الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 19/1/2020

سوريا في الصحافة العالمية 19/1/2020

20.01.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الأمريكية :
  • "فورين أفيرز" :ماثمن انتصار نظام الأسد على سوريا؟
https://baladi-news.com/ar/articles/55893/ماثمن-انتصار-نظام-الأسد-على-سوريا
  • بوليتيكو :مشكلة الشرق الأوسط التي اكتشفها واستغلّها سليماني
https://alghad.com/مشكلة-الشرق-الأوسط-التي-اكتشفها-واستغ/
  • معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى :كيف يمكن أن يمهد اغتيال سليماني الطريق لصفقة جديدة مع إيران
https://alghad.com/كيف-يمكن-أن-يمهد-اغتيال-سليماني-الطريق/
 
الصحافة العبرية :
  • معاريف :أربعة خيارات اسرائيلية للتعامل مع إيران في سوريا
https://www.albawaba.com/ar/أخبار/أربعة-خيارات-اسرائيلية-للتعامل-مع-إيران-في-سوريا-1332918
 
الصحافة الأمريكية :
"فورين أفيرز" :ماثمن انتصار نظام الأسد على سوريا؟
https://baladi-news.com/ar/articles/55893/ماثمن-انتصار-نظام-الأسد-على-سوريا
بلدي نيوز
تساءل موقع "فورين أفيرز"  في  تقرير له، إذا  كان نظام الأسد يستطيع البقاء،  كيف سيقوم بتثبيت سلطته على الأرض، وما هو مستقبل سوريا إذا تتحقق ذلك.
ويرى التقرير،  أنه إذا استطاع النظام تحقيقي هدفي استعادة الأراضي التي فقدها في بداية الصراع والبقاء سيكون قد حقق انتصارا لكنه انتصارا "باهظ الثمن"، وسوف" يجلس على قمة دولة خاوية ذات مؤسسات ضعيفة، محاطة بمنتفعي الحرب، وخاضعة للقوى الخارجية".
ويشير التقرير إلى أنه من أجل أن يظهر نظام الأسد للعالم أنه مسيطر وأنه ينبغي تطبيع العلاقات معه، سيسعى بلا شك لاستعادة كامل أراضي البلاد التي كان يسيطر عليها قبل 2011، ومن أجل تثبيت أركان نظامه داخليا، لن يكون بحاجة إلى تلبية احتياجات الشعب السوري بل سيسعى لإرضاء شبكة من المناصرين أبقته على قيد الحياة طوال فترة النزاع.
ويلفت إن قوات النظام دخلت مناطق سيطرة قوات "قسد" التي يقودها الأكراد في الشمال الشرقي بعد العملية التركية الأخيرة، والآن يعمل مع روسيا على استعادة مناطق الشمال برمتها، ومن المتوقع ألا يوافق على منح الأكراد أي نوع من الحكم الذاتي في مناطقهم، وهو ما كانوا يطمحون إليه بعد طردهم داعش في 2018 قبل أن يتغير الوضع بسبب الهجمات التركية والاتفاق التركي الروسي.
وإذا استطاع النظام تأمين كل مناطق الشمال (لا يزال يواجه مقاومة من فصائل في الشمال الغربي) سيكون بإمكانه إعلان أنه استعاد كامل أراضي سوريا و سيدعوا العالم إلى تطبيع العلاقات معه
لكن نظام الأسد بعد هذا الانتصار المزعوم سيكون "مجرد لاعب صغير، وستكون روسيا اللاعب الخارجي الأكثر نفوذا وستضمن إيران نفوذها الدائم في بلاد الشام، وسيجد نظام الأسد نفسه مجرد "زبون" لهما وسيعتمد بقاؤه على دعم هذين البلدين".
وبعد أن يكون الأسد قد استعاد سلطته بواسطة "اليد الروسية الثقيلة"، سيحكم سوريا "ليس كدولة ذات سيادة ولكن كدولة تعتمد على روسيا من أجل البقاء"، بحسب التقرير.
ربما لم تكن هذه النهاية ما كان يتمناه النظام السوري، لكن سيتعين عليه التعايش مع ذلك، لأن سيطرته على البلاد هي في الواقع في حدها الأدنى،  فمدينة مثل القامشلي، لا تزال تحت السيطرة الفعلية للقوات الكردية، التي تدير نقاط التفتيش، ولكن تحت ضغط من الدوريات الروسية، أصبحت ترفع علم النظام  لإعطاء الانطباع بأن النظام هو من يدير الأمور، حتى أن بعض عناصر النظام الذين تم تجنيدهم في المنطقة يعملون في الزراعة من أجل سد رمقهم.
يشير التقرير إلى ما أسماهم بـ"اللاعبين غير الحكوميين" الذي اعتمد عليهم طوال الصراع للتحايل على العقوبات الدولية وتجنيد مقاتلين في المعارك وتقديم خدمات أخرى يفترض أن تقوم بها الدولة، وهؤلاء أصبحوا هم "السلطة الحقيقة التي تقوم بإدارة مؤسسات الدولة ولكن بسعر ابتزازي متزايد".
