الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 18/2/2017

سوريا في الصحافة العالمية 18/2/2017

19.02.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة البريطانية : الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :
فايننشال تايمز: ما هو موقف إسرائيل من تجربة حزب الله بسوريا؟
http://arabi21.com/story/985474/فايننشال-تايمز-ما-هو-موقف-إسرائيل-من-تجربة-حزب-الله-بسوريا#tag_49219
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لكل من إريكا سولومون وجون ريد، تتحدث فيه عن حزب الله في سوريا، مشيرة إلى أن الحزب خرج من النزاع في سوريا قويا ومن أكبر المنتصرين.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن معركة حلب، التي أجبر فيها الطيران الروسي والتحالف الشيعي المؤيد لرئيس النظام السوري بشار الأسد مقاتلي المعارضة السورية على الانسحاب منها في كانون الأول/ ديسمبر، كانت تعبيرا عن مدى القوة التي حققها حزب الله.
ويعلق الكاتبان قائلين إن "هذا أمر يناقض ما توقعه الكثيرون عندما قرر الحزب إرسال مقاتليه في عام 2012 للدفاع عن نظام بشار الأسد، حيث توقع الكثيرون أن ينهك الحزب ويتعرض لهزيمة كبيرة، لكنه وراعيته الإيرانية سيكونان من أكبر المنتصرين في الحرب السورية".
وتبين الصحيفة أن إسرائيل لم تغفل عن هذه التطورات، فهي تراقب ما يجري، حيث قال مستشار أمني إسرائيلي إن حزب الله تبنى سياسة غير شعبية، لم تحظ بدعم حتى بين قواعده، واستمر فيها، وقام بعملية عسكرية خارج حدوده ونجح، وأضاف قائلا: "لقد انتقلوا 180 درجة من قوة حرب عصابات إلى جيش غاز".
ويلفت التقرير إلى أنه لهذا السبب قام الجيش الإسرائيلي برصد ومراقبة التطورات العسكرية، وما أضافه الحزب إلى ترسانته العسكرية وصواريخه قصيرة ومتوسطة المدى التي أرسلتها إيران.
ويستدرك الكاتبان بأن الحزب استفاد، بالإضافة إلى الخبرات في خوض الحرب التقليدية، منافع أخرى، وهي القتال إلى جانب الجيوش النظامية، مثل جيش النظام السوري والقوات الروسية والحرس الثوري الجمهوري، بالإضافة إلى تطوير خبراته في كيفية جمع المعلومات الاستخباراتية واستخدام القوة الجوية.
وتورد الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يقدر عدد مقاتلي الحزب بحوالي 30 ألف مقاتل، خسر منهم حوالي 1700 في سوريا، وهو ضعف ما خسره في حرب تموز عام 2006، مشيرة إلى أن ما يثير قلق الجيش الإسرائيلي هو الدروس التي تعلمها الحزب في سوريا.
وينقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي، قوله: "إنهم يتعلمون"، وأضاف: "لا أعلم فيما إن كان ذلك مرتبطا بالحرب مع إسرائيل، لكنها تجربة مهمة"، وأشار إلى قلقه من إمكانية حصول الحزب على صواريخ أرض جو وصواريخ بحرية، مثل تلك الروسية الصنع "ياخونتس"، أو صواريخ أرض أرض.
ويجد الكاتبان أنه رغم التجربة السورية، واستمرار حزب الله في التحضير على الجبهة اللبنانية الإسرائيلية، إلا أنه لا يرغب في الوقت الحالي في فتح جبهة مع إسرائيل، حيث يؤكد مراقبون أن الحرب مع الحزب ليست وشيكة بسبب التغيرات التي تشهدها المنطقة.
وتنوه الصحيفة إلى المنافع التي حققها الحزب من خلال ارتباطه بالمحور الإيراني، الذي صعد في مرحلة ما بعد ثورات الربيع العربي عام 2011، حيث قامت إيران ببناء محور مع حزب الله والجماعات الشيعية الموالية لها، ولهذا فإن حربا جديدة مع إسرائيل ستعطل الجهود التي تقوم بها طهران كلها.
ويفيد التقرير بأنه لهذا السبب، فإن المراقبين يقولون إن حزب الله لم يرد على الغارات التي استهدف بها الطيران الإسرائيلي قوافل عسكرية وقادة للحزب خلال السنوات الماضية كلها، ويرى وائل الزيات، الذي كان مستشارا لسامنثا باور، عندما كانت سفيرة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة، أن الدينامية قد تتغير في حال قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراكمة الضغوط على إيران، وقال إن زيادة الضغوط قد تدفع الإيرانيين وحزب الله لاستفزاز إسرائيل، وإرسال رسالة لترامب بأنهم قادرون على الانتقام.
ويورد الكاتبان نقلا عن الزيات، قوله إن هناك مخاطر من تأثر المصالح الأمريكية في العراق، خاصة أن حزب الله أقام علاقات مع الحشد الشعبي، وهي قوات متحركة في العراق اليوم، بالإضافة إلى أن مصالح الدول الحليفة لأمريكا مثل السعودية ستتأثر أيضا، وتساءل عما إذا كان الحزب سيواصل العمل خارج لبنان جنبا إلى جنب القوى المؤيدة لإيران، التي قد تستخدم للضغط على الحكومات في المنطقة، سواء كانت تركيا أم السعودية أو الأردن.
