الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 18/7/2018

سوريا في الصحافة العالمية 18/7/2018

19.07.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • «فورين أفيرز» :لا تنسحبوا... الحرب لم تنتهِ في سورية
http://www.alhayat.com/article/4592785/رأي/الصحافة-العالمية/لا-تنسحبوا-الحرب-لم-تنته-في-سورية
  • شبكة أمريكية تتحدث عن مصير متطوعي "الخوذ البيضاء" في سوريا
http://o-t.tv/wxt
 
الصحافة العبرية :
  • واي نت :قمة هلسنكي لم تحمل جديداً: الإيرانيون باقون في سورية
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12c37f02y314801922Y12c37f02
  • اسرائيل اليوم :هؤلاء هم الخاسرون من قمة "ترامب-بوتين".. قراءة إسرائيلية
https://arabi21.com/story/1109362/هؤلاء-هم-الخاسرون-من-قمة-ترامب-بوتين-قراءة-إسرائيلية#tag_49219
  • معاريف / الاستثمار مع بوتين حقق إنجازًا لنتنياهو
http://atls.ps/ar/post/15932/معاريف-الاستثمار-مع-بوتين-حقق-إنجازا-لنتنياهو
  • معاريف: الجيش الإسرائيلي طلب من النازحين السوريين الابتعاد
https://www.zamanalwsl.net/news/article/88738
 
الصحافة الالمانية والبريطانية :
  • صحيفة ألمانية: هل تغير قمة هلسنكي الأوضاع في سوريا؟
https://arabi21.com/story/1109493/صحيفة-ألمانية-هل-تغير-قمة-هلسنكي-الأوضاع-في-سوريا#tag_49219
  • الإيكونوميست: انتقال الكفاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى إفريقيا
https://7al.net/2018/07/16/الإيكونوميست-انتقال-الكفاح-ضد-تنظيم-ا/
  • مترجم: مشكلة لاجئي الشرق الأوسط الآن هي الأصعب.. لكن هذه الخطوات قد تكون الحل
https://www.sasapost.com/translation/a-new-approach-to-menas-refugee-crisis/
 
الصحافة الامريكية :
«فورين أفيرز» :لا تنسحبوا... الحرب لم تنتهِ في سورية
http://www.alhayat.com/article/4592785/رأي/الصحافة-العالمية/لا-تنسحبوا-الحرب-لم-تنته-في-سورية
جنيفر كافاريلا 
لم تنتهِ الحرب الأهلية في سورية بعد، ولم يقيّض النصر فيها للرئيس السوري بشار الأسد. فالحرب في سورية دخلت مرحلة جديدة بالغة الخطورة. وأحرزت القوى التي تقاتل إلى جانب الأسد مكاسب بارزة في السنوات الأخيرة، من السيطرة على ثاني أكبر مدينة سورية، حلب، في 2016، الى ضمان أمن العاصمة ومحيطها، في 2018. واليوم، تشنّ حملة على معاقل الثوار في القنيطرة ودرعا، مهد الثورة. وهذه الانتصارات غيّرت مسار الحرب، وأضعفت المعارضة المعتدلة، وأوحت بأن الحرب شارفت على الانتهاء. لكن، على رغم أن تقدّم النظام لا يستهان به على الخرائط، لم تطوَ الحرب بعد. فالرئيس السوري أضعف مما يبدو. وحكمه يعتمد على دعم رعاته الخارجيين، مثل إيران وروسيا، وإنهاك الدول التي كانت تعارضه. وأرسى قراره تدويل الحرب أسس حروب مقبلة، ويساهم توسّله بالمجازر الكبيرة في تأجيج تمرد جهادي دولي في سورية.
وحريّ بواشنطن أن تصدع بأن تجاهلها ما يجري في سورية لن يقود إلى فوز الأسد وإرسائه سلاماً مستقراً، بل إلى النفخ في الفوضى. وتفادي هذا المآل يقتضي ترسيخ أميركا دالتها من طريق تعزيز قوة الشركاء عسكرياً وقدراتهم على الإدارة والحكم، وبناء القوات المعارضة، واستمالة السوريين من طريق مساعدة اللاجئين والنازحين الى الاستقرار في مناطق سيطرة القوات الأميركية و»قسد»، والامتناع عن إسباغ مشروعية دولية على الأسد، وهو يتوق إلى مثل هذه المشروعية.
ومدت روسيا وإيران الأسد بعشرات آلاف المقاتلين، وبالقوات الجوية، والمساعدات المالية، والدعم الديبلوماسي الحيوي. وعلى رغم أن هذا الدعم أرسى استقرار نظام الأسد في الأمد القصير، تعيد التدخلات الإيرانية والروسية رسم خريطة الشرق الاوسط رسماً يفاقم الاضطرابات، وينفخ فيها. فاليوم في وسع موسكو وطهران استخدام سورية منصة للعدوان الدولي. وبدأت روسيا التوسل بقاعدتها الجوية في سورية لدعم عمليات مرتزقة يدعمهم الكرملين في جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان. وتشيد إيران قواعد وتدرب قوات سورية «وكيلة» تأتمر بأوامرها، وتعد لفتح جبهة ثانية (إلى الجبهة مع لبنان) ضد إسرائيل في حرب مقبلة.
وتهجير الأسد مجتمعات الثوار الى الدول المجاورة يزعزع استقرار الدول هذه. فالأردن على شفير الانهيار بعد أن امتصّ أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين. لذا، اليوم، أوصد حدوده أمام آلاف السوريين الهاربين من حملة الأسد العسكرية الأخيرة. وهؤلاء مضطرون الى العيش تحت لواء نظام الأسد. وقد يستغل الإرهابيون مثل هذه الظروف. وتدفّق اللاجئين كان وراء التصعيد التركي. فغزو أنقرة في 2016 شمال سورية رمى من جهة، الى تقييد الأكراد، ولكنه رمى كذلك، ومن جهة أخرى، الى تخفيف حمل اللاجئين على تركيا من طريق القوة. واليوم، تعيد تركيا توطين اللاجئين في شمال سورية، وتعد قوات ثوار موالية لها لتولّي إدارة شؤونهم وحكمهم. وإهمال سورية لن يؤدي الى فوز كاسح للأسد بل إلى تفاقم الفوضى. وقد تنزلق حرب تركيا مع «قوات سورية الديموقراطية» ورد هذه بعميات في الداخل التركي، الى حرب إقليمية. والرئيس التركي، إثر فوزه بالانتخابات الشهر الماضي، صار أكثر اعتماداً على القوميين الأتراك ودعمهم السياسي. وهذا التحالف قد ينتهي الى تصعيد ضد «قوات سورية الديموقراطية».
والحق يقال، انسحاب أميركا من شرق سورية، حيث ينتشر حوالى ألفي جندي، يؤدي الى فراغ تسعى قوات عدائية الى ملئه. فكثر يسعون الى التربع محل القوات الأميركية في المناطق التي انتزعتها أميركا و»قسد» من «داعش»، ومنهم قوات الأسد وداعموه، وتركيا، ومجموعات «جهادية» مثل «القاعدة» و»داعش».