ويلفت أن بعض الميليشيات التي ساعدت الجهاز الأمني للنظام أصبحت تعمل بشكل مستقل وتعمل على تحقيق مصالحها الخاصة، ونتيجة لذلك، لم يتمكن النظام من تلبية احتياجات حتى الموالين له أو كبح جماح بعض الميليشيات الموالية له، حتى أنه في القرداحة، مسقط رأس الأسد، لا تستطيع قوات النظام دخول مناطق تسيطر عليها هذه العصابات المسلحة.
ولا يمكن للنظام  أن يشبع جشع هؤلاء المنتفعين من خزائنه الحالية، لكنه أيضا لا يمكن أن "يجوعهم" لأن قوته تعتمد جزئيا عليهم، لهذا السبب، فإن الأسد يلهث وراء أموال إعادة الإعمار وتحويلها لهم.
 المصدر: الحرة
===========================
بوليتيكو :مشكلة الشرق الأوسط التي اكتشفها واستغلّها سليماني
https://alghad.com/مشكلة-الشرق-الأوسط-التي-اكتشفها-واستغ/
حسن حسن* – (بوليتيكو) 12/1/2020
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
جعلت الميليشيات جزءا كبيرا من المنطقة غير قابل للحكم، وتمكن جنرال واحد من استغلال الفوضى الناجمة لخدمة مصالح إيران. والآن لدى الولايات المتحدة فرصة -ربما.
* *
مات الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ويبدو أن التوترات الأميركية مع إيران قد هدأت. لكن المشهد الذي ساعد على بنائه ما يزال يشكل إلى حد كبير مشكلة للولايات المتحدة.
منذ اغتياله في غارة جوية أميركية بطائرة من دون طيار الأسبوع قبل الماضي، كان الخبراء يسارعون إلى شرح السبب الذي جعل سليماني مهماً إلى هذا الحد الكبير لطموحات إيران -وما هي التداعيات التي سيجلبها موته على المنطقة حقا. وإحدى الطرق البسيطة للتفكير في الأمر: كان سليماني الرجل الوحيد الذي برع في فهم المشهد الجديد والتحكم به في الشرق الأوسط.
كانت مهارة سليماني الخاصة هي التحكم في ما يُعرف باسم “الجهات الفاعلة غير الحكومية” -وهو اسم جاف يغطي، في الشرق الأوسط، المجموعة المتشظية من الميليشيات والجماعات الدينية والقوات القبلية التي تمارس السلطة فعلياً في معظم أنحاء المنطقة. وقد ازدادت أهمية هذه الجماعات بشكل كبير في السنوات العشرين الماضية بطريقة أربكت الدبلوماسيين التقليديين وفن الحكم. ولم يستغل سليماني هذه الجماعات فحسب، وإنما قام بتمكينها لما يخدم مصالح إيران. وقد يساعد غيابه الولايات المتحدة على المدى القصير، لكنه سيُظهر أيضاً مدى عمق التحدي الذي ستشكله المنطقة لها في المستقبل القريب -ولماذا ما يزال خصومنا، سواء إيران أو روسيا، يتمتعون بميزة كبيرة لا يمكن التنبؤ بها في ممارسة القوة.
بالنسبة للأشخاص الذين يفكرون عادة في العلاقات الخارجية من حيث الحكومات ورؤساء الدول -إيران مقابل الولايات المتحدة، أو فلاديمير بوتين مقابل شي جين بينغ- يمكن أن يكون من الصعب فهم مدى قلة أهمية الحكومات في بعض الأحيان في أجزاء من الشرق الأوسط. فعلى مدار العقود الأربعة الماضية، تم تحويل كل مؤسسة في المنطقة تقريبًا بطرق تضعف النظام التقليدي لسلطة الدولة.
في ثمانينيات القرن العشرين، انقسم الإسلام بكل من تنويعيه، الشيعي والسني، على أسس تقليدية وثورية. وحفزت ثورة 1979 في إيران الإسلاميين في جميع أنحاء المنطقة. وأدت الحروب الأهلية في لبنان وسورية، فضلاً عن التمرد الإسلامي ضد السوفيات في أفغانستان والحرب الإيرانية-العراقية في الثمانينيات، إلى تقوية أيدي الجماعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الحكومة. وتسارعت هذه الاتجاهات التاريخية والأيديولوجية بعد الغزوات الأميركية لأفغانستان والعراق، والتي تسببت في انهيار هياكل الحكم هناك في العامين 2001 و2003، على التوالي؛ كما تأثرت أيضاً بالانتفاضات الشعبية التي اجتاحت المنطقة في العام 2011، والتي أسقطت حكومات في المنطقة أو أضعفتها.
كان مستوى النمو في هذه القوى الجديدة التي تصعب السيطرة عليها مذهلاً: اليوم، يقدر العدد الإجمالي للمتشددين الإسلاميين السنة بنحو أربعة أضعاف ما كان عليه في 11 أيلول (سبتمبر) 2001؛ وهناك ما بين 50 و85.000 متشدد في سورية والعراق وحدهما. ولا يتضمن هذا الرقم العدد الكبير من الجماعات الشيعية والكردية وغيرها التي تسيطر على قطاعات من العراق وسورية.
