الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 16/9/2017

سوريا في الصحافة العالمية 16/9/2017

17.09.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة الاسبانية و البريطانية :  
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :فصل المجتمع المدني عن الجهاديين في إدلب
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/splitting-civil-society-from-the-jihadists-in-idlib
روان رجولة
متاح أيضاً في English
14 أيلول/سبتمبر 2017
خلال الأشهر الأخيرة، أسست «هيئة تحرير الشام»، الجماعة المرتبطة بتنظيم «القاعدة» والتي خلفت «جبهة النصرة» و«جبهة فتح الشام»، معقلاً لها في محافظة إدلب في سوريا. ولكي تتمكن الأطراف الخارجية من منع المزيد من سيطرة الجهاديين على المحافظة، لا سيما في القسم الشمالي الغربي منها، ستضطر إلى فصل المجتمع المدني عن «هيئة تحرير الشام» فضلاً عن جماعة متطرفة أخرى هي «أحرار الشام».
الخلفية
تأوي محافظة إدلب، التي يبلغ عدد سكانها الحالي نحو مليوني نسمة، عناصر «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» على حد سواء، وهما جماعتان سلفيتان-جهاديتان كانتا في السابق حليفتين وأصبحتا اليوم متنافستين. ففي السابق، أنشأت الجماعتان بشكل مشترك ميليشيا «جيش الفتح» التي سيطرت على معظم محافظة إدلب في عام 2015. واليوم، في حين أصبحت «هيئة تحرير الشام» مدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية، تمكّنت جماعة «أحرار الشام» من تجنب تصنيفها كمنظمة إرهابية، رغم أنها تتشارك إيديولوجيا نظيرتها المتطرفة ورؤيتها القائمة على الشريعة الإسلامية إزاء الحوكمة.
وفي ظل إحكام قبضتها بشكل كبير على إدلب منذ عام 2015، استفادت «هيئة تحرير الشام» وتشكيلاتها السابقة من انتقال مقاتليها من جنوب ووسط سوريا، من بين مناطق أخرى. وخلال معركتها مع «أحرار الشام» في وقت سابق من صيف 2017، استولت الجماعة الجهادية أيضاً على أراضٍ حيوية ومنشآت عسكرية ومعابر حدودية على غرار عتمة وخربة الجوز وباب الهوى. كما استولت على أسلحة وذخائر من فصائل مسلحة أخرى، بما فيها «جيش المجاهدين».
واليوم، تأوي إدلب أكثر من 20 ألف مقاتل إسلامي - وما يصل إلى50,000  وفقاً لبعض التقديرات - إلى جانب أسرهم. ولا تكمن قوة «هيئة تحرير الشام» في تفوّقها العسكري فحسب بالمقارنة مع فصائل عسكرية أخرى، بل أيضاً في مرونتها عند التفاوض بشأن صفقة ما على غرار وقف إطلاق النار مع «أحرار الشام» في صيف 2017، حين اتفق الطرفان على تأسيس إدارة بقيادة مدنية، من بين تدابير أخرى. كما حققت «هيئة تحرير الشام» نجاحاً متواضعاً في حمها مدينة إدلب من خلال رعاية مشاريع اقتصادية وتقديم خدمات وبسط الأمن، فضلاً عن حملة توعية عامة هدفت إلى جعل مجتمع إدلب متديّناً ومحافظاً، وصقل جاذبيتها في خضم ذلك.
توترات حول الحوكمة
مع ذلك، تواجه «هيئة تحرير الشام» مقاومةً من شرائح كبيرة من المجتمع المدني السوري. ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه، على الرغم من الأنشطة المذكورة، غالباً ما منحت الجماعة الأولوية للتغلب على خصمها «أحرار الشام» في مجال تقديم الخدمات. فعلى سبيل المثال، خلال الصراع مع «أحرار الشام»، فشلت الجماعتان في توفير الخدمات الأساسية للسكان مثل الكهرباء، على الرغم من أن نظام الأسد كان يتيح النفاذ مجاناً إلى البنية التحتية للطاقة الكهربائية. وبصرف النظر عن الدور الذي اضطلع به الأوصياء الجهاديون، لا يمكن تقسيم توزيع الكهرباء بشكل موثوق في إدلب حيث يعتمد السكان على مصدرين: مولدات ضخمة وكهرباء ذو جهد عالي توفره البنية التحتية للنظام، والتي يتمّ تزويدها لساعات قليلة فقط في اليوم. وبالتالي، وعلى الرغم من جهود «هيئة تحرير الشام» لإعادة تصنيف نفسها ككيان ثوري أصلي ومحلي، اعتبر عدد كبير من سكان إدلب أن سيناريو الكهرباء دليل على أن الجماعة تريد الاستئثار بالسلطة في المدينة أكثر من إدارتها بشكل منصف وفعال. وهكذا، لا يزال هؤلاء السكان يعتبرون الجماعة خطيرة وغريبة وغير مرحب بها.
وبعد أن انتصرت على «أحرار الشام»، تسيطر «هيئة تحرير الشام» حالياً على مصادر الطاقة الكهربائية في إدلب بما فيها الفرع المحلي لـ"مؤسسة توزيع الكهرباء" الرسمية. ومقابل كل نوع من أنواع إمدادات الكهرباء (سواء عبر المولدات أو تلك التي يوفرها النظام)، يدفع سكان إدلب رسماً يبلغ حوالي 5 دولارات/للأمبير الواحد. ووفقا لمنظمة غير حكومية مقرها في إدلب وناشطين محليين سوريين آخرين، تسعى الآن «هيئة تحرير الشام» إلى السيطرة على المياه والاتصالات وغيرها من الخدمات في حين يبدو أنها تحدّ من أنشطتها العسكرية. وستسفر مثل هذه السيطرة، التي تطمح إليها الجماعة بوضوح، عن المزيد من الأموال وتساهم في تعزيز وجودها الإقليمي بشكل أكبر.
وفي آب/أغسطس، سعت «هيئة تحرير الشام» إلى إطلاق "إدارة مدنية" تتولى قيادة المناطق "المحررة" في إدلب، مما يعني محاولة تخريب عمل المجالس المحلية المنتخبة والمدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا. ووفقاً لناشط يعمل أيضاً كمقاول لصالح منظمة غير حكومية مموّلة من الولايات المتحدة، تسعى «هيئة تحرير الشام» كلياً إلى انخراط أكبر في الشؤون السياسية والمدنية للمجتمع - وإظهار قدرة مُقابِلة للحوكمة.
وما يُظهر رغبتها في السيطرة على كافة مرافق الحياة في إدلب، أقدمت الجماعة على وقف مشروع لتنظيف الشوارع في مدينة إدلب في آب/أغسطس، زاعمةً أنه مدعوم من الولايات المتحدة ومرتبط بمجلس محلي. ووفقاً لناشط آخر، جاء أعضاء «هيئة تحرير الشام» إلى مستودع، حيث قاموا بإزالة كافة معدات التنظيف وهددوا المشاركين بعدم مواصلة المشروع. وأضاف الناشط أن سكان إدلب لم يكونوا راضين عموماً عن التدخل المفرط لـ «هيئة تحرير الشام» في مجال المجتمع المدني.
الفكر السلفي الجهادي 'الشامي'
على الرغم من أن «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» تنتميان إلى مدارس فكرية متشابهة، اكتسبت الجماعة الأولى تصنيفها الإرهابي بفضل إعلان ولائها في وقت سابق (خلال فترة «جبهة النصرة») لتنظيم «القاعدة» وزعيمه، أيمن الظواهري. ووفقاً لبعض المحللين، مثل رامي دالاتي، وهو إسلامي سوري "معتدل" مقيم في تركيا، يتمثل اختلاف آخر بين الفريقين في أن «أحرار الشام» لا تؤمن بفكرة الجهاد العالمي - أو استخدام الصراع المسلح لتوسيع العالم الإسلامي.
وفي غضون ذلك، يبرز منحى سلفي- جهادي جديد في إدلب يركّز على الشام (سوريا الكبرى)، مقارنةً بالمنحى "السلفي-الجهادي في نجد"، المرتبط بالسعودية. (ونجد هي المنطقة السعودية الأكثر ارتباطاً بالسلفية في المملكة). وقد استقطبت السلفية ذات القومية السورية بالفعل غالبية الإسلاميين وقادة الميليشيات العاملين في إدلب، ومعظمهم من «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام». ووفقاً لعدة دراسات، مثل "السلفية، والجهادية، وتعريف الإسلام السني"، التي نشرها روب جاي ويليامز في عام 2017، فإن إحدى الطرق التي تختلف فيها "السلفية الشامية" عن الوهابية تتضمن تقاربها الكبير من الصوفية. وبطبيعة الحال، كانت الوهابية أساس الفلسفة السلفية-الجهادية التي اعتنقتها الجماعات الإرهابية مثل تنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية».
ومن جهتها، تأثرت إيديولوجيا "السلفية الشامية" بعدد من العلماء الإسلاميين "الإصلاحيين"، مثل علي الطنطاوي (1909-1999)  وبهجت البيطار (1894-1976( وعصام العطار (وُلد عام 1927). ويُعتبر العطار، الذي تزعَّم سابقاً جماعة «الإخوان المسلمين» في سوريا، مفكّراً سلفياً شامياً لأنه رفض التفسير المتطرف للقرآن و "السنّة" المعتمدين من قبل العلماء التقليديين. ووفقاً لرامي دالاتي، فإن "عصام العطار سلفي، لكن برنامجه السياسي كان "إخواني" التوجه [مرتبط بجماعة «الإخوان المسلمين»]. وتؤمن "السلفية الشامية" بالتغيير التدريجي، وبأن تطبيق الشريعة الإسلامية يجب أن يحصل من الأسفل إلى الأعلى، تماماً مثلما يفعل «الإخوان المسلمون». وفي المقابل، يرفض تفكير تنظيم «القاعدة» والوهابية التغيير التدريجي". 
ومن بين الانحرافات المحددة التي تروّج لها "السلفية الشامية" هي حظر أي شكل من أشكال "الحدود" - ما يشير إلى العقاب البدني لارتكاب جرائم ضد الله - وقطع الرؤوس، في تعارض واضح مع ممارسات تنظيم «الدولة الإسلامية». وبرأي دالاتي، تسارع "سلفية نجد" إلى فرض عقوبة "الحدود"، في حين تعتبر "السلفية الشامية" أنه يجب حصر "الحدود" بأولئك الذين يرتكبون انتهاكاً فاضحاً لقانون الله على النحو الذي تحدده عملية محددة جداً و"شاملة". 
ولا يقتنع ممثل «أحرار الشام» السابق لبيب النحاس بفكرة "السلفية الشامية" الناشئة. وبدلاً من ذلك، يعتقد أن «هيئة تحرير الشام» وزعيمها أبو محمد الجولاني، سيسعيان إلى إنشاء جماعة "وطنية" متميّزة عن تنظيم «القاعدة» يمكنها في نهاية المطاف وضع التنظيم الأم العابر للحدود وفروعه السورية في صراع. وخلال مقابلة عبر الإنترنت، وصف النحاس الجولاني بـ"المخادع" الذي "لم يهتم قط حقاً بتنظيم «القاعدة» أو بالجهادية"، بل ما يهمه هي السلطة فقط. ويرى النحاس أن جعل «هيئة تحرير الشام» جماعة وطنية سيعود بنتائج عكسية على الجولاني، مما يؤدي إلى مواجهات مع عدد من الجماعات الإسلامية المتطرفة النافذة الأخرى التي اعتبرها الجولاني سابقاً أنها تخدم مصالحه الخاصة.     
السياسة الأمريكية
من الممكن أن تكون التداخلات بين «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» مربكة إلى حدّ كبير بالنسبة إلى الجمهور الغربي، لا سيما بالنظر إلى أن مختلف القادة في الجماعتين نادراً ما يتكلمون الإنجليزية بطلاقة. ويمثّل التباعد عن "سلفية نجد" - والمرونة والبراغماتية التي تنطوي عليها - سبباً آخر لمزيد من الارتباك.  
ومن حيث المبدأ، سيتطلب إضعاف «هيئة تحرير الشام» تواجداً عسكرياً أمريكياً محدوداً، يشمل بعض القوات الخاصة، والاستخدام المحتمل لطائرات أمريكية بدون طيار لاستهداف زعماء متطرفين محدّدين واستحداث فصائل جديدة لتكون شريكة محلية وتنفذ عمليات برية. وسيُطلب من هؤلاء المقاتلين في النهاية الانتقال من قرية إلى أخرى لتعقّب أخطر المتطرفين ومؤيديهم.   
