اخر تحديث
الأحد-04/05/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
من الصحافة العالمية
\ سوريا في الصحافة العالمية 17-8-2024
سوريا في الصحافة العالمية 17-8-2024
18.08.2024
Admin
سوريا في الصحافة العالمية 17-8-2024
إعداد مركز الشرق العربي
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن : مواجهة إيران في شرق سوريا تعني تخفيف المقاربة التي تتبناها "قوات سوريا الديمقراطية"
معهد واشنطن : حقبة جديدة في العلاقات التركية-السورية؟
فوكس نيوز :الولايات المتحدة تعدّ لإيران ما استطاعت من قوة لترهيبها
الصحافة البريطانية :
تقرير لـ"
Middle East Eye
": هل يتصالح أردوغان والأسد؟
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن : مواجهة إيران في شرق سوريا تعني تخفيف المقاربة التي تتبناها "قوات سوريا الديمقراطية"
بواسطة أندرو جيه. تابلر
أندرو جيه. تابلر هو زميل أقدم في برنامج الزمالة "مارتن ج. غروس" في "برنامج «ليندا وتوني روبين» حول السياسة العربية" في معهد واشنطن حيث يركز على سوريا والمشرق العربي وسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
تحليل موجز
تتمتع الجماعات المدعومة من إيران ونظام الأسد ببعض الجاذبية المحلية، ويعود ذلك جزئياً إلى المظالم التي تواجهها من استراتيجية الحكم التي تتبعها "قوات سوريا الديمقراطية" بزعامة الأكراد في المناطق القبلية العربية.
في 6 آب/أغسطس، عَبَرت جماعات مسلحة نهر الفرات وهاجمت عدة قرى تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية" ("قسد") التي يهيمن عليها الأكراد والتي تدعمها الولايات المتحدة. وتقع هذه القرى بالقرب من المواقع العسكرية الأمريكية في منشآت النفط في كونوكو والعمر في محافظة دير الزور الشرقية، والتي اجتاحها مقاتلون متحالفون مع نظام بشار الأسد وإيران.
على مدار العام الماضي، أحبطت واشنطن محاولات طهران لإخراج القوات الأمريكية من سوريا والعراق، وجزئياً عبر مساعدة "قوات سوريا الديمقراطية" في صد هجمات مماثلة لتلك التي حدثت في الأسبوع الماضي. ومع ذلك، ورغم قيام "قوات سوريا الديمقراطية" بقمع استفزازات الميليشيات المختلفة والانتفاضات المحلية، تواجه "قسد" الآن ضغوطاً متزايدة في المناطق العربية الخاضعة لسيطرتها، وخاصة من ما يسمى بـ "قوات العشائر لتحرير الجزيرة والفرات" وهي قوات وكيلة مدعومة من إيران، التي أعيد تشكيلها، ويبدو أنها عازمة على جعل التحدي أكثر صعوبة في الأشهر المقبلة. وفي الوقت نفسه، تصاعدت هجمات الميليشيات الإيرانية على القوات الأمريكية منذ تموز/يوليو، مما أثار مخاوف من انسحاب واشنطن لقواتها (من سوريا). ولكن بدلاً من تهدئة هذه المخاوف فقط، قد تجد واشنطن أن بإمكانها استخدام تلك المخاوف كوسيلة ضغط - على الشركاء والخصوم على حد سواء - لتغيير الديناميات المتدهورة في شرق سوريا، بغض النظر عما إذا كان الانسحاب سيحدث في العام المقبل أم لا.
الهجمات والرد والوجود الأمريكي
شملت الجماعات التي شنت الهجوم في الأسبوع الماضي "قوات الدفاع الوطني"، وهي ميليشيا مدعومة من نظام الأسد و"فيلق القدس" التابع "للحرس الثوري الإيراني"؛ و"قوات القبائل والعشائر العربية" بقيادة إبراهيم الهفل، وهو شيخ موالٍ للنظام من قبيلة العكيدات؛ ومجموعة "تحرير الجزيرة" بقيادة هاشم السطام (المعروف أيضاً باسم أبو بسام)، وهو زعيم آخر من قبيلة العكيدات انحاز إلى الأسد وإيران. وفي كل حالة، استخدم المقاتلون قذائف الهاون والمدفعية للاستيلاء لفترة وجيزة على قرى ذيبان واللطوة وأبو حمام، مما أسفر عن مقتل ستة جنود من "قوات سوريا الديمقراطية" وإصابة تسعة آخرين. واستعادت "قسد" القرى بسرعة بمساعدة من الولايات المتحدة، بما في ذلك المروحيات الهجومية.
وصرح الهفل - الذي قاد انتفاضة ضد "قوات سوريا الديمقراطية" في آب/أغسطس 2023 - أن الهجوم كان بداية حرب "لتطهير" المنطقة من "عصابات قنديل الإرهابية"، في إشارة إلى قيادة "حزب العمال الكردستاني" التي تسيطر إلى حد كبير على "قسد" من قواعدها في جبال قنديل بالعراق. وكانت تصريحاته ذات أهمية خاصة نظراً للاشتباكات الأخيرة في شمال سوريا بين "قوات سوريا الديمقراطية" والميليشيات المدعومة من تركيا، التي خاضت معارك ضد "حزب العمال الكردستاني" المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا وخارجها لعقود من الزمن. وجاءت هذه الاشتباكات بعد تقارير عن إجراء محادثات بين مسؤولين سوريين وأتراك بهدف واضح هو ترتيب لقاء بين الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بما يتماشى مع التطبيع الإقليمي المتزايد للعلاقات مع دمشق.
