الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 16/2/2017

سوريا في الصحافة العالمية 16/2/2017

18.02.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة البريطانية: الصحافة التركية :  
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي: (بلاكووتر) الجهاد
http://www.all4syria.info/Archive/388400
كلنا شركاء: فورين بوليسي- ترجمة علاء الدين أبو زينة- جدران
هناك مجموعة من المقاتلين النخبويين الذين يتلقون أجوراً جيدة، والقادمين من جميع أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق، يقومون بتدريب الجهاديين في سورية. ويمكن أن يصبح نموذج عملهم عالمياً.
*   *   *
مدججون بالسلاح، ومجهزون بطريقة تنم عن الخبرة بالدروع الجسدية والخوذ البالستية، تُمكن رؤية الرجال وهم يدافعون عن المخابئ والتحصينات، ويقتحمون المباني، بل ويقفون إلى جانب ألواح الكتابة ويعطون دروساً تكتيكية. ومع أن عناوين أشرطة الفيديو التي تعرضهم على “يوتيوب” مكتوبة باللغة السريلية الروسية، فإن خلفيتها الموسيقية هي من نوع النشيد الإسلامي الذي عادة ما تستخدمه الجماعات المتطرفة في أفلامها الدعائية. لكن هؤلاء الرجال ليسوا جهاديين عاديين. إنهم أعضاء في “ملحمة التكتيكية” Malhama Tactical، أول مؤسسة مقاولات عسكرية واستشارية جهادية خاصة في العالم.
وليست “ملحمة التكتيكية” تكتلاً عسكرياً هائلاً مثل “بلاكووتر” سيئة الصيت (التي تسمى الآن “الأكاديمية”). إنها تتكون من 10 مقاتلين جيدي التدريب من أوزبكستان والجمهوريات المضطربة ذات الأغلبية المسلمة في القوقاز الروسي. لكن الحجم ليس كل شيء في الاستشارات العسكرية، خاصة في عصر وسائل الإعلام الاجتماعية. وتقوم “ملحمة” بترويج معاركها عبر المنصات الألكترونية، وقد طرح التسويق الذي لا هوادة فيه ثماره: أصبحت برامج القتال البارع والتدريب التي تقدمها المجموعة منتشرة بين الجهاديين في سورية ولدى معجبيها في الأماكن الأخرى. ويساعد في ذلك أن المجموعة خصَّصت خدماتها حتى الآن، حيث ركزت على إسقاط نظام بشار الأسد واستبداله بحكومة إسلامية متشددة.
قائد المجموعة شاب عمره 24 عاماً من أوزبكستان، والذي يتحرك باسم “أبو رفيق” -الاسم المستعار من العربية. وثمة القليل المعروف عنه، سوى أنه يقوم بتغيير حساباته الشخصية في وسائل الإعلام الاجتماعية بسرعة، ويستخدم أسماء وهمية ومعلومات مزيفة للتخلص من عمليات المراقبة. وفي كل شريط فيديو تقريباً وفي الصور المرسلة على الإنترنت، يضع أبو رفيق وشاحاً أو قناعاً لتغطية وجهه من الأنف فما دون، ولا يترك ظاهراً إلى عينيه الطويلتين الضيقتين، وشعره المتشابك حالك السواد. وهو يتحدث بروسية طليقة، وإنما بلهجة أوزبكية خفيفة.
منذ إطلاقها في أيار (مايو) من العام 2016، نمت “ملحمة” إلى حد التمتع بتجارة رائجة في سورية؛ حيث تم التعاقد معها للقتال وتوفير التدريب وغيره من استشارات ساحة المعركة، وعملت إلى جانب مجموعات مثل “جبهة فتح الشام” التابعة لتنظيم القاعدة (المعروفة سابقاً باسم “جبهة النصرة”)، و”الحزب الإسلامي التركي”، ومجموعة يوغورية متطرفة من إقليم شينجيانغ الصيني المضطرب. وعلى الرغم من النكسات الأخيرة التي مُني بها المتمردون في سورية، بما في ذلك خسران حلب، ما يزال الطلب على خدمات “ملحمة التكتيكية” في البلد قوياً كما كان حاله دائماً، كما قال أبو رفيق لمجلة “فورين بوليسي” في مقابلة أجريت معه بواسطة تطبيق الرسائل “تلغرام”.
لكن “أبو رفيق” يبدأ التفكير أيضاً بالتوسع إلى أماكن أخرى. فمجموعته راغبة في القيام بالعمل، كما يقول، في أي مكان يتعرض فيه المسلمون السنة إلى الظلم. ويذكر الصين وميانمار كأماكن يمكن أن تستفيد من الجهاد. كما يقترح أيضاً أن “ملحمة التكتيكية” يمكن أن ترجع إلى جذورها، فتعود للقتال في شمال القوقاز ضد الحكومة الروسية
في تشرين الثاني (نوفمبر)، وضعت المجموعة إعلانات توظيف على “فيسبوك”؛ حيث كانت تبحث عن مدربين من ذوي الخبرات القتالية للانضمام إلى المجموعة. ووصف الإعلان المجموعة بأنها “فريق ممتع وودي”، يبجث عن مجندين راغبين في “الانخراط المستمر، والتطور والتعلم” والعمل مع “جبهة فتح الشام”. بل إن الإعلان أوضح أن المدربين يمكن أن يستفيدوا من الامتيازات مثل الحصول على إجازة ويوم عطلة في الأسبوع من الجهاد. وكانت صيغة الإعلان تليق أكثر بـ”فورتشن 500 مما تناسب مجموعة من المتطرفين الذين يخوضون حرباً وحشية ودموية. ومع أن الجهاد كان قد أصبح كونياً قبل وقت طويل من “ملحمة”، لكنه نادراً ما كان يتَّسم بمثل هذه الروح من المبادرة وطابع ريادة الأعمال.
على الرغم من أن “ملحمة التكتيكية”، هي أول متعاقد عسكري خاص يعمل حصرياً لصالح الجماعات الإرهابية، فإنه يشكل بالكاد أو مؤسسة تعاقدات عسكرية خاصة تدخل ميدان المعركة السوري. وقد دامت الحرب السورية حتى الآن ست سنوات تقريباً وأزهقت أرواح أكثر من 400.000 رجل وامرأة وطفل. ووسط فوضى المجموعات مثل “داعش”، و”وحدات حماية الشعب” الكردية اليسارية، و”جبهة فتح الشام”، والتي تتنافس كلها على الأرض والنفوذ، كانت الجبهة السورية أيضاً نعمة للمتعاقدين العسكريين، الذين وجدوا لأنفسهم عملاً في القتال على كلا جانبي الحرب.
كانت أول نسخة من عمل المتعاقدين العسكريين الخاصين في سورية هي “الفيلق السلافي”، وهي شركة سيئة الحظ والمصير مسجلة في هونغ كونغ، والتي تضم عسكريين روساً سابقين، وعملت لفترة وجيزة إلى جانب قوات الحكومة السورية في العام 2013، حسب مجلة “إنتربريتر”. لكنه سرعان ما أصبح واضحاً أن مقاتلي هذا الفيلق لم ينالوا الدعم الكامل من الحكومة السورية. أولاً، سرق الجيش السوري مركباتهم، ثم لم تصل شيكات رواتبهم أبداً، وأخيراً اصطدمت طائرة عمودية سورية بقافلة للفيلق السلافي بعد طيرانها على ارتفاع منخفض واصطدامها بخطوط الكهرباء، مما أدى إلى جرح واحد من المرتزقة. وجاءت مغامرات الفيلق السلافي إلى نهايتها عندما تفرقت المجموعة بعد تلقيها هزيمة على أيدي الثوار في الصحراء قرب مدينة السخنة في جنوب سورية في تشرين الأول (أكتوبر) 2013. وعاد المرتزقة إلى موسكو، ليقوم جهاز الأمن الاتحادي الروسي بالقبض عليهم مباشرة بسبب تدخلهم السوري من دون موافقة.
في أعقاب تدخل الكرملين نفسه في سورية في أيلول (سبتمبر) 2015، وصل نحو 1.500 مرتزق روسي من مجموعة “فاغنر”، وهي شركة تعاقدات عسكرية روسية سيئة السمعة كانت قد قاتلت سابقاً إلى جانب الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في شرق أوكرانيا، وفقاً لتحقيق أجرته “سكاي نيوز”. وكانت مهمتهم هي مساعدة نظام الأسد، وعلى عكس “الفيلق السلافي”، تتمتع “فاغنر” بدعم كثيف من الحكومة الروسية. ويُزعم أن ديمتري أوتكِن، وهو قائد لواء سابق من القوات الخاصة في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية، هو الذي يقود المجموعة. وعلى الرغم من أن هناك القليل مما يُعرف عن “فاغنر”، فإنه يعتقد أنها تقلد نموذج “الأكاديمية” (بلاكووتر سابقاً) بالعمل كوحدة مشاة نخبوية تعتمد على الحكومة الروسية في الدعم، بل إنها تطير إلى سورية على متن الطائرات العسكرية الرسمية وتتدرب في قاعدة روسية للقوات الخاصة في مولكينو في جنوب غرب روسيا. وما تزال “فاغنر” تعمل في سورية حتى يومنا هذا.
وفي الوقت نفسه، قاتلت مجموعة من المقاتلين الناطقين بالروسية إلى جانب الجماعات الجهادية التي تشن الحرب ضد الحكومة السورية. ووفقاً لمجموعة صوفان، فإن هناك ما لا يقل عن 4.700 مقاتل أجنبي من دول الاتحاد السوفياتي السابق يقاتلون في سورية، والذين يأتي معظمهم من جمهوريتي الشيشان وداغستان. ويصل هؤلاء المقاتلون نمطياً إلى سورية وهم أفضل تجهيزاً وتدريباً من المقاتلين المحليين، متمتعين بسنوات من الخبرة في محاربة الحكومة الروسية في جبال الشيشان وداغستان خلال التسعينيات والعقد الأول من الألفية.
