الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 18/3/2021

سوريا في الصحافة العالمية 18/3/2021

20.03.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • «ناشيونال إنترست»: لماذا تُعاني أنظمة الصواريخ الروسية تقنيًّا في سوريا؟
https://sasapost.co/translation/russian-missiles-problems-in-syria/
  • «المونيتور»: لماذا لا تتعامل إدارة بايدن بجدية أكبر مع الملف السوري؟
https://sasapost.co/translation/biden-syria-civil-war/
  • مجلة أمريكية عن بشار الأسد بعد 10 سنوات من الثورة: لم ينـتصر.. لم يكسب شيئا.. ونجا بشق الأنفس!
https://orient-news.net/ar/news_show/188722/0/مجلة-أمريكية-عن-بشار-الأسد-بعد-سنوات-من-الثورة-لم-ينـتصر-لم-يكسب-شيئا-ونجا-بشق-الأنفس
  • ستراتفور: مخاوف واشنطن من الغوص في وحل سوريا تطارد مهمة بايدن هناك
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/3/17/ستراتفور-مخاوف-واشنطن-من-الغوص-في-وحل
 
الصحافة البريطانية :
  • «الإندبندنت»: ملاحقة مرتزقة «فاجنر» في موسكو.. هل تتحقق العدالة للضحايا السوريين؟
https://sasapost.co/translation/war-case-against-russian-wagner/
  • فايننشال تايمز: السلام في سوريا سراب طالما ظل الأسد في الحكم
https://www.alquds.co.uk/فايننشال-تايمز-السلام-في-سوريا-سراب-طا/
  • الغارديان: ماذا حصل للاجئين السوريين في تركيا؟
https://arabi21.com/story/1345260/الغارديان-ماذا-حصل-للاجئين-السوريين-في-تركيا#category_10
 
الصحافة العبرية :
  • معاريف :سفير إسرائيلي يرصد 6 دروس إسرائيلية في سوريا بذكرى الثورة
https://arabi21.com/story/1345289/سفير-إسرائيلي-يرصد-6-دروس-إسرائيلية-في-سوريا-بذكرى-الثورة#category_10
  • معاريف :متى تلجأ إسرائيل إلى “بدالة” الأسد لتفعيل الخط الساخن بينها وبين روسيا؟
https://www.alquds.co.uk/متى-تلجأ-إسرائيل-إلى-بدالة-الأسد-لتفع/
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوموند: الأطفال السوريون.. جيل راح سدى
https://arabi21.com/story/1345241/لوموند-الأطفال-السوريون-جيل-راح-سدى#category_10
 
الصحافة الامريكية :
«ناشيونال إنترست»: لماذا تُعاني أنظمة الصواريخ الروسية تقنيًّا في سوريا؟
https://sasapost.co/translation/russian-missiles-problems-in-syria/
تحتوي الأسلحة الجديدة دائمًا على عيوب لا تُكتشَف حتى تُستخدَم هذه الأسلحة في القتال. والمثال الأقرب لهذه العيوب أو المشكلات، هو تلك التي تعانيها الصواريخ الروسية في سوريا.
كتب مايكل بيك، كاتب مساهم في «ناشيونال إنترست»، مقالًا نشرته المجلة الأمريكية حول المشكلات التي تواجهها الصواريخ الروسية في سوريا، ويرى أن هذه المشكلات تعود بالأساس إلى تباين المناخ بين الدولتين.
ويوضح الكاتب في مستهل مقاله أن الصواريخ الروسية واجهت مشكلات أثناء تشغيلها في سوريا. لماذا؟ لأن أجزاء من سوريا صحراء، وروسيا تفتقر إلى الخبرة في تصميم الأسلحة لمثل هذه المناخات.
وقد جاء هذا الاعتراف المذهل على لسان بوريس أوبسونوف، رئيس شركة الصواريخ التكتيكية الروسية (KTRV)، خلال مقابلة مع صحيفة «كوميرسانت» الروسية. يقول أوبسونوف: «لن أخفي ذلك: وجدتُ عيوبًا مختلفة في ظروف القتال الحقيقية. وقد أصبحت الحملة السورية اختبارًا خطيرًا لنا».
وأفاد أوبسونوف أنه حاول إقناع الجيش الروسي باستخدام القنابل الذكية بدلًا من القنابل غير الموجَّهة. ولم نكن نمتلك سلاحًا أرخص موازنةً بقنابل السقوط الحر غير الموجَّهة. وقِيل لنا إن القنبلة (غير الموجَّهة) التي تسقط بفعل الجاذبية فعَّالة جدًّا بفضل طريقة الاستهداف الجديدة. وكان عليَّ أن أجادل في ذلك. والجداول والإحداثيات كلها جيدة. ومن الممكن عمل جداول ديناميكية هوائية على نحو صحيح، ولكن مع وجود رياح قوية، يمكن أن تسقط هذه القنبلة على بعد عدة مئات من الأمتار، لأنها لا تحتوي على نظام تصحيح.
الصواريخ الروسية: الافتقار إلى ساحات تدريب مماثلة
وألقى أوبسونوف باللوم على الافتقار إلى ساحات تدريب في روسيا ذات ظروف مناخية مماثلة لتلك الموجودة في سوريا. «ليس لدينا ساحات تدريب بها مثل هذه الظروف المناخية: حرارة وضباب قوي يرتفع من الأرض، ورياح وعواصف رملية».
وقال أوبسونوف: «لذلك، لم يكن من الممكن قبل حملة سوريا اختبار الأسلحة المُنتَجة، على سبيل المثال، باستخدام رأس صاروخ موجَّه بالليزر في مثل هذه الظروف المناخية».
وأضاف: «لم نفترض أن الضوء يمكن أن ينجرف بعيدًا عن المكان المحدد بسبب الأسراب المنتشرة في الصحراء السورية. ومبدأ تشغيل سلاح الليزر قائم على أن: هناك ضوءًا مستهدفًا. ويرى رأس الصاروخ الموجَّه إشارة الليزر المنعكسة ويُحفَّز عند نقطة انعكاس الإشارة. وفي ظل الظروف المناخية المثالية، يُعد سلاح الليزر السلاح الأكثر دقة، لكن مداه يعتمد إلى حد كبير على شفافية الغلاف الجوي».
وأضاف أوبسونوف: «كلما كان السلاح أكثر تعقيدًا، كان على المرء أن يفكر أكثر في سبب حدوث خطأ ما. لماذا؟ لأنه في ظل الظروف المثالية، نُخطِئ الهدف بانتظام، وفجأة لا يحدث ذلك، فما بالك بالظروف غير المثالية».
سوريا ميدان لاختبار الأسلحة الروسية
وأوضح الكاتب أن الأمر يشبه إلى حد كبير الطريقة التي أصبحت بها حروب فيتنام أو حروب الشرق الأوسط أرض اختبار للأسلحة الأمريكية، وبالطريقة نفسها، تستخدم روسيا الحرب الأهلية السورية لاختبار أسلحتها في القتال، بما في ذلك الطائرات الحربية والمروحيات، ودبابات الروبوت، والصواريخ. على سبيل المثال، تُجرِي روسيا تعديلاتٍ على طائراتها المروحية بناءً على التجربة في سوريا.
وقالت وكالة الأنباء الروسية (تاس) إن «المتخصصين العسكريين يرغبون في زيادة مدى الأسلحة وتحسين معايير طائرات الهليكوبتر، وتكرار بعض الأنظمة والمكونات، وتقليل الوقت اللازم لتجهيز طائرات الهليكوبتر للطيران».
وفي ختام مقاله، لفت الكاتب إلى ما أعلنه أندريه بوجينسكي، الرئيس التنفيذي للشركة المصنعة للمروحيات الروسية، من أن «هناك العشرات من هذه التعديلات. وهي تعديلات مختلفة وتتعلق بتصميم الطائرات والأسلحة التي تحملها وأنظمة الدفاع على متنها، وأنظمة التحكم في الأسلحة، وإمكانية استخدام أسلحة موحدة مماثلة لتلك التي تحملها مروحيات كاموف كا-52، وميل مي-28 إن».
=========================
«المونيتور»: لماذا لا تتعامل إدارة بايدن بجدية أكبر مع الملف السوري؟
https://sasapost.co/translation/biden-syria-civil-war/عبدالرحمن النجار
قالت إليزابيث هيجدورن، في مقال نشره موقع «المونيتور» إنه في الأشهر الأولى له في منصبه، ألمح فريق الرئيس جو بايدن إلى أن الحرب الأهلية في سوريا لن تكون من بين أولويات سياسته الخارجية. وأوضحت هيجدورن أن وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، قال عن نهج إدارة باراك أوباما تجاه سوريا: «لقد فشلنا. ليس بسبب عدم الرغبة في المحاولة، لكننا فشلنا».
يقول عدد كبير من المسؤولين السابقين في إدارة أوباما – الذين يشغلون الآن مناصب فريق السياسة الخارجية للرئيس جو بايدن – إنهم أخطأوا في سوريا؛ إذ أدى عقد من القتال إلى مقتل مئات الآلاف من الأشخاص، نتج منه جيل جديد من الجماعات المتطرفة وتسبب في أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية. في السنوات التي أعقبت «الخط الأحمر» لأوباما، أحكم الرئيس السوري بشار الأسد، قبضته على السلطة التي استمرت عقدين، إذ استعاد كثيرًا من أجزاء البلاد باستخدام مزيج من البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية وحرب الحصار بمساعدة رعاته الأجانب؛ إيران وروسيا.
وعلى الرغم من مرور ما يقرب من شهرين من فترة ولاية بايدن؛ كما تشير هيجدورن، فإنه لا تزال الحرب الأهلية المدمرة التي أربكت أسلافه، ولا تزال تطارد مساعديه – والتي احتفل السوريون يوم الاثنين بالذكرى العاشرة لانطلاقها – ليست ضمن أولويات سياسته الخارجية.
تشير الدلائل الأولية إلى أن التعامل مع هذا الملف قد تأجل، مع احتدام الحرب الأهلية في اليمن، وتعثُّر المهمة الأمريكية في أفغانستان، وتعقيدات المفاوضات النووية مع إيران. في أول خطاب له عن السياسة الخارجية منذ توليه منصبه، لم يشر بايدن، ولا بلينكين، إلى سوريا.
قال ستيفن هايدمان، مدير دراسات الشرق الأوسط في كلية سميث، وزميل أول في معهد بروكينجز: «هذا الصمت معبر للغاية». وأضاف: «لدينا أيضًا هذه التعيينات غير المُطمئنة عندما يتعلق الأمر بالوقت الذي ستخصصه الإدارة لسوريا»، مشيرًا إلى روبرت مالي، مبعوث بايدن إلى إيران، ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكجورك، بوصفهما شخصيتين «تمثلان وجهات نظر من شأنها مقاومة النداءات من أجل دور دبلوماسي أكثر حزمًا للولايات المتحدة في الصراع السوري».