وفي غضون ذلك، يصادف الشهر المقبل الذكرى السنوية العاشرة للحرب التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش")، والتي شهدت نشر القوات الأمريكية في سوريا عام 2015 لدعم "قوات سوريا الديمقراطية". ومنذ الهزيمة الإقليمية لتنظيم "الدولة الإسلامية" في عام 2019، وفي ظل غياب تسوية قابلة للتطبيق للحرب في سوريا، بقي حوالي 900 جندي أمريكي في الشرق للمساعدة في منع "داعش" من إعادة تشكيل نفسه. وتُعد هذه المنطقة التي تراقبها الولايات المتحدة، والتي يُطلق عليها "المنطقة الأمنية في شرق سوريا"، موطناً لعدد من القبائل العربية السنية التي لديها مظالم طويلة الأمد ضد "قسد"، تتراوح من قضايا طائفية مع القيادة الكردية للجماعة إلى انتقادات بأن مسؤولي "قوات سوريا الديمقراطية" يفضلون بعض القبائل والعشائر العربية على حساب الأخرى.
وقد صعّدت بعض هذه الفصائل القبلية مظالمها تدريجياً من خلال اتخاذ إجراءات مسلحة ضد "قوات سوريا الديمقراطية" - وخاصة عناصر من قبيلة العكيدات. ومن الجدير بالذكر أن العديد من أفراد العكيدات لديهم استياء طويل الأمد من الولايات المتحدة، يعود إلى غزو العراق عام 2003. (تنتشر هذه القبيلة في كلا البلدين، وقد آوت العديد من ضباط البعث بعد سقوط صدام حسين).
عندما اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" أبو خولة الديري - قائد "المجلس العسكري لدير الزور" - بتهم الفساد في آب/أغسطس 2023، اندلعت انتفاضة قبلية استغرق قمعها عشرة أيام. وتمرّدَ السكان المحليون مجدداً لفترة وجيزة في أواخر أيلول/سبتمبر، بدءاً بهجوم عبر النهر من قبل "قوات القبائل والعشائر العربية" التابعة للهفل ضد مواقع "قوات سوريا الديمقراطية" على الضفة الشرقية لنهر الفرات. وينحدر الهفل في الأصل من ذيبان ولكنه يعمل الآن من مناطق يسيطر عليها الأسد مباشرة عبر النهر، بما في ذلك معقل إيران في الميادين. وطوال خريف عام 2023 وربيع عام 2024، استمر في شن هجمات من هذه المناطق، مما دفع "قوات سوريا الديمقراطية" إلى الرد بإطلاق النار.
وبالإضافة إلى قمع المسؤولين المحليين، أفادت بعض التقارير بأن "قوات سوريا الديمقراطية" استولت أيضاً على مباني المدارس في جميع أنحاء محافظة دير الزور، مما أدى إلى تعطيل التعليم المحلي وزيادة التوترات مع السكان العرب. ويبدو أن الجماعة اتخذت هذه الخطوة بعد تقارير مفادها أن إيران وروسيا تحاولان تأجيج الاحتكاكات بين "قوات سوريا الديمقراطية" والقبائل من أجل الضغط على الولايات المتحدة لمغادرة سوريا. وقد تفاقمت هذه التوترات في ظل حرب "حماس" وإسرائيل في غزة، والتي هاجمت خلالها الميليشيات الإيرانية أهدافاً أمريكية في سوريا أكثر من 100 مرة، مما أدى إلى ضربات أمريكية دورية مضادة.
كيف تؤجج إيران التوترات القبلية العربية
وفقاً لمصادر محلية، تراجعت مكانة الهفل على مدار الأشهر الثلاثة الماضية بسبب موقفه المؤيد علناً للنظام السوري وهجماته عبر النهر ضد "قوات سوريا الديمقراطية". وفي أواخر عام 2023 وأوائل عام 2024، دعم النظام السوري الهفل من خلال تقديمه المساعدة ومنحه حرية الحركة في جميع أنحاء الجزء الغربي من محافظة دير الزور، التي تمتد على جانبي نهر الفرات. لكن ذلك جاء بتكلفة. فقد شعر العديد من أتباع الهفل بعدم الارتياح تجاه موقفه المؤيد للأسد، وخاصة أولئك من منطقة الجزيرة التي تسيطر عليها "قسد" شرق الفرات، مما دفع الكثيرين إلى الفرار أو العودة إلى ديارهم بموجب عفو من "قوات سوريا الديمقراطية".