وإلى التنافس الاستراتيجي في شرق سورية، قد ينبعث تنظيما «القاعدة» و»داعش» في المنطقة هذه إذا انسحبت القوات الأميركية. فـ»القاعدة» كانت تنتشر هناك قبل بروز «داعش» في 2014، ويرجح أن شبكاتها لا تزال ناشطة هناك. وعلى رغم ضعف «داعش»، لم يُهزم التنظيم هذا في سورية بعد. فخلاياه النائمة وقواته تنتشران في جيوب صغيرة في أصقاع سورية كلها. وفي 22 حزيران (يونيو) المنصرم، تبنى داعش هجوماً في عاصمته السابقة، الرقة الواقعة اليوم في أيدي «قسد». ولن تطوي مكاسب الأسد في ساحة المعارك التمرد «الجهادي»، وهذا شريان حياته هو عنف الأسد. فتكتيكات النظام السوري - الأسلحة الكيماوية، والإعدامات الجماعية، والتجويع، والتعذيب - قصمت ظهر مجتمعات الثوار، لكنها شدت عود وعزيمة عشرات آلاف «الجهاديين» الذين سيواصلون قتاله في العقود المقبلة. ويرجح أن يتولى «القاعدة» توجيه دفة القتال هذا. فالتنظيم هذا صاحب أقوى المجموعات في غرب سورية. ودور «انتحارييه» راجح في خرق دفاعات النظام السوري، التي كانت منيعة أمام الثوار. ويجند «القاعدة» مقاتلين أجانب، الى مقاتليه السوريين، للتوسل بسورية منصة لهجماته الدولية المقبلة. والى اليوم، تتركز قوات «القاعدة» في شمال غربي سورية وفي بقايا مناطق الثوار جنوب سورية، لكن التنظيم يملك شبكات فاعلة في مناطق النظام. فهو شن في 2017 ومطلع العام الحالي، هجمات دورية على قوات النظام في محافظات حلب وحماه وحمص واللاذقية. وتبنى «داعش» كذلك هجمات على مناطق سيطرة النظام. وتركيا تسمح لمقاتلين مرتبطين بالـ»جهاديين» بدخول مناطق سيطرتها، وتغض النظر عن إنشاء مشروع حكم «قاعدي» في إدلب، على حدودها في شمال غربي سورية. وتوقُّع إمساك الأسد بأراضي بلاده وحؤوله دون تهديد «الجهاديين» الغرب، هو من بنات الخيال. فهو ساهم في بروز داعش و»القاعدة» لابتزاز الغرب في وقت كان يطيح أكبر خطر عليه: الثوار المعتدلون الذين أرادوا المفاوضة على السلام. وخسارة معقل الثوار المعتدلين في جنوب سورية تُسقط خيارات الغرب، وتجهض العملية الديبلوماسية الدولية من طريق إطاحة الثوار الراغبين في التفاوض. ويعبّد سقوط هذه المناطق وهزيمة القوات المعتدلة الطريق أمام إخراج تنظيمات مثل «القاعدة» صورة النزاع السوري على أنه معركة جهاد دولي.
لكن ما العمل وأي مقاربة على الولايات المتحدة أن تلتزمها؟ الحق يقال، أبرز ما يحول دون شراكة مع ما تبقى من الثوار هو الافتقار الى إرادة أميركية فعلية. وكان الفشل مصير المساعي السابقة الى بناء قدرات شركاء من الثوار، في وقت كانت واشنطن تحظر عليهم قتال الأسد. وإذا أعتقت أميركا القوات المعتدلة من القيد أو الحظر هذا، وسعت الى بناء قدراتهم القتالية، تغيّر مسار الحرب.
وحرّي بواشنطن الإقرار بفشل الديبلوماسية الدولية في سورية، والابتعاد عنها. وهذا النأي يشل مساعي روسيا الى السيطرة على هذه العملية وتخريبها من طريق ازدراء المفاوضات التي تدعمها الأمم المتحدة وتنظيم مفاوضات مستقلة في سوتشي. وحري بها كذلك، إبرام اتفاق مع تركيا ينهي حربها مع «قسد»، ويعيد أنقرة الى صفوف المواجهة مع نظام الأسد وداعميه. ومثل هذا الاتفاق يقتضي تنازلات أو مساومات تشرع الطريق أمام قوات تدعمها تركيا الى إرساء الأمن في مناطق الغالبية العربية في شرق سورية، وهي اليوم في يد «قسد». ومثل هذه الخطوات لن يطوي الحرب السورية ولن يحمل الأسد على التفاوض. لكنه يمنح الولايات المتحدة دالة، وهو جسرها الى الاستدارة نحو الالتزام في سورية، إثر هزيمة داعش الاسمية أو الشكلية. وهذه الخطوات باهظة الثمن وعسيرة، لكنها السبيل الأمثل في حرب وحشية وخبيثة لا تقترب من الختام، بل تتحول الى نزاعات أكثر دموية.
* مديرة التخطيط الاستخباراتي في معهد «ستادي أوف وور»، عن «فورين أفيرز» الاميركية، 11/7/2018، إعداد منال نحاس
==========================
شبكة أمريكية تتحدث عن مصير متطوعي "الخوذ البيضاء" في سوريا
http://o-t.tv/wxt
أشار تقرير نشرته شبكة "سي بي إس – CBS" الأمريكية إلى قلق يراود قادة دول الغربية حول مصير المتطوعين في الخوذ البيضاء خصوصاً مع تقدم قوات (بشار الأسد) في جنوب سوريا الأمر الذي يهدد بتعرضهم لخطر الاغتيال.
وأفاد التقرير نقلاً عن مصادر مطلعة أن قضية إخراج عمال الإنقاذ هذه قد طرحت ضمن محادثات قمة "الناتو" بين الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) والدول الحليفة للولايات المتحدة. حيث تسعى هولندا والمملكة المتحدة وفرنسا وكندا وألمانيا لإيجاد طريقة مناسبة لإنقاذ أرواح ما يقارب من 1,000 متطوع وأفراد أسرهم، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود 300 شخص منهم في خطر وشيك.
وفي تصريح لشبكة "سي بي إس" اعترفت إدارة (ترامب) بقلقها على المتطوعين في الخوذ البيضاء إلا أنها مع ذلك لم تذكر الجهود المبذولة لإنقاذهم.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي (جاريت ماركيز) في بيان للشبكة "نشعر بالقلق بشأن الوضع الإنساني في الجنوب الغربي منذ أن انتهك النظام السوري وروسيا وقف إطلاق النار" وأكد البيان أن ذلك "يشمل مئات الآلاف من الأشخاص الفارين من القتال. من بينهم العديد الناس الذي يخشى من عمليات الانتقام، بما في ذلك جماعات معينة مثل الخوذ البيضاء. نسعى لكي تسمح روسيا والنظام لقوافل المساعدات الدولية بتقديم المساعدات للمدنيين الذي هم بأمس الحاجة لها في الجنوب الغربي".
وأشار التقرير إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية (تيريزا ماي) قد طرحت شخصياً مسألة الخوذ البيضاء خلال اجتماعها مع (ترامب) حيث تخشى الخوذ البيضاء أن يتم تصنيفها ضمن الجماعات المقاومة للنظام مما يؤدي إلى استهداف أعضائها من قبل قوات (الأسد) المدعومة من الإيرانيين والروس.
وقال مسؤول أميركي كبير لشبكة "سي بي إس" أن قوات النظام "تعد بعدم الانتقام من أي شخص في الجنوب الغربي ولكن لا أحد يثق بهم أو يصدقهم".
عمليات إخلاء جوية
ويشير التقرير إلى أن المحادثات الطارئة هذه قد بدأت في الأسابيع الأخيرة، بعد تقدم قوات (الأسد) باتجاه الأراضي التي من المفترض أن تشملها اتفاقية خفض التصعيد المتفق عليها بين (ترامب) و(بوتين). وعلى الرغم من أن إدارة (ترامب) وقعت على هذا الاتفاق في 2017، إلا أنها قررت عدم اتخاذ أي إجراء لوقف الهجوم العسكري الحالي.
كما أكدت مصادر مطلعة للشبكة باحتمال طرح قضية سلامة أفراد الخوذ البيضاء خلال اللقاء الذي يجمع بين (بوتين) و(ترامب).
ومع ذلك، يشير التقرير إلى عدم إدراج موضوع الإخلاء رسمياً على جدول أعمال المسؤولين الأمريكيين والدبلوماسيين الغربيين لأنهم غير متأكدين فيما إذا كان من الممكن الوثوق بالروس للمساعدة.
كما يشير التقرير إلى دراسة الدول الغربية طرق لإخراج المتطوعين بدون الحاجة إلى طلب مساعدة (بوتين)، حيث قال أحد الدبلوماسيين الغربيين للشبكة إنه يتم استكشاف طرق الهروب الأرضية حالياً.
وبالإشارة إلى صعوبة الهروب الأرضي بسبب سرعة وتيرة الهجوم الذي يشنه النظام السوري، فمن الممكن بحسب المسؤول الغربي مشاركة روسيا في عملية إخلاء جوي.