ويرى الزيات أن هذا ما سيحاول حزب الله عمله، أي التعاون بين الحشد الشعبي وحزب الله والنظام السوري مع الحرس الثوري، وسيعملون من الحدود الإيرانية إلى لبنان، بحسب التقرير.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى تعليق مسؤول إسرائيلي بالقول إن نشاط حزب الله الخارجي لم يضعف من تحضيراته على الحدود مع إسرائيل، "فهو يبني بشكل مستمر قواته ضد إسرائيل"، وأضاف: "لم نر توقفا ولا يوما واحدا، حيث لا تزال الأسلحة تتدفق من سوريا، وستستخدم ضد إسرائيل".
========================
ميدل إيست آي: واشنطن تصر على دعم أكراد سوريا
http://arabi21.com/story/985826/ميدل-إيست-آي-واشنطن-تصر-على-دعم-أكراد-سوريا#tag_49219
نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا للكاتب أليكس ماكدونالد، يقول فيه يبدو أن أمريكا فندت يوم الخميس تلميحا تركيا بأنها قد توقف دعمها لوحدات حماية الشعب الكردية في حملتها لاستعادة الرقة من تنظيم الدولة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن وزير الدفاع التركي فكري أيسيك، قوله للصحافيين في بروكسل: "إن كنا نريد أن تكون عملية الرقة ناجحة فيجب أن تقوم بها القوات العربية في المنطقة، وليس وحدات حماية الشعب الكردية"، وقال في تعليقات تم بثها على الهواء مباشرة، إن "الإدارة الأمريكية الجديدة تتبنى نهجا مختلفا للقضية، إنهم لم يعودوا يصرون على أن تكون وحدات حماية الشعب هي من ينفذ العملية بالضرورة.. ولم يقرروا بعد".
ويستدرك الكاتب بأن متحدثا باسم وزارة الخارجية إن "موقفهم من هذه القضية لم يتغير"، وأشار إلى مؤتمر صحافي يوم الأربعاء للواء روبرت جونز، نائب قائد قوات فرقة العمل المشتركة في عملية العزم الصلب، وهو التحالف الذي يحارب ضد تنظيم الدولة في سوريا.
ويورد الموقع نقلا عن جونز، قوله في إجابة عن سؤال عما إذا كانت أمريكا ستدعم القوات الكردية في الهجوم على الرقة: "إن القوة التي تبدو أكثر مقدرة على القيام بتحرير الرقة تبقى هي قوات سوريا الديمقراطية"، في إشارة إلى القوات الكردية العربية، التي تشكل وحدات حماية الشعب المكون الرئيسي فيها، وأضاف: "فهل نحن واثقون من قوات سوريا الديمقراطية؟ بالتأكيد نحن كذلك.. قد رأينا روحهم القتالية، ورأينا ما هم قادرون على فعله، لقد استعادوا منبج، وكان قتالا عنيفا، وانتصروا في وجه مقاومة صارمة جدا".
وينقل التقرير عن جونز قوله إن معظم القوات التي ستتقدم نحو الرقة مكونة من العرب، وأضاف أن "العرب والأكراد يعملون يدا بيد، وتوقعاتي هي أن تقود قوات سوريا الديمقراطيىة الهجوم على الرقة، هكذا سيعملون، سيعملون معا وبتناغم، لكن معظم المقاتلين سيكونون من العرب وسنكون نحن، التحالف، معهم لدعمهم".
ويلفت ماكدونالد إلى أن قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على أراض على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، في الوقت الذي دفعت فيه تنظيم الدولة للخلف، وهو ما يقلق تركيا كثيرا، حيث تخشى من قيام دويلة كردية على حدودها.
ويكشف الموقع عن أن قوات سوريا الديمقراطية تعمل في مركز عملية متعددة المراحل لحصار الرقة عاصمة تنظيم الدولة، بمساعدة من طيران التحالف وقوات خاصة على الأرض من التحالف الذي تقوده أمريكا.
ويفيد التقرير بأن القرار المهم الذي ستواجهه الإدارة الأمريكية الجديدة سيكون هو هل توفر السلاح لوحدات حماية الشعب الكردية، بالرغم من المعارضة التركية لذلك، حيث تقول أمريكا إن الأسلحة المقدمة لقوات سوريا الديمقراطية مقتصرة على المقاتلين العرب إلى الآن.
وينوه الكاتب إلى أن الحكومة التركية كانت بشكل عام إيجابية تجاه انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لأنهم، على الأقل، يرون أنه من الممكن أن يسلمهم رجل الدين فتح الله غولن، الذي يتهمونه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشل في 15 تموز/ يوليو.
ويستدرك الموقع بأن ترامب لم يشر إلى الآن إلى أي تغيير تجاه قوات سوريا الديمقراطية، التي تربطها تركيا بحزب العمال الكردستاني، حيث ادعت المليشيا في أواخر كانون الثاني/ يناير أنها استلمت مصفحات من إدارة ترامب.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول أيسيك: "نعمل مع الولايات المتحدة على انسحاب وحدات حماية الشعب من منبج مع إنهاء عملية الباب"، وأضاف أن أولوية تركيا بعد الانتهاء من عملية الباب هي التوجه إلى منبج والرقة.
========================
 ديلي تلغراف :احتمال حرب عالمية ثالثة أقرب اليوم
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/2/18/مؤرخ-احتمال-حرب-عالمية-ثالثة-أقرب-اليوم
قال مؤرخ اقتصاد أميركي إن احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة أصبح الآن تهديدا جديا، وإن السنوات التي سبقت الحربين العالميتين الأولى والثانية كانت شبيهة جدا بمشهد العالم اليوم.
وأوضح المؤرخ في جامعة برينستون الأميركية هارولد جيمس أن انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يشيران إلى أن الناس فقدت الثقة في العولمة، وأن ذلك ربما يسفر عن صراع عالمي جديد.