وعندما كثف الهفل هجماته في وقت سابق من هذا العام، ردت "قوات سوريا الديمقراطية" بتكثيف قصفها على طول الضفة الغربية للنهر - ليس فقط ضد موقع الهفل، بل ضد المناطق المأهولة بالسكان أيضاً. ورداً على ذلك، طالب السكان المحليون الغاضبون نظام الأسد بوقف الهجمات التي يشنها الهفل. وبعد ذلك بوقت قصير، أصدر رئيس الاستخبارات السورية حسام لوقا - بتشجيع من روسيا وفقاً لبعض التقارير - أمراً بوقف جميع الهجمات ضد "قوات سوريا الديمقراطية" وتجنب المزيد من التصعيد، مما أدى إلى فترة من الهدوء في أيار/مايو وحزيران/يونيو.
لكن سرعان ما ظهرت إلى الواجهة قوات أخرى مدعومة من إيران. وكان أبرزها "لواء أسود العكيدات" بقيادة هاشم السطام - والذي أعيدت تسميته لاحقاً بـ "قوات العشائر لتحرير الجزيرة والفرات" - التي بدأت في تجنيد مقاتلين لشن هجمات متجددة ضد "قوات سوريا الديمقراطية". إن اتصالات السطام بإيران واسعة النطاق؛ فهو يعمل كمسؤول في مكتب "الحرس الثوري الإيراني" في الميادين ويقوم بتجنيد السكان المحليين في ذيبان (مسقط رأسه، مثله مثل الهفل). وبتمويل من "الحرس الثوري" وشبكات التهريب والمخدرات التابعة له، تمكنت مجموعة السطام من اجتذاب أعضاء بعيداً عن ميليشيا الهفل، ويُقدر الآن عددها بما يصل إلى 800 مقاتل في أربع وحدات.
وفي الفترة التي سبقت هجمات الأسبوع الماضي، أفادت بعض التقارير أن السطام نظّم الهجوم عبر النهر وتواصل مع أقاربه في ذيبان لشن انتفاضة ضد "قوات سوريا الديمقراطية" عندما دخلت قواته القرية. وعلى الرغم من أن قوات الهفل ربما قد استحوذت على جميع العناوين الرئيسية بعد الهجمات، إلا أنه يبدو أن السطام ومجموعته المدعومة من إيران لعبوا دوراً أكبر بكثير في تنفيذ العملية فعلياً.
توصيات في مجال السياسة العامة
في ضوء هذه الأحداث، يبدو أن جهود إيران لتأجيج التوترات في شرق سوريا تتوسع بالتزامن مع جهودها لطرد القوات الأمريكية. وبينما تفكر واشنطن في احتمال الانسحاب في المستقبل، يجب عليها اتخاذ تدابير حالياً لتجنب سيناريو تُعاني فيه "قوات سوريا الديمقراطية" من انهيار أشبه بما حدث في أفغانستان، بينما تعود القوات الموالية للأسد والقوات الموالية لإيران منتصرة إلى الشرق. ويشمل ذلك الحفاظ على الدعم الدبلوماسي لمهمة مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والدعم العسكري لـ"قسد" في صد الهجمات من المناطق التي تسيطر عليها إيران والأسد عبر الفرات.
كما يجب على المسؤولين الأمريكيين أن يدركوا أن الاحتكاكات المحلية قد تصاعدت جزئياً لأن "قوات سوريا الديمقراطية" غالباً ما تتخذ موقفاً قاسياً في قمع الانتفاضات القبلية أو في تعاملها مع المجتمعات العربية المحلية. ولم تؤد التوترات المتعلقة بحرب غزة إلّا إلى تفاقم هذه المشاكل. وعلى الرغم من أن واشنطن لا يمكنها فعل الكثير بشأن العامل الأخير في الوقت الحالي، إلا أنه بإمكانها تغيير طريقة تعاملها مع "قوات سوريا الديمقراطية".
ويقيناً، بعد عقد من القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، «مِن قِبل، ومع، ومن خلال» "قوات سوريا الديمقراطية"، لا تزال الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على إدارة "قسد" لشرق سوريا. ومع ذلك، فإن القيادة التي يهيمن عليها الأكراد لـ "قوات سوريا الديمقراطية" تسببت في تنفير القبائل العربية، وفشلت المناشدات السابقة لواشنطن في تحرير نهج هذه القوات. والواقع أن الديناميكية الحالية غير قابلة للاستمرار - ولتغييرها، بإمكان واشنطن استغلال شبح الانسحاب الأمريكي لإرغام "قوات سوريا الديمقراطية" على أن تكون أكثر تجاوباً مع المجتمعات القبلية العربية. كما يجب على المسؤولين الأمريكيين حث الجماعة على تحديد القادة القبليين الأكثر اعتدالاً (أي أولئك
الأكثر تفضيلاً للولايات المتحدة وغير الميّالين للتوجهات السلفية التي تقف في صميم أيديولوجية تنظيم "الدولة الإسلامية") والتعامل معهم. وبوسع هؤلاء الزعماء بدورهم أن يكونوا العمود الفقري لقوات محلية سنية جديدة متحالفة مع "قوات سوريا الديمقراطية". وعلى الرغم من أن ذلك قد يستغرق بعض الوقت (وبعض الضغوط)، إلّا أن الفوائد المحتملة على المدى الطويل كبيرة.
