاب السيطرة الشيعية هناك – حيث يطرح فيهما طلب تصفية الوجود والنفوذ الإيراني. موجات هذه التظاهرات تقلق النظام في إيران، وهي ستصعب عليه التورط في الوقت ذاته في مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها.
في هذه التطورات لا يوجد ما من شأنه أن يقلص بدرجة جدية أهمية التهديد الإيراني لإسرائيل، الذي بقي التهديد الرئيسي لها. ويجب عدم الاستخفاف به. أنظمة الصواريخ، التي توجد في حوزة إيران و"حزب الله"، ستواصل كونها أساس هذا التهديد. وإذا انطلقت إيران في المستقبل نحو السلاح النووي، كما يبدو أن في نية إيران القيام به عندما تحين الفرصة، سيزيد وزن التهديد إلى مستوى لم نعرفه حتى الآن. ولكن عند فحص سلوك إيران الحالي يجب الإشارة إلى نقاط الضعف هذه في مكونات التهديد الإيراني، التي يمكن لإسرائيل والولايات المتحدة استغلالها في مواجهة هذا التهديد. وفي الوقت ذاته، وحسب رأي إيران، فإن نقاط الضعف تجبرها على أن تكون حذرة جداً من أجل ألا يؤدي ردها - إذا جاء - إلى مواجهة واسعة مع الولايات المتحدة.
 
عن "هآرتس"
===========================
يديعوت :روسيا لن تملي علينا
https://alghad.com/روسيا-لن-تملي-علينا/
بقلم: سيفر بلوتسكي 21/1/2020
 
لم يعد للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اصدقاء روح بين زعماء الغرب. باستثناء زعيم واحد: رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. بين بوتين ونتنياهو نشأت في السنوات الاخيرة علاقات شخصية استثنائية، لدرجة أنه يمكن الحديث عن محور موسكو – القدس. أو لمزيد من الدقة، كرملين – بلفور.
لهذه العلاقة فضائل استراتيجية عديدة، ولا سيما في الفترة الاخيرة، إذ اصبحت روسيا قوة عظمى نشيطة جدا، عسكريا وسياسيا، في الشرق الاوسط بشكل عام ولدى اعداء إسرائيل الالداء، إيران وسورية، بشكل خاص. خطر المواجهة بين قواتها المرابطة في المنطقة وبين الجيش الإسرائيلي وسلاح الجو تبرر بالتأكيد تطوير وتوثيق هذه العلاقة.
على المستوى الفردي ستفحص العلاقة بنجاح التوجه الإسرائيلي للرئيس الروسي ان يعفو عن نوعاما يسسخار التي تقضي في السجن الروسي محكومية غير متناسبة ظاهرا للجنحة الطفيفة التي ادينت بها أو لنقلها الى البلاد. ومع ذلك، فان خط الاتصال المفتوح بين مكتب بوتين ومكتب نتنياهو لا يمكنه ولا ينبغي له ان يبرر موافقة اسرائيلية على املاءات بوتين، لا في المجال الأمني، ولا الاقتصادي ولا التاريخي.
الرئيس بوتين هو ضيف مرغوب فيه ومحترم في مناسبة (فاخرة، اضطرارية وسياسية جدا) تسمى “منتدى الكارثة” التي ستجرى في القدس غدا.
لم تنس إسرائيل مساهمة الجيش الأحمر في هزيمة النازيين ودعم الاتحاد السوفياتي لاستقلال إسرائيل، ولكنها ايضا لم تنس وقوفها ضدها في حرب الأيام الستة، وقطعها العلاقات الدبلوماسية، ملاحقة اليهود من النظام السوفياتي وتصفية القمة الثقافية والوطنية اليهودية على يد ستالين في الثلاثينيات والاربعينيات. وليس مثل دول اخرى، فان روسيا ما بعد السوفياتية لم تجر حسابا حقيقيا للنفس مع اللاسامية التي سادت فيها وهي جزء لا يتجزأ من النظام القيصري والسوفياتي.
بصراحة، وكما هو دارج بين الأصدقاء، مرغوب فيه اذن الايضاح للرئيس الروسي بان إسرائيل لا تقبل اقواله بان الذنب في اندلاع الحرب العالمية الثانية ملقي فقط وحصريا على الغرب بشكل عام وعلى بولندا بشكل خاص. ولا حتى جزئيا على الاتحاد السوفياتي الستاليني. ذاك الذي عقد في آب (أغسطس) 1939 حلفا مع النظام النازي وهكذا شق الطريق لاحتلال المانيا لبولندا، على كل ما ينطوي على ذلك على مصير اكثر من ثلاثة ملايين يهودي بولندي وملايين اخرى في مناطق شرق أوروبا. هذه الوصمة يسعى الرئيس بوتين لمحوها تماما. وهي لن تمحى.
