الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 21-5-2022

سوريا في الصحافة العالمية 21-5-2022

22.05.2022
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوموند” الفرنسية: سوريا هي المنفذ الوحيد لميليشيا “حزب الله” لتصدير الكبتاغون (ترجمة)
https://thiqa-agency.com/لوموند-الفرنسية-سوريا-هي-المنفذ-الوح/
 
الصحافة الامريكية :
  • جيوبوليتكال: هكذا كشفت الانتخابات عمق الأزمة السياسية في لبنان
https://thenewkhalij.news/article/267748/brlman-lbnan-algdyd-ghyr-kadr-aal-slah-shy
  • نيوزويك: انسحاب روسيا من سوريا فرصة لإسرائيل
https://www.aljazeera.net/news/politics/2022/5/21/نيوزويك-انسحاب-روسيا-من-سوريا-فرصة
  • معهد الشرق الأوسط :"هل ستتغير سياسة فرنسا تجاه الشرق الأوسط خلال ولاية ماكرون الثانية؟
https://thenewkhalij.news/article/267656/hl-sttghyr-syas-frnsa-fy-alshrk-alaost-fy-olay-makron-althany
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس  :تصريحات إسرائيل الحربية ضد إيران.. إحباط يتغلغل في الائتلاف أم رسالة لأمريكا؟
https://www.alquds.co.uk/تصريحات-إسرائيل-الحربية-ضد-إيران-إحبا/
 
الصحافة الفرنسية :
لوموند” الفرنسية: سوريا هي المنفذ الوحيد لميليشيا “حزب الله” لتصدير الكبتاغون (ترجمة)
https://thiqa-agency.com/لوموند-الفرنسية-سوريا-هي-المنفذ-الوح/
وكالة ثقة – ترجمة
أكّد تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية عن تولي ميليشيات حزب الله اللبناني عمليات تصدير واستيراد المخدرات عبر المنافذ الحدودية السورية.
واستند التقرير الذي أعدته الصحيفة على تصريح حصلته من مسؤول أمني يتبع لنظام الأسد – فضل عدم ذكر إسمه للصحيفة – حرصاً على سلامته، قوله: “إن استيراد الأدوية والكيماويات تكون في معظمها، من لبنان ويتم تحضيرها في سوريا في مختبرات صغيرة، كما يتم عبور الكبتاغون والحشيش اللبناني الأفضل جودة عبر سوريا”.
وبحسب المسؤول، فإن حزب الله – المتحالف مع نظام الأسد – يسيطر بوسطائه على إنتاج المخدرات في لبنان، وكذلك عبور البضائع والمواد الخام إلى سوريا.
وأكّد أيضاً أن الميليشيات اللبنانية أصبحت خبيرة في هذا المجال منذ حرب 2006 ضد إسرائيل، بمساعدة القوات الإيرانية.
من جهتها، نقلت الصحيفة أيضاً تصريحاً على لسان العقيد في قوى الأمن الأردنية المدعو “مصطفى هياري”، قوله: “لدينا أدلة بالفيديو تثبت التعاون بين مهربي المخدرات وحرس الحدود السوريين”، إذ تُظهر اللقطات مهربين لجأوا إلى نقاط حدودية عندما أطلق حرس الحدود الأردنيون النار”.
وأوضح هياري أن الكاميرات ألقت القبض على رجال في سيارات مجهولة الهوية، يشتبه في انتمائهم لمليشيات، وهم يصلون إلى تلك المنشآت لتوجيه طائرات مسيرة محملة بالمخدرات إلى الأردن.
تقول الصحيفة الفرنسية، إنه منذ سيطرة الميليشيات الموالية للأسد على جنوب سوريا في عام 2018، تصاعدت معدلات تهريب المخدرات على طول الحدود التي يبلغ طولها 400 كيلومتر تقريباً.
وتتضمن المخدرات كلاً من “الكبتاغون” وهو مادة أمفيتامين سهلة الإنتاج ورخيصة الثمن.
وأضاف هياري: “لقد أصبحت سوريا مركزاً لإنتاج المخدرات، لكل من الكبتاغون والحشيش، مؤكداُ أن المنطقة الحدودية الجنوبية هي منطقة رمادية، بين الحرب والسلام، حيث يتم تجنيد الناس من قبل المهربين والميليشيات”.
وتؤكد الصحيفة أن تجارة المخدرات أصبحت مصدراً رئيسياً للدخل في بلد انهار اقتصاده تحت وطأة الحرب والعقوبات.
ونقلت الصحيفة الفرنسية عن المركز القبرصي في تقريره السنوي لعام 2021، أن تعزيز سيطرة نظام الأسد وحلفائه الإقليميين سمح لهم بأن يصبحوا المستفيدين الرئيسيين من تجارة المخدرات.
وتقع معظم المعامل الإنتاجية في مناطق سيطرة النظام، من حلب إلى السويداء مروراً بدمشق وحمص.
=============================
الصحافة الامريكية :
جيوبوليتكال: هكذا كشفت الانتخابات عمق الأزمة السياسية في لبنان
https://thenewkhalij.news/article/267748/brlman-lbnan-algdyd-ghyr-kadr-aal-slah-shy
الجمعة 20 مايو 2022 10:56 م
توجه الناخبون اللبنانيون منتصف هذا الشهر إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلس النواب الـ16 منذ الاستقلال عام 1943، وتنافس أكثر من 700 مرشح على 103 قوائم انتخابية لاختيار 128 نائبا.
وتوقع محللون ودبلوماسيون أن يضع البرلمان الجديد البلاد على طريق الانتعاش الاقتصادي وإصلاح العلاقات مع دول الخليج لكن يبدو أن الانتخابات لن تسفر عن انفراجة سياسية.
وفاز جميع المرشحين الـ27 من "حزب الله" وحليفه "حركة أمل". بينما فاز المرشحون المحسوبون على حركات المجتمع المدني بـ12 مقعدا فقط. وفقد "التيار الوطني الحر" مكانته كأكبر كتلة في البرلمان وتغلب عليه منافسه "حزب القوات اللبنانية" بمقعدين.
