الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 20/1/2020

سوريا في الصحافة العالمية 20/1/2020

21.01.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • «نيويورك تايمز» تتجول فى حلب: لا رجال بالمدينة.. والنساء وحيدات
https://www.dostor.org/2975596
  • وول ستريت جورنال :دبلوماسي أميركي سابق: الشرق الأوسط لم يعد يستحق عناء أميركا
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/20/ترامب-الشرق-الأوسط-الولايات-المتحدة-أزمة-فورين
  • أفيرز: انتصار الأسد فارغ وفي بلد لم يعد سيده بل تابعا للقوى الخارجية وجماعات المصالح
https://www.alquds.co.uk/فورين-أفيرز-انتصار-الأسد-فارغ-وفي-بلد-ل/
 
الصحافة العبرية :
  • معاريف :هل فقد نصر الله “قبته الحديدية” برحيل سليماني؟
https://www.alquds.co.uk/هل-فقد-نصر-الله-قبته-الحديدية-برحيل-سل/
 
الصحافة الامريكية :
«نيويورك تايمز» تتجول فى حلب: لا رجال بالمدينة.. والنساء وحيدات
https://www.dostor.org/2975596
«كل دروب الحب توصل إلى حلب».. هكذا وصف الشاعر الكبير نزار قبانى المدينة السورية فى إحدى قصائده التى تناول فيها نساءها الجميلات، اللاتى ما زلن ينشرن الحياة فى شوارع «الشهباء» التى أكلها الدمار، وحيدات دون رجالهن الذين دارت عليهم رحى الحرب والقتل، هذه هى الصورة التى تنقلها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، فى تقرير حديث عن المدينة السورية الشهيرة.
كتبت محررتا الصحيفة فيفيان يى وهويدا سعد، فى تقريرهما: «قبل الحرب، كان من النادر أن تشاهد النساء فى شوارع المدينة السورية التجارية القديمة، إلا أن المشهد تغيّر الآن، حيث اختفى الرجال بعد ٨ سنوات من الحرب والقتل والدمار، فخرجت الأرامل يبحثن عن عمل يطعمن منه أطفالهن وأمهاتهن المسنات».
وأضافتا: «بددت سنوات الحرب جيلًا من الرجال والشباب السوريين بالقتل أو السجن أو الفرار من البلاد والشتات واللجوء إلى دول بعيدة، والآن، مع خضوع معظم البلاد مرة أخرى لسيطرة الحكومة، فإن الناجيات من النساء خرجن للعمل، بينما تنتظرهن الجدات فى البيوت رفقة أطفالهن».
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أنه فى كثير من الحالات «تغادر النساء البيوت بمفردهن ويعملن لأول مرة، حيث انفكت قبضة العادات القديمة تحت وطأة الحرب والاقتصاد المنهار»، لافتة إلى أن تحولًا سريعًا تشهده ربوع المدينة فى البلد المحافظ اجتماعيًا ودينيًا.
وتنقل محررتا الصحيفة شهادة إحدى الناجيات السوريات، وتدعى فاطمة رواس، ٣٢ سنة، التى افتتحت صالون تجميل للنساء المحجبات فى شهر مايو من العام الماضى، بعد ثلاث سنوات من وفاة زوجها.
وقالت «رواس»: «فى السابق كانت النساء خائفات من كل شىء، لكن الآن لا يوجد شىء نخاف منه».
وروت قصتها وكيف جرت خطبتها وهى فى سن التاسعة عشرة دون أن يستشيرها أحد: «كنت عنيدة وقتها وأبلغت والدى بأنى غير مهتمة بتلك الخطبة، ثم بدأ خطيبى بالاتصال بى ثلاث مرات يوميًا، وبمرور الوقت وبعد أن تزوجنا وجدتنى أحبه».
وبعد أن استقر الزوجان فى شرق حلب تذكرت «رواس» كيف كانت تخرج من البيت بشكل غير منتظم مرتدية عباءة سوداء محافظة، وكذلك كان الأمر نفسه بالنسبة للنساء فى باقى أجزاء المدينة التى تقطنها أغلبية مسلمة سنية.
وفى عام ٢٠١٢، دمرت الحرب شرق حلب، وتوسلت «رواس» لزوجها أن يفرا من المدينة، لكنه أصر على البقاء لأنه كان يملك ورشة نجارة، كما رفض الانضمام إلى «داعش»، فألقى به رجال التنظيم الإرهابى فى السجن.