دون التخفيف حتى ولا في شيء من اللاساسمية العنيفة التي سادت في بولندا قبل الحرب العالمية الثانية وفي اثنائها، من الحيوي التذكير لكل الناكرين والمزيفين كون الشعب البولندي ضحية العدوان الألماني النازي، الذي انتهج في بولندا نظام احتلال وحشي على نحو خاص – تجاه البولنديين ايضا.
حذار على إسرائيل الرسمية ان تساهم وتؤيد التفسير الزائف الذي ينشره الآن الكرملين لتاريخ الحرب العالمية الثانية – وللكارثة. ان السياسة التاريخية للرئيس بوتين ليست شأننا ومحظور ان تكون شرطا لعلاقات الصداقة بين الدولتين وبين الزعيمين.
===========================
الصحافة الروسية :
زافترا :يد واشنطن الخفية
https://arabic.rt.com/press/1078164-يد-واشنطن-الخفية/
تحت هذا العنوان كتب المحلل رامي الشاعر في صحيفة " زافترا" الروسية عما أسماه "عام الفرص الضائعة بالنسبة لسوريا"، وطرح رؤيته بشأن "يد واشنطن الخفية" التي تعبث بالمشهد السياسي العربي.
في الأشهر الأخيرة من العام الماضي، تلقيت العديد من الرسائل والتعليقات على مقالاتي حول قضايا الشرق الأوسط، التي لم تقتصر فقط على الدول العربية، وإنما جاء بعضها من مواطنين روس. اختلفت الآراء حول ما ذكرته بشأن القضايا السورية والليبية والفلسطينية، لكن معظم الآراء العربية وغيرها اتفقت على أن هذه القضايا تحتاج إلى حلول عاجلة. إلا أن ما أثار حفيظتي هو تلك الأصوات، وأغلبها في وسائل الإعلام العربية، التي تزعم أن مقالاتي ليست سوى عرض لوجهة نظر الكرملين، ولا تحمل في جوهرها إلا معلومات عن السياسة الروسية. لذلك فمقالاتي، كما يقولون، تعرض جانباً واحداً من المشهد، بينما تتسم الحياة السياسية في الشرق الأوسط بالتعقيد الشديد.
إن حقيقة التعقيدات الشديدة في الحياة السياسية في المنطقة لا تحتاج إلى تعليق. إلا أنها كذلك، وتؤدي أحياناً إلى صراعات عنيفة، داخلياً وخارجياً، لعدة أسباب، أهمها التدخل الوقح للناتو، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، في شؤون المنطقة. وهنا أود أن أستمع إلى رأي مستنير من خصومي: فهل يمكنهم أن يأتوا بمثال واحد في القرنين العشرين والحادي والعشرين، تسببت فيه قوة أخرى، بخلاف الناتو، ولنقل الصين أو روسيا، في تأجيج أحد الصراعات في منطقتنا؟ وهل يستطيع أحدهم أن يجزم، بما لا يدع مجالاً للشك، بأن قوة أخرى، بخلاف الناتو، تقف وراء تدهور الوضع في الشرق الأوسط؟ وإذا لم يكن الأمر كذلك، فما يمنعنا من الاستماع إلى آراء السياسيين والمتخصصين في العلوم السياسية الروس، بدلاً من رحلات الشتاء والصيف إلى بروكسل، تذللاً لمسؤولي الناتو، بحثاً عن الحماية والدعم؟
دعونا نرى ماذا يحدث في "الحياة السياسية المعقدة" ببعض الدول العربية. لقد كان العام المنصرم "عام الفرص الضائعة" بالنسبة للجمهورية العربية السورية. فعلى الرغم من أن الأزمة السورية قد بدت للحظة أنها ماضية في سبيل الحل، عقب المساعدة النبيلة التي قدمتها الوحدات العسكرية الروسية، وقوات الجنرال قاسم سليماني، وبعد تمكن الحكومة السورية من السيطرة على أكثر من 80٪ من الأراضي السورية بفضل روسيا وإيران، والحفاظ على السيادة، وبعد المجهودات الحثيثة من جانب الدبلوماسيين والعسكريين الروس والأتراك والإيرانيين للتوصل إلى اجتماع ممثلين عن حكومة بشار الأسد والمعارضة السورية حول طاولة المفاوضات، إلا أن الطرفين لم يتمكنا من المضي قدماً صوب سلام دائم وإقرار دستور جديد للبلاد، وألقي باللوم هنا على الطرفين.