وفي إشارة أخرى إلى أن ملف سوريا ليس له أولوية على صراعات إقليمية أخرى، كما تؤكد هيجدورن؛ أن بايدن لم يعين بعد بديلًا دائمًا لجويل رايبورن، الذي شغل منصب المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا بعد تقاعد الدبلوماسي المخضرم جيمس جيفري العام الماضي. وبدلًا من ذلك، عيَّن فريق بايدن المسؤولة بوزارة الخارجية، إيمي كترونا، ممثلة بالنيابة إلى الدولة التي مزقتها الحرب.
قال معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لفريق الطوارئ السوري، وهي منظمة غير ربحية مقرها واشنطن: «لقد نأوا بأنفسهم عن سوريا، لكنهم سيضطرون إلى مواجهة الأزمة».
يمكن إجبار إدارة بايدن على التصرف إذا اشتعلت الأزمة التي تلوح في الأفق في محافظة إدلب الشمالية الغربية – آخر محافظة لا تزال تحت سيطرة المعارضة – وتهدد بالتمدد عبر الحدود السورية.
أضاف مصطفى: «أخشى أنه بدلًا من تولي زمام القيادة والضغط من أجل حماية إدلب… سنضطر للرد على هجوم آخر بالأسلحة الكيماوية أو هجوم عسكري آخر يتسبب في نزوح مئات الآلاف أو قتل عدد لا يحصى من المدنيين».
قصفت الطائرات الحربية السورية والروسية إدلب وأجزاءً من محافظتي حلب وحماة المجاورتين لما يقرب من عام؛ مما أسفر عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص قبل أن تتوصل روسيا وتركيا، اللتان تدعمان طرفي الصراع في الحرب، إلى وقف هش لإطلاق النار في مارس (آذار) 2020. قد يؤدي تجدد القتال في معقل المتمردين المتبقي في سوريا إلى تفاقم الانهيار المالي للبلاد والدخول في أزمة لاجئين جديدة على أعتاب أوروبا.
التردد يسيطر على إدارة بايدن في الملف السوري
في غضون ذلك، وبحسب الكاتبة، تخضع سياسات إدارة بايدن بشأن سوريا لمراجعة مشتركة بين الوكالات، ويأمل المؤيدون للتحرك أن تؤكد النتيجة النهائية تخفيف الكارثة الإنسانية في إدلب. وهذا قد يشمل إعادة المساعدة إلى شمالي سوريا، حيث خفض الرئيس السابق، دونالد ترامب، التمويل لمشروعات تحقيق الاستقرار في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش في السابق.
يوجد أيضًا ضغوط على الولايات المتحدة لاستعراض عضلاتها الدبلوماسية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والذي سيصوت في يوليو (تموز) على ما إذا كان ستُمدد عملية نقل المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، التي يسعى داعمو الأسد الذين يتمتعون بحق النقض في مجلس الأمن المكون من 15 عضوًا، وروسيا والصين، إلى إلغائها.
قالت جمانة قدور، الزميلة غير المقيمة في المجلس الأطلسي: «هذا وقت حرج لإدارة بايدن لتنشيط العملية السياسية حقًّا وإعلام روسيا والأسد والإيرانيين بأننا جادون بشأن مشاركتنا في سوريا».
أشار فريق بايدن حتى الآن إلى أنه سيعزز تسوية سياسية لإنهاء الصراع في سوريا تمامًا مثل إدارة ترامب. لكن المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في قلب هذا النهج، قد فشلت في تحقيق أي نتائج ذات مغزى، كما تستطرد هيجدورن. وفي يناير (كانون الثاني)، انتهت الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة إلى طريق مسدود.
يتمتع بايدن بنفوذ محدود للضغط على الأسد على طاولة المفاوضات، لكن من المتوقع أن يستخدم سلطته في العقوبات بموجب قانون قيصر، وهو قانون يهدف إلى خنق شريان الحياة المالي للأسد. دعا أنصار القانون، بايدن، إلى توسيع نطاق استخدامه وسلطات العقوبات الأخرى، لاستهداف المستثمرين الأجانب الداعمين للنظام والجهات الراعية العسكرية له.
ومع استمرار الجدل حول دور الولايات المتحدة في إنهاء الحرب الأهلية وراء الكواليس، يقول السفير السابق، فريدريك هوف، الذي عمل مستشارًا للشؤون السورية في عهد أوباما، إنه يتفهم رغبة مسؤولي بايدن، في عدم إعطاء الأولوية للصراع.
قال هوف: «سيكون هناك إغراء من جانب العديد من الأشخاص في الإدارة – الأشخاص حَسَنِي النية، وأولئك الذين يحاولون القيام بوظائفهم قدر الإمكان – لمحاولة إبقاء الأمر برمته بعيدًا عن متناول اليد. إنها معضلة حقيقية لإدارة مثقلة بالأعباء. لكن أخشى أن مهمة محاولة منع تدهور الملف السوري أكثر إلزامية».
=========================
مجلة أمريكية عن بشار الأسد بعد 10 سنوات من الثورة: لم ينـتصر.. لم يكسب شيئا.. ونجا بشق الأنفس!
https://orient-news.net/ar/news_show/188722/0/مجلة-أمريكية-عن-بشار-الأسد-بعد-سنوات-من-الثورة-لم-ينـتصر-لم-يكسب-شيئا-ونجا-بشق-الأنفس
أورينت نت- ترجمة لانا الإمام
تاريخ النشر: 2021-03-18 06:32
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريراً قبل أيام بمناسبة عشر سنوات على الثورة السورية، تحدثت فيه عن عدم تحقيق بشار أسد لأي مكاسب رغم حربه على الشعب السورية، إضافة إلى تدخل إيران وحزب الله في سوريا، وهذا نص المقال:
بعد سنوات من الحرب الدموية، حان الوقت للاعتراف بأن ما يحكمه ديكتاتور سوريا المستبد ليس سوى دولة فاشلة تعاني حالة مزمنة من العنف والفوضى.
"انتصر الأسد"، و"شارفت الحرب على الانتهاء" عبارات أمسى ترديدها شائعا عند مناقشة الشأن السوري هذه الأيام. وهو أمر يمكن تفهمه، بعد سيطرة النظام على نحو ثلثي مساحة سوريا. إذ إنه ومنذ بداية التدخل العسكري الروسي في سوريا في سبتمبر/أيلول 2015، لم تحقق المعارضة نصراً واحداً يذكر بل خسرت معظم مناطق سيطرتها لحساب النظام. بينما واجهت الخلافة الإقليمية للدولة الإسلامية في شرق سوريا هزيمتها النهائية في قرية الباغوز في أواخر مارس/آذار 2019. وانحصر، اليوم، الحديث عن الشأن السوري، إلى حد كبير، بالنقاشات المتعلقة بقضايا عودة اللاجئين، وإعادة الإعمار، وما إذا كانت ستخفف العقوبات المفروضة، إضافة إلى مسألة فتح باب الحوار والانخراط مجدداً في المحادثات مع النظام.
ولطالما رأى المدافعون عن النظام تلك اللحظات على أنها لحظات احتفال بالنصر، وتنفس الصعداء، وتكثيف الدعوات الموجهة للعالم لقبول واقع سوريا الجديد، وإنهاء العقوبات، والمساعدة في إعادة إعمار سوريا وفرض سيادة الدولة على شتى أنحاء البلاد. في الواقع، لم تكن تلك الدعوات بالأمر الجديد، إلا أنها كسبت، بهدوء،  بعض الزخم بين المراقبين وصناع السياسات المؤثرين. على سبيل المثال، شارك مركز كارتر –المؤسس من قبل جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق- في استضافة اجتماع في أبريل/نيسان في لندن تمت فيه مناقشة قضايا مثل "استعادة السيادة الإقليمية" و "كيفية سحب القوات المسلحة التي تعمل في سوريا دون موافقة الحكومة في البلاد". كذلك شاركت الجمعية البريطانية السورية في استضافة الحدث، وهي جماعة موالية للنظام أسسها والد زوجة الرئيس السوري بشار الأسد، فواز الأخرس الذي نصح الأسد في عام 2012 حول كيفية التصدي للأدلة المتعلقة بتعرض المدنيين للتعذيب. كما أن المدير التنفيذي الحالي للجمعية هو شقيق رئيس ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا.
بيد أن مشكلة صغيرة تواجهنا هنا، نظام الأسد لم "يكسب" حقاً أي شيء. بل نجا بشق الأنفس على حساب دماء السوريين وترويعهم؛ بينما يبدو الاستقرار في سوريا حلماً بعيد المنال. وفي الآن ذاته تبقى آخر معاقل المعارضة في شمال غرب سوريا مستعصية على النظام. كما توجد مؤشرات كثيرة على عدم استقرار المناطق الأخرى من البلاد مستقبلا. وإن لم تعد سوريا عالقة في حرب أهلية مفتوحة، فإن الأزمة السياسية في البلاد مازالت تتفاقم. إذ تبقى البواعث الجذرية الكامنة خلف اندلاع الثورة عام 2011 موجودة حتى اللحظة، كما غدا معظمها أسوأ مما كان عليه في السابق. وحتى في مناطق سيطرة النظام حيث يسكن أكثر شبيحته اندفاعا وحماسة، تمثل الحياة اليوم تحديات هائلة أكبر من تلك التي واجهتهم أثناء أحلك أيام النزاع.
ولضمان طرح عادل بما يخص سوريا، نحتاج إلى الاعتراف بمدى تدهور الوضع في البلاد –وكيف أن بقاء النظام بحد ذاته يعد تأكيدا على استمرار الفوضى، وعدم الاستقرار، والصراع لسنوات عديدة قادمة.
إدلب: مواجهة من دون إيران
تقع آخر مناطق سيطرة المعارضة في الشمال الغربي، حيث أصبح نحو 4% من مساحة البلاد موطناً لثلاثة ملايين مدني، نصفهم من النازحين الذين هُجّروا من بيوتهم. ووفقاً لتقديراتي، يوجد في منطقة إدلب الكبرى هذه ما يقرب من 60 ألف مقاتل مصمم على متابعة النضال ضد النظام وداعميه. ويدين نصف هؤلاء المقاتلين بالولاء لفصائل من التيار الرئيسي للمعارضة واسعة الطيف، بينما ينتمي النصف الآخر إلى الجماعات الجهادية، التي يدين بعضها بالولاء للقاعدة. 
كانت هذه البقعة الجغرافية الصغيرة من المنطقة، لأشهر طوال، عرضة لهجوم وحشي واسع شنته القوات البرية والجوية الموالية للنظام. ومهدت حملة عقابية عنيفة، جوية ومدفعية، الطريق لهجمات برية شرسة شنتها أشد الوحدات والنخب ولاءً، بما في ذلك قوات النمر ذات السمعة السيئة، وقوات الحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة. ومع ذلك، وبعد مضي أكثر من عشرة أسابيع على الحملة، لم يتمكن النظام من استعادة سوى ما يقرب من 1% من الأراضي، وذلك بعد أن ضحى بالمئات من جنوده وميليشياته، وعشرات الدبابات والمدرعات، وعدد من الطائرات الحربية. بينما لقي 400 مدني حتفهم، ونزح 330 ألفاً آخرين. كما غصت المخيمات بالنازحين، وغدت حقول الزيتون ملجأً لجموع هائلة من العائلات التي فرّت من القصف الجوي والمدفعي العشوائي.