وستكون هذه الجهود أكثر فعالية إذا اقترنت بدعم الولايات المتحدة وأوروبا للمشاريع المتعلقة بمياه الشرب والري والزراعة. بإمكان هذه المبادرات أن تساعد الشباب السوريين على بناء سبل عيش أفضل مما تقدمه لهم إيران ونظام الأسد حالياً.
ويمكن البدء بشكل عملي من خلال تشجيع "قوات سوريا الديمقراطية" على الانسحاب من المدارس في دير الزور، مما قد يساعد في تقليل التوترات وجعل السكان المحليين أقل عرضة للوقوع تحت تأثير شخصيات مدعومة من إيران مثل السطام. وقد يساعد السماح باستئناف التعليم في تحسين تعليم الشباب، مما قد يجعلهم أقل عرضة للانضمام إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" أو غيره من الجماعات المتطرفة في المستقبل.
وأياً كان النهج الذي تتبناه واشنطن تجاه الاشتباكات الأخيرة، عليها أن تدرك أن الانسحاب من سوريا حالياً - مع عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى الظهور، وتزايد خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقاً، وتشجيع ما يسمى بـ"محور المقاومة" الإيراني - سيكون خطأ. وللحفاظ على الوجود الأمريكي واستدامة قدرة القوات المحلية الشريكة للولايات المتحدة، يتعين على المسؤولين الأمريكيين أن يخففوا من حدة النهج الإشكالي الذي تتبناه "قوات سوريا الديمقراطية" في الحكم.
أندرو تابلر هو "زميل أقدم في زمالة مارتن ج. غروس" في معهد واشنطن والمدير السابق لشؤون سوريا في "مجلس الأمن القومي" الأمريكي.
====================
معهد واشنطن : حقبة جديدة في العلاقات التركية-السورية؟
بواسطة عمر الرداد
١٦ أغسطس ٢٠٢٤
عمر الرداد هو عميد سابق في مديرية المخابرات العامة الأردنية وهو الآن محاضر في الأمن الاستراتيجي. وتركز كتاباته على المسائل الأمنية الإقليمية.
تحليل موجز
تدل الكثير من المعطيات على أن المصالحة بين انقرة ودمشق تواجه العديد من العقبات، ارتباطا بتاريخ من الشكوك وانعدام الثقة بين الجانبين
في الأسابيع الأخيرة، أشارت تصريحات الحكومة التركية -التي يأتي الكثير منها مباشرة من الرئيس أردوغان- إلى رغبة تركيا في المصالحة مع الرئيس الأسد. يمثل ذلك تحولًا كبيرًا منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية قبل أكثر من عقد من الزمن، عندما انهارت العلاقات التركية السورية تمامًا، وفر ملايين اللاجئين السوريين إلى تركيا، واستولت مجموعات المعارضة الموالية لتركيا على مناطق في شمال سوريا. رغم التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين الجانبين، ترسم تركيا الآن مسارًا جديدًا للدرجة التي تتحدث فيها مصادر تركية عن قرب انعقاد لقاء بين الرئيس الأسد ووزير الخارجية التركي" هاكان فيدان"، فيما أشارت تسريبات الى أن لقاءات على المستوى الأمني انطلقت بين الجانبين. ومع ذلك، يواجه التقارب الجاد بين البلدين عقبات كبيرة، ونظرًا للوضع الفوضوي في المنطقة، فإن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق سيكون مهمة شاقة.
من جانبها، لا يبدو أن القيادة السورية في نفس العجلة لإصدار تصريحات تتعلق بالمحادثات المحتملة، حيث ظلت تصريحات الرئيس الأسد عامة، حيث قال "إن اللقاء وسيلة ونحن بحاجة لقواعد ومرجعيات عمل، وهناك لقاء يترتب مع المستوى الأمني من بعض الوسطاء وكنا إيجابيين". جاء ذلك عقب تصريحات للخارجية السورية، تضمنت أن أي مبادرة للتقارب مع أنقرة ينبغي أن تُبنى على أسس واضحة ضمانًا للوصول إلى عودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية، وطالبت بانسحاب قوات أنقرة الموجودة "بشكل غير شرعي من الأراضي السورية، ومكافحة المجموعات الإرهابية التي لا تهدد أمن سورية فقط، بل أمن تركيا أيضًا. ومن هذا المنطلق، يبدو أن هذه المساعي الأخيرة بمثابة خطوة محسوبة ومدفوعة بشكل أساسي من قبل النخب السياسية التركية لمعالجة عدد من المخاوف الداخلية والخارجية.
حتى في حال انعقاد اجتماع بين الطرفين، فمن المؤكد أن عدداً من القضايا الشائكة والمعقدة ستكون على رأس جدول الأعمال بما فيها قضايا: اللاجئين السوريين في تركيا وإعادتهم الى سوريا، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال هناك خلافات خطيرة حول الدور الذي يجب أن تلعبه الأطراف الأخرى في الشرق الأوسط، حيث تسعى تركيا إلى فرض نفوذها كقوة إقليمية بحد ذاتها، من خلال قيادة مبادرات ثنائية مع جيرانها. وعلى النقيض من ذلك، يمتلك نظام الأسد علاقات واسعة مع إيران وروسيا، لذلك فإن اعتماده على حلفائه سيعرقل على الأرجح الجهود التركية. وعلى الرغم من أن تركيا وسوريا تأملان في حل العديد من القضايا، إلا أن هناك ثلاث نزاعات رئيسية لا تزال قائمة بين الطرفين.