في الوقت نفسه، ولسبب ما، يلقون باللوم على روسيا. ألم تقدم روسيا أكثر مما قدمته كل البلدان الأخرى في التوصل لموقف موحد يرضي جميع الأطراف، ألم تبذل كل ما بوسعها من تقديم متخصصيها، بل ومنصاتها لتنظيم مفاوضات نزيهة، يجلس فيها جميع الأطراف على قدم المساواة؟ فماذا كانت النتيجة؟ لا يرغب أي طرف من الأطراف في التنازل عن قيد أنملة من مواقفه، ولا يقبل حجج الطرف الآخر. والثمن يدفعه كالعادة الشعب السوري، الذي يمزّقه العداء. فمن يمكن أن نلوم في ذلك سوى أنفسنا؟
وحول القضية الليبية. توفر روسيا مرة أخرى منبراً للمفاوضات، وتقنع الأطراف المتصارعة بالتوصل إلى حلول وسط معقولة، بل وتساعد على إيجاد صيغ مقبولة للطرفين. تتعقد القضية الليبية على نحو خاص، لكون الأمم المتحدة لا تعترف سوى بجانب واحد من جانبي الصراع الليبي، وهو حكومة فايز السراج. وقد حاولت روسيا وتركيا حلحلة العقد بين الطرفين، بتنظيم لقاء بين السلطة المعترف بها والمشير خليفة حفتر، وتم اللقاء على أمل أن يسود منطق العقل، ويتوصل الطرفان إلى اتفاق.
فماذا كانت النتيجة؟ وقّع أحد الطرفين على الاتفاق، أما الطرف الآخر، وتحديدا المشير حفتر، أعلن في اللحظة الأخيرة عن رفضه القاطع للتوقيع، مشيراً إلى حاجته للتشاور مع مؤيديه. بعد بضعة أيام، عاود حفتر مناشدة الرئيس الروسي لاستئناف المفاوضات برعاية روسية، لكن إمكانية التحرك السريع صوب السلام كانت قد ضاعت، ولو إلى حين. بقي الأمل منعقداً على لقاء برلين، الذي التقى  فيه، خلاف طرفي النزاع، تركيا وروسيا وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة. ويأمل المواطنون الليبيون وأصدقاؤهم حول العالم بإيجاد حل للأزمة، لأن سيادة الأهواء والطموحات الشخصية بديلاً عن النهج العقلاني، سوف يؤدي إلى زيادة في مشكلات اللاجئين، والمعاقين، والأيتام، والأسر بلا معيل، وكذلك زيادة تدفق اللاجئين إلى أوروبا يوماً بعد يوم.
ولا تقتصر زيادة المشكلات على ليبيا! فأينما تجري محاولات حقيقية لحفظ السلام، في اليمن وسوريا والعراق، غالباً ما تجد أحد الطرفين يرفض اتفاق السلام في اللحظة الأخيرة. وكأنما هناك يد خفيّة، تحركها قوى سحرية، توقف أحد الأطراف في المفاوضات، وتؤثر عليها بفكرة إفشال المفاوضات. وهذا يحرم الشعوب من حقها في حياة آمنة كريمة.
في واقع الأمر، ليس هناك سحر في الأمر. وإنما هي يد واشنطن. يد تحمل ملايين الدولارات، التي تشتري بها العملاء والمتواطئين والسياسيين والمواطنين الخونة، وتحمل كذلك سوطاً تهدد به أحد الأطراف التي تشارك في المفاوضات. سوط يتجسد في أشكال متعددة. فأحياناً ما يحمل تهديداً بالانتقام الجسدي، وأحياناً بالابتزاز ("فكّر في أبنائك الذين يدرسون في الولايات المتحدة الأمريكية" أو "سنترككم بلا فلس واحد")، وفي كثير من الأحيان يحمل وعوداً سخية، بالدعم السياسي والمالي، وتأكيدات على أن هذا السياسي أو ذاك سوف ينال رعاية ودعم واشنطن. وكل ذلك تصاحبه حملات إعلامية في الإعلام الغربي والعربي. هذه هي الصعوبة الرئيسية للحياة السياسية في الشرق العربي.