في الحقيقة، ليس هنالك دليل أقوى من الوقائع الأخيرة في إدلب على افتقار النظام إلى القوى البشرية لاستعادة سيطرته وبسط نفوذه على بقية المناطق. أما الفارق الأساسي هنا، فهو رفض إيران زج ميليشياتها في معركة إدلب، معللة ذلك، منذ اجتماع الأستانا في كازاخستان في فبراير/شباط 2019، بأن الشمال الغربي ليس له أهمية استراتيجية تذكر لمصالحها في سوريا. ولم تكن أهمية إيران بالنسبة للأسد وروسيا أكثر وضوحاً. مما يثير تساؤلات جدية حول مصداقية أية دعوات لخروج القوات الإيرانية والميليشيات المرتبطة بإيران من سوريا، وهي مسألة واصلت إدارة ترامب طرحها، ربما كشرط مسبق لإجراء محادثات جدية. 
وعلى الرغم من إصرار الأسد على حلمه باستعادة كل شبر من سوريا، إلا أن هذه الرقعة التي لا تزيد مساحتها على 4% تمثل بحد ذاتها تحدياً قد استعصى على النظام وحلفائه. في الواقع، ظهرت بعض البوادر التي تشير إلى احتمالية تراجع النظام وتقليص انتشار قواته على خطوط المواجهة الأمامية، وذلك بعد الهجوم المفاجئ على ريف اللاذقية في تموز/ يوليو2019.
 وقد نشهد، في حال قررت تركيا مواصلة إمداد وكلائها بالأسلحة الثقيلة، تحول إدلب إلى غزة ثانية، حيث يفرض حصار الأمر الواقع على المنطقة التي تخضع هي ذاتها للجماعات المتطرفة. الأمر الذي تسعى هيئة تحرير الشام، الفرع السابق لتنظيم القاعدة، إلى الترويج له، بعد اقتراحها بأن يصبح الحكم الفعلي في المنطقة تحت سلطة حكومة الإنقاذ. إلّا أنّ هذا السيناريو لا يخدم حقاً مصالح أي طرف في المنطقة، فضلا عن المدنيين الذين يصل عددهم إلى 3 ملايين نسمة.
إذا استمرت حالة العنف والفوضى في المنطقة، سوف تستفيد منها أيضا فصائل أخرى، مثل تنظيم حراس الدين الذي يتبنى نموذج أسامة بن لادن للجهاد الحربي الطليعي. ومع أن هذه الجماعات تدّعي تركيز اهتمامها على الحرب والقتال في شمال غرب سوريا، إلّا أن مصادر موثوقة أطلعتني أن تلك الجماعات تأخذ محاربة "العدو البعيد" (الغرب) بعين الاعتبار. كما أخبرتني ثلاث شخصيات إسلامية التقيت مع كل منها على حدة في إدلب منذ منتصف عام 2018، أن مناقشات عامة تجري في اجتماعات غير رسمية لدوائر إسلامية وجهادية شدد فيها موالون للقاعدة على أهمية استخدام إدلب نقطة انطلاق للقيام بعمليات خارجية. وقيل لي إن مناقشات كهذه لم تتم علنا طيلة سنوات النزاع في سوريا.
إن شعور أنصار القاعدة المتشددين بالثقة الكافية للإعلان عن مناقشات كهذه وبهذا الشكل، يجب أن يشكل مصدر قلق عميق. بيد أن الحل لمثل هذه التهديدات لا يتمثل بالقصف العشوائي المكثف الذي تشنه قوات الأسد على المدنيين. لأن ذلك سيؤدي إلى تفاقم التهديد بل ويزيد صعوبة إمكانية تحديده. كما أن حقيقة قيام الولايات المتحدة بشن أول هجوم لها منذ عامين، في 30 حزيران/ يونيو 2018، ضد أحد أهداف تنظيم القاعدة شمال غرب سوريا -على الرغم من الحظر الجوي الذي فرضته روسيا للحد من الوصول إلى المجال الجوي للمنطقة– تؤكد مدى خطورة التهديد الإرهابي المتنامي هناك.
تنظيم الدولة: باق لكن لا يتمدد حتى الآن
على الرغم من أن تنظيم الدولة قد خسر بالفعل قاعدته الإقليمية– التي كانت تعادل في السابق مساحة المملكة المتحدة، وتضم أجزاء من سوريا والعراق– إلا أن التنظيم استطاع المحافظة على معدل مرتفع ومقلق للعمليات التي يقوم بها في شرق سوريا في الأشهر الأخيرة. وتظهر تقارير مفتوحة المصدر وقوع أكثر من 370 هجوما في شرق سوريا منذ آذار/ مارس 2019، نُسب معظمها إلى تنظيم الدولة وخلاياه النائمة.
ومع أن الإدارة الأمريكية كانت تُصر على بقاء الولايات المتحدة في سوريا، بالرغم من الإعلان الأولي للرئيس (الأسبق) دونالد ترمب عن نيته الانسحاب الكلي من سوريا في كانون الأول/ ديسمبر 2019، إلا أن الوجود الأمريكي سيتضاءل في سوريا.
وبحسب خطط معلنة، كان قد تقرر الإبقاء على نحو 1000 جندي فقط من القوات الأمريكية ومن ثم تقليص العدد إلى 400 جندي بحلول خريف عام 2020. وفي الوقت ذاته، وافقت كل من المملكة المتحدة وفرنسا على زيادة هامشية لانتشار قواتهما في سوريا (بما يقرب 10 إلى 15% لكل منهما)، إضافة إلى تعهد بعض دول البلقان والبلطيق بإرسال أعداد صغيرة من الجنود. مما يعني أن إجمالي القوات غير الأمريكية في سوريا يبلغ نحو 600 جندي.
ومع أنه تقرر بقاء أكثر من 400 جندي أمريكي بحلول خريف 2020، إلا أن الخطوات اللازمة لمواجهة تنظيم الدولة لا تزال مبهمة؛ ولم يتضح بعد كيف سيتم تدريب "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من قبل الغرب؛ والتصدي لتهديدات سوريا وروسيا وإيران وتركيا؛ وإقناع القبائل العربية المتخوفة بالحفاظ على ولائها لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد. والأسوأ من ذلك كله، أن من الصعب تخيّل أن هذا العدد سيكون كافياً لتهدئة شكوك ترامب العميقة فيما يتعلق بهذه المهمة ومتابعتها. لذا فمن الصعب رؤية الاستراتيجية الحالية للولايات المتحدة في شرق نهر الفرات، المعقل السابق لتنظيم الدولة، على أنها مستدامة.
وفي الآن ذاته، لا تقتصر عمليات تنظيم الدولة على مناطق شرق الفرات وحسب. بل إن قوته القتالية تبدو أكثر فاعلية غرب النهر، وفي مناطق سيطرة النظام -وهي المناطق التي لم يعطها النظام، من الناحية الأمنية، أية أهمية منذ بدء عملياته في إدلب. في الحقيقة، وقبيل شن هجوم إدلب، أُطلق سراح كتيبتين كاملتين من ميليشيا أسد حاصرهما مقاتلو تنظيم الدولة لعدة أيام في منطقة البادية الصحراوية. واستمر التنظيم في ترويع ميليشيا أسد  ووحدات المليشيات الحليفة في مختلف مناطق الصحراء لعدة أسابيع. وعقد بعد حادثة الحصار تلك، اجتماعا طارئا في المنطقة ناقش التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة. وأشارت التقارير، آنذاك، إلى أنه تقرر في الاجتماع التوقف عن مهاجمة الدواعش والاكتفاء بمراقبة واحتواء التنظيم -ما يمثل إدانة دامغة لأولويات الأسد في مكافحة الإرهاب.
بعد رفض إيران وحزب الله دعم النظام في عمليات إدلب، وسع كل منهما نفوذه في المنطقة الصحراوية الوسطى. بيد أن للعمليات الإيرانية الحربية أهدافاً أخرى غير عسكرية، بما في ذلك نشر تعاليم المذهب الشيعي، وتجنيد الشبان المحليين في الميليشيات الطائفية، وإقامة المؤسسات الدينية والثقافية والجمعيات الخيرية الإيرانية. وفي مثل هذه المنطقة المحافظة في سوريا، يصعب تجاهل حقيقة أن هذا النوع من الأنشطة الإيرانية، يمثل فرصة محتملة لتنظيم الدولة للرد بتجنيد مضاد.
مصالحة هشة
بالإضافة إلى إدلب، سيطرت المعارضة السورية على ثلاث مناطق: جنوب سوريا وجنوبها الغربي، ومنطقة الغوطة الشرقية بجوار دمشق، وريف حمص. حيث تم تصنيف هذه المناطق، نظرياً أثناء مباحثات أستانا، كمناطق خفض التصعيد من قبل روسيا وإيران وتركيا في منتصف عام 2017، بهدف الحد من العنف المستشري في شتى أنحاء سوريا.
إلا أن الأحداث على أرض الواقع كانت مغايرة تماماً، فقد كان خفض التصعيد مبادرة روسية خبيثة لسد النقص الذي يعاني منه النظام في القوى البشرية، مما يتيح له استعادة المناطق تحت سيطرته واحدة تلو الأخرى، بدءا بالغوطة الشرقية بين شباط/ فبراير ونيسان/ أبريل من عام 2018، ثم ريف حمص بين نيسان/ أبريل وأيار/ مايو، وأخيرا جنوب سوريا بين حزيران/ يونيو وتموز/ يوليو. انتهى المطاف في المناطق الثلاث تحت رعاية ما يسمى باتفاقيات المصالحة، حيث أتيحت للسكان فرصة البقاء في مناطقهم، إذا ما تصالحوا مع النظام وخضعوا له. إضافة إلى ذلك كله، دمجت الجماعات المسلحة التي عقدت الصلح مع النظام في بنى شكلية ضمن الجيش السوري، إلا أنها ستبقى تحت الوصاية الروسية داخل مناطقها المحلية.
وأخيراً، أدت استعادة النظام سيطرته على تلك المناطق إلى زيادة قمع الدولة الوحشي، والتجنيد الإجباري، وتقليص الخدمات، وفي بعض الحالات، حوصر السكان المحليون في شرك عداوات متنافسة بين القوى الأمنية المحلية المدعومة من روسيا وإيران. على سبيل المثال، تحولت الغوطة الشرقية إلى "ثقب أسود" حاشد بحواجز التفتيش الأمنية، والمعتقلات الروسية السرية، ومنشآت الميليشيات الإيرانية وقواعدها. ووجد مقاتلو المعارضة، الذين اضطروا للتصالح مع النظام، أنفسهم مضطرين لقتال رفاق الأمس، بما في ذلك في إدلب، حيث قتل العديد منهم في الأسابيع الأخيرة. في الحقيقة، لم تكن هناك مصالحات حقيقية مع الحكومة المركزية، ولكن الجميع أجبر على الخضوع.