انعدام الثقة
ومع سجل (بوتين) غير الموثوق به فيما يخص الالتزام بالاتفاقيات التي تخص سوريا، يتردد المسؤولون الذي يدرسون خطط الإخلاء فيما إذا كان من الممكن طرح موضوع كهذا خلال القمة الرئاسية.
وأضاف دبلوماسي غربي للشبكة "لم نصل إلى تلك المرحلة التي نرى فيها ضرورة إجراء نقاش مع بوتين" مؤكداً أنه في حال تم استنزاف الخيارات سيكون "الخيار الوحيد المتبقي هو الروس، حينها يستحق الأمر المتابعة".
يؤكد التقرير أنه لا يوجد ما يضمن بأن يقوم الكرملين باستخدام المعلومات المقدمة له عن مكان تواجد الخوذ البيضاء لكي يقوم بتصفيتهم بدلاً من إنقاذهم.
وينوه التقرير إلى أن هذا الجهد الأخير لإخراج المتطوعين في الخوذ البيضاء يتماشى مع خطة (ترامب) بالانسحاب الكامل من سوريا.
مسؤول في الحكومة الأمريكية قال للشبكة "هذا الجهد يخبرنا بأننا في طور الإخلاء الأخير، وهذا اعتراف من الإدارة بان النظام سيسيطر على البلد ولذا لا يمكن للخوذ البيضاء البقاء".
وكان (ترامب) قد أعلن سابقاً عن رغبته بإخراج القوات الأمريكية سريعاً من سوريا، بما في ذلك 2,000 جندي متواجدين لتقديم المشورة والدعم للقوات المحلية التي تحارب تنظيم "داعش". وعلى الرغم من أن الإدارة الأمريكية قد قامت سابقاً بتجميد مساعدات مالية لدعم الاستقرار في المناطق المحررة من التنظيم إلا أنها أذنت بمبلغ 6.6 مليون دولار يقدم كمساعدة للخوذ البيضاء في الشهر الماضي.
==========================
الصحافة العبرية :
واي نت :قمة هلسنكي لم تحمل جديداً: الإيرانيون باقون في سورية
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12c37f02y314801922Y12c37f02
بقلم: رون بن يشاي*
كانت قمة بوتين - ترامب بعد ظهر أول من أمس، في هلسنكي إحدى الحوادث الأكثر غرابة في الدبلوماسية الدولية منذ نهاية الحرب الباردة. بدلاً من المطالبة بتوضيحات بشأن تدخل الاستخبارات الروسية، المؤكد على ما يبدو، في الانتخابات في الولايات المتحدة، هاجم الرئيس الأميركي موظفي إدارته، ووكالة الاستخبارات الأميركية، والحزب الديمقراطي، وجميع الأميركيين الذين ادّعوا أن الروس ساعدوا في انتخابه. في الوقت عينه أعلن ترامب أنه يكفيه تماماً تكذيب الرئيس بوتين وأعضاء إدارته بأنهم لم يتدخلوا في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
بالتأكيد، سيشكل هذا معلماً مخجلاً في تاريخ الإدارات الأميركية، ليس بسبب مضمون كلام ترامب، بل بسبب الظرف الذي قيل فيه أثناء لقاء قمة مع رئيس روسيا، الذي على ما يبدو، هو المسؤول عن محاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية بوساطة وسائل التواصل الاجتماعي. لقد كان من المخجل رؤية الرئيس الأميركي يهاجم الأشخاص الذي يعملون معه، أو مواطنين مخلصين لبلده، لكنهم ليسوا من حزبه.لقد كان هذا تصرف رئيس لا يحترم نفسه ولا الإدارة التي يترأسها.
لكن ما يهم مواطني إسرائيل هو بصورة أساسية تأثير هذه القمة في الأحداث في سورية، وخصوصاً في التمركز الإيراني في سورية وإبعاد خطر الحرب في الشمال.
في هذا السياق، يبدو أن القمة لم تؤد إلى أي جديد. الوضع حالياً هو تماماً بحسب ما جرى الاتفاق عليه بين بوتين وبنيامين نتنياهو في اللقاء الأخير الذي جرى بينهما في الأسبوع الماضي: سيسمح لبشار الأسد ببسط سلطته في جنوب سورية وفي الجولان السوري، لكن محاولته إلغاء اتفاقات وقف النار العائدة إلى سنة 1974، واتفاقات نزع السلاح وتخفيف عدد القوات التي وُقِّعت بعدها فشلت. لقد قال بوتين بوضوح أيضاً في مؤتمر صحافي إن روسيا تطلب من الأسد الانصياع لكل بنود اتفاق فصل القوات المبرم بعد حرب «يوم الغفران» [حرب تشرين الأول 1973] والذي لا يزال ساري المفعول حتى هذا اليوم.
لقد امتنع بوتين من الحديث بوضوح عن منع التمركز الإيراني في هضبة الجولان وأيضاً عن  إخراج الإيرانيين من سورية، وصرح في المؤتمر الصحافي بعد القمة أن «ترامب تحدث طوال الوقت عن أمن إسرائيل»، لكنه لم يقل كلمة واحدة بشأن ما يفكر فيه هو نفسه بشأن مطالب إسرائيل في موضوع الإيرانيين في سورية وهضبة الجولان. وهذا يعني أنه لم يتحقق أي تقدم في الموضوع باستثناء ما اتفق عليه نتنياهو مع بوتين.
أيضاً في حديث في الكرملين خلال المونديال قال بوتين إنه يؤيد مطالبة إسرائيل بأن تحترم سورية اتفاقات فصل القوات في الجولان. وقال أيضاً إنه سيقنع الأسد والإيرانيين بالامتناع من نشر ميليشيات إيرانية وميليشيات تابعة لـ «حزب الله» بالقرب من حدود إسرائيل في الجولان. واقترح بوتين إبعاد الإيرانيين والتنظيمات الدائرة في فلكهم بضعة عشرات الكيلومترات شرقي خط الحدود لكن لم يجرِ التوصل إلى اتفاق بينه وبين نتنياهو في هذا الموضوع أيضاً، إذ إن نتنياهو لم يوافق حتى على إبعاد الإيرانيين 80 كيلومتراً عن الحدود، والسبب بسيط: تطالب إسرائيل بخروج الإيرانيين والتنظيمات الدائرة في فلكها، الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية والباكستانية وأيضاً «حزب الله» من سورية بصورة كاملة، وقد أوضح بوتين لنتنياهو أن هذا أمر مستحيل ولا يستطيع فرضه على إيران وسورية.
يبدو أن هذا هو الرد الذي حصل عليه ترامب: ومما قاله خلال فترة الأسئلة في المؤتمر الصحافي يبدو أنه أثار نقطة إضافية في اجتماع القمة مع بوتين: ذكّر الرئيس الأميركي نظيره الروسي بأن الميليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تعمل على الأرض مع قوات خاصة أميركية هي التي قضت عملياً على سيطرة «داعش» على الحدود مع العراق في منطقة نهر الفرات.
قال ترامب لبوتين: يستغل الإيرانيون واقع أننا طردنا «داعش» من المعابر الاستراتيجية بين سورية والعراق من أجل فتح معبر برّي من طهران مروراً بالعراق إلى دمشق وسهل البقاع في لبنان. وعلى ما يبدو قال ترامب: نحن لن نسمح بذلك، وقد لمّح إلى ذلك في المؤتمر الصحافي.
لدى الرئيس الأميركي القدرة على تنفيذ تهديداته لأن القوات الكردية الموالية للولايات المتحدة والمدعومة منها مباشرة تسيطر على نحو ربع أراضي سورية، وعلى كل المنطقة الواقعة شرقي نهر الفرات. بالإضافة إلى ذلك يوجد للأميركيين قاعدة جوية وبرّية كبيرة بالقرب من معبر التنف، ويستطيعون انطلاقاً منها استخدام قوات جوية وقوات خاصة ومساعدة الأكراد في سورية.