وفي إطار أي مسعى أوسع يرمي إلى دحر «هيئة تحرير الشام» بالكامل في إدلب، لن تحظى الولايات المتحدة على الأرجح بالكثير من المساعدة من قوى أخرى. ومن المستبعد أن تتدخل شريكة محتملة، هي تركيا، نظراً للصراعات القائمة في سوريا والتركيز على قوات كردية مدعومة من «حزب الاتحاد الديمقراطي». وبالفعل، قد تضطر واشنطن إلى ممارسة بعض الضغوط الدبلوماسية لمنع أنقرة من غض الطرف، أو حتى مساعدة «هيئة تحرير الشام» كوسيلة لوقف تقدم «حزب الاتحاد الديمقراطي». وبالمثل، سيتطلب الهدف الأكثر طموحاً للقضاء على «هيئة تحرير الشام» في إدلب تدخلاً عسكرياً أمريكياً أكبر بكثير، يشمل استخدام أسلحة ثقيلة وتوفير دعم قتالي مباشر إلى الفصائل المحلية التي تم التدقيق والتحقق منها. وأخيراً، ستحتاج المناطق المحررة من «هيئة تحرير الشام» إلى إدارة مدنية، يفترض أن تشكّل قوامها المجالس المحلية الممولة أساساً من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا
وأياً كان شكل التدخل الأمريكي المحتمل، فإن تحديد شركاء محليين جدد، لا سيما في سياق "سلفية شامية" ناشئة، سيتطلب أساليب مبتكرة، فضلاً عن تجربة خبراء محليين وغربيين على حد سواء فيما يتعلق بمعرفة الأهداف التي يروج لها كل جانب.
روان رجولة، التي تحمل شهادة الماجستير في التنمية العالمية والسلام من "جامعة بريدجبورت"، كتبت أكثر من 25 تقريراً عن الجماعات المتطرفة العنيفة، مع التركيز على بلدها سوريا.
========================
نيويورك تايمز: تنبيه إسرائيلي لأميركا من تغلغل إيران بسوريا
http://www.all4syria.info/Archive/442179
كلنا شركاء: نيويورك تايمز- ترجمة الجزيرة
تخشى إسرائيل من تزايد النفوذ الإيراني في سوريا ومن قيام طهران بتزويد حزب الله اللبناني بالمزيد من الصواريخ والمعدات الحربية المتطورة، ومن فتح جبهات جديدة تشكل تهديدات وتنذر باندلاع حرب إسرائيلية حتمية مع إيران في سوريا تنجر إليها الولايات المتحدة.
فقد قالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن إسرائيل ما انفكت تشن غاراتها الجوية على مواقع في سوريا منذ اندلاع الحرب المستعرة في البلاد منذ سنوات، وذلك في محاولة من جانب إسرائيل لمنع وصول الصواريخ والمعدات الحربية الإيرانية إلى حزب الله اللبناني.
وأضافت أن الغارة الجوية الأخيرة التي شنتها إسرائيل على مواقع في سوريا لم تستهدف هذا المرة مخازن للأسلحة أو قوافل تحمل صواريخ في طريقها إلى حزب الله في لبنان، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول إنها استهدفت مصانع لإنتاج الصواريخ تعود للنظام السوري.
وأشارت إلى أن نتنياهو أوضح أن طائرات بلاده قصفت قاعدة عسكرية تضم مصانع للأسلحة الكيميائية والبراميل المتفجرة التي تستخدمها قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد في قصف المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
صواريخ متطورة
ونسبت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي القول إنه يتطلع للقاء صديقه الرئيس ترمب الأسبوع القادم في الأمم المتحدة، وسط مشاعر من الانزعاج لدى القادة الإسرائيليين إزاء التهديد الذي يشكله تغلل إيران ووكلائها في سوريا، ووسط إحجام أميركي عن فعل أي شيء حيال هذا التهديد.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل تخشى من أن تحول إيران سوريا إلى قاعدة عسكرية تبني فيها مواقع لتصنيع صواريخ متطورة موجهة لاستخدامها المحتمل ضد إسرائيل، وذلك بالإضافة إلى محاولة طهران تعزيز السيطرة على ممر بري يمتد عبر سوريا في مواقع قريبة جدا من الحدود الإسرائيلية.
وعودة إلى الغارة الجوية الإسرائيلية الأخيرة في سوريا، قالت الصحيفة إنها تكون قد أدت خدمة للإنسانية عبر استهدافها مصانع الأسلحة الفتاكة التي لدى نظام الأسد.
واستدركت بأنه حري بالرئيس ترمب أن يعتبر هذه الغارة بمثابة التنبيه له كي يعترف أن للولايات المتحدة في سوريا مصالح أكثر من مجرد مهاجمة تنظيم الدولة الإسلامية، وأن تلك المصالح لا تتطابق مع مصالح روسيا التي تعمل جنبا إلى جنب مع إيران.
وأوضحت أن تغلل إيران في سوريا يشكل تهديدا خطيرا على إسرائيل، وأن طهران زودت حزب الله منذ حرب 2006 مع إسرائيل بترسانة من الصواريخ تصل إلى نحو 150 ألف صاروخ، وقالت إن إضافة صواريخ دقيقة أخرى إلى هذه الترسانة وفتح جبهة جديدة ضد إسرائيل عبر مرتفعات الجولان، كل هذه عوامل تنذر باندلاع حرب لا مفر منها بين إسرائيل وإيران في سوريا، حرب قد تتحول إلى صراع مباشر بين الطرفين.
وقالت إننا لا نعتقد أنه يجب على إدارة ترمب تمزيق الاتفاق النووي مع إيران، ولكنه ينبغي للولايات المتحدة اتخاذ الإجراءات التي أشار إليها نتنياهو المتمثلة في منع ترسيخ النفوذ الإيراني في سوريا، وقالت إن هذه الإجراءات قد تتحقق عبر القنوات الدبلوماسية، ولكن لا يجب استبعاد الخطوات العسكرية
========================
 
وول ستريت: صواريخ منطلقة من البحر المتوسط تهاجم أمريكا © Sputnik. وزارة الدفاع الروسية
https://arabic.sputniknews.com/world/201709161026216972-صحيفة-صواريخ-روسيا-سوريا/
رأى مراسل صحيفة أمريكية في إطلاق إحدى سفن الأسطول الروسي صواريخ "كاليبر" على مواقع تنظيم "داعش" في سوريا دليلا على قوة الجيش الروسي.
واعتبر مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" ناتان خودج أن روسيا أبرزت دورها في حل الأزمة السورية وأكدت تأمين الحماية لدمشق حينما أطلقت سفينة "أدميرال ايسن" إحدى سفن الأسطول الروسي، صواريخ "كاليبر" على مواقع الإرهابيين في محافظة دير الزور السورية.
كما رأى مراسل الصحيفة الأمريكية أن روسيا أظهرت قوة جيشها وأبرزت تقدمها على الولايات المتحدة في تطوير السلاح الصاروخي حين قصفت مواقع الإرهابيين في سوريا بالصواريخ المنطلقة من البحر المتوسط.
وتقوم روسيا بتطوير التكنولوجيا العسكرية بصفة مستمرة وقد بدأت تستخدم تقنيات ليس الوصول إليها متاحا لبعض الدول الغربية بحسب رأي الصحفي الأمريكي.
وأشارت جريدة "بوليت أكسبرت" الروسية إلى أن مراسل الصحيفة الأمريكية رأى في انطلاق صواريخ "كاليبر" من سفن وغواصات الأسطول الروسي نحو سوريا "هجوما يستهدف الولايات المتحدة الأمريكية".
وقالت الجريدة إنه أمكن لمراسل "وول ستريت" وغيره من مراسلي الصحف الغربية أن يروا كيف تعتنني روسيا بسكان سوريا العاديين حينما زاروا مدينة حلب.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :روسيا تسمح للقوات الإيرانية بالاقتراب من حدود إسرائيل
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1246479fy306595743Y1246479f
بقلم: عاموس هرئيل
طلبت إسرائيل من روسيا ومن الولايات المتحدة ألا يكون هناك وجود لقوات إيرانية أو مليشيات شيعية تعمل تحت النفوذ الإيراني غرب الشارع الذي يربط بين دمشق ومدينة السويداء في الجنوب، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سورية. هذا البعد يتراوح بين 50 – 70 كم من حدود إسرائيل مع سورية في هضبة الجولان.
 الطلب الإسرائيلي، الذي نقل خلال المحادثات التي سبقت بلورة الاتفاق في تموز، تم رفضه. وافقت روسيا فقط على التعهد ألا تقترب ايران وحلفاؤها أقل من 5 كم من حدود انتهاء المعركة بين النظام والمتمردين. لأنه في هضبة الجولان السورية بقي النظام يحتفظ بالجزء الشمالي من القنيطرة الجديدة وشمالا باتجاه دمشق، والمعنى العملي هو أن روسيا تلتزم فقط بإبعاد ايران عن خط الحدود الفعلي. حتى الآن نجحت روسيا بدرجة كبيرة في تطبيق وقف إطلاق النار في جنوب سورية، عن طريق قوات عسكرية قامت بنشرها في المنطقة.
شخصيات إسرائيلية رفيعة، وعلى رأسها رئيس الحكومة نتنياهو، أبدوا قلقهم في الأشهر الأخيرة بشكل علني من إمكانية اقتراب الحرس الثوري الإيراني ومقاتلي «حزب الله» والمليشيات الشيعية الأخرى من الحدود. وفي الأشهر الأخيرة لم تتم مشاهدة وجود كهذا، لكن الاستخبارات الاسرائيلية تقدر بأن الإيرانيين سيحاولون التسلل إلى منطقة الحدود، وأنه على المدى البعيد ينوون تثبيت وجود عسكري واستخباراتي يمكنهم من استخدام الهضبة كجبهة ثانوية ضد إسرائيل، في حالة اندلاع حرب جديدة بين إسرائيل «حزب الله».
تستثمر ايران الآن حوالى 800 مليون دولار في السنة لدعم «حزب الله» في لبنان، مئات ملايين الدولارات الأخرى يتم تحويلها إلى نظام الأسد في سورية وإلى المليشيات الشيعية التي تقاتل في سورية والعراق وإلى المتمردين الحوثيين في اليمن. هذه النشاطات يقوم بالإشراف عليها قوة القدس، قيادة الحرس الثوري الإيراني، برئاسة الجنرال قاسم سليماني، التي تتركز نشاطاتها خارج البلاد. ايران تحول أيضا مساعدة للذراع العسكري لـ «حماس» في قطاع غزة. الآن تحصل منظمة «حماس» و»الجهاد الإسلامي» في غزة على حوالى 70 مليون دولار في السنة من إيران.
في إسرائيل يقدرون أن الجهد الإيراني، سورية و»حزب الله»، لتطوير دقة الصواريخ الموجودة لدى «حزب الله» لم تعط حتى الآن نتائج كبيرة. يبدو أن «حزب الله» حتى الآن لا توجد لديه قذائف ذات دقة كبيرة. وجهاز الأمن الإسرائيلي يقدر أن مشروع «الدقة» الإيراني، الآن، يعتبر تهديدا خطيرا على أمن إسرائيل. على هذه الخلفية تم القيام بعدة هجمات ضد قوافل السلاح والمخازن في سورية.