وأضافت: «بعد مرور ١٥ يومًا على غياب زوجى، كان الجوع يقرص أحشاء أطفالى، فتشجعت على الخروج وشراء بعض الحليب للمرة الأولى، كما بعت كل ما لدىّ من مدخرات وعملت بعض أعمال الخياطة، واقترضت لأدفع فدية خروج زوجى من السجن، وبالفعل خرج، وفى اليوم التالى سمعنا صوت انفجارات، وجاءنى خبر وفاته بعد أن اخترقت الشظايا جسده».
وقالت: «بعد وفاة زوجى ذهبت إلى مدرسة تجميل لأتعلم فنون المهنة، وحصلت على قرض من الهلال الأحمر لأفتتح صالونًا فى غرفة بالطابق العلوى مدمرة جزئيًا، وعلقت عليها لافتة لجذب السيدات».
وكتبت محررتا الصحيفة: «عرضت (رواس) خدمات المكياج وتصفيف الشعر على النساء المحجبات مثلها، حيث حرصت نساء المدينة على الظهور بمظهر حسن رغم كل شىء، غير عابئات بالموت والدمار، متمسكات بالأمل والحياة».
وأخبرت «رواس» محررتى «نيويورك تايمز» بأنها وقعت فى الحب مرة أخرى بعد وفاة زوجها، لكن والدها أخبرها بأنه يتوجب على الأرملة أن تكرس نفسها لتربية أطفالها، وهددها إذا عصت أوامره بأن يحرمها من رؤية أطفالها مرة أخرى.
ونقلت الصحيفة شهادة لسورية أخرى، تدعى لواء الشيخ، تسكن جنوب حلب، فى مدينة اللاذقية الساحلية، حيث قالت: «هناك عدد قليل جدًا من الرجال، هذه هى المشكلة الآن، بعض صديقاتى ينتظرن من الرجال أن يقدموا لهن كل شىء، لكنه صعب.. نحن فى حرب».
وقالت عفراء داغر، ٣٦ عامًا: «لا يوجد رجال فى سوريا الآن»، مضيفة: «كان لدىّ الكثير من الأصدقاء لكنهم الآن إما شهداء أو جنود فى الحرب».
وسألتها إحدى المحررتين: «كيف ستجدين رجلًا للزواج والحب الآن؟»، فردت بابتسامة: «لا أعرف، أترك الأمر لله».
وقالت سامية حنوف، ٣٩ سنة، إنها خرجت للعمل لإطعام أطفالها الثلاثة بعد أن أصابت رصاصة قناص زوجها الجندى فى عام ٢٠١٣، معللة خروجها: «أريد أن يلتحق أطفالى بالمدارس، لا أريدهم أن يكونوا مثلى لا يستطيعون الاعتناء بأنفسهم لأنهم غير متعلمين».
===========================
وول ستريت جورنال :دبلوماسي أميركي سابق: الشرق الأوسط لم يعد يستحق عناء أميركا
https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/1/20/ترامب-الشرق-الأوسط-الولايات-المتحدة-أزمة-طموحات-مبعوث-إسرائيل-فلسطين
حث مارتن إنديك مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق واشنطن على التخلي عن "طموحاتها الكبرى" في الشرق الأوسط، قائلا إن المنطقة لم تعد تستحق كل هذا العناء.
وأشار في مقال نشرته صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن الولايات المتحدة كانت على وشك خوض حرب أخرى في المنطقة مع إيران.
وقال إنديك -الذي يعمل حاليا باحثا متميزا في مجلس العلاقات الخارجية الأميركي- إن واشنطن كانت على أهبة الاستعداد للدخول في مواجهة شاملة مع طهران لو أن انتقام الأخيرة من الإدارة الأميركية بسبب قتلها الجنرال قاسم سليماني أسفر عن سقوط كثير من الضحايا الأميركيين.
وتساءل الكاتب الذي عمل في السابق مبعوثا خاصا للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية وسفيرا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، عن السبب الذي يجعل الولايات المتحدة تعود دوما إلى منطقة الشرق الأوسط.
منطقة مضطربة
كما تساءل عن المبررات التي تجعل واشنطن عالقة على الدوام بين الرغبة في إنهاء وجودها العسكري في الشرق الأوسط، والنزوع نحو خوض غمار حرب أخرى في تلك "المنطقة المضطربة".