وبالنظر إلى أن النخبة السياسية في لبنان دمرت الاقتصاد وسرقت مدخرات الناس، كان المرء يتوقع حدوث تغيير ثوري في تكوين البرلمان. لكن الانتخابات أدت إلى تفاقم المأزق السياسي.
إعادة تشكيل سياسة ما بعد الحرب
ولطالما انتشرت الفئوية والجمود السياسي في السياسة اللبنانية. وبالرغم أن الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1989 أنهت هيمنة السياسيين الطائفيين التقليديين على برلمان البلاد، فقد شهدت أول انتخابات بعد الحرب عام 1992 ظهور مجموعة جديدة من النواب الطائفيين المسلمين في الأساس وسط مقاطعة مسيحية واسعة النطاق بسبب الاحتلال العسكري من قبل سوريا.
وهمش "حزب القوات اللبنانية" المسيحي الماروني "حزب الكتائب اللبنانية" لكنه اشتبك في الثمانينات والتسعينات مع الجيش الذي كان يقوده "ميشال عون". وعلى عكس "عون" الذي اعتنق العلمانية، قدم زعيم القوات اللبنانية "سمير جعجع" نفسه على أنه المدافع عن المسيحيين اللبنانيين.
وحظرت الحكومة القوات اللبنانية وسجنت "جعجع" عام 1994. ولكن في عام 2005 أصدرت عفوا عن "جعجع" وسمحت لـ"عون" بالعودة من منفاه الذي دام 14 عاما في فرنسا. ثم أسس "عون" "التيار الوطني الحر" الذي نما ليصبح الكتلة البرلمانية المسيحية الأبرز في انتخابات 2018 بينما حصل حزب القوات اللبنانية على 15 عضوا فقط في البرلمان.
وخاض "حزب الله" الموالي لإيران الانتخابات البرلمانية عام 1992 بتنسيق مع خصمه الشيعي الموالي لسوريا "حركة أمل". وأصبح التقارب ممكنا بعد أن انتصر "حزب الله" في صراع 1988-1990 ضد "حركة أمل". وتغلبت الجماعتان على انقساماتهما عندما استؤنفت الانتخابات بعد توقف دام 20 عاما بسبب الحرب الأهلية. وشكل الاثنان قوائم انتخابية مشتركة وفرضا إرادتهما على الشيعة وقمعا من عارضهما.
وعاد "رفيق الحريري" من السعودية عام 1992 ليصبح رئيسا للوزراء، وشكل حزب "تيار المستقبل" وترقى ليصبح أكبر سياسي سني في لبنان. وتجاوزت طموحات "الحريري" لبنان، ما أثار قلق "حزب الله" وحكومة "بشار الأسد" في سوريا، ما أدى إلى اغتيال "الحريري" عام 2005.
ومع انتخابات عام 2009، اتخذ البرلمان شكله الحالي حيث وسعت أكبر مجموعتين مسيحيتين، "التيار الوطني الحر" و "القوات اللبنانية"، كتلهما البرلمانية وشاركا بنشاط في الصراع داخل البرلمان.
ومع ذلك، ظل معظم الدروز موالين لـ"وليد جنبلاط" الذي قاد "الحزب التقدمي الاشتراكي". وتأسس الحزب عام 1949 على يد والده "كمال جنبلاط" الذي كان يرغب في الهيمنة على السياسة اللبنانية رغم معارضة الرئيس السوري "حافظ الأسد" الذي أمر باغتياله عام 1977.
وورث "سعد" نجل "الحريري" النفوذ السياسي لوالده. وفي انتخابات عام 2009، فازت كتلته النيابية بـ36 مقعدا ما جعلها متقدمة جدا على كتلة "عون" التي حصلت على 27 مقعدا. واستوعب "الحريري" الذي كان يفتقر إلى الخبرة السياسية "حزب الله" و"عون" (حليفان استراتيجيان منذ عام 2006) لتولي رئاسة الوزراء، ما أثار غضب السعودية واللبنانيين السنة.
وفي عام 2018، خسر "تيار المستقبل" بزعامة "الحريري" 17 مقعدا، بينما حصل حزب "عون" بقيادة صهره "جبران باسيل" على 29 مقعدا، ما جعله الكتلة البرلمانية الأكثر أهمية.
انتخابات غير مؤثرة
وفي الآونة الأخيرة، واجهت البلاد انهيارا اقتصاديا مدمرا أدى إلى إفقار اللبنانيين وفقدت العملة الوطنية أكثر من 95% من قيمتها. وبعد أكثر من عامين ونصف من الانهيار، أظهر الفرعان التنفيذي والتشريعي للحكومة القليل من الاهتمام بمعالجة المشكلة، وبدلا من ذلك تبنوا تدابير لتجنب اللوم عن الأزمة.
ولا يعد البرلمان اللبناني هيئة تشريعية بالمعنى الديمقراطي الليبرالي، لأنه لا يشرف على السلطة التنفيذية، كما أن تركيبته الطائفية تعكس تشكيل مجلس الوزراء الذي يضع السياسة العامة بينما ينحصر دور البرلمان في التوقيع عليها. وبالتالي، فإن الحملات الانتخابية في لبنان لا تتعلق بتقديم برامج واضحة وقابلة للتحقيق.
وفي انتخابات 2022، وعد مرشحو المعارضة بنزع سلاح "حزب الله" وإنهاء الهيمنة الإيرانية على السياسة اللبنانية. وناشدوا الناخبين التصويت ضد المرشحين الذين يمثلون القوى السياسية التي دمرت الاقتصاد وأفقرت الشعب وتلاعبت بالتحقيق في تفجير 2020 الذي دمر ميناء بيروت.
وقال مرشحو تيار التغيير إن مفتاح إنهاء الأزمة يكمن في إضعاف قبضة "حزب الله" على السلطة وضخ قوى جديدة في البرلمان. لكن التحديات في النظام الانتخابي اللبناني كانت موجودة قبل فترة طويلة من الانتخابات الأخيرة.