عن «هآرتس»
========================
هآرتس :إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعلن تأييدها لاستقلال الأكراد
http://www.alquds.co.uk/?p=791029
«اسرائيل تعارض حزب العمال الكردستاني، وترى أنه منظمة إرهابية، خلافا لتركيا التي تؤيد منظمة حماس الإرهابية، في حين إسرائيل تعارض الإرهاب بأشكاله، فهي تؤيد الجهود المشروعة للأكراد في تحقيق دولة خاصة بهم»، هذا ما قاله في هذا الأسبوع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
ربما ليس مصادفة أن يري إعلان نتنياهو بعد بضعة أيام من خطاب وزيرة العدل اييلت شكيد، جزءا من المنافسة بينه وبين شركائه ـ خصومه من البيت اليهودي، برغم أن شكيد ذهبت إلى أبعد من ذلك. ففي خطابها في هذا الأسبوع في مؤتمر في هرتسليا أوضحت بأنه «من مصلحة إسرائيل والولايات المتحدة قيام دولة للأكراد، في البداية في العراق. وقد حان الوقت لأن تدعم الولايات المتحدة هذا الأمر». أولا في العراق؟ وأين بعد ذلك؟ في تركيا؟ في إيران؟ صحيح أن تأييد قيام دولة مستقلة للأكراد ليس موقفا إسرائيليا جديدا. وقد قال نتنياهو أمورا مشابهة في 2014. لكن في الوقت الحالي، أقل من أسبوعين قبل إجراء الاستفتاء الشعبي في المنطقة الكردية في العراق، هناك في رسالة إسرائيل، وهي الأولى التي يرسلها رئيس حكومة، أكثر من دعم أخلاقي لحق الأكراد بدولة مستقلة.
هذا الموقف يغرس من دون مخدر إبرة حادة في عيني رئيس تركيا اردوغان الذي يعارض بصورة أيديولوجية واستراتيجية قيام دولة كردية مستقلة. وأكثر من ذلك، هذه رسالة مزدوجة في الأساس لتركيا ولكن ليس لها فقط. أي أنه طالما أن تركيا تقوم بدعم حماس ولا تعتبرها منظمة إرهابية، فعليها توقع أن يتم رشق الحجارة على المبنى الزجاجي الذي تعيش فيه. وهكذا فإن من يؤيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة من الأفضل أن يستعد لقيام إسرائيل بتأييد إقامة دولة كردية مستقلة.
 
نسيج علاقات هش
يصعب القول إن التصريحات الإسرائيلية فاجأت تركيا. مباشرة بعد قضية قافلة «مرمرة»، حيث أن عدة عمليات نفذها حزب العمال الكردستاني ضد أهداف في تركيا، سمعت أصوات في البرلمان التركي اتهمت إسرائيل بشكل مباشر بعقد تحالف مع الحزب عملية انتقامية على دعم تركيا للقافلة البحرية. تركيا أيضا يمكنها الاعتماد على أقوال نائب رئيس هيئة الأركان السابق، الجنرال يئير غولان، الذي قال في مؤتمر في معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط: إنه لا يرى في حزب العمال الكردي منظمة إرهابية، وإن إقامة دولة كردية مستقلة هي «أمر جيد». بالنسبة لتركيا هذا يعتبر أفضل برهان على أن إسرائيل تؤيد التنظيمات الإرهابية.
وسائل الإعلام في تركيا ووسائل الإعلام الكردية نشرت تقارير موسعة عن تصريحات نتنياهو وشكيد، وقبل ذلك عن تصريحات غولان. لكن مشكوك فيه إذا كانت هذه التصريحات تفيد الأكراد.
«نحن مسرورون لأن رئيس حكومة إسرائيل يؤيد إقامة دولة كردية مستقلة. وهذا يعتبر مساعدة مهمة لمشروعية طموحنا، لكن تحديدا من ناحية إسرائيل كنا نتوقع دبلوماسية هادئة، وليس سياسة علنية يمكنها أن تمس نسيج علاقاتنا الهش مع الدول المجاورة»، قالت للصحيفة شخصية رفيعة المستوى في الحكومة الكردية في أربيل، عاصمة الأكراد في العراق. هذه الشخصية قصدت أن تصريح إسرائيل علني من شأنه أن يطرح الأكراد شركاء مع دولة تعتبر دولة معادية لإيران. وكأننا نتآمر على الدول العربية، في الوقت الذي يقومون فيه بتجنيد شرعية دولية لخطواتهم. «لو كانت إسرائيل تريد المساعدة حقا لكانت استطاعت طرح هذا الموضوع في البيت الأبيض ودفعت الإدارة الأمريكية للتصفيق على تأييدها للدولة الكردية المستقلة»، أضافت الشخصية. ولكن حتى الآن اكتفى البيت الأبيض بإعلان غامض يقول: إن «موعد الاستفتاء غير مناسب». «نحن جيدون بالنسبة للأمريكيين لأننا نضحي برجالنا في الحرب ضد داعش، لكن ليس عندما نريد الاعتراف بإقامة الدولة المستقلة»، قال صحافي كردي طلب عدم نشر اسمه بسبب التوتر بين وسائل الإعلام في المنطقة الكردية والقيادة السياسية: «أنا غير مقتنع بأن موعد الاستفتاء صحيح، ولست متأكدا أننا بحاجة إلى استفتاء عندما يكون احتمال إقامة دولة مستقلة تقريبا غير قائم. عندما تنضج الظروف السياسية سيكون بالإمكان ببساطة إعلان إقامة الدولة، وليس من خلال خطوات لا معنى عمليا لها، فقط من أجل الاستفزاز».
وأضاف «إذا كان على الدولة الكردية أن تمثل الأكراد في العالم كلهم فلما لا نجري استفتاء ايضا في أوساط الأكراد في سوريا وتركيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة التي توجد فيها جاليات كبيرة للأكراد. وعموما الاستفتاء في منطقة الأكراد في العراق من شأنه أن يفسر وكأننا تنازلنا عن إقامة الدولة الكردية التاريخية التي تضم المناطق الكردية جميعها (التي توجد حسب الأكراد في إيران وسورية وتركيا والعراق)».
السؤال الصعب الذي يطرحه الصحافي الكردي لا ينتظر الإجابة من قيادة الأكراد. فمن الواضح أنه في الظروف الحالية لا يمكن إجراء استفتاء في أوساط الأكراد في إيران وتركيا وسورية. ولكن القصد هو طرح التناقض الذي يطرحه الاستفتاء من الناحية القومية.
 
تهديدات من تركيا
 
التناقض المنطقي والتخوفات الوطنية لا تقلق بشكل خاص مسعود البرزاني، رئيس الإقليم الكردي. وقد أوضح بشكل حاسم للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي وصل إلى أربيل من أجل إقناعه بتأجيل إجراء الاستفتاء، بأن من حق الأكراد إجراء الاستفتاء.
وحسب أقواله لا يمكن أن يكون نقاش على ذلك، لا سيما أن الجامعة العربية لم تفعل أي شيء من أجل التوسط بين الحكومة في العراق والأكراد. ولكن العقبة الكأداء أمام إجراء الاستفتاء توجد في أنقرة وطهران اللتين تُمسكان مفاتيح إقامة الدولة الكردية القابلة للعيش. لأنهما من دول الانطلاق الأساسية للبضائع والأشخاص من الإقليم الكردي.
وزارة الخارجية في تركيا نشرت أمس تهديدا مباشرا ضد الاستفتاء جاء فيه: «سيكون للاستفتاء ثمن»، يعني في اسوأ الحالات سيكون إغلاق الحدود البرية والجوية بين الإقليم الكردي وتركيا. وهذه الخطوة تعني الحصار الاقتصادي على الإقليم. خطوة مشابهة يمكن أن تقوم بها إيران أيضا في الحدود الشرقية مع الإقليم، ومن دون المرور عبر هاتين الدولتين فإن الإقليم سيتحول إلى مخيم كبير للاجئين الأكراد. صحيح أن خطوة كهذه ستضر بمئات الشركات التركية التي تعمل في الإقليم، وبآلاف رجال الأعمال الذين يتمتعون بعلاقة معه. ولكن اردوغان أثبت في السابق أن الاعتبارات الوطنية أكثر أهمية بالنسبة له من الاعتبارات الاقتصادية.
في الساحة الداخلية أيضا يقف أمام برزاني خصوم سياسيون يهددونه. بعد عدة محادثات مع حزب الاتحاد الوطني الكردي برئاسة جلال طالباني، الذي لا توجد له أي نشاطات منذ بضع سنوات منذ اصابته بجلطة دماغية، ومع حزب غوران (التغيير) الذي توفي رئيسه الكاريزماتي مصطفى ناو شروان في شهر أيار/ مايو الماضي، تم الاتفاق على عقد جلسة جديدة للبرلمان الكردي، الذي حل قبل سنتين بخطوة أحادية الجانب من قبل برزاني. عقد البرلمان هو أمر مهم من أجل المصادقة على الاستفتاء. وحسب تقارير كردية فإن برزاني ينتظره انتقاد شديد في البرلمان الكردي، وربما تطرح أمامه شروط قاسية للموافقة على الاستفتاء.
خصوم برزاني يزعمون بحق أن ولايته قد انتهت قبل سنتين (بعد تمديدها سنتين)، ولهذا فهي غير شرعية. وشرطا للموافقة على إجراء الاستفتاء يمكن أن يطلبوا منه الاستقالة. وحسب التقارير هناك أيضا سيناريو يقول: إن برزاني سيوافق على تأجيل الاستفتاء إذا وافق البرلمان على تمديد ولايته سنتين، التي في نهايتها سيتم إجراء انتخابات يتعهد فيها بعدم التنافس. الآن يصعب تقدير كيفية تغلب برزاني على هذه المعارضة الداخلية، لكن مجرد طرح إمكانية كهذه يبرهن على أن الاستفتاء يهدف، ضمن أمور أخرى، وربما بالأساس، إلى أن يكون أداة في اللعبة السياسية من أجل أن يوفر له فترة ولاية إضافية.
الخلافات حول إجراء أو تأجيل الاستفتاء لا تهدئ نظام الحكم في العراق. البرلمان العراقي اتخذ أمس قرارا يقضي بأن الاستفتاء غير شرعي.
وخول الحكومة العراقية باتخاذ الوسائل جميعها لمنع إجرائه. التهديد الكامن في هذا القرار هو أنه توجد للحكومة الآن الصلاحية في استخدام القوة العسكرية لحل الخلافات السياسية، خلافا للاتفاق الذي وقع برعاية الولايات المتحدة بين الأكراد والحكومة السابقة برئاسة نوري المالكي، الذي يقضي بأن الجيش العراقي لن يستخدم وسيلة لحل الخلافات السياسية. برزاني رد بشدة على قرار البرلمان ـ الذي غاب عنه الأكراد ـ وعبر عن أمله بأن لا يجر هذا القرار إلى مواجهة عسكرية. ولكنه أضاف: إذا تدهور الوضع، فإن الأكراد سيكونون مستعدين لهذا السيناريو. وقد حاول رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي تهدئة تبادل الضربات هذا عندما أوضح أن «الحل سيتم التوصل إليه فقط من خلال المحادثات» مع الأكراد، لكن من الواضح له أنه في محادثات كهذه سيكون عليه أن يعرض على الأكراد مقابلا مهما من أجل تأجيل الاستفتاء. مقابل كهذا يمكن أن يكون إجراء استفتاء شعبي في مدينة كركوك، حسب الدستور العراقي، الذي جاء فيه أن الاستفتاء يتم تقريره إذا تم ضم المدينة والولاية إلى الإقليم الكردي. الأكراد يرون في كركوك جزءا لا ينفصل عن الإقليم الكردي، خلافا للحكومة التي تخشى من فقدان مدينة النفط المهمة. إضافة إلى ذلك، المدينة هي مختلطة يعيش فيها تركمان وعرب إلى جانب الأكراد. برزاني تعهد مؤخرا بأن تحصل المدينة على «مكانة خاصة» عند إقامة الدولة الكردية. وسيكون لكل طائفة فيها تمثيل محترم في الحكومة الكردية. ولكنه أوضح أنه على هُوية المدينة نفسها لن يكون تنازل.
يحتمل أن الاستفتاء الشعبي الكردي كان سيرفع عن الأجندة الدولية لو أن الأكراد لم يقوموا بدور مهم في الحرب ضد داعش. فقد أظهرت قواتهم قدرة عسكرية مبهرة، حيث طهروا مدن وقرى في شمال العراق من سيطرة داعش، وهم يقفون الآن أمام معركة مهمة على مدينة حويجة غرب كركوك، التي فيها معقل داعش الكبير في شمال الدولة. في هذه المعركة يتعاون الأكراد مع الجيش العراقي والمليشيات الشيعية. ومثلما في مناطق أخرى قريبة من الإقليم الكردي، يسعون إلى ضم هذه المدينة لمنطقتهم.