ليست تلك ألعاب سياسية، ولا مناورات لقوة عظمى. إنه برنامج عسكري-سياسي محدد للناتو، صمم لسنوات عديدة، ولديه خطة واضحة لتنفيذه. ولكل ضحية مكانها. احكم بنفسك عزيزي القارئ: يعبّر ملك الأردن، الملك عبدالله، بطريقة أقرب للغموض، عن دعمه لـ "صفقة القرن"، وهو ما يعني أن عليه أن يحسب حساب قوى تتنامى في الداخل الأردني، ويمكن أن تصبح قادرة على تهديد عرشه وبلاده، إذا لم ينضم إلى جوقة حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية.
بعبارة أخرى، يجرى الآن الإعداد لهجوم واسع النطاق على حقوق الشعب الفلسطيني، والغرب قد وضع للأردن دوره الخاص في ذلك. فالناتو يستعد بكل ثقله وأدواته للانقضاض على الشعب الفلسطيني، فيبتز ويحاصر السياسيين الفلسطينيين، حتى ينصاعوا لضغوطه. أما إسرائيل فقد صرحت فعلياً عن اعتزامها التعامل بنفسها مع خصومها في المنطقة، نظراً لعدم رغبة الأمريكيين دخول حرب في الشرق الأوسط. ألفت عناية القارئ أنني لا أحاول إقناع أبناء جلدتي بأي موقف، وإنما أطلب منهم فقط النظر إلى الواقع وجهاً لوجه، وإدراك ما يحدث الآن في الوطن العربي.
ما يثير الاهتمام، هو أن الغرب لا يعتبر أنه من الضروري إخفاء جوهر أهدافه فيما يتعلق بالعراق ولبنان وسوريا وغيرها من البلدان. فهم يريدون تقسيم العراق إلى ثلاثة مناطق: شيعية وسنية وكردية. وبالطبع سوف يكون التعامل مع دول صغيرة أسهل بالنسبة للناتو من التعامل مع دولة موحدة. سوف تكون تلك الدول، بطبيعة الحال، تابعة لحلف الناتو، وستضطر لأن تكون معارضة لإيران. ولهذا السبب، وعلى الرغم من كافة وعودها للمجتمع الدولي، فإن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسحب قواتها من العراق. ومن هنا الاستنتاج: يجب على الشعب العراقي أن يدرك أن انقسام بلاده يصب في مصلحة أعدائه، وليس في مصلحة أصدقائه، وقوة الشعب إنما تكمن في وحدته، ودعم أصدقائه الحقيقيين لبلاده. وتلك ليست مهمة الغد، وإنما هي مهمة يتعين الشروع فيها فوراً!
يزداد الوضع اللبناني سوءاً يوماً بعد يوم. وفي بيروت، شنّت عناصر متطرفة معركة حقيقية مع الشرطة، ونفذت عمليات تخريبية. وتحولت عاصمة البلاد، التي كان يزورها في السنوات الأخيرة ملايين السائحين من الخارج، إلى ساحة مواجهات مع الشرطة.
لقد زرت بيروت المثخنة بالجراح، والتي عانى سكانها مراراً من حصار وضع أمني، تتصارع فيه الطوائف والقوميات في العاصمة وبطول البلاد وعرضها. وكان العالم، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، شاهداً على الحرب الأهلية المأساوية في لبنان، التي تسببت في دمار البلاد، ومقتل جزء كبير من جيل الشباب.
إنهم يريدون أن يصبح لبنان من جديد  إقطاعية غربية، على حساب قتلى جدد، ودمار جديد. الحق أن دول الناتو ربما لم تنس أن أبطال المقاومة هم من أجبروا الأمريكيين والفرنسيين على مغادرة البلاد، ودفعوا حياتهم ثمناً لذلك. فقد انفجرت سيارة واحدة عام 1983 أمام السفارة الأمريكية وأودت بحياة 63 شخصاً، كان ثلثهم تقريباً من وكالة المخابرات الأمريكية. ثم اقتحمت سيارة أخرى إحدى ثكنات المارينز وانفجرت، وأسفرت عن مقتل 270 أمريكياً. ثم انفجرت سيارة في قاعدة المظليين الفرنسيين، وخلفت 58 قتيلاً.
أعتقد أن هذه الذكرى هي ما تجعل الناتو يفضل اليوم أن يقتل اللبنانيون بعضهم بعضاً. ولهذا الغرض، يشنّ الناتو حرباً مختلطةً ضد الشعوب العربية، باستخدام "القصف العنيف" للراديو والتلفزيون اللبناني، ويعيد إشعال الكراهية بين الطوائف والمجتمعات. أود هنا أن أذكّر: أن الأوضاع في المنطقة كانت هادئة نسبياً قبل أن تتدخل الدول الغربية في شؤون المنطقة، وتفرض داعش على سوريا والعراق. ولم تكن المقاومة الشعبية تسمح بدخول داعش إلى لبنان، وأغلقت كافة الممرات، ويجدر أن يتذكر الشعب اللبناني ذلك. فلبنان، في واقع الأمر، هي أكثر الدول العربية عرضة لتصبح من بين ضحايا داعش، وضحايا الإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه.