وأضاف جيمس في مقابلة مع "سكاي نيوز" أنه وأثناء السنوات التي سبقت الحرب العالمية الأولى بدأت وزارات الخارجية والدفاع وكذلك أجهزة الاستخبارات في عدد من الدول تفعيل المعلومات باعتبار أن ذلك ضروري للسيطرة على سير الأحداث العسكرية، كما كان هناك نوع من "سباق التسلح" من ناحية السيطرة على الاتصالات، و"نشهد مثل ذلك اليوم".
وهناك عامل سياسي مهم -يقول جيمس- وهو أن أحزاب الوسط التي تدعم عموما الانفتاح في التجارة والهجرة "نجدها اليوم تحت الضغط من اليمين واليسار"، وإن تراجع العولمة كان مؤشرا لكلتا الحربين العالميتين السابقتين.
ويستمر جيمس قائلا إن العالم تراجع مرة أخرى من مرحلة كان الجميع يعتقد خلالها أن العولمة حالة حتمية إلى مرحلة أصبح الناس يعتقدون فيها أن هناك مشكلة كبيرة تواجه العولمة "المزيد والمزيد من الحكومات، وكذلك الحركات السياسية، والمراقبون وعموم الناس بدؤوا يعتقدون أن العولمة ليست مجدية".
وأعرب عن اعتقاده بأن أحد المظاهر البارزة حاليا في العداء للعولمة وفي احتمالات الصراع العالمي هو العداء للهجرة.
وقالت الصحيفة إنه وفي يناير/كانون الثاني الماضي سرع العلماء ساعة نهاية العالم أكثر، في محاولة للفت انتباه الناس إلى الخطر الوشيك الذي يتهدد العالم.
========================
باتريك كوبيرن — (الإندبندنت) 13/2/2017 :ترامب سوف يشعل حربا مع إيران.. وذلك سيكون أخبارا طيبة لـ"داعش"
http://www.alghad.com/articles/1442842-ترامب-سوف-يشعل-حربا-مع-إيران-وذلك-سيكون-أخبارا-طيبة-لـداعش
باتريك كوبيرن — (الإندبندنت) 13/2/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
عرض الرئيس ترامب مسرحية كبرى عندما تولى الرئاسة، بإعادته تمثالاً نصفياً لوينستون تشرشل إلى المكتب البيضاوي، طارحاً الخطوة كرمز لإعجابه بالعزيمة الوطنية الصلبة في السعي إلى تحقيق الغايات الوطنية. ومن المفترض أن ترامب كان يفكر في تشرشل الأربعينيات، وليس في تشرشل العامين 1915-16، عندما كان المدافع البارز عن حملة غاليبولي الكارثية التي هزم فيها الأتراك الجيش البريطاني بشكل حاسم، ونفذوا فيهم مجزرة كبرى.
من المعروف أن ترامب نادراً ما يقرأ كتباً أو يبدي اهتماماً بالتاريخ، باستثناء ما يتعلق بحياته وأوقاته الخاصين، لكنه من الجدير به أن يراجع غاليبولي، لأن تشرشل كان الأول فقط من ستة زعماء بريطانيين وأميركيين يمنون بهزيمة سياسية في الشرق الأوسط في القرن الماضي. والسبب الرئيسي وراء هذه الكوارث المتتالية هو أن المنطقة ظلت دائماً منزوعة الاستقرار وعرضة للحروب أكثر من أي مكان آخر في العالم. وتميل الأخطاء التي ترتكب في ميادين المعارك فيها إلى أن تكون كارثية ولا تمكن معالجتها.
وليس تفادي هذا المصير أمراً سهلاً: فالقادة البريطانيون والأميركيون الذين أخفقوا إخفاقاً تاماً في الشرق الأوسط كانوا عموماً أقدر ويتوافرون على خبرة أكثر ويتلقون إرشاداً أفضل من ترامب. لذلك، من الجدير التساؤل في مستهل إدارته، عن فرصه في أن يصبح الضحية التالية لحالة الأزمة الدائمة في الشرق الأوسط الأوسع. وكان قد خاض حملته كانعزالي يحاول أن يتجنب امتصاصه إلى صراعات في الخارج. لكن أسابيعه الأولى في البيت الأبيض وتعييناته في المناصب الرفيعة يوحيان بأنه سوف يحاول الإضطلاع بدور مركزي في سياسة المنطقة. وتعرض الإدارة الجديدة صورة ذاتية قوية مكرسة لـ"جعل أميركا عظيمة مرة أخرى". ومع ترافق هذا الاتجاه مع شيطنة أعدائها، سوف يفضي الأمر إلى إعاقة التوصل إلى تسوية وإلى حدوث تراجعات تكتيكية. وعادة ما كان التدخل الغربي في المنطقة يصل إلى المعاناة بسبب المبالغة المتعجرفة في قوته وسوء تقدير قدرات أعدائه.
تتوحد هذه الإخفافات مع جهل معيق لدور القوى الأجنبية بتعقيدات ومخاطر المنطقة السياسية والعسكرية التي يعملون فيها. كان هذا صحيحاً مع تشرشل الذي أخطأ في تقدير المقاومة العسكرية التركية المرجحة في العام 1915. وكان لويد جورج، أحد أذكى رؤساء الحكومات البريطانية، قد ارتكب نفس الخطأ في العام 1922 عندما دمرت حكومته نفسها بالتهديد بالذهاب إلى الحرب مع تركيا. وفقد انطوني إيدن منصبه كرئيس للوزراء بعد أزمة السويس عندما فشل في الإطاحة بالرئيس جمال عبد الناصر في مصر. كما أن سمعة توني بلير دمرت للأبد لأنه قاد بريطانيا إلى حرب في العراق في العام 2003.