الحرب ضد داعش خلقت نظام أولويات جديد للأكراد. بعد حرب الخليج الأولى كان انجازهم الأهم هو الانضمام للنظام في العراق من خلال تعيين رئيس كردي للدولة كلها، والحصول على جزء مهم من ميزانية الحكومة. ولكن الحرب ضد داعش غذت عملية معاكسة تتمثل بالانفصال عن الدولة. ويرى الأكراد في هذا تعويض تاريخي عن اسهامهم الكبير في الحرب ضد داعش. ولكن منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى لم ينجح الأكراد في تحويل إنجازاتهم إلى إنجازات سياسية. وليس من المؤكد أنهم سينجحون هذه المرة أيضا، حتى لو كانوا يحظون بالدعم الدولي، في تجسيد حلمهم والتغلب على الصراعات الداخلية.
 
تسفي برئيل
هآرتس ـ 15/9/2017
========================
الصحافة الروسية :
إزفيستيا: تحول غير متوقع…السعودية ترى مستقبل سوريا في الأسد
http://www.raialyoum.com/?p=743247
ذكرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية، نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن السلطات السعودية تعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد يمكن أن يلعب دورا مهما في المستقبل السياسي للدولة.
ويعتقد محللون سياسيون من المملكة العربية السعودية أن الرئيس السوري سيكون له مكان في الحكومة الانتقالية. وتجدر الإشارة إلى أن دول المنطقة لم تعد تحاول إثارة مسألة رحيل الأسد في جلسات مغلقة.
وقال المصدر الدبلوماسي: “هم يدركون أن بشار الأسد — واقع سوف تضطر للتعامل معه، وبطبيعة الحال، فإن هذا لا يعني أنهم موافقون على هذا- سيطيحون  بالرئيس السوري في أول فرصة ممكنة، ولكن ميزان القوى الحالي يجبر السعوديين على تغيير خطابهم”.
ولم تعلق السفارة السعودية في موسكو أو الخارجية السعودية على طلب الصحيفة بتأكيد أو نفي الأنباء. (سبوتنيك)
========================
فزغلياد: جيش الأسد يستعد للمعارك ضد الأكراد في دير الزور 
http://www.geroun.net/archives/94791
15 أيلول / سبتمبر، 2017التصنيف ترجمات سمير رمان
الهجوم الناجح الذي شنته قوات بشار الأسد، بدعمٍ من الطيران الحربي الروسي والقوات الخاصة الروسية، على مدينة دير الزور، يحمل في طياته أهميةً استراتيجية بالغة. ولكن الحدث بذاته لا يعني أن الأعمال القتالية على الأراضي السورية قد اقتربت من الخاتمة؛ ذلك أنّ الصراع العسكري ضد مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية” (المحظورة في روسيا الاتحادية) الذي تخوضه القوات الحكومية السورية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، شرق الجمهورية العربية السورية، يهدد بالتحول إلى أعمالٍ عسكرية بين سورية وروسيا من جهة، والقوات الكردية التي يساندها العسكريون الأميركيون، من جهةٍ ثانية.
ذكرت وسائل الإعلام، يوم البارحة، أن نائب القائد العام لقوات التحالف الأميركي في الشرق الأوسط الجنرال روبرت جونس، لن يسمح للقوات السورية الحكومية بعبور نهر الفرات في دير الزور. وقد هدد الجنرال الأميركي بالقضاء على أية وحداتٍ عسكرية تابعة للجيش السوري، في حال محاولتها عبور النهر. ولكن، لم ترد أخبارٌ رسمية حول هذا الموضوع. ومع ذلك، يمكن تصديق مثل هذه الأخبار؛ لأن منطق سير الأعمال الحربية التي تقوم بها قوات الأسد والقوات المدعومة أميركيًا (قوات سورية الديمقراطية/ قسد)، يفترض تحرير المنطقة نفسها التي يشغلها مقاتلو “تنظيم الدولة الإسلامية” في مدينة دير الزور.
أعلنت دمشق عن تطهيرٍ سريع لكل منطقة دير الزور، وعن عبور نهر الفرات على الاتجاه الجنوبي-الشرقي، حيث توجد آبار النفط الرئيسية في المحافظة. يبدو أن الأميركيين أيضًا، قد بدؤوا التحرك السريع باتجاه هذه الآبار، بمساعدة (قوات سورية الديمقراطية/ قسد) التي يشكل الأكراد عمودها الفقري. وقد باشرت هذه القوات بالتضييق على مقاتلي “تنظيم الدولة الإسلامية” وانتزاع المناطق منهم شرق وشمال نهر الفرات. وتنقل وسائل الإعلام الكردية أن فصائل (قوات سورية الديمقراطية) المندفعة صوب مدينة دير الزور، “لا تعتزم الدخول في مواجهاتٍ مع القوات السورية الحكومية. ولكن إذا دعت الضرورة، فنحن جاهزون للرد على النار”. ويجب الافتراض أن قوات الأسد ستقوم بالأمر نفسه. وهكذا، يكون تصاعد نزاع دمشق مع الفصائل (قوات سورية الديمقراطية) أمرًا محتملًا جدًا.
عمليًا، يُظهر الأكراد من (قوات سورية الديمقراطية)، بدعمٍ من الولايات المتحدة الأميركية، عدوانيةً متزايدةً أكثر فأكثر. ودمشق مستعدةٌ لاتخاذ الإجراءات المضادة اللازمة. روسيا حتى اللحظة لم تحدد موقفها.
يرى الخبير العسكري الجنرال يوري نيتكانشوف أن المعطيات الحالية “مرتبطةٌ بأهداف واشنطن البعيدة جدًا”. فأولًا، يعتقد الجنرال: إذا تمكن الأكراد من سبق الجيش السوري في تحرير القسم الأكبر من محافظة دير الزور؛ فإن ذلك “سيعني فرض سيطرة الولايات المتحدة الأميركية الفعلية على منطقةٍ غنيةٍ بالثرة النفطية والغازية”. وثانيًا “هذا يتيح للأكراد إمكانيةً للحصول على قاعدةٍ اقتصادية للانفصال عن الأرض السورية الرئيسية، أفضل من الإمكانات الحالية لكردستان العراق”. وثالثًا، بالسيطرة على منطقة دير الزور التي تتمركز فيها الفصائل الطليعية من مقاتلي “الدولة الإسلامية”، ستتمكن الولايات المتحدة الأميركية من التأثير على القسم الأكبر من المقاتلين الإرهابيين من أصولٍ تعود إلى دول منظمة التعاون (السوفيتية سابقًا- المترجم)، والذين يستسلمون حاليًا بالجملة لـ (قوات سورية الديمقراطية). ويرى الخبير أن “إرسالهم إلى الوطن- القوقاز، آسيا الوسطى- يشكِل خطرًا على استقرار الوضع في هذه المناطق”.
بحسب رأي الجنرال، يمكن أن تلعب عدة عواملٍ في إعاقة تقدم القوات الكردية في دير الزور. أهم هذه العوامل مرتبطٌ بأن القوات الحكومية السورية أقوى من (قوات سورية الديمقراطية) في الوقت الراهن، وذلك على الرغم من الدعم الذي يقدمه لها التحالف الأميركي. يقول الخبير بثقة: “الأعمال التي تقوم بها الولايات المتحدة الأميركية على الأراضي السورية، ليست شرعية. فقوات الأسد تستطيع التقدم حيثما تشاء. وإذا أراد الأميركيون عرقلتها؛ فإن هذا يهدد بفضيحةٍ دوليةٍ كبيرة. كما أن روسيا الاتحادية التي تدعم دمشق، قد ترد بقوة”.
في الوقت نفسه، تتخذ الولايات المتحدة الأميركية خطواتٍ أُخرى، لا تحمل طابعًا عسكريًا، من شأنها إضعاف سلطة الأسد. فقد تناقلت وسائل الإعلام العربية أخبارًا حول استعداد الأكراد السوريين، بتشجيعٍ من الولايات المتحدة الأميركية، لإجراء انتخاباتٍ، في 22 أيلول/ سبتمبر الحالي، لانتخاب ما يدعى بـ (مجالس الكومونات). وفي عام 2018، ستجرى، في كل منطقة (كانتون) من المناطق الستة، انتخابات مناطقية مخططة لاختيار مندوبين إلى البرلمان العام الذاتي الذي يفترض به تشكيل هيئات السلطة التنفيذية. حاليًا، ليست هناك مخططات للانفصال التام عن سورية، لأن إجراء هذه الانتخابات دون موافقة دمشق، يثير الكثير من التساؤلات. نذكر بأن من المتوقع أن يتم القضاء على “تنظيم الدولة الإسلامية” في سورية مع نهاية عام 2017. وقد خطط الأكراد لتشكيل أجهزة السلطات التنفيذية في الكانتونات الستة، بعد هذا التاريخ.
إذا حدث المتوقع؛ فإن كردستان سورية ذاتي الحكم، سيشغل قرابة ثلث مساحة سورية، وسيكون مسيطرًا، بمساعدة أصدقائه في واشنطن، على نحو نصف مناطق إنتاج النفط والغاز في البلاد. الآفاق ليس سارةً البتة لدمشق، وكذلك لأنقرة ولطهران الذين يرفضون بالمطلق منح الحكم الذاتي للأكراد.
يعتبر رئيس الجمعية الروسية للتعاون والتضامن مع الشعب الكردي، يوري نبييف أنّ “الدولة السورية أصبحت لا مركزية، بحكم الأمر الواقع. وعندما يُجري الأكراد السوريون الانتخابات، على أي مستوىً كان؛ فإنهم بذلك يحصلون على شرعية مناطقهم ذات الحكم الذاتي”. رئيس مركز الشرق الأوسط والأدنى لدى المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية فلاديمير فيتين، لا يتفق مع نبييف: “لست أرى حاليًا أية آفاقٍ لمناطق الحكم الذاتي الكردية. باستثناء (إسرائيل)، لا يدعم أحدٌ رسميًا إقامة حكمٍ ذاتي كردي، لا واشنطن، ولا موسكو. أكثر المواقف حدةً، تتخذها تركيا، إيران والعراق”.
يقول يوري نيتكاتشوف: “لا أعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية تقف ضد إقامة منطقة حكمٍ ذاتي للأكراد. إنها تلعب لعبةً مزدوجة، وتقوم بكل ما في وسعها لإضعاف موقف الأسد وموسكو في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، المعلومات حول قيام طائرات الهيلوكبتر التابعة للولايات المتحدة الأميركية، في آب/ أغسطس 2017، بإجلاء 20 قائدًا ميدانيًا من “تنظيم الدولة الإسلامية”، من منطقة دير الزور”.
========================
الصحافة الاسبانية و البريطانية :
ميديابار: ما هي حقيقة الجهاز الاستخباراتي التابع لتنظيم الدولة؟
http://idraksy.net/revelations-on-the-secret-services-of-the-islamic-state/
أسست الدولة الإسلامية أجهزة سرية تشبه إلى حد ما الأجهزة التي تمتلكها الدول التي تهاجمها. وقد قامت صحيفة “ميديابار” بنشر تقرير متعدد الأوجه، كشفت فيه عن أساليب مكافحة التجسس التي يعتمدها الجهاديون، علماً بأن التنظيم يأبى الخوض في حرب باردة. كما شرحت الصحيفة كيف ساهمت هذه الأجهزة في جعل إراقة الدماء في أوروبا أمراً وارداً.
بتاريخ 23 حزيران/يونيو سنة 2015، حطت الرحلة 1591 القادمة من إسطنبول والتابعة للخطوط الجوية الفرنسية، على أسفلت مطار باريس شارل ديغول تحديداً في الساعة السادسة وثماني دقائق مساء. ومنذ 20 دقيقة، يقف ثلاثة عملاء من الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي في المحطة “إي2”. وقد كانوا على موعد مع “أبو سيف الكوري”، ومن المرجح أنه جهادي، يعد عنصراً من بين 200 فرنسي عادوا من الساحة السورية.
استقبل العملاء الثلاثة الحريف المنتظر، واسمه الحقيقي “نيكولا مورو”، بعد  تخطيه جهاز فحص الأمتعة. والغريب في الأمر أنه يحمل معه أمتعة غير متناسقة؛ إذ يحمل هذا الطفل الذي فقدته الجمهورية من بين عدد لا يحصى ولا يعد من أبنائها، حقيبة من نوع “أديداس”، و سترة مارلبورو كلاسيكية، وعلب سجائر من نوع “آل آم”، إضافة إلى كوفية وقميص، وهو اللباس الأفغاني التقليدي.