وحتى اندلاع الحرب الأهلية عام 1975، تشكلت السياسة اللبنانية عبر "اتفاق غير مكتوب" عام 1943 بين القادة المارونيين والسنة. وتم إدراج الشيعة كشركاء بموجب "اتفاق الطائف"، الذي دعا إلى إنهاء الطائفية السياسية في غضون 10 أعوام، لكنها أصبحت أكثر رسوخا منذ ذلك الحين.
وأدى "نظام الاقتراع النسبي" إلى تفاقم الطائفية بسبب التصويت التفضيلي وفق الطائفة. كما برزت مشكلة أخرى في انتخابات 2022 وهي قلة الإقبال على التصويت. وبالرغم أن اللبنانيين الذين يعيشون في الخارج أكثر من الذين يعيشون في لبنان، إلا أن أقل من 270 ألف لبناني يعيشون في الخارج سجلوا أسماءهم للتصويت في الانتخابات.
وتتطلب الديمقراطية تغير النخب السياسية وقوانين انتخابية مستقرة، وكلاهما غير موجود في لبنان. فعلى سبيل المثال، شغل رئيس مجلس النواب منصبه لمدة 30 عاما، وعادة ما تتم كل انتخابات بموجب قانون انتخابي جديد لضمان الحفاظ على الوضع الراهن.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن البرلمان اللبناني هو نتاج نظام سياسي فاسد. وشهدت الانتخابات الأخيرة شراء للأصوات على نطاق واسع. وفي إحدى الحوادث، سجل أحد المراسلين الاستقصائيين مقطع فيديو يظهر تابعين لمرشح يعرضون رشوة على الناخبين. وحقق جهاز أمن الدولة مع الصحفي وليس تابعي المرشح، لأنه كشف عن الواقعة.
وأنفق المرشحون أيضا مبالغ طائلة تتجاوز بكثير ما أنفقوه في انتخابات 2018 لتمويل حملاتهم الانتخابية. ورعت السعودية القائمة الانتخابية المناهضة لـ "حزب الله" لإضعاف سيطرة الحزب على البرلمان الجديد.
وتكمن مشكلة لبنان الأساسية في المبادئ التي توجه نظامه السياسي القائم على المحاصصة والذي يقوده سياسيون انتهازيون وغير مبادئيين ولا يتبنون برامج عمل عابرة للطائفية.
وبغض النظر عن عدد النواب الجدد ذوي العقلية الإصلاحية، فإن نتيجة الانتخابات تخيب آمال العديد من اللبنانيين الذين سيكتشفون قريبا أن الانقسامات الداخلية في البلاد وشعارات المرشحين الرنانة لن يكون لها تأثير يذكر على مستقبل بلادهم السياسي.
دور الدول الأجنبية
ولم يكن اللبنانيون قادرين على حل مشاكلهم بدون مساعدة خارجية مباشرة. وكانت فرنسا وراء إنشاء لبنان الحديث عام 1920، وحصلت البلاد على استقلالها بمساعدة بريطانيا عام 1943. وفي عام 1952، ضمنت بريطانيا الرئاسة لحليفها "كميل شمعون" الذي أطاح بالرئيس الموالي لفرنسا "بشارة الخوري".
وانتهت الحرب الأهلية عام 1958 عندما توصلت الولايات المتحدة ومصر إلى اتفاق يمكّن قائد الجيش "فؤاد شهاب" من خلافة "شمعون". وفي عام 1975، اندلعت الحرب الأهلية مرة أخرى بسبب الوجود العسكري الفلسطيني في لبنان، والتوترات الاجتماعية، وشكاوى المسلمين من الظلم الاجتماعي والاقتصادي. وفي عام 1989، انتهت الحرب مع توقيع "اتفاق الطائف" في السعودية.
وقد تغير الكثير منذ ذلك الحين، حيث أصبحت إيران لاعبا سياسيا رئيسيا في البلاد بفضل "حزب الله"، الذي أسسه الحرس الثوري الإيراني عام 1985.
وفي عام 2008، اقتحم "حزب الله" بيروت مع تفاقم الأزمة السياسية نتيجة فشل البرلمان في انتخاب رئيس جديد عام 2007. وعرضت قطر المساعدة في حل الأزمة السياسية، وفي مايو/أيار 2008، وافقت الفصائل اللبنانية على انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.
وحاليا، تنخرط السعودية وإيران في مفاوضات لاستعادة العلاقات بينهما وتسوية المشاكل الإقليمية، بما في ذلك لبنان. وخلال الانتخابات الأخيرة، شجع السفير السعودي في لبنان السنة اللبنانيين على التصويت لنواب موالين للسعودية، على أمل تحسين موقف الرياض التفاوضي مع إيران.
وقرر السعوديون سحب دعمهم لـ"سعد الحريري" لأنه كان على استعداد لقبول هيمنة "حزب الله" في مقابل دعمه للبقاء رئيسا للوزراء. وفي محاولتهم إنشاء قيادة سنية جديدة لتحل محل "الحريري"، عمل السعوديون بجد لإقناع مؤيديهم أن الوقت حان للتصويت لمرشحين آخرين بدلا من مقاطعة الانتخابات التي قد تؤدي إلى تهميش الطائفة السنية.
وستسمح انتخابات 2022 للسعودية وفرنسا بالعمل على صيغة جديدة للحكم اللبناني لا تنكر مصالح إيران. ومؤخرا، أطلق البلدان صندوقا مشتركا للإغاثة الاجتماعية لمساعدة الشرائح الأفقر في المجتمع اللبناني، بغض النظر عن انتمائهم الطائفي، وسط الأزمة الاقتصادية.
وتحتاج السعودية وفرنسا إلى إيران لدعم جهودهما من أجل التعافي السياسي والاقتصادي للبنان. ويتطلب هذا أيضا إشراك نظام "الأسد" في سوريا. ويبقى استقرار لبنان مشروطا بإنهاء الحرب هناك.