نتيجة لذلك، أصبح الشرق الأوسط الحديث توازناً دائم التغير بين الأنظمة الرسمية في عواصم مثل طهران ودمشق والرياض، وبين جماعات الميليشيات والقوات المحلية التي تسيطر فعليًا على جزء كبير من الأرض. وفي بعض الأحيان، كان حزب الله -الميليشيا اللبنانية المتحالفة مع إيران- أكثر نفوذاً من الحكومة النظرية في لبنان. كما طالب “داعش” -بل إنه قام في بعض الأحيان بجمع الضرائب في سورية والعراق. ويدير الأكراد منطقة تتمتع بالحكم الذاتي إلى حد كبير في شمال العراق وسورية.
بالنسبة لدبلوماسي أو استراتيجي تقليدي، يمكن أن يبدو هذا المشهد المعقد فوضوياً ولا يمكن تخيله. أما بالنسبة لسليماني، فقد كان فرصة يمكن اغتنامها.
من خلال قيادته لوحدة الحرب غير التقليدية القوية المعروفة باسم “قوة القدس”، وعلاقاته مع شبكة من قادة الميليشيات، أصبح سليماني الشخص الأكثر نجاحاً في المنطقة في إدارة هذا المزيج المعقد من الدول والقوى غير الحكومية التي تحكم الشرق الأوسط اليوم. وعنت قوته أن إيران تحرز النجاح حيث فشل منافسوها الإقليميون والخارجيون.
قبل صعوده إلى الساحة كرئيس لقوة القدس في أواخر التسعينيات، ظهر تفوق إيران في مجال الحرب بالوكالة أولاً بسبب الضرورة. فقد دفعت الحرب بين إيران والعراق النظام الجديد في طهران إلى إنشاء ذراع للإشراف على عملياته الخارجية. وبحلول التسعينيات، كان لإيران موارد وشبكات واسعة في المنطقة، و”إثبات للمفهوم” في شكل حزب الله، الحركة الشيعية المتحالفة مع إيران التي نشأت خلال الحرب الأهلية اللبنانية. وكل ما كان سليماني بحاجة إليه هو تكرار نموذج حزب الله على المستوى الإقليمي، لكن المهارات والصبر لم يكونا كافيين لتحقيق ذلك. لقد احتاج إلى الفرصة، والتي سيحصل عليها في العام 2003.
أدت حرب العراق، من خلال الإطاحة بصدام حسين، إلى إزالة طاغية من السلطة -لكنها وفرت أيضاً، بتفكيك مؤسسات السيطرة التي كانت لديه- مجالاً للجماعات والأحزاب المسلحة حتى تتولى زمام الأمور ببطء. وكانت العديد من الجماعات التي نشأت في ذلك الفراغ برئاسة الإسلاميين الشيعة الذين تربطهم صلات بإيران كانت قد تكونت خلال الحرب العراقية-الإيرانية. وقد أعطى أتباعها لإيران نفوذاً على مستوى الأرض، واحتفظ قادتها بسلطة رسمية أو شبه رسمية في الحكومة العراقية. أصبحت وزارة الداخلية قلعة لمنظمة هادي العامري، “بدر”. وقاد أبو مهدي المهندس قوات الحشد الشعبي، وهي هيئة أنشئت بعد ظهور “داعش” بهدف تنظيم الجماعات المسلحة العراقية كافة تحت قيادة واحدة، والتي أصبحت فيما بعد جزءا من القوات المسلحة. وما مِن شك في مدى تعاون سليماني مع هؤلاء القادة: كان المهندس أحد الأشخاص الذين قُتلوا إلى جانب سليماني في مطار بغداد يوم الجمعة قبل الماضي.
صنع استيلاء “داعش” على ثلث العراق في العام 2014 فرصة أخرى لسليماني لمساعدة وكلاء إيران على تعزيز سيطرتهم في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك المناطق الكردية والسنية. وفي سورية، قام باستغلال الصراع في العام 2011 وعلاقة إيران الوثيقة مع النظام لتعبئة جحافل من المقاتلين الأجانب داخل الحدود السورية لإنشاء ميليشيات لعبت دوراً حاسماً في الدفاع عن نظام الأسد في مواجهة تمرد هائل. وربما تكون هذه العملية قد تعطلت الآن بسبب وفاته، ويبقى أن نرى ما إذا كان خليفته سيكون قادراً على ترسيخ وجود الوكلاء الإيرانيين في سورية.