تم التعرف على هذا الفرنسي منذ ثلاثة أشهر قبل إيقافه، فمن الممكن أنه قد تم ذكر اسمه  في التقرير الذي نشرته لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ المكلفة بمكافحة التنظيمات الجهادية وشبكاتها، والذي جاء فيه التالي “إن بعض الجهاديين الفرنسيين الذين قضوا حياة صعبة وعاشوا الحرمان، يمكن أن يتأثروا بخطابات (تنظيم الدولة) الحساسة، كما يمكن أن يجدوا فيها صدى يعكس وضعيتهم الشخصية…وهناك أشخاص اندفعوا بإرادتهم، وخصوصاً أولئك الذين يندرجون ضمن لائحة الأشخاص عديمي السند، فداعش وعدتهم بالانتماء إلى مجتمع من المقاتلين يوحده  التكامل والتكليف بأدوار خاصة”.
وتجدر الإشارة إلى أن نيكولا مورو قد تم تبنيه من قبل زوجين من مدينة نانت الفرنسية، بعد أن كان يعيش في دار أيتام بكوريا. بعد ذلك تلقى تكويناً في صيد الأسماك، لكنه سرعان ما ارتاد جامعات الإجرام (السجون) بعد أن تورط في عدة جرائم صغيرة (مخالفات)، وخلال قضاء فترة سجنه، اعتنق الإسلام قبل أن يقضي سنة ونصف السنة في صفوف تنظيم الدولة، وأصبح يعرف باسم “أبو سيف الكوري”، وقد قاتل على الجبهة العراقية.
أثناء محاكمته في شهر كانون الأول/ديسمبر من سنة 2016، تحدث الجهادي وكأنه تقمص شخصية جون جاك روسو “المتمردة”، حيث قدم وعوداً من قبيل “لا يزال بإمكاني تغيير حياتي”، وفي الوقت نفسه هدد بأنه “سوف أحمل السلاح مرة أخرى”. ومن جهته، كتب قاضٍ مختص تابع لقسم مكافحة الإرهاب في باريس، متحدثاً عن مورو في نص الاتهام “لديه شيء من أنواع الهذيان النرجسي”، كما قدم هذا القاضي لنا صورة عن مورو تمثلت في أنه “شخص مفتون بنفسه”.
لم نكن قد وصلنا إلى هناك بعد عندما وضع قائد اللواء، غريغوري د، الأصفاد في يديه. ولكن قائد اللواء لم يعرف أنه على وشك أن يضع يده على أكثر الأسرار التي تكتم عليها تنظيم الدولة. لكن ضابط الصف التابع للإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي كان صاحب خبرة، حيث شارك سنة 2010 في تفكيك شبكة ترسل مجاهدين نحو مناطق باكستانية أفغانية. فضلا عن ذلك، وخلال أسابيع سابقة، أشرف هذا الضابط على عملية التحقيق بوجود مجاهدين ببلدة “لونيل” الفرنسية، كما تنصت على المكالمات الهاتفية لحياة بومدين، أرملة أميدي كوليبالي منفذ عملية “إيبر- كاشي”، التي لجأت إلى سوريا. في المقابل لم يُعد شيئاً بعد لقضية مورو.
أولاً، رفض الإسلامي مغادرة زنزانته، بتعلة أن الأطعمة المقدمة لا تلائمه كما أنهم لا يسمحون له بالتدخين. ولعله أراد بذلك أن يبعث برسالة مفادها أنه غير مستعد للإجابة عن الأسئلة التي يعتبرها، بحسب رسالة وجهها للقاضي، “غباء من الإدارة العامة للأمن الداخلي”. لكن مع مرور سبع ساعات وافق مورو على ملاقاة المحققين والجلوس أمام قائد اللواء، غريغوري د. وخلال التحقيق تحدث مورو بطريقة عفوية، وفجر قنبلة من العيار الثقيل عندما كشف عن سر “أمنيات التنظيم”، وهي خلية الأمن الداخلي لتنظيم الدولة.
بحسب مورو، خدم في هذه الخلية السرية قرابة 1500 شخص من “أصحاب الثقة”، وقد كانت مهمتها تتمثل في “الكشف عن الجواسيس في العراق وسوريا”، فضلاً عن “إرسال أشخاص إلى مختلف بقاع العالم للقيام بأعمال عنف، أو للقتل، أو لانتداب شباب، أو لاصطحاب كاميرات ومواد كيميائية”.
بعد ذلك أدلى مورو بمعلومات دقيقة عن أحد أعضاء “أمنيات”، حيث ذكر اسم عبد الحميد أبا عود، المنسق المستقبلي لهجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وخلال إدلائه بشهادته الثانية، أكد نيكولا مورو للمحققين “لدي معلومات يمكن أن تبطل عمليات إرهابية في بلجيكا وفرنسا”.
من جانبهم، شكك المحققون في مصدر المعلومات التي أدلى بها مورو؛ لذلك طرحت عليه قاضية التحقيق السؤال التالي: “كيف تعرف طريقة عمل “أمنيات”؟”. وخلال فترة التحفظ عليه، ذكر هذا الفرنسي من أصل كوري أنه قد احتجز لمدة ثلاثة أشهر؛ لأنه لم يدفع لتنظيم الدولة مبلغاً شهرياً قدر باثنين من اليوروهات كضريبة استهلاك الكهرباء. إضافة إلى ذلك، أكد أنه كان صاحب مطعم يطلق عليه اسم “عند أبو سيف” مختص في الأطباق المغربية، وزعم أن عدة جهاديين، من ضمنهم أعضاء في “أمنيات”، كانوا يرتادون متجره المجاور لمحكمة الرقة.
وعلى الرغم من أن روايته بخصوص المطعم تبدو واقعية، إلا أن الشك لا زال يساور الشرطة والقضاة، خصوصاً أن آخر عمل كان يمارسه مورو ضمن التنظيم الإرهابي، هو أنه كان عضواً في شرطة الرقة. وقد أكد ذلك بنفسه عندما قال: “كان هذا العمل يناسبني باعتبار أنني كنت صاحب خبرة في الهروب من مطاردات الشرطة قبل أن أغادر فرنسا… ولكن مع تنظيم الدولة، انقلب الدور”. علاوة على ذلك، تساءل المحققون عمَّا إذا كان هذا الشاب عضواً في هذا الجهاز السري، كما أنهم يريدون أن يعرفوا هل تم إرساله إلى أوروبا للقيام بعملية إرهابية.
سجلت الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي كل كلمة كتبها وكلاؤها قبل أن تجمع تقريراً مكثفاً تحت عنوان “معلومات حول الأمني”، وهي تسمية أخرى “لأمنيات”. ومع مرور شهر على تصريحات نيكولا مورو، نجح عملاء مقاومة التجسس الفرنسيون في التجسس على نظرائهم في المعسكر المقابل. وقد ذكر في تقرير الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي أنه “منذ إعلان الخلافة ومع بداية ضربات التحالف الدولي، أسس تنظيم الدولة هيئات مكلفة بالسهر على ضمان أمن وسيطرة التنظيم على مناطقه. ومن بين هذه الهيئات، نذكر “أمني”. ومن الواضح أن تعزيز ووجود خلية “أمني” يعد بمثابة أولوية استراتيجية بالنسبة لتنظيم الدولة”. ومن صلاحيات هذا الجهاز، كما ذكرت الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي، “الاعتقال وإعدام الرهائن، وتنفيذ الأحكام، والكشف عن أية محاولات للاختراق، التي تعد جزءاً من تطبيق الشريعة عندهم”.
مع مضي خمسة أشهر، ذهب موقع “ديلي بيست” بعيداً بالكشف عن  تفاصيل هذه الخلية بعد أن نشر رواية لأحد أعضاء “أمنيات”، الذي تحدث عن الفروع الأربعة المُكونة للجهاز السري للتنظيم الإرهابي. وبحسب روايته، يتكون هذا الجهاز من: أولاً، الأمن الداخلي التابع لوزارة الداخلية الذي يسهر على حفظ الأمن العام لكل مدينة. ثانياً، الأمن العسكري وهو بمثابة المخابرات العسكرية. وثالثاً، أمن الدولة وهو جهاز مكافحة التجسس. أما رابعاً، ففرع الأمن الخارجي وهو الجهاز المكلف بإنجاز عمليات سرية خارج حدود أرض الخلافة.
وللتوضيح أكثر، فإن جهازي الأمن الخارجي وأمن الدولة المذكورين آنفاً يتكفلان تقريباً بنفس العمليات الداخلية/الخارجية التي تميز المخابرات الأمريكية (وكالة المخابرات المركزية/مكتب التحقيقات الاتحادي)، أو البريطانية (مكتب الاستخبارات الخارجية وخدمة الأمن أو ما يعرف بـ”إم آي 6/إم آي 5)، أو الفرنسية (الإدارة العامة للأمن الداخلي/الإدارة العامة للأمن الخارجي)،  أو الإسرائيلية (شاباك/الموساد).
وكالة المخابرات – المضادة الإسلامية
يتم غالباً تصنيف الإرهابيين، الذين يزعمون انتمائهم للإسلام، على أنهم أشخاص همجيون وأميون. ولكن تبين أن مجموعة من المتشردين تم توجيههم من داخل مغارة تعتبر مسؤولة عن مذبحة الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، وفرقة من الوحوش مسؤولة عن مجزرة 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي حين تغافلنا عن أن التنظيمات الإرهابية انتهجت أساليب مضادة للتجسس لتتجنب الوقوع في الكمائن، تمكنت من خلال هذه الأساليب من اجتياز الاستعلامات التابعة لنا بصفة عملية.  
كما أن العمليات الإرهابية لا تعد سوى الجزء الظاهر والمعروف عن هذا التنظيم من خلال أعماله الدموية والمروعة. ولكن هناك صراع شرس يحتدم خلف الظلال، ويجمع أجهزة المخابرات الغربية والشرق أوسطية من جهة، والدولة الإسلامية من جهة أخرى. وذلك يعد حرباً سرية لا تبتعد كثيراً عن أساليب الحرب الباردة.
لا يتعلق الأمر بابتداع “أسطورة الجهاديين” على شاكلة أفلام رعب جيمس بوند؛ لأن بعض ممارساتهم تُعد بدائية. في الواقع، يُعاني البعض من المقاتلين الميدانيين من مشاكل على المستوى الخطابي ومن عدم دقة تراكيب الجمل، فضلاً عن قدرات تفكير ضيقة. وعلى الرغم من تحول أوروبا إلى هدف لموجة من الهجمات منذ نحو ثلاث سنوات، ومن بكاء فرنسا على سقوط نحو 250 قتيلاً على أرضها، إلا أن سبب ذلك لا يعود فقط إلى عدم تنظيم خدماتنا الاستخباراتية على المستوى الهيكلي، ولكن إلى تأخرها بصفة دورية في مواجهة حجم الظاهرة الجهادية.
       غاصت صحيفة ميديابار في العديد من الملفات القضائية التي تمثل نحو 59 ألف محضر جلسة (لم تتم قراءتها كلها)، كما دققت في مئات نصوص التنصت الهاتفي، وجلسات الاستماع، وتقارير أبحاث الشرطة، وملاحظات الخدمات السرية، سواء تلك التي تم رفع السرية عنها أم ظلت في الخفاء. وفي هذا الملخص الوثائقي، تحدثنا مع نحو 15 محاوراً (من ضباط استخبارات، وقضاة، ومحامين، وباحثين، ورهائن جهاديين سابقين). ثم أتممنا هذا العمل بتتبع جلسات الاستماع المتعلقة بأولى محاكمات الجهاديين العائدين من سوريا.
ونُسلط نتيجة هذا التحقيق، الذي استمر على امتداد ثمانية أشهر، الضوء على الآليات الضامنة لحسن سير نشاط الدولة الإسلامية، التي تعتبر أكثر الخدمات السرية الإرهابية تنظيماً. كما يكشف هذا التحقيق الطريقة التي أحبط بها جنود الخلافة تسلل بعض الجواسيس بين صفوفهم في سوريا، علاوة على كيفية تلاعب بعض العناصر السرية بقوات الأمن في أوروبا. ويُعرّج من ناحية أخرى على أجهزة المخابرات الغربية. وتجدر الإشارة إلى أن “وصفات” مكافحة التجسس التي يستخدمها الجهاديون مستوحاة من تلك التي تعتمدها وكالة المخابرات المركزية، ومكتب التحقيقات الاتحادي في الولايات المتحدة الأمريكية، والإدارة  العامة للأمن الداخلي في فرنسا، أو لجنة أمن الدولة التابعة للاتحاد السوفيتي.