لا شك أن بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الناتو، التأثير على الوضع الاقتصادي في بلدان الشرق الأوسط، باستخدام أدوات الضغط الاقتصادي، خاصة في الدول الصغيرة، وتلك التي لا تمتلك موارد من الصادرات، وهو ما يحدث حالياً في لبنان. وفي وسائل الإعلام اللبنانية يتم تداول أخبار زائفة باستمرار، أخبار صنعت خصيصاً في مراكز الدعاية وراء المحيط. وجوهر كل هذه الأخبار واضح: إلقاء اللوم في كل المشكلات على "حزب الله".
قيل لي أن منظمي الدعاية، ممن تعلموا في الغرب، ومساعدوهم المحليون يمارسون دعايتهم وسط اجتماعات التجار وسائقي سيارات الأجرة والمؤسسات المحلية الصغيرة. والهدف من وراء ذلك كله: التسبب في مواجهة، يفضل أن تكون مسلّحة، بين الطوائف المختلفة. حيث يأمل من يقومون بتنظيم فعاليات كهذه أن يتسببوا في سلسلة تفاعلات عنقودية، يمتد أثرها لسوريا المجاورة.
الفكرة أن تعنّت أطراف الحوار السوري، يدفع حلف الناتو للتفكير بأنه لا زال قادراً على دفع عجلة الزمن إلى الوراء، والسيطرة على سوريا وثرواتها الطبيعية. وهذا العناد، الذي شرحت ظروفه آنفاً، يمكن أن يؤدي إلى أخطر العواقب. فجزء كبير من الفاعلين في المعارضة قد انفصلوا منذ مدة طويلة عن الشعب، الذي يحيا في البرد والجوع. في الوقت الذي تعيش شخصيات معروفة من المعارضة، كما يبدو لي، في ظروف مريحة للغاية، لا تدفعهم دفعاً نحو اتخاذ قرارات حاسمة ومصيرية على الفور. أما الرعاة والممولين الأوروبيين، لبعض هذه الشخصيات، فهم بطبيعة الحال ليسوا في عجلة من أمرهم.
لكنني أناشد جميع شخصيات المعارضة والحكومة السورية مواجهة ضمائرهم: هل بذلوا كل ما بوسعهم للتوصل لاتفاق سلام وتوافق وطني؟ هل ينامون ملء جفونهم، بينما يعاني الأطفال السوريون، مما لا يستطيع الكبار تحمله؟ وسؤال آخر أود طرحه على المعارضة والحكومة السورية على حد سواء: هل يرغبون في عودة الحرب الشنيعة التي يقتل فيها الأخ أخاه، والتي استمرت على الأرض السورية أطول من استمرار الحرب العالمية الثانية؟ فلتفكروا فقط في الآتي: لولا مساعدة القوات الروسية وفيلق "القدس"، ولولا عملية أستانة، لما كانت هناك دولة تدعى سوريا على خريطة العالم اليوم. وتلك ليست خيالات افتراضية، وإنما استنتاجات توصل إليها المحللون السياسيون!
بالطبع، فلا أحد يمكنه التنبؤ بالمستقبل، ولكن يمكننا تقييم الوضع الراهن بوعي والإدلاء ببعض التوقعات. أقول إنه إذا لم تتوصل الحكومة السورية والمعارضة إلى حلول وسط، وإذا استمر التعنّت ورفض مواقف الطرف الآخر مسبقاً، فمن غير المرجح أن تعقد انتخابات في الجمهورية العربية السورية حتى في العام المقبل. وفي هذه الحالة، ينتظر سوريا حصار اقتصادي، وعقوبات جديدة، وتدهور حاد في حياة المواطنين العاديين. أي أن إدخال التعديلات الدستورية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 هو ضرورة حتمية، وبدون ذلك ستواجه الحكومة السورية سلسلة طويلة من المهام المستحيلة.