ويمكن القول إن الانتخابات الأخيرة كانت بمثابة سباق بين دول أجنبية لتحسين مواقفها التفاوضية تجاه بعضها البعض. ومن غير المرجح أن يحل النواب اللبنانيون أزمات البلاد السياسية والاقتصادية دون تدخل خارجي، لأنهم حريصون على مغازلة الدول الأخرى التي ترغب في تقديم المساعدة.
المصدر | هلال خاشان | جيوبوليتيكال فيوتشرز - ترجمة
=============================
نيوزويك: انسحاب روسيا من سوريا فرصة لإسرائيل
https://www.aljazeera.net/news/politics/2022/5/21/نيوزويك-انسحاب-روسيا-من-سوريا-فرصة
يؤكد مقال نشرته مجلة "نيوزويك" (Newswwek) الأميركية أنه "بين رحيل روسيا من سوريا، وأزمة لبنان، والعقبة الأخيرة في المفاوضات النووية مع إيران، قد يكون لدى إسرائيل فرصة قصيرة للحد بشكل كبير من التهديد الإيراني في سوريا والبنية التحتية لإنتاج القذائف الموجهة بدقة من قبل حزب الله في لبنان".
وأوضح المقال الذي كتبه للمجلة جاكوب ناغل مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، وجوناثان شانزر من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن أن كل الأنظار تتجه الآن نحو سوريا.
ويضيف أن الحرب في أوكرانيا دفعت روسيا إلى إعادة نشر بعض القوات والمعدات خارج سوريا، حيث كانت تدعم نظام بشار الأسد المحاصر، مشيرا إلى أنه مع رحيل الروس، يريد الإيرانيون ملء الفراغ.
إيران في سوريا
وأشار إلى أن الحدود السورية الإسرائيلية، وكذلك القواعد والمرافق الرئيسية في سوريا، شهدت اشتباكات كبيرة في السنوات الأخيرة. وفي الوقت نفسه تواصل إيران بناء قدراتها في سوريا لاستهداف إسرائيل من هذه المنطقة التي مزقتها الحرب، لكن الإسرائيليين مصممون على عدم السماح بحدوث ذلك.
وتقول المجلة إن إسرائيل تعمل ضد تهريب إيران "أسلحة تغير قواعد اللعبة، وهو تعبير ملطف عن الذخائر الموجهة بدقة"، مؤكدة أن "إسرائيل تقوم بتتبع أجزاء هذه الذخائر وآلات الإنتاج وأي شيء آخر قد يساهم في إنتاجها في المستقبل".
وأضاف الكاتبان أن خروج روسيا من سوريا يشكل الآن خطرا وفرصة لإسرائيل. فبدون الروس وأنظمة دفاعهم الجوي المتقدمة، سيتمتع سلاح الجو الإسرائيلي بحرية أكبر للمناورة. وأوردا أن عدد العمليات الإسرائيلية في سوريا قد زاد بالفعل منذ بدء الحرب الأوكرانية ومن المرجح أن يتكثف.
تدريبات إسرائيلية
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد كشف الأسبوع الماضي عن تفاصيل أكبر تدريبات للقوات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة. وتضمنت التدريبات محاكاة ضربات جوية على إيران ومحاكاة حرب متعددة الجبهات ضد وكلاء تدعمهم إيران في سوريا ولبنان وغزة. و"كانت الرسالة واضحة: الحكومة الإسرائيلية تزن خياراتها العسكرية، والجيش مستعد لما تقرره الحكومة".
وذكر الكاتبان أن نظام الأسد، الذي كان سيفقد سلطته لولا التدخل الإيراني والروسي، قد يرحب بتكثيف الحملة الإسرائيلية، لأن إيران تجاوزت مدة الترحيب بها في سوريا، وانتهكت سيادة البلاد وعرقلت علاقاتها الدبلوماسية مع العالم العربي، وأضافا أن العديد من الدول العربية البراغماتية تؤيد التخلص من القوات الإيرانية من سوريا في محاولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة بعد سنوات من الاضطرابات.
وقالا إن الحرب ضد حزب الله هي الحرب التي تجنبتها إسرائيل منذ فترة طويلة لمنع حدوث أضرار واسعة النطاق، وستكون أسوأ بكثير بالنسبة للبنان، الذي يتأرجح حاليا في أزمات سياسية واقتصادية. ويدرك حزب الله أن حربا مدمرة في لبنان ستضر بصورته، ناهيك عن قدراته.
وأشارا إلى أنه إذا وقعت الولايات المتحدة على الاتفاق النووي مع إيران، فإن تخفيف العقوبات الهائل الذي تحصل عليه طهران سيكون بمثابة نعمة للجهود العسكرية الإيرانية.
المصدر : نيوزويك
=============================
معهد الشرق الأوسط :"هل ستتغير سياسة فرنسا تجاه الشرق الأوسط خلال ولاية ماكرون الثانية؟
https://thenewkhalij.news/article/267656/hl-sttghyr-syas-frnsa-fy-alshrk-alaost-fy-olay-makron-althany
عندما تم انتخاب "إيمانويل ماكرون" رئيسًا قبل 5 سنوات، تساءل العديد من المحللين عن تأثير ذلك على سياسة فرنسا تجاه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
في ذلك الوقت، وجدت فرنسا نفسها على مفترق طرق، واضطرت إلى مواجهة التحول في السياسة الأمريكية تجاه المنطقة خلال رئاسة "دونالد ترامب"، وتزايد الخلافات داخل مجلس التعاون الخليجي، وتدهور العلاقات بشكل متزايد مع إيران، والتوترات مع تركيا بعد الانقلاب الفاشل عام 2016، وإراقة الدماء المستمرة في سوريا وليبيا واليمن، كل ذلك أثناء شن حملة عسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وبعد إعادة انتخاب "ماكرون" مؤخرًا لولاية ثانية، فإن السؤال الرئيسي الآن هو ما إذا كان الرجل سيحافظ على سياسته الحالية تجاه المنطقة أو يغيرها.