منذ التغطية الإعلامية الهامة التي لقيتها شهادة نيكولا مورو، تم فسح مجال أكبر للكلمة وحرية التعبير. وتحدث العديد من الجهاديين العائدين إلى فرنسا عن خيبات أملهم، التي ادعوا أنهم عاشوها، من “أمنيات”. ولكن ظلت أقوالهم غامضة، الأمر الذي يمنع تحديد ملامح هذه المنظمة. ويشير أحدهم إلى “مخابرات عامة يُطلق عليها “اسم أمني” في سوريا، في حين يتحدث آخر عن “الأمنيين”، وهم شرطة سرية تتكون من أشخاص مقنعين”، دون الذهاب إلى أبعد من ذلك.
علاوة على ذلك يخلط بعضهم بين “أمنيات” و”الحسبة”؛ الشرطة الدينية ذات الحضور العالي في تلك المنطقة، والمكلفة بتطبيق الشريعة في شوارع الخلافة. وفي سياق متصل أكدت امرأة، تزوجت بثلاثة جهاديين على التوالي، أنها لم تعد قادرة على فهم أي شيء “ففي منبج، توجد الشرطة الإسلامية والعسكرية والحسبة، لكنني لا أستطيع التمييز بينها…”. وتعتبر هذه المرأة أن الحسبة أرحم فرق شرطة التنظيم. كما يسهل التعرف على أعضائها؛ ذلك أنهم “يقومون بدوريات في سيارة بيضاء حاملين معهم ميكروفوناً […] وعصياً!”. ووفقاً لبعض الشهادات من الممكن أن تكون (أو لا تكون) الحسبة مرتبطة “بأمنيات”.
ويُشير سريان إدارة الدولة الإسلامية، وتعقيد هياكلها التنظيمية وتناسقها الهرمي إلى أمر غريب حقاً. وفي هذا السياق، يُشدد الجهادي السويدي، أسامة كريّم، على أن “الحرب ليست الأمر الوحيد الموجود داخل الدولة الإسلامية، وإنما هناك أيضاً هيكل وتنظيم”. ومن جانب آخر، يُعدد كريم محمد-أغاد، شقيق أحد الانتحاريين اللذين نفذا عملية باتاكلان، وجود “نحو عشرين أميراً ونائب أمير” في المكان الذي كان يُحارب فيه.
 وتُحلل الإدارة العامة للأمن الداخلي أنه “على غرار أغلب إدارات الدولة الإسلامية، تقوم شرطة “الأمني” على تنظيم لا مركزي”. وتبدو من هذا المنطلق لامركزية ومستقلة. ويصر الألماني نيلس دوناث على أن “الأمن الداخلي موجود بالتوازي مع التنظيم العسكري والإداري للدولة”.
والجدير بالذكر أنه في تحقيق مثير (ترجمته صحيفة لوموند إلى اللغة الفرنسية)، نقلت صحيفة شبيغل أونلاين الألمانية مذكرات حجي بكر، العقيد العراقي السابق الذي خدم في ظل حكم صدام حسين ثم تحول إلى “العقل المدبر للدولة الإسلامية”، التي رسم فيها بنية “الخلافة الشبيهة بشتازي (وهي وزارة أمن الدولة في ألمانيا الشرقية)”. وتحدث حجي بكر عن وضع قوائم للتغلغل داخل القرى، وتحديدها للأطراف المشرفة على المراقبة واختياره “للأمير المسؤول عن مراقبة بقية الأمراء”.
وترى صحيفة شبيغل، في حرفية الجهاديين وتمرسهم على مكافحة التجسس، دليلاً على تأثير جنود الدكتاتور العراقي السابق في دولة هي بالأساس سياسية وليست دينية، خلافاً لما يُشير إليه اسمها. في الواقع، تتعارض دراسات جدية وحديثة (هنا وهناك) مع هذه النظرية؛ لأن الرجال الذين تقدموا لإثبات التأثير المفترض لدكتاتور العراق السابق على الأجهزة الأمنية للمنظمة الإرهابية هم في الحقيقة إسلاميون منذ زمن بعيد.
لا تمتلك صحيفة ميديابار دليلاً ملموساً ودقيقاً للقطع في هذا النقاش حول أصول “أمنيات”. وعلى الرغم من ذلك، هناك أمر مؤكد يتمثل في أن الإرهابيين الذين يدعون الإسلام لم ينتظروا مساعدة ضباط بعثيين سابقين، تابعين لصدام حسين. فمنذ نحو 40 سنة تم تدريبهم على أسس مكافحة التجسس. كما تعلموا في مدرسة جيدة تستمد مصدرها من قلب المخابرات السرية الغربية.
بيداغوجيا الرعب
بصفة جزئية انطلق مسار تاريخ الجهاد، كما يعلمه الجميع، من متجر نسخ بسيط في محيط فورت براغ، في كارولينا الشمالية، حيث قام علي محمد، أبو مكافحة التجسس الجهادي، بجعل أحجام بعض محتويات الكتب صغيرة جدا بحيث تتسع لوضعها في الجيب وطباعة كتب تعود ملكيتها إلى “مركز ومدرسة جون كينيدي الحربية الخاصة”.
وللتذكير وُلد علي محمد، الرائد في الجيش المصري المكلف بحماية الدبلوماسيين أو بالقيام بعمليات سرية، سنة 1952. كما كان أيضاً من مؤيدي أيمن الظواهري خلسة، الذي لم يكن قد تولى بعد زعامة تنظيم القاعدة. وبعد أن عُين علي محمد كخبير في مكافحة الإرهاب لشركة مصر للطيران، كلفه الظواهري بالتسلل إلى المخابرات الأمريكية. قدم علي محمد خدماته إلى وكالة المخابرات المركزية لكن لم تستمر تجربته معها طويلاً، فقد تم فضح هذا الوكيل المزدوج حين نبه إمام مسجد في هامبورغ إلى أن الوكالة الأمريكية طلبت منه التجسس.
وعلى الرغم من أنه من المفترض أن يكون علي محمد ممنوعاً من الدخول إلى الولايات المتحدة، إلا أنه تمكن من السفر جواً إلى هذا البلد وإغواء الشابة الكاليفورنية العزباء التي كانت تجلس بجانبه أثناء رحلته. وقد تزوج هذا الثنائي إثر ستة أسابيع من ذلك.
في غضون سنة، تمكن هذا المتسلل من الانخراط في الجيش الأمريكي الذي عيّنه في القوات الخاصة في فورت براغ؛ نظراً لإمكانياته الرياضية المتميزة. علاوة على ذلك جُند علي محمد، الذي كان يُؤدي حصص الركض اليومي بالاستماع إلى تلاوة القرآن، لتقديم نحو أربعين عرضاً للفرق المرسلة إلى الشرق الأوسط. وبناء على ذلك كانت له القدرة على الوصول إلى جميع الوثائق اللازمة.
وفي سنة 1988، أبلغ علي محمد رؤساءه أنه يعتزم أخذ إجازة للذهاب “لقتل الروس” في أفغانستان. في الواقع، قام هناك بتدريب أول المتطوعين الذين استخدموا، على غرار أسامة بن لادن، تقنيات الحرب غير التقليدية المكتسبة من الخدمات الأمريكية الخاصة. أثناء التسعينات، قدم هذا الشخص ترشحه لمنصب مترجم في مكتب التحقيقات الاتحادي، ولكن دون جدوى هذه المرة. وعلى امتداد عشر سنوات، أي إلى حدود إلقاء القبض عليه سنة 1998، درّب علي محمد أعضاء القاعدة، كما علمهم التجسس واختطاف الطائرات.
اعتمد الوكيل المزدوج على الكتب التعليمية المسروقة من فورت براغ، لتعزيز دروسه التي كان يحضرها أسامة بن لادن، فضلاً عن جميع الزعماء الدينيين التابعين للمنظمة الإرهابية. وعلى إثر سنوات قليلة من ذلك، تذكر مجاهد سابق مر عبر معسكر “الفاروق” في أفغانستان أن “التدريب الأساسي استمر على امتداد شهرين”.
كما أضاف أنه “تم تخصيص دورة ثانية، أكثر تطوراً، لحرب العصابات الحضرية. ونُظم المشاركون في شكل وحدات تُعنى بكيفية الهروب من عملية مراقبة أو تتبع، أو بطريقة تتبع شخص ما، وهلم جراً. ثم أثناء حياتنا اليومية في المخيم كان على كل منا الحذر من البقية. كما لا يُدلي أحد بهويته الحقيقية خلال المحادثات، وإنما يُصرح “بكنيته” فقط. كان علينا أن نكذب بخصوص جنسيتنا. فعلى سبيل المثال إذا كنت فرنسياً فيُمكنك القول إنك بلجيكي”.
قال إسلامي ثان مر عبر أفغانستان: “قُدّمت لنا دورات في الشؤون الأمنية للمنتدبين لمعسكر الفاروق، كما أجريت لنا امتحانات تقييم تتراوح الملاحظات فيها بين التحصيل الأساسي والمتوسط والمتقدم”. ثم بعد لقاء شخصي مع المتميزين، تم توجيههم للقيام بدورات متقدمة تتناسب مع تطلعاتهم ومتطلبات المجموعة الجهادية.
أسست القاعدة، منذ سنة 1998، جهاز استخبارات لمحاربة الجوسسة، بفضل دروس علي محمد . وقد ذكر أحد الحراس الشخصيين لبن لادن في كتاب له “كنا نحتفظ بكل التقارير اليومية للنشاطات التي تنجز في كل معسكر، وكنا نسعى جاهدين لجمع أكبر عدد من البيانات عن عناصره… كانت القيادة تختار أفراداً بارزين للقيام بالتربص في مجال الاستخبارات… ثم يتم توزيعهم في أقسام مختلفة للعمل كجواسيس لدى المنظمة الإرهابية”.
ثم الويل لكل من ثبتت خيانته، فقد روى الإسلامي الذي مر بأفغانستان لصحيفة ميديابار فقال: “كانت الإجراءات الأمنية صارمة جداً، والعقوبات زجرية. ولقد رأيت عند قدومي للمعسكر رجلاً أعدم بتهمة التجسس لجهات خارجية”. ويذكر ذلك المجاهد جيداً “كيف رمي ذلك الجاسوس من مرتفع جبلي، ثم ألحق بصاروخ آ ربي جي”. وفي خريف سنة 1998، عُلقت جملة من النشرات على جميع المباني التابعة لتنظيم القاعدة. كما يذكر المصدر نفسه، “كيف نصحوه بكتم السر وعدم التحدث عن نشاطاتهم، والحذر من الأهل والمقربين”.
وقد شددت القاعدة على أعضائها بالتزام الحذر من كل المحيطين بهم، حتى عائلاتهم. وفي هذا الصدد، جندت الاستخبارات المصرية، في سنوات التسعينات، طفلين عمرهما لا يتجاوز 13 سنة؛ أحدهما ابن أمين مال المنظمة الإرهابية. إذ عمد رجال الاستخبارات إلى تخدير الطفلين ثم مضاجعتهما. ثم التقطت صور لهما استخدمها العملاء كورقة تهديد، قد تكشف لعائلتي الطفلين إن رفضا الانصياع للتعليمات، وقد تلقيا أوامر بوضع ميكرفونات في منازلهما الخاصة. عقب هذا، أعدت الاستخبارات المصرية صاروخين متجهين إلى المكان لقتل أيمن الظواهري. ولكن كُشف المخطط وقبض على الطفلين الجاسوسين، اللذين عرضا بأمر من الظواهري على المحكمة الشرعية.
إثر هذا تعالت أصوات معارضة الإرهابيين لهذا القرار الذي يتنافى وتعاليم الإسلام، ولكن الظواهري لم يلقِ لها بالاً. فأدين الطفلان بتهمة التجسس واللواط، والتقط فيلم لعملية الإعدام ولاعترافاتهما، ونشر على نطاق واسع بهدف تخويف وإرهاب أي منتسب يفكر في الخيانة. ولم تنتهِ حلقات المسلسل هنا، إذ بررت القاعدة فعلها بالاستناد، في مقالاتها عن الجوسسة ومقاومتها، على نصوص نبوية لتبرر إجرامها، وتصفيتها لمسلمين بتهمة التجسس.