بينما بنت إيران نفوذها من خلال مجموعات غير حكومية، كافحت دول أخرى في محاولاتها مضاهاة نجاحها. ولتصور المشهد، يمكن القول إن تركيا، البلد الأقوى بكثير على الورق، كانت لديها في سورية في العام 2011 الفرصة نفسها التي كانت لإيران في العراق في العام 2003 -لملء الفراغ الذي خلفته الحرب الأهلية الفوضوية في جارتها- لكنها فشلت في تحقيق نتائج مماثلة. وتركيا جارة لسورية لديها موارد عسكرية واقتصادية هائلة، وتتمتع بدعم معظم حلفائها الإقليميين والدوليين لإضعاف النظام العلوي في دمشق. وقد دعمت تركيا المليشيات ذات الأغلبية السنية عبر سورية. لكنها فشلت، مع استثناءات بسيطة، في خلق قوة دائمة على الأرض، أو إقامة تحالفات عميقة مع جماعات غير حكومية. وفي العام 2016، تخلت تركيا عن هذا الجهد بشكل أساسي، حيث انضمت إلى موسكو في سورية -لصالح النظام بشكل غير مباشر.
كما فشلت المملكة العربية السعودية أيضاً في تحقيق نتائج مماثلة -على وجه التحديد لأنها لم يكن لديها الاستراتيجيون أو التكتيكيون الضروريون لتنمية واستغلال العلاقات بصبر للمنافسة ضد إيران. كانت لدى إيران عملية استخبارات معقدة للغاية موجهة نحو إنتاج الوكلاء وإدامتهم والمحافظة عليهم. وقد دعم السعوديون السلفيين والجهاديين في الثمانينيات، لكنهم افتقروا إلى الحِرفية التقليدية لبناء علاقات طويلة الأمد مع الجهات الفاعلة غير الحكومية.
من بين حلفاء أميركا، كان الشبه القريب الوحيد لإيران في هذا الصدد هو قطر، التي سعت إلى تعزيز العلاقات مع الجهات الفاعلة غير الحكومية من مجموعة واسعة من الميول السياسية والدينية في جميع أنحاء المنطقة، كجزء من سياستها المعلنة لاستمالة القواعد الشعبية والحركات المحلية المتوسعة. ولكن حتى في هذا المثال، يبدو أن الدوحة كانت مهتمة بالنفوذ و”القوة الناعمة” أكثر من الحرب الفعالة بالوكالة. أما الحلفاء الآخرون فكانوا خارج الصورة: كانت مصر تتطلع إلى الداخل منذ الانتفاضة المؤيدة للديمقراطية في العام 2011، ويُنظر إلى إسرائيل على نطاق واسع على أنها عدو في جوارها، مع عدم وجود حلفاء محتملين من غير الدول خارج حدودها.
وهكذا، في السوق المتنامية والمربحة للجهات الفاعلة من غير الدول، كانت إيران رائداً ذكياً صاحب مشروع ريادي بلا منافسين حقيقيين. ويحرم مصرع سليماني النظام الإيراني من شخص ماهر تمكن من اغتنام الفرص والاتجاهات التاريخية. وتشكل وفاته بالتأكيد ضربة لطموحات طهران في ترسيخ نفسها في المنطقة، على الأقل في المستقبل القريب. لكن إيران ما تزال تتمتع بتفوق وأسبقية طويلة في هذا المجال، وما تزال تمتلك الإمكانية لاستغلالها، خاصة في غياب المنافسين.
* *
مع استمرار معاناة الحكومات المركزية في المنطقة، من المتوقع أن تظل الجهات الفاعلة غير الحكومية سمة بارزة في المشهد الإقليمي في المستقبل البعيد، ويمكنها في بعض البلدان أن تمارس السيطرة على سياسات القوة لبعض الوقت -خاصة البلدان التي مرت بالتحولات السياسية، مثل ليبيا، وأفغانستان واليمن.
بالنسبة للولايات المتحدة، لن يؤدي أي قدر من الدعم العسكري والاقتصادي إلى جلب الاستقرار في المنطقة من دون الاعتراف أولاً بالدروس المستفادة من صعود سليماني. وإلى حد ما، كانت قرارات السياسة الأميركية ودهاء سليماني هي التي بنت هذا العالم سويًا: فقد خلقت واشنطن الفراغات، وكانت لدى سليماني الموارد اللازمة لملئها. وما يزال هناك مجال أمام الولايات المتحدة لتحسين الموقف وتدعيم شكل أكثر إيجابية من النفوذ. فعلى الرغم من الانتقادات، خصصت الولايات المتحدة موارد أكثر من كافية لإعادة بناء الدول في أماكن مثل أفغانستان والعراق. وكان ما تفتقر إليه هو القدرة على الملاحة وتلمس الطريق بالطريقة التي اتبعها سليماني: التحدث بلغة المتمردين مع الإمساك بسلاسل محفظة خزانة وطنية.
بالنسبة للولايات المتحدة وغيرها من الجهات التي تهتم بأمن المنطقة، ينبغي أن تكون الاتجاهات واضحة. إن الطريق إلى الأمام هو دعم الحكومات المستقرة والشرعية، وبناء المؤسسات تدريجياً في البلدان المنهارة، والتي يمكن دمجها في نهاية المطاف في تلك الحكومات بعد الاستقرار. وبدلاً من دفع الأموال للأشرار لمحاربة أشرار آخرين، ستكون تقوية الجهات الفاعلة المحلية المعتدلة لملء الفراغ المتزايد في أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط دوراً بناءً حقاً.