وسرعان ما كسب هؤلاء المقاتلون المتمرسون في القتال احترام المتشددين المحليين، الذين لاحظوا أن الناطقين بالروسية يسجلون معدل وفيات أعلى من المقاتلين المحليين. وأصبح هؤلاء المقاتلون يشغلون صفوف كلٍ من “الدولة الإسلامية” و”جبهة فتح الشام”، بالإضافة إلى مجموعات مختلفة أصغر؛ حيث يشير إليهم المتشددون المحليون باسم “انغماسيون”، وهو مصطلح شائع بين الجهاديين يُستخدم للإشارة إلى المقاتلين الذين يغرقون أنفسهم في الخطوط الأمامية ليوقعوا أكبر عدد ممكن من الضحايا مع عدم وجود خطة ليعودوا أحياء. ويقاتل الانغماسي النمطي حتى ينفد من الذخيرة قبل أن يفجر حزامه الناسف بينما يتم اقتحام موقعه.
ولكن، في حين أصبح العديد من زملائهم من قوات الصدمة في الخط الأمامي، يسلك المقاتلون السوفيات السابقون من مجموعة “ملحمة التكتيكية” طريقاً مختلفاً، حيث يصنعون لأنفسهم مكانة متميزة، خاصة بين عوالم المتعاقدين العسكريين الخاصين المحترفين والجماعات الجهادية التي تعمل في سورية. وهم يعملون كمستشارين، وتجار سلاح، وفي بعض الأحيان، كمحاربين من النخبة
تبدو مكانة نخبة “ملحمة” منطقية على خلفية المهنة العسكرية لأبي رفيق نفسه. وقال أبو رفيق لمجلة “فورين بوليسي” أنه كان قد انتقل شاباً من أوزبكستان إلى روسيا؛ حيث، بالإضافة إلى تكوين أسرة، انضم إلى واحدة من أكثر وحدات الحكومة الروسية العسكرية نخبوية، في مجموعة من القوات المحمولة جواً، والمعروفة باسم “في. دي. في”. وفي العام 2013، غادر أبو رفيق روسيا إلى سورية. وبدلاً من الانضمام إلى فصيل بعينه هناك، مثلما يفعل معظم المقاتلين الأجانب، بقي أبو رفيق مستقلاً وتنقل بين الفصائل، قبل أن يؤسس “ملحمة” في العام 2016.
طوال العام 2016، قامت وحدات “ملحمة التكتيكية” بتدريب مجموعتي الثوار المتشددتين، “أحرار الشام” و”جبهة فتح الشام”، على القتال في المناطق الحضرية لمساعدة قتالها ضد النظام السوري في حلب. وفي أحد أشرطة الفيديو، يتمرن المتدربون على إطلاق دفعات من قذائف “آر. بي. جيه” المدفوعة صاروخياً ويعملون كفصائل لمهاجمة مبنى. وفي شريط آخر، يقوم فريق من رجلين بتطهير الغرف والقضاء على الأهداف باستخدام القنابل اليدوية ونيران البنادق، كل ذلك تحت العيون المراقبة لمدربي “ملحمة”.
وليس هذا النوع من التدريب رخيصاً -يقدر أن جولات إطلاق صواريخ (آر. بي. جيه) التي تستخدمها “ملحمة” في جلسات تدريبها تكلف نحو 800 دولار لكل صاروخ في السوق السوداء- وهو السبب في أن التدريب العسكري لمعظم الجماعات الثورية والجهادية في سورية مال إلى أن يتألف مما لا يزيد كثيراً على المسيرات، والتمارين الرياضية، ومهارات الرماية الأساسية. ولكن، بالنسبة للجماعات الجهادية التي تستطيع تحمل الكلفة، فإن تدريب “ملحمة التكتيكية” للمشاة يستحق كلفته. وقد اعترف أحد المتعاقدين العسكريين الخاصين، والذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، بأن المهارات التكتيكية للمجموعة تزودها، هي وأي طرف تقوم بتدريبه، بميزة واضحة في ميدان المعركة السوري.
في بعض الأحيان، عمل مُشغِّلو “ملحمة التكتيكية” أيضاً كقوات خاصة للجماعات الجهادية المختلفة. ففي أيلول (سبتمبر) 2016، اندمجوا مع “حزب تركستان الإسلامي” لمساعدته في صد هجوم لنظام الأسد في جنوب حلب، وفقاً لمصدر ناشط من الثوار على دراية بالمجموعة. ومع ذلك، يقول أبو رفيق أن هدف مجموعته الأساسي هو تدريب الثوار والمجموعات الجهادية الأخرى على الاشتباك الحضري أكثر من القتال في الخطوط الأمامية. واعترف أبو رفيق بأن “ملحمة” تقوم بإنتاج المعدات للمجموعات الجهادية حسب الحاجة. وعلى سبيل المثال، تقوم “ملحمة” بتصنيع الملحقات لسلاح “بي. كيه. أم”، وهو مدفع رشاش شائع روسي الصنع من عيار 7.62 ملم. كما أصبحت السترات والمقابض، والمستخدمة بشكل واسع في حلب خلال القتال الكثيف هناك، مطلوبة بشكل خاص بين الجهاديين.
تأخذ “محلمة التكتيكية” أيضاً حضورها على وسائل التواصل الاجتماعية على محمل الجد. وتعلن المجموعة عن خدماتها من خلال “فيسبوك” و”يوتيوب” و”تويتر”، والموقع الإعلامي الروسي VKontakte، ولو أن حساب المجموعة تم تعليقه. وتعطي تغذيات المجموعة في “إنستغرام” انطباعاً عن شيء تنتجه شركة كبرى لصناعة البنادق. وهي تعرض صوراً فنية للأسلحة والمقاتلين، والمأخوذة من عدة زوايا، تتخللها العديد من تصاميم شعارات “ملحمة” عالية الجودة. ومع أكثر من 208.160 مشاهدة على “يوتيوب”، تتمتع “ملحمة” بوصول كبير، خاصة بالنسبة لحجمها. وعلى سبيل المقارنة، فإن كتائب المعتصم في الجيش السوري الحر، والتي يبلغ حجمها أكثر من 50 ضعفاً والأقدم بسنة ونصف، لديها فقط نحو 110.000 مشاهدة على “يوتيوب”. وقد كتب الجميع، من الثوار في سورية إلى الجنود الأوكرانيين والانفصاليين الروس في دونيتسك، تعليقانت على إرساليات المجموعة.
كما تعرض صفحات “ملحمة التكتيكية” على “يوتيوب” و”فيسبوك” أيضاً إرشادات مجانية للجهاديين، والتي تغطي صناعة القنابل اليدوية البدائية، وتنظيف السلاح، وتطهير الغرف، والاشتباك في المناطق الحضرية، من بين مهارات أخرى. وينظم مدربو المجموعة دورات على الإنترنت -في مواضيع تتضمن الإسعافات الأولية في ميدان المعركة؛ واستخدام الأسلحة، مثل صواريخ “آر. بي. جيه”؛ وأنظمة الإشارة باليد للقتال في المناطق الحضرية؛ وإرشادات حول كيفية نصب الكمائن- عندما لا تكون المساعدة الشخصية المباشرة وتقديم الاستشارة ممكنين.
مع أن “ملحمة التكتيكية” تتقاضى أجوراً لقاء خدماتها، يصر أبو رفيق على أنها ليست منظمة مرتزقة. ويقول أن دافع مجموعته يتسامى على المال. ويضيف: “إن هدفنا مختلف؛ إننا نقاتل من أجل فكرة” -بالتحديد، الجهاد ضد الأسد.
ويقول سيان ماكفيت، وهو أستاذ مشارك في جامعة الدفاع الوطني ومؤلف “المرتزقة الحديثون”، وهو كتاب عن جيوش القطاع الخاص: “سوف نرى قدراً أكبر بكثير من هذا النشاط وهو يظهر ويمضي قدماً في العقود القادمة”. وبالنسبة لماكفيت، فإن نمو “ملحمة التكتيكية” هو نتاج طبيعي للحرب الأهلية السورية، لكن خليط المجموعة المكون من الأيديولوجية المتطرفة وخصخصة الحرب يصنع اتجاهاً فريداً ومقلقاً. ويقول ماكفيت: “إن الجماعة الجهادية التي تفعل ذلك تمثل مستوى جديداً، لأنك إذا كنتَ تتحدث عن مثاليين متشددين يدفعون مقابل (التدريب العسكري)، فإن هذا يشكل علامة فارقة في الحروب الحديثة”.
كما أن قيادة أبو رفيق جلبت له أيضاً انتباهاً غير مرغوب فيه من الحكومة الروسية، التي تنظر إليه على أنه تهديد إرهابي خطير. ويوم 7 شباط (فبراير)، سوت الضربات الجوية الروسية شقة أبو رفيق في إدلب بالأرض، وقتلت زوجته، وابنه الرضيع، وعدداً من المدنيين الآخرين. وعلى الرغم من التقارير الأولية التي قالت بعكس ذلك، فقد أكد مصدر محلي أن الضربات الجوية أخطأت أبو رفيق تماماً. وكان قد خرج من شقته قبل لحظات فقط من الضربة لمساعدة الضحايا في قصف قريب آخر.
في كل الحالات، كان لنموذج المتعاقد العسكري الخاص الذي يمثله أبو رفيق تأثير كبير ظهر مُسبقاً على المعارك في شمال سورية، والذي يمكن أن يلهم قريباً منظمات تقوم بتقليده خارج الشرق الأوسط. وحتى لو قُتل أبو رفيق وتم تدمير “ملحمة التكتيكية”، فقد هزّ عمله مسبقاً الحرب ضد الأسد -وربما حتى مستقبل المجمع العسكري الصناعي العالمي.
*نيل هاور: المحلل الرئيسي لمجموعة SecDev في أوتاوا، كندا، أسهم في هذا إعداد هذا التقرير.
*راو كومار: محلل الشرق الأوسط وأوراسيا والباحث العربي الرئيسي في جامعة تكساس في أوستن. كريستيان بوريس: صحفي كندي يعمل في شرق أوروبا، والذي غطى الحرب في أوكرانيا. إريك وودز: مساهم في منفد الصحافة الاستقصائية “بيليننغكات”، وباحث يركز على اللاعبين من غير الدول وانتشار الأسلحة.