       مرة أخرى حمل علي محمد الميراث، فلم يكن راضياً عن امتلاء مكتبات المعسكرات الأفغانية بالكتب المصغرة والمسروقة من فورت براغ. وفي هذا السياق قال: “أتذكر جيداً الكتب التوجيهية لمكتب التحقيقات الاتحادي، وتساءلت كيف وصلت إلى هنا!”. وفي هذا السياق، وظف العميل المزدوج هذه القاعدة التوثيقية لصياغة دليل توجيهي لتنظيم القاعدة، مؤلف من 180 صفحة تحت عنوان: “دراسة عسكرية في جهاد الطاغوت”، يحتوي على أبواب مختلفة تهتم بكيفية التزوير والقواعد الأمنية وأساليب التجسس.
كما وُجد على رفوف مكتبات معسكرات التدريب الأفغانية كتب متعددة، على غرار “ثورة إسرائيل” لمؤلفه الإرهابي السابق رئيس وزراء إسرائيل، مناحيم بيغن، أو كتابات كلاوزفيتز وسون تزو.
الرقة وهوس الشك
منذ زمن بعيد والعديد من القيادات في القاعدة تنشر كتاباتها حول مواضيع حساسة تتعلق بالأمن. وقد أتت أكلها خاصة إذا تفكرنا أن اصطياد رجل واحد كلّف الأمريكيين 10 سنوات من الزمن لتحديد موقعه، وهذا الرجل هو أسامة بن لادن، أكثر الإرهابيين مطاردة على وجه الكرة الأرضية.
وفي هذا السياق، ذكر كيفن جاكسون، مدير البحوث في مركز التحاليل الإرهابية ومؤلف سلسلة مقالات تعنى بأمن المجموعات الإرهابية، “حسنت المجموعات الإرهابية معارفها لسنوات متعاقبة. ونشرت خبراتها على الإنترنت. إذ أصبحت لديهم القدرة على تبادل المعارف مع مجموعة إرهابية أخرى، ونقلها من جيل إلى جيل”.
كما ذكر أن “تنظيم الدولة الإسلامية لم يحدث بدعة جديدة، فقد كان لدى الشباب الصومالي من قبل جهاز اسمه “أمنيات”. ولكن يكمن التجديد في أن هذه الهيكلة قد أدرجت وأصبحت موجودة بين المجموعات الإرهابية المعاصرة”. فقد كتب أيمن الظواهري، في مقدمة مقالة له نشرت على الإنترنت في تموز/يوليو سنة 2009، أن “الحرب على الجاسوسية أُم المعارك، وأشدها وطأة وأكثرها خطورة وصعوبة”. وكان هذا بعد أن هلك عدد من قيادات القاعدة في هجوم شنته طائرات من دون طيار أمريكية على مناطق قبلية في باكستان. ومرة أخرى، في سوريا وبعد مرور ست سنوات، يسعى تنظيم الدولة الإسلامية لتطبيق العلاج نفسه لمقاومة المرض نفسه.
* * *
يوم 8 أيلول/سبتمبر سنة 2014، كان فؤاد محمد- أغاد ينتظر في مخبزة في الرقة، مع زميل له، عندما استهدف الموقع صاروخ، فسقط الإرهابي الألزاسي مغمى عليه، ليستيقظ فيما بعد سليماً من أي إصابة، وسارع بنبش الأنقاض ليجد صديقه على قيد الحياة، على الرغم من أن البناية التي تقع فيها المخبزة قد هدمت بالكامل ومات في العملية 53 شخصاً. توجه الشاب الذي نجا بأعجوبة نحو شاحنته، التي استهدفها في الوقت نفسه صاروخ آخر، أوقع صداه فؤاد محمد-أغاد أرضاً، فنهض ببعض الإصابات الطفيفة على أطرافه.
وقد أعلنت الاستخبارات الفرنسية انتماءه إلى كتيبة إرهابية تتألف من 300 مقاتل. ثم انتشرت بعد أيام شائعات مفادها بأنه قُتل على الحدود العراقية حتى عثر على أثر له في الطابق الأول في باتاكلان يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر. في المحصلة سقط في غضون الأشهر الأربعة الأولى من عام 2015 العديد من القتلى في صفوف قيادات الدولة الإسلامية من جراء الضربات الجوية، أبرزهم أمير النفط والرجل الثاني في التنظيم.
وقد خلق هذا حالة من الشك بين قيادات الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة، الذين أصبحوا تحت مرمى الطائرات من دون طيار. فأصابهم القصف الجوي بجنون الشك وسعوا خلف مطاردة الجواسيس المحتملين. وعن هذا قال الرهينة السابق الدانماركي دانيال راي أوتوسين، يشرح لجهاز استخبارات بلده سبب تعرضه للتعذيب: “لقد استجوبوني لفترات طويلة، أرادوا أن أعترف لهم بأني جاسوس قدمت إلى بلادهم لاقتفاء أثر قياداتهم حتى يكونوا هدفاً سهلاً لقنابل الطائرات”.
وفي هذا السياق، لم يكن هناك شخص فوق مستوى الشبهات، إذ يؤيد هذا ما قالته زوجة الجهادي سليم بنغالم، التي تعيش الآن مع صديقاتها في فرنسا: “أخبرني زوجي أن بعض النسوة كن يضعن الشرائح الإلكترونية في طريق الإخوة المقاتلين، ليكونوا لقمة سائغة أمام قصف الطائرات”.
وأثناء التحقيق معها، اكتشف رجال الأمن رسالة نصية تدعو للحذر من غدر الخائنين والتفطن لهم حتى لا يضعوا أجهزة تنصت إلكترونية في مواقف السيارات، التي قد يستهدفها القصف الجوي. كما تحمل تلك الرسالة دعوة واضحة لنشرها حتى تصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس. وقد تردد صداها بعيداً حتى عثر عليها في ذاكرة حاسوب إحدى المتعاطفات مع تنظيم الدولة الإسلامية في فال دو مارن.
إثر وصوله إلى الرقة، أُمر رضا حمي (ليس واضحاً إن كان لقبه حامي أو هامي أو حمي لم نجد معلومات كافية عنه)، الذي جُند بشكل خاص لارتكاب هجوم في فرنسا، بإسدال جميع الستائر في المكان الذي يقيم فيه، حيث “قيل لنا إن هناك خونة يضعون رقائق في المباني لتوجيه الصواريخ؛ لذلك يجب علينا أن لا ننظر إلى الخارج. كما ادعوا أنه تم قصف مبنى يقيم فيه مجندون جدد؛ ما أسفر عن مقتل 70 شخصاً في الداخل …”.
إثر ذلك، خلال النصف الأول من سنة 2015، لاحظت الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي أن “الدولة الإسلامية” قد عززت بشكل كبير من إجراءاتها الأمنية الداخلية. وأمام لجنة تحقيق برلمانية، وصف مدير المخابرات العسكرية، كريستوف غومارت، شوارع الرقة، فأورد  أنها “كانت مغطاة بشرائط من النسيج تمنع الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع من رؤية ما يحدث تحتها”. وبالنسبة له “كان ذلك يكشف مدى إتقان تنظيم الدولة تقنيات خداع أجهزة استشعار الصورة”.
وفي سياق متصل، أوضح شخص من جهاز مكافحة الإرهاب، رفض الكشف عن هويته، أن القماش المشمع الأسود يعقد مهمة الاستطلاع لكنه لا يصمد أمام قوة الكاميرا الحرارية. وتجدر الإشارة إلى أن أفراد المخابرات الجهادية هم أول من يخضعون لتطبيق “تدابير سرية صارمة”، أولها حظر استخدام الهاتف الخلوي. وعندما زار البلجيكي محمد عبريني صديقه عبد الحميد أبا عود الموجود في سوريا، لإعداد هجمات 13 تشرين الثاني/نوفمبر في الرقة، لم يقض أبا عود أي يوم مع صديق طفولته.
وفي هذا الصدد، قال عبريني: إن “أبا عود لم يكن قادراً على أن يثق في أي شخص. وعندما أتيت إلى سوريا كنت أحمل هاتفاً محمولاً؛ لذلك كان يخشى أن تلتقطه إحدى الطائرات من دون طيار”. فضلاً عن ذلك، قام بقية جنود التنظيم بحذف خاصية نظام التموضع العالمي من هواتفهم النقالة. وفي سياق متصل، علّق مهندس اتصالات سلكية ولاسلكية عمل سابقاً في هذه المنظمة الإرهابية، قائلاً: إنه “تم سحب الباقات الفضائية وحظرها في الأماكن التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية”.
ومن ثم تلاحظ الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي أنه  “في الرقة، يجب على الجهاديين الآن استخدام مقاهي الإنترنت، للتحكم في كل شيء”. وفي هذا الإطار، أكد الجهادي الدنماركي أسامة كريّم الإجراءات الأمنية المشددة التي يتخذها تنظيم الدولة. كما أشار إلى أنه من المستحيل في الوقت الراهن “الاقتراب من المنطقة التي يوجد فيها كبار مسؤولي التنظيم”؛ نظراً لأن “نصف الناس في الرقة يعتبرون من المخبرين السريين…”.
سجن وسط ملعب كرة القدم
في الواقع كان يستخدم تنظيم الدولة جهازاً أمنياً بأكمله لمعالجة التضخم المفترض للجواسيس في شوارعه. وفي هذا الإطار كشف فرنسي، اعترف بكونه كان جزءاً من الشرطة الإسلامية، تفاصيل عن الدوريات اليومية التي يقومون بها في الطرق العامة، قائلاً: “استأنفت العمل على الساعة التاسعة صباحاً. ونحو التاسعة والنصف صباحاً خرجنا في جولة”.
وتابع المصدر ذاته “كنا خمسة أشخاص في السيارة. وكان كل منا بحوزته مسدس غلوك (مسدس أوتوماتيكي) وكلاشنكوف (البنادق كانت تبقى بعد نهاية خدمتنا في السيارة، لكن كانت المسدسات تبقى معنا). فضلاً عن ذلك، كنا نقبض على الأشخاص المشبوه فيهم خاصة عندما يكون لديهم حقائب كبيرة”.
ووفقاً لمذكرة من الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسي “فإن جهود تنظيم الدولة كانت تتركز بالأساس حول الاستخبارات؛ من أجل تعزيز سيطرته على أعضائه وحماية أنفسهم من محاولات التسلل الخارجي”. لذلك يهدف جهاز التنظيم الأمني “أمنيات” بالأساس إلى “الحفاظ على قيادة الخلافة والبنية التحتية الحساسة، من ضربات التحالف الدولي وعمليات تسلل العدو”.
بالإضافة إلى ذلك، كان يجند تنظيم الدولة الإسلامية “عملاء سريين يرتدون ملابس مدنية، ويحلقون لحاهم ويدخنون السجائر “لتجنب لفت الانتباه”، بهدف نشرهم في الأماكن المزدحمة واعتقال أي شخص مشكوك فيه على غرار المجاهدين الذي يذهبون على دراجة نارية إلى السوق دون إذن، أو الآخرين الذين يدخلون في نقاشات عسكرية دقيقة جداً”.
========================
التايمز: بدء إجراءات تجميد أصول بملايين الجنيهات الاسترلينية لرفعت الأسد في بريطانيا
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-41289587
تنفرد صحيفة التايمز بين صحف السبت البريطانية بنشر تقرير عن بدء الإدعاء العام البريطاني إجراءات تجميد أصول تقدر قيمتها بملايين الجنيهات الاسترلينية تعود لرفعت الاسد، عم الرئيس السوري بشار الأسد.
وتضيف الصحيفة أن هذه الإجراءات كانت متأخرة فلم تفلح في إيقاف عملية بيع قصر يملكه في منطقة سري جنوب العاصمة البريطانية.
ويوضح تقرير الصحيفة أن المحامين تمكنوا في جلسة استماع خاصة في مايو/أيار من الحصول على أمر قضائي ضد رفعت الأسد، البالغ من العمر 80 عاما، يمنعه من بيع منزل يمتلكه في منطقة ميفير قيمته 4.7 مليون جنيه استرليني.