وقال إنه مستغرب من عجز الإدارتين الأميركيتين السابقتين عن إيجاد حل لتلك المعضلة، مشيرا إلى أن من تولوا رئاسة الولايات المتحدة من الحزبين الكبيرين (الجمهوري والديمقراطي) فيما مضى كانوا على دراية واسعة بالمصالح الأميركية في الشرق الأوسط ومدى حيويتها بالنسبة لهم، مما يجعلها تستحق أن تضع حياة الأميركيين وموارد بلدهم على المحك من أجل إقرار السلام وشن حرب إذا دعت الضرورة لذلك.
وبينما تظل القوات الأميركية في وضع خطر اليوم في كل من العراق وأفغانستان مع تفاقم التوتر مع إيران، ما زال الأميركيون منهكين من الحروب، بحسب مارتن إنديك.
ورغم ذلك -يستطرد الكاتب- فإن ثمة سببا وجيها يحول دون توافق الأميركيين أو يجعلهم عاجزين عن تبني سياسة ثابتة في الشرق الأوسط، ألا وهو قلة المصالح الحيوية الأميركية المعرضة للخطر في الشرق الأوسط.
ويكمن التحدي الماثل الآن، من الناحيتين السياسية والدبلوماسية، في استخلاص النتائج الضرورية من تلك الحقيقة.
مسؤولية ونفط
ووفقا لإنديك، فإن الرئيس دونالد ترامب -شأنه شأن سلفه باراك أوباما- بدأ يدرك مدى صعوبة التكيف مع هذا الواقع. فقد أعلن قبل أربعة أشهر أنه ليس من مسؤولية الولايات المتحدة حماية منشآت النفط السعودية في أعقاب الهجوم الإيراني عليها الذي قلص إنتاج المملكة بأكثر من النصف.
لكن ترامب أرسل بعد ذلك 14 ألف جندي أميركي إضافي وحاملة طائرات مع مجموعة سفن إلى منطقة الخليج العربي، كانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) تفضل نشرها في بحر جنوب الصين للتصدي للخطر الأهم القادم من الصين.
ويمضي إنديك في رصده لتصرفات الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط ليشير إلى أن المهمة الجديدة للقوات الأميركية المنتشرة في سوريا وفق التعديل الذي أجراه ترامب عليها، هي حماية حقول النفط هناك.
على أن المسؤول الأميركي السابق يرى أن التضارب بين الغايات التي تنشدها واشنطن في سوريا وبين الوسائل اللازمة لتحقيقها يبقى دون حل.
ويقول المبعوث السابق إلى الشرق الأوسط إن البعض يعزو حالة "الإقبال والإدبار" هذه إلى التناقض في السياسات المتبعة في عهد ترامب، أو إلى التعارض القائم بين نزعة ترامب نحو فك الارتباط مع الشرق الأوسط ودوافع المتشددين من أقرب مستشاريه، أمثال وزير الخارجية مايك بومبيو والسيناتور ليندسي غراهام ومستشار الأمن السابق للأمن القومي جون بولتون.
مظاهرات وديمقراطية
ولا تقتصر هذه الحالة على الإدارة الحالية، فقد كانت هناك تناقضات مماثلة في عهد سلفه باراك أوباما الذي بدا حينها عازما على إنهاء "الحروب الأبدية" في الشرق الأوسط وتجنب التورط في حروب جديدة.
ولم يستطع أوباما مقاومة الرغبة في المطالبة بالإطاحة بالأنظمة الحاكمة في مصر وليبيا وسوريا التي كانت تشهد مظاهرات منادية بالديمقراطية إبان ثورات الربيع العربي في عام 2011. ورغم ذلك، لم يكن لديه عزم لاستغلال الموارد الأميركية من أجل تحقيق تلك الرغبة.
وفي خضم هذا التذبذب في المواقف تكمن الحقيقة في عالم اليوم وهي أن هناك "تحولا بنيويا" في المصالح الأميركية بالشرق الأوسط، تحول تواجه فيه واشنطن وقتا عصيبا للاعتراف به.
لقد كانت للولايات المتحدة في الماضي أولويتان واضحتان في المنطقة تتمثل في الحرص على استمرار تدفق نفط الخليج بأسعار مناسبة، وضمان أمن إسرائيل. غير أن الاقتصاد الأميركي لم يعد يعتمد على النفط المستورد بعد أن تحولت الولايات المتحدة إلى دولة مصدرة للنفط والغاز الطبيعي.