========================
وول ستريت: طريق أميركا لموسكو يمر بطهران
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/2/15/وول-ستريت-طريق-أميركا-لموسكو-يمر-بطهران
قال كاتب أميركي في صحيفة وول ستريت جورنال إن سقوط النظام الإيراني يمهد الطريق للرئيس الأميركي دونالد ترمب ليكون في موقف أقوى للتوصل إلى صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واستهل الكاتب مايكل ليدن -الذي ألف كتابا في السابق بالاشتراك مع مستشار الأمن القومي الأميركي المستقيل مايكل فلين عن كيفية هزيمة "التطرف الإسلامي" وحلفائه- بسؤال عما إذا كان الروس مستعدين للتخلي عن إيران والرئيس السوري بشار الأسد، مجيبا بأن احتمال ذلك ضئيل "ولذلك يجب هزيمة إيران قبل الذهاب إلى موسكو".
ودافع ليدن عن فكرته هذه بإيراد معلومات كثيرة عن قوة التعاون والمصالح المتبادلة بين روسيا وإيران، وقال إن موسكو سيصعب عليها التفريط في علاقاتها مع طهران مقابل مكاسب غير مضمونة من صفقة مع أميركا.
وأشار إلى "ما يقال" عن أن روسيا هي القوة الأجنبية الأكثر نفوذا في الشرق الأوسط، وقال إنه من المشكوك فيه أن بوتين سيرحب بمشاركة أميركا له في هذا الدور، وسيفضل حل مشاكله مع إيران بنفسه.
وأورد الكاتب كثيرا من الأمثلة على المصالح الجيوسياسية المتعارضة بين موسكو وواشنطن في الشرق الأوسط، وقال إن أفضل إستراتيجية هي أن تعتمد واشنطن على تفكيك النظام الإيراني أولا وبشكل سلمي بقدر الإمكان "من الداخل" وذلك بدعم الاحتجاجات السلمية التي تندلع من وقت لآخر في إيران، مؤكدا أن الخبراء يرجحون إمكانية سقوط النظام إذا وجدت المعارضة السلمية وحركة الاحتجاجات من يدعمها من الخارج.
واختتم ليدن مقاله بتكرار فكرة أن ذهاب نظام الجمهورية الإسلامية في إيران سيجعل أميركا في موقف أقوى للتفاوض مع روسيا.
========================
ذا هيل :بعد سوريا.. ليبيا خطوة بوتن المقبلة
http://www.alarab.qa/story/1098107/بعد-سوريا-ليبيا-خطوة-بوتن-المقبلة#section_75
ياسر ادريس
الخميس، 16 فبراير 2017 07:19 ص
قالت آنا بورشفسكايا، الباحثة بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: إنه في الوقت الذي تتجه فيه معظم الأنظار إلى سوريا وسط ترقب لتعاون أميركي روسي لقتال تنظيم الدولة، ستكون ليبيا مكاناً جديراً بمراقبة تحركات الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال الأسابيع المقبلة.
وأضافت الكاتبة، في مقال نشرته صحيفة «ذا هيل» الأميركية: إن بوتن يدعم بشكل متزايد الجنرال الليبي خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق ليبيا الغني بالنفط وينتهج أجندة معادية للإسلاميين ويتطلع للحصول على مساعدة بوتن في تأمين قيادته في ليبيا على حساب الحكومة المدنية المدعومة من قبل الأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن بوتن عمل على توسيع نفوذ روسيا في ليبيا، التي كانت حليفاً للكرملين خلال الحرب الباردة، وقد حاول إحياء العلاقات منذ أن أصبح رئيساً في عام 2000، قبل أن تتحسن بشكل ملحوظ في أبريل 2008 عندما زار طرابلس.
ولفتت إلى أنه في عام 2011، عارضت موسكو بشدة الحملة العسكرية بقيادة الناتو للإطاحة بنظام معمر القذافي، والتي تسببت في خسارة روسيا لأكثر من 4 مليارات دولار في عقود التسلح، وأكثر من ذلك بكثير في اتفاقات أخرى، ولكن أكثر ما أثار خوف الكرملين هو أن تتحول ليبيا إلى دولة موالية للغرب.
توضح الكاتبة أن بوتن يعتبر أن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، وراء كل الاحتجاجات ضد الأنظمة الاستبدادية، وأن واشنطن تتذرع بالديمقراطية لتغيير الأنظمة، وأنه إذا لم تتخذ القيادة الروسية نهجاً أكثر نشاطاً ستلقى المصير نفسه.
وتابعت: رغم أن موسكو تقول رسميّا إنها تؤيد حكومة الوفاق الوطني في طرابلس والمدعومة من قبل طرابلس، يبدو جليّا أن بوتن يؤيد حفتر، الذي خدم في عهد القذافي، مشيرة إلى أن موسكو تقدم لحكومة طبرق المشورة العسكرية والدعم الدبلوماسي في الأمم المتحدة، وفي مايو 2016 طبعت موسكو ما يقرب من 4 مليارات دينار ليبي للبنك المركزي الليبي وحولتهم إلى فرع موالي لحفتر، ويعتقد البعض أيضاً أن موسكو تواصل تزويد طبرق بأسلحة عبر الجزائر، رغم الحظر المفروض على الأسلحة من قبل الأمم المتحدة، في الوقت نفسه، تدعم الجزائر ومصر جهود بوتن في ليبيا.
في الواقع، والقول للكاتبة، يهدف دعم بوتن لحفتر إلى استعادة النفوذ الروسي في البلاد وكسب أكبر موطئ قدم في المنطقة، مشيرة إلى أن الطريقة الوحيدة التي يستطيع بها فعل ذلك هي أن يظهر نفسه كصانع سلام بشروطه، مثلما يفعل في سوريا.
وقالت الكاتبة: إن موسكو تنفي رسميّا أي محادثات مع حفتر حول إنشاء قواعد عسكرية لها في ليبيا، لكن وجود قاعدة، أو على الأقل شكل آخر من أشكال الوجود العسكري الروسي، أمر يتسق مع تصرفات موسكو في السنوات الأخيرة، وبغض النظر عن ذلك، فإن هدف بوتن هو زيادة نفوذ روسيا وخفض نفوذ الغرب.
ومضت للقول: في الواقع، بوتن ليس لديه المصادر أو الرغبة في تحقيق الاستقرار على المدى الطويل إلى ليبيا، معتبرة أن حفتر هو الرجل الخطأ لهذه المهمة.
وختمت الكاتبة مقالها بالقول: إن دعم بوتن لحفتر قد يؤدي إلى حل قصير المدى يستغله الرئيس الروسي لتعزيز نفوذ بلاده في هذا البلد المهم استراتيجيّا على البحر الأبيض المتوسط، لكنه لن يجلب إلا مزيداً من القتال على المدى الطويل.;
========================
فريد هوف -  (فورين بوليسي) 9/2/2017 :إذا أراد ترامب مناطق آمنة في سورية، يجب وضع قوات برية على الأرض
http://www.alghad.com/articles/1440182-إذا-أراد-ترامب-مناطق-آمنة-في-سورية،-يجب-وضع-قوات-برية-على-الأرض
فريد هوف -  (فورين بوليسي) 9/2/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يقول الرئيس دونالد ترامب إنه يريد إقامة "مناطق آمنة" في سورية. ويقصد من ذلك إبقاء المشردين، الذين قد يكونون بغير ذلك ميالين للانضمام إلى حوالي 5 ملايين لاجئ سوري، في داخل بلدهم. ولكن، ما الذي قد يستطيع إنجازه على هذا الصعيد؟
أول شيء يجب على أي رئيس جديد معرفته هو أن المنطقة الآمنة يجب أن تتضمن توفير حماية مشددة لها، والتي تقدمها قوات برية وجوية على حد سواء. وهذا هو ما يميزها عن منطقة القتل.
على مدى ست سنوات من الصراع في سورية، صدرت العديد من الدعوات إلى إقامة مناطق حظر طيران. وقد تجنبت تلك الدعوات بشكل متعمد بحث الطرف الذي سيتولى الدفاع عن هذه المناطق على الأرض، وكأن بالإمكان حماية المدنيين من علو شاهق بارتفاع 30.000 قدم. وفي الحقيقة، عمل موضوع الحماية الأرضية البرية كعامل إيقاف للمحادثات الخاصة بكيفية حماية المدنيين السوريين من نظام قاتل.
في سورية اليوم، هناك على الأقل ثلاث مناطق صراع نشطة يمكن أن يتم تحويلها إلى مناطق آمنة. ويحتل "داعش" الآن مناطق في وسط وشرقي سورية؛ وجزء من وادي نهر الفرات إلى الشمال من حلب حيث الجنود الأتراك وقوات الثوار من الجيش السوري الحر يضيقون الخناق على بلدة الباب التي يسيطر عليها "داعش"؛ وفي محافظة إدلب الشمالية الغربية، حيث ما تزال مجموعة "جبهة فتح الشام" التابعة لتنظيم القاعدة هي القوة الرئيسية.
من الممكن أن تفرز الهزيمة العسكرية المفترضة المقبلة لـ"داعش"، إذا تم التعامل معها بشكل مناسب، كل المناطق الآمنة -واحدة تمتد من نهر الفرات إلى العراق. لكن التعامل المناسب يتطلب إجراء تحول استراتيجي رئيسي من جانب واشنطن. فالقوات البرية التي تقاتل "داعش" حالياً هي وحدات حماية الشعب، الذراع السوري لحزب العمال الكردستاني -الذي تصنفه الولايات المتحدة على أنه تنظيم إرهابي. ومن المنتظر أن تدخل وحدات حماية الشعب وبعض القوات العربية المساعدة عاصمة "داعش" في مدينة الرقة.
مع ذلك، ليس القتال في المناطق الحضرية وظيفة رجال مليشيات مدربين تدريباً خفيفاً. إنه يتطلب استخدام المهارات المتخصصة التي تعتبر ميزة لجيوش العالم الأول -مهارات تقلل إلى الحد الأدنى خسائر القوات المقتحِمة والسكان المدنيين على حد سواء.