من بين الثلاثة رؤساء الأميركيين الذين تضرروا بشكل سيئ ونهائي بسبب الأزمة في الشرق الأوسط، كان جيمي كارتر الأقل حظاً نظراً لأنه لم يكن أمامه الكثير ليفعله لوقف الثورة الإيرانية في العام 1979، أو لوقف احتجاز الدبلوماسيين الأميركيين كرهائن في السفارة في طهران. وشهدت رئاسة رونالد ريغان تدخلاً عسكرياً في لبنان حيث تم تفجير 241 جندياً من قوات البحرية الأميركية في العام 1983، بالإضافة إلى فضيحة إيران- كونترا التي أضعفت الإدارة إلى الأبد. ومع ما لهذه الكوارث والمغامرات السيئة من مغازٍ في حينها، فإنه لم يكن لأي منها نفس التأثير الذي تركه غزو جورج دبليو بوش للعراق في العام 2003، والذي أفضى إلى إعادة انبعاث تنظيم القاعدة وتمدد الفوضى العارمة في عموم المنطقة.
بنظرة مراجعة، قد يبدو هؤلاء الرؤساء متهورين عندما غرقوا في مستنقعات لا قعر لها أو خاضوا حروباً غير قابلة لأن تكسب. بعضهم، مثل كارتر، كانوا ضحايا للظروف، لكن التورط لم يكن محتماً كما أظهر ذلك الرئيس باراك أوباما الذي قرأ الكتب، وعرف تاريخه ووعى بحذق المآزق الخفية التي تحتاج الولايات المتحدة إلى تفاديها في أفغانستان والعراق وسورية وما وراءهما. ونادراً ما يؤدي تجنب الكوارث التي لا يعرف أحد آخر بوجودها إلى إكساب السياسي الكثير من المصداقية، لكن أوباما يستحق الامتنان لتجنبه الانجرار إلى الحرب الأهلية في سورية أو إلى داخل صراع أوسع ضد إيران باعتبارها زعيمة محور الشر. فقد شك بشكل مبرر في حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، لشغفهم برؤية الولايات المتحدة وهي تخوض قتالاً ضد إيران نيابة عنهم.
وفي الأثناء، ينظر العديد من المعلقين إلى إدارة ترامب على أنها فريدة جداً بشكل مقلق في ازدرائها للحقيقة والشرعية والديمقراطية، إلى درجة يسيئون معها تقدير الكم الذي تتشاركه مع إدارة جورج دبليو بوش. وكانت إدارة بوش قد أعطت مروراً حراً لدول المنطقة التي لها العديد من الروابط بمهاجمي 11/9. وبدلاً من ذلك، حول البيت الأبيض الغضب الشعبي والرغبة في الرد بالمثل اللذين تسببت بهما هجمات 11/9 إلى حملة عسكرية للإطاحة بصدام حسين كزعيم للعراق.
وبعد ثلاثة عشر عاماً، تأسس بشكل جيد من خلال وثائق أميركية مسربة وإيجازات صحفية أن دولاً في المنطقة لعبت دوراً مركزياً في تمويل وإمداد المجموعات الإسلامية المتشددة في سورية بعد العام 2011. وكان ترامب قد وعد باستمرار خلال حملته الرئاسية بأنه سيركز بشكل حصري في الشرق الأوسط على تدمير "داعش"، لكن التحركات الأولى لإدارته كانت أقرب إلى دول المنطقة السنية. وفي المقابل، وفي أول تصريح له عن سياسته تقريباً، قال وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، أن إيران "هي أكبر راعٍ مفرد للإرهاب في العالم".
أحد أخطار التشدق الديماغوجي لترامب وكذبه المفتوح هو أنها تميل إلى إعطاء الانطباع بأن الأعضاء الأقل درامية في فريقه، خاصة الجنرالات السابقين مثل ماتيس أو مستشار الأمن القومي مايكل فلين، يشكلون منارات لسلامة العقل والاعتدال. لكن الرجلين يتجهان إلى تأجيج التهديد عندما يتعلق الأمر بإيران، حتى من دون تقديم أي دليل على أعمالها الإرهابية، تماماً مثلما ضخم سابقاهما التهديد الذي زُعم أن أسلحة الدمار الشامل لصدام حسين غير الموجودة أصلاً، والدعم الخيالي لتنظيم القاعدة، قد شكلاه.
هذه أخبار جيدة لتنظيم "داعش"، بالرغم من أن له أعداء كثيرين ملتزمين بتدميره لدرجة أن إحداث تغيير في السياسة الأميركية قد يكون متأخراً جداً لجلب الكثير من الفائدة. لكن أعداءه الرئيسيين على الأرض هما الجيشان العراقي والسوري المدعومان من إيران والأكراد السوريين، الذين يخشون أن تعطيهم الولايات المتحدة دعماً أقل من أجل إرضاء تركيا.
على ضوء المستوى العالي من تهديدات وتحذيرات إدارة ترامب، من المستحيل التمييز بين الخطاب الحربي وبين التخطيط العملياتي الفعلي. ومن غير المحتمل وقوع مجابهة قريبة مع إيران، لكن من الممكن أن تقع هذه المواجهة في غضون سنة أو سنتين، عندما تكون السياسات السابقة التي أخفيت في عهد أوباما قد مضت، وسوف يشعر ترامب بأن عليه أن يظهر كم هو أشد وأكثر فعالية من سلفه الذي كان قد وصفه بالضعف وعدم الكفاءة.