اللاجئون السوريون في تركيا
تشير تقديرات تركية وأخرى أممية الى أن عدد اللاجئين السوريين في تركيا يتراوح بين ثلاثة الى أربعة ملايين لاجئ، تتفاوت " الكيفية" القانونية في أقامتهم بين منطقة وأخرى، وان غالبيتهم يعيش في مدينة إسطنبول أو بالقرب منها. في البداية، رحب أردوغان وحزب العدالة والتنمية بالسوريين بأذرع مفتوحة، لكن مع تباطؤ الاقتصاد التركي بشكل كبير ومطول، أصبح الجمهور التركي معاديًا بشكل متزايد لوجود السوريين في البلاد. ويشار هنا الى أن قضية الهجرة كانت قد لعبت دورا في خسارة أصوات حزب أردوغان في الانتخابات المحلية الأخيرة. وإدراكًا لهذه التحولات في السياسة الداخلية، من المرجح أن يسعى أردوغان الآن لإيجاد حل من شأنه أن يعالج هذه المسؤولية السياسية.
على الرغم من الرغبة الملحة من الجانب التركي للتوصل إلى تسوية بشأن العودة إلى الوطن، إلا أن هناك عددًا من العقبات التي تعرقل التوصل إلى حل قابل للتطبيق لأزمة اللاجئين، لا سيما وان القيادة السورية ترى أن اللجوء السوري في تركيا هو قضية وأزمة تركية داخلية. علاوة على ذلك، يرفض كثير من هؤلاء اللاجئين العودة الى شمال سوريا أو حتى للمناطق الخاضعة للسيطرة التركية أو الدولية. لا تعد هذه المناطق الموطن الأصلي للعديد من اللاجئين فحسب، بل يخشى السوريون في المنفى الانتقام والعقاب الجماعي على أيدي قوات الأمن في حال عودتهم إلى ديارهم - رغم تعهدات النظام بعكس ذلك. علاوة على ذلك، تم هدم العديد من منازل هؤلاء اللاجئين أو الاستيلاء عليها من قبل أطراف مختلفة، بما في ذلك الميليشيات الإيرانية، كما ورد في أوساط المعارضة السورية.
آراء متضاربة بشأن الإرهاب
لعقود من الزمن، نفذت الحكومة التركية حملة مكافحة التمرد ضد "حزب العمال الكردستاني" (
PKK
) على الأراضي التركية. اليوم، تمكنت أنقرة إلى حد كبير من قمع الجماعة داخليًا، لكنها لا تزال تركز على استئصال عناصر الحزب في سوريا المجاورة. تتهم تركيا "قوات سوريا الديمقراطية" (
SDF
)–التي تسيطر على جزء كبير من شمال شرق سوريا– بإيواء ودعم مقاتلي "حزب العمال الكردستاني". ومن ثم، يعد الخطر الذي يشكله الحزب قضية محورية بالنسبة لأنقرة بسبب المخاوف القديمة من مطالب الاستقلال الكردية داخل تركيا. ومن هنا فإن منع قيام كيان كردي في تركيا أو الدول المجاورة يشكل موضوعا بارزا وثابتا في السياسة الخارجية التركية. ومن ثم، تعد تلك القضية أحد أبرز العناوين المشتركة في الدولة التركية العميقة، كما أنها موضع استقطاب واستفزاز للقومية "التركية"، وعنوانا بارزا في كل انتخابات.
ولترجمة هذه الاستراتيجية خاضت تركيا عددا من العمليات العسكرية الكبرى على طول حدودها مع سوريا، ورغم تعدد أهداف هذه العمليات ما بين دعم فصائل سورية معارضة وموالية لأنقرة، إلى ضرب البنية التحتية في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" أو استهداف مقاتلي "حزب العمال الكردستاني" – كان القاسم المشترك هو إضعاف القدرات العسكرية والإدارية للعناصر الكردية المستقلة في سوريا. ومن أبرز هذه العمليات: درع الفرات عام 2016، غصن الزيتون عام 2018، ونبع السلام عام 2019”، بالإضافة لعمليات أخرى، لم تصل لمستوى أن تكون عمليات كبرى.
لا شك أن مواقف دمشق وأنقرة تتقاطع الى حد بعيد في الموقف من القضية الكردية، بما في ذلك الحيلولة دون تشكيل أية كيان كردي مستقل، لكن هناك تباينا واضحا في مواقف انقرة، ففي الوقت الذي تختزل فيه انقرة تعريفها للإرهاب بالأكراد، لا تعتبر العديد من قوى المعارضة السورية إرهابية. وعلى النقيض، تتبنى دمشق مقاربة تجاه الإرهاب تشمل كل أطياف المعارضة للنظام السوري.