لطالما حث هذا الكاتب على تشكيل قوة تحالف برية بمشاركة من يرغب بقيادة الولايات المتحدة. ويشمل ذلك مشاركة قوات قتالية أميركية ماهرة في الخداع، سوية مع قوات برية من بلدان كالأردن وتركيا وفرنسا والسعودية ودولة الإمارات العربية والبحرين. وكانت البلدان الثلاثة الأخيرة قد تطوعت بقوات لقتال "داعش"، ويتطلب تجييش الآخرين دبلوماسية عنيدة. ولكن، إذا كان "داعش" هو التهديد الذي يتحدث عنه دونالد ترامب -ووافق الناس في باريس وبروكسل واسطنبول وأنقرة والذين عانوا كلهم من هجمات الإرهاب على يديه- فلماذا نترك أمر هزيمته لرجال المليشيات؟
بالإضافة إلى وضع الهزيمة العسكرية لتنظيم "داعش" بيد محترفين عسكريين، يجب أن تأخذ خطة البنتاغون لشمالي سورية عدة عوامل بعين الاعتبار. إذ يجب أن تغطي الحملة العسكرية كل شرقي سورية (وليس الرقة وحسب)، والقضاء على "داعش" في دير الزور وكل سورية. ومن الأساسي بشكل مطلق وضع خطة استقرار لما بعد القتال لتأسيس حوكمة محلية، والتي تستطيع الاعتماد على المجالس المحلية السورية التي كانت قد أجبرت على النزول تحت الأرض من جانب "داعش" والمعارضة الوطنية السورية والموظفين السوريين المدنيين وقوات سورية الديمقراطية في مناطقها المحلية. وأخيراً، يجب على القوات التي تهزم "داعش" التخطيط لتوفير حماية برية وجوية مستدامة للمناطق المحررة.
وليس هذا ببساطة مسألة هزيمة "داعش". إن تحويل وسط وشرقي سورية من "الخلافة" وتحويلها إلى مناطق آمنة يعني إبقاء قوات الرئيس الأسد في الخارج. ومن شأن السماح لنظام مجرم فاسد بالحلول محل "داعش" أن يهيء المسرح لصعود المجموعة الجهادية مرة أخرى، مما يفضي في نهاية المطاف إلى تدافع المدنيين السوريين على الهرب إلى تركيا والعراق.
قد تصبح المنطقة التي تتم مهاجمة "داعش" انطلاقاً منها في وادي نهر الفرات من جانب تركيا منطقة آمنة. وتواجه تركيا وحلفاؤها الثوار السوريون صعوبة جمة في طرد المجموعة الإرهابية من الباب، البلدة العربية السنية الضخمة التي تقع إلى الشمال الغربي من حلب. ولكن، وبافتراض أن تتم استعادة الباب في نهاية المطاف، سيكون "داعش" قد طُرد من جيب كبير الحجم يمتد جنوباً من الحدود التركية. ومع ذلك، يتطلب تأسيس منطقة آمنة تواجد قوة برية تركية مستدامة وكبيرة، وغطاءاً جوياً مدعماً بثوار سوريين وطنيين يرغبون في قتال كل القادمين: المليشيات الشيعية والقاعدة و"داعش" والأسد.
في محافظة إدلب، يستطيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لعب دور حاسم في تأسيس منطقة آمنة -إذا كان راغباً وقادراً. وإذا استطاعت روسيا المساعدة في تحييد المليشيات غير المنضبطة والميليشيات الشيعية إيرانية القيادة بينما يعزز وقفاً أصيلاً للأعمال العدائية في شمال غربي سورية، سيكون الثوار الوطنيون قادرين على الانفصال عن "جبهة فتح الشام" والعمل مع واشنطن وموسكو لهزيمة القاعدة والدفاع عن المدنيين.
مع ذلك، ولغاية تحويل إدلب إلى منطقة آمنة، يؤمل أن تمتنع موسكو عن شن أنواع الهجمات الجوية مثل تلك التي شنتها على حلب بينما تحافظ على بقاء نظام الأسد وداعميه الإيرانيين تحت ضبط شديد. فهل ستفعل موسكو ذلك؟ وهل تستطيع؟ وهل سيفرض الروس، من الناحية الفعلية، منطقة حظر طيران على نظام الأسد متى ما أصبحت "جبهة فتح الشام" في ذمة التاريخ؟ وهل ستنجم الظروف التي تمكن المعارضة الوطنية السورية فعلياً من قتال تنظيم القاعدة. من أجل أن تنعم إدلب بالهدوء والأمان لمواطنيها، ثمة الكثير من العمل الكثيف الذي يجب إنجازه بعد.
يقال إن ترامب والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بحثا خلال اجتماعهما مؤخراً في واشنطن تأسيس منطقة آمنة في جنوب غربي سورية بين دمشق والحدود الأردنية. وكانت هذه المنطقة تنعم بهدوء نسبي. ومع ذلك، وحتى تصبح هذه منطقة آمنة حقاً للمدنيين، فإن دوراً مركزياً للقوات البرية وسلاح الجو الأردنيين سيكون مثالياً.
فقط في حال تأسيس منطقة آمنة لما بعد "داعش" يمكن أن يكون تواجد "قوات أميركية برية على الأرض" في شكل تشكيلات قتالية ضخمة ممكناً. وما لم يختف مقاتلو "داعش" ببساطة من وسط وشرقي سورية، فإن المناطق ذات الكثافة السكانية يجب أن تحرر من قبضتهم على يد عسكريين محترفين.
سيكون من شأن وضع رجال الميليشيات ضد "داعش" فقط تعميق حالة من الكراهية الإنسانية وجعل تداعياتها السياسية السيئة أكثر سوءاً.
طوال ست سنوات تقريباً، كان المدنيون السوريون في مصلب إطلاق النار. وقد دفعوا هم وجيرانهم والأوروبيون الغربيون ثمن إجرام الأسد و"داعش". ويمكن أن تؤدي عملية انتقالية سياسية كاملة تزيح الأسد وعائلته وحاشيته عن المسرح، إلى جعل كل سورية منطقة آمنة. ومع ذلك، في الأثناء، يجب على واشنطن وموسكو مراجعة استراتيجيهما لحماية المدنيين من ويلات الحرب.
========================
واشنطن بوست :الحرب السورية لن تتوقف من أجل ترامب   
http://www.geroun.net/archives/75290
15 شباط / فبراير، 2017التصنيف ترجمات ترجمة- أحمد عيشة
إن أكثر الأدوار وضوحًا ذاك الذي لعبه الرئيس الأميركي ترامب في الصراع البائس في سورية، بشيطنته التي لا هوادة فيها قضية اللاجئين السوريين.
لكن الحرب مازالت تستعر ببطء، والبيت الأبيض، عاجلًا أم آجلًا، سيتوجب عليه أن يتعامل مع تعقيدها، وقد تحتاج أيضًا إلى مواجهة الأدلة المتزايدة على الفظائع التي ارتكبها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
أصدرت هيومن رايتس ووتش Human Rights Watch issued a report  يوم الإثنين، 13 شباط/ فبراير، تقريرًا حول استخدام النظام المزعوم لقنابل الكلور، في أثناء حملته الناجحة آواخر العام الماضي لاستعادة آخر الأراضي التي كان يسيطر عليها المتمردون في مدينة حلب، ووثقَّت المنظمة الحقوقية لا يقلَّ عن ثمانية هجماتٍ منفصلة بغاز الكلور، قبل التوقيع على وقف إطلاق النار في 29 كانون الأول/ديسمبر الماضي، إذ “أسفرت هذه الهجمات عن مقتل تسعة مدنيين، من بينهم أربعة أطفالٍ، وإصابة ما يقرب من 200،” حسبما ذكر زميلي توماس جيبون- نيف.
وأضاف: “إذا تأكدّت هذه الهجمات ستكون خرقًا واضحًا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية لعام 1993 التي وقعت عليها سورية عام 2013.”
في تلك السنة، كادت إدارة أوباما أن تذهب إلى شن حرب ضد نظام الأسد، لدوره في هجومٍ بغاز السارين أودى بحياة المئات من المدنيين، لكنها اختارت في نهاية المطاف، عدم شنّ غاراتٍ جوية عقابية، وذلك جزئيًا؛ بسبب اتفاقٍ توسطت فيه موسكو، وقبلت فيه سورية التوقيع على الاتفاقية، وتعهدت بالتخلي عن مخزونها من الأسلحة الكيماوية، ومع ذلك، يبدو أنَّ الهجمات الكيماوية تواصلت.
تقريرٌ منفصل، أصدّره يوم الإثنين الماضي، المجلس الأطلسي، بعنوان “تدمير حلب، “Breaking Aleppo,”، أكدَّ فيه -أيضًا- استخدام الأسلحة الكيماوية، فضلًا عن استهداف النظام الواسع والمتعمد للمناطق المدنيّة في المدينة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمخابز، إذ استند التقرير في تحليله إلى دراسةٍ مستفيضة لصور الأقمار الصناعية، وروايات شهود العيان، وتسجيلات كاميرات المراقبة، وانتقد التقرير كلًا من الحكومة الروسية التي ساعدت النظام في حملة قصفٍ جويّ، وإيران التي قاتلت ميليشياتها بالوكالة على الأرض، جنبًا إلى جنب مع قوات الأسد.
الكشف الأكبر لهذا التقرير ليس بالضرورة أنَّ تلك الهجمات كانت تحدث، ولكن المجال الذي كانت تحدث فيه”، قال إليوت هيغنز، وهو زميلٌ بارز في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي للمجلس الأطلسي، لشبكة CNN.
ربما جاء الكشف الأكثرُ ترويعًا الأسبوع الماضي في تقرير منظمة العفو الدولية،            an Amnesty International report الذي قال إنَّ النظام نفَّذ حملة إعداماتٍ جماعية بين عامي 2011 و2015، وشنق ما يصل إلى 13،000 معارضًا مشتبهٍ بهم في ذلك الوقت.
من جهته نفى الأسد تلك الاتهامات في مقابلةٍ مع ياهو نيوز يوم الجمعة 10 شباط/ فبراير، وحذَّر بشدةٍ من أنَّ بعض الناس من اللاجئين الذين تصل أعدادهم إلى ما يقرب من 5 ملايين لاجئ سوري يقبعون الآن خارج وطنهم، هم في الواقع “إرهابيين”، حيث صاغَ الأسد الحرب وكأنَّها معركةً تتصارع فيها حكومته ضد هؤلاء “الإرهابيين”-القوات الجهادية الشريرة- المدعومة من قوى أجنبية غامضة.