ما نجم عن ذلك كله حالة متصاعدة من عدم استقرار، في جنوب سوريا على وجه الخصوص، حيث أعلن مسؤولو أمن النظام عن وجود أزمة، وفقاً لما جاء على لسان أحد المطلعين الذين تحدثوا إلي. إذ شنت شبكات المقاومة السرية وجماعات المقاتلين التي وقّعت على اتفاقيات المصالحة (والمسجلة شكلياً في قوائم القوات التابعة للنظام) عشرات الهجمات في درعا خلال الأشهر الأخيرة. على سبيل المثال لا الحصر، هدد زعيم إحدى جماعات المعارضة السابقة في درعا، أدهم الكراد، في 23 حزيران/ يونيو بدعم حملة "عصيان مدني" إذا ما داوم النظام على إقحام مقاتلي المصالحات في الجنوب في القتال في إدلب. وشهدت العاصمة دمشق، آنذاك، سلسلة من الهجمات والتفجيرات، مثلما حدث في عدة مناطق في محافظة دير الزور، التي يسيطر عليها النظام. جل هذه الهجمات ترتبط بالجذور الأولى للثورة التي قامت بين عامي 2011 و2012 ضد النظام السوري، مما يؤكد مدى الحماس الثوري الذي لم تخمد جذوته، وإن تقلص على صعيد الحجم والوسائل.
لم يُظهر النظام ولا داعموه الروس أو الإيرانيون، حتى اللحظة، استراتيجية واضحة للتعامل مع بوادر المقاومة المسلحة في المناطق التي يُفترض أنها وقّعت على اتفاقيات المصالحة. لذلك، إذا ما تفاقم الوضع، سيصعب تخيّل سيناريو آخر سوى الفوضى والمزيد من عدم الاستقرار.
محتلون أجانب وعداوات جيو-سياسية
بينما يقع نحو 62% من سوريا تحت سيطرة النظام، يظل 38% منها خارج سيطرته. إذ تخضع 38% من مساحة البلاد، وبدرجات متفاوتة لسيطرة عدة أطراف سورية فاعلة، تعتمد هي ذاتها على حكومات أجنبية وتعمل تحت راياتها. تسيطر الولايات المتحدة وحلفاؤها في التحالف الدولي المناهض لتنظيم الدولة على 28% من البلاد في شرق وشمال شرق سوريا، بينما تسيطر تركيا على نحو 10% من سوريا في شمال حلب والشمال الغربي. وأدى تدخل تركيا والولايات المتحدة في سوريا إلى رسم العديد من خطوط الصراع المحتمل، سواء بين الدول أو بين القوى المدعومة من قبل هذه الدول، كتلك الموجودة بين الأكراد والعرب؛ أو المعارضة وقوات سوريا الديمقراطية؛ أو الولايات المتحدة وإيران وروسيا والنظام السوري وربما تركيا؛ أو النظام ضد كل هؤلاء.
في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة الإسلامية، تسعى الأطراف الفاعلة كلها إلى توسيع وتعزيز وترسيخ حصصها داخل سوريا، حيث يعاد رسم خطوط جديدة، لكن احتمال حل بعض التوترات يظل أمراً غير مؤكد الحدوث في أحسن الأحوال.
ويعتبر انسحاب تركيا من مناطق تمركز قواتها أمراً غير مرجح، على الرغم من اضطرارها لمواجهة التمرد الكردي القوي في شمال حلب وعفرين. بينما سيبقى التموضع الأمريكي داخل سوريا قائما في المستقبل القريب على أقل تقدير. وما زالت بعض محادثات السلام (على سبيل المثال، بين قوات سوريا الديمقراطية ودمشق) متوقفة بشكل مؤقت، في حين جمدت محادثات أخرى (مثل محادثات الولايات المتحدة وتركيا). إذ لم يتحقق تقدم يذكر في أي من هذه المحادثات.
وفي الآن ذاته، اعتبرت إسرائيل الوجود الإيراني بالقرب من حدودها تهديداً، ما دفعها لشن هجمات عديدة على الأراضي السورية. كما أن تسليم روسيا لأنظمة الدفاع الصاروخي S-300 إلى سوريا، ونشرها في قاعدة مصياف الجوية في شباط/ فبراير 2019، لا يظهر كرادع لعمل إسرائيل العسكري، الذي لا يزال مستمراً حتى اللحظة. وفي الحقيقة، تعد سلسلة الضربات التي شنتها إسرائيل ضد العديد من الأهداف التابعة لإيران وحزب الله في حمص ودمشق في 30 حزيران / يونيو 2019، أهم العمليات الإسرائيلية في سوريا منذ أيار/ مايو من العام 2018. كما تزداد احتمالية حدوث تصعيد (غير مقصود) بين إسرائيل وإيران وسط مزاعم تفيد بمهاجمة إيران لناقلات النفط، وإسقاط طائرة أمريكية بدون طيار، وتحريض الميليشيات العراقية على قصف المنشآت الأمريكية في العراق، وتسهيل هجمات معقدة للحوثيين على أهداف سعودية. وفي حال تصاعد التوتر والأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران، قد تعتبر إيران القوات الأمريكية في سوريا صيداً سهلاً؛ ما قد يزيد من المخاطر ويؤدي إلى نتائج وخيمة ومهلكة.
الاقتصاد والعقوبات وإعادة الإعمار
بعيدًا عن الشؤون العسكرية والأمنية، تبدو سوريا أيضا على حافة هاوية اقتصادية مخيفة خلفتها سنوات من الصراع الدموي، إذ لم يدمر عنف الدولة الوحشي البلاد فحسب بل هدم بنيتها التحتية الحيوية، وأدى إلى شرخ عميق بين الدولة/النظام والوطن/الأمة، وتسبب في حملة دولية فرضت العزلة على البلاد عبر العقوبات. إضافة إلى ذلك كله، وقعت معظم موارد الطاقة والزراعة في سوريا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف المدعوم من الولايات المتحدة، وهددت العقوبات النفطية، والاعتراضات الدولية، والهجمات التي استهدفت أنابيب النفط البحرية، شحنات النفط الإيرانية التي يعتمد عليها نظام الأسد. كما سبق وتعرضت دمشق إلى أزمة وقود في نيسان/ أبريل 2019 شلت حركة العاصمة آنذاك، على خلفية توقف وصول شحنات النفط الإيرانية إلى سوريا طيلة خمسة أشهر.
شكل فساد النظام وفشل إدارته المصدر الرئيس للسخط الاقتصادي. فقد تصاعد الإحباط والغضب بشكل ملحوظ داخل حاضنات الأسد الشعبية وفي المجتمعات المحلية الموالية له في سوريا، حيث شهدت "سوريا ما بعد الحرب" تدهوراً للأوضاع المعيشية عوضاً عن تحسنها. وبدا أن الناس على استعداد للتخلي عن أشياء معينة مع اشتداد الصراع الأهلي في بلادهم، لكن واقع الحياة المعيشية أصبح لا يطاق بالنسبة للموالين للنظام في الآونة الأخيرة. ولو أن من غير المرجح أن يشعل ذلك شرارة ثورة ثانية، إلا أنه يمثل معضلات وجودية للنظام وخصوصاً مع افتقاره للموارد وازدياد متطلبات الموالين.
 والأسوأ من ذلك كله بالنسبة لاحتمالات استقرار الوضع في سوريا، الحجم الهائل لتحدي إعادة الإعمار. إذ قدر البنك الدولي عام 2016 التكلفة بنحو 450 مليار دولار، إذا ما انتهى الصراع بحلول عام 2017، أو 780 مليار دولار إذا استمر حتى عام 2021. وفي حال تساوت سوريا مع أفغانستان في تلقي أعلى نسبة من المساعدات الدولية لإعادة الإعمار، ستستغرق عملية إعادة الإعمار أكثر من 50 عاماً، بحسب تقديرات نشرها موقع قنطرة الألماني. وذلك على فرض إنفاق على مستوى مرتفع من الكفاءة ومن دون فساد –وهما شرطان يستحيل تحقيقهما في سوريا. وحتى لو ضمنا تحقيق الشرطين المذكورين آنفاً، يظل حجم التحدي هائلاً. فعلى سبيل المثال، تحتاج سوريا لبناء مليوني منزل سكني إلى استيراد 25 مليون طن من الإسمنت و5 ملايين طن من الحديد كل عام لمدة 10 سنوات، بينما تفتقر إلى المال والبنية التحتية (الطرق والموانئ ومرافق النقل) للقيام بذلك. حيث يحتاج خلط الإسمنت وحده إلى كميات هائلة من المياه.
ونظراً لجرائم الحرب والفظائع منقطعة النظير التي يستمر النظام في ارتكابها منذ عام 2011، ومعارضته المتواصلة لأية جهود لوساطة دولية، لا نجد سبباً واحداً يحملنا على افتراض أن المجتمع الدولي سيخفف من قيوده الاقتصادية على سوريا في أي وقت قريب. علاوة على ذلك كله، يوفر الركود والدمار واسع النطاق والأزمة الاقتصادية وعدم كفاءة الحكومة وتفاقم الفوضى وعدم الاستقرار، البيئة المناسبة لازدهار أطراف فاعلة خبيثة، وهو أمر يجب افتراضه منذ البداية. أكان ذلك عبر ارتفاع معدلات الجريمة، أو انتشار أمراء الحرب، أو التمرد المحلي، أو الأعمال الإرهابية الأوسع نطاقاً. فمن المرجح هنا أن يغدو انعدام الأمن والعنف عاقبة رئيسية ومباشرة للوضع الراهن –وهو وضع يتوقف بشكل كبير على القرارات التي تتخذها كل من دمشق وموسكو وطهران، وليس واشنطن.