السياسة السابقة
وخلال فترة ولايته الأولى، ركزت الاستراتيجية الفرنسية تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على عدد من العناصر، وأثارت آراء مختلفة. وأشار بعض الكتاب إلى أن الرئيس الفرنسي يريد تحويل بلاده إلى قوة عظمى في الشرق الأوسط، وتحدث آخرون عن "عقيدة ماكرون" تجاه المنطقة.
وحتى لو كانت وجهتا النظر تبالغان في الحقيقة، فإن هناك شيء واحد واضح: تبنت فرنسا سياسة استباقية نشطة تجاه بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، واحتفظت بمقعدها على الطاولة كلما اندلعت أزمة.
وقطع "ماكرون" أميالاً عديدة للسفر عبر المنطقة، وزار على سبيل المثال لبنان ودول الخليج العربي والعراق وإسرائيل والضفة الغربية. وشجبت إدارته انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018، وكانت فرنسا وألمانيا هما اللذان يعملان بجد لإيجاد حل بديل بعد أن أعادت أمريكا فرض العقوبات، حتى لا تفقد عقودًا بالمليارات في إيران، وهكذا ولدت "انستكس" (آلية لتجاوز العقوبات ومواصلة التعامل المالي مع إيران).
وبالرغم من أن هذه المبادرة لم يكن لها تأثير ملموس، إلا أن إنشائها ذاته أكد على موقف السلطات الفرنسية فيما يتعلق بإيران. وتشير المفاوضات الحالية إلى أن فرنسا لا تزال واحدة من أكثر الدول التزامًا برفع العقوبات ضد إيران.
ومنذ بداية الحرب الأهلية السورية، أدان "ماكرون" جرائم رئيس النظام "بشار الأسد"؛ وهذا ما يفسر غضبه الشديد من قرار "ترامب" سحب القوات الأمريكية من البلاد، ومع ذلك فقد انتقد تركيا على إرسال قوات للشمال السوري.
ومن بين الدول الأوروبية، قامت فرنسا بأبعد ما يمكن لدعم المعارضة السورية منذ عام 2011، ولكن دون جدوى في نهاية المطاف، حيث احتفظ "الأسد" بالسلطة. ومع ذلك، فإن هذه النتيجة المحبطة لن تثبط جهود "ماكرون" لإضعاف الزعيم السوري وتعزيز مكانة باريس في بلاد الشام.
وفيما يخص اليمن، انحاز "ماكرون" إلى جانب السعودية في قتالها ضد الحوثيين، وتواصل فرنسا تسليح السعوديين والإماراتيين. في الوقت نفسه، أعرب مرارًا عن قلقه بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن.
رؤية الفترة الثانية
وخلال فترة ولايته الثانية، سيواصل "ماكرون" بالتأكيد بناء استراتيجية فرنسا الإقليمية من خلال التعاون الوثيق مع الإمارات والسعودية. ومع ذلك، فإن الرفع النهائي للعقوبات المفروضة على إيران، وما يصاحب ذلك من تجديد للعلاقات الاقتصادية الفرنسية الإيرانية، يمكن أن يؤدي إلى احتكاكات، كما كان الحال بعد عام 2015.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن فرنسا ما تزال تدعم حل الدولتين، لكن الفلسطينيين لا ينظرون إلى "ماكرون" بشكل إيجابي بسبب دعم إسرائيل خلال حرب غزة عام 2021، وما تلا ذلك من حظر على التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في بلاده. وبالرغم من ذلك، عرض الرئيس الفرنسي التوسط في محادثات السلام. ويمكن لباريس أن تؤدي هذا الدور، ولكن فقط إذا خففت من حدة موقفها المؤيد لإسرائيل.
ومن أهم الأدلة على استمرار انحياز "ماكرون" للإسرائيليين، الانتقادات التي وجهها في فبراير/شباط 2022 لمنظمة العفو الدولية؛ بسبب تقرير عن معاملة السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين. ورفض الرئيس الفرنسي استخدام التقرير لكلمة "فصل عنصري"، وحاول جعل الإسرائيليين هم الضحايا، بينما تجاهل محنة الشعب الفلسطيني.
ويجب على السياسة الفرنسية تجاه الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن تراعي مصالح اللاعبين الخارجيين الذين لهم تفوذ مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين. وساعدت رئاسة "جو بايدن" على تسهيل تنسيق أكبر بين واشنطن وباريس وبروكسل. واكتسب "ماكرون" سمعة طيبة في دعم التكامل الأوروبي، ويبدو أنه سيواصل السعي لتنسيق أصوات الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا الدولية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالشرق الأوسط.
وسيحاول "ماكرون"، بشكل غير مباشر، عرقلة التوسع الصيني والروسي في الشرق الأوسط. ويبدو أن التركيز سينصب على روسيا لتقليص مساحة المناورة أمامها خارج أوروبا؛ ردًا على حربها المستمرة ضد أوكرانيا.
وبشكل عام، يبدو أن "ماكرون" سيواصل سياسته الحالية تجاه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن المرجح عدم تغيير هذه السياسة إلا إذا حدثت تطورات غير متوقعة. في الوقت نفسه، ستستثمر فرنسا المزيد لتعزيز "سياسة الجوار" التي يتبعها الاتحاد الأوروبي تجاه بلدان الشرق الأوسط. وسيبقى "الاتحاد من أجل المتوسط​​"، الذي تستعرض فيه باريس عضلاتها القيادية، المنتدى الرئيسي للتعاون
المصدر | برزيميسلاف أوسيويتش/ معهد الشرق الأوسط – ترجمة وتحرير الخليج الجديد
=============================
الصحافة العبرية :
هآرتس  :تصريحات إسرائيل الحربية ضد إيران.. إحباط يتغلغل في الائتلاف أم رسالة لأمريكا؟
https://www.alquds.co.uk/تصريحات-إسرائيل-الحربية-ضد-إيران-إحبا/
من المفضل كبح ضجيج طبول الحرب قليلاً. رغم التصريحات الحربية في منتصف الأسبوع، والعناوين الصاخبة في وسائل الإعلام، والتقارير عن مناورة إسرائيلية غير مسبوقة لمسار هجوم في إيران، إلا أن إسرائيل وإيران غير قريبتين من الحرب أكثر من أي وقت. تنبع المنشورات من الضغط على الحكومة، في الجبهة الداخلية والدولية، واستهدفت إرسال رسالة للولايات المتحدة، لكن حسب معرفتنا، لا تعكس تطورات غير مألوفة وخفية عن عيون الجمهور.