يُمجّد الأسد ومؤيدوه نجاح وقف إطلاق النار في نطاقٍ ضيق، وتدابير “المصالحة” في مدن متعددة، وفي الأحياء التي كان يسيطر عليها المتمردون يومًا ما.
المفارقةُ هي أنَّ رواية الأسد تلاقي الترحيب من البيت الأبيض في عهد ترامب، الذي أوضح أنَّه غير مهتمٍ بإثارة تغيير النظام في سورية، ويريد ببساطةٍ أن يتعامل مع تهديد الدولة الإسلامية.
الحلُّ الرئيس بالنسبة للبيت الأبيض بشأن الكارثة الإنسانية في سورية -بعد إغلاق الباب أمام اللاجئين- سيكون إنشاء مناطق آمنةٍ في شمالي البلاد، وهو حلٌ اقترحه سياسيون متباينون، مثل هيلاري كلينتون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكنَّ مسؤولي ترامب لزموا الصمت إلى حدٍ كبير حول الكيفية والطريقة التي ستحقق هذا الهدف، إذ يشير الخبراء إلى أنَّ مثل هذا التدخل في حد ذاته سيكون استفزازيًا، ومن المرجح أن يُعارضه النظام السوري، وحليفته روسيا في مجلس الأمن. حتى ذلك الحين، قد لا تكون المناطق الآمنة بمثل ذلك الأمان.
إنَّ الهدف من هذا النوع من المشروعات يمكن وصفه بأنَّه إنسانيٌّ في الأساس، ولكن الواقع هو أنَّ أيّ عددٍ من الأطراف، بدءًا من نظام الأسد، والدولة الإسلامية، سيعدون ذلك بمنزلة تهديدٍ، وهذا سيجعل المناطق الآمنة هدفًا، بدلًا من أن تكون مكانًا آمنًا،” مثلما قال دانيال بايمان، أستاذ الدراسات الأمنية في جامعة جورج تاون، لصحيفة “كريستيان ساينس مونيتور”.
تُدير الآن، كلًّ من روسيا وإيران وتركيا عملية السلام السورية التي تتقدم بخطوات بطيئة، ومن المتوقع أن تجرى جولةً جديدة في وقتٍ لاحق من هذا الأسبوع في العاصمة الكازاخستانية، أستانا، إذ تجلس الولايات المتحدة في مقعدٍ خلفي؛ لأن أنقرة وموسكو اللتين كانتا ذات يومٍ على طرفي نقيض في الصراع تشددان -الآن- على التعاون الوثيق، وتؤكدّان عدم الأهمية المتزايدة للولايات المتحدة في نهاية اللعبة السورية.
في أعقاب تدمير حلب، ترث إدارة ترامب أضعف موقفٍ الولايات المتحدة، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بل وفي سورية المدمرة برمتها،” خلص تقرير المجلس الأطلسي.
لكن ليس من الواضح بعد ما إذا كانت إدارة ترامب لديها الرغبة  القوية لتحسين هذا الوضع.
 اسم المقالة الأصلي    The Syrian war isn’t stopping for Trump
الكاتب  إسهان ثأرور، Ishaan Tharoor
مكان النشر وتاريخه    واشنطن بوست، The Washington Post، 14/2/2017
رابط المقال     https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2017/02/14/the-syrian-war-isnt-stopping-for-trump/?utm_term=.4d44a5617597
ترجمة  أحمد عيشة
========================
واشنطن بوست :الحرب السورية.. كيف يراها ترامب؟
http://www.alittihad.ae/details.php?id=9870&y=2017&article=full
إيشان ثارور*
حتى الآن، لا يزال أبرز دور لعبة ترامب في الصراع البائس الدائر في سوريا هو شيطنة اللاجئين السوريين بلا هوادة. غير أن الحرب لا تزال مستعرة، وآجلاً أو عاجلاً، سيتعين على البيت الأبيض أن ينتبه إلى تعقيداتها. وربما أن سيتعين عليه أيضاً مواجهة الأدلة المتزايدة على الانتهاكات التي اقترفها نظام بشار الأسد. وأصدرت منظمة «هيومان رايتس ووتش» يوم الاثنين الماضي تقريراً حول مزاعم استخدام النظام لقنابل الكلور أثناء حملتها العام الماضي لاستعادة آخر المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب. ووثقت المنظمة على الأقل ثماني هجمات منفصلة بغاز الكلور، قبل أن يتم توقيع وقف إطلاق النار في الثالث عشر من ديسمبر الماضي. وأفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن «الهجمات أسفرت عن قتل تسعة مدنيين، من بينهم أربعة أطفال، وإصابة ما لا يقل عن 200 آخرين». وأضافت: «إذا تأكدت، فإن الهجمات ستكون انتهاكاً كبيراً لميثاق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي يرجع العمل به إلى 1993، ووقعته سوريا في 2013».
وفي ذلك العام، كانت إدارة أوباما قاب قوسين من شن حرب ضد نظام الأسد، بسبب دوره المزعوم في هجوم بغاز السارين أسفر عن قتل مئات المدنيين. لكن واشنطن اختارت في النهاية عدم شنّ ضربات جوية عقابية، وهو ما يرجع بصورة جزئية إلى صفقة توسطت فيها موسكو، وتضمنت توقيع سوريا على الميثاق وتعهد بالتخلي عن مخزونات الأسلحة الكيميائية. وعلى رغم من ذلك، يبدو أن الهجمات الكيميائية تواصلت.
وأكد تقرير منفصل، أصدره «المجلس الأطلسي» يوم الاثنين الماضي، بعنوان: «كسر حلب»، استخدام الأسلحة الكيميائية، إضافة إلى استهداف النظام على نحو واسع النطاق وبصورة متعمدة للمناطق التي يسكنها مدنيون في المدينة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمخابز. واستند تحليل المجلس إلى دراسة مكثفة لصور بالأقمار الصناعية، وروايات شهود عيان وصور مراقبة. وانتقد التقرير كلاً من الحكومة الروسية، التي ساعدت النظام بحملة قصف جوية، وإيران، التي تقاتل ميليشياتها إلى جانب قوات الأسد.
ونوّه «إليوت هيجينز»، الباحث رفيع المستوى لدى «معمل الأبحاث الجنائية الرقمي» التابع لـ «مجلس الأطلسي»، إلى أن أبرز نتائج ذلك التقرير ليس بالضرورة حدوث تلك الهجمات، ولكن نطاق حدوثها.
وربما أن أكثر النتائج الشنيعة توصل إليها الأسبوع الماضي تقرير «العفو الدولية»، والذي زعم أن النظام نفذ حملة إعدامات جماعية بين 2011 و2015، وشنق ما يربو على 13000 منشق مشتبه بهم في ذلك الوقت.
غير أن الأسد سخر من تلك المزاعم في حوار مع «ياهو نيوز» يوم الجمعة الماضي. وحذر أيضاً بقوة من أن بعض الناس بين زهاء خمسة ملايين لاجئ سوري فروا إلى خارج سوريا هم «في الحقيقة إرهابيون». ويؤطر الأسد الحرب بأنها معركة تخوضها حكومته ضد «هؤلاء الإرهابيين»، والقوات المتطرفة التي تدعمها قوى أجنبية من خلف الكواليس. وأشاد الأسد وأنصاره بنجاح إجراءات وقف إطلاق النار و«المصالحة» في مدن وأحياء مختلفة كانت تسيطر عليها قوات المعارضة في السابق. والمفارقة أن هذه الرواية الأسدية تلقى ترحيباً في البيت الأبيض بقيادة ترامب، الذي أوضح أنه ليس مهتماً بتغيير النظام في سوريا، وإنما يرغب ببساطة في التعامل مع التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش».
والحل الأساسي في جعبة البيت الأبيض للمأساة الإنسانية في سوريا، باستثناء إغلاق الباب أمام اللاجئين، هو إنشاء مناطق آمنة في شمال الدولة، وهو أمر اقترحه سياسيون يائسون مثل هيلاري كلينتون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السابق. بيد أن المسؤولين في إدارة ترامب لا يزالون صامتين بشكل كبير بشأن كيفية تحقيق ذلك الهدف. ويشير خبراء إلى أن ذلك التدخل سيكون في حد ذاته استفزازاً، ومن المرجح أن يجد معارضة من النظام السوري وحليفته روسيا، في مجلس الأمن الأممي. وحتى إذا أقيمت.. فإن المناطق الآمنة المنشودة قد لا تصبح آمنة!

وتدير الآن روسيا وتركيا وإيران عملية سلام سورية ببطء. ومن المتوقع أن تجري جولة جديدة من المحادثات في العاصمة الكازاخستانية «أستانا»، بينما تقف الولايات المتحدة في موقع المتفرج. ويبرز التعاون الوثيق بين أنقرة وموسكو، بعد أن كانتا طرفين متناقضين في الصراع، تحييد الولايات المتحدة بشكل كبير في إنهاء الأزمة السورية.
*محلل سياسي أميركي
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
ذا ترامبت :برنت ناكتيجال يكتب: سوريا على أعتاب تغيير هائل
http://www.inst-news.com/breaking/1821761/برنت-ناكتيجال-يكتب-سوريا-على-أعتاب-تغيير-هائل
نقلاً عن مجلة «ذا ترامبت» الأمريكية
فَهْمُ تعقيدات الحرب الأهلية السورية أمر صعب للغاية، حتى بالنسبة لمعظم المحللين المخضرمين، فأبسط تعريف للحرب الأهلية هو صعود جزء كبير من السكان فى البلاد ضد السلطة الحاكمة، وعادةً يبدأ هذا بطريقة غير عنيفة من خلال الاحتجاجات والاضطرابات الأهلية، كما حدث فى سوريا خلال الربيع العربى عام 2011، وحينها تكون الحكومة أمام خيارين: إما التوصل إلى نوع من التسوية مع المتظاهرين، أو القيام بما فعله نظام الرئيس السورى بشار الأسد، حيث لم يعطِ المتظاهرين أى شىء، بل تحرك للقضاء عليهم بسرعة وبشراسة.