ومع ذلك فقد ثبت أن الاقتصاد العالمي -ومن ثم الاقتصاد الأميركي- سيصاب بضرر من حدوث عرقلة كبيرة لإمدادات النفط من الخليج.
سلام وإسرائيل
أما إسرائيل فلا تزال في صلب الاهتمام القومي الأميركي دعما لأمن "الدولة اليهودية، إذ لم يعد مسألة بقائها موضع شك"، على حد تعبير مارتن إنديك.
ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل تتمتع اليوم بما سماها علاقات إستراتيجية مع "دول عربية سنية رائدة" -مثل السعودية ومصر ودول أخرى- أفضل من تلك التي تربط تلك البلدان مع بعضها بعضا.
وأردف قائلا إن ذلك يحدث في ظل عدم وجود أي تقدم في قضية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
أما القضية الأخرى ضمن قضايا الأمن القومي الأميركي فتتعلق بالإرهاب وعلى رأسه الخطر الذي يشكله تنظيما الدولة الإسلامية والقاعدة في المنطقة. وفي هذا الصدد، يرى إنديك أن التحدي القائم يتمثل في التصدي لفلول التنظيمين بعد القضاء على "خلافة" تنظيم الدولة.
ويعتقد الكاتب أن دحر تلك الفلول يمكن أن يتحقق بعدد محدود من القوات الأميركية بالتعاون الوثيق مع الشركاء المحليين في العراق وأكراد سوريا ودول التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة.
ويبقى برنامج إيران النووي قضية حيوية من قضايا الأمن القومي الأميركي التي قد تدفع الولايات المتحدة للجوء إلى الحرب.
طموح إيران
ويستدرك إنديك قائلا إنه يتعين توخي الحذر إزاء من يندفعون نحو إعلان التأهب للقتال ضد إيران.
إن كبح جماح طموحات إيران النووية الرامية للهيمنة على المنطقة يتطلب من أميركا المثابرة في تبني الدبلوماسية وسيلة لذلك لا الحرب، برأي إنديك.
ويخلص إلى القول إن أميركا لا يمكنها إدارة ظهرها للشرق الأوسط "مهد اليهودية والمسيحية والإسلام، وموطن الاحتياطات الهائلة من النفط وساحة التباري الكبير بين القوى الطامحة وتلك الراسخة".
وستظل منطقة الشرق الأوسط -بنظر إنديك- تأسر الأميركيين، لافتا إلى أن الوقت قد حان لتجنب "حروب لا تنتهي أبدا" والتخلي عن تحقيق أهداف كبرى -مثل طرد إيران من سوريا أو الإطاحة بحكم الملالي أو حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني- لصالح "غايات أكثر محدودية يمكن بلوغها بوسائل أكثر تواضعا".
المصدر : الجزيرة,وول ستريت جورنال
===========================
فورين أفيرز: انتصار الأسد فارغ وفي بلد لم يعد سيده بل تابعا للقوى الخارجية وجماعات المصالح
https://www.alquds.co.uk/فورين-أفيرز-انتصار-الأسد-فارغ-وفي-بلد-ل/
لندن- “القدس العربي”:
نشر موقع “فورين أفيرز” مقالا للزميلة في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لينا خطيب تحت عنوان “انتصار بشار الأسد الفارغ” وقالت فيه إن النظام السوري لبشار الأسد أصبح في أضعف حالاته.
فقد تحمل النظام تسعة أعوام من النزاع الأهلي، ولم يعد السؤال اليوم متعلقا ببقاء أو رحيل النظام ولكن بقدرته على توطيد دعائم حكمه قبل إنهاء الحرب التي تجتاح البلاد.
ودخل الأسد الحرب على أمل استعادة المناطق التي كانت تحت سيطرته قبل عام 2011 لكن ما حققه من أهداف حتى الآن تبدو متواضعة. وهذا لا يجعل من أولويات الأسد أقل خطورة بل ربما العكس. فحتى يظهر للعالم أنه لا يزال يتحكم ويجب على العالم والحالة هذه تطبيع العلاقة مع نظامه فإنه قد يحاول استعادة كل المناطق التي خسرها. وحتى يحافظ على نظامه فلن يسارع للوفاء باحتياجات شعبه، بل سيبحث عن طرق للنجاة والحفاظ على شبكة الرعاية التي تحولت لشريان حياة له طوال الحرب الأهلية. ولو استطاع تحقيق هذين الهدفين- استعادة المناطق التي خسرها والنجاة فسيكون انتصاره مجرد رقصة حرب فارغة وسيكون على رأس دولة فارغة بمؤسسات ضعيفة يستفيد منها المتربحون المستغلون والخانعة للقوى الخارجية.