تمتلئ هذه الإدارة كثيراً بالمعتوهين والمتعصبين والهواة، حتى أنه سيكون من باب التفاؤل تصور أنهم سيمرون بسلام من خلال مستنقعات الشرق الأوسط من دون إشعال فتيل أزمة لا يستطيعون مواكبتها. والاتفاقيات الدبلوماسية التي يصفها ترامب بأنها "صفقات مريعة" للولايات المتحدة، إنما تمثل الموازين الحقيقية للسلطة والمصلحة، وهو لن يكون أفضل. وفي غضون أربع سنوات، قد يصبح لدى النادي المختار من القادة الأميركيين والبريطانيين الذين فشلوا في الشرق الأوسط، وكان ثمة تداعيات كارثية لسياساتهم على الجميع، عضو سابع.
 
========================
الصحافة الامريكية :
ناشونال انترست :هل ما زالت أميركا القوة العظمى بالشرق الأوسط؟
 http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/2/17/هل-ما-زالت-أميركا-القوة-العظمى-بالشرق-الأوسط
أشارت مجلة ناشونال إنترست الأميركية إلى التدخل الروسي في الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، وإلى محاولات روسيا بسط نفوذها في الشرق الأوسط، وتساءلت عما إذا كانت أميركا لا تزال القوة العظمى في الشرق الأوسط.
فقد نشرت المجلة مقالا مطولا للكاتبين ريتشارد فونتين ومايكل سينغ، قالا فيه إن روسيا عندما بدأت تدخلها العسكري الكبير في سوريا خريف 2015، أذهلت العالم وأعلنت عن عودتها إلى الشرق الأوسط من الباب الواسع.
وأضافا أن هذه الخطوة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فاجأت صناع القرار الأميركي بمن فيهم الرئيس السابق باراك أوباما، وأنه لم يمض وقت طويل حتى شاركت موسكو في نزع الأسلحة الكيميائية التي لدى رئيس النظام السوري بشار الأسد، ثم أعربت عن أملها في مزيد من التعاون من أجل السلام في سوريا.
وأشارت ناشونال إنترست إلى أن الشرق الأوسط أصبح يشكل منطقة تنافس للقوى الكبرى في العالم، وقالت إن ذلك لا يقتصر على الولايات المتحدة وروسيا، بل إن أوروبا ودولا مثل الصين واليابان والهند لها محاولاتها لبسط شكل من أشكال النفوذ في الشرق الأوسط بصور مختلفة، وذلك في ظل تصورها أن الولايات المتحدة تقوم بفك ارتباطها بالمنطقة.
التدخل الروسي
وأضافت المجلة أنه ينبغي على صناع القرار الأميركيين أن ينظروا بشكل جدي إلى التحديات التي تواجه النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وخاصة في ظل الأزمتين المتفاقمتين اللتين تعصفان بكل من العراق وسوريا، ووسط تداعيات الربيع العربي في المنطقة بشكل عام.
 وأشارت إلى أن الولايات المتحدة لم تكن تفكر بأن قوى خارجية أخرى قد تكون قادرة على منافستها في النفوذ بالشرق الأوسط، وأن هذه القوى الخارجية بينما تبقى محدودة الأهداف والقدرات والوسائل لتحقيق هذه الأهداف، فإن المنطقة تشهد تحولا جوهريا هذه الأيام.
وأوضحت أن زمن استمرار نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط دون منافس أو منازع قد بلغ نهايته، أو ولى وانتهى.
 وأشارت إلى الثورة الإيرانية في 1979 وإلى محاولات إيران بسط نفوذها في عدد من الدول العربية والمنطقة، وإلى نشر الولايات المتحدة قواتها في أنحاء متفرقة من الوطن العربي كما في العراق وسوريا وليبيا والإمارات والبحرين ومصر واليمن وقطر ومناطق أخرى.
وأضافت أن الولايات المتحدة ورثت الدور الدبلوماسي الذي كانت تشغله بريطانيا في المنطقة لسنين، وأن أميركا أظهرت رغبة متكررة في استخدام القوة لضمان تدفق نفط المنطقة إليها بوصفها أكبر مستهلك للطاقة.
كما أشارت إلى تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط في أعقاب غزو العراق عام 2003 وإلى الصراعات التي نشأت جراء الربيع العربي واندلاع الحروب في سوريا واليمن وليبيا والعراق، وهو ما حطم النظام الإقليمي الذي كان سائدا لعقود وأدى إلى موجة جديدة من السياسات الطائفية في المنطقة.
 وقالت ناشونال إنترست إن الدور الأميركي في الشرق الأوسط بدأ بالتراجع، وإن انتباه الساسة الأميركيين اتجه إلى محور آسيا، وإن المنطقة انزلقت في الفوضى وصارت ملاذا آمنا لتنامي قوى "التطرف والإرهاب".
وأضافت أن تنظيم الدولة الإسلامية سيطر على مناطق شاسعة في سوريا والعراق لفترة من الزمن دون تدخل يذكر من جانب أميركا، وأن الولايات المتحدة لم تعر كبير انتباه إلى الأزمة السورية المتفاقمة، وأن المنطقة الآن صارت هشة ومفتوحة أمام الطامعين على المستويين الإقليمي والدولي.
========================
واشنطن بوست :ليونيد بيرشيدسكي :ماذا يريد بوتين من ترامب؟
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=93124
تاريخ النشر: السبت 18 فبراير 2017
تظهر استقالة مستشار الأمن القومي الأميركي «مايكل فلين» إلى أي مدى أصبح أي اتصال مع روسيا ذا تأثير سيئ في واشنطن. وسيكون من المثير القول إن المساعدة المزعومة في انتخاب دونالد ترامب أتت بنتائج عكسية بالنسبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بيد أن هذه ليست الحالة: فهو، حتى الآن، يحصل بالضبط على كل ما يريد من أميركا.