من بين أصدقائي في سوريا، مؤرخ لديه أرشيف ضخم وقيّم للغاية، يمكنك فيه العثور على بيانات حول الأحداث السياسية والمفاوضات في جميع أنحاء الشرق الأوسط للسنوات العشر الأخيرة على أقل تقدير. ويؤكد صديقي أنه من الممكن تتبع مراحل أداء عدد من السياسيين، في جزء كبير من هذه الفترة، يسميهم "محترفو الدمار"، وبصرف النظر عما إذا كانت واشنطن قد اشترتهم، أو كانت تصرفاتهم بناء على مصالح وطموحات شخصية، فإن مهتهم هي تدمير أي توافق ناشئ، وتقويض أي محاولات تفضي إلى السلام، ومنع التوصل إلى أي اتفاق. يصل عدد هؤلاء في الوطن العربي، وفقاً لصديقي المؤرخ، ليس أكثر من 50 شخصاً، إلا أنهم سياسيون فاعلون، يقعون أعلى الهرم السياسي في عدد من بلدان المنطقة، ولديهم قدرة تدميرية فائقة، لأنهم في جميع الأحوال يحصلون على دعم الناتو والولايات المتحدة الأمريكية في المقام الأول. فغياب التوافق أو المصالحة أو التهدئة دائماً ما يصبح ذريعة مناسبة للتدخل في شؤون دول الشرق الأوسط.
50 شخصاً فقط في العالم العربي بأسره! لكن، أي شر يجلبون، بينما يسعون هنا وهناك لسفك الدماء. ينزف اليمن لمدة طويلة، ويقتل مئات الآلاف من السوريين في سنوات الحرب الأهلية والمعارك مع داعش، يقتل ملايين العراقيين، ويموتون بسبب المرض والجوع، ويتشوهون. لكن كل ضحية في الشرق الأوسط يقابلها ارتفاع في حسابات وأرباح المجمع العسكري الصناعي في الغرب. لقد حان الوقت كي نفهم نحن العرب، أن إزهاق روح أي شاب عربي بالنسبة للغرب، وخاصة بالنسبة للناتو، يقاس بالسنتات، وأن كل برميل نفط يقاس بالدولارات. وإذا كان الأمر غير ذلك، لما كان الناتو ليتدخل في شؤوننا.
في الوقت نفسه، كان من الممكن تجنب العديد من الأحداث، إذا كنا تكاتفنا معاً، استناداً إلى تاريخنا، وإيماننا، وتعاطفنا مع مصائب أخوتنا، وشرعنا في التصدي للمشكلات المشتركة أو تلك التي ستصبح عاجلاً أو آجلاً مشتركة.
من بين هذه المشكلات نمو التسليح في المنطقة، زيادة عدد القواعد الأجنبية في المنطقة، وجود أساطيل أجنبية تحمل على متنها أسلحة نووية، النزاعات الإقليمية على أسس قومية ودينية وجغرافية تاريخية وغيرها. إننا لا نريد أن يحل مشكلاتنا دول الناتو، الذين كثيراً ما لاحظنا تصرفهم حيالها، مثل فيل في متجر الخزف  الصيني. وإذا كان الأمر كذلك، فلابد من عقد مؤتمر عام للدول العربية، يتعين فيه على الدول العربية أن تعلي من شأن ودور جامعة الدول العربية، وتحميلها بوظائف إيجاد الحلول السياسية لصالح كل دولة، وكذلك وظائف حفظ السلام.
لقد حدث ذلك من قبل في التاريخ، إلا أنه لم يعد فعالاً بما فيه الكفاية. فإنشاء وحدة لحفظ السلام، تتكون من الدول التي تتمتع بقدرات عسكرية ذات شأن، ليست مهمة كبيرة. لكن الأصعب بكثير، هو ألا تتحول قوة حفظ السلام العسكرية إلى شرطي المنطقة، دون النظر إلى حقوق الشعوب وإرادتها، وتنمية حرياتها، وانتخاباتها الحرة النزيهة لاختيار طريقها للتنمية.
إن للدول العربية الحق والإمكانية أن تقرر مصيرها دون تدخل من الناتو وقوات الاحتلال. لدينا في المنطقة خبراء رائعون في مجالات الاقتصاد، والهندسة، والنفط، والجيولوجيا، وغيرها. نفتقد فقط مجلساً استشارياً للدول العربية، يستطيع أن ينصح الساسة والاقتصاديين بكيفية تجنب الأزمات الجديدة والمشكلات الخطيرة.