وتقول الكاتبة إن الأسد حقق نجاحات في إطار استعادة المناطق. والمنطقة التي لا تزال في صلب الموضوع هي الشمال، ففي شمال غرب البلاد يسيطر الإسلاميون الذين قاوموا تقدم قوات النظام. أما في شمال- شرق البلاد فقد أقام أكراد سوريا منطقة شبه حكم ذاتي وساهموا بهزيمة تنظيم الدولة عام 2018.
وعندما أعلنت الولايات المتحدة في تشرين الأول (أكتوبر) 2019 عن سحب قواتها توصل الأكراد لاتفاق مع النظام سمح لقواته بالإنتشار في المناطق. ويدير الأكراد المناطق الآن بوجود القوات السورية. ويعمل النظام السوري الآن مع روسيا لاستعادة الشمال بشكل كامل. وتحاول روسيا التفاهم مع تركيا لكي تسحب قواتها من سوريا مع ضمان ابتعاد قوات سوريا الديمقراطية التي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية عن حدودها.
وكجزء من هذه الجهود يقوم النظام بالتفاوض مع الأكراد بشأن التعاون العسكري والسياسي مع أن الاسد لن يمنح الأكراد الإستقلالية التي تأملوا بالحصول عليها مقابل تعاونهم في قتال تنظيم الدولة. ولو استطاع النظام تأمين المناطق المتنازع عليها فسيكون قادرا على الزعم أنه استعاد السيطرة على سوريا وبالتالي سيبدأ بالعمل على تطبيع العلاقات مع العالم الخارجي.
وترى الكاتبة أن التطبيع يعني منح الأسد ونظامه الشرعية مما يفتح الطريق أمام رفع العقوبات بشكل يؤدي لفتح الباب أمام تدفق الإستثمارات لبدء عمليات إعادة الإعمار.
وربما أعلن الأسد عن انتصاره إلا أنه سيكون لاعبا صغيرا فيه. فمن خلال المتاعب السورية سيبرز روسيا لكي تصبح أهم لاعب خارجي في البلاد أما إيران فستؤكد تأثيرها في منطقة الشرق. وفي ضوء هذا الوضع فلن يكون الأسد شريكا بقدر ما هو وكيل فنجاته تعتمد على دعم هاتين الدولتين الخارجيتين.
وبدأت سوريا بمنح كل من إيران وروسيا مميزات اقتصادية وأمنية، مثل العقود الحكومية في قطاع النفط والسيطرة على القواعد البحرية مقابل الحصول على المساعدة في النزاع. ووسعت روسيا من مصالحها وضغطت لمنح العقود التجارية إلى الشركات الروسية ووضع الموالين لها في المناصب العسكرية البارزة. ولا تتعامل الولايات المتحدة مع سيطرة روسيا على سوريا كتهديد مباشر لمصالحها، ولهذا لا توجد قيود للحد من قدرة روسيا فرض نفسها على نظام الأسد.
فسوريا التي نجت بسبب التدخل الروسي لن يحكمهها الأسد كدولة تتمتع بالسيادة لكن كنظام يعتمد في بقائه على روسيا. وبالتأكيد لم يكن يتوقع الأسد نهاية كهذه للحرب، لكن عليه التعايش معها، ذلك أن سيطرته على البلاد تم تخفيضها للشكل لا الجوهر. فالمناطق التي استعادها النظام في الفترة الأخيرة بمنطقة شمال- شرق البلاد مثل القامشلي لا تزال فعليا تحت سيطرة الميليشيات الكردية. وهي التي تقوم بحراسة نقاط التفتيش لكنها رفعت وبضغط من الروس العلم السوري لكي تعطي انطباعا أن هذه النقاط تحت سيطرة الجيش السوري. ويعمل المجندون الجدد الذين لم يتلقوا تدريبا في الزراعة للوفاء بمتطلبات المعيشة.