لقد اضطر فلين إلى الاستقالة ظاهرياً لأنه لم يكن دقيقاً في وصف فحوى المكالمات الهاتفية التي أجراها مع السفير الروسي «سيرجي كيسلياك»، واقد جرت قبل تنصيب ترامب. وكان فلين عبئا ًعلى الإدارة في أي حال، لأنه بدا غير قادر على التعامل مع وكالة الاستخبارات المركزية. ولكن ما سيظل عالقاً في أذهان الجماهير أن هو فلين رحل لأنه كان قريباً أكثر من اللازم من الروس.
وربما يكون ترامب متقلب المزاج، ولكن ينبغي أن يكون واضحاً بالنسبة له -وللمسؤولين الأقل منه تقلباً في إدارته مثل وزير الخارجية ريكس تيلرسون- أن أي بادرة للانخراط مع روسيا سيتم تضخيمها من قبل وسائل الإعلام، ومن ثم استخدامها ضد البيت الأبيض. ومن غير المرجح أنه سيحاول إجراء محادثات مع روسيا بشأن أي اتفاق يشمل، على سبيل المثال، توسيع التعاون في الشرق الأوسط في مقابل تقاعس أميركي بشأن أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، كتب «إيفان كراستيف» و«ستيفين هولمز» في مجلة «فورين بوليسي» أن الثورة السياسية التي تتكشف في واشنطن قد أربكت الكرملين: «لقد أصبح بوتين رهينة لبقاء ونجاح ترامب، الأمر الذي قيد بشدة خيارات روسيا الجيوسياسية. ويعي الكرملين تماماً أن الديمقراطيين يريدون استخدام روسيا لتشويه سمعة وربما عزل ترامب، في حين أن النخبة الجمهورية تريد استخدام روسيا لتقليص دور ترامب وجعله منضبطاً. وتخشى الحكومة الروسية ليس فقط من سقوط ترامب، بطبيعة الحال، بل أيضاً من إمكانية أن يتحول بصورة انتهازية إلى موقف متشدد مناهض لموسكو من أجل أن يعقد صلحاً مع قادة الحزب الجمهوري المتشددين في الكونجرس».
وهذا تفكير متفائل. إن بوتين محنك للغاية، ولا يمكن توقع أن يقيم علاقات ودية أكثر من اللازم مع الإدارة الأميركية. ومن الممكن التنبؤ بأن ينتقد بعض المعلقين الروس إقالة فلين. وكما كتب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الروسي «قسطنطين كوساتشيف» على فيسبوك: «إما أن ترامب لم يحصل على الاستقلال الذي سعى إليه، أو أن الإدارة الجديدة برمتها قد أصابتها العقدة من روسيا، أيضاً». غير أن بوتين نفسه، ووزير خارجيته سيرجي لافروف -وهما الشخصان المهمان- دائماً ما يظهران ضبط النفس عند التحدث عن ترامب وإدارته.
وقبل أن يجري ترامب أول مكالمة هاتفية له مع بوتين الشهر الماضي، تداول خبراء سياسيون وصحفيون وسياسيون أجانب في واشنطن شائعة مفادها بأن ترامب سيرفع العقوبات المفروضة على روسيا بسبب سياستها في أوكرانيا وتدخلها المزعوم في الانتخابات الأميركية. بيد أن هذا لم يحدث، ومن الواضح أن بوتين لم يشر إلى العقوبات في حديثه مع ترامب. والموقف الروسي الرسمي هو أن موسكو لن تناقش أمر العقوبات أولًا «حتى لا تمنعنا من بناء ومواصلة الحوار بشأن مسائل تهم الاتحاد الروسي». أما الشائعة الأكثر جدة ومفادها بأن روسيا تنظر في تسليم متعاون وكالة الأمن القومي «إدوارد سنودن» إلى الولايات المتحدة لكسب ود ترامب، فمن المرجح أن يثبت أن لا أساس لها من الصحة.
وبوتين لا يتطلع إلى تقديم أي هدايا لترامب في مقابل أي مكاسب فورية. إنه يلعب لعبة طويلة الأمد، يساعده فيها حالياً وبنشاط ترامب والمصالح المناهضة لروسيا في واشنطن.
وبالنسبة لبوتين، فأكبر مشكلة مع الولايات المتحدة هي رغبتها في التدخل في أوضاع بعيدة عن حدودها في الشرق الأوسط، وفي أوروبا وفي الاتحاد السوفييتي السابق. أما ترامب، بغض النظر عما يفكر فيه بشأن روسيا، فهو انعزالي: وشعاره هو «أميركا أولًا». ولا يبدو أنه هو أو ناخبوه على استعداد لدعم تدخل عسكري مباشر في أي دولة تكون المصالح الروسية فيها قوية. وربما يختبر بوتين صدق ترامب من خلال التشجيع على إثارة الصراع في شرق أوكرانيا، ولكنه لا يقوم بخطوات حاسمة هناك. ويبدو أن الولايات المتحدة غير مهتمة نسبياً باستثناء الإدانة الروتينية في مجلس الأمن الدولي. وإذا استمرت الحال على هذه المنوال، فإن بوتين -الذي هو زعيم لديه فهم واضح ويمكن التنبؤ به للمصالح الوطنية الروسية- سيمضي قدماً من جانب واحد لحماية هذه المصالح كما يراها.