لعل إحدى المشكلات التي تواجه الولايات المتحدة هي أن لدى خصومها كل الحوافز للحفاظ على عدم الاستقرار حياً؛ وتستثمر القوى المتنافسة، مثل إيران وروسيا، بعمق في الميليشيات المحلية التخريبية التي تمنحها نفوذاً. وهناك مشكلة أخرى تواجهها الولايات المتحدة، وهي مشكلة أكثر ذاتية: تميل سياسات واشنطن إلى تجاهل الاتجاهات الأساسية التي يمكن أن تساعدها على تحقيق أهدافها. في تشرين الأول (أكتوبر)، على سبيل المثال، سحب ترامب البساط من تحت أقدام الجماعات الكردية التي طردت “داعش” من ثلث سورية، بإعلانه الانسحاب الأميركي المفاجئ من سورية والسماح لتركيا بالسيطرة عليها. وعلى الرغم من أنه تراجع عن قراره في وقت لاحق، فإن تلك الرسالة قللت من مصداقية أميركا كحليف يجلب الاستقرار. ولن تتطلب المساعدة في حل المشكلة الاستثمار والبصيرة فحسب، وإنما الثبات والاتساق أيضاً.
===========================
معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى :كيف يمكن أن يمهد اغتيال سليماني الطريق لصفقة جديدة مع إيران
 https://alghad.com/كيف-يمكن-أن-يمهد-اغتيال-سليماني-الطريق/
روبرت ساتلوف* – (معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) 3/1/2020
 
هل كان الاغتيال المستهدف للجنرال قاسم سليماني؛ قائد فيلق القدس النخبوي في قوات الحرس الثوري الإيراني، حدَثاً جريئاً أم متهوراً؟ سوف يتوقف الجواب على كيفية انتهاء هذا الفصل من صراع الإرادات بين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية، والذي دام على مدى 41 عاماً. لكن ذلك لن يكون بالضرورة تلك الكارثة التي أنذر بها بعض النقاد. وقد يَثبُت في النهاية أنه تدبير من العناية الإلهية.
إذا كان مقتل “أكبر إرهابي” لطهران سيطلق العنان لحرب عالمية غير متكافئة، والتي يضرب فيها وكلاء إيران وخلاياها النائمة الأميركيين المطمئنين في أهداف ضعيفة في مختلف أنحاء العالم -كالمطارات ومحطات القطار والمراكز التجارية والمستشفيات والمدارس، إلخ- فسوف يُنظَر إلى قرار الرئيس ترامب بقتل سليماني على أنه أحد أكثر القرارات العبثية والقصيرة النظر وغير المسؤولة التي يكون قد اتخذها رئيس أميركي على الإطلاق.
وإذا كان قَتْل الجاسوس البارع الغامض والمسؤول في النهاية عن مقتل المئات من أفراد الخدمة الأميركيين في العراق على مدى العقدين الماضيين سبباً في اتخاذ المرشد الإيراني الأعلى قراراً بقيام حزب الله بإطلاق ترسانة الصواريخ والقذائف الهائلة التي يمتلكها على المدن والبلدات الإسرائيلية، أو بأن يتم إطلاق مجموعة من الطائرات الصغيرة المسيّرة لتدمير منشآت النفط والغاز في الدول العربية الواقعة على شواطئ الخليج العربي -وهي أعمال انتقامية قد تؤدي إلى نشوب حرب إقليمية شاملة- فسوف تُعد الضربة التي قتلت سليماني من أكثر القرارات الطائشة والاستفزازية بحماقة التي يكون قد اتخذها أي رئيس أميركي على الإطلاق.
هذه السيناريوهات معقولة بشكل مخيف، مع أن مجازفة القيادة الإيرانية بخطر اندلاع حرب شاملة جراء مقتل أحد جنرالاتها، حتى ولو كان ذلك القيادي يتمتع بقدر من الرمزية والقوة مثل سليماني، ستكون مخالفة لشخصية هذه القيادة التي عادة ما تكون دقيقة وتحسب خطواتها بعناية. وفي واقع الأمر، سوف تكون النتيجة الأكثر احتمالاً لمقتل سليماني هي أن ترفض إيران اللجوء إلى هذه الخيارات المروعة، وتنتظر الفرصة الملائمة وتستأنف في النهاية تكتيكاتها في المنطقة الرمادية ضد حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها تحت القيادة الجديدة لفيلق القدس. ومع ذلك، يأمل المرء في أن تكون إدارة ترامب قد أخذت في الحسبان أسوأ النتائج المحتملة خلال عملية صنع القرار، واتخذت التدابير المناسبة لمنعها وردعها.