ولا تعد القوى الخارجية الطرف الوحيد التي يدين له الأسد بانتصاره، بل هناك قوى داخلية انتعشت أثناء الحرب. فقد اعتمد على قوى من غير الدول ولاعبين مساعدين، من حملة السلاح أو المدنيين من أجل التحايل على العقوبات الدولية في مجال العقود التجارية والمساعدة في الجهود الحربية والقيام بمهام الدولة مثل توفير الخدمات في المناطق التي لا يتوفر فيها للنظام القدرات أو لا يستطيع الوصول إليها. وأثرى اللاعبون أنفسهم من النزاع المستمر وكبرت طموحاتهم وسلطتهم، بطريقة تغيرت فيها الأدوار وأصبح النظام تابعا لهم بدلا من اعتمادهم عليه.
وأصبح المتنفذون السلطات الفعلية التي تقوم بدور مؤسسات الدولة ولكنها تقوم بالإبتزاز. واخترق المتربحون من النظام أجهزة الأمن التابعة للأسد وعلى كل المستويات. وتحولت بعض الميليشيات التي دعمت النظام في النزاع إلى جيوش مستقلة عنه وتمارس طموحاتها الإقتصادية ومصالحها السلطوية. وفي بعض الأحيان تحولت الميليشيات إلى جيش من العصابات تقوم بتخويف المدنيين في المناطق الموالية للنظام. ونتيجة لهذا لم تكن الدولة قادرة على توفير المتطلبات المعيشية لمناطقها أو الأخذ على يد هذه الميليشيات.
ولم تكن قوات النظام في بعض الحالات، مثل مسقط رأس الأسد في القرداحة قادرة على الوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها العصابات المسلحة. ووافقت هذه على تسليم أسلحتها الثقيلة بشرط غض النظام الطرف عن أنشطتها الإقتصادية المشبوهة. والأمر لا يتعلق فقط بالعصابات بل وبأجهزة الأمن والجيش التابعة للنظام التي أصبحت تعاقدية وتلاحق نشاطاتها الخاصة في المناطق العاملة فيها بدلا من مصالح الدولة.
ولا يستطيع النظام إرضاء هذه الجماعات من خزينة الدولة ولا حرمانها لأن بقاءه يعتمد على دعمها. ولهذا السبب يرغب الأسد وبيأس رفع العقوبات وعودة الإعمار ليتخلص من شبكات الرعاية والمتربحين.
ولمنع هذا فيجب أن يشمل أي عقد إعمار توزيعا عادلا للمال وللشعب السوري بدلا من ذهابه لشبكات المتربحين. ويمكن لنظام غير الأسد يعيش مرحلة ما بعد الحرب اجتذاب المواطنين وتلبية احتياجاتهم. إلا أن نظام الأسد فعل العكس من خلال معاقبة المواطنين الذين اعتبرهم غير موالين بما فيه الكفاية. وقام بحرمانهم من الخدمة والأمن والحقوق.
وفي عام 2018 فرض قانون رقم 10 الذي يجرد السكان من أملاكهم إلا في حالة قدموا إثبات الملكية إلى السلطات المحلية وشخصيا.
وفرض القانون في البلدات التي استعادها النظام من المعارضين. وسيجد أي واحد نفسه عرضة للتحقيق والسجن لو حاول تقديم إثبات الملكية بنفسه. ومن خلال إسكات المعارضة واستعادة المناطق يريد الأسد خلق انطباع عودة سوريا إلى وضع ما قبل 2011، لكن نظامه بني على وهم الدولة وما تبقى لديه من سلطة هي في يد أسياد اللعبة.
وبهذه المثابة يجب على الدول الغربية التوقف عن التطبيع مع سوريا لأن الأسد هو الخيار الوحيد الموجود. وعليها فهم سوريا من القاع للقمة بحيث يكون لديها أوراق نفوذ لدعم الشعب السوري والتأكد أن المال المستثمر في البلاد لن يذهب إلى النظام أو شبكات التربح المرتبطة به.
وفي النهاية فالأسد يجلس على عرش مكون من ألف قطعة غير متوازنة.
===========================
الصحافة العبرية :
معاريف :هل فقد نصر الله “قبته الحديدية” برحيل سليماني؟
https://www.alquds.co.uk/هل-فقد-نصر-الله-قبته-الحديدية-برحيل-سل/
يتورط حسن نصر الله، زعيم حزب الله، في ثلاث ساحات مهمة بالنسبة له: الساحة اللبنانية الداخلية، وحيال إسرائيل، وحيال إيران.