وأحيانًا تنجح هذه الأساليب الوحشية فى منع الحرب الأهلية، لكنها لا تنجح فى بعض الأحيان الأخرى، وفى حالة سوريا فإن نظام الأسد فشل فى البداية فى إدراك عدد السوريين الذين كانوا على استعداد للقتال من أجل التغيير، وبدلاً من قمع الحركة فإن التكتيكات الوحشية التى تبناها نظام الأسد حشدت المزيد من الجماهير لإسقاط الحكومة بعنف، وهكذا بدأت الحرب الأهلية، وفى حال كان الأمر استمر بهذه البساطة فإن الحرب هناك كانت ستنتهى منذ سنوات، وكان سيتم عزل الأسد، وتحل مكانه حكومة جديدة بقيادة السُّنة، ولكن هذا ليس ما حدث فى دمشق.
وفى الوقت الذى تدخل فيه الحرب الأهلية فى سوريا عامها السادس، فإن هناك نحو نصف مليون شخص لقوا حتفهم، وفَرَّ ما يقرب من 5 ملايين لاجئ من البلاد، وتم تشريد ما يقرب من 10 ملايين شخص داخليًا، فضلًا عن أن هناك عدة أسباب وجيهة تفيد بأن الحرب هناك مازالت بعيدة عن الانتهاء.
والسبب الكامن وراء استمرار الحرب فى سوريا هو تطورها إلى حد كبير إلى حرب بالوكالة عن دول أخرى، فالعديد من الدول الأخرى تستخدم هذه الحرب لتعزيز طموحاتها الوطنية الخاصة، مثل إيران، والسعودية، وتركيا، وروسيا، والولايات المتحدة، فقد قامت هذه الدول، فى أوقات مختلفة طوال فترة الحرب، إما بدعم المتمردين، أو نظام الأسد، وتوفير الأسلحة، والأموال، والمناورات الدبلوماسية.
وفيما يلى ملخص سريع للتدخل الأجنبى فى سوريا خلال السنوات الـ5 الماضية: ففى 2012، طلب الأسد، تحت ضغط متزايد من المتمردين، المساعدة من حليفته الأساسية، إيران، وسرعان ما استخدمت طهران «حزب الله»، فى لبنان، للانضمام إلى القتال، وبعدها زادت السعودية من إمداداتها من الأسلحة إلى العديد من الجماعات المتمردة السُّنية، التى كل منها لديها هدف نهائى مختلف، ولكنها تشترك فى الهدف الأولى، وهو هزيمة الأسد، كما دخل العديد من المقاتلين الأجانب إلى سوريا تحت سمع وبصر تركيا، التى ترى منذ فترة طويلة أن رحيل الأسد يصب فى مصلحتها، ومن جانبها، قدمت الولايات المتحدة الدعم لبعض الجماعات المتمردة، ولكنها تجنبت مزيدا من التدخل حتى لا تخل بهدف السياسة الخارجية الأوسع، وهو «إصلاح العلاقات مع إيران».
وفى منتصف عام 2015، أدرك الأسد وإيران أنهما بحاجة إلى مساعدة كبيرة، ولذا توجه قائد فيلق «القدس»، التابع للحرس الثورى الإيرانى، قاسم سليمانى، إلى موسكو للحصول على مساعدة الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، الذى رأى فى الأمر فرصة لتعزيز مصالحه الاستراتيجية فى الشرق الأوسط، واستعراض العضلات أمام الولايات المتحدة، فضلًا عن ضمان مستقبل الميناء البحرى على الساحل السورى، ولذا انضمت روسيا إلى المعركة فى أواخر سبتمبر 2015، وقدمت الطائرات الروسية الدعم الجوى اللازم للنظام السورى، الذى يدعمه الآن أيضًا 40 ألفا من المرتزقة الشيعة من باكستان، وأفغانستان، والعراق، والذين تدفع لهم إيران مقابل ذلك.
ومن وجهة النظر الإيرانية، فإن دخول روسيا فى الحرب بدأ يؤتى ثماره فورًا، حيث إن تحليق الطائرات الروسية فى سماء البلاد، بجانب وكلاء إيران على الأرض، استطاع صد المقاتلين المتمردين، وتمت استعادة المناطق الرئيسية التى استولوا عليها مرة أخرى، فضلًا عن ضمان بقاء النظام السورى، وأخيرًا، بدأت طهران تشعر بالارتياح بأن الأسد سيبقى فى السلطة، مما يساعدها على تحقيق هدفها، وهو تصدير المذهب الشيعى من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط.
وكان الهدف الرئيسى الأخير للتحالف الروسى- الإيرانى هو حلب، كبرى المدن السورية قبل الحرب، والتى تعرض معظمها لسيطرة المتمردين منذ عام 2012، وبعد 4 سنوات من القتال فى المدينة وحولها، باتت مُدمرة إلى حد كبير، وفى يونيو 2016، قاد الروس والإيرانيون حملة قوية لمحاصرة المدينة، وانتهى الحصار والقصف الجوى رسميًا، من خلال هدنة، فى أواخر ديسمبر الماضى، وتم السماح للمتمردين المتبقين بمغادرة المدينة.
ومع ذلك، فإن الشقوق بدأت فى الظهور فى تحالف إيران وروسيا، فى مرحلة ما بعد إعادة الاستيلاء على حلب، حيث شعرت موسكو أن أخذ حلب يعنى أن مصالحها فى الحفاظ على الدولة السورية قد تحققت، فبعد تعرض المتمردين للهزيمة باتوا على استعداد لعقد صفقة، كما أن تركيا، التى تمثل الجماعات المتمردة، على استعداد لعقد صفقة هى الأخرى، ومع ذلك لا يبدو أن إيران مستعدة للتخلى عن القتال، ولذلك حاول الإيرانيون تقويض وقف إطلاق النار من خلال المسلحين الموالين لهم.
ويدرك بوتين أنه فى حين أن تصرفات روسيا هى التى حافظت على بقاء نظام الأسد، إلا أن الأسد نفسه سيظل زعيمًا سيئًا، وفى نهاية المطاف يجب عزله حتى يحل الاستقرار فى سوريا، ولكن مستقبل إيران فى سوريا يرتبط بالأسد، أو برمز آخر يشبهه.
وقد تكون روسيا مهتمة بصيغة الانتقال السياسى، الذى يهمش الأسد تدريجيًا، ويأتى بحكومة وحدة وطنية مكانه، ولكن إيران لن تقبل بمثل هذه الصيغة، حيث تعلم طهران جيدًا أنه ليس هناك قطاع فى سوريا، باستثناء عائلة الأسد ومرافقيه، سيقبل بتبعية البلاد لإيران، ووضع الدولة السورية تحت تصرف منظمة إرهابية لبنانية. وفى بداية الحرب السورية توقعنا أنه فى نهاية الحرب لن تكون طهران بجانب دمشق، ولكننا لم نتوقع أن روسيا ستشارك فى إحداث هذا الانقسام، ومن الواضح أنه مع الوقت سيتلاشى تأثير إيران على النظام السورى، أو أنه سيكون هناك تغيير كامل للنظام.
ترجمة - فاطمة زيدان
========================
المونيتور: من هنا فُتح باب الزيارات المصرية إلى سوريا.. هذه الأسباب وراء تدفق الوفود لكسب ثقة الأسد
http://www.watanserb.com/2017/02/15/المونيتور-هذه-الأسباب-وراء-تدفق-الوفو/
الكاتب : ترجمة "وطن" 15 فبراير، 2017  لا يوجد تعليقات
نشر موقع “المونيتور” الأمريكي تقريرا عن العلاقة السورية المصرية, مشيراً إلى زيارتين قامت بها وفود مصرية “غير رسمية” قبل شهر تقريبا إلى سوريا, حيث في 19 يناير الماضي غادر وفد من نقابة المهندسين المصرية برئاسة نقيب المهندسين طارق النبراوي متجها إلى العاصمة السورية دمشق تلبية لدعوة من نظيره السوري غياث القطيني، وقبلها في 7 يناير أيضا كانت زيارة وفد إعلامي لحلب بعد سيطرة قوات جيش الرئيس السوري بشار الأسد عليها لتفتح الزيارتين باب التساؤلات حول محاولات التقارب بين مصر وسوريا من خلال تلك الوفود.
وأضاف الموقع الأمريكي في تقرير ترجمته وطن أنه بدأت قصة الوفد الإعلامي من تدوينة لمقدم برنامج “بتوقيت القاهرة” على فضائية “أون تي في” يوسف الحسيني على موقع التدوينات القصير “تويتر” في 7 يناير الماضي، قال فيها: “في طريقي للمطار الآن ذاهب إلى سوريا نسر الشرق، أشاهد وأنقل ما حلّ بحلب الحرة، ودمشق الدرة، وبإذن الله أعود للقاهرة بحلقة مختلفة وجريئة.
وخلال تصريحات صحفية، قال إبراهيم جاد، وهو أحد أفراد فريق عمل برنامج “بتوقيت القاهرة”: إن الوفد الإعلامي الذي غادر من مصر إلى سوريا في 7 يناير لا يضم سوى فريق إعداد أون تي في المرافق للحسيني، وإنه الفريق الإعلامي المصري الوحيد داخل الأراضي السورية بتنسيق مع السلطات المصرية في شأن سفره، وأشار إبراهيم جاد في التصريحات ذاتها إلى أن فريق عمل البرنامج التقى السفير محمد ثروت، القائم بأعمال السفير المصري في سوريا، نافيا تقارير صحفية حول مقابلة الفريق ببشار الأسد، وقال: نحن هنا في مهمة إعلامية، وسوف نذيع المادة على شاشة القناة.
وقالت مصادر في قناة “أون تي في”  إن هدف الزيارة كان رصد ما حلّ بحلب من دمار، وما يسيطر عليها من أجواء، وإن توقيت الزيارة بعد سيطرة جيش الأسد على حلب كان مصادفة، ولا يعني أي انحياز من القناة أو الحسيني لنظام الأسد، وبالفعل أذيعت حلقة يوسف الحسيني المسجلة في حلب في 24 يناير على قناة “أون تي في”، وانتقدت من قبل عدد من المواقع المعارضة للأسد مثل موقع “المدن”، إذ أن الحسيني افتتح حلقته من أمام مقبرة لضحايا الحرب في حلب قائلا: نسألكم الترحم على هؤلاء الشهداء الذين سقطوا ضحية الإرهاب والجماعات المسلحة، التي سيطرت على المدينة لفترة للأسف الشديد “.