تبعات سياسية
للولايات المتحدة وحلفائها مصالح في سوريا، سواء اعترفوا بذلك أم لا. ولا تعد الهزيمة الإقليمية لتنظيم الدولة ولا تباطؤ وتطور الصراع الأهلي في سوريا أسباباً كافية لصرف الانتباه أو سحب الاستثمار أو القوات أو الطاقات الدبلوماسية من البلاد. والواقع أن عدد التهديدات الهائل وحجم التحديات المنبثقة في سوريا، يحتّمان على الولايات المتحدة وحلفائها مضاعفة التزاماتهم أكثر من ذي قبل. إذ يجب أن يصب التركيز على استغلال النفوذ المؤثر الحالي لتهيئة البيئة الملائمة لمفاوضات هادفة. قد تكون عملية جنيف طريقاً مسدوداً بالفعل، لكن مفهوم التسويات التفاوضية لا تزال تنبئ بنتائج قد تبعث على التفاؤل، ولا ينبغي التخلي عنها. فمثلاً، استطاعت الاجتماعات بين روسيا والولايات المتحدة في سوتشي ونيويورك والقدس، تمهيد الطريق أمام عملية دبلوماسية مصيرية محتملة. لا شك أن روسيا تريد، بل وتحتاج إلى إبرام شكل من أشكال التسوية السياسية الكبرى التي تحظى بمباركة الولايات المتحدة. بيد أن واشنطن لن تمنح ختمها دون مقابل. إذ كانت مطالب إدارة ترامب بخصوص سوريا –خاصة فيما يتعلق بإيران - غير واقعية على الإطلاق، إلا أنها قد تشكل نقطة لبدء المفاوضات مع موسكو. فليس بالضرورة النظر إلى هذه الاستراتيجية على أنها تصرف طائش، لكنها بالتأكيد ستكون عقيمة، ما لم تتمكن الولايات المتحدة من تقديم المزيد من التفاصيل حول ما تأمل بتحقيقه في سوريا، وما الذي ستسهم به في نهاية المطاف.
منذ إعلان ترامب المفاجئ عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا في كانون الأول/ ديسمبر من عام 2018، تردد المسؤولون الأمريكيون إلى حد يثير القلق في الإفصاح عن أي تفاصيل تتعلق باستراتيجية الولايات المتحدة في سوريا –خشية الكشف عن الغريزة التبسيطية المخلة المتأصلة في الرئيس. ولكن أمراً واحداً فقط يبدو واضحاً الآن: إذا ما انسحبت الولايات المتحدة من سوريا في نهاية المطاف وتركتها في مستنقع الفوضى الغارقة فيه اليوم، فإن شبح الفوضى الناجمة سيعود ليطارد الجميع. وفي المرة القادمة، لن يقدر أحد على فعل شيء حيال ذلك.
=========================
ستراتفور: مخاوف واشنطن من الغوص في وحل سوريا تطارد مهمة بايدن هناك
https://www.aljazeera.net/news/politics/2021/3/17/ستراتفور-مخاوف-واشنطن-من-الغوص-في-وحل
رغم أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لم تتعهد بالانسحاب من سوريا أثناء الحملة الانتخابية، فإن افتقارها الواضح إلى إستراتيجية خروج قابلة للتطبيق، من المرجح أن يعزز المشاعر الحالية المناهضة للتدخل في الصراعات الدولية.
هذا ما بدأ به المحلل بموقع ستراتفور الأميركي، ريان بوهل، تقييما للموقف الأميركي من الصراع السوري الذي قال إن الحديث عنه عاد إلى الظهور لأول مرة في عهد بايدن بعد أن قصف الجيش الأميركي المليشيات العراقية المدعومة من إيران على الحدود العراقية السورية في البوكمال يوم 26 فبراير/شباط الماضي.
ولفت الكاتب إلى أن بايدن، على عكس سلفه، لم يضمن أجندته قضية الانسحاب من سوريا، لكنه على الرغم من اقتراح وزير خارجيته، أنتوني بلينكن، وغيره من كبار المسؤولين بإدارته أن تصبح واشنطن أكثر انتظامًا في الدبلوماسية لمحاولة إنهاء الحرب السورية، فإن بايدن لم يقدم سياسة واضحة من شأنها أن تخلق الظروف المناسبة لجعل الانسحاب الأميركي من سوريا ممكنا عن طريق تنشيط عملية التفاوض بين المعارضة السورية ودمشق.
وأبرز الكاتب، في هذا الإطار كذلك، أن إدارة بايدن لم تعيّن مبعوثا خاصا لسوريا، مما يعني أن هذا البلد سيبقى في ذيل أولويات سياسات واشنطن في الشرق الأوسط.
وأضاف أن إستراتيجية البيت الأبيض في سوريا لا تزال تركز على مسار للتفاوض والمصالحة الوطنية لا يرجح أن ينجح، وهو يهدف إلى منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية، مع تأمين الحقوق الإنسانية والسياسية لحلفاء الولايات المتحدة مثل قوات سوريا الديمقراطية.
وأرجع الكاتب سبب عدم ترشيحه لنجاح مثل هذا المسار إلى كون نظام الرئيس السوري بشار الأسد لم يظهر أي اهتمام بالمفاوضات التي يجريها مع فصائل المعارضة، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية، إذ يرى أن ذلك من شأنه إضعاف قوته شديدة المركزية.
ورأى الكاتب أن مهمة الولايات المتحدة ستظل راكدة ما لم تتم عبر حلّ تفاوضي أو تستجدّ ضرورة للأمن القومي الأميركي، مما سيغذي الدعوات إما إلى الانسحاب الجزئي أو الكامل للقوات الأميركية من المشرّعين والناخبين الأميركيين المهتمين بإنهاء حروب بلادهم الطويلة في الشرق الأوسط.
وفي نهاية مقاله، قال بوهل إن روسيا والحكومة السورية دأبتا على مضايقة القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا، حيث مناطق السيطرة معقدة وتكون غالبًا غير واضحة، في محاولة لتقييد تحركات القوات الأميركية وإقناع واشنطن بأن مواقعها في سوريا تهدد بحدوث صدامات مع موسكو ودمشق يمكن أن تجرّ الأميركيين إلى حرب أخرى لا تحظى بشعبية.
=========================
الصحافة البريطانية :
«الإندبندنت»: ملاحقة مرتزقة «فاجنر» في موسكو.. هل تتحقق العدالة للضحايا السوريين؟
https://sasapost.co/translation/war-case-against-russian-wagner/
نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تقريرًا لبورزو دراغاهي، مراسل الصحيفة للشؤون الدولية، سلَّط فيه الضوء على أول قضية من نوعها في العاصمة الروسية موسكو ترفعها ثلاث مجموعات حقوقية ضد مجموعة فاجنر الروسية، بشأن تعذيب رجل سوري وقتله.
يستهل الكاتب تقريره بسرد ما حدث مع محمد أل إسماعيل، سوري من سكان مدينة دير الزور، ينتمي إلى الطبقة العاملة، ويبلغ من العمر حوالي 33 عامًا، وكان يعمل في مجال التشييد والبناء في لبنان. وعندما عاد إسماعيل إلى سوريا في أبريل (نيسان) عام 2017، احتجزته قوات الأمن السورية على الفور، ثم جُنِّد في القوات المسلحة، والتي وزَّعته جبرًا في إحدى الوحدات بمحافظة حمص؛ حيث كان من المقرر أن ينضم إلى العمليات العسكرية التي تنفذها قوات بشار الأسد.
تعذيب وقتل
وتابع الكاتب: أخبر إسماعيل شقيقه في مكالمة هاتفية أنه يفضِّل الانشقاق عن الجيش على القتال، وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي يسمع فيها أحد صوت إسماعيل.
ثم في 30 يونيو (حزيران) 2017، ظهر مقطع فيديو مدته دقيقتان على الإنترنت يُظهِر مجموعة من الرجال الناطقين باللغة الروسية يضربون إسماعيل، الذي كان يَتَلَوَّى ألمًا على الأرض أثناء ضربه بمطرقة ثقيلة. وفي عام 2019، ظهر مزيد من مقاطع الفيديو التي تظهر الرجال أنفسهم وهم يضربون إسماعيل ويعذبونه ويُقَّطعون أوصاله ويفصلون رأسه عن جسده قبل تعليق جثته الهامدة من ساقيه وإضرام النار فيها. وكان هؤلاء الرجال يضحكون أثناء قيامهم بكل ذلك.
قضية تاريخية
ولفت التقرير إلى أن ثلاث مجموعات حقوقية، بعد أكثر من ثلاث سنوات من وفاته، أعدَّت قضية تاريخية ضد معذبي إسماعيل المزعومين في قضية جريئة رُفِعت في موسكو ضد شبكة شبه عسكرية روسية غامضة تُدعى مجموعة «فاجنر». ويطالب المُدَّعي، شقيق إسماعيل، باتخاذ إجراءات جنائية ضد أعضاء مزعومين في فاجنر. وقالت المجموعات الثلاثة في بيان صحفي إن «هذه الدعوى هي الأولى على الإطلاق التي ترفعها عائلة ضحية سوري لمحاسبة الروس المشتبه بهم على جرائم خطيرة ارتُكِبت في سوريا».
وأضافت: «تطلب الشكوى البدء في إجراءات جنائية على أساس القتل المُرتَكب بقسوة بالغة، بهدف إثبات مسؤولية الجناة المزعومين عن هذه الجريمة وغيرها، بما في ذلك جرائم الحرب».
وتأتي القضية في الذكرى العاشرة للانتفاضة السورية ضد نظام الأسد. وقبل عقد من الزمان، ردَّت عناصر نظام الأسد على الاحتجاجات السلمية التي ألهمتها ثورات الربيع العربي في مصر وتونس بإطلاق نار كثيف، واعتقالات جماعية وتعذيب، الأمر الذي أدَّى إلى اندلاع تمرد مسلح أثار تدخل قوى إقليمية وعالمية في نهاية المطاف.
وكانت روسيا من بين تلك القوى التي هرعت إلى التدخل دفاعًا عن نظام الأسد في عام 2015، مع تهديد المقاتلين المتمردين باجتياح المدن الكبرى. وقِيل إن عملاء شبكة فاجنر، ومعظمهم من العسكريين الروس السابقين، خدموا بوصفهم قوات ظِل تابعة للكرملين، سعيًا إلى تحقيق أهداف جيوسياسية روسية مع توفير قدر من الإنكار المقبول.
خطوة جريئة
ويرى الكاتب أن رَفْع قضية ضد شبكة فاجنر، مع محققين روس خطوةٌ جريئة. ويُصر الكرملين على أنه لا وجود لمجموعة فاجنر، حتى مع ظهور القوات العسكرية الروسية السابقة مرارًا في صراعات في سوريا وليبيا وأوكرانيا وأفريقيا جنوب الصحراء. ويُعتقد أن فاجنر، وهي على الأرجح مجموعة من المتعاقدين العسكريين الخاصين مع شركات ذات تسجيلات مبهمة، وسلاسل قيادة غامضة، تخضع لسلطة يفغيني بريجوزين، الحليف الوثيق والمقرب من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
ولفت الكاتب إلى أن تسليم ملف الدعوى كان لا بد من تصميمه بعناية؛ خشية أن تُلقي السلطات الروسية القبض على مُقدِّم الطلب؛ فقد سُلمت الأوراق يوم الخميس، في حين أُعلِن عن القضية يوم الاثنين في محاولة محتملة لحماية المتقاضين. وليس هناك ما يشير إلى أن القضاء الروسي سيتصرف حيال تلك الدعوى، ذلك أن المحاكم الروسية تحولت إلى أداة فظة يستخدمها بوتين، ضد خصومه وأعدائه.