ومع ذلك، ونظرًا للوجود العسكري التركي في شمال غرب سوريا، الذي تصفه دمشق بأنه احتلال، تبدو جهود المصالحة بين الطرفين بعيدة المنال.
ويتعمق هذا الانقسام بسبب عجز النظام عن اتخاذ تدابير عسكرية فعالة ضد "حزب العمال الكردستاني" و"قوات سوريا الديمقراطية"، حتى لو رغب في ذلك. ويرجع هذا إلى تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" مع الولايات المتحدة، مما يوفر لها حماية كبيرة من أي هجوم مباشر في الوقت الحالي.
التحولات الإقليمية والدولية
يتزامن طرح المصالحة بين انقرة ودمشق مع التحولات الجيوسياسية المتغيرة في المنطقة وحول العالم. ومن ثم، فإن الحرب في غزة، والتنافس بين الولايات المتحدة وإيران، والحرب في أوكرانيا، وصعود العناصر اليمينية المتطرفة الانعزالية في الغرب، سيكون لها عواقب على المدى البعيد على كل من تركيا وسوريا.
لا شك أن القوى الإقليمية والدولية تحاول أن تتدخل في جهود الوساطة، بعضها مؤيد وبعضها معارض. ويبدو أن روسيا هي المستفيد الأكبر من مثل هذه الصفقة؛ كما سيستفيد حليفها الأسد من أي جهود للتطبيع على الساحة الدولية، بينما سيشكل النفوذ التركي ثقلاً موازناً مفيداً للقوة الإيرانية.
إلى جانب كونها واحدة من أبرز داعمي الأسد، ترتبط روسيا بعلاقات وثيقة مع تركيا وإن كانت معقدة نوعاً ما وتضغط على الطرفين لإنجاز المصالحة، والتي تأتي استكمالا لجهود روسية أنُجزت خلال لقاء في موسكو أواخر عام 2022 بين وزيري الدفاع التركي والسوري، كما توسطت روسيا في اجتماعات بين مسؤولين "امنيين وعسكريين" سوريين وأتراك في العام الماضي، إلا أنها لم تثمر عن اتفاقات بين الجانبين.
بينما كانت هناك شائعات حول محاولات غربية لإفساد جهود المصالحة بين أنقرة ودمشق، اتهمت دوائر أخرى إيران بتقويض هذه الجهود، وذلك رغم الخطاب الإعلامي الإيراني المؤيد لهذه المصالحة، وهو ما يمكن معه تفسير ظهور ملف الديون الإيرانية على دمشق، والمقدرة بحوالي "40" مليار دولار، بالتزامن مع ظهور أي تقارب بين دمشق وجيرانها.
استعجال الرئيس اردوغان بإنجاز مصالحة مع دمشق، بالإضافة لكونه يأتي في اطار استجابة متسارعة لمبادرة روسية، غير بعيد عن استعدادات للاحتمالات المتزايدة بفوز الرئيس "ترامب" في الانتخابات الأمريكية، وتقديرات روسية وتركية بان فوز ترامب في الانتخابات قد يؤدى الى وقف الدعم الأمريكي لأوكرانيا، والإذعان لمطالبات بوتن بشأن الأراضي الأوكرانية التي ضمتها روسيا، وإضعاف حلف شمال الأطلسي مقابل تنازلات قد يقدمها بوتين بشأن قضايا الشرق الأوسط، مثل التصدي للهيمنة الإيرانية في سوريا ودفع الأسد نحو خطوات لتحقيق السلام مع إسرائيل.
ولا شك أن المصالحات العربية مع دمشق والتي تم إقرارها في القمة العربية التي عقدت في المملكة العربية السعودية في أيار 2023،" تشكل دافعا قويا لأنقرة ودمشق لإنتاج مقاربات جديدة باتجاه المصالحة، لا سيما وان هذه المصالحات جاءت في سياق مشروع سعودي- إماراتي لإنهاء ارتهان دمشق لطهران، وبتأييد واضح من روسيا، التي طورت علاقاتها مع السعودية والإمارات، بعد أن تعززت "شكوك لدى الرياض وأبوظبي بالإدارة الأمريكية الحالية"، فيما كانت نجاحات قد تحققت بدعم التحولات التركية وتصفير "المشاكل"، وتوقف الرئيس التركي عن دعم الإسلام السياسي في المنطقة.
تدل الكثير من المعطيات على أن المصالحة بين انقرة ودمشق تواجه العديد من العقبات، ارتباطا بتاريخ من الشكوك وانعدام الثقة بين الجانبين، بالإضافة لفجوات في قضايا الخلاف الرئيسة " إعادة اللاجئين السورين من تركيا الى سوريا، الإرهاب وتباين مفهومه بين الطرفين، والاحتلال التركي لأراض سورية ودعم انقرة للتنظيمات المعارضة في سوريا". ورغم وجود بعض التقاطعات بين الجانبين، في تفاصيل المفاوضات المفترضة، فإن تنفيذ أي اتفاقات قد يتم التوصل إليها سيتطلب موارد واسعة والتزامات زمنية. ومن ثم، فإن التدخل الخارجي ــ لا سيما من قبل إيران ــ في هذه المبادرات الثنائية يهدد بتعطيل العملية أو تغييرها بشكل كبير، كما قد تؤدي الحالة المضطربة التي تعيشها المنطقة إلى توقف هذه المحادثات مؤقتا.