والولايات المتحدة ليس لديها ما يكفي من العلاقات التجارية مع روسيا لكي تجعل عقوباتها الاقتصادية أكثر إيلاماً بالنسبة لأي من الجانبين. فقيمة الصادرات الأميركية إلى روسيا لم تتجاوز 11,1 مليار دولار (كان هذا المستوى القياسي عام 2013). أما علاقات روسيا الاقتصادية المهمة فهي مع أوروبا، ولذا فإن القيود السياسية التي تفرضها أوروبا هي الأكثر تأثيراً على هذه العلاقات.
-----------------
* كاتب روسي مقيم في برلين
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
معهد واشنطن مايكل سينغ :التغيير لم يصل إلى الشرق الأوسط
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/change-has-not-come-to-the-middle-east
متاح أيضاً في English
"سايفر بريف"
10 شباط/فبراير 2017
يخيَّل للوهلة الأولى أن الشرق الأوسط الذي يواجهه الرئيس ترامب حالياً يختلف كثيراً عن المنطقة التي واجهها الرئيس باراك أوباما عام 2009. فالانتفاضات العربية التي اندلعت عام 2011 أطاحت بزعماء تونس ومصر واليمن وليبيا، بينما تسببت الحرب الأهلية في سوريا بتدمير البلاد وتشريد سكانها، تلك الدولة التي اعتُبرت يوماً ما القلب الدولي النابض للعالم العربي. كما نجح ما يسمى بـ تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») باقتطاع أراض من العراق وسوريا في بداية اجتياحه لأراضيهما، وأقام شبه دولة إرهابية امتدت بين هذين البلدين، ولكن التنظيم يعاني حالياً من تقلص سريع في قاعدته. أما عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين فتشهد فترة الجمود الأطول أمداً في تاريخها منذ توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993. بالإضافة إلى ذلك إن الأزمة النووية الإيرانية التي كانت تتفاقم في السابق بوتيرة متسارعة، توقفت لبرهة من الزمن بفضل مفاوضات «خطة العمل المشتركة الشاملة» - وهذا هو التطور الوحيد من بين هذه الأحداث الذي يرغب أوباما على الأرجح أن ينال الفضل عليه. إلا أن الأمر الحقيقي في الشرق الأوسط لا يرتبط بمدى التغيير الذي حصل، بل بضآلته إذا ما تعمق المرء بشكل أكبر [في دراسة الأوضاع]. فعلى العكس مما كان متوقعاً، تفاقم الركود الاقتصادي والسياسي الذي أطلق شرارة الانتفاضات عام 2011. فقد بلغت نسبة بطالة الشباب في العالم العربي 29 في المائة عام 2013، أي أكثر من ضعفَي المتوسط العالمي البالغ 13 في المائة، وأعلى نسبة من أي منطقة أخرى من العالم. وحتى في الوقت الذي تخشى فيه سائر دول العالم من غياب الاستقرار في الشرق الأوسط، يبقى الوضع الاقتصادي وليس الأمني مصدر القلق الأكبر لدى الغالبية الساحقة من شعوب المنطقة - فوفقاً لدراسة نشرها "الباروميتر العربي" لعام 2014، منح 88 في المائة من السكان في مصر الأولوية للمشاكل الاقتصادية مقارنة بـ 1 في المائة للمخاوف الأمنية.
ولم ينبثق تنظيم «الدولة الإسلامية» من الفراغ، بل جاء نتيجة القمع الوحشي المتواصل الذي مارسته الحكومة السورية بحق شعبها، والتمييز الطائفي الذي انتهجه رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي. وقد تصرف كلاهما بدعم من إيران، التي أرسلت قواتها الهجومية لمساندة الحرب التي شنها الرئيس السوري بشار الأسد في بلاده، والتي يهدد دعمها الحالي للميليشيات العراقية بالقضاء على أي مكاسب تُحقَّق ضد تنظيم «داعش» في أماكن مثل الموصل ومحافظة الأنبار. وقد تنامت قوة إيران في المنطقة على الرغم من «خطة العمل المشتركة الشاملة» - أو بسببها كما يُحتمل. وقد امتنعت الولايات المتحدة والقوى الأخرى عن صد مطامع طهران الإقليمية على أمل ضمان التوصل إلى اتفاق نووي، والحفاظ عليه فيما بعد.
أما الدول التي كان وضعها جيداً إلى حد معقول في عام 2008 - على سبيل المثال، الأردن، المغرب، والإمارات العربية المتحدة - فتستمر اليوم في الازدهار على الرغم من الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة، ويُعزى ذلك إلى قيادتها السليمة وإلى التعاون الأمريكي والدولي الصبور والمتحفظ.
ومع ذلك، يمكن القول إن التغيير الأكبر قد جاء من الخارج، بدءً من دور الولايات المتحدة. فليس هناك تحالف أمريكي في المنطقة، أصبح في موقف أقوى في عام 2017 مما كان عليه عام 2009. فمن خلال محاولة إدارة أوباما تحويل اهتمامها نحو آسيا، وتخليص نفسها من العراق وتفادي النزاع مع إيران، ومعاناتها من أزمة مالية أدت إلى إعادة توجيه أنظارها نحو القضايا المحلية، فقد أعطت بذلك انطباعاً بالانفصال (أو فك الارتباط). ومن جهة استحقت الولايات المتحدة هذا الانطباع، ولكن من جهة أخرى يفند ذلك انطباع الشراكات الأمنية القوية والمتواصلة مع الحلفاء، مثل إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي يشكل ميزة مفيدة للرئيس ترامب - وغالباً ما كانت السياسة الأمريكية غير واثقة من نفسها وتدريجية، ولم تعطِ واشنطن لحلفائها الثقة الكافية بأنها تشاركهم نظرتهم إلى التهديدات.