لقد حُجب اسم شقيق إسماعيل، صاحب الشكوى، ومكانه خوفًا من أن يستهدفه الكرملين، الذي يبدو أنه مصمم على إثبات أن يده الأمنية طولى، ويمكن أن تضرب في أي مكان حول العالم. لكن القضية حظيت بالفعل باهتمام وكالات الأنباء الروسية المستقلة. وبموجب القانون الروسي، يمكن محاكمة المواطنين الذين يعيشون على أرض الوطن على الجرائم المرتكبة خارجه.
وقال المحامي الروسي لحقوق الإنسان، إيليا نوفيكوف، لصحيفة «نوفايا جازيتا»: «لم تبدأ لجنة التحقيق الحكومية التحقيق بعد في ملابسات جريمة القتل على الرغم من تسليم جميع المعلومات اللازمة للسلطات منذ أكثر من عام».
مشاهد مروِّعة
ينقل الكاتب عن الحقوقيين الذين رفعوا الدعوى قولهم إن الطبيعة المروِّعة لعملية القتل جعلت متابعة القضية أمرًا ضروريًّا. وفي بعض مقاطع الفيديو، يتضح أن إسماعيل قد مات بالفعل، لكن عناصر فاجنر المزعومين، كانوا يعبثون بجثته. وفي إحدى المقاطع، فَصَل أعضاء فاجنر رأس إسماعيل عن جسده مستخدمين سكينًا. وفي حالة أخرى، يضرب أحد العملاء ذراعيه بمجرفة فيما يبدو أنها محاولة لفصلهما عن جسده. ويعلقون الجسد من ساقيه على شجرة، ثم يضرمون النار فيه.
وقد وصف المحامي، إيليا نوزوف، من «الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان»، اللقطات التي نُشرت على الإنترنت بـ«الأمر المروِّع». وأضاف: «يبدو أن أحد المشاركين كان يصور الفيديو، وهو يعلق على ما يحدث. كان يغمرهم الشعور بالبهجة، مع صيحات صاخبة على أنغام أغنية (هذا ما أتحدث عنه!) (This is what I’m talking about!)، والتي تعبِّر عن الحماسة أثناء أداء عمل ما، وهم يلوحون بإشارات تستخدمها المجموعات الروسية شبه العسكرية. وكان هناك ضحك ومزاح وتعليق حول ما يجب فعله بعد ذلك. ومن الواضح أنهم كانوا يستمتعون بالمشهد».
ونوَّه الكاتب إلى أن المدافعين عن نظام الأسد كانوا يبررون في الماضي هذه الجرائم بأنها تجاوزات ارتكبت في الحرب ضد تهديد إرهابي مسلح، مشيرين إلى وجود جماعات مرتبطة بداعش، والقاعدة بين المقاتلين المتمردين. ولكن نوزوف، قال إنه لا يوجد دليل على أن إسماعيل كان على صلة بأي جماعة متمردة مسلحة، ناهيك عن منظمة إرهابية محددة.
فرصة للمحاسبة
وأوضح الكاتب أن «الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان» ومقرها العاصمة الفرنسية باريس، إلى جانب «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» و«المركز التذكاري لحقوق الإنسان» ومقره موسكو يدعمون القضية. وقد تجاهلت السلطات الروسية طلبًا بإجراء تحقيق في جريمة القتل قدمته صحيفة روسية في عام 2020. وأمام المحققين الروس الآن ما يصل إلى 30 يومًا للرد على الشكوى.
وتُعد القضية المرفوعة في موسكو واحدة من عدة قضايا رُفِعت أمام محاكم في جميع أنحاء أوروبا تتعلق بجرائم ارْتُكبت في سوريا. وكل هذه القضايا تستخدم مبدأ الولاية القضائية العالمية، وهو مفهوم قانوني يمكن فيه محاكمة أسوأ الجرائم ضد الإنسانية خارج الأراضي التي ارتكبت فيها، وقد أدانت محكمة في ألمانيا الشهر الماضي ضابطًا في المخابرات السورية بتهمة التواطؤ في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب دوره في احتجاز المعارضين وتعذيبهم في احتجاج عام 2011 في دمشق.
ويدرك أولئك الذين يتعاملون مع القضية أن فرص نجاحها ضعيفة وأن المحكمة قد تقرر عدم الرد أبدًا، لكنهم يُصرون على أن رفع القضية أكثر من مجرد خطوة رمزية.
واختتم الكاتب تقريره بما قاله نوزوف: «يجب ألا ننسى الضحايا أبدًا. ولا تزال ضحية هذه الجريمة وغيرها من الجرائم البشعة العديدة التي وقعت في سوريا بلا عدالة. ويمثل هذا الإجراء خطوة ملموسة لتحقيق العدالة لأسرة الضحية»، مشددًا على «ضرورة المحاولة إذا كانت هناك فرصة سانحة لمحاسبة شخص ما وتقديمه للعدالة، فلماذا لا نحاول؟».
=========================
فايننشال تايمز: السلام في سوريا سراب طالما ظل الأسد في الحكم
https://www.alquds.co.uk/فايننشال-تايمز-السلام-في-سوريا-سراب-طا/
إبراهيم درويش
لندن ــ “القدس العربي”:
يرى المعلق في صحيفة “فايننشال تايمز” ديفيد غاردنر أن السلام في سوريا يظل سرابا والسبب هو وحشية بشار الأسد، وأضاف أن الرئيس في مركز عدم الاستقرار لكن الحل يكمن في تسوية أمريكية- إيرانية.
وقال في مقالته إن الانتفاضة المدنية ضد الأسد وطغيانه الوراثي في سوريا بدأت قبل عشرة أعوام هذا الأسبوع، وتحولت إلى حرب أهلية وحشية لا تزال محتدمة وتشيع الفوضى في الشرق الأوسط وأوروبا. وأضاف أن الحرب السورية هي في الحقيقة ثلاثة نزاعات: نظام الأقلية الذي يقوده الأسد ويشن حربا شاملة ضد شعبه، ونزاع عرقي- طائفي والذي يقوده المحور الذي تقوده إيران ضد الغالبية السنية في سوريا وحرب إقليمية والتي تستخدم فيها القوى الخارجية بما فيها روسيا، تركيا، إيران والولايات المتحدة، سوريا كساحة لمتابعة مصالحها.
وقال إن الغزو المتهور الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في عام 2003 أدى لزرع بذور حروب الوكالة بين السنة والشيعة في المنطقة ولتكاثر الحركات الجهادية. وكان ضعف القوى الغربية التي حرضت ضد الجماعات السورية المعارضة ثم تركت أمر تسليحها لتركيا ودول الخليج ضامنا لأن تتفوق الجماعات المسلحة على المعارضة الرئيسية.
بشار الأسد في مركز عدم الاستقرار لكن الحل يكمن في تسوية أمريكية- إيرانية
 واستخدم الأسد ومن يعتذرون له هذه الذريعة لتقديم أنفسهم على أنهم حاجز علماني يحمي الغرب من التطرف بدلا من كونهم حاضنة للقوى السامة التي يقدمون أنفسهم كمضادين لها. فقد أفرغوا السجون السورية من الجهاديين في 2011 وراهنوا أنها ستقوم باختطاف الثورة، تماما كما أثاروا الطائفية في لبنان وأرسلوا المتطرفين السنة إلى العراق المحتل من أمريكا. ومع ذلك اقتربت المعارضة من الإطاحة بالنظام في 2012 و2013 و2015، وأصبح الأسد عالقا في بقايا دولة، حتى تدخلت إيران أولا ثم روسيا وجاءتا لنجدته. واستطاع الآن استعادة نسبة 70% من سوريا مع أن مناطق واسعة يسيطر عليها حلفاء النظام من أمراء الحرب ومنظمات الجريمة المنظمة.
وكان الثمن باهظا ومريعا. فالغارات السورية والروسية والقصف المدفعي حول المدن السورية بما فيها حلب وحمص إلى أنقاض. ومعظم القتلى في الحرب وعددهم تقريبا نصف مليون شخص من المدنيين، وقتلوا من خلال البراميل المتفجرة والصواريخ الباليستية والتجويع والحصار وغاز الأعصاب وغيرها من الأسلحة الكيماوية التي استهدفت المدارس والأسواق وأكثر من 800 عيادة ومنشأة طبية. وتم تشريد نصف السكان.
 ويحب نظام الأقلية الذي لم يعد لديه القدرات البشرية الديمغرافيا الجديدة، ومنح الرخص لتجار الحرب والمتربحين منها لمصادرة ممتلكات اللاجئين، بالإضافة لكوفيد-19 الذي ينتشر في سوريا. فالرضا عن هزيمة تنظيم الدولة وخلافته العابرة للحدود ليس في محله، فسلفه في العراق ولد من جديد في العراق وسوريا وبعدما تراجع عدد قواته لمجرد 600 مقاتل، غير أن الخبراء يرون أن العدد زاد عن ذلك بـ 40 مرة، وهو عدد كاف لإعلان تمرد في دولتين متفككتين. وتعرف أوروبا والشرق الأوسط أن الجهاديين لا ينحصرون في حقول الموت العراقية والسورية.
معظم القتلى في الحرب وعددهم تقريبا نصف مليون شخص من المدنيين، وتم تشريد نصف السكان
 وتساءل الكاتب، ما هو مستقبل سوريا؟ ويجيب أن الأسد رغم غروره إلا أن سوريا في عهده أصبحت جزءا من ثلاث دول وهي روسيا وإيران وتركيا فيما يظل الوجود الأمريكي بين بين، أي خارج وداخل. ولكن الأسد هو مركز عدم الاستقرار ويمنع الدستور الجديد الذي دفعت به موسكو الذي قد يحدد قوته وطغيانه، وسيطرت تركيا بحنينها العثماني الجديد على أربعة جيوب لدفع حلفاء أمريكا الأكراد بعيدا عن حدودها.
ولكن روسيا وتركيا في حالة قتال مستمرة. وربما كانت إيران أكثر مرونة. ويريد جوزيف بايدن العودة إلى الاتفاقية النووية التي مزقها سلفه دونالد ترامب والعمل بعد ذلك مع جيران إيران للحد من جهودها في مجال الصواريخ الباليستية والميليشيات لبناء محور من القوة الشيعية في المشرق وحتى الخليج. والمحور هو مجموعة من الدول الفاشلة وهي سوريا ولبنان واليمن والعراق والتي تحاول طهران والجماعات الموالية لها السيطرة عليها. وأي حل يجب أن يكون يحتوي على تقارب إقليمي وبناء أمني يتبعه برنامج إعادة إعمار تستفيد منه دول الخليج وهي تحاول تنويع اقتصادها بعيدا عن النفط، وحتى الآن يبدو هذا كسراب وليس رؤية، وهذا لا يعني أن هناك بديلا قابلا للتطبيق.