ولكن، ماذا لو انتهى هذا الفصل من الصراع الأميركي-الإيراني بشكل مختلف تماماً -أي بالتفاوض وليس المواجهة؟ وماذا لو أن الاستهداف غير المتوقع لسليماني، إلى جانب الهجوم المفاجئ الذي تمّ شنّه في نهاية الأسبوع الماضي على منشآت تابعة لميليشيا كتائب حزب الله في العراق، المدعومة من إيران، استعاد قدراً من الردع في مواجهة إيران بعد أن اختارت إدارة ترامب عدم الرد عسكرياً على سلسلة من الاستفزازات التي تصاعدت على مدى أكثر من عام؟ (وتشمل هذه الاستفزازات سيل الصواريخ التي انهمرت على القنصلية الأميركية في البصرة والسفارة الأميركية في بغداد، والهجمات التي شُنت على ناقلات نفط في خليج عُمان، والهجوم على المنشآت النفطية السعودية في بقيق وخريص).
ماذا لو استغل المسؤولون الأميركيون هذه اللحظة للطلب من طرف ثالث موثوق به -مثل العُمانيين أو السويسريين- اختبار ما إذا كان قادة طهران على استعداد لمبادرة دبلوماسية هادئة لتحقيق ما قاله البيت الأبيض منذ فترة طويلة بأنه هدف حملة “الضغط الأقصى” التي يقودها، وهو: التوصّل إلى اتفاق أفضل وأوسع نطاقاً مع إيران من الصفقة النووية الضيقة التي انسحبت منها الإدارة الأميركية في العام 2018؟
في ظل التوتر الشديد والعواطف المتّقدة، قد تبدو الفترة التالية المباشرة في أعقاب مقتل سليماني لحظة غريبة لاقتراح انخراط دبلوماسي. وقد يؤدي هذا التصرف الوقح إلى إثارة غضب القيادة الإيرانية لدرجة قد يصبح فيها التفاوض مع الشيطان الأكبر، وهو الخيار الذي بدت طهران وكأنها ترفضه في سعيها إلى بسط نفوذها من اليمن إلى بغداد، بديلاً جذاباً لإمكانية المواجهة المباشرة.
وقد يكون من المفيد التعرف على حلقة من فصل سابق من الصراع الأميركي-الإيراني، هو إسقاط الطراد الأميركي “يو أس أس فينسنس” طائرة مدنية إيرانية في العام 1988، مما أسفر عن مقتل 290 شخصاً. وعلى الرغم من أن ذلك كان حادثاً غير مقصود، إلا أن المأساة أقنعت المؤسس الثوري للجمهورية الإسلامية، آية الله روح الله الخميني، بأن أميركا كانت على وشك أن تلقي بثقلها بالكامل لدعم صدام حسين في الحرب العراقية-الإيرانية. وخوفاً من مواجهة القوة الكاملة للولايات المتحدة، تقبّل الخميني الأمر على مضض ووافق على وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، وهي خطوة مؤلمة جداً شبّهها بشرب “كأس من السم”.
يشير المنطق إلى أنه إذا غضّت طهران الطرف عندما واجهت استخداماً غير مقصود للقوة الأميركية في السابق، فهناك احتمالات أكبر بأنها ستغض النظر عندما يكون الاستخدام هادفاً، كما كان عليه الحال بوضوح في اغتيال سليماني. وبطبيعة الحال، سوف يختبر الإيرانيون ما إذا كانت عملية القتل هي استعراض عضلات لمرة واحدة، مثل الضربة الصاروخية التي أمر بها ترامب ضد منشآت الأسلحة الكيميائية السورية في العام 2017، والتي تبيّن من النظرة إلى الماضي أنها كانت تضليلاً لتغطية سياسة الولايات المتحدة الأوسع المتمثلة في عدم التدخل هناك والتي سمحت لإيران وروسيا بتوسيع نفوذهما. ولذلك، فإن التحدي الذي تواجهه واشنطن هو أمر معقد وحساس، أي: التخطيط لقرارها لمواجهة أي إجراء انتقامي إيراني بقوة ساحقة، من دون أن يؤدي ذلك إلى إطلاق سيناريوهات الهلاك التي كان الهدف من عملية الردع الحيلولة دون وقوعها، وفي الوقت نفسه إعطاء إيران مخرجاً دبلوماسياً للمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق جديد.
في هذا الصدد، يضع مقتل سليماني فائدة محتملة أخرى على طاولة المفاوضات إلى جانب رفع العقوبات الاقتصادية في النهاية -وعلى وجه التحديد، التزام الولايات المتحدة بعدم استخدام القوة العسكرية لتهديد آخرين من كبار القادة أو بقاء النظام في حد ذاته. وبالنسبة لطهران، سيكون الثمن هو التوصل إلى اتفاق أوسع نطاقاً من الاتفاق النووي لعام 2015، أي اتفاق لا يصحح فقط العيوب والقيود الزمنية لذلك الاتفاق، بل يوسع أيضاً الأجندة لتشمل فرض قيود قابلة للتحقق منها على كل من برنامج الصواريخ الإيراني والتدريب عليه وتمويله وتسليح الوكلاء والجماعات الإرهابية والميليشيات الشيعية في دول المنطقة.