كنا نظن أن زيادة مشكلات الحرب والسلام قد تقود العرب نحو اليقظة، والتخلص من الصبيانية السياسية، والإدراك الواقعي لحقيقة أن القواعد الأجنبية، واللعب بالنار، الذي تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، تهدد دائماً بالمواجهة، وهو ما يعني أولاً وقبل كل شيء نزع فتيل الحرب، من خلال التخلص من وجود قوات الناتو، وبدء مرحلة جديدة من التفاهم بين بلدان المنطقة: علاقات التعاون الإقليمي والأمن الجماعي بما يخدم جميع بلدان الشرق الأوسط. إلا أنه، وبدلاً من ذلك، نرى العكس تماماً: فتطلب المملكة العربية السعودية من الولايات المتحدة الأمريكية زيادة أعداد القوات الأمريكية في البلاد، والتي تدفع مقابلها السعودية نصف مليار دولار، في الوقت الذي تذهب فيه حاملة الطائرات الفرنسية إلى الخليج، لتقوية المجموعة الفرنسية هناك. فماذا نسمي ذلك سوى أنه استمرار في اللعب بالنار؟
لعل أكثر ما يثير الحزن في وضع الشرق الأوسط، من وجهة نظري، هو التحرك نحو زيادة التوتر الإقليمي، وتحول المنطقة إلى برميل من البارود، بدلاً من السعي نحو حل المشكلات والسلام والتعاون في المنطقة.
هناك مزحة قصيرة سوداء: "يصيح بوب: مرحباً ماري! بينما كان يشعل سيجارته بجانب برميل البنزين. كان المرحوم يبلغ من العمر 25 عاماً". هناك أشياء قاتلة. وعلينا نحن العرب أن ندرك هذه الحقيقة البسيطة.
ذلك أنه إذا ما اشتعلت نيران الحرب الفظيعة في منطقتنا، بصرف النظر عمن أشعلها أو كيف وبماذا اشتعلت، فسوف يكون قد فات أوان الندم على الفرص الضائعة للحفاظ على السلام في المنطقة. فمن إذن يلوم العرب سوى أنفسهم؟
أرى أن قصر النظر السياسي، وعدم القدرة على ترتيب الأولويات، والعجز عن الاتفاق مع الجيران والدول العربية الأخرى، ونقص الخبرة حتى في التوصل إلى موقف واحد بشأن قضية تعاني منها إحدى الدول العربية هي ملامح المؤسسة السياسية الحالية في كل الدول العربية تقريباً. وفي ظل هذا الوضع، هل يمكننا الحديث عن أي علامات على الوحدة العربية أو محاولة تطوير مواقف متقاربة من القضايا الدولية؟ بل إنني أعتقد، علاوة على ذلك، أنه على خلفية هذه الظروف، لا تستطيع أي دولة عربية المشاركة في التوقيع على أي اتفاقية دولية، تحدد مصائر الشعوب والمنطقة. وهو ما بدا جلياً في تناثر وجهات النظر لعدد من الزعماء العرب حول الحرب في ليبيا. لهذا السبب تعمدت أعلاه عدم الإشارة لحضور بعض الدول العربية لمؤتمر برلين بشأن ليبيا، لأن حضورها بهذا السياق العربي الراهن ليس له أي تأثير على الخطوات الدولية التي سيتم اتخاذها للمساعدة في إنهاء الأزمة الليبية. فلا يوجد في الوقت الحالي، مع الأسف الشديد، أي هيبة أو احترام لأي دولة عربية في ضوء وضع الملايين من الشعوب العربية في الظروف الكارثية التي يعيشونها على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
إن كل ما سبق، بالإضافة إلى تجربة اجتماع برلين، يؤكد مرة أخرى أن بلداننا، شأنها في ذلك شأن جميع دول العالم، يجب أن تسعى جاهدة لتعزيز سلطة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومنحه مزيداً من الحزم في تنفيذ جميع القرارات المتخذة. من الضروري إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، والسعي لا إلى تفاقم الوضع في منطقتنا والعالم بشكل عام، وإنما إلى تحسين الوضع. وتلك هي مصلحة كل عربي.
===========================
الصحافة الفرنسية :
لوموند تحذّر أوروبا من احتمال تحول ليبيا إلى سوريا جديدة وتنتقد موقف باريس المتناقض
https://www.alquds.co.uk/لوموند-تحذّر-أوروبا-من-احتمال-تحول-ليب/
“على أبواب أوروبا، برميل البارود الليبي يهدد بالتحول إلى نزاع دولي وكارثة إنسانية شبيهة بسوريا”، هكذا حذّرت افتتاحية جريدة لوموند اليوم الثلاثاء من التطورات الخطيرة التي تشهدها ليبيا، وانتقدت الموقف الغامض لموقف فرنسا من هذه الأزمة.