=========================
الغارديان: ماذا حصل للاجئين السوريين في تركيا؟
https://arabi21.com/story/1345260/الغارديان-ماذا-حصل-للاجئين-السوريين-في-تركيا#category_10
لندن- عربي21- بلال ياسين# الأربعاء، 17 مارس 2021 07:56 م بتوقيت غرينتش1
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا تناول أوضاع اللاجئين السوريين في تركيا، في ذكرى ثورتهم العاشرة ضد نظام الأسد.
تقول الصحيفة إنه عند التجول في مدينة غازي عنتاب جنوب تركيا، تكون اللغة العربية هي الطاغية، لوجود نسبة كبيرة من السوريين.
قال علاء الدين شاشو البالغ من العمر 52 عاما، والذي تخلى مؤخرا عن متجر البقالة الخاص به في الشارع ليبدأ عملا تجاريا في التكييف والتبريد كالذي كان يديره في حلب قبل هجرته: "لقد تغير الشارع من نواح كثيرة. اخترنا البازار الإيراني والأحياء المحيطة به، في الأصل، لأن الإيجار كان رخيصا. معظم أصحاب المتاجر سوريون الآن. إنه المركز الرئيسي بالنسبة لنا".
قالت لبنى حلي، التي تملك مطعم لازورد، على بعد بضعة شوارع: "يذكرنا السوق بسوريا، ولكن على وجه التحديد أسواق حلب.. عندما تذهب إلى هناك، يتحدث الجميع العربية، ومعظم أصحاب المتاجر من حلب وهو مليء بالسوريين، إنه شبيه بالوطن.. الدجاج والبقوليات والخضروات والتوابل لدينا، كلها من البازار الإيراني".
غازي عنتاب أقرب إلى حلب من أي مدينة تركية، على بعد 60 ميلا فقط، ويشترك المركزان التجاريان القديمان في العديد من الروابط الثقافية والتاريخية. لكن بالنسبة لمعظم الجالية السورية هنا، قد تكون حلب الآن كوكبا آخر.
عندما فر السوريون من بلادهم هربا من أهوال الحرب المستمرة منذ 10 سنوات، تسببوا لأوروبا بأكبر أزمة لاجئين لها منذ الهولوكوست. فقد استقر حوالي مليون سوري في القارة منذ ذلك الحين، غالبيتهم في ألمانيا والسويد والنمسا وهولندا.
ولمنع تكرار ذلك، أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقا مع تركيا في العام التالي في مقابل 6 مليارات يورو (5.1 مليارات جنيه إسترليني) كمساعدة، وافقت أنقرة على وقف عبور اللاجئين والمهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط والمشي الطويل عبر أوروبا الشرقية. السوريون وغيرهم ممن وصلوا عبر البحر إلى اليونان منذ الصفقة محتجزون الآن في الغالب في معسكرات.
ونتيجة لذلك، تعد تركيا أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، حيث يوجد 3.7 ملايين سوري مسجل بالفعل، ويتواصل نمو عددهم – فقد ولد حوالي 500000 طفل سوري هنا منذ بداية الأزمة.
غازي عنتاب هي مركز هذا الواقع الجديد لكل من السوريين والأتراك. تستضيف المدينة حوالي نصف مليون سوري، بينما يوجد في إسطنبول عدد مماثل.
وتم استيعاب الوافدين الجدد إلى إسطنبول في مدينة عدد سكانها أصلا 17 مليون شخص، مقارنة بغازي عنتاب التي كان عدد سكانها قبل الحرب 1.5 مليون نسمة.
تقول "الغارديان" إنه لا تزال الحياة غير سهلة بالنسبة للسوريين في تركيا، لكنها أفضل من الأردن أو لبنان، حيث يُحرم اللاجئون في الغالب من حق العمل أو الاندماج في المجتمع، ولا يزال مئات الآلاف يعيشون في المخيمات.
بالنسبة لحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان في أنقرة، فإن تدفق السوريين – والذين حصل 110 آلاف منهم على الأقل على الجنسية التركية - يمثل كتلة جديدة واعدة من الناخبين المحتملين.
ويُشاد بسلطات غازي عنتاب على وجه الخصوص لجهودها في مساعدة المجتمعين على الاندماج، وتهدئة المخاوف بشأن ارتفاع الإيجارات، وركود الأجور والضغط الإضافي على البنية التحتية للمدينة حيث أوجدت "نموذجا من التسامح والبراغماتية".
لكن لم يعتقد الجميع أنه سينتهي بهم الأمر هنا.
أحمد الطويل، مصمم رسوم من دمشق، فر إلى تركيا في عام 2013. أراد أن يعيش حياة جديدة في بلجيكا، محاولا عبور البحر الأبيض المتوسط من إزمير على ساحل بحر إيجة خمس مرات قبل أن يستسلم ويستقر في غازي عنتاب.
وقال الشاب البالغ من العمر 32 عاما: "كنت حريصا على الذهاب إلى أوروبا. وبعد عام من المحاولة في تركيا، اعتقدت أنني لن أتمكن من العثور على عمل أو إنهاء دراستي هنا. لكن القارب غرق ثلاث مرات. إحداها قام خفر السواحل بإغراقه عن قصد. فبعد الفشل مرات عديدة اضطررت إلى الاستسلام حيث اعتقدت أنني سأموت إذا واصلت المحاولة".
وقال: "أنا سعيد في تركيا الآن. لقد تعلمت اللغة، ولدي دخل لائق، وتزوجت مؤخرا من امرأة تركية. لقد بنيت لنفسي حياة جيدة".
وأضاف: "اللاجئون الذين علقوا في مخيمات في اليونان وأماكن أخرى في ظروف إنسانية مزرية، وآلاف الأشخاص الذين غرقوا... لقد غيرت أزمة اللاجئين رأيي بالحكومات الأوروبية، لأكون صادقا. شعرت بخيبة أمل لرؤية وجههم الحقيقي، وهو قبيح".
كثيرون ليسوا محظوظين مثل الطويل. يعمل مليون سوري في تركيا دون تصاريح مناسبة، مما يجعلهم عرضة للابتزاز من قبل أصحاب العمل. قالت مؤسسة بروكينغز إن حوالي 40% من الأطفال ما زالوا خارج المدرسة، و64 بالمئة من الأسر السورية في المناطق الحضرية تعيش بالقرب من خط الفقر أو تحته، مما يهدد بخلق "طبقة دنيا معزولة ومنبوذة".
أدى الانكماش الاقتصادي في تركيا في عام 2018 إلى رد فعل عنيف ضد السوريين بلغ ذروته في حملة ترحيل غير قانونية في الصيف التالي. حاول عشرات الآلاف من الأشخاص السفر إلى أوروبا مرة أخرى في أوائل عام 2020 بعد أن قال أردوغان إن تركيا لم تعد تمنع مرورهم في محاولة للضغط على الاتحاد الأوروبي.
ويُنظر على نطاق واسع إلى خطط أنقرة لإعادة توطين اللاجئين في "المناطق الآمنة" التي انتزعتها من المناطق الحدودية في سوريا التي كانت تخضع سابقا للسيطرة الكردية على أنها محاولات للهندسة الديموغرافية.
وتبقى العودة إلى ديارهم غير واردة بالنسبة للغالبية العظمى من 5.6 ملايين شخص فروا من سوريا ما دام بشار الأسد مسيطرا في دمشق.
قالت حلي، صاحبة المطعم: "أرغب في العودة إلى سوريا، لكن هذا مستحيل الآن".
وأضافت السيدة البالغة من العمر 43 عاما: "لقد بدأت تجارتي هنا وأطفالي في مدرسة تركية. ربما أتمكن من توسيع عملي بمطعم في إسطنبول، فحياتي أصبحت هنا الآن".
بالنسبة لعزام الأحمد، فلا يزال يحلم في أوروبا تلوح. لقد أُجبر الشاب البالغ من العمر 29 عاما على ترك دراسته الجامعية في كلية الحقوق عندما بدأت الثورة. وقد عمل لساعات طويلة في مصانع النسيج في غازي عنتاب منذ ذلك الحين، ويكسب أقل من زملائه الأتراك، وبدون تأمين طبي، لإعالة أسرته الشابة.
ويقول: "كانت الخطة دائما أوروبا، للانضمام إلى إخوتي في ألمانيا. اضطررت إلى الادخار، وباعت زوجتي حليها، لأدفع للمهربين مقابل الرحلة. إذا تم القبض عليّ، فقد أفقد صفتي كشخص محمي أو يتم ترحيلي... لكن الأمر لا يزال يستحق ذلك".
=========================
الصحافة العبرية :
معاريف :سفير إسرائيلي يرصد 6 دروس إسرائيلية في سوريا بذكرى الثورة
https://arabi21.com/story/1345289/سفير-إسرائيلي-يرصد-6-دروس-إسرائيلية-في-سوريا-بذكرى-الثورة#category_10
عربي21- عدنان أبو عامر# الخميس، 18 مارس 2021 12:58 ص بتوقيت غرينتش1
قال دبلوماسي إسرائيلي إنه "بعد عقد من اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، فإن كل النبوءات التي أطلقتها أجهزة المخابرات الغربية، ومنها إسرائيل، لم تجد طريقها للتحقق على الأرض، ما يفسح المجال لاستخلاص جملة من الدروس الإسرائيلية من هذه الأحداث".
وأضاف يتسحاق ليفانون، السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، بمقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "أول هذه الدروس أنه بعد فترة وجيزة من اندلاع الانتفاضة في درعا جنوبي سوريا، قبل عشر سنوات، تنبأت المخابرات في الغرب برحيل بشار الأسد عن السلطة خلال فترة وجيزة، حتى أن كبار المسؤولين في إسرائيل أمهلوه بضعة أسابيع على الأكثر لحزم أمتعته، والسفر لطهران ليقضي بقية حياته".
وأكد أنه "بعد عقد من هذه النبوءات، فلا يزال الأسد معنا، ولذلك يمكن تعلم العديد من الدروس من ما أصبح يعرف بالربيع العربي، وعلى رأسها الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي، الذي لم يقم بتقييم الوضع السوري بشكل صحيح، لأن تحليل الاستخبارات للموقف وفقا للتطورات الميدانية قد يعمد إلى إغفال التقييم الدقيق، وفي المقابل يميل التحليل الاستخباراتي للتطورات السرية إلى فهم الواقع بشكل أفضل".
وأوضح أن "الدرس الثاني يتمثل بفشل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في إظهار القوة والتصميم في مواجهة استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية، شكل نافذة واسعة جدا لدخول روسيا إلى الساحة السورية، وهي التي طالما طمحت بوصول "المياه الدافئة" للبحر المتوسط، ورأت أن الطريق ممهد أمامها، ويبدو أنها لن تغادر في وقت قريب، رغم أن إسرائيل قررت أن تبتعد عما يحدث لجارتها الشمالية، ولكن ليس لفترة طويلة".