وقد أدى هذا الانفصال الاستراتيجي من قبل الولايات المتحدة إلى إعادة تصميم المشهد الجيوسياسي في المنطقة. فقد قرّب العلاقات بين حلفاء الولايات المتحدة مثل دول الخليج العربية (وأكثرها قرباً، بشكل ملحوظ، مع إسرائيل) ودفع هذه البلدان إلى اتباع مذهب جديد من النشاط السياسي والتعددية. ولكن لهذا التعاون حدوده لأن حلفاء واشنطن ما زالوا يفتقرون إلى حد كبير إلى القوة المؤسساتية والقابلية على تبادل الإمكانيات اللتين تمتلكهما سائر التحالفات الإقليمية. كما أنهم يفتقرون إلى المنتديات أو الآليات الوطنية الخاصة بهم لمعالجة العديد من النزاعات في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، حث الانعزال الأمريكي القوى الخارجية الأخرى على زيادة انخراطها في المنطقة، سواء كان ذلك لدوافع انتهازية أم لمجرد تأمين مصالحها الخاصة. وروسيا هي المثال الأوضح، فتدخلها في سوريا أنقذ نظام الأسد من الإنهيار. لكن الصين، والدول الأوروبية، وغيرها من البلدان زادت انخراطها في الشرق الأوسط بتكتّم أكبر، مؤذنة بنهاية السيادة الأمريكية التي استمرت بلا منازع لعقود من الزمن في المنطقة. وعندما تقوم الولايات المتحدة ببلورة سياستها الإقليمية، سوف لن يتعين عليها أخذ هذه القوى الأخرى بعين الاعتبار بشكل متزايد فحسب، بل سيتوجب عليها أيضاً إعادة النظر في الافتراضات الأساسية مثل حريتها في التحرك في المجال الجوي والممرات المائية في المنطقة.
ونظراً إلى الصعوبة التي تشتهر بها المنطقة، سيكون من المغري لأي إدارة أمريكية جديدة أن تصرف اهتمامها نحو بقعة أخرى من العالم. لكن الرئيس ترامب تعهّد بإعطاء الأولوية لتحقيق المصالح الأمريكية في سياسته الخارجية، وهذه المصالح هي التي تجر الولايات المتحدة إلى تلك المنطقة. أي المصالح المتعلقة بمكافحة الإرهاب، ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وضمان التدفق الحر للتجارة والطاقة، على سبيل المثال لا الحصر. وكلما زاد تركيز الرئيس الأمريكي على دعم هذه المصالح، بدلاً من السعي إلى حل النزاعات أو عقد الصفقات لمجرد عقدها، كلما حقق نجاحاً أكبر.
ومن المغري النظر إلى سياسة الشرق الأوسط من منظار "معالجة" مشاكل سوريا أو العراق أو النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن هذه النزعة لحل المشاكل لا تميل إلى الفشل فحسب، بل إنها تزاحم الاهتمام والموارد التي يمكن تسخيرها لمساعٍ أخرى لا تقل أهمية على المدى الطويل ولكنها أقل شهرة.
ولذلك، مهما بقيت الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» جوهرية، هناك ثلاثة تغييرات أخرى يمكن للرئيس ترامب إدخالها على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة، والتي يمكنها أن تخدم مصالح واشنطن مع مرور الوقت. أولاً، عليه التصرف بحزم للتصدي لإيران، وبذلك لن يسهم في المساعدة على إنهاء الصراعات على نحو مستدام في سوريا والعراق واليمن وأماكن أخرى فحسب، بل سيضع الولايات المتحدة مجدداً أيضاً على نفس المسار الاستراتيجي مع حلفائها الذين يجدون في مطامع إيران الإقليمية التهديد الأكبر لهم. ثانياً، عليه السعي إلى إعادة بناء التحالفات الأمريكية في المنطقة، على أن لا يقتصر تركيزه على تحسين العلاقات الثنائية بل يمتد إلى تشكيل مجموعة متعددة الأطراف وذات قدرات ومنافع أكبر، مكونة من الشركاء الإقليميين المتشابهي التفكير.
وأخيراً، يجب عليه أن يساعد حلفاء واشنطن على الانخراط في الإصلاحات الاقتصادية والأمنية والسياسية حيثما أبدوا استعداداً لذلك. ولا ينبغي أن يكون الهدف من ذلك تغيير معالمهم ليصبحوا نسخة من صورة الولايات المتحدة، بل لمساعدتهم على اتخاذ الخطوات التي تعود بالفائدة على المصالح المشتركة لكلا الجانبين من خلال جعلهم أكثر قدرة على التكيف مع التهديدات الإقليمية والتجاوب مع شعوبهم. وبعد مرور ثماني سنوات من الانحراف الاستراتيجي الأمريكي، سيكون لدى حلفاء الولايات المتحدة طموحات عالية من الرئيس ترامب. وبدوره، يجب على الرئيس الأمريكي أن يصر على ترقّب الكثير منهم أيضاً.
 مايكل سينغ هو زميل أقدم في زمالة "لين- سويغ" والمدير الإداري في معهد واشنطن، وكان مدير أقدم لشؤون الشرق الأوسط في البيت الأبيض في الفترة 2007-2008، ومدير في طاقم "مجلس الأمن القومي" الأمريكي في الفترة 2005-2007. وفي وقت سابق، شغل منصب مساعد خاص لوزيري الخارجية باول ورايس، كما عمل في السفارة الأمريكية في تل أبيب.
=======================