ورحبت لوموند بقمة برلين التي جرت الأحد الماضي وشهدت مشاركة أوروبية مكثفة على مستوى الدول والاتحاد الأوروبي واعتبرتها خطوة إيجابية رغم محدودية النتائج. وفي المقابل، شددت على ضرورة تحرك أوروبي أوسع وموحد لاحتواء أزمة تشعبت دوليا وجيوسياسيا وتهدد الجميع بالتحول الى برميل بارود سينفجر في وجه الجميع.
وأشارت الى بدء تحرك الأوروبيين بعدما بدأ تهميش أوروبا في الأزمة الليبية في أعقاب التدخل العسكري الروسي والتركي الذي فرض واقعا جديدا.
وبسبب القرب الجغرافي، تبرز افتتاحية لوموند بأن أوروبا هي المعنية الأولى بأي حالة من التوتر الشديد تهز ليبيا نظرا لوجود مقاتلين متطرفين بعضهم قدم من سوريا وبسبب وجود 700 ألف إفريقي من دول ما تحت الصحراء، نسبة هامة منهم تحلم بالوصول الى شواطئ أوروبا عبر الهجرة.
وأمام الانسحاب الأمريكي واقتحام روسيا وتركيا الساحة الليبية، لم يبقَ أمام دول الاتحاد الأوروبي سوى تجاوز الاختلافات وتوحيد الصفوف إذا رغبت في تفادي تحول الحرب الأهلية الليبية إلى كابوس جيوسياسي على الأبواب شبيه بما حدث في سوريا.
ووقفت لوموند على الموقف المتناقض لفرنسا من تطورات ليبيا، فهي من جهة تؤيد رسميا حكومة فايز سراج  ولا تتردد في تقديم دعم قوي للماريشال خليفة حفتر الذي تعتقد أنه مهم بفضل سيطرته على الجنوب الذي هو بوابة الساحل حيث الإرهاب الديني المتطرف الذي تحاربه فرنسا.
===========================
الصحافة البريطانية :
الاندبندنت :المآسي التي رأيتها في سوريا لم أرها في أي مكان آخر".
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-51201338
الإندبندنت أونلاين نشرت مقالا للطبيب زاهر سحلول بعنوان "المآسي التي رأيتها في سوريا لم أرها في أي مكان آخر".
يحاول سحلول أن يصف مشاهداته في سوريا عندما سافر إليها قادما من كاليفورنيا في الولايات المتحدة بعدما علقت الأمم المتحدة بشكل مؤقت برنامج المساعدات التابع لها.
يقول سحلول "وقفت في قلب حقل طيني قرب إدلب أراقب نحو 1150 مخيم إيواء للنازحين داخليا حيث كان الطين يتراكم بارتفاع يزيد على 60 سنتيمترا والأطفال يرتجفون بسبب البرودة الشديدة المعتادة خلال شهر يناير/ كانون الثاني".
ويشير إلى أنه قبل 3 أسابيع فقط من وصوله إلى سوريا، كانت هناك موجة نزوح أخرى للمدنيين في سوريا موضحا أنه بعد نحو 10 سنوات من الصراع في سوريا يبدو أن الأمم المتحدة والعالم بأسره قد تنكروا للشعب السوري وتركوه يعيش وسط هذه الظروف.
ويقول سحلول "لقد أتيت من كاليفورنيا إلى سوريا بهدف دعم الناس هنا والمساهمة في جلب الدعم من الولايات المتحدة، ولقد ذهبت سابقا إلى مناطق عدة تعرضت لكوارث مع منظمة ميدغلوب حيث نوفر الإمدادات الطبية للمهجرين واللاجئين. وشاركت في مهمات في اليمن وكولومبيا وغزة ومواجهة أزمة اللاجئين الروهينغا في بنغلاديش، لكن ما يحدث في إدلب أسوأ من كل ذلك بمراحل".
ويوضح "لازال القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يوفر الحماية للمدنيين والمستشفيات والأطفال قيد الانتهاك في إدلب بشكل يومي ومؤسف من قبل دولة عضو في مجلس الأمن الدولي، وهو الأمر الذي لاينبغي أن يصبح أمرا معتادا حتى لو كان في زمن الحرب".
ويضيف أنه "في المتوسط تعرض طفل سوري واحد على الأقل للقتل يوميا في الغارات الروسية السورية خلال العام الماضي، وخلال شهر واحد هو يوليو/ تموز 2019 قتل أطفال اكثر ممن قتلوا في العام 2018 بالكامل".
==========================