لقد فقد نصر الله مؤخراً رفيقاً قريباً ونموذجاً للاقتداء مع رحيل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني. وهذه خسارة فادحة لنصر الله المتفاجئ الذي تعاون بشكل وثيق مع سليماني واستمع إلى مشورته.
بعد اغتيال صديقه ثم تورطه في ساحات لبنان وإسرائيل وإيران
درج سليماني على لقاء نصر الله في مكان المخبأ التحت أرضي للأخير، وخططا للأعمال وتبادلا المشورات. أما الآن فقد بقي نصر الله دون سند. روى نصر الله بأنه التقى سليماني قبل بضع ساعات من سفره من بيروت إلى دمشق، وحذّره. ومن هناك واصل إلى بغداد، حيث صفي.
يفهم نصر الله بأنه مكشوف على عموم الأمريكيين، وأنه من الأفضل -مع رئيس كهذا غير متوقع في البيت الأبيض- أن يختبئ أكثر فأكثر عميقاً في خندقه التحت أرضي الذي هو في بيروت أغلب الظن. ما تبقى له هو أن يتهجم بشكل لفظي ضد الأمريكيين ويستخدم أعظم التشبيهات المهينة على نمط “سليماني يستحق رأس ترامب، وأكثر من ذلك”. ما هكذا يجري الحديث عن زعيم القوة الأعظم في العالم، وهذا يشهد على أن نصر الله في حالة ضغط.
 
في الساحة الإيرانية، مع تصفية سليماني، فقد نصر الله رجله الناجع في طهران. فرغم المصاعب المالية التي تواجهها إيران بسبب العقوبات الأمريكية، حرص سليماني شخصياً على ألا يهضم حق صديقه زعيم حزب الله. أما الآن كما أسلفنا فقد تغير الوضع وسيتعين على نصر الله أن ينتظر كي يعرف إلى أين تهب الريح مع الزعيم الجديد لقوات الحرس الثوري الخاصة. في هذه الأثناء، يكرر نصر الله أقوال القيادة الإيرانية عن الثأر إثر تصفية سليماني.
وضع نصر الله حساس جداً في الساحة اللبنانية الداخلية، فالمتظاهرون من كل الطوائف والأديان ممن نزلوا إلى الشوارع في أرجاء لبنان مطالبين بالإصلاحات والتغييرات الاقتصادية الراديكالية، وجهوا احتجاجهم ضد منظمة حزب الله التي يتهمونها بمفاسد لبنان. واستوعب نصر الله الرسالة، وأنزل رجاله إلى الشوارع كي يصطدموا بالمتظاهرين، وفي الوقت نفسه عمل كي يكلف الرئيس اللبناني مهمة تشكيل الحكومة الجديدة على مرشح يرتضيه. ولكن الضغط الذي يمارس على المرشح لتشكيل حكومة من التكنوقراطيين وليس وفقاً للمفتاح الطائفي، من شأنه أن يقلص تأثير حزب الله في الساحة اللبنانية الداخلية.
يعي نصر الله عدم إمكانيته بالشروع في مغامرة عسكرية ضد إسرائيل والمخاطرة بتدمير البنى التحتية للبنان، فكل ما تبقى له هو إطلاق التهديدات ضد إسرائيل، التي لا يمكنه أن يحققها الآن.
إن الوضع الذي علق فيه نصر الله يلزمه بأن يحذر في أفعاله، أقل بكثير مما في أقواله. إضافة إلى ذلك، لا يجب منحه المهلة اللازمة كي ينتعش من الضربة الأخيرة التي وقعت عليه، ويجب مواصلة الضغط في كل الاتجاهات لتحقيق تغيير ملموس. سيتعين عليه أن يخفض مستوى الاهتمام؛ لأن الأمريكيين يعتزمون إرسال قوات إلى لبنان لحماية سفارتهم، ولكن من يدري، فقد تكلف بمهمة أخرى. لقد أزاحت تصفية سليماني عن نصر الله “القبة الحديدية” التي تمتع بها في السنوات الأخيرة. وبقي الآن مكشوفاً أمام المعاضل والمخاوف التي لا بد أننا بحاجة إلى مراعاتها الآن.
بقلم: اسحق ليفانون
 معاريف 19/1/2020
===========================