يريد بوتين وومن يحيا في حمايته بشار الأسد أن يغلق الأميركيون هذه القاعدة التي تزعجهم كثيراً. لم يظهر أي مؤشر في المؤتمر الصحافي إلى أن ترامب وافق على هذا الطلب. صحيح أنه غرّد في الماضي أنه يريد إخراج القوات الأميركية من سورية، لكن في هذه الأثناء، يبدو أنه تنازل عن ذلك بتأثير من البنتاغون ومستشار الأمن القومي جون بولتون. وهذا يعطيه أداة للضغط على الروس أيضاً في قطاعات أُخرى، مثل أوكرانيا واتفاقات نزع السلاح النووي بين القوتين العظميين التي يجري تجديدها حالياً.
ثمة موضوع آخر طُرح في المحادثات يتعلق بإسرائيل هو الاتفاق النووي بين الدول العظمى وبين إيران. هنا أيضاً ظلت الولايات المتحدة وروسيا متمسكتين بمواقفهما الأساسية. لقد خرج ترامب من الاتفاق وقريباً سيفرض عقوبات على الإيرانيين، بينما تؤيد روسيا الاستمرار في تطبيق الاتفاق.
باختصار، في كل ما له علاقة بإسرائيل تحدث ترامب كثيراً وتحدث بوتين قليلاً، وباستثناء الموافقة على مواصلة التنسيق العسكري بين الجنود الأميركيين والروس الموجودين حالياً في سورية لمنع وقوع احتكاك غير مرغوب فيه بينهما، لم يوافق الزعيمان على أي شيء جديد. ليس هناك بشرى لإسرائيل من اجتماع ترامب- بوتين وأيضاً ليس هناك بشرى للاجئين السوريين الذين يزداد وضعهم الانساني تفاقماً بعد مرور سبع سنوات على الحرب.
إذاً، ماذا حققت هذه القمة؟ الإنجاز الأساسي أن الزعيمين قررا تحسين الأجواء بينهما، وهذا على الأقل، يخفف من التوترات في الساحة الدولية، وقد يسمح مستقبلاً بالتعاون بينهما هنا وهناك. أن يتحدثا عن مصالحة أفضل من شحذ سيوف نووية.
نصل هنا إلى الاتفاق الثاني الذي جرى التوصل إليه في هذه القمة: الاتفاق مبدئياً على تجديد اتفاقات نزع السلاح النووي التي ستنتهي صلاحيتها في وقت قريب وتوقيعها من جديد. في خطابه إلى الأمة في بداية السنة عرض بوتين أسلحة جديدة معظمها قادر على حمل رؤوس حربية نووية، وبحسب كلامه ليس لدى الغرب وسائل للدفاع عن نفسه إزاءها. لهذا يجري الحديث كثيراً في العالم الغربي وفي الولايات المتحدة عن سباق على التسلح النووي وأيضاً التقليدي الذي تجدد مؤخراً مثلما كان خلال فترة الحرب الباردة.
يبدو أن محاولة جدية بُذلت في القمة بين ترامب وبوتين للتوصل إلى تفاهمات مبدئية أيضاً في هذا الموضوع المهم، لكن سنحتاج إلى الانتظار كي تتضح التفاصيل، هل جرى التوصل إلى مثل هذه التفاهمات فعلاً؟
في الخلاصة يمكن القول إنه باستثناء تبديد التوترات والموقف غير المنضبط للرئيس الأميركي وعدم احترامه لنفسه، لم تحمل هذه القمة الأولى بين زعيمي دولتين عظميين تملكان معاً 90% من الترسانة النووية العالمية بشائر كثيرة.
عن «واي نت»
* محلل عسكري.
==========================
اسرائيل اليوم :هؤلاء هم الخاسرون من قمة "ترامب-بوتين".. قراءة إسرائيلية
https://arabi21.com/story/1109362/هؤلاء-هم-الخاسرون-من-قمة-ترامب-بوتين-قراءة-إسرائيلية#tag_49219
قال الباحث الإسرائيلي في الشؤون الأمريكية أبراهام بن تسافي، إن "إسرائيل هي الرابح الأكبر مما وصفها الصفقة التي يجري إبرامها بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين".
وأضاف في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم وترجمته "عربي21": "في حين يسعى ترامب للحصول من بوتين على مساعدة في محاربة الإرهاب، وتحقيق الاستقرار في سوريا، وتوفير أمن إسرائيل، فإن واشنطن ستسلم لموسكو بضم نصف جزر القرم إلى حدودها".
وأوضح بن تسافي أن "ترامب يحاول استعادة محاولة تاريخية قام بها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت مع الاتحاد السوفييتي أوائل أربعينيات القرن الماضي، لكنه سرعان ما عاد لحلفائه التقليديين في الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا، واليوم بعد سبعين عاما تعود الولايات المتحدة لتحقيق ذلك الحلم القديم".
وتابع: "قمة هلسنكي تعتبر محاولة أمريكية لتصميم سياسة موحدة بين القوتين العظميين في العالم لمواجهة التحديات التي تواجههما معا، رغم بقاء التحالفات التقليدية للولايات المتحدة مع الناتو، لكن كان لافتاً أن يوجه ترامب جل انتقاداته القاسية في بروكسل ولندن، فيما وصل إلى العاصمة الفنلندية لتأسيس صفقة بديلة مع الكرملين، تقوم على محاربة القاعدة وتنظيم الدولة مقابل الحفاظ على الهدوء في الجبهة السورية، وهناك تساعد روسيا في توفير الأمن الإسرائيلي، والحفاظ عليه عند الحدود السورية في هضبة الجولان".
وأكد أن "أهم محاور الصفقة العالمية بين هاتين القوتين، تكمن في التسليم الأمريكي، وإن لم يكن رسميا، بالخطوات التي قامت بها موسكو في شرق أوكرانيا، بحيث يبدو واضحا أن ترامب يسعى بجد لتوثيق تعاونه مع بوتين، رغم ما يقال عن تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة 2016، لكن ترامب برأ بوتين من أي اتهامات وجهها الأمريكيون إليه، ما يجعلنا نرى في هذه القمة مؤشرا واضحا على ما قد يقوم به ترامب باتجاه تحقيق الاستقرار العالمي". 
 وقال مراسل صحيفة معاريف للشؤون الدولية إلداد باك، إن "قمة ترمب-بوتين يجب أن تشكل مصدر قلق لأوروبا في ظل ما يقال عن كراهية ترامب للاتحاد الأوروبي، ما يحقق لبوتين مصلحة واضحة في إضعاف هذا الاتحاد، وهو ما ينقل أخبارا غير سارة للأوروبيين".
وأضاف باك، في تحليل ترجمته "عربي21" أن "الخشية الأوروبية مردها إلى أن أي تفاهمات تسفر عنها قمة هلسنكي لن تكون في صالح الاتحاد الأوروبي، أو استقراره، أو وضعيته في المجتمع الدولي، في ظل الجهود الروسية التي لا تخفى على أحد لإضعافه، وتحجيم دوره في القضايا العالمية، مقابل تعزيز دور القوى الصاعدة من اليمين واليسار على حساب الاتحاد، فيما أيد ترامب خروج بريطانيا منه، ويقترب من أحزاب اليمين الأوروبي، ويسعى لمحو إرث أوباما في ما وراء المحيط الأطلسي".
وأشار إلى أن "تطلعات ترامب وبوتين تتمثل في أن يعيدا موسكو وواشنطن لتكونا الدولتين العظميين في العالم، وجعل أوروبا تابعة لهما، لأنهما لم تغفرا لها سلوكها معهما، فبدلا من أن تشعر بالعرفان والفضل لهما على إنقاذها في الحرب العالمية الثانية من العدو النازي، فإنها تتعامل معهما اليوم باستعلاء، وتوجه لهما اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان، وفرضت عقوبات على روسيا عقب ضم جزر القرم واجتياح أوكرانيا، ما يعني أن الزعيمين معنيان بتذكير أوروبا بحجمها الحقيقي، وربما يتقاسمان مناطق النفوذ حول العالم وحدهما".