وفي جزء آخر من الحلقة، قال: الشهداء ذهبوا ضحية الدفاع عن بلدهم وأرضهم وشرفهم وللأسف، قتلوا بيد الإرهاب والفصائل المسلحة التي سيطرت لفترة على مدينة حلب السورية قبل تحريرها، مما اعتبرته بعض المواقع المعارضة للأسد محاولة لتعميم صفات الإرهاب والتكفير على كل الفصائل المعارضة المسلحة، وتجاهلا متعمدا من الحسيني لدور النظام السوري والقصف الروسي والميليشيات الإيرانية في تدمير حلب.
وتجدر الإشارة إلى أن الحسيني لم يكن الإعلامي الوحيد، الذي غادر مصر قاصدا سوريا في 7 يناير، إذ أن الكاتب الصحفي في جريدة الأهرام القومية مصطفى السعيد دون في حسابه على موقع التّواصل الاجتماعي فيسبوك خلال اليوم نفسه: في مطار القاهرة ومنه إلى دمشق، ثم إلى شرق وغرب حلب، ثم إلى طرطوس.
وعن زيارة وفد نقابة المهندسين، أشار طارق النبراوي في بيان رسمي للنقابة في 19 يناير إلى أنه كان يحمل معه مسودة بروتوكول تعاون لعرضه علي نظيره السوري ومناقشة المهندسين السوريين في كيفية تفعيله، وأهم بنود هذا الاتفاق تتمثل في أن تكون كل نقابة مظلة حماية لأعضاء النقابة الأخرى العاملين في بلدها. وكذلك، يطرح بروتوكول التعاون تبادل الخبرات والاستفادة من خبرة أعضاء النقابتين في تنفيذ المشاريع ذات البعد التنموي القومي.
وانتقد أعضاء من الجمعية العمومية لنقابة المهندسين وآخرون من مجالس الشعب الهندسية في النقابة زيارة وفد النقابة لسوريا ولقاء رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس واعتبروا ذلك خلطا بين العمل السياسي والشأن النقابي، وطالب بعضهم بتحقيق داخلي مع المسؤولين، وقالوا: مثلما رفضنا من قبل تدخل السياسة في الشأن النقابي، ورفضنا زيارة وفد من مجلس الإخوان لغزة فالمبادئ لا تتجزأ، زيارة سوريا سياسية، لا ناقة ولا جمل لنا فيها.
وتعليقا على الانتقادات، قال النبراوي إن الزيارة كانت فنية مهنية نقابية، ولا علاقة لها بالسياسة، وعبرت عن رغبة المهندسين المصريين بالمشاركة في إعادة إعمار سوريا تلبية لحاجات الشعب السوري، وهو أمر مشرف لأي مهندس مصري من دون النظر إلى أي اعتبارات سياسية، ووقعنا بروتوكول تعاون مع سوريا كالذي وقعناه في السابق مع العراق دون أن نقابل بانتقادات.
وفي 15 نوفمبر الماضي، وافق مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون يفرض عقوبات على سوريا وأي دولة أو شركة تقدم الدعم المالي أو تقوم بأعمال تجارية مع نظام الأسد المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لذا فسر بعض المراقبين ووسائل الإعلام الزيارة التي قام بها المهندسون والإعلاميون كباب خلفي لتجنب العقوبات أثناء العمل للتوصل إلى تقارب بين القاهرة ودمشق.
========================
الصحافة البريطانية :
فايننشال تايمز: حزب الله هل يهدد إسرائيل أم المصالح التركية – السعودية؟
http://www.all4syria.info/Archive/388311
كلنا شركاء: فايننشال تايمز- ترجمة هافينغتون بوست عربي
بينما كانت القوات السورية تُضيِّق الخناق على آخر معاقل المعارضة في حلب، أعدَّ أحد قادة المعارضة نفسه للسيناريو الأسوأ: مواجهة مقاتلي حزب الله، التنظيم اللبناني المُسلَّح، الذين بدوا مُحافظين على تقدُّمهم بغض النظر عمَّا يعترض طريقهم.
وقال القائد، عمر سلخو، إنَّه في سبيل صدِّ الهجوم، زرعت قواته المنطقة الخاصة بهم بما سموه “خيط الألغام”، وهو حسَّاسٌ للغاية تجاه الضغط لدرجة أنَّ وزن طائرٍ من شأنه أن يُفجِّره.
لكن في ديسمبر/كانون الأول، أُرغِم المعارضون على الاستسلام في المدينة الواقعة شمال البلاد، وهي خسارتهم الأكبر خلال 5 سنواتٍ من الحرب ضد الرئيس بشار الأسد، وتُعَد كذلك أحد أوضح الأمثلة على مدى القوة التي أصبحت عليها قوى إقليمية مثل حزب الله، بحسب تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية.
ويقول سلخو إنَّ “حزب الله يُعَد الأقوى بين مقاتلي النظام في سوريا. فلم نأسر أي عضوٍ من حزب الله قط خلال المراحل الأخيرة من تلك المعركة. أو حتى لو فعلنا ذلك، فلم يكشفوا عن أنفسهم لأنَّهم يُدرِكون أنَّهم ذوو قيمة”.
وعندما تدفَّق مقاتلو الحزب الشيعي لأول مرةٍ إلى سوريا لقتال المعارضة ذات الغالبية السُنِّية، توقَّع الكثير من المراقبين إنهاك حزب الله وتشويه سمعته باعتباره القوة الأبرز المعادية لإسرائيل نتيجة استدراجه إلى صراعٍ طائفي.
لكن بدلاً من ذلك، يبدو حزب الله، الحليف المُقرَّب من إيران، عازماً على الخروج أكثر قوة من ذي قبل، باعتباره أحد أكبر الرابحين في الحرب السورية.
تحول لقوة غازية
يقول أحد المستشارين الأمنيين الإسرائيليين، الذي طلب عدم الكشف عن هُويته: “لقد وضعوا سياسةً في سوريا لا تحظى بشعبيةٍ، حتى بالنسبة لأنصارهم، ومضوا فيها بقوةٍ؛ فقد انطلقوا في حملاتٍ عسكرية بعيداً خارج حدودهم وكانوا ناجحين. لقد قاموا بالتحوُّل 180 درجة من قوة حرب عصاباتٍ إلى قوة غازِية”.
ويُعَد هذا تطوُّراً كانت ترقبه إسرائيل، الجارة الجنوبية للبنان، بحذر.
وألحق حزب الله ضرراً بالجيش الإسرائيلي خلال حربٍ استمرت شهراً كاملاً في عام 2006. وظل الجيش الإسرائيلي يرصد كيف استخدم حزب الله دوره في سوريا لتكديس مستودعاته بصواريخ جديدة قصيرة ومتوسطة المدى من إيران.
ويقول مُحلِّلون ودبلوماسيون من المنطقة إنَّ القتال إلى جانب النظام السوري وكذلك حلفائه الأقوياء -القوات الجوية والمستشارين العسكريين الروس، بالإضافة إلى قوات الحرس الثوري الإيراني- يعني أيضاً أنَّ مقاتلي حزب الله لديهم الآن فهم أفضل كثيراً للجيوش النظامية، ولجمع المعلومات الاستخباراتية، واستخدام القوة الجوية.
فقد 1700 مقاتل في سوريا
وقال مسؤولون بالجيش الإسرائيلي في ديسمبر، إنَّ بحثاً أجروه على حزب الله أوضح أنَّ الحزب كان يمتلك قوةً قوامها 30 ألفاً، لكنَّه فقد أكثر من 1700 مقاتل في سوريا، أي أكثر من ضعف عدد المقاتلين الذين فقدهم الحزب خلال حرب 2006 مع إسرائيل.
لكنَّ المسألة الأكثر أهمية لإسرائيل، كما يقول أحد المسؤولين بالجيش الإسرائيلي، هي الدروس التي خرج بها حزب الله من ساحات المعارك في سوريا.
وأضاف: “إنَّهم يتعلَّمون. لا أدري إلى أي مدى قد يكون ذلك مفيداً في حربٍ مع إسرائيل، لكنَّ الخبرة أمرٌ مهم”.
وأثار هو ومسؤولون آخرون القلق من أنَّ صواريخ أرض-جو، والصواريخ الساحلية مثل الصواريخ الروسية من طراز “ياخونت”، أو صواريخ أرض-أرض قد تقع في أيدي الحزب.
ويقول حزب الله إنه ليست لديه نيةٌ في بدء حربٍ مع إسرائيل، وإنَّه سيتحرك فقط دفاعاً عن نفسه.
وحتى منتقدي حزب الله يرون أنَّ القيام بهجومٍ على إسرائيل أمرٌ غير مُرجَّح على المدى القصير؛ نتيجة تغيُّر الديناميات الإقليمية.
فقد أوجد حزب الله، وإيران، وباقي الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران محوراً إقليمياً ذا نفوذٍ آخذٍ في التزايد بأرجاء الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب السورية في 2011.
وقد يؤدي بدء صراعٍ جديدٍ مع إسرائيل إلى عرقلة تلك الأهداف الاستراتيجية. ويقول مُحلِّلون إنَّ ذلك ربما يُفسِّر سبب عدم رد حزب الله على غارات إسرائيل المتواصلة ضد قوافل أسلحته المُشتَبَه فيها ومواقعه العسكرية داخل سوريا.
ويقول وائل الزيات، وهو مستشارٌ سابق لسامانثا باور حينما كانت تتولَّى منصب المندوب الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة، إنَّ الحسابات قد تتغيَّر إذا ما زاد الرئيس دونالد ترامب الضغط على إيران.
وقد فرضت إدارة ترامب بالفعل عقوباتٍ جديدة على كياناتٍ وشخصياتٍ إيرانية، وحذَّرت من أنَّها تُوجِّه “تحذيراً رسمياً” لطهران.
وقال الزيات: “إذا ما أصبح هذا الوضع مُتوتِّراً للغاية، فقد ترى إيران أو حزب الله يتحرَّكون إلى هناك (إسرائيل) كنوعٍ من تشتيت الانتباه… لتذكير الإدارة بأنَّهم قادرون على الثأر من الإسرائيليين”.