====================
فوكس نيوز :الولايات المتحدة تعدّ لإيران ما استطاعت من قوة لترهيبها
تسارع الولايات المتحدة لنقل حاملات الطائرات الأكثر تطورا في أسطولها إلى الشرق الأوسط استعدادا لهجوم إيراني متوقع على إسرائيل. ريبيكا غرانت – فوكس نيوز
تعمل القيادة المركزية الأمريكية بأوامر من وزير الدفاع، لويد أوستن، على تسريع وصول حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن ونقل الغواصة يو إس إس جورجيا إلى الشرق الأوسط استعداد لمهاجمة إيران و/أو وكلائها لإسرائيل في الأيام القليلة القادمة. كما قام طيارو مقاتلات إف-22 التابعة للقوات الجوية الأمريكية بفك حقائبهم بالفعل في قاعدة بالشرق الأوسط حيث وصلوا إليها في 8 أغسطس. وهناك المزيد من الرماة المتميزين تحت السيطرة العملياتية للقيادة المركزية، حسب علمنا.
من غير المعتاد أن يصدر البنتاغون إعلانات عن غواصات سرية. ولكن الغواصة يو إس إس جورجيا، المتمركزة في شرق البحر المتوسط، سفينة خاصة تعمل بمفاعل نووي، وخضعت لعملية تحويل عالية التقنية إلى غواصة هجومية تقليدية موجهة بصواريخ توماهوك عالية الدقة ويبلغ عددها 154، وذات مدى يصل إلى حوالي 1200 كم. وهي مزودة بمجموعة اتصالات متقدمة للغاية.
وهذا يعني ستة سفن في الخليج، واثنتان في البحر الأحمر، وفقا لإحصاء نشرته صحيفة واشنطن بوست في الثاني من أغسطس، كانت طواقم السفن مثل يو إس إس لابون تهاجم طائرات دون طيار وصواريخ وقوارب دون طيار تابعة للحوثيين منذ أشهر. ويمكن للمدمرات من طراز
DDG-51 Arleigh Burke
إطلاق صواريخ توماهوك أيضا.
لقد أمر أوستن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن بتسريع انتقالها من المحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط، حيث تقوم حاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت بالفعل بعمليات طيران مستمرة. يمكن لحاملات الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية أن تتقدم بسرعة 35 عقدة في الساعة دون تراخي، لأنها لا تتزود بالوقود.
أزمة الشرق الأوسط القيادة المركزية دفعت البنتاغون للزج بـ4 حاملات طائرات في المنطقة ولسان حال الولايات المتحدة يقول: نحن نعلمك يا إيران ماذا ينتظرك إذا فكرت في الهجوم على إسرائيل.
واختيار أوستن لنشر أفضل الخيارات الهجومية الأميركية يخدم غرضين. الأول، من الواضح، هو ردع إيران وتقييد الخيارات التكتيكية الإيرانية بينما تفكر طهران في خططهم الانتقامية. لكن الاختيار المحدد لهذه القوات هو تزويد القيادة المركزية بالقدرة على شن ضربات مستمرة ودقيقة ضد أهداف عسكرية في إيران أو بين مجموعات وكلاء إيران في المنطقة.
وسوف يكون لدى الجنرال إريك كوريلا في القيادة المركزية الأميركية كل ما يحتاج إليه للدفاع أو الردع أو الرد.
المصدر: فوكس نيوز
====================
الصحافة البريطانية :
تقرير لـ"
Middle East Eye
": هل يتصالح أردوغان والأسد؟
ترجمة رنا قرعة قربان
ذكر موقع "
Middle East Eye
" البريطاني أنه "عندما وجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً دعوة إلى نظيره السوري بشار الأسد لعقد اجتماع، كان الأول يشير إلى انفتاحه على الحوار. ويبدو أن أجندة أردوغان مدفوعة في المقام الأول باعتبارات داخلية، بهدف تحدي معارضيه من خلال اتخاذ خطوات جريئة تجاه الحكومة السورية، بما في ذلك العمل على العودة الآمنة والطوعية للاجئين السوريين. وتتوافق هذه الاستراتيجية مع نهج أردوغان الأوسع المتمثل في الحفاظ على علاقات جيدة مع جيران تركيا في المنطقة. وقد رحب الأسد، تحت ضغط من روسيا، بالمبادرة التركية، على الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان مثل هذا الاجتماع قد يحدث بالفعل أو متى".
وبحسب الموقع، "لكن الأسد سلط الضوء أيضاً على عدم إحراز تقدم في الاجتماعات السابقة على المستوى الأمني، مما يعكس الحاجة إلى الموازنة بين المطالب الإيرانية بالانسحاب التركي الكامل من سوريا والجهود الروسية لتغيير الديناميكيات السورية وإضعاف النفوذ الإيراني. وتشمل الأهداف الأساسية للأسد في أي اجتماع مقبل انسحاب القوات التركية من سوريا، ووقف الدعم التركي لفصائل المعارضة السورية. وتتماشى هذه المطالب مع المصالح الإيرانية، حيث يدرك الأسد أنه لا يستطيع مواجهة قوات سوريا الديمقراطية بينما تكون المجموعة تحت الحماية الأميركية".