وتشير الصحيفة إلى أن القرار القضائي جاء متأخرا ولم يفلح في ايقاف صفقة بيع منزل آخر في ليذرهيد بقيمة 3.7 مليون تمت قبل شهر من قرار المحكمة.
كما بيع عقار آخر في ميفير أيضا يعود للأسد بقيمة 16 مليون جنيه استرليني، اثناء تواصل تحقيقات جنائية ضده في فرنسا.
مصادرة ممتلكات عم الرئيس السوري في إسبانيا وتجميد حساباته
رفعت الأسد: نظام الحكم في سوريا لن يتمكن من البقاء طويلا
سوار رفعت الأسد... علاقتة ببشار ورؤيته للحل في سوريا
وقال مكتب الإدعاء الملكي البريطاني إنه "لا يسمح قانونيا" بالكشف عن تفاصيل القضية.
وتضيف الصحيفة أنها علمت أن الأمر القضائي قد اتخذ في جلسة استماع في محكمة ساوثورك، مُنع دخول الجمهور أو الصحفيين اليها.
وعمل رفعت الاسد، وهو شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، في منصب نائب الرئيس للفترة بين 1984 و 1998.
وارتبط اسمه بارتكاب عدد من الفظائع ضد المدنيين في مدينة حماة في عام 1982، قتل فيها نحو 40 ألف شخص، لكنه لم يُدن بعد بهذه التهم التي ينفي ضلوعه فيها.
ويخلص تقرير الصحيفة إلى أن خطوة تجميد أصول الأسد في بريطانيا جاءت إثر تحقيق بدأ في فرنسا في مصدر ثروته التي يعتقد أنها تزيد على 300 مليون جنيه استرليني.
وقد فتح القضاء الفرنسي تحقيقات جنائيا في عام 2013 في مزاعم أنه بنى ثروته من مال سرقه اثناء خدمته في قلب النظام في سوريا، وقد أدان قاض العام الماضي الأسد، الذي كان قائدا لقوات الأمن الداخلي السورية في السبعينيات بالتهرب الضريبي وتلقي أموال مختلسة.
وفي أبريل الماضي دهمت السلطات الاسبانية عددا من العقارات في محيط مدينة ماربيلا على صلة بالأسد، وأشارت السلطات الاسبانية إلى أن الأسد وعائلته يملكون 503 عقارات تتراوح بين فيلات لقضاء العطلات وشقق فندقية فخمة.
وقد جمد القضاء 76 رصيدا مصرفيا تعود لـ 16 شخصا على صلة بهذه القضية.
وتشير الصحيفة الى أن عائلة الأسد سبق أن نفت استفادتها من "أي تمويلات ناجمة عن أي اساءة تصرف بالمال العام للشعب والدولة السورية" وأكدت أن ثروة الأسد جاءت من داعمين عرب أثرياء.
========================
«الغارديان»: روسيا تستعرض سيطرتها على الحرب والسلام في سوريا
http://www.alquds.co.uk/?p=791074
لندن – «القدس العربي»: كتب شون ووكر من على متن البارجة «إيسين» الروسية تقريراً تحدث فيه عن الطموحات الروسية في منطقة دير الزور. وسمع الصحافي صوت انفجار صواريخ «كاليبر» الذي يزن كل واحد منها نصف طن وضرب اهدافا تابعة لتنظيم الدولة في جنوب – شرق ديرالزور. ونقل عن الميجر جنرال إيغور كوناشينكوف الذي ابتسم قائلا: «اقترح عليك النظر إلى ذلك الإتجاه».
وبعد لحظات سمع أزيز الصواريخ التي أطلقت من الأسطول الروسي في البحر الأسود. ويقول الكاتب إن مدينة دير الزور تعتبر مهمة حيث يتراجع فيها مقاتلو التنظيم، فيما قال ناشطون في المعارضة السورية إن 39 شخصاً قتلوا بسبب الغارات الروسية والقوات التي تدعمها الولايات المتحدة.
جولة للصحافيين
ويعلق ووكر قائلاً إن «مشاهدة إنطلاق الصواريخ كان آخر جزء من جولة نظمت للصحافيين الروس والأجانب ومنهم «الغارديان» حول النشاطات الروسية في سوريا. وكان الهدف منها إظهار أن موسكو تسيطر على الحرب والسلام بالمنطقة». وقال إن كل مرحلة من مراحل الجولة كانت مغلفة بالسرية حتى لحظة وقوعها، وشملت على رحلات بالحافلات والطائرات ورحلة ليلية فوق بارجة بحرية في البحر المتوسط بدون معرفة ماذا ينتظر الزوار. وبدأت الرحلة في الليل من قاعدة جوية خارج موسكو باتجاه قاعدة حميميم في اللاذقية حيث تتمركز القوات الجوية هناك منذ االتدخل الروسي في أيلول (سبتمبر) 2105.
وكان الغرض من الرحلة هو إطلاع الصحافيين على الدور الروسي في الحرب. ونظمت تحت إشراف كوناشينكوف، المتحدث باسم القوات في سوريا. وعلى خلاف أدائه المتجهم على المسرح فإن الجنرال كان مختلفاً في الطريق حيث لون كلامه بمجازات واتهامات للإعلام الغربي بالنفاق وهو يدخن سيجارته النحيفة.
ورفض الجنرال أي اقتراح بسقوط الضحايا المدنيين ووصفها بالإتهامات السياسية. ففي حلب التي وصل إليها الوفد يوم الثلاثاء على متن طائرة «أنتونوف» زار الصحافيون عددا من المواقع المختارة بعناية لإظهار الدور الذي يلعبه الروس في إعادة إعمار المدينة. ولا تزال مساحات واسعة من حلب الشرقية التي كانت حتى العام الماضي تحت سيطرة المعارضة مهجورة ومدمرة. وفي ساحة سعد الله الجابري التي كانت قريبة من خطوط القتال أنهى العمال تبليطها وتعليق صورة كبيرة لبشار الأسد.
وفي مدرسة في الجزء الغربي الذي ظل تحت سيطرة الحكومة وتعرضت لصواريخ المعارضة كان التلاميذ ينشدون الأناشيد الوطنية فيما عبر الأساتذة عن شكرهم للروس من خلال المترجم.
شكراً لقديروف
وفي جامع الأمويين الذي يعود بناؤه إلى عام 715 وتضرر بشكل كبير كان مفتي حلب، محمود عكام لديه نفس الرسالة، حيث شكر رئيس الشيشان رمضان قديروف لتبرعه 14 مليون دولار للمساعدة في إعادة بناء المسجد. ونفى أن يكون الدمار في المسجد والمنطقة حوله بسبب الغارات الروسية والسورية «كانت من الإرهابيين»، و«هو الكلام نفسه الذي استمعنا إليه كلما شاهدنا دمارا». وفي اليوم الثاني تعرف الصحافيون على جهود نزع الألغام في مركز بحمص حيث جلب 8 مدربين من روسيا وقدموا تدريبا لمئات من المجندين السوريين حول كيفية نزع الألغام.
وكانت هناك زيارة لمنطقة «تجميد النزاع» شمال حمص. وقد اتفق على أربعة مناطق في أستانة، عاصمة قازخستان وبرعاية روسية- إيرانية- تركية. ويرتدي حراس نقاط التفتيش بين الحكومة والجيش السوري الحر القبعات الحمر. وتلعب الشرطة العسكرية الروسية دورا واضحا على الأرض.
وقال الضابط ألكسندر سازونوف المسؤول عن منطقة حمص إن الروس يتواصلون بانتظام عبر «سكايب» مع المعارضة. وأكد أن المنطقة لم تشهد أي حادث خطير منذ بدء تطبيق وقف القتال قبل شهرين. ومع وصول الصحافيين وصلت الشاحنات الروسية المحملة بالمواد الغذائية والمحملة بالمواد الأساسية. وكتب على الأكياس عبارة «روسيا معكم».
وبالإضافة لجهود السلام لا يزال الطيران الروسي ناشطا بتأمين الغطاء للقوات السورية وحلفائها الإيرانيين التي استطاعت فك حصار مضى عليه ثلاثة أعوام على دير الزور. وحسب ألكسندر لابين قائد القوة الروسية: «ستستمر العملية لتدمير تنظيم الدولة وجبهة النصرة الإرهابية على الأراضي السورية حتى يتم ضمان تدميرها بالكامل».
نجاح
ويعلق ووكر على أن التدخل في سوريا جعل من روسيا لاعباً مهماً في الشرق الأوسط وأسكت المطالب الغربية برحيل الأسد. وحسب مارك غاليوتي، الباحث بمعهد العلاقات الدولية ببراغ : «على السطح، كانت المغامرة الروسية في سوريا نجاحاً غير متوقع، والثمن محدود وعوضته الفرصة لتسويق السلاح الروسي». وقدمت الحرب السورية الفرصة لعودة روسيا إلى المسرح الدولي كلاعب مهم.
وتم نقل عملية إطلاق الصواريخ يوم الخميس من خلال الصحافيين الروس إلى وكالة تاس على وقع موسيقى الروك. إلا أن الحملة فشلت في اجتذاب خيال الروس العاديين، ففي استطلاع أجراه مركز ليفادا المستقل بداية الشهر الحالي، قالت نسبة 30% إنها ترغب باستمرار العملية في سوريا. ويرى غاليوتي إن «موسكو تورطت في حرب لا نهاية لها».
وبالنسبة للجنرال كوناشينوف فهدف العملية هو جعل سوريا «مجتمعاً علمانياً متحضراً»، مؤكدا على أن التجربة الروسية في سوريا كانت «ثمينة» و»نحن على مستوى مختلف مما كنا عليه قبل سنوات».
========================
إيكونوميست' حَسمت مصير الأسد.. وهذه جائزة إيران الكبرى في سوريا
http://saidaonline.com/new/ar/news/details/news-1567721266
تطرّقت مجلة "إيكونوميست" البريطانية الى نمو النفوذ الإيراني و"حزب الله" في سوريا الذي يقلق إسرائيل، وسألت عمّن سيربح السباق للسيطرة على حدود سوريا الشرقية؟
وقالت المجلّة إنّه على الرغم مع أنّ إسرائيل لم تُعلن مسؤوليتها عن غارة مصياف إلا أنّ استهداف منشأة تصنّع صواريخ يمكن أن يستخدمها "حزب الله" كافٍ للتأكيد أنّ الغارة إسرائيلية.
ولفتت المجلّة الى أنّ المقاتلات الإسرائيلية نفّذت في السابق غارات ضد أهداف للحزب في سوريا، ومعظمها حول دمشق وبالقرب من الحدود اللبنانية السورية، أمّا الغارة الأخيرة فكانت على بعد 300 كلم من الحدود التي تحتلّها اسرائيل وقريبة من أنظمة دفاع روسية، وما هي إلا رسالة بأنّه إذا لم تردع روسيا إيران و"حزب الله" في سوريا، فإسرائيل ستتصرّف.
وأوضحت المجلّة أنّ نفوذ إيران في الشرق الأوسط يتصاعد بسرعة، وتخشى بعض الدول العربية من "الهلال الشيعي".
وعن الإتفاق الروسي – الأميركي قالت المجلّة إنّ أميركا تدفع روسيا الى إبعاد "حزب الله" والقوات الإيرانية من الجولان، بالمقابل وعدت أميركا بإنهاء الحرب في جنوب سوريا، وإعطاء النظام السيطرة على الحدود مع الأردن الذي بدأ يطبّع العلاقات مع النظام السوري، فيما تنشغل تركيا بقضية الأكراد.
وفي الوقت الذي لا يزال يتحدّث ديبلوماسيون غربيون عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، فحسمت المجلّة الأمر أنّه سيبقى على رأس الدولة.
كما زعم مسؤولون إستخباراتيون إسرائيليون أنّ إيران ستحصل قريبًا على قواعد جوية وبحرية، إضافةً الى حقوق تعدين في سوريا. وذلك بعدما حظيت بعقود غاز وبحقول الزراعة، وفي 12 أيلول بعقد لتوريد مجموعات توليد كهرباء خاصة بمحافظة حلب. كما حصلت شركة إيرانية على رخصة لتقديم خدمات الهاتف المحمول في سوريا.
وفيما أشارت المجلّة الى أنّ ما تريده إسرائيل هو التأكّد بأنّ إيران لن تعزّز قوة "حزب الله"، أكّدت أنّ تل أبيب لا تريد اندلاع حرب جديدة.
========================