الضغط على دول المنطقة
وقد يمتد التهديد الذي يُشكِّله حزب الله على مصالح الولايات المتحدة إلى ما هو أبعد من إسرائيل. فقد أوجدت الروابط المتنامية بين حزب الله والتنظيمات شبه العسكرية المدعومة من إيران في العراق، والمعروفة باسم “قوات الحشد الشعبي”، بصورةٍ عملية، قوةً مُتنقِّلة قد تسعى إلى مواصلة السيطرة على مقاليد القوة في المنطقة. ويمكن أن يكون لذلك تداعيات على الدول السُنِّية وحلفاء الولايات المتحدة، كالمملكة العربية السعودية، التي تسعى إلى الحد من نفوذ إيران.
ويقول الزيات: “هل سيواصل حزب الله العمل خارج لبنان جنباً إلى جنبٍ مع القوات الموالية لإيران التي قد تُستَخدَم للصغط على حكوماتٍ أخرى في المنطقة، سواء كانت تلك الحكومة هي تركيا، أو السعودية، أو الأردن؟ لأنَّ ذلك هو ما أتوقع أنَّنا مُتَّجهون صوبه: أن تواصل قوات الحشد الشعبي، وحزب الله، والنظام السوري محاولة العمل مع الحرس الثوري الإيراني للحفاظ على نفوذهم، على طول الطريق من الحدود الإيرانية الفعلية إلى لبنان”.
وعلى الرغم من توسُّع نطاق تمدُّده، يقول مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إنَّهم لم يروا سوى بعض نقاط الضعف القليلة في دفاعات حزب الله قرب الحدود اللبنانية-الإسرائيلية.
فقال المسؤول بالجيش الإسرائيلي، خلال المؤتمر الصحفي الذي جرى في ديسمبر، إنَّه “على الرغم من إنهاكهم في القتال بسوريا، فإنَّهم يُعزِّزون القوة باستمرارٍ ضد إسرائيل طوال الوقت. لا نراهم يتوقَّفون يوماً واحداً. وستُستخدم الأسلحة القادمة من سوريا إلى لبنان ضد إسرائيل”.
ويقول مسؤولٌ من المنطقة، طلب أن يُعرَّف فقط كعضوٍ في محور المقاومة، وهو المُصطَلح الذي يستخدمه المسؤولون الإيرانيون، والسوريون، ومسؤولو حزب الله لوصف أنفسهم وتصدِّيهم لإسرائيل، إنَّ الحزب المُسلَّح سيكون قوةً مختلفةً إذا ما واجه حرباً مع إسرائيل مرةً أخرى.
وأضاف: “إنهم يُدركون أنَّ حزب الله يمتلك قدراتٍ أفضل كثيراً من ذي قبل، وسيجعلهم ذلك يُفكِّرون مائة مرة قبل إشعال حربٍ. إنَّ حدودنا (اللبنانية-الإسرائيلية) مُستقرة، رغم أنَّ بلدينا صورياً لا تزالان في حالة حرب، وكلانا يرى الآخر”.
========================
الصحافة التركية :
صحيفة حرييت :هل كانت زيارة رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية مطمئة لأنقرة؟
http://www.turkpress.co/node/31029
عبد القار سلفي –صحيفة حرييت- ترجمة وتحرير ترك برس
المكالمة الهاتفية التي أجراها أردوغان مع ترمب، وزيارة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى تركيا كانت من أهم التطورات في الآونة الأخيرة.
وبعد أن قيّم أردوغان التطورات الإقليمية، أوضح له ترمب بأنّه يحاول أن يحيط إحاطة كاملة بالقضايا، وأنه يعمل اللازم في هذا الخصوص، معلنا عن نيّته في إرسال رئيس وكالة الاستخبارات المركزية إلى تركيا ليستمع إلى القضايا عن كثب، وبناء على هذا رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بومبيو خلال 24 كان قد وصل إلى أنقرة
إن تقارب ترمب من تركيا، واستراتيجية مكافحة داعش، والتطورات السياسية في المنطقة ستكون من بين أكثر القضايا التي ستهم تركيا عن كثب خلال المرحلة القادمة.
وكان ترمب قد وجد الخطة التي وضعت من قبل أوباما لمحاربة داعش غير كافية، وأعطى التعليمات اللازمة لتجهيز خطة جديدة في هذا الصدد.
لا يجد ترمب سياسة أوباما التي اتبعها في مكافحة داعش، بالإضافة إلى سياساته في الشرق الأوسط ناقصة فحسب، وإنما يجدها خاطئة أيضا. ويقال: إنه أعلن عن ذلك بشكل واضح خلال مكالمته التي أجراها مع الرئيس أردوغان.
الرئيس السابق أوباما فضّل التعامل مع إيران وحزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية، على التعامل مع حلفاء أمريكا "السعودية وتركيا وإسرائيل"، وبومبيو أشعرَ بهذا الأمر خلال مجيئه إلى تركيا
مهمة بومبيو مختلفة
يبدو أن رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الجديد بومبيو سيتولى مهمة مختلفة. إذ بدء بومبيو بلقاءاته في أنقرة مع الرئيس أردوغان، الأمر الذي ترك انطباعا بأن مهمة بومبيو لن تكون استخباراتية فحسب، وإنما سيكون –بومبيو- مسؤولا عن قضايا ومهام استراتيجية وسياسية أيضا، وذلك على غرار رئيس الاستخبارات الإسرائيلية "يوسي كوهين" ورئيس الاستخبارات التركية "هاكان فيدان" اللذين يتوليان مهام استراتيجية إلى جانب المهمة الأساسية في الاستخبارات.
في يومنا هذا باتت القضايا الدبلوماسية الحاسمة قضية استخبارتية أيضا، بومبيو تعرّف على أنقرة مؤخرا، وأنقرة بدأت بالتعرّف عليه شيئل فشيئا،  ولذلك أود أن أنقل انطباع أنقرة وتقييماتها حول بومبيو وزيارته.
1- إن إدارة ترمب ستطور استراتيجية جديدة، ومجيء بومبيو إلى أنقرة كان من أجل الحصول على معلومات أكثر عن التوازنات، والاتفاقيات وموقف تركيا من قضايا متعددة.
سيتوجه بومبيو في إطار جولته إلى السعودية والبحرين، والقيام بهذه الجولات قبيل تحديد الاستراتيجية الجديدة تعد خطوة صحية تماما.
2- يقال إن اللقاءات بين رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية ورئيس الاستخبارات التركية لم تجر على شكل مفاوضات، إنما فقط تم التعبير عن الأمور التي تثير قلق تركيا، ويقال إن بومبيو دوّن ما قيل له، ويقال أيضا إنّه طرح للجانب التركي أسئلة صعبة للغاية. وهذا الأمر يشير إلى أنّه جاء إلى أنقرة وهو على أتم الاستعداد. كما أن تركيا نقلت له امتعاضها فيما يخص المشاكل مع إدارة أوباما، وكذلك علاقة أمريكا بحزب الاتحاد الديمقراطي.
3- ولم يتم نقل مخاوف تركيا فحسب، وإنما تم تناول سياسة أمريكا مع ملف سوريا، وسياستها مع حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات الحماية الشعبية، ومكافحة داعش، والأخطاء التي ارتكبتها الإدارة السابقة في هذه القضايا.
ما هو الانطباع الذي تركه بومبيو لدى أنقرة؟
ترك بومبيو الذي أمضى حوالي 48 ساعة في أنقرة انطباعا إيجابيا، ويقال إن اللقاءات كانت بناءة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة بأن الأمر سيولّد نتائج إيجابية أيضا، ذلك لأن زيارة بومبيو هي بمثابة التماس الاول مع أنقرة.
ترى أنقرة أن السياسات الجديدة التي ستتبعها إدارة ترمب ستكون واضحة وستحدد حتى  نهاية نيسان / أبريل وبداية أيار / مايو.
أنقرة سعيدة لبدئها بداية موفقة مع إدارة ترمب الجديدة، ولكنها في الوقت نفسه تتصرف بحذر كبير.
========================
ديلي صباح :لاجئة سورية تعلم اللغة العربية لنساء مدينة كلس
http://www.all4syria.info/Archive/388241
كلنا شركاء: ديلي صباح :  ترجمة ترك برس
تعمل لاجئة سورية على كسر حاجز اللغة بين السوريين وسكان ولاية كِلّس جنوب تركيا من خلال إعطاء دروس لغة عربية. غفران دودان التي جاءت إلى تركيا بعد فقدانها لوالديها في سوريا، سرعان ما تعلمت اللغة التركية والآن هي تعطي دروسًا لنساء كلس.
فقدت غفران والدها في الحرب الأهلية في سوريا، ثم عاشت مع والدتها في سوريا، وجاءت إلى كلس منذ خمس شهور، بعد وفاة والدتها في الحرب.
هذه المرأة البالغة من العمل 37 عامًا كانت تعطي دروسًا للنساء الأميات في مركز تأهيل في حلب، ووجدت فرصة لتكمل مهنتها المفضلة من خلال البرامج الاجتماعية التي تنظمها بلدية كلس.
التحدث باللغة التركية كان أمرًا مهمَا كي تصبح معلمةً للغة العربية في كلس، وقد تمكنت غفران من تعلم اللغة بسرعة عبر دورة في مركز روح زاده قوناي (Ruhizade Konağı) المهني لتأهيل النساء.
قالت غفران لمراسل الأناضول إنها واجهت بعض الصعوبات في بداية مجيئها لكلس لعدم معرفتها اللغة، ورأت أن اللغة هي الحاجز بين سكان كلس والمقيمين السوريين في المدينة.
وتابعت قائلة: “كلس استقبلتنا كإخوة وتستمر باستضافتنا منذ 6 سنوات، ولكن اختلافات اللغة أدت إلى مشاكل متعددة في الحياة اليومية. نساء مدينة كلس كن متحمسات جدًا لتعلم اللغة العربية”.
وقد كانت هناك استجابة حماسية لدروس غفران، مع توق السكان المحليين لتعلم اللغة العربية، من أجل سد ثغرات اللغة بين الأتراك والسوريين في المدينة.
وأضافت: “أنا أسعى للدمج بيننا، ولكل إنسان الحق في التعلم”، وهي تأمل حقًا بنهاية المطاف في أن تساعد النساء الأميات في التعلم برغم مساعيهم وجهودهم.
========================