==========================
معاريف / الاستثمار مع بوتين حقق إنجازًا لنتنياهو
http://atls.ps/ar/post/15932/معاريف-الاستثمار-مع-بوتين-حقق-إنجازا-لنتنياهو
17 تموز / يوليو 2018
بقلم: يوسي ملمان
لا شك أن قمة هلسنكي منحت انجازا شخصيا كبيرا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ولسياسة حكومته في سوريا. فاستثماره في السنوات الثلاثة الاخيرة في تحقيق اتصالات وثيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حصل أمس على تعبير رسمي.
 روى بوتين في المؤتمر الصحفي بان الرئيس الامريكي دونالد ترامب تحدث معه عن الالتزام بأمن اسرائيل. وقال بوتين هذا في الماضي، على مسمع من نتنياهو ايضا، في اللقاءات العشرة التي عقدت بينهما وكذا في التصريحات العلنية. ولكن أن يقول هذا هكذا، في اللقاء الاهم منها جميعها، توجد اهمية خاصة. هذا القول هو ايضا ختم رسمي لما بات واضحا للجميع تقريبا: بوتين لا يمنع اسرائيل من احباط محاولات إيران ان تقيم قواعد في سوريا تأتمر فيها بإمرتها اسلحة متطورة، ولا سيما بطاريات مضادة للطائرات، تستهدف تقييد حرية عمل سلاح الجو الاسرائيلي.
في الماضي شجبت روسيا الهجمات، ولكن في الاشهر الاخيرة لم تعد تتطرق لها. وقد شدد بوتين على ان روسيا تدعم عودة الوضع على الحدود السورية الاسرائيلية لما كانت عليه قبل الحرب الاهلية التي بدأت قبل سبع سنوات ونصف السنة. ويدور الحديث عن اتفاق لفصل القوات، والذي وقع بعد حرب يوم الغفران في 1974 واحترم منذئذ وحتى اندلاع الحرب الاهلية. وحسب الاتفاق فقد تقررت في مجال سوريا مناطق فصل يحظر فيها الطيران او ادخال دبابات وفوهات مدفعية فوق نسبة معينة.
ولكن لا تزال حاجة للانتباه الى ما لم يقل او يذكر – ايران. عن نفوذ نتنياهو على ترامب لا حاجة للاستفاضة بالكلام، فهو عظيم. هما يريان بانسجام تام الحاجة الى ابعاد ايران عن كل الاراضي السورية وتشديد الضغط الاقتصادي عليها، لدرجة الامل في ان لعل بذلك يسقط نظام آيات الله.
ولكن نفوذ بوتين على ايران، ارادته، أو قدرت على ابعادها عن كل الاراضي السورية، محدود، وبالتالي مشكوك جدا أن يتحقق طلب نتنياهو هذا. فإبعاد ايران وحلفائها، حزب الله والميليشيات الشيعية الى مسافة عشرات الكيلومترات عن حدود اسرائيل، يبدو أنه سيتحقق. أما من كل سوريا فليس مؤكدا.
==========================
معاريف: الجيش الإسرائيلي طلب من النازحين السوريين الابتعاد
https://www.zamanalwsl.net/news/article/88738
زمان الوصل - رصد
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي، طالب عشرات النازحين السوريين، الذين تجمهروا قرب حدود مرتفعات الجولان بالابتعاد.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إن "عشرات النازحين السوريين تجمهروا قرب الحدود الإسرائيلية، وهم يرفعون الأعلام البيضاء".
وأضافت: "طلب الجيش من اللاجئين الابتعاد عن منطقة الحدود".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق، إنه "لن يسمح لنازحين سوريين هاربين بسبب القتال الجاري في جنوب سوريا بعبور الحدود".
==========================
الصحافة الالمانية والبريطانية :
 
صحيفة ألمانية: هل تغير قمة هلسنكي الأوضاع في سوريا؟
https://arabi21.com/story/1109493/صحيفة-ألمانية-هل-تغير-قمة-هلسنكي-الأوضاع-في-سوريا#tag_49219
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تطرقت من خلاله إلى تأثيرات قمة هلسنكي على الأوضاع في سوريا.
ويعد مستقبل سوريا إحدى المواضيع، التي وضعت على طاولة الحوار. خصوصا ما يتعلق بمساعدة روسيا للولايات المتحدة الأمريكية على الحد من النفوذ الإيراني.
 وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن قمة هلسنكي قد تحدد مستقبل سوريا.
ومن أولويات ترامب في القمة؛ الحد من النفوذ الإيراني في سوريا وإجبار الميليشيات الشيعية على الانسحاب من الأراضي السورية. ولتحقيق ذلك، يحتاج الرئيس الأمريكي لمساعدة روسيا. ومقابل الحصول على الدعم الروسي، قد يتخلى ترامب عن شمال سوريا. وفي هذا الصدد، أفاد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون أن "إجراء مفاوضات بشأن انسحاب الميليشيات الإيرانية من الأراضي السورية يعد خطوة إيجابية".
وأكدت الصحيفة أنه من غير الواضح إن كان بوتين قادرا بالفعل على إرجاع إيران إلى حجمها الطبيعي وبالتالي الحد من نفوذها لاسيما وأن الميليشيات الإيرانية ساهمت بشكل كبير في الانتصار، الذي حققته روسيا في الحرب السورية، علاوة على أن الوحدات الإيرانية لازالت إلى حد اليوم تحارب ما تبقى من قوات المعارضة المسلحة.
وأوضحت الصحيفة أنه منذ أن أراد تنظيم الدولة احتلال شمال سوريا بشكل عنيف، شيدت الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 10 قواعد عسكرية وأعلنت عن دعم قوات سوريا الديمقراطية. وفي الوقت الراهن، يمتد نفوذ هذه القوات من الفرات إلى الحدود العراقية، وذلك بفضل الدعم الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن منطقة شمال سوريا تعد منطقة إستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية نظرا لأنها تملك أكبر مخزون من النفط والغاز في سوريا. من هذا المنطلق، تعتبر هذه المنطقة ورقة ضغط في يد الولايات المتحدة الأمريكية عند التفاوض بشأن مستقبل سوريا. وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي هدد في العديد من المناسبات بسحب قوات بلاده من سوريا، إلا أن ذلك لم يحدث على أرض الواقع إلى حد الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من الأراضي السورية يعد سيناريو كارثيا للغاية بالنسبة لشمال سوريا. ولعل ما حدث في درعا يعد خير دليل على ما يمكن أن يخلفه تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم الميليشيات المسلحة من تداعيات كارثية. وفي شهر حزيران/يونيو، أبلغت السفارة الأمريكية بالأردن الميليشيات المسلحة بأنهم لن يتلقوا أي دعم في حال شن النظام السوري وحليفه الروسي هجوما عليهم. ونتيجة لذلك، شن النظام السوري هجوما عنيفا على مدينة درعا، مما دفع بالأهالي إلى الهروب.
وأوضحت الصحيفة أنه في مطلع شهر تموز/يوليو، أبرمت قوات المعارضة اتفاقية سلام مع الروس تتولى بموجبها الشرطة العسكرية الروسية تسيير شؤون مدينة درعا. في ظل هذه الظروف، تمثل الهزيمة سيناريو مرعبا بالنسبة للمعارضين. وفي هذا الإطار، قال أحد الأهالي إن "موجة من الاعتقالات ستنطبق مثلما حدث في بقية المناطق. لذلك، نخشى من العودة إلى ديارنا ومن فقدان الحرية".
وأفادت الصحيفة أن أهالي شمال سوريا يشعرون بالتفاؤل. في هذا السياق، صرح أحد قيادات قوات سوريا الديمقراطية، يدعى عمر، لصحيفة فيلت قائلا: "لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تشيد الكثير من القواعد لتختفي بعد ذلك، بل ستبقى هنا إلى أجل غير محدود". ومن وجهة نظر قوات سوريا الديمقراطية، لا تخلف سياسة ترامب الخارجية أية عواقب سلبية.
ونقلت الصحيفة على لسان المحلل لدى المركز الأمريكي للأمن الجديد، نيكولاس هيراس أن "الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلى ببساطة عن شمال سوريا، بل ستؤجل سحب قواتها لأطول فترة ممكنة". وفي السياق ذاته، تابع هيراس أن "قوات سوريا الديمقراطية تعلم أنها لا تستطيع أن تثق في حكومة ترامب. وفي المقابل، لم يبق لها سوى بديل واحد، ألا وهو دمشق".
وفي الختام، بينت الصحيفة أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أعرب خلال حوار تلفزيوني عن استعداده للتفاوض مع قوات المعارضة، لكنه هدد في الوقت نفسه بالعنف في حال لم تكن المفاوضات على النحو المنشود. وفي هذا الإطار، أورد القيادي بقوات سوريا الديمقراطية عمر أن "الأسد يقدر على قول الكثير، لكن الأمر ليس سهلا". وأردف عمر قائلا: "نحن جيش كبير مسلح ونسيطر على عدد كبير من المدن. ومن المتوقع أن تندلع حرب أهلية دموية جديدة".
==========================
الإيكونوميست: انتقال الكفاح ضد تنظيم الدولة الإسلامية إلى إفريقيا
https://7al.net/2018/07/16/الإيكونوميست-انتقال-الكفاح-ضد-تنظيم-ا/
مع اكتساب الجماعات الإسلامية العنيفة مزيداً من القوة في منطقة الساحل الإفريقي, سلطت الإيكونوميست الضوء على هذا الموضوع في تقرير أعدته من نيجيريا والنيجر. متناولة جماعة بوكو حرام, نشأتها وأعمالها الشنيعة, وانضمامها لتنظيم الدولة الإسلامية.
مايدوجوري, المدينة الشمالية الشرقية الرئيسية في نيجيريا والتي تتعرض لسلسلة من الحملات الجهادية, حيث أصبح مشهد الضمادات البيضاء حول الأطراف المبتورة لضحايا التفجيرات أمراً مألوفا. إلا أنه بحسب الصحيفة, بالكاد يتم الإبلاغ عن الكثير من العمليات الإرهابية بالرغم من أنها أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص العام الماضي, معظمهم من المدنيين. وقد وصف الجنرال مارك هيكس, قائد القوات الخاصة في إفريقيا, الجماعات الإرهابية هناك بأنهم أكبر مجموعة ينتمي أعضائها لتنظيم الدولة الإسلامية خارج العراق وسوريا. فقد جذبت الحرب ضدهم قوات من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا, كما أنها تجتذب بقايا تنظيم داعش.
الكآبة الإفريقية
وأشار التقرير إلى القلق من كسب الجهاديين لهذه الحرب. “إن الحملة تحقق تقدماً كبيراً, لا يمكني القول إن الوضع يزداد سوءاً”, قال الجنرال برونو غيبرت والذي يشرف على جهود مكافحة الإرهاب الفرنسية في المنطقة, إلا أنه في الواقع تشير الإحصائيات إلى خلاف ذلك: فقد ارتفع عدد حوادث العنف التي تورطت بها الجماعات الجهادية في إفريقيا إلى أكثر من 300 % بين عامي 2010 و2017, كما ازداد عدد الدول الإفريقية التي تشهد نشاطاً متشدداً إلى أكثر من الضعف حيث بلغ 12 دولة خلال ذات الفترة, هذا بحسب مركز إفريقيا للدراسات الإستراتيجية والذي يعد قسم من وزارة الدفاع الأمريكية. لذلك عبّر ضابط فرنسي كبير عن يأس الضباط الغربيين حيال الوضع قائلاً: “لا شك أننا سوف نخسر المعركة ما لم يتم تزويدنا بمزيد من القوات”.
وعن الجماعات الجهادية في الدول الإفريقية أوضح التقرير أن الكثير منهم يتعهد بالولاء لتنظيم القاعدة أو داعش. من ضمنهم جماعة “الشباب” في الصومال و “بوكو حرام” وفصائلها في نيجيريا و “نصرة الإسلام والمسلمين” في مالي. كما أوضح التقرير أن الصراع قد يكون مدفوعاً إلى حد كبير بالمظالم المحلية في كل منطقة, لكن المتمردين يشتركون في بعض السمات الإيديولوجية. وقد عزز وجودهم بشكل كبير انهيار ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي عام 2011, فتسربت الأسلحة عبر إفريقيا من مخازن الأسلحة الليبية. كما نشطت شبكات التهريب المختلفة من تهريب البشر إلى تهريب المخدرات في جميع أنحاء الصحراء. وهناك مؤشرات تفيد بأن الجهاديين يتعلمون من بعضهم البعض, ويمتصون الأموال والدعم من الجماعات المسلحة المتواجدة في الشرق الأوسط. وفي هذا الصدد حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قائلاً: “التحدي بالنسبة لنا هو إدارة النزاعات, ومنع الجماعات الجهادية من التوحّد والانضمام”.
أهم المعارك الدائرة ضد الجماعات الجهادية هي حملة نيجيريا ضد بوكو حرام, حيث تعد نيجيريا أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان وأقواها اقتصاداً. فإذا كان بلداً بهذه الموارد غير قادر على احتواء فيروس الجهاد, فما هو الأمل المنشود من الدول الإفريقية الأفقر والأقل قدرات؟ ” إذا سقطت نيجيريا فإنها سوف تشكل فجوة عملاقة تمتص ستة أو سبعة بلدان أخرى إلى الهاوية”, قال جنرال متقاعد كان يشغل منصب كبير في القيادة العسكرية لإفريقيا.
إلا أن الحكومة النيجيرية تصّر على انتصارها في الحرب على بوكو حرام. ومع ذلك يبدو الأمر غير صحيحاً في قرية كيريبيري الواقعة على بعد نحو 12 كم من مايدوجوري, حيث تحدد الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة بخندق ضحل, ويشير شرطي من المنطقة إلى ما هو أبعد من ذلك قائلاً: “هناك انعدام للأمان, إنها بوكو حرام”.
مايدوجوري كانت مسقط رأس بوكو حرام التي تشكل فصائلها أكبر مجموعة إرهابية في العالم, حيث تعد أخطر من تنظيمي داعش والقاعدة. وبحسب التقرير: أسست المجموعة من قبل أتباع الداعية الإسلامي محمد يوسف الذي أنشأ مدرسة دينية ومسجد في مايدوجوري عام 2002. ويشير أحد مخبري الشرطة الذي حضر خطب يوسف إلى أنه “كان مقنعاً للغاية, جعلني أتفق مع كل شيء قاله”.
انطلاقة بوكو حرام
حرّض يوسف أتباعه على رفض الدولة بذريعة أنها خلقت من قبل الإنسان وليس الله, ورفض أي معارف ومفاهيم تتناقض مع الإسلام, كتلك التي تتحدث عن جولة حول العالم أو تعلل نشأة المطر من التبخر. وبالرغم من أن الولايات الشمالية في نيجيريا قد فرضت الشريعة الإسلامية منذ فترة طويلة, إلا أن تفسيرها لم يكن يتناسب بما فيه الكفاية مع فكر يوسف. ومن بين مطالبه كان فرض حظر على التعليم العلماني, لذا أطلق على المجموعة اسم بوكو حرام ما يعني: “التعليم الغربي هو خطيئة”.
وكان رجال يوسف يهاجمون الشرطة والجيش, ويقتلون رجال الدين ممن لا يتفقون مع تفسيره للإسلام, ذلك بحلول العام 2009. إلى أن ألقت الشرطة النيجيرية القبض على يوسف وقتله أمام حشد خارج مقر الشرطة في مايدوجوري, وأصرّت الحكومة على أنها أطلقت عليه النار أثناء محاولته الهرب.
احتجب أتباع يوسف قبل أن يظهروا مجدداً بقيادة أبو بكر شيكاو, حيث قاموا عام 2011 بتفجير مقر للشرطة النيجيرية ومبنى تابع للأمم المتحدة في العاصمة أيوجا. وبحلول نهاية عام 2014 انتشروا في أجزاء كبيرة من ثلاثة ولايات تقع شمال شرق نيجيريا, وحققوا شهرة دولية بعد اختطافهم ما يقارب 300 تلميذة من شيبوك متجهين إلى مايدوجوري مستغلين ضعف الجيش النيجيري الذي نهشه الفساد وفي حالة من الفوضى, فيذكر أحد الضباط كيف أن المؤسسة التي يجب أن يتراوح عدد أفرادها بين 100 و150 جندياً كانت تتألف فقط من 20 رجلاً.
لم تحاول بوكو حرام في البداية السيطرة على الحكم كما فعلت داعش في سوريا والعراق حيث أسست إدارات مدنية لإدارة الخلافة التي أسست نفسها بنفسها. بل فضّلت الفوضى, فقصفت المساجد والأسواق, ذبحت القرويين واختطفت النساء والأطفال, استعبدت بعض الفتيات وقامت ببيعهم, ضغطوا على آخرين ليكونوا قنابل بشرية, وبحسب دراسة قام بها مركز مكافحة الإرهاب في وست بوينت, وهي اكاديمية عسكرية, فإن القنابل البشرية التي استخدمتها المجموعة والتي بلغت 434 بين نيسان 2011 وحزيران 2017 كانت معظمها من الإناث, أما اليونيسيف أعلنت أن العام الماضي فخخت بوكو حرام 135 طفلاً على الأقل.
ويوضح التقرير أن هذا العنف يعكس شخصية شيكاو الغامضة والوحشية والتي أثبتها أيضاً لداعش التي أعلن ولاءه لها في عام 2015, حيث غيّر اسم بوكو حرام ليصبح الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا (ISWAP). وفي عام 2016 أعلنت داعش أبو مصعب البرناوي زعيماً لـ (ISWAP), ما أدى إلى قسم المجموعة إلى فصيلين.
في هذه الأثناء, حمل آلاف القرويون وسكان مايدوجوري المناجل والمسدسات وانضموا إلى ميليشيا للدفاع عن النفس, وهي فرقة العمل المدنية المشتركة (CJTF) والتي كانت تضبط مداخل المدينة. في حين أمر الرئيس النيجيري محمد بخاري, وهو يساري ودكتاتور عسكري سابق, جنرالاته بنقل مقرهم إلى مايدوجوري. وساهمت دول الجوار مثل تشاد والنيجر والكاميرون من خلال قوات متعددة الجنسيات في التصدي للوضع. وفي غضون أشهر استعاد الجيش السيطرة على معظم المدن الكبرى ودفع بالمتمردين إلى الغابات أو بحيرة تشاد, وهي مجموعة مستنقعات تلتقي بحدود أربعة بلدان.
ومنذ ذلك الحين يسيطر الجيش على المدن الرئيسية وبعض الطرقات فيما بينها, في حين يسيطر المتمردون على الريف والقرى. ويعتقد الأمريكان أن بارناوي يقود حوالي 3500 مقاتل ( كان لدى شيكاو 1500 جندي تقريباً) مما يعني أن بارناوي قد يكون مسئولاً عن أكبر قوة لداعش في العالم, ويعتقد أن بضعة آلاف من رجالات داعش غادروا سوريا والعراق للانضمام إليه.
يعاني الجيش النيجيري من الضغوط الزائدة وانخفاض الروح المعنوية أكثر مما كان عليه عام 2015, كما أنه لا يصرّح بالأرقام الحقيقية لخسائره, إلا أن مطلعين قالوا أن أكثر من 300 جندي نيجيري قتلوا وجرح 1500 آخرين خلال العام الماضي.
لم تكلّف بوكو حرام نفسها عناء السيطرة, إلا أن على عكس ISWAP التي تعزز السيطرة على القرى الحدودية وتفرض الضرائب على السكان المحليين وتنشأ حواجز على الطرق لابتزاز الأموال من المارّين وتقدم الأمن والعدالة الخاصة بها في المناطق الواقعة خارج نطاق سيطرة الدولة. وبالرغم من عدم قدرتها على الاحتفاظ بالأراضي في معركتها أمام الجيش النيجيري, إلا أنها تقوم ببناء الخلافة الأولية. فيقول أحد ضباط الجيش: “يمكنك رؤية العلم الأسود لداعش على أكواخ في القرى”.
وبحسب التقرير, يفعل الجنرالات النيجيريين عكس ما يقولون من كسب القلوب والعقول. فقد قام الجيش بإخلاء الناس من الريف بشكل ممنهج وحرق قراهم وتمت حشدهم في مخيمات مزرية في مايدوجوري وغيرها من البلدات التي يسيطر عليها الجيش النيجيري. فقد نزح نحو مليون شخص بسبب القتال في نيجيريا والبلدان المجاورة.
ويرى معظم المراقبين أن عمليات القتل العشوائية التي يقوم بها الجيش وإجبار الناس على الدخول إلى بلدات الحاميين تغذي التمرد. وتقول منظمة العفو الدولية أن العديد من النساء والفتيات تعرضن للاغتصاب في المخيمات وأن المئات (إن لم يكن الآلاف) من المحتجزين في المخيمات ماتوا بسبب الجوع أو نقص الرعاية الطبية.
ويتجاوز فشل الحكومة النيجيرية حدود المخيمات, فبحسب التقرر, لا يكاد أحد يحصل على التعليم أو الرعاية الصحية أو الخدمات العامة الأخرى في المناطق المتضررة من بوكو حرام. ففي واقع الأمر, يعتبر شمال شرق نيجيريا دولة فاشلة داخل دولة محتلة.
ويعرب التقرير عن قلق الجيوش الغربية التي لا ترغب في الانجرار نحو حرب أخرى وسط الأوضاع الإنسانية السيئة. فتقوم كل من أمريكا وبريطانيا بتدريب القوات النيجيرية وتقديم المشورة لهم, كما تقوم القوات الأمريكية الخاصة بدوريات مشتركة مع الجيش في النيجر, وتقوم فرنسا بعمليات واسعة عبر الساحل. كما تقوم الدول الغربية بتمويل مجموعة الخمسة, وهي قوى إقليمية تضم قوات من بوركينا فاسو وتشاد ومالي وموريتانيا والنيجر لمكافحة الإرهاب.
لكن تلك القوات لا تلعب دوراً مباشراً في الحرب ضد ISWAP في نيجيريا كما يحصل في الصومال, حيث لدى أمريكا هناك 500 حوالي جندي على الأرض وتشن هجمات وغارات بطائرات بدو طيار لقتل أو أسر الجهاديين. وبحسب المقال, فإن مقتل أربعة جنود أمريكان في النيجر في تشرين الأول الماضي يثير الشكوك حول حجم مشاركة أمريكا في إفريقيا. وكان هذا الحادث الأكبر في خسارة الأرواح الأمريكية في القتال في إفريقيا منذ مقتل 18 رجلاً في مقديشو قبل 25 عاماً, الأمر الذي دفع بها لسحب قواتها.
يرى البعض أنه يجب تعزيز الجهود العسكرية بدلاً من تقليصها, فيمكن لغارة جوية غربية إلحاق خسائر فادحة بالمجموعة وتعيد قدرة ISWAP على التنظيم لمدة عام أو أكثر. لكن بحسب أحد الضباط البريطانيين: “يمكننا القضاء على القيادة, لكن هل هذا سيجعل الأمور أفضل؟” حيث يرى أن الغارات وحدها لن تكون كافية لهزيمة المجموعة, فيتحدث ضباط غربيون عن الحاجة إلى التزام طويل الأمد لتدريب القوات المحلية وتجهيزها ومساعدتها ومنحهم الدعم الجوي عند الحاجة.
ويقارن الجنرال هيكس تصاعد الجهاد في إفريقيا بحركة طالبان في أفغانستان عام 1993, فالتهديدات التي تشكلها حركة الجهاد على الغرب لا تزال في مراحلها المبكرة ويمكن التعامل معها بخسائر مادية وبشرية أقل. ويقول إن السماح للخطر بالتفاقم قد يؤدي إلى نمو التهديدات لدرجة تضطر القوى الغربية بالتدخل المباشر وعلى نطاق أوسع. لكن تجربة الغرب في أفغانستان منذ العام 2001 منحتهم درساً آخر: التدخل العسكري وحده لا يمكن أن يحل المشكلة.
==========================
مترجم: مشكلة لاجئي الشرق الأوسط الآن هي الأصعب.. لكن هذه الخطوات قد تكون الحل
https://www.sasapost.com/translation/a-new-approach-to-menas-refugee-crisis/
في مقاله بصحيفة «بروجيكت سينديكيت» يطرح وزير الاقتصاد اللبناني الأسبق ناصر السعيدي رؤيته لحل مشكلة اللاجئين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي يعتبرها الأضخم في العالم منذ عقود، ويقدم رؤية  من ثلاثة محاور لمعالجة تلك المشكلة على المدى الطويل.
ويستهل السعيدي مقاله بالقول: وصل عدد ضحايا العنف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى نسب تاريخية، فمنذ عام 2000، كان نحو 60% من الوفيات الناتجة عن الصراعات في العالم تعود إلى تلك المنطقة، في الوقت الذي استمر فيه العنف في العراق وليبيا وسوريا واليمن في التسبب بنزوح ملايين البشر سنويًا.
وقد تعرضت الدول التي تستضيف اللاجئين الناتجين عن تلك النزاعات لتحديات جمة، فوفقًا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في 2016، فقد عانت دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تحد مناطق النزاعات الأكثر كثافة من انخفاض المتوسط السنوي للناتج المحلي الإجمالي بنحو 1.9% في السنوات الأخيرة، فيما ازداد التضخم في تلك البلاد بنحو 2.8%.
وقد أدت التدفقات الكبيرة من اللاجئين إلى وضع ضغوط على مستويات الأجور في البلدان المضيفة، فعمّقت من مشكلة الفقر، وزادت التوترات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والآن لا تزال أغلب برامج المساعدة تركز على تقديم المساعدات قصيرة المدى بدلًا عن البحث عن الاندماج طويل المدى، وبالأخذ في الاعتبار المدى والمدة التي بلغتها أزمة اللاجئين في تلك المناطق، فمن الواضح أنه يجب علينا البحث عن مقاربة جديدة للمسألة، تنتقل من التركيز على الحلول المؤقتة إلى الحلول شبه الدائمة.
وبحسب السعيدي، فلتحقيق ذلك، لدينا ثلاث مساحات مرتبطة بهذا الدعم المطلوب يجب أن تسترعي انتباهنا. أولًا: يجب على الدول المانحة أن تفعل المزيد لتقوية الاقتصاديات في البلدان المضيفة. على سبيل المثال، يمكنها شراء المزيد من صادرات الدول المضيفة، أو أن تدعم قطاعات الصحة والتعليم في تلك البلاد. يمكن للمانحين أن يحسنوا الأوضاع الاقتصادية في تلك البلاد، ومن ثم سيتم خلق المزيد من فرص العمل لصالح اللاجئين.
وفي سبيل ذلك، سيكون على الدول المضيفة أن تزيل أولًا العراقيل التي تحد من قدرة اللاجئين على العمل بشكل قانون؛ إذ يجب أن تسمح لهؤلاء بالمشاركة في أسواق العمل النظامية؛ الأمر الذي سيمكنهم من كسب لقمة عيش، ودفع الضرائب؛ ما سيجعلهم في النهاية أقل اعتمادية على المنح والمساعدات، حيث سيتمكنون من اكتساب مهارات وخبرات ستمكنهم لاحقًا من إعادة إعمار بلدانهم التي دمرتها الحروب.
ورغم الأهمية التي تبدو بها قضية التوظيف هذه، فلا تزال أغلب دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تحظر عمل اللاجئين في القطاع الرسمي (تعد الأردن استثناءً وحيدًا، حيث أصدرت حوالي 87 ألف تصريح عمل للاجئين السوريين منذ 2016)، وهو ما يضطر كثير من اللاجئين إلى البحث عن وظيفة في الاقتصاد غير الرسمى؛ الأمر الذي يجعلهم أكثر عرضة للاستغلال أو الإساءة.
لكن العديد من الأدلة من خارج المنطقة تشير إلا أنه – وفي حال تم إدماجهم بالشكل المناسب – فإن بإمكان اللاجئين أن يصبحوا أكثر فائدة لأسواق العمل في البلدان المضيفة. على سبيل المثال، أشار تحليل حديث أجراه مركز دراسات اللاجئين التابع لجامعة أكسفورد، إلى أن شركات توظيف اللاجئين في أوغندا قد رفعت من فرص التوظيف المتاحة بالنسبة للمواطنين إلى مستويات مهمة.
يستطرد الكاتب: نأتي إلى المسألة الثانية وهي حماسة «هوية» اللاجئين، ونعني هنا الهوية بمعانيها المختلفة، بدءًا من مستندات الهوية الشخصية وحتى الحقوق الثقافية . ولهذا يجب أن تُبذل المزيد من الجهود لتحسين الاتصال الرقمي للاجئين، للتأكد من امتلاكهم وسيلة للوصول إلى بياناتهم ومجتمعاتهم.
إحدى الطرق التي يمكن بها تطبيق ذلك هو عبر استخدام تقنية «البلوك تشاين»، لضمان أمان نظام تسجيل اللاجئين الخاص بالأمم المتحدة. من شأن ذلك أن يقوي من فعالية وصول المساعدات الغذائية، ويسهل فرص التنقل، كما سيحسن من خدمات البيع الالكتروني، فيصير من السهل على اللاجئين أن يكتسبوا أو يدخروا الأموال.
تحسين الوصول إلى شبكات التواصل سيساعد اللاجئين على البقاء مرتبطين بأصدقائهم وعائلاتهم، وعبر ربط اللاجئين بشبكة الانترنت، يمكن للمانحين أن يدعموا بعض البرامج من قبيل «الفصول الالكترونية»، وخدمات الرعاية الصحية الإلكترونية، وهي الخدمات التي يصعب توفيرها عادة لمجتمعات اللاجئين التقليدية. وستستفيد النساء النازحات -اللاتي يعشن عادة في ظروف أكثر انعزالية – من تلك البرامج.
أخيرًا، عندما تنتهي تلك النزاعات – وهو ما سيحدث حتمًا – فإن المجتمع الدولي يجب أن يكون مستعدًا للمساهمة في إعادة الإعمار. فبعد سنوات من القتال، ستبرز فرص استثمارية في مناطق كالعراق وسوريا والسودان، وبالنسبة للنازحين من تلك البلدان، فإن إعادة البناء تعني هنا زيادة النمو وخلق المزيد من فرص العمل. ويمكن أن تساهم استراتيجيات الإعمار الإقليمية في تخفيض إجمالي النفقات، وزيادة الفعالية فضلًا عن تأثيرها الإيجابي على قطاعات الاقتصاد المختلفة.
ويضيف الكاتب: في الحقيقة، يجب أن يبدأ العمل لأجل مرحلة إعادة الإعمار والبناء من الآن، فعلى سبيل المثال، يمكن لتأسيس بنك عربي جديد للإعمار والتنمية أن يضمن وجود التمويل الكافي للمشروعات وقت الحاجة، هذا الكيان المالي – الذي اقترحته قبل ذلك في أكثر من موضع – يمكن أن يجد التمويل الكافي بسهولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وبمشاركة كل من الاتحاد الأوروبي والصين واليابان والولايات المتحدة والبنك الأسيوي للاستثمار في البنية التحتية وغيرها من المؤسسات التنموية الدولية.
ويختتم ناصر السعيدي مقاله قائلاً: عبر هذه المقاربة الثلاثية إذا، سيصبح من الممكن معالجة أزمة اللاجئين الأصعب في العالم منذ عقود. عبر ضمان الوصول إلى فرص العمل، وتقوية التواصل الرقمي، ووضع حجر الأساس لإعادة الإعمار بعد الحرب، يمكن للبشر في هذه المنطقة المحطمة أن يبدأوا التخطيط من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا، أما البديل الوحيد -التركيز على المساعدات قصيرة المدى بدون استراتجية ذات معنى – فلن نجني من ورائه سوى المزيد والمزيد من الإحباطات.
==========================