صحيح أن العام 2020 ليس العام 1988 -فالشعب الإيراني لا يتوق إلى السلام بعد ثماني سنوات من الحرب، كما كان عليه الحال عندما أسقط الطراد “فينسنس” طائرة الركاب، وقد يرى قادته أن إذكاء نيران المظالم يشكّل وسيلة أكثر يقيناً للبقاء في السلطة من تحمل إذلال التفاوض مع ترامب. ولكن إذا كانت القوة الجديدة التي تتمتع بها إدارة الرئيس الأميركي تعني أن واشنطن وشركاءها ما يزالون ملتزمين بإحباط النفوذ الإيراني في المنطقة، فقد تستنتج طهران أن التوصل إلى اتفاق عن طريق التفاوض هو أفضل من المواجهة المفتوحة. ففي النهاية، بالنسبة لنظام يريد أن يتحمل وكلاؤه البعيدون وطأة الهجمات المضادة التي يشنها خصومه، فإن مقتل سليماني ربما شكّل ضربة موجعة جداً وقعت على مقربة من الجمهورية الإسلامية.
لا يمكن إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران وفقاً للطريقة التي حاول بموجبها ترامب القيام بذلك حتى الآن، أي باستخدام النموذج الفاشل لكوريا الشمالية الذي يتمثل في عقد اجتماعات قمة وجهاً لوجه، وثنائية، وعلى مستوى القادة. وإذا كانت لمثل هذه المبادرة أي فرصة للنجاح، فإنها ستتطلب دبلوماسية حاذقة وفطنة، وحداً أدنى من الكلام المنمّق (أي: التغريدات)، وحداً أقصى من التحفّظ، وخطة عمل منظمة بعناية تشرك حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين والشرق أوسطيين بشكل كامل.
إن القول بأن أياً من ذلك لا يُعتبر حتى الآن علامة مميزة تنفرد بها الفترة التي شغل فيها ترامب منصبه طيلة الأعوام الثلاثة، هو أقل من الواقع. ولكنّ الفرصة كبيرة للغاية -والمخاطر مرعبة- لدرجة تجعل جميع الأميركيين، الجمهوريين والديمقراطيين، يأملون في أن يكون الرئيس ووزراء حكومته ومستشاريه في السياسة الخارجية والأمن القومي على مستوى هذه المهمة.
===========================
الصحافة العبرية :
معاريف :أربعة خيارات اسرائيلية للتعامل مع إيران في سوريا
https://www.albawaba.com/ar/أخبار/أربعة-خيارات-اسرائيلية-للتعامل-مع-إيران-في-سوريا-1332918
قال الجنرال عومر دينك، الضابط السابق في سلاح الجو الإسرائيلي، في حديث لصحيفة "معاريف" العبرية، إن "إسرائيل تجد نفسها في طريق مسدود باتجاه إمكانية إخراج القوات الإيرانية من سوريا، بل إنها لا تستطيع الحد من تواجدهم هناك"، واصفًا حالة الشعور الإسرائيلي بالإنجاز من اغتيال قاسم سليماني بأنها تعطي صورة غير دقيقة عن حقيقة المشهد الإقليمي، قائلا "ما حصل هو عينة صغيرة ليس أكثر في واقع أكثر اتساعا".
وأضاف "في الوقت ذاته، فما زال "حزب الله" يتسلح بالصواريخ الدقيقة مما يجعل هذا التهديد أخطر من أي مرة سابقة، مما يتطلب من صناع القرار في إسرائيل الاستعداد لإجراء تقدير موقف متجدد لتجديد طبيعة السياسة المطلوبة لنا في المرحلة القادمة".
وأوضح دينك، الذي عمل بقسم التخطيط لإدارة المعركة، وجهاز التخطيط الاستراتيجي بالجيش الإسرائيلي، أن الطريق المسدود المقصود به أن "إسرائيل أمامها أربعة بدائل استراتيجية لإخراج القوات الإيرانية من سوريا: أولها محاربة الإيرانيين حتى آخر جندي، ثانيها جباية أثمان باهظة من الإيرانيين يضطرهم للخروج من سوريا، ثالثها الضغط على روسيا والأسد لإخراجهم، ورابعها استئناف استراتيجية المعركة بين الحروب".
وأكد أن "تفعيل الضغط على الإيرانيين لإخراجهم من سوريا يواجهه خلاف مع وزير الأمن الحالي نفتالي بينيت، الذي يعتقد أن هذه الاستراتيجية ليست كفيلة لوحدها بإخراج الإيرانيين من هناك، إن لم يتدخل الروس، مما سيجعل السياسة الإسرائيلية أكثر هجومية، بما فيها الضغط الاقتصادي والعقوبات على إيران، لأن بينيت يعتقد أنه ما لا يأت بالقوة مع الإيرانيين، يأتي بمزيد من القوة".