تقدم إيران نحو القنبلة أمر مقلق، ولكن لا جديد. طهران تقترب من هدفها بحذر نسبي، ومن الجدير ألا تختلط الأمور ولا نفرق بين الهدف القريب (تجميع يورانيوم مخصب بمستوى عال وبكمية تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة) والهدف النهائي، الأكثر بعداً (ملاءمة القنبلة مع الرأس النووي المتفجر الذي يمكن تركيبه على صواريخ بالستية). لا دلائل على استعداد طهران للمخاطرة الآن بتطوير رأس متفجر مع الرد العالمي الذي سيكون مقروناً بذلك.
أُعطي سيل التصريحات الثلاثاء، ووجد أذناً مصغية لدى محرري النشرات الإخبارية، في غياب مؤقت لاستقالات جديدة من الائتلاف أو عمليات في الساحة الفلسطينية. وزير الدفاع، بني غانتس، في خطاب ألقاه في مؤتمر في جامعة رايخمان، ذكر كشفاً استخبارياً مقلقاً من الفترة الأخيرة، وهو أن إيران تبني موقع تخصيب آخر تحت الأرض، يتم فيه تركيب أجهزة طرد مركزي متطورة. كرر غانتس القول بأن إيران على بعد بضعة أسابيع من مراكمة يورانيوم مخصب بكمية تكفي لإنتاج قنبلة واحدة، ودعا المجتمع الدولي للعمل الآن لوقفها. مدير مكتبه، قائد سلاح الجو السابق أمير ايشل، أضاف بأن “القدرة على العمل في إيران موجودة، وخصصت في فترة الحكومة الحالية موارد لبناء قوة أكثر كثافة لهذا الهدف”. في حين أن الجيش قدم، في إحاطة له، بأنه في مناورة “مركبات النار”، التي يتدرب الجيش في الوقت الحالي طوال شهر على حرب متعددة الساحات، بما في ذلك أيضاً محاكاة لهجوم جوي واسع في إيران.
قبل إعداد الملاجئ يجدر أن نذكر السياق: غانتس يجلس في حكومة وإن لم يحدد موعد إقالتها بعد فإن نهايتها واضحة، ورؤساء الائتلاف متخاصمون فيما بينهم ويستعدون جميعاً للجولة القادمة. السبت، هاجم وزير العدل، جدعون ساعر، قرار غانتس العودة والسماح بدخول العمال الفلسطينيين من قطاع غزة. في اليوم التالي انفجر غانتس غضباً على رئيس الحكومة نفتالي بينيت بذريعة أن الأخير لا يعطيه ما يكفي من الاعتماد في وسائل الإعلام. وطوال الوقت يواصل رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، مهاجمة الحكومة، التي حسب قوله تهمل معالجة تهديد إيران. وزير الدفاع، مثل زملائه في الحكومة، يبحث عن بروز إعلامي في ظروف غير سهلة.
ألقى غانتس خطاباً في مؤتمر قبل سفره إلى الولايات المتحدة، حيث التقى هناك شخصيات كبيرة في إدارة بايدن. إسرائيل محبطة من الوضع. فإدارة أوباما وإدارة ترامب حافظتا، كل بطريقتها، على شكل ظاهري من التهديد الإيراني، أما الإدارة الحالية فلا تكلف نفسها عناء القيام بذلك. في المقابل، هي لا تحث الخطى نحو عقد اتفاق نووي جديد مع طهران مثلما قدر كثيرون في البداية. الاتصالات بين إيران والدول العظمى في فيينا عالقة ورفض أمريكا لإخراج حرس الثورة من قائمة المنظمات التي فرضت عليها عقوبات اقتصادية شديدة، تبدو كعائق رئيسي أمام التوقيع على اتفاق جديد.
تصريحات غانتس والجيش هي بصعوبة ربع حملة. والإعلانات تدل على الضغط، من الداخل والخارج، واستهدفت بث وجود عمل في السياق الإيراني، ربما من خلال أمل ضئيل لإقناع الأمريكيين بإظهار خط حازم أكثر. الغائب في هذه التصريحات هو تهديد حقيقي أو فوري لإيران. عملياً، كما يمكن أن يفهم من أقوال ايشل، فإن استعداد الجيش لهجوم محتمل على المنشآت النووية تم إهماله طوال سنين. في 2018 انسحب دونالد ترامب من الاتفاق النووي عقب جهود إقناع كبيرة وظفها نتنياهو. بعد سنة، بدأ الإيرانيون يخرقون الاتفاق كرد فعل، وإعادة تحريك التخصيب الذي ارتفع إلى مستويات عالية في 2021. ولكن نتنياهو لم يوجه الجيش بناء على ذلك لإعادة الاستعداد لاحتمالية هجوم مستقل على إيران. عاد بينيت إلى الانشغال بالاستعدادات، لكن فجوة بضع سنوات لا تغلق في غضون شهرين ولا حتى سنتين.
في الأسابيع القريبة المقبلة سينشر الجيش الإسرائيلي صوراً من الطلعات الجوية الكبيرة التي يمكن الافتراض بأنها ستتجه غرباً، مع خلق نوع من صورة طبق الأصل للخطوط العريضة المطلوبة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. سيكون هناك إسرائيليون تملأ هذه الصور قلوبهم بالتفاخر، وآخرون سيشعرون بقلق كبير. فعلياً، هذا السيناريو بعيد عن التحقق، رغم الإعلانات المتواترة لسياسيين وجنرالات. بسبب وضع الحكومة المتهالك، هناك أخطار أخرى، مثل القيام بخطوات غير متزنة في غزة والضفة الغربية.
البجع ووحيد القرن
المحادثات النووية في فيينا، قال مصدر أمني إسرائيلي، لا تجري كحوار، بل كحوارين. الفضاء الذي يمكن التنازل فيه غير كبير، وذلك لأن إيران والولايات المتحدة قلقة، كل واحدة على حدة، مما يحدث فيها في الداخل. نظام طهران قلق من مظاهرات الاحتجاج حول إلغاء دعم الوقود والخبز، وقد رفعت أسعارها بمئات النسب المئوية. ويضاف إلى ذلك احتجاج نقابات المعلمين وتحدث هنا وهناك أحداث عنيفة. تستعد الإدارة الأمريكية لانتخابات الكونغرس في تشرين الثاني القادم، وتخاف الهزيمة أمام الجمهوريين. في كل ما يتعلق بالاتفاق النووي، فقد تبددت الوعود الأمريكية لإسرائيل بالتوصل إلى اتفاق “أقوى وأطول” (في سريانه). يجب التذكير أيضاً بأن الاهتمام الدولي بالنووي الإيراني محدود، لأن العيون تشخص بالأساس نحو الحرب في أوكرانيا (واشنطن تنشغل كالعادة أيضاً بالتحدي الذي تضعه الصين أمامها).
خلافاً لجزء من التقارير في الأسابيع الأخيرة، لم تغير روسيا انتشار قواتها في سوريا عقب الحرب في أوكرانيا. بطبيعة الحال، الوضع في سوريا لا يقف على رأس أجندة الكرملين، الذي يتركز نشاطه في القاعدة الجوية “حميميم” في شمال غرب سوريا، وهو يعطي هامش مناورة كبيراً نسبياً لإدارة أنفسهم. من غير الواضح إذا كانت هذه هي خلفية الحدث الاستثنائي في نهاية الأسبوع الماضي، الذي نشرت عنه القناة 13. وعندما هاجم سلاح الجو (حسب مصادر أجنبية) المجمع الصناعي الأمني السوري في مصياف وسط سوريا، تم إطلاق صواريخ مضادة للطائرات من نوع “اس300” التي تضم فيها ضباطا من الروس وجنوداً سوريين. يبدو أن لا خطر يهدد الطائرات، لكنه حدث يعتبر الأول من نوعه، وهو يستدعي اليقظة ويثير القلق في إسرائيل. إذا حولت روسيا ذلك إلى عادة ثابتة، فسيكون بذلك تغيير للأسوأ للوضع في الشمال.
في العقد الأخير، اعتيد الحديث في العالم الاستخباري عن بجع أسود، وهي نفس نظرية الاقتصادي نسيم طالب، التي تركز على تحليل أحداث تاريخية مؤسسة. حسب طالب، تعتبر هذه أحداثاً غير متوقعة ومفاجئة، ولكن بنظرة إلى الوراء يمكنها العثور على أسباب منطقية وحتى دلائل مسبقة عن الأحداث. المحللة ميشيل ووكر، طورت مفهوماً آخر يتساوق وأفكار طالب: وحيد القرن الرمادي. يتم تشخيص وحيد القرن وهو يربض فوق العشب الأخضر؛ عليك محاولة تقدير متى قد يبدأ بالركض نحوك.
قبيل 2022 شخصت شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي اثنين من وحيد القرن الرمادي، الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان، الذي يمكن أن يتدهور إلى فوضى مطلقة؛ والواقع في “المناطق” [الضفة الغربية] حيث اندلاع موجة إرهاب جديدة قد يندمج في زيادة خطورة الوضع الصحي لرئيس السلطة محمود عباس، وتسريع الحرب حول وراثته. في هذه الأثناء، تحقق قبل شهرين خوف من اندلاع موجة إرهاب. ما بدأ في عمليات لعرب إسرائيليين يؤيدون داعش، سرعان ما انزلق إلى سلسلة هجمات بادر إليها مخربون من من الضفة.
بقيت جنين في بؤرة الأحداث. والجيش الإسرائيلي يعمل في المدينة وفي مخيم اللاجئين كل ليلة تقريبا، ويقوم بعمليات اعتقال لمطلوبين، معظمهم مستقلون أو نشطاء في مستويات متدنية. كل دخول يرافقه إطلاق واسع للنار من قبل الفلسطينيين، وإصابات في أوساط المسلحين، وأحياناً في أوساط المدنيين الفلسطينيين. الجمعة الماضي، قتل المقاتل نوعم راز من وحدة “اليمام”، وهي وحدة خاصة في حرس الحدود، في تبادل لإطلاق النار أثناء عملية اعتقال في مخيم جنين. وفي حين أن الضفة في معظمها ما تزال هادئة نسبياً، فإن سفك الدماء المستمر في جنين يمس بالمسلحين، لكنه سيؤدي إلى مزيد من محاولات الثأر من قبل مخربين داخل الخط الأخضر. الجيش الإسرائيلي الذي بدأ في أعمال لترميم الجدار في خط التماس، يخطط لتعزيز قوات واسع هناك على الأقل حتى نهاية السنة. وستكون النتيجة مساً بتدريبات الوحدات النظامية، وإلى جانبها دعوة غير مخططة لكتائب احتياط للقيام بأعمال عملياتية، بهدف التخفيف على النظاميين.
أجرى رئيس الحكومة، هذا الأسبوع، زيارة عزاء صاخبة لدى عائلة مقاتل “اليمام” راز، في البؤرة الاستيطانية “كيدا”، وهناك استقبل بينيت بالشتائم خارج البيت، وتعرض لانتقاد شديد داخل البيت من أبناء العائلة الثكلى. يجب القول في صالحه بأنه استمع إليهم لفترة طويلة دون أن يناقشهم، رغم توجيه ادعاءات شديدة بصورة فظة إليه. وفي السابق، تعرض المستوى السياسي، مثل ضباط في الجيش الإسرائيلي، إلى اتهامات مباشرة من عائلات ثكلى، لكن يبدو أنها تعززت في السنة الأخيرة. ويدل على ذلك أيضاً ما حدث بعد أن قتل جندي من حرس الحدود، وهو بريئيل حداريا شموئيلي، على حدود القطاع. جزئياً، تنبع هذه الظاهرة من غضب سياسي (وهناك من يؤججه)، لكن يبدو أنه مرتبط باستعداد يتضاءل للتسليم بالخسائر العسكرية البشرية في المواجهات مع الفلسطينيين.