ورأى الموقع أن "مصافحة الزعيمين سيكون لها رمزية حاسمة بالنسبة لكليهما، وإن كان ذلك لأسباب مختلفة. ولا تزال تركيا ثابتة على موقفها، رافضة سحب قواتها حتى يتم القضاء على تهديد حزب العمال الكردستاني ويعود اللاجئون السوريون إلى ديارهم بأمان. واقترح المسؤولون الأتراك أن تستمر أنقرة في دعم جماعات المعارضة السورية، الأمر الذي يعقد ديناميكيات المفاوضات، حيث ترى دمشق أن فك الارتباط التركي شرط أساسي لأي حوار هادف.واليوم، لروسيا وإيران اليد العليا في سوريا بعد القضاء على الجيش السوري في الصراع، وقد أدى هذا التحول إلى إنشاء مراكز قوى جديدة في البلاد، مما يعكس توازناً جديداً على الأرض".
وبحسب الموقع، "بينما يتخذ الأسد قراراته النهائية كرئيس، يظل همه الأساسي هو التمسك بالسلطة، بغض النظر عن التكلفة. وتتأثر قراراته بشكل كبير بروسيا وإيران، وهو يحاول الموازنة بينهما بطريقة تبقيه في السلطة، لكن يقال إن جهاز المخابرات في البلاد، المتحالف مع طهران، عرقل عملية التقارب بين تركيا وسوريا التي تسهلها روسيا. ووفقاً لمسؤول عراقي تحدث للموقع شريطة عدم الكشف عن هويته، فإن وكالة المخابرات السورية "أرجأت الردود على المقترحات" وأصرت على "جدول زمني واضح للانسحاب التركي من سوريا قبل الانخراط في أي تعاون أمني واستخباراتي".”
وتابع الموقع، "قال المسؤول: "على الرغم من أن هذه المقترحات تبدو بناءة، إلا أنها تتوافق مع مصالح إيران ومن المرجح أن تكون غير مقبولة بالنسبة لتركيا". وأضاف: "إنها تشمل وجودًا مؤقتًا للقوات التركية في سوريا لمدة تصل إلى ثلاث سنوات مقابل جدول زمني واضح للانسحاب. ومن المقرر أن تناقش الاجتماعات الأولية إعادة فتح السفارات وإعادة تنشيط العلاقات الدبلوماسية، ما يتطلب موافقة أنقرة على تفكيك نظام الإدارة المدنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها". وقال المسؤول إن الحكومة السورية ستتولى بعد ذلك مهامها في هذه المجالات، مع توقف مشاورات مكافحة الإرهاب مؤقتا حتى يتم تحقيق تقدم كبير".
وبحسب الموقع، "فان وزارة الدفاع السورية فهي أكثر انفتاحاً على التعاون مع تركيا بوساطة روسية. واقترحت الوزارة تعاوناً مشتركاً في منطقة شرق الفرات، يكون مشروطاً بتفكيك تركيا لفصائل المعارضة المسلحة المعتدلة ودمجها في الجيش السوري. في هذه الأثناء، وفقاً لمصدر في وزارة الخارجية السورية، تواصل السفارة الإيرانية في دمشق ممارسة الضغط على الحكومة السورية لضمان انسحاب سريع للقوات التركية من البلاد، بينما تضغط أيضاً من أجل زيادة التنسيق الأمني والاستخباراتي لتفكيك الجماعات الإرهابية. بالإضافة إلى ذلك، فتحت إيران خطوط ائتمان جديدة للحكومة السورية على أمل ممارسة سيطرة أكبر على الاقتصاد السوري. في المقابل، تضغط السفارة الروسية في دمشق، بحسب مصدر وزارة الخارجية السورية، على الأسد لتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات مع أنقرة".
وتابع الموقع، "تريد روسيا في نهاية المطاف خروج الولايات المتحدة من سوريا، على أمل أن تتمكن القوات السورية والروسية والتركية من ملء فراغ السلطة بدلاً من إيران ومجموعاتها، وبالتالي تمكين روسيا من السيطرة على جزء كبير من الثروة الطبيعية السورية. وفي الشهر الماضي، ظهرت تقارير تفيد بأن الحكومة العراقية تريد استضافة اجتماع أولي بين أردوغان والأسد، ويبدو أن دمشق حريصة على استغلال المبادرة العراقية لكسب الوقت، من دون الالتزام بأي خطوات جوهرية. وفي الوقت نفسه، فإن الاختلافات الجوهرية في أهداف سوريا وتركيا، إلى جانب التأثيرات الخارجية لإيران وروسيا، تخلق مشهداً معقداً لتحقيق أي تسوية شاملة بين البلدين".
وختم الموقع، "إن أردوغان والأسد والدول المجاورة ما زالوا حريصين على التقاط صورة للزعيمين معًا، حيث يعتبرون ذلك وسيلة لتعزيز أجنداتهم الخاصة".
====================