وأشار إلى أن "المشكلة أن الإيرانيين ليس لديهم بدائل وخيارات للبقاء في سوريا، فهم يريدون التواجد هناك بكل ثمن، مما جعل من هذا التواجد الإيراني في سوريا يشغل الساسة الإسرائيليين على مدار الساعة، لكننا في حال نظرنا إلى السلوك الإيراني، ورغبته بإعادة بناء سوريا بعد الحرب، فإنها ستشكل تهديدا عسكريا على إسرائيل من داخل سوريا، وهو ما يجب مواجهته مبكرا". وفقا لما أورده موقع "عربي21"
وأوضح أن "ذلك يحمل ضمنا تناقضا في الاستراتيجية العليا لإسرائيل، لأنه لن يوقف التعاظم العسكري الإيراني في سوريا، أو يحبط جهود حزب الله في حيازة الترسانة الصاروخية الدقيقة، مع العلم أنه في 2011 حين اندلعت الحرب الأهلية في سوريا، توقع آنذاك وزير الحرب الأسبق ايهود باراك أن يسقط الأسد خلال فترة وجيزة، ولذلك قررت إسرائيل الوقوف جانبا، انطلاقا من تقدير موقف مفاده أن هذه الحرب ستستمر عدة سنوات".
وأشار إلى أن "التقدير الإسرائيلي آنذاك ذهب إلى أن تهديد الجبهة الشمالية سيتفكك، ولكن في 2013 أدركت إسرائيل أنها أمام مشروع لتطوير الصواريخ الدقيقة في إيران، يمكن له أن يصل حزب الله، ولذلك قررت الشروع في استراتيجية المعركة بين الحروب لمنع التسلح الدقيق للحزب".
وانتقل الجنرال للحديث عن فرضية إسرائيلية مفادها أنه "لن تكون هناك حرب في الشمال لأن الأسد يحارب داخليا للحفاظ على عرشه، وأن إمكانية تدهور الوضع الأمني في الشمال منخفضة جدا، لأن الحزب يخوض حربا وجودية للدفاع عن الأسد، خشية أن يجتاح تنظيم داعش إلى لبنان، ورغم كل ذلك فإن الصواريخ الدقيقة باتت تشكل تهديدا جديا على إسرائيل، مما تطلب منها إبعاده عنها من أجل ردع الحزب لعدم مهاجمتنا".
في الاثناء
قال مسؤول أمني إسرائيلي بارز، مساء الاثنين، إن الوقت قد حان لتوجيه ضربة قاتلة لإيران في سوريا من أجل إجبارها على الخروج من هذا البلد.
وقال المسؤول لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، نقلا عن مصادر مقربة من وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إنه يريد الآن القضاء التام على الحرس الثوري وعناصره في الأراضي السورية، لإضعاف الحملة الإيرانية بأكملها الموجهة ضد إسرائيل".
واعتبر المسؤول الأمني -الذي لم يذكر أسمه- "أن هذا الهدف يمكن تحقيقه خلال هذا العام، إذا شن الجيش الإسرائيلي حملة هجومية ومكثفة ومستمرة ومميتة ضد قواعد الإيرانيين ونظرائهم في الأراضي السورية".
وبحسب المصدر نفسه، "فإن رئيس الأركان أفيف كوخافي والعديد من المسؤولين الكبار، من حيث المبدأ، لا يعارضون ذلك، ويرون أن الفرصة مواتية في ظل الوضع الحالي لإيران، ومع ذلك يدركون جيدا أن تصعيدا عسكريا قد يحدث في حال تم تنفيذ هذه المخطط".
ووفقا لـ "يديعوت أحرونوت"، فإن مثل هذا الإجراء يتطلب موافقة الكابينيت والحكومة، لكن ليس من الواضح فيما إذا تمت مناقشة هذه القضية بكل تداعياتها.
ورجح محرر الشؤون العسكرية بالصحيفة، رون بن يشاي، أن هذه العملية، في حال نجاحها، ستحمل النظام الإيراني على ترك خطة قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني -الذي قتل جراء غارة أمريكية في العراق، في 3 كانون الثاني- لإقامة جبهة في سوريا ضد إسرائيل.
وبحسب بن يشاي، فإن بينيت يعتقد أنه من أجل التركيز على هذه المهمة، يحتاج الجيش إلى تهدئة الوضع في الجنوب مع حركة "حماس" في غزة، بدون عقد صفقة كبيرة، ولكن من خلال تقديم فوائد اقتصادية بمعدل وكمية غير مسبوقة، من أجل العمل على تنفيذ هذا المخطط لإخراج إيران من سوريا، ومن ثم التفرغ لمراقبة الملف النووي الإيراني الذي يتقدم ببطء حاليا.
وقال المسؤول الأمني الإسرائيلي "يجب ألا نسمح للإيرانيين بأن يبقوا في الفناء الخلفي لنا، في سوريا والعراق ولبنان، وأن نبقى جالسين ومكتوفي الأيدي ونشاهدهم يراكمون قوتهم أمام أعيننا ويحشدون الصواريخ الدقيقة".
يذكر أن إسرائيل وجهت خلال العام الماضي عدة ضربات جوية للقواعد والمستودعات والأسلحة الإيرانية في سوريا وخاصة في محيط دمشق والمنطقة الجنوبية.
===========================