وأشار إلى أن "الدرس الثالث الذي تستخلصه إسرائيل من الثورة السورية في ذكراها العاشرة هو تقوية حزب الله في لبنان، وتأسيس الوجود الإيراني في سوريا، ما أدى بنا إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع سوريا وإيران وحزب الله، أما الدرس المهم الرابع، فهو أن المجتمع الدولي بات يرى الأسد جزءا من الحل، وليس المشكلة، وبات يتعامل مع مطلب رحيله بأنه غير واقعي".
وأكد أن "الدرس الخامس يشير إلى أن الأسد الآن يسيطر على ثلثي بلاده، بعد هزيمة أعدائه بمساعدة حزب الله وإيران والروس، وبات مدينا لهم، وتخلى فعليا عن السيطرة على حدود سوريا، وأصبحت 20٪ من حدودها البرية والبحرية تخضع لسيطرة جهات أجنبية، ورغم ذلك، فإن سيطرة الأسد على بقية سوريا تسمح له بالبقاء لفترة طويلة، حيث تم إنشاء مناطق نفوذ بحكم الأمر الواقع، مع استقرار نسبي، دون وجود حل للأزمة القائمة".
وأضاف أن "الدرس السادس يتمثل في أن إسرائيل على عكس كل اللاعبين الآخرين في سوريا، لأن لديها اعتبارات خاصة، وباستثناء الوجود الروسي، فإن جميع اللاعبين الآخرين في سوريا معادون لإسرائيل، لذلك يجب أن يكون سلوكها مميزا؛ ليست مقتصرة على مجرد هجمات عسكرية فقط، بل الاتصالات الدبلوماسية في القنوات الهادئة أيضا، ولعل موسكو هي الأفضل لذلك".
وختم بالقول إن "روسيا لا تريد إيران أو حزب الله أو تركيا في سوريا، بل تسعى لأن تكون حصرية هناك، وهذا أمر مدهش أن نرى مدى تطابق المصالح الروسية مع المصلحة الإسرائيلية، في ظل أن الخط الساخن بين تل أبيب وموسكو موجود، ما يتطلب من إسرائيل التكثيف من استخدامه".
=========================
معاريف :متى تلجأ إسرائيل إلى “بدالة” الأسد لتفعيل الخط الساخن بينها وبين روسيا؟
https://www.alquds.co.uk/متى-تلجأ-إسرائيل-إلى-بدالة-الأسد-لتفع/
بعد وقت قصير من نشوب التمرد في درعا جنوبي سوريا قبل عشر سنوات، تنبأت الاستخبارات غربية برحيل الرئيس بشار الأسد من كرسي الحكم في غضون فترة زمنية قصيرة. وأعطى مسؤولون كبار في إسرائيل بضعة أسابيع في أقصى الأحوال إلى أن يجتمع أمتعته ويسافر إلى طهران لقضاء ما تبقى له من عمر. بعد عقد من هذه النبوءات، لا يزال الأسد معنا حياً يرزق.
الكثير من الدروس يمكن استخلاصها مما سمي الربيع العربي السوري. كان هنا إخفاق استخباري لم يقدر الوضع على نحو سليم. وثمة استخبارات تحلل الوضع وفقاً للتطورات على الأرض تميل تفويت التقدير الدقيق. بالمقابل، فإن استخبارات تحلل التيارات التحت أرضية تميل لفهم الواقع بشكل أفضل. إن فشل الرئيس أوباما في استعراض القوة والتصميم تجاه استخدام الأسد للسلاح الكيميائي، حسب الشهادات والتقارير المختلفة، فتح كوة واسعة لدخول روسيا إلى الساحة السورية. موسكو، التي تطلعت دوماً للوصول إلى “المياه الدافئة” في البحر المتوسط، رأت الطريق أمامها معبدة. وينشأ انطباع بأنها لا تعتزم المغادرة قريباً.
قررت إسرائيل الإبقاء على مسافة عما يحصل لدى الجارة، ولكن ليس لزمن طويل. فالدافع الإنساني أدى بها لمد يد المساعدة الطبية السخية للمحتاجين السوريين الذين قاتلوا ضد الأسد. وثمة درس آخر وهو تعزز قوة “حزب ا”لله في لبنان وتموضع إيران في سوريا. وقد جلبنا هذا إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع سوريا وإيران و”حزب الله”.
وهناك درس آخر وهو أن الأسرة الدولية ترى في الأسد الحل، وليس المشكلة. فقد سلمت بأن المطالبة برحيله ليست واقعية. عقد على التمرد ونحن في وضع أسوأ مما كان. لا يبدو أن حلاً ما في الأفق، وإمكانية الأعمال العدائية كبيرة. يسيطر الأسد اليوم على ثلثي بلاده بعد أن صد أعداءه بمعونة “حزب الله” وإيران والروس، وهو مدين لهم، ولا حل للأزمة من دونهم. لقد تنازل الأسد عملياً عن السيطرة على الحدود السورية. وقرابة 20 في المئة من الحدود البرية والبحرية تسيطر عليها جهات أجنبية. رغم هذا، فإن سيطرة الأسد على باقي سوريا تتيح له البقاء لفترة طويلة. لقد نشأت مناطق نفوذ بحكم الأمر الواقع، واستقرار نسبي بحكم الأمر الواقع، ووجود أجنبي على الأراضي السورية بحكم الأمر الواقع، وانعدام حل للأزمة بحكم الأمر الواقع.
بخلاف كل باقي اللاعبين، فإن لإسرائيل اعتبارات خاصة. وباستثناء الوجود الروسي، فإن كل باقي اللاعبين في سوريا معادون لإسرائيل. وعليه، فإن سلوكها يجب أن يكون خاصاً؛ هجمات عسكرية فقط. مع إمكانية دبلوماسية في قنوات هادئة. موسكو هي الأفضل في ذلك، فهي لا تريد إيران و”حزب الله” أو تركيا في سوريا، إنما تريد أن تكون وحيدة هناك. من العجيب أن نرى كم هي المصلحة الروسية تتطابق والمصلحة الإسرائيلية. الخط الساخن بين القدس وموسكو قائم. فهيا نستخدمه.
بقلم: إسحق ليفانون
 معاريف 17/3/2021
=========================
الصحافة الفرنسية :
لوموند: الأطفال السوريون.. جيل راح سدى
https://arabi21.com/story/1345241/لوموند-الأطفال-السوريون-جيل-راح-سدى#category_10
عربي21-بسمة بن ميلاد# الأربعاء، 17 مارس 2021 06:19 م بتوقيت غرينتش1
نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على بيانات متعلقة بالأطفال السوريين الذين نشأوا في الحرب، وسط القصف والحرمان.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن حوالي 6 ملايين طفل ولدوا خلال الحرب التي تعصف بسوريا، حسب تقديرات اليونيسف. ويومًا ما، سيكون على هذا الجيل، الذي كانت التفجيرات والعنف والخطر خبزه اليومي، بناء مستقبل هذا البلد.
وُولد قرابة 6 ملايين سوري خلال الحرب التي عصفت بسوريا منذ عشر سنوات، حسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة في كانون الثاني / يناير.
 ستكون مهمة هذا الجيل، الذي خطى خطواته الأولى وسط الدمار والخراب ولم يعرف في حياته اليومية سوى القصف والعنف والخطر، إعمار هذا البلد.
وذكرت الصحيفة أن جميع البيانات المتعلقة بانتهاكات حقوق الأطفال التي استخدمتها في تقريرها موثقة ومستخرجة من تقارير الأمم المتحدة. وهي لا تمثل سوى جزء بسيط من الجرائم المرتكبة ضدهم.
من بين هؤلاء الأطفال، يعتبر وضع النازحين الأسوأ. تقودهم عوامل مثل عدم الاستقرار المرتبط بالنزوح بصفة متكررة، وفقدان أحد الوالدين (أو حتى كليهما) وعوزهم الشديد، وعيشهم في بيئة اقتصادية متدهورة بشكل عام، إلى البحث عن عمل غالبًا ما يكون شاقًا وبأجور زهيدة جدا، فقط لضمان البقاء على قيد الحياة أو مساعدة عائلاتهم.
 وعلى الرغم من أن سوريا ما قبل الحرب كانت تتمتع بأعلى معدل تعليم في البلدان العربية، إلا أن مئات الآلاف من الأطفال أميون الآن.
بينت الصحيفة أنه في شمال شرق سوريا، يعتبر وضع النازحين في المخيمات الواقعة تحت سيطرة الإدارة الكردية أكثر تعقيدًا. يبلغ عدد سكان مخيم الهول ما يقرب من 65 ألف نسمة، 94 بالمئة منهم من النساء والأطفال، وأكثر من نصفهم من الأطفال دون سن الثانية عشرة. ومن جملة هذا المجموع، 48 بالمئة عراقيون و37 بالمئة سوريون و15 بالمئة من 57 جنسية أخرى.
غالبية الأطفال السوريين هم من مناطق كانت خاضعة في السابق لسيطرة تنظيم الدولة وينحدرون من الرقة وبلدات أخرى على طول نهر الفرات.
وحضر كثير منهم مشاهد إعدامات وقطع رؤوس؛ وأُجبرت قاصرات على الزواج القسري كما تم تجنيد الفتيان في صفوف تنظيم الدولة. وتجمع معظم "أشبال الخلافة" هؤلاء في الحسكة.
العنف ضد الأطفال
 وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال سنة 2019، أجرى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بحثا شمل 16 دولة، للتحقيق في "مصير الأطفال خلال النزاع المسلح".
في هذا التقرير، احتلت سوريا المرتبة قبل الأخيرة في مجال تجنيد الأطفال. فيما يتعلق بعدد الجنود الأطفال، كانت الصومال أسوأ دولة على هذا الصعيد.
منذ أن فقد تنظيم الدولة آخر معاقله في سوريا، جنّدت القوات الكردية أكثر من ثلث الأطفال من أجل القتال في ساحات المعارك.
ومن مجموع 820 قاصرًا وقع تجنيدهم، كان هناك 147 طفلا دون سن الـ15، كان معظمهم من الفتيات. كما احتلت هيئة تحرير الشام، الجماعة المنبثقة عن تنظيم القاعدة، المرتبة الثانية من خلال تجنيد 245 قاصرًا.
وبحسب استطلاع الأمم المتحدة، فإن سوريا هي الدولة التي قُتل فيها أكبر عدد من الأطفال في سنة 2019، على يد القوات النظامية، حيث كان جيش بشار الأسد وحلفاؤه مسؤولان عن كل الضربات التي استهدفت المدارس تقريبًا.
في الختام، أعرب تقرير مجلس الأمن عن قلقه إزاء الاتجاه الجديد لاستهداف مرافق إمدادات المياه وزيادة عدد الهجمات على المدارس والمستشفيات وبشأن احتجاز الأطفال لأسباب أمنية.
 على الرغم من أن عدد هذه الاعتقالات تراجع خلال سنة 2020، فما زال ما لا يقل عن 4956 طفلًا محتجزًا، بينهم 3609 في سجون النظام. بينما ما زال الكثير من الأطفال في عداد المفقودين بالنسبة لعائلاتهم.
=========================