هنا يحدث أمر متناقض؛ نجل مقاتل “اليمام” هاجم رئيس الحكومة على “ضعفه” أمام الإرهاب. فعلياً، قتل راز في أثناء عملية هجومية، من النوع الذي يحث بينيت الجيش على تنفيذه، والتي تهدف إلى المواجهة مع المخربين على أرضهم. الحقيقة أن بينيت لا يتعرض للانتقاد بسبب تحالفه مع “راعم” (الذي كان نتنياهو سعيداً بأن يعقده بنفسه)، بل بسبب خضوعه للإرهاب (لا شيء كهذا) أو أعمال “الخداع” (التي نفذ نتنياهو أخطر منها دون أن يرف جفنه). كل الموضوع أنه في جلوسه على كرسي رئيس الحكومة، يقطع طريق من تم تتويجه كملك أبدي. هذا هو السبب الحقيقي لغضب اليمين البيبي الشديد ضده، والذي ينزلق أحياناً إلى تهديدات بالمس الجسدي. هذه هي القصة، ولا يوجد غيرها.
الشاشة المقسومة
هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي تعمل مؤخراً كنوع من الشاشة المقسومة؛ فهي من جهة، تنفذ مناورة واسعة ترسم في الواقع حرباً متعددة الساحات، لكن الساحة الرئيسية فيها هي لبنان، ضد “حزب الله”. ومن جهة أخرى، الحياة نفسها التي تواجه فيها إسرائيل موجة الإرهاب الأكثر خطورة منذ نحو سبع سنوات.
شهر الحرب” الذي خطط لأيار السنة الماضية، توقف في اللحظة الأخيرة عندما أطلقت حماس (في الواقع)، في اليوم التالي للمناورة، صواريخ من غزة نحو القدس. هذه المرة كان رئيس الأركان افيف كوخافي مصمماً على تجنب إعادة إطلاق. استمرت المناورة كالمعتاد.
في المناورة، تجد إسرائيل نفسها في مواجهة قاسية مع “حزب الله”، التي يكتنفها إطلاق ثقيل لصواريخ على الجبهة الداخلية، نسبة الخسائر العالية في أوساط المدنيين تخلق ضغطاً متزايداً على الحكومة والجيش للرد بصورة أشد من الجو، وبعد ذلك إرسال قوة برية لعملية عسكرية داخل الأراضي اللبنانية على أمل وقف إطلاق الصواريخ. ليس سراً أن “حزب الله” في الـ 16 سنة التي انقضت منذ حرب لبنان الثانية، قام ببناء منظومة هجومية ودفاعية لم تكن لتخجل دولة متوسطة. في المناورة سيكون مطلوباً من الجيش الإسرائيلي معالجة ذلك بقوة.
المعنى سيكون مساً شديداً بأهداف عسكرية، المنتشرة بصورة متعمدة داخل وأحياناً تحت التجمعات السكانية المدنية في لبنان. في الخلفية، تم مؤخراً إضافة النموذج الروسي الذي لا يسهل على إسرائيل. روسيا تهاجم أوكرانيا دون تمييز، وتضر بمواطنين كثيرين، لكنها تستخدم في دفاعها عن نفسها ادعاءات تذكر بالادعاء الإسرائيلي. في نظر المجتمع الدولي، بدت إسرائيل تظهر مثل روسيا أخرى، رغم أنها حذرة أكثر في استخدام القوة وتعمل فقط إزاء وجود خطر حقيقي يهدد حياة مواطنيها.
ثمة علامة استفهام أخرى تتعلق بتأثير الهجمات الإسرائيلية على “حزب الله”؛ ففي 2006 أراد الجيش الإسرائيلي زيادة تأثيرها بواسطة هجوم متعمد على بنى تحتية استراتيجية مدنية في لبنان، مثل شبكة الكهرباء والجسور ومفترقات الطرق ومطار بيروت. وطلبت الإدارة الأمريكية من إسرائيل تجنب ذلك، ووافق رئيس الحكومة في حينه، إيهود أولمرت، على ذلك. الآن، هيئة الأركان على قناعة بأن الأمر مفروض إزاء حجم الضرر في الجبهة الداخلية الإسرائيلية. ولكن القرار ليس بيده، بل في يد “الكابينت”. وربما يكون هناك ضغط أمريكي مضاد هذه المرة، لأن تدمير البنى التحتية يعتبر وسيلة ضغط على حكومة لبنان، لكن له -عملياً- تأثيراً قليلاً على عمليات “حزب الله”. في السنوات الأخيرة، ازداد ضعف لبنان على خلفية أزمة اقتصادية وسياسية غير مسبوقة. يدور النقاش حول مسألة: أهذه “دولة فاشلة” أم “وهمية”؟
في 2006 هدد رئيس الأركان في حينه، دان حلوتس، بإعادة لبنان إلى العصر الحجري. وتبدو قدرة تنفيذ هذا التهديد أكبر الآن، ولكن يكتنفها صعوبات على إسرائيل. ولا نريد التحدث عن الجوانب الأخلاقية. وعلى كل حال، من الجدير أن نوضح بأن الواقع يحدث بصورة منفصلة عن المناورة. في الظروف الحالية الخطر من انزلاق إلى مواجهة مع “حزب الله” إيران، لا يعتبر مرتفعاً في الوقت القريب؛ وحسب الاستخبارات العسكرية، فأفضلية لـ”حزب الله” هي الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان (في الانتخابات البرلمانية في بداية الأسبوع حصل على خيبة أمل نسبية). وفي هذه الصورة، ما تزال إسرائيل لاعبة ثانوية.
بقلم: عاموس هرئيل
هآرتس 20/5/2022
=============================