الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 15/2/2017

سوريا في الصحافة العالمية 15/2/2017

16.02.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة الفرنسية : الصحافة البريطانية : الصحافة التركية : الصحافة الروسية والعبرية :  
الصحافة الامريكية :
فورين أفيرز: هكذا أحب السيسي بشار الأسد
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1364888-فورين-أفيرز--مصر-تحدد-انحيازها--السيسي-يحب-بشار-الأسد
عنوان مقال بمجلة فورين أفيرز الأمريكية للكاتب أورين كيسلر تحدث فيه عن موقف النظام المصري تجاه الأزمة السورية.
وفي أول فبراير، غادرت طائرة نقل عسكرية قاعدة جوية روسية في اللاذقية، لتهبط في مطار قرب الحدود المصرية مع ليبيا، ثم عادت إلى سوريا.
 وكانت تقارير غير مؤكدة قد تواترت لعدة شهور تفيد أن القاهرة  أرسلت قوات لمساعدة النظام السوري في الحرب الأهلية في البلاد. وللوهلة الأولى، بدا للمراقبين أن هذه الرحلة تؤكد تلك الشكوك.
غير أن هذا  يبدو الآن مستبعدا، حيث كانت روسيا الوجهة النهائية للطائرة، ويقال انها جلبت المقاتلين الجرحى ـ الموالين لرجل ليبيا القوي خليفة حفتر صديق الكرملين لتلقي العلاج.
 ولكن حقيقة أن القاهرة تنسق مع تحالف دمشق ـ موسكو في مثل هذه العملية يكشف، في رأي أورين كيسلر  ـأحد أهم أسرار الشرق الأوسط: القاهرة تدعم النظام السوري!
 وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أقر بالأمر في حديث للتليفزيون البرتغالي في نوفمبر، عندما قال إن الأولوية بالنسبة لمصر "دعم الجيوش الوطنية، مثل ليبيا، والأمر نفسه في سورياوالعراق." وعندماسأله المذيع عما إذا كان يقصد النظام السوري، أجاب  "نعم"،بوضوح.
    ولعل هذه المرة الأولى التي تعترف فيها مصر ـ حليف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ـ ​​بأنها تقف إلى جانب النظام السوري، الذي لا يتحالف فحسب مع إيران وروسيا، خصمي الولايات المتحدة، ولكنه مكروه أيضا في معظم أنحاء العالم العربي بسبب هجمات الأرض المحروقة التي يشنها، وأزمة اللاجئين التي ولدتها الحرب الأهلية.
ويعتبر السيسي الآن القائد العربي الوحيد الذي أعلن تأييده ـ جهرا ـ لدمشق، التي تم تعليق عضويتها في الجامعة العربية، منذ أواخر عام 2011 وتهاجمها باستمرار الجزيرة، شبكة التلفزيون الأكثر مشاهدة في العالم العربي.      وبطبيعة الحال، كانت تلميحات السيسي المتعاطفة مع نظيره السوري ملحوظة لسنوات. ففي يوليو 2013، بعد أسابيع فقط من الإطاحة بحكم الإخوان على يد الجيش المصري بقيادة السيسي، اتفقت مصر وسوريا على إحياء العلاقات الدبلوماسية، بينهما (كان نظام الإخوان قطع العلاقات احتجاجا على قمع نظامها للمعارضة.) ومنذ ذلك الحين، اتبعت مصر نهج الانتظار والترقب، لمعرفة من سيخرج منتصرا في سوريا، قبل إعلان تأييد أو معارضة أي من الجانبين.
وعلى سبيل المثال، عندما بدا الأسد في موقف دفاعي، وسط تقدم داعش في صيف ع 2015، أبلغ السيسي زائريه الدبلوماسيين أن عليهم بدء الاستعدادات لسقوطه.
    وبعد وقت قصير، تحول الأمر لصالح النظام إثر تدخل روسيا في سبتمبر 2015 ، وبدت حكومة الأسد في صورة المنتصر المحتمل، أكثر من أي وقت مضى منذ عام 2011. وبحلول أواخر العام الماضي، تبين السيسي أن سوريا  أفضل حالا مع الأسد عنها من دونه.
      وفي أكتوبر عام 2016، وقفت مصر ، أحد الأعضاء غير الدائمين بمجلس الأمن الدولي ، إلى جانب  موسكو في معارضة مشروع قرار برعاية فرنسا، يدعو لوقف فوري للضربات الجوية التي يشنها النظام السوري على حلب، وشنت روسيا حملة عقابية ضد المدينة.
 وفي اليوم نفسه، انضمت مصر إلى روسيا (والصين وفنزويلا) في دعم مشروع القرار المعدل الذي لم يشمل أي إشارة إلى المدينة. وفي الشهر نفسه، ذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن دمشق استضافت اجتماعات ثنائية مع مسئولين مصريين رفيعي المستوى، منهم رئيس المخابرات، وقال متحدث باسم الجيش السوري أن محادثات حول عمليات مشتركة عسكرية، في "مرحلة متقدمة".
     وأثار ميل القاهرة لتأييد الأسد، غضب حليفتها الأهم في العالم العربي والداعم المالي الرئيسي، المملكة العربية السعودية، التي ضخت أكثر من 25 مليار دولار ـ منذ الإطاحة بمرسي ـ في اقتصاد مصر المتداعي. ففي أكتوبر، وصفت الرياض تحرك القاهرة الموالي للكرملين في الأمم المتحدة بأنه "مؤلم"، وكتب الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي على تويتر، ينبه إلى أن مصر باعتبارها العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، عليها أن تعمل وفقا لإجماع الرأي العام العربي. وفي الشهر التالي، أعلنت شركة أرامكو السعودية العملاقة أنها ستعلق امدادات النفط الى مصر حتى إشعار اخر.
     ويتساءل كيسلر عن السبب الذي يدفع القاهرة إلى التقارب مع الأسد في مجازفة قد تضر بمكانتها الإقليمية، و تزعج الداعم المالي لها، بينما يعاني اقتصادها  أزمة عميقة. وفي تفسيره لذلك يرى أولا: أن تصور القاهرة للخطر يختلف عن تصور حلفائها العرب. فعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية تعتبر إيران ـ الراعية للأسد ـ تمثل التهديد الأبرز لأمنها ومصالحها، ترى مصر أن الخطر عليها يتمثل في الاسلاميين السنة مثل جماعة الإخوان المسلمين وداعش.
  والمعروف أن الإخوان ظلوا الخصم الرئيسي للجيش المصري، على مدى عقود. كما أن السيسي نفسه وصل إلى السلطة في عام 2013 عن طريق إطاحة نظام الإخوان، وبمجرد توليه الحكم، زج بعشرات الآلاف من أعضاء الجماعة في السجون.
ومنذ ذلك الحين، قتلت إحدى الجماعات التابعة لداعش مئات من الجنود المصريين في شبه جزيرة سيناء، الأمر الذي لا يبدو له نهاية قريبا.
   ويوضح كيسلر أن السيسي عندما ينظر إلى الصراع السوري، يتذكر ضعف الحكم في بلده. ففي سوريا، كما هو الحال في مصر ـ يسيطر نظام الأسد على حكم سوريا منذ أربعة عقود، ويحكم ضباط الجيش مصر منذ سبعة عقود تقريبا ـ يحرض النظام على معارضيه ويصفهم بالمتطرفين.
وعلى الرغم من صعوبة فك تشابكات الانتماءات للعديد من أحزاب المعارضة في سوريا، فإن جماعة منها على الأقل "المجلس الوطني السوري في اسطنبول" وفق معظم الحسابات، تسيطر عليه جماعة الإخوان. أما بالنسبة لداعش، فقد ميزت نفسها كواحدة من أكثر القوات المقاتلة ضد الأسد تشددا وفعالية.
   وثانيا، تتفق القاهرة و دمشق على كراهية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المتجذر في الإسلام السياسي. ومنذ 2013، يعادي أردوغان نظام السيسي، ويستضيف قادة الإخوان، كما يشجع المحطات التلفزيونية الناطقة باللغة العربية التي تهاجم الزعيم المصري، وتشكك في شرعيته. بل أن الرئيس التركي يبدي ولعا بعلامة رابعة التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين. وتعتبر أنقرة بالمثل الخصم الدولي الأبرز (إلى جانب السعوديين) لنظام الأسد، وتوفر الدعم اللوجستي للجماعات المعارضة المتنوعة، وتسمح لهم ـ وكذلك لداعش ـ باجتياز الحدود مع سوريا من دون عوائق تذكر.
  وأخيرا، يعتبر تقارب مصر مع الأسد نتيجة لتحسن العلاقات مع روسيا. فقد أدت علاقات القاهرة المتوترة مع إدارة باراك أوباما إلى تحول كل شيء إلى الكرملين: من طائرات الهليكوبتر إلى التدريبات العسكرية المشتركة إلى الطاقة النووية. والآن، تحرص القاهرة على اقامة علاقات مع الرئيس دونالد ترامب، الذي دعا باستمرار إلى تعاون أوثق مع موسكو ضد المتطرفين في سوريا وعارض التحركات التي كانت تهدف لإسقاط نظام الأسد.
     ويستنتج الكاتب من محادثاته الخاصة مع المصريين خلال زيارة للقاهرة مؤخرا، أن العديد منهم يدعم ضمنيا أو صراحة مبادرات السيسي تجاه الأسد.
 صحيح، كان هناك وقت، في المراحل الأولى من الانتفاضة السورية، بدا فيه الأسد بسبيله  للمضي في طريق حسني مبارك، الذي أجبر على الاستقالة بعد 18 يوما من الاحتجاجات الشعبية، وفي ذلك الوقت، كان من المرجح ان ترحب كتلة مؤثرة من المصريين بإسقاط الأسد كجزء من موجة ثورات الربيع العربي.
ولكن في الشرق الأوسط عام 2017 يختلف بشكل كبير عما كان عليه قبل ست سنوات. فقد أدت إطاحة مبارك إلى تجربة سيئة للحياة في ظل الإخوان، وما تلاها من الصراع الدموي على السلطة بين الجماعات الإسلامية والجيش.
ولم يسفر انتفاض السوريين، مثل الليبيين واليمنيين، ضد الطغاة سوى عن الفوضى والمذابح. وتعاني الثورة في مصر من الإجهاد، إلى جانب إجماع متردد لصالح الاستقرار، حتى على حساب الحريات الديمقراطية.
    غير أن العام المقبل يعد بأن يكون حافلا بالمفاجآت، على الأقل في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتعرض شراكات طويلة الأمد إلى التعثر، بينما تتشكل بالتوازي معها.
========================
نيويورك تايمز :أدلة تثبت تورُّط روسيا في قتل المدنيين بسوريا
http://www.alarab.qa/story/1096450/أدلة-تثبت-تورط-روسيا-في-قتل-المدنيين-بسوريا#section_75
ياسر ادريس
الثلاثاء، 14 فبراير 2017 05:59 ص
أدلة تثبت تورُّط روسيا في قتل المدنيين بسورياأدلة تثبت تورُّط روسيا في قتل المدنيين بسوريا
سلطت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية الضوء على تقرير يؤكد بالأدلة أن غارات روسية الجوية تسببت بمقتل مدنيين في سوريا، رغم نفي المسؤولين العسكريين الروس الذين قالوا: إن روايات شهود العيان بتعرض مستشفى كبير للقصف العام الماضي في معركة استعادة حلب هي مجرد افتراءات.
وقالت الصحيفة إن التحليل الجديد يعتمد على صور الأقمار الصناعية، وكاميرات أمنية، ووسائل الإعلام الاجتماعية، وحتى لقطات من شبكة التلفزيون الروسية المدعومة من الكرملين، تفند مزاعم موسكو بأن غاراتها الجوية التي نُفِّذت نيابة عن الجيش السوري اتسمت بضبط النفس والحكمة.
وبيَّن التحليل أن المستشفى تعرَّض للقصف عدة مرات خلافاً لمزاعم أحد الجنرالات الروس، وأشار إلى أن الطائرة الروسية استخدمت القنابل الحارقة والعنقودية، على الرغم من نفي الكرملين، وخلص إلى أن القوات السورية استخدمت غاز الكلور على نطاق أوسع بكثير مما هو شائع.
وطُرح هذا التحليل في تقرير بعنوان «تحطيم حلب» من قبل المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث السياسة العامة ومقره واشنطن. ويأتي في وقت أبدى فيه الرئيس الأميركي دونالد ترمب اهتماماً بإقامة علاقات أفضل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي يمكن أن تشمل العمل بشكل وثيق مع الجيش الروسي في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن إليوت هيجنز، وهو زميل بارز في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي بالمجلس الأطلسي قوله: «طوال معركة حلب، كانت هناك مزاعم متعددة، يقابلها نفي، حول انتهاكات حقوق الإنسان. أصبحنا قادرين الآن على تقديم ثروة من الأدلة تؤكد استهداف منشآت مدنية، وبالتحديد المستشفيات، وهو ما نفته وزارة الدفاع الروسية». وأضاف «أصبحنا قادرين على تأكيد استخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة العشوائية في المناطق المدنية».
ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن القوات السورية، مدعومة من مقاتلي حزب الله وفيلق القدس الإيراني والقوة الجوية الروسية، استولت على حلب في أواخر ديسمبر الماضي، الأمر الذي منح حكومة الأسد سيطرة على كل المدن الكبرى في سوريا وتعزيز يد موسكو في المناقشات حول مستقبل البلاد.
واستدركت: لكن في حين يعترف تقرير المجلس الأطلسي بأن فوز الأسد في حلب عزز قبضته على السلطة، على الأقل حتى الآن، فإنه يرى أن الاستراتيجية القاسية المستخدمة من قبل الحكومتين السورية والروسية من شأنها أن تجعل الأسد «شريكاً فقيراً إن لم يكن ضاراً» في الجهود لهزيمة «تنظيم الدولة» وغيره من الجماعات المتطرفة.
وقالت الصحيفة إنه طالما دعا خبراء في المجلس الأطلسي الولايات المتحدة إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في سوريا ودعم المعارضة المعتدلة. ويقدم الخبراء أدلة دامغة، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية من «ديجيتال جلوب»، وهي شركة الأقمار الصناعية التجارية، وروايات جديدة من النشطاء السوريين على الأرض وصوراً فوتوجرافية نشرتها وزارة الدفاع الروسية.;
========================
«فورين بوليسي»: الجيش الأمريكي استخدم أسلحة دمار شامل في سوريا
http://www.elyomnew.com/news/worldwide/2017/02/14/63522
أكدت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن الجيش الأمريكي، على الرغم من تعهده بعدم استخدام أسلحة اليورانيوم المنضب في المعارك في العراق وسوريا، أطلق آلاف القنابل التي تحتوي على هذه المادة خلال غارت على شاحنات النفط في سوريا كانت يسيطر عليها تنظيم داعش في أواخر عام 2015.
وذكرت مجلة فورين بوليسي، التي أجرت تحقيقًا حول استخدام هذه الأسلحة، أن الجيش الأمريكي استخدم هذه الأسلحة الخطيرة خلال هجمات جوية لأول مرة منذ غزو العراق عام 2003.
المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الميجر جوش جاك، أكد أن الجيش الأمريكي أطلق 5265 طلقة من عيار 30 ملم الخارقة للدروع والتي تحتوي على اليورانيوم المنضب في 16 نوفمبر و22 نوفمبر 2015 بسوريا.
وأكد الجنرال العسكري أن الغارة دمرت حوالي 250 سيارة محملة بالنفط لتنظيم داعش في الصحراء الشرقية بسوريا. وكانت وزارة الدفاع الأمريكية وطائرات التحالف ضد داعش أكدت مرارا أنها لم ولن تستخدم ذخائر اليورانيوم المنضب في العراق أو سوريا.
========================
ذا نيشن: هل ارتكبت الجماعات الكردية السورية جرائم حرب؟
http://www.all4syria.info/Archive/388089
  كلنا شركاء: The Nation- ترجمة محمد غيث قعدوني
هذا التقرير الخاص، تواطُؤ الميليشيات الكردية مع نظام الأسد كما يُفنّدُ مزاعمهم بأنهم يسعون لإقامة مجتمع ديمقراطيّ ومنفتِح
أقجة قلعة- تركيا.
ارتكبت الميليشيات الكردية التي تشكّل العمود الفقري للقوات البرية المدعومة بالحملة الجوية الأمريكية ضد تنظيم الدولة الإسلامية؛ انتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمالي سوريا، ممّا تسبب بتهجير عشرات الآلاف من السكان العرب وحتى الأكراد من المنطقة وبأعداد ضخمة.
وأظهَرَت ستة أشهر من الاستقصاء، أنّ هذه المليشيات التي تقول التقارير بأنّها عمدت وتحت التأثير القوي لإيران ونظام الأسد، ومنذ العام 2013 إلى طرد السكان العرب من بيوتهم تحت تهديد السلاح ثم أحرقت قراهم ونسفتها ودمرتها. وكان لصحيفتنا لقاءاتٌ مع أكثر من 80 لاجئاً سورياً من العرب والأكراد من تلك المنطقة، بالإضافة إلى مسؤولين في الميليشيات وأعضاء سابقين فيها، ناهيك عن مسؤولين سابقين في الحكومة السورية ونشطاء سياسيين ومسؤولين من كردستان العراق
تصاعدت وتيرة تهجير السكان وطردهم بشكل كبير بعد أن شرعت الولايات المتحدة بتنفيذ ضربات مشتركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا منتصف العام 2015، تزامناً مع تهديدات وجَّهَتها المليشيات الكردية للعرب بأنهم سيكونون أهدافاً للغارات الجوية ما لم يغادروا قراهم. وفي الوقت الذي تراجعت فيه وتيرة التهجير خلال العام الماضي، إلا أنّها بقيت مستمرة مع مهاجمة هذه المليشيات لخصومها السياسيين وسَجنِهم وتَعذيبهم أو حتى طردهم.
وبحسب مسؤولين في كردستان العراق، فقد لجأ حوالي 300 ألف كردي سوري إلى الإقليم المجاور هرباً من المنطقة، ويقول مراقبون لحقوق الإنسان في تركيا إنَّ ما لا يقلّ عن 200 ألف آخرين من الأكراد قصدوا تركيا بدلاً من الخضوع لسياسة التجنيد الإجباريّ والقمع السياسي التي تمارسها جماعةٌ تُصِرُّ على حكم الحزب الواحد للدولة. ويقول مسؤولون في الإقليم الكردي إنّه إذا ما فتحت المليشيات الكردية السورية الحدود، فإنّ نصف السكان الأكراد على الأقل، والذين يعيشون في مناطق سيطرتها، سيعبرون إلى الجانب الآخر.
تُشكِّل هذه المليشيات، والتي تطلق على نفسها اسم وحدات حماية الشعب أو (وحدات الدفاع الشعبي) وتعُرف اختصاراً بـ ((YPG الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني أو البي كي كي، الذي يخوضُ حرب عصابات طويلة ومتقطعة ضدّ أنقرة منذ العام 1984، وهي الحرب التي اشتعلت مجدداً منتصف العام 2015 ولا تزال حتى يومنا هذا.
لطالما أصّرَّت إدارة الرئيس أوباما على أنَّ حزب العمال الكردستاني المُدرج من قِبل واشنطن ضمن لائحة المنظمات الإرهابية، لا علاقة له بوحدات حماية الشعب، وكان من شأن هذا الموقف الأمريكي أن يسمح لواشنطن التحايل على القوانين التي تحظر التعامل مع مجموعاتٍ من هذا القبيل. إلاّ أنَّ العديد من شهود العيان الذين أجرينا معهم لقاءات لصالح هذا التقرير، اعتبروا أنَّ الموقف الأمريكي هو محض خيال.
خلال لقائنا معه خارج سوريا، وجّهنا إلى موهار، وهو أحد المنشقّين عن حزب العمال الكردستاني، السؤال التالي: هل من الصحيح أنّه ليس ثمّة صلة بين حزب العمال الكردستاني وبين وحدات حماية الشعب؟ فأجاب متسائلاً عن الفرق بين الجماعتين!.
لقد أجمَع المنشقّون الأربعة على أنَّ السياسة الخاصة بالمنطقة السورية التي يسميها الأكراد روج آفا أو غرب كردستان، إنّما تصدر عن مقرات حزب العمال الكردستاني في قنديل العراقية.
بيدَ أنَّ وحدات الحماية الكردية تصرًّ على إنكار ارتكابها لأيّة تجاوزات أو أخطاء، وكما قال سيهانوك ديبو، المتحدث والمستشار السابق لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، الجناح السياسي لوحدات حماية الشعب، إنَّ عمليات التهجير لم ولن تحدث مستقبلاً أبداً، كما أردف سيهانوك قائلاً إنّ التحالف بين الوحدات الكردية YPG والتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية إنما هو سبب آخر يمنع ارتكاب انتهاكات كهذه.
إنَّ موضوع وحدات حماية الشعب ليس مجرد حكاية عن حزب العمال الكردستاني تحت مُسمى مختلف، إذ يتضمن لاعبين رئيسين آخرين تفِّضل الإدارة الأمريكية عدم الحديث عنهم، وعلى رأسهم الحرس الثوري الإيراني ونظام الرئيس السوري بشار الأسد. إنها حكاية عن سلطة حاكمة اعتقلت وعذّبت وطردت زعماء سياسيين مناهضين لها، ناهيك عن قمعها للإعلام المستقل وإطلاقها تهديدات بالقتل بحقّ الصحفيين وتجنيد المقاتلين تحت تهديد السلاح، فضلاً عن اتّباعها لسياسة ممنهجة لعمليات تهجير واسعة النطاق ومحاولتها “كردنة” القرى والبلدات العربية. كما أنّ هذه الحكاية تخصّ منطقة على خلاف كبير مع اثنتين من جاراتها، هما تركيا وكردستان العراق، اللّتين منعتا قيام روج آفا. وسنناقش في الجزء الثاني من هذه السلسة، الانتهاكات المرتكبة بحق جميع الصحفيين الأجانب تقريباً
أمّا المسؤولون في روج آفا، فقد جهّزوا ردودهم مسبقاً على أسئلتنا بشأن الاتهامات الموجّهة ضدهم، ولم تكن أجوبتهم على قدرٍ من الدّقة. فقد أخبَرَنا ديبو أنّه ما من سببٍ واحد يدعو للشكّ في أنَّ وحدات حماية الشعب دمرت منازل العرب وأضاف: ” أحيانا، تقع القرى في مرمى تبادل النيران أثناء المعارك بين الوحدات وتنظيم الدولة، فكيف يمكن تحرير منطقة من قبضة هذا التنظيم من دون إلحاق أضرار بمنازل المدنيين فيها؟!”
ومع ذلك، وبتوالي القضايا التي تفحصها الصحيفة، فقد تبيّنَ أنّ تهجير السكان من قراهم وتدميرها قد وقع بعد أن انتزعتها الوحدات الكردية من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية من دون إطلاق ولو رصاصة واحدة.
ولم يُكَلِف حزب الاتحاد الديمقراطي PYD نفسه عَناء فتح تحقيق داخلي بالأمر، على الرغم من التوثيق الشامل لعمليات التهجير من جانب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي مجموعة مراقبة مُعارِضة لها مكانتها، ولدى سؤالنا له عن قائمة SNHR  التي اشتملت على 26 قرية مدمّرة كُلياً و40 مُدَمرة جُزئياً و48 جرى إفراغها من جميع سكانها في محافظة الحسكة وحدها، قال ديبو إنّ الحزب ليس مفوّضاً بالتحقيق في هذه الانتهاكات، كما أضاف:” أُكرر مجدداً أنّ أموراً كهذه لم تحدث إطلاقاً”.
وناورت الإدارة الأمريكية أيضاً في مسألة خرق القوانين، إذ أنه حتى بعد صدور تقارير كُبرى عن منظمة العفو الدولية والشبكة السورية لحقوق الإنسان  في أواخر خريف العام 2015، لم تخّصص وزارة الخارجية في تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان  في مطلع العام الماضي سوى سطر واحد للحديث عن عمليات التهجير هذه.
وإذا ما أردنا تصديق كلام ديبو، فإن الولايات المتحدة لم تناقش حتى هذه المسألة مع حزب الاتحاد الديمقراطي، إذ أنَّ الرجل قال لنا:” لم نناقش حتى الآن قضايا كهذه، ولم نسمع شيئاً عن هذه الانتهاكات”.
وأحجمت وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيّتان عن الإجابة على أسئلة معينة أو توفير أي مسؤول لمناقشة تحقيق الصحيفة الذي كتبه صندوق الصحافة الاستقصائية. ولم تُعَقِب وزارة الخارجية لدى سؤالنا لها حول توضيح الفرق بين وحدات حماية الشعب الكردية وحزب العمال الكردستاني.
وقال الكولونيل جون توماس، وهو المتحدث باسم القيادة الأمريكية الوسطى إنّه لا يملك أي معلومات خاصة حول عمليات التهجير التي يشنّها حزب الاتحاد الديمقراطي، وأضاف:” هناك الكثير من التقارير والإشاعات، ومن المستحيل لي التحدث عن أي مزاعم بعينها، ونحن لا نتغاضى عن، أو نعمل مع أي طرف ينتهك حقوق الإنسان وقوانين الحروب”.
أما المسؤولون في واشنطن ممّن لديهم خلفية عن الأمر فقالوا إنهم يواكبون أعمال وتصرفات الوحدات الكردية وطلبوا منها الكفّ عن أي عمليات تهجير مستقبلية. و في حديث خاص له، علّق مسؤول رفيع في إدارة الرئيس أوباما واصفاً المناطق التي تسيطر عليها هذه الوحدات بأنها دولٌ شمولية صغيرة.
وقد يكون أحد أسباب صمت واشنطن هو شعورها بالحرج تجاه الصداقة التي تتمسك بها مع الوحدات الكردية.
وقال إبراهيم حسين، وهو كردي كان يعمل قاضياً محلياً مع نظام الأسد وبقي في منصبه في الحسكة حتى تموز من العام 2014، إن القوة المهيمنة التي تدير شؤون الوحدات الكردية هي المخابرات الإيرانية. وأيّدَ حسين، أحد السوريين العرب الذي كان يشغل منصباً رفيعاً في المخابرات شمالي سوريا، بينما قال محمد الناصر المنشق عن النظام في دمشق منتصف عام 2012 إنّ إيران هي المصدر الرئيسي لتمويل حزب العمال الكردستاني.
ويقول العرب والأكراد على حدٍ سواء إن عمليات التهجير إنما تُفهم بصورة أفضل إذا ما نظرنا إلى علاقة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بنظام الأسد. يقولون إن دوافع هذه العمليات لم تكن عرقية وإنما سياسية موجهة ضد المعارضة السياسية للأسد. وبالفعل، قال سكان سابقون إنه بعد سيطرة قوات الأسايش أو الشرطة العسكرية على القرى من قبضة تنظيم الدولة، كانت بحوزة هذه القوات قوائم بأسماء معارضين لنظام الأسد اعتقلتهم فيما بعد.
ويمتد تعاون الوحدات الكردية مع نظام الأسد ليشمل جبهات قتال نشطة حديثاً ومثال ذلك هو حلب حيث هاجمت القوات الكردية المتمركزة في حي الشيخ مقصود في المدينة، آخر طرق الإمداد من وإلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار شرق حلب في تموز الماضي، مما ساعد نظام الأسد على إغلاق الطريق وإحكام حصاره لحلب مما أفضى إلى سقوطها بيده في ديسمبر الماضي.
وكان العشرات من العرب والأكراد الهاربين من منطقة روج آفا، والذين التقينا معهم، قد شككوا في رواية الوحدات الكردية الخاصة بالأحداث الجارية، هذه الوحدات التي دعمتها إدارة الرئيس أوباما على الدوام وروّجت لها أنها خصم بطل لتنظيم الدولة ،وهي بالفعل القوة الوحيدة في الميدان السوري القادرة على مواجهة هذا التنظيم.
تُقدّم الوحدات الكردية نفسها كعدوّ شرس لتنظيم الدولة، وفعلاً فقد خاض الطرفان معارك ضارية فيما بينهما، غير أنهما غالباً ما كانا يعملان  بصورة ترادفية ضدّ فصائل الثوار المعتدلة. وهناك أمثلة كثيرة وملحوظة على ذلك، فعلى سبيل المثال في عام 2013، قاتلت القوات الكردية في تل حميس والحسينية في محافظة الحسكة بهدف طرد العناصر المعتدلة في صفوف الجيش السوري الحر لكنها لم تفلح. وأما مقاتلو تنظيم الدولة فقد اقتحموا المناطق بوحدات الانتحاريين وسيطروا عليها قبل أن يُسَلِموها في العام 2015 للوحدات الكردية على طبق من ذهب.
وعندما هاجم تنظيم الدولة مدينة كوباني  أواخر العام 2014، جالباً ضربات جوية أمريكية قتلت حوالي 2000 من عناصره، جاء حينها الدور على الوحدات الكردية لرد الجميل، إذ بحسب سكان سابقين، تخلت القوات الكردية عن ضواحي كوباني وسلمتها لتنظيم الدولة دون قتال، حيث كانت قد أمرت السكان بمغادرة قراهم التي كانوا متحمسين للدفاع عنها.
ولم تسترعِ عمليات تهجير السكان العرب خلال فترة وقوعها بين عامي 2013 و 2015، سوى اهتمامٍ ضئيل في أوساط أجهزة الإعلام الدولية، لربما بسبب كونها بعيدة عن الميادين الرئيسية للحرب في سوريا. لكن هذه العمليات خلفت انطباعاً عميقاً في نفوس مُرتَكِبيها وضحاياها على حد سواء، وشَهِدَ بعض المشاركين فيها على أن الوحدات الكردية عملت جنباً إلى جنب مع قوات النظام السوري.
إليكم فيما يلي بعض من تفاصيل قصة موهار، الشاب الكردي البالغ من العمر 26 عاماً والمولود في تركيا، حيث انضم إلى صفوف حزب العمال الكردستاني وتلقى التدريب في جبال كردستان العراق ومن ثمّ تم إرساله إلى شمالي سوريا في نيسان من العام 2013، وبعد وصوله برفقة حوالي 50 متطوعاً آخرين سيراً على الأقدام، توجه موهار إلى ديرك وهي بلدة سورية يقطنها حوالي 60 ألف نسمة وقريبة من الحدود العراقية. في آب وأيلول من العام 2014، قال موهار إنه أدار بنفسه الهجوم على عكرشة وسفانة وهما قريتان تقعان في أقصى شمال شرق سوريا كان تنظيم الدولة قد سيطر عليهما مسبقاً. وبعد طرد عناصر التنظيم من القريتين، قامت الوحدات الكردية بإحراق وتجريف 13 قرية في المنطقة، وكان أولى خطوات هذه العملية هي إجبار السكان على مغادرة منازلهم.
وقال موهار في مقابلة معه في مكان ما خارج سوريا، إذ أنّه يستخدم اسماً حركياً خوفاً من انتقام حزب العمال منه :”لقد تلقيت الأوامر بتدمير القرى، من ثم أمرت رجالي بتدمير المنازل فقاموا بدورهم بسكب مادة البنزين عليها وإحراقها كلها. لقد تركت هذه التجربة ذكريات أليمة ليس عن العرب الفارين من قراهم فحسب، وإنما أيضاً عن الحيوانات التي لم تستطِع الفرار، لقد شاهدت بقرة داخل أحد البيوت وقد احترقت حتى الموت لسوء الحظ، ولا يزال هذا المشهد حاضراً في ذهني”.
وتابع موهار القول: “لم تكن عملية الهجوم على القرى تصرّفاً فردياً من جانب الوحدات الكردية فحسب، لأنّ الجيش السوري وفّر التغطية المدفعية لقصفها. لقد وفروا الدبابات والجنود، كانوا يقصفون ونحن نمدّهم بإحداثيات الأمكنة اللازم قصفها.”
وأضاف:” لقد أمدّ النظام السوري وبشكل روتيني وحدات حماية الشعب بالأسلحة الثقيلة، وأذكر أنني ذهبت ذات مرة إلى الحسكة وحصلت على دبابتين، وكان بعض القادة يقصدون القواعد العسكرية في الحسكة ومدينة القامشلي، وهي أكبر مدن المحافظة بهدف الحصول على الأسلحة والذخائر من قوات الأسد”.
وقال موهار إنّ الأوامر الموكلة إليه صدرت عن قيادات عليا، حيث لم يكن يحق لأيّ أحد داخل صفوف الوحدات إصدار القرارات، باستثناء ضباط في حزب العمال، والمجلس الحاكم، وذَكَرَ بالاسم كلاً من فهمان حسين والذي يستخدم اسم باهوز إيردال، ومراد كارايلان. وقال موهار: لقد: “رأيت الكثير من القرى وهي تحترق” و تحدّث عن تل براك وهي بلدة أخرى في شمال سوريا حيث قرّر كارايلان تدميرها من دون السماح بخروج ولو حتى دجاجة منها”.
ولم يَتسلَم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السلطة في مناطقه بسوريا عبر صناديق الاقتراع، بل بدعوة وجهها له نظام الأسد كجزء من ردة فعله على الانتفاضة الوطنية التي اندلعت في آذار من عام  2011 عندما نزلت أعداد ضخمة من السوريين إلى شوارع المدن والبلدات في عموم أنحاء البلاد. ومع الإنهاك الذي أصاب قواته، قرر النظام سحب معظم وحداته البرية من شمال شرق سوريا إلى وسط البلاد ودرعا في الجنوب الغربي حيث اندلعت الشرارة الأولى للانتفاضة.
وبحسب محمود الناصر، الذي كان مسؤولاً رفيعاً في مخابرات النظام في محافظة الحسكة، فإنّه وخلال اجتماع جرى عام 2011 مع قادة حزب العمال الكردستاني في دمشق، أوكل  ضباط الأمن القومي التابعون للنظام السوري إلى عناصر الحزب مهمة قمع الاحتجاجات المناهضة للأسد في المحافظة المذكورة. وقال الناصر:”كانت الرسالة الموجهة للحزب ما يلي: نحن من أسّسكم ودعمكم منذ العام 1983، واليوم حان دوركم لتقدّموا شيئاً لنا وتردوا الجميل.” كان ناصر يشير إلى تأسيس الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في دمشق تحت رعاية المخابرات السورية. وقال ناصر إن نظام الأسد الأب غالباً ما كان يشجع الفرع السوري للحزب على تنفيذ عمليات بصورة حرب عصابات ضد تركيا على اعتباره قوة بالوكالة.
وتابع ناصر: في المقابل، تم تفويض الميليشيات الكردية التي تسمي نفسها رسمياً “قوات الإدارة الذاتية الكردية” لتأسيس إدارتها المدنية الخاصة بها في المناطق التي تسيطر عليها، بالإضافة للحصول على نصف عائدات النفط المنتج في المنطقة، والحصول على الأسلحة من قوات الأمن التابعة للنظام.
وقال ناصر إنّ اللواء قاسم سليماني وهو قائد الحرس الثوري الإيراني قد لعب دوراً مفيداً في وضع الترتيبات، حيث عُقِدِ اجتماع مهم خريف العام 2011 في مدينة السليمانية في كردستان العراق، هناك رتّب سليماني أيضاً لعودة صالح مسلم رسمياً من العراق، إذ أنّ مسلّم هو رئيس مساعد لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، ويقول أصدقاؤه إنه كان متوارياً بعد صدور حكم قضائي بحقه في سوريا، أمّا سليماني فقد مضى في قيادة قوات الحملة الإيرانية التي تقاتل الآن في صفوف نظام الأسد ضد الثوار.
وهنا بدأت عملية الاحتلال السريع، حيث سلم نظام الأسد  للحزب الديمقراطي عشرات المدن والبلدات الرئيسية كان من بينها القامشلي والمالكية وعامودا ورأس العين، وسمح لعناصره بإقامة حواجز التفتيش وحمل الأسلحة على مداخل المدن ،غير أن نظام دمشق أبقى على حواجزه داخل القامشلي والحسكة أيضاً. وفي شباط من العام 2012 أصدر النظام أوامر لقواته في الحسكة بتفويض الحزب بتسيير دوريات في المنطقة الحدودية دون أي قيود.
وقبل الثورة على نظام الأسد، كان للحزب الديمقراطي الكردي أتباعه في شمال شرقي البلاد ذات الغالبية الكردية، لكن هذا الحزب لم يكن سوى واحد من بين أحزاب المنطقة، وكانت توجهات العديد من الأكراد هناك لصالح الحزبين الكرديين الرئيسيين في كردستان العراق، بيد أنه اختل توازن كل الأحزاب التي تم تأسيسها جراء الانتفاضة الوطنية والمظاهرات المحلية ضد نظام الأسد والتي قادها شباب نظموا أنفسهم بلجان تنسيق، أما الحزب الكردي الأقرب للمتظاهرين فكان حزب المستقبل والذي كان يقوده مشعل التمو المهندس الزراعي المحبوب لدى الجماهير.
وعلى الفور، أصبح التّمو وغيره من الأكراد المعارضين لنظام الأسد، الهدف الأول على قائمة عمليات القمع التي شنتها وحدات حماية الشعب. جرت اعتقالات بالجملة واغتيالات للقادة وكان أولهم التمو حيث قُتِلَ في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2011، تلاه محمد والي في أيلول/ سبتمبر من العام 2012 وأحمد بنجاك في 2013.
و قال القاضي الكردي إبراهيم حسين :”مما لا شك فيه أن وحدات حماية الشعب كانت تعمل بأوامر من النظام”. وبحسب حسين فقد اختفى العديد من معارضي نظام الأسد والذين قيل إنهم كانوا مُدرجين على قوائم المطلوبين، وجرى اعتقال آخرين أو طردهم. وبحلول نهاية العام 2013، وفي مؤتمر صحفي له، قال جوان إبراهيم قائد قوات شرطة الأسايش العسكرية، إن قواته اعتقلت 5100 شخص من الخارجين عن القانون وتجار المخدرات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
كان ضباط المخابرات السورية يدركون أن وحدات حماية الشعب كانت تنفذ سلسلة من الاغتيالات. وقال ناصر والذي كان كما أسلفنا مسؤولاً رفيعاً في مخابرات النظام شمال شرقي البلاد:” لقد تلقينا الأوامر بعدم التدخل في حال قيام حزب العمال باغتيال أي شخصية، ولهذا السبب فقد تم اغتيال الكثير الكثير من الناشطين من دون أن نفتح أي تحقيق”.
وقع الهجوم الأكثر إثارة ضد معارضي النظام في أواخر حزيران من عام 2013 عندما أطلقت قوات الأمن التابعة للوحدات الكردية، النار باتجاه مظاهرة في مدينة عامودا فقتلت ثلاثة متظاهرين ومن ثم ثلاثة آخرين في نفس المنطقة. كان المتظاهرون يطالبون حزب الاتحاد الديمقراطي بإطلاق سراح الناشطين المعارضين للنظام والذين كانوا معتقلين لدى الحزب، غير أنه وفي اليوم التالي عمد الحزب إلى اعتقال 100 شخص آخرين وأغلق جميع مكاتب الحزب المعارض في المدينة. وأدى هذا الهجوم وغيره من الهجمات والاعتقالات التي طالت قادة الحزب الكردي المعارض لحزب الاتحاد الديمقراطي، إلى نزوح عشرات الآلاف إلى كردستان العراق حيث يعيش هناك اليوم حوالي 300 ألف كردي من روج آفا، وإلى تركيا ويعيش فيها 200 ألف آخرين على الأقل.
ووفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان ، فقد بدأت اعتداءات وحدات حماية الشعب الكردية على العرب في أواخر العام 2013 وذلك عندما ارتكبت هذه الوحدات 3 مجازر، الأولى في بلدة الأغبيش في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام ذاته وراح ضحيتها 6 أشخاص، تلتها مجزرة أخرى في تل براك أواخر شباط من عام 2014 وراح ضحيتها 43 مدنياً والثالثة في الحجية وتل خليل في منتصف أيلول/ سبتمبر من عام 2014 وخلفت 42 قتيلاً.
وبدأت عمليات تدمير القرى في الحسكة وطرد أهلها منها أواخر العام 2013 حيث اكتسبت قوة كبيرة بعد أن شرع سلاح الجو الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية لصد هجوم تنظيم الدولة على مدينة كوباني شهر أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2014. وتصاعدت هذه العمليات العام التالي مع سيطرة الوحدات الكردية المدعومة بغطاء جوي أمريكي،على مدينة تل أبيض الحدودية والتي كان تنظيم الدولة قد انسحب منها دون قتال.
وأعقبَ عمليات تدمير القرى وطرد أهلها منها مطلع العام 2014، أنموذج مدهش للتعاون الواضح بين الوحدات الكردية والدولة الإسلامية ونظام الأسد بهدف طرد فصائل الثوار المعتدلة من المعابر الحدودية الرئيسية والمدن الكبرى في المنطقة. ومن جديد، ففي المدن التي واجهت فيها الوحدات الكردية نقصاً في الرجال أو السلاح لطرد الثوار منها، دائماً ما كانت قوات تنظيم الدولة وبشكل غير متوقع بفيالق انتحارييها تحاصر المنطقة وتسلمها فيما بعد للأكراد على طبق من ذهب. بعد ذلك تقوم الوحدات الكردية بطرد السكان العرب منها.
ولنأخذ مثالاً على ذلك، بلدة تل حميس الواقعة جنوب مدينة القامشلي كبرى مدن روج آفا، فقد انتزع الثوار من اللواء 313 بدعم من فصيل أحرار الشام الإسلامي، البلدة من أيدي قوات النظام في شباط من العام 2013، ولم تتمكن الوحدات الكردية حينها من السيطرة على البلدة. ووفقاً لناصر ومصادر أخرى أنه ومع نهاية العام، وفي خضم القتال، وصل بشكل مفاجئ من شرقي سوريا رتل مؤلف من أكثر من 100 مركبة تحمل عناصر مسلحة من تنظيم الدولة، وهزم لواءين من الثوار وهما اللواء 114 ولواء الصقور. بعد ذلك، انسحب مقاتلو تنظيم الدولة إلى منطقة تبعد عن البلدة 20 ميلاً باتجاه الجنوب وسلموها للوحدات الكردية في شباط من العام 2015,
حينها بالذات باشرت الوحدات الكردية بتدمير منازل العرب، وفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان، وبدأت بحرق وتجريف عشرات البيوت في البلدة ذاتها ثم سيطرت على 29 قرية في المنطقة بعد انسحاب تنظيم الدولة منها. وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الوحدات الكردية اقتحمت هذه القرى ودمرت تسع منها بشكل كامل.
وقال سامر الأحمد وهو صحفي عربي من الحسكة و مقيم في تركيا وعايش الأحداث عن قرب:” اعتقد الناس أن تنظيم الدولة جاء لمساعدة الجيش السوري الحر، لكنه وبدل ذلك، جال التنظيم في عموم المحافظة طارداً قوات الجيش السوري الحر من جميع مواقعه فيها”. وبحلول آذار من العام 2014، كان الجيش الحر قد خسر جميع معاقله في الحسكة.
وإليكم هنا دليل آخر على تواطؤ تنظيم الدولة مع نظام الأسد:  خلال الأشهر الثلاثة التي أعقبت سيطرة التنظيم على تل حميس مطلع عام 2014، سرق عناصره حوالي 90 ألف طن من القمح المخزن في البلدة وباعوه للنظام وجرى تسليمه بقوافل طويلة من الشاحنات، في اللاذقية التي تبعد أكثر من 30 ميلاً على ساحل المتوسط. هذا ما جاء على لسان محمد المهدي رئيس مركز الحسكة للتوثيق في شانلي أورفا التركية.
ويبدو أيضا أن تنظيم الدولة عمل في خندق واحد مع وحدات الحماية الكردية، عام 2015 في الحسينية قرب تل حميس.والتي كان الثوار من اللواء 313 ومجموعات أصغر قد سيطروا عليها في شباط من عام 2013. هاجمت القوات الكردية البلدة في وقت متأخر من ذلك العام وفشلت في طرد الثوار منها، وعلى أي حال فقد نجح تنظيم الدولة بهذه المهمة في آذار من عام 2014. وبعد حوالي عام سلم التنظيم البلدة للأكراد دون قتال وبعد ذلك بشهر أحرقوا بدورهم وجرّفوا معظم منازل البلدة. وفي منتصف 2015،أظهرت الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية 14 منزلاً فقط مقارنة بـ 225 منزلاً في صور قبل عام، بحسب منظمة العفو الدوليةـ غير أن سيهانوك ديبو المتحدث باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي PYD قد وصف تقرير المنظمة بأنه غير احترافي.
ويقول الصحفي السوري مضر الأسد /الذي لا تربطه علاقة بالرئيس الأسد/، والذي أرَخَ القتال في محافظة الحسكة، إن هناك المئات من الأمثلة عن سيطرة تنظيم الدولة على القرى وطرد الجيش الحر منها قبل تسليمها للأكراد دون قتال، حيث لم تقتصر هذه الأمثلة على الحسكة وحدها.

ولنأخذ شيوخ مثالاً: شيوخ بلدة عربية يقطنها 45 ألف نسمة وتقع شمال محافظة حلب على الضفة الشرقية لنهر الفرات على بعد حوالي 13 ميلاً إلى الغرب من تل حميس.سيطر الثوار العرب من أحرار شيوخ وكتائب الشهيد عبد العزيز غزال على البلدة من أيدي قوات النظام في تموز من العام 2012، غير أنهم وبقرار مشؤوم قرروا تقاسم السيطرة عليها مع الوحدات الكردية. في آذار من العام 2014 ومن دون سابق إنذار، تخلى عناصر القوات الكردية عن مواقعهم لصالح تنظيم الدولة الذي سحق فيما بعد دفاعات الثوار العرب. بعد عام، خطط الثوار والأكراد لإعادة السيطرة المشتركة على البلدة،ولكن حينها ووفقاً لعصام النايف القائد في كتائب أحرار شيوخ،والذي قال: “اقتحم حزب العمال الكردستاني البلدة دون إخبارنا بذلك”، مشيراً إلى وحدات حماية الشعب الكردية، وهي الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني.
وقال النايف، شَكَلَ هذا بداية عمليات التدمير، إذ فرَ السكان من مناطقهم خوفاً من المعارك فيها ولكن بعد تخلي تنظيم الدولة عن البلدة، تابعت الوحدات الكردية تدمير المزارع وإحراق البيوت بالإضافة إلى 3 آلاف دونم من بساتين الزيتون. كما ودمر الأكراد قريتين مجاورتين. وإلى يومنا هذا، لا يزال سكان شيوخ غير قادرين على العودة إليها.
وإذا كانت تصرفات الوحدات الكردية لا تتفق مع الصورة الواسعة الانتشار لهذه الميليشيات على أنها الخصم البطل لتنظيم الدولة في سوريا، فهذا قد يرجع إلى كون هذه الصورة ملفّقة. إنّ الأسطورة التي تقول بأنّ الوحدات الكردية هي القوة البرية الفعالة والوحيدة في مواجهة تنظيم الدولة، قد بدأت عندما حاصر التنظيم بلدة كوباني الكردية الحدودية في خريف العام 2014 . وبعد أشهر من القتال، أنقذ المدينة بواسل الوحدات الكردية بدعم جوي أمريكي، أو كما تقول الأسطورة.
غير أن للأكراد الذين فرّوا من منطقة كوباني والمُقَدَر عددهم بعشرات الآلاف، رواية مغايرة حول حقيقة ما جرى ، تقول إن الوحدات الكردية سلّمت تنظيم الدولة دون قتال خطوط الإمداد الخلفية للمدينة، أمّا النظام السوري وهو الشريك الصامت للأكراد، فبقي متفرجاً على الأرتال المسلّحة لتنظيم الدولة، والتي شقت طريقها إلى كوباني عبر مناطق الريف.
وبحسب القاضي الكردي إبراهيم حسين، فإن العداوة بين الوحدات الكردية وتنظيم الدولة إنما هي مزيفة وظاهرية فحسب. وقال حسين إنه حتى قبل أن يصل تنظيم الدولة إلى حدود مناطق إمداد المدينة، كانت الوحدات الكردية تقول إن داعش وهو الاسم المختصر للتنظيم، قد بدأ هجومه على كوباني. وأضاف حسين أنه عندما أصر السكان على الدفاع عن قراهم أجبرتهم الوحدات على المغادرة تحت تهديد السلاح.
ما حدث بعد ذلك كان عبارة عن هجرة ضخمة للأكراد إلى تركيا. قبل هجوم تنظيم الدولة على المدينة، كان هناك 400 ألف كردي في منطقة كوباني، غير أنه كشف إحصاء رسمي للسكان بعد انتهاء المعارك وجود 200 ألف كردي فقط. وتساءل حسين والذي يعيش اليوم في جنوب تركيا عن الـ200 ألف كردي الآخرين؟! ويقول إنهم فروا قبل وصول تنظيم الدولة إلى المدينة”.
وقال عبد السالم أحمد، وهو متحدث باسم الوحدات الكردية إنّ انتقادات كهذه لا تستحق الرد عليها متهماً الذين يحطون من قدر الوحدات، بالعمل لصالح المخابرات التركية، وقال إن همَّ هؤلاء الوحيد هو تشويه صورة البطولات التي سطرتها وحدات حماية الشعب الكردية، على حد تعبيره.
كان هذا هو الظهور الأول للتعاون الأمريكي المشؤوم مع الوحدات الكردية. وفي الوقت الذي احتفلت فيه إدارة الرئيس أوباما بالنصر الذي حققه تدخلها في كوباني، انتهزَ الأكراد الفرصة للسعي وراء أجندات أكثر شراً وفساداً. وتزامناً مع تزايد التعاون مع الولايات المتحدة عام 2015، زادت الوحدات الكردية من وتيرة عمليات تهجير العرب من المنطقة الحدودية الشمالية. وبحسب سعد شاويش الرئيس المنفي للمجلس المحلي لمحافظة الرقة، فقد بلغت هذه العمليات ذروتها منتصف العام ذاته بطرد أو إنكار عودة 60 ألف عربي على الأقل إلى قراهم بعد سيطرة الأكراد على تل أبيض على الحدود التركية.
و ساقَ شاويش الذي يعيش اليوم في تركيا، وغيره من المراقبين عن كثب من الذين فروا من روج آفا، بالإضافة إلى منظمة العفو الدولية والشبكة السورية لحقوق الإنسان، عشرات الأمثلة عن قيام الوحدات الكردية بطرد العرب من منازلهم عبر تهديدهم بالتعرض لغارات جوية أمريكية.

كانت قرية بير محلي شمال شرق حلب إحدى هذه الأمثلة، حيث طلبت الوحدات الكردية من القرويين ترك منازلهم وهدّدتهم بأنها سوف تزود طيران التحالف الأمريكي بإحداثيات القرية ليتم قصفها في حال رفض السكان الخروج. وفي الثلاثين من شهر نيسان/ أبريل من العام 2015 طلبت الوحدات الضربات الجوية الأمريكية فَقُتلَ 64 قروياً جميعهم من المدنيين بحسب إيروورز وهي مجموعة  مقرها في بريطانيا وتراقب قصف طيران التحالف للمدنيين.
مثال آخر هو عربيد، القرية (المزرعة) الصغيرة التي يقطنها البدو، حيث رفض 500 من سكانها ترك منازلهم بعد سيطرة الوحدات الكردية في حزيران من العام 2015 على تل أبيض إلى الشمال. وقال شاويش إن الوحدات هددت بتزويد طيران التحالف بإحداثيات القرية. وعندما بدأت مروحيات الأباتشي بالتحليق فوق القرية على ارتفاعات منخفضة، قرر السكان المغادرة إلى قرى أخرى، ولم يعودوا أبداً، أما الوحدات فأحجمت عن التعليق على الأمر.
ومع جنوح عمليات تهجير السكان، يقول شاويش إنّ الوحدات الكردية كانت تصادر الممتلكات الخاصة بشكلٍ روتينيّ، ويَنُصُ القانون الذي يُعرف بقانون الكفيل، على أنّ السلطات لن تسمح لأي شخص بالعودة ما لم يكفله أحد الأكراد الذين يمكن أن يشهدوا لصالح من يرغب بالعودة. غير أنه ليس من السهل إيجاد مرجعيات كهذه في منطقة مثل شمال الرقة، حيث يشكل الأكراد نسبة 10 % فقط من إجمالي السكان.
 إبراهيم أبو عمر، 61 عام، عربي سوري مع عائلته متحدّثاً عن طرده وعائلته من منزلهم في بلدة تل أبيض العام الفائت على يد ميليشيات وحدات حماية الشعب.
ووفقاً للقانون الإنساني الدولي، فإن طرد المدنيين من مناطقهم عندما لا يكون هناك تهديد وشيك بنشوب صراع، هو جريمة حرب. وإذا ما كانت عمليات الطرد هذه ممنهجة وممتدة على نطاق واسع، فيمكن اعتبارها جريمة ضد الإنسانية. ولهذا السبب وحده، تثير عمليات التهجير التي انتهجتها الوحدات الكردية عامي 2014 و2015، تساؤلات عن مسؤولية الولايات المتحدة.
وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: هل كانت الإدارة الأمريكية على علم بعمليات التهجير وقت حدوثها، وهل سعت لإيقافها؟! وهل كان من الحكمة تحريك سلاح الجو الأمريكي لصالح الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني ـــ وهو جماعة لها أجنداتها السياسية الخاصة في سوريا وتركيا  ــــ بهدف مهاجمة تنظيم الدولة عسكرياً ولكن من دون نتيجة سياسية متفق عليها؟!.
لقد رفض البنتاغون وكذلك وزارة الخارجية الأمريكية مناقشة هذه التساؤلات أو غيرها حول السياسة الأمريكية في منطقة روج آفا، ورفض  بريت ماكغورك المبعوث الخاص بإدارة الرئيس أوباما عدة طلبات لإجراء مقابلة معه حول ذات الموضوع. طلبت وزارة الخارجية أسئلة مكتوبة، غير أنّها رفضت الإجابة عليها.
وبعد أسبوعين من تَلَقيها  أسئلة من صحيفتنا ،قالت وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي لها إن الإدارة الأمريكية تُبقي على تواصلها مع وحدات حماية الشعب الكردية وغيرها من الكيانات السياسية المعنية، عبر عدة قنوات اتصال. وتتراوح جهات الاتصال هذه ما بين ممثلين خارجيين رفيعي المستوى وأعضاء في الإدارة المدنية مسؤولين عن عدة وظائف في الحكم من تلك غير المتعلقة بالأمن. كما ونتواصل أحياناً مع أعضاء في الكيانات المتعلقة بالإدارة المدنية، /وهي اسم بديل لإدارة الوحدات الكردية/، ومسؤولين عن الشؤون الإدارية المدنية في المناطق ذات الغالبية العربية في سوريا. وتستخدم وزارة الخارجية هذه القائمة من جهات الاتصال بغية دعم وتعزيز قيام سوريا موحدة وغير طائفية تحترم حقوق الإنسان والتنوع وغيرها من القيم الديمقراطية، وتشدّد على التزام مشترك بهزيمة تنظيم الدولة.
تراجعت حدة عمليات التهجير في العام الماضي، غير أنها تحولت لتصبح أكثر قسوة في أحد الأمثلة على الأقل. كانت التصرفات المعيارية مسبقاً خرقاً فاضحاً لقانون النزاعات المسلحة، لأنه لم يكن هناك عملية قانونية وراء أمر الوحدات الكردية السكان بمغادرة منازلهم، والتخلي عن سبل عيشهم ومعظم ممتلكاتهم الدنيوية، وعادة ما كان يصل مسلحون ملثمون في منتصف الليل ويُباغِتون السكان من ثم يتبعهم أشخاص منظّمون متخصصون بالسلب والنهب فَيُحيلون المكان خاوياً على عروشه ويفرغونه من محتوياته تماماً.
ولكن حتى هذه الانتهاكات الفاضحة قد انخفضت من جديد في قرية حمام التركمان البالغ تعداد سكانها 15 ألف نسمة مطلع العام الماضي، وتقع إلى الجنوب من تل أبيض، وشمال مدينة الرقة التي يتخذها تنظيم الدولة عاصمة لخلافته في سوريا. ويتخذ تنظيم الدولة من هذه القرية منطلقاً له عندما يريد مهاجمة مدينة تل أبيض مثلما فعل في شباط الماضي.
ولدى دخوله إلى قرية حمام التركمان، قتل تنظيم الدولة 3 مدنيين على الأقل واستخدم آخرين دروعاً بشرية: من ثم وفي تل أبيض قتل عناصره عدداً من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وبدعم من سلاح الجو الأمريكي، تمكنت القوات الكردية من طرد تنظيم الدولة من تل أبيض وحمام التركمان، وحينئذٍ شرعت بمعاقبة القرويين نظراً لافتقارها لحسن الاستعداد للحرب.
و قال الناشط الإعلامي نسيم التركماني إنه في مطلع آذار، وصل قادةٌ من قوات حماية الشعب الكردية إلى البلدة وأمرت السكان بالتجمع في باحة المدرسة واتهمتهم بالخيانة والوقوف بصف تنظيم الدولة، وبعد عدة أيام، عادت شرطة الأسايش العسكرية وبحوزتها قوائم مطلوبين زعمت أن أبناءهم كانوا يقاتلون مع تنظيم الدولة، وأمرت قوات الأسايش 10 عائلات بالتوجه سيراً على الأقدام إلى الرقة الواقعة على بعد أكثر من 40 ميلاً إلى الجنوب. وينبغي ملاحظة أن للوحدات الكردية سجلها الخاص بالفشل في الدفاع عن القرى والبلدات التي تسيطر عليها ومن ثم التضحية بأخرى فيما بعد، ففي أواخر حزيران من العام 2015، هاجم تنظيم الدولة مدينة كوباني وقتل 286 شخصاً، حينها ألقت الوحدات الكردية باللوم على تركيا لسماحها بدخول المقاتلين من أراضيها، ولكن في الحقيقة أن الوحدات كانت قد أعادت نشر قواتها المدافعة عن البلدة، وأرسلتها إلى تل أبيض.
انطلق حوالي 100 من الرجال والنساء والأطفال تحت جناح الليل، وبعد قطعهم مسافة حوالي 15 ميلاً وإكمال بقية الرحلة عبر إيقاف السيارات العابرة للطريق، وصلوا إلى أولى حواجز التفتيش التابعة لتنظيم الدولة، ولحسن الحظ فقد صَدَقَ عناصر التنظيم روايتهم وسمحوا لهم بدخول المدينة ووفروا لهم المأوى في بيوت الأكراد الذين كان قد طردهم منها، وزار الناشط تركماني بعض هذه العوائل هناك.
وحدثت إحدى عمليات التهجير الأكثر نموذجيةَ والأقل قسوة هامشياً، لأبي عمر وأسرته وهو سوري عربي يملك مزرعة في تل أبيض التي تقابل مدينة أكشكلي التركية على الجانب الآخر من الحدود. في البداية، جاء مقاتلو الوحدات الكردية إلى منزل أبي عمر في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2015 ملوحين بأسلحتهم الأوتوماتيكية وطلبوا منه المغادرة. واسترجع أبو عمر سؤالهم عن أولاده، حيث أجاب إنهم جميعاً يعملون خارج البلاد، حينها أخبروه مشيرين للرئيس التركي  رجب طيب أردوغان “إما أن تذهب إلى أردوغان وتحضر أولادك أو تغادر”، غير أن الرجل تجاهل الأوامر.
عاد مقاتلو الوحدات وعددهم يقدر ب50 مسلحاً إلى منزل أبي عمر في  التاسعة من مساء الرابع من نيسان الماضي. اقتحم المسلحون المنزل واحتجزوا ابنه البالغ من العمر 12 عاماً وإحدى بناته وراحوا يضربونهما. ويقول أبو عمر: “أخبروني أنهم سيرجعون في السادسة من صبيحة اليوم التالي وأنهم لا يريدون رؤيتي في المنزل”. تجاهل الرجل تحذيرهم ولكن في الخامسة من مساء اليوم التالي، وصل ضابط من الوحدات وأمره بأن يذهب إلى أردوغان.
واستحضر أبو عمر كلام الضابط الذي قال له: “إذا رأيتك مجدداً في تل أبيض سوف أقتلك، فلتذهب إلى تركيا أو الرقة أو أي مكان آخر”. وتم السماح لعائلته بالمغادرة بملابسهم التي كانوا يرتدونها فقط.
سارت العائلة مسيرة أيّام عبر الحقول والمزارع قبل أن تصل إلى قرية عربية وتتواصل مع أقرباء لها في تركيا. وبعد قضاء أربعة أيام على الحدود، دفعت العائلة المال للمهربين لكي يُدخلوهم إلى تركيا، واليوم تعيش في منزل كان قيد الإنشاء وقت إجرائنا المقابلة معها.
وعندما كانوا يهمون بمغادرة منزلهم في تل أبيض، شاهد إبراهيم الشاحنات وقد أتت لإفراغ محتويات المنازل. فيما بعد، سمع من جيرانه أن وحدات الحماية الكردية استولت على جميع منازله الستة وملحقاتها. وسرقت مضخات الري ومعدات المزرعة الخاصة به وحتى أنها اقتلعت الشجيرات الصغيرة من الأرض.
يقول إبراهيم: “سألت الضابط عن الجرم الذي اقترفته العائلة، فأجابني اخرس”. وقال إبراهيم البالغ من العمر 61 وزوجته جميلة الحسين يوسف 51 عاماً إنهما لم يتعاطيا السياسة ولم يكونا على علاقة بتنظيم الدولة عندما احتل المتطرفون الإسلاميون تل أبيض. يعتقد الزوجان أن جرمهما كان انخراط ابن أخ إبراهيم مع فصائل الثوار المعتدلين.
و بحسب ابن إبراهيم، الشاب أسعد ذي الـ28 عاماً، لا تزال وحدات حماية الشعب الكردية إلى اليوم تأمر العوائل العربية بمغادرة قراها في المنطقة الحدودية ويقول إنه عادة ما تطلب الوحدات من العوائل  إما تسليم أحد أبنائها لتأدية الخدمة العسكرية في صفوف قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل الأكراد عمادها والتي هي اليوم القوة البرية الحليفة للولايات المتحدة ، أو المغادرة.
وفي أمكنة أخرى من روج آفا، كانت الوحدات الكردية تعتقل وتعذب وتطرد الأكراد المنتمين إلى أحزاب سياسية والعرب المعارضين لنظام الأسد. وقال الناشط معمر أبو محمد من محافظة الحسكة: “تتابع الوحدات اعتقال الناشطين وأعضاء المعارضة مرة بعد أخرى إلى أن يقرروا المغادرة بأنفسهم”. ويقول أبو محمد إنّ أحد أصدقائه كان قد اعتُقلَ خمس مرات وفي النهاية أوضحوا له أنه كان شخصاً غير مرغوب فيه. ولو أنَّه آثر البقاء لكانوا حاكموه في محكمة الإرهاب وواجه حكماً بالسجن يتراوح بين الـ 5 والـ 10 سنوات، بالتالي رأينا أن الغالبية العظمى قد غادرت بصَمت”.
========================
الصحافة الفرنسية :
سليت: الارهابيون في أمريكا ليسوا سوريين، بل قد يكونون من كارولانيا..!!
http://www.all4syria.info/Archive/388095
كلنا شركاء: Slate- ترجمة ريما قداد- السوري الجديد
لننسَ أمر سوريا، فالمتطرّفون الدينيون الأكثر خطورة هم المهاجرون من كارولينا الشمالية والجنوبية.
هجوم إرهابي آخر، حصيلة قاتمة أخرى من القتلى والجرحى، قاتل آخر يملأه الحقد من أرض تولّد مثل هؤلاء الرجال، وعلى غرار الملايين من المهاجرين الذين سبقوه، عبر الجاني الحدود دون أن يتم التصدي له، وكحال الآخرين، فجّر في بلادنا دون سابق إنذار.
يقول السياسيون في بلادنا إنهم سيضعون حداً لهؤلاء القتَلى، يتحدثون عن بناء الجدران وعن تدقيق وضع اللاجئين، إن كنا جادين في ذلك، فسنقوم به؛ سنغلق حدودنا ضد كارولينا الشمالية.
كارولينا الشمالية؟ يبدو هذا سخيفاً! عندما نفكر بالهجرة والإرهاب، تأتي في بالنا سوريا، لكنها ليست المكان الذي يتسبب في سقوط الضحايا. ففي يوم الجمعة، أقدم رجل مسلح على قتل ثلاثة أشخاص وجرح تسعة آخرين في عيادة لتنظيم الأسرة في كولورادو، والمشتبه به أمريكي أبيض يدعى “روبرت لويس دير”. وعندما ألقت الشرطة القبض على دير، تلفظ بعبارة منبهة: “لا مزيد من أقسام للأطفال”. ويقول الأشخاص الذين يعرفون دير أو التقوا به إنه لم يكن يرتاد الكنيسة بانتظام. إلا أنهم ذكروا أيضاً أنه يؤمن بعمق بالإنجيل وأنه يدّعى قراءته له “من الغلاف إلى الغلاف”. وفي منتدى على الانترنت، يبدو أن دير قد تحدث عن المسيح وعن “نهاية الزمان”. كما كان قد رسم الصليب في منازله 3 مرات على الأقل.
انتقل دير إلى كولورادو العام الماضي من شمال كارولينا التي كان يعيش فيها. وقد كانت الولاية على امتداد عقدين من الزمان، مرتعاً للتطرف الديني الذي يغذيه رجال الدين الذين يدعون إلى الحرب المقدسة، والنتيجة هي تيار من الإرهاب بين الولايات.
بدأ الأمر مع “إريك رودولف”، وهو منكر المحرقة الذي نشأ في الحركة المسيحية، وعام 1996 سافر رودولف من شمال كارولينا إلى أتلانتا، عندما قام بتفجير قنبلة في دورة ألعاب أولمبية، ما أسفر عن مقتل شخص  وجرح 100 آخرين. وبعد تلك الحادثة بعام، قام رودولف بتفجير حانة للمثليين في أتلانتا، ما أدى إلى  إصابة 5 أشخاص. وفي عام 1998، فجّر عيادة للصحة الإنجابية في برمينغهام في ألاباما، وأدى ذلك إلى وفاة حارس أمني وجرح ممرضة. وقد تبنت حركة  “جنود الرب”، التي تستقبل كتابات رودولف، مسؤولية الهجمات التي نفذها.
في عام 2001، تم اعتقال متبع آخر للمسيحية، “ستيف آندرسون”، لكسره أحد الأضواء في طريقه إلى منزله من اجتماع لتفوق البيض في شمال كارولينا. وقام آندرسون بإطلاق 20 رصاصة على سيارة ضابط شرطة ليهرب من بعدها، كما وجدت الشرطة أسلحة وذخائر ومتفجرات في شاحنته ومنزله، وعقب ذلك بسنة، ألقي القبض عليه في القسم الغربي من الولاية.
وفي عام 2010، اعتُقل متطرف آخر من كارولينا وهو “جستن موس”، بتهمة التآمر لتفجير عيادة تنظيم الأسرة. وعارض موس، الذي ادعى أنه يمثل جيش الرب، إنشاء مسجد بالقرب من نيويورك، وقد سمى نفسه “النظير المسيحي لأسامة بن لادن”. في نهاية المطاف، أقر بأنه مذنب في نشر معلومات عن كيفية صنع المتفجرات واستخدامها.
وفي عام 2014، قتل “فريزر غلين ميلر”، وهو شخص معاد للسامية ومسؤول كبير سابق في فرسان كارولينا التابع لكو كلوكس كلان، قتل 3 أشخاص في مركز للجالية اليهودية ودار مسنين لليهود في كنساس. وقبل عدة عقود، أي قبل وقت طويل من ظهور تنظيم داعش في الشام والعراق، وضع ميلر خطة مماثلة في الولايات المتحدة: “دولة من البيض ضمن حدود كارولينا الشمالية والجنوبية”.
ومن بين عشرات الإرهابيين المسيحيين والمعادين للسامية واليمينيين المعلن عنهم والذين تمّت فهرستهم من قبل رابط مكافحة التشهير ومركز قانون الفقر الجنوبي، ستجد أن العديد منهم ينتمون إلى هاتين الولايتين: “تشارلز روبرت بيرفوت الابن”؛ وهو زعيم كارولينا الشمالية تمت إدانته عام 2012 بتهمة حيازة أسلحة ومتفجرات بالإضافة إلى تهمة التآمر. “كودي بيتينغهام”، أحد جنود مشاة البحرية في مخيم لوجون والذي اعترف بالتخطيط لاغتيال الرئيس أوباما. “بول كاستين”، مسلح من جنوب كارولينا حاول حيازة متفجرات بلاستيكية وهدد بقتل ضباط فيدراليين. “ستيف بكسبي”، ناشط عنيف من أسرة معادية للسامية، قتل اثنين من ضباط الشرطة في أبفيل في كارولينا الشمالية. “دانيل شيرتز”، اعتقل في غرينفل في كارولينا الجنوبية، وأدين في وقت لاحق بتهمة حيازة أسلحة ومؤامرات تفجير عنصرية.
وهناك أيضاً “ديلان روف”. بعد اتهامه بقتل تسعة أشخاص سود في تشارلستون في جنوب كارولينا في إحدى الكنائس في هذا الصيف، قاد روف سيارته باتجاه الشمال مدة 3 ساعات إلى شلبي في كارولينا الشمالية، لم يوقفه أحد على حدود الولاية، فالحدود بين الشمال والجنوب في كارولينا كالحدود بين العراق وسوريا، مجرد مزحة.
واليوم، يتسابق مرشحو الرئاسة الجمهوريون لمنع دخول اللاجئين السوريين. إنهم يقومون بهذا على الرغم من أنه من بين اللاجئين البالغ عددهم قرابة 200 ألف، الذين تم استقبالهم في البلاد منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لم تتم إدانة أحد منهم _ كما لم يتم اعتقال أحدهم _ بالتخطيط لهجوم إرهابي في هذه البلاد. (إلا أن عدداً قليلاً تم اعتقالهم لوجود علاقات لهم بالإرهابيين في أماكن أخرى). لمَ يتمتع اللاجئون بهذا السجل النظيف؟ ذلك أنه يجب عليهم أن يخضعوا لعملية متقنة: فحص من قبل مقيّمين في الأمم المتحدة، “فحوصات بيومترية وبيوغرافية”، مشاورات مع وكالات مكافحة الإرهاب الأمريكية، ومقابلات شخصية مع وزارة الأمن الداخلي. وتستغرق العملية في المتوسط حوالي عام ونصف العام _ أو في حالة اللاجئين السوريين، قد تصل إلى عامين.
أما الإرهابيون من كارولينا الشمالية فلا يتعرضون لهذا النوع من التدقيق، ذلك أنهم يقودون سياراتهم ويعبرون الحدود ليتوجهوا إلى جورجيا أو كنساس أو كولورداو. وتحميهم بذلك الفقرة الرابعة من الدستور، التي حسب تفسير المحكمة العليا في الولايات المتحدة، تضمن للمواطنين “الحق في العبور المجاني إلى الولايات الأخرى”. وهذا هو السبب أنه من بين الهجمات المميتة التي بلغ عددها 27 التي عصفت في البلاد منذ أحداث الحادي عشر من أيلول، تم ارتكاب 20 منها من قبل متطرفين يمينيين محليين. (أما الهجمات السبع المتبقية فقد ارتكبها جهاديون محليون، وليس منظمات إرهابية خارجية). وقد لقي ثلثا الضحايا البالغ عددهم 77 شخصاً في هذه الوقائع ال27، حتفهم على أيدي متعصبين لمكافحة الإجهاض، ومتزمّتين “مسيحيي الهوية”، وأشخاص معادين للسامية، ومسلحين يمينيين.
وقد أدت المذبحة في كولورادو هذا الأسبوع إلى ارتفاع حصيلة القتلى التي ارتكبها إرهابيو كارولينا الشمالية، ومن بينهم “إريك رودولف” إلى 8.
وهذا لا يجعل من الولايات المسيحية مثل كارولينا الشمالية والجنوبية تقترب من خطورة تنظيم الدولة الإسلامية  في العراق والشام. لكنه يجعلك تتساءل لمَ لا نلقي بالاً لأعدائنا في الداخل، بينما نغلق أبوابنا في وجه اللاجئين الذين لم يلحقوا بنا الضرر؟
========================
ليستوار :نيكولا ويرت :قرن على الثورة الروسية الأولى في شباط (فبراير) 1917
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/20163326/قرن-على-الثورة-الروسية-الأولى-في-شباط-(فبراير)-1917
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٥ فبراير/ شباط ٢٠١٧ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
انتهى يوري مارتوف، أحد قادة الجناح الأقلي (منشفيك) في الحزب الاشتراكي الديموقراطي الروسي، غداة هزيمة جناحه أمام لينين والجناح الأكثري (بلشفيك)، في منفاه الى ان البلشفية المنتصرة هي المرآة السياسية لثقافة الحرب والعنف التي رفع لواءها في 1917 «الفلاحون الجنود»، وثاروا تحته. فالبروليتاريا الروسية تراجعت، وفقدت تماسكها، حين اجتاحت موجة أصحاب «المعاطف الرمادية» (لباس الجيوش الروسية) العائدين من الجبهات أو الهاربين منها، مدن روسيا المتمردة والثائرة. وعلى شاكلة القائد المنشفي، رأى عدد من جنرالات الجيش الأبيض (نصير القيصر ونظامه في الحرب الأهلية) أن «بلشفة» الجيش والقوات المسلحة هي السبب في انتصار الديكتاتورية الشيوعية. فالجيش هو ركن النظام الاجتماعي واستقلال روسيا، وانهياره، في آذار (مارس) 1917، جرّ الى انهيار النظام برمته.
وتناولت، دراسات لاحقة، أبرزها كتابات مارك فيرّو وألَن فيلدمان وميكاييل فرينكين، الجيش الروسي ودوره في انهيار النظام القيصري وانتصار الحزب البلشفي. وخلصت الى ان انهيار الجيش تأخر الى أيلول (سبتمبر) 1917، غداة «انقلاب» الجنرال القيصري كورنيلوف، وإخفاقه الذريع. وعلى هذا، ليست حركات «الفلاحين – الجنود» التفسير الوحيد والجامع لانتصار البلاشفة. وهذه الحركات، من جهة أخرى، عملية طويلة ومستقلة بديناميتها ومراحلها وحوادثها ومطاليبها، ولا يجوز دمجها في عمل أو برنامج حزب من الأحزاب.
فبين آب (أغسطس) 1914 وكانون الثاني (يناير) 1917 طاولت التعبئة العسكرية الروسية 14 مليون رجل، 85 في المئة منهم فلاحون (ريفيون). وعشية ثورة شباط (فبراير)، بلغ عديد المقاتلين 7 ملايين، وعديد الاحتياط والحاميات 2.5 مليون رجل تقريباً. وفي أوائل 1917، أحصي 1.8 مليون قتيل. وبلغ عدد الأسرى والجرحى 3.2 مليون رجل. وهذه الأرقام قرينة على ضخامة المجهود الحربي، وعلى عِظَم مساهمة الفلاحين فيه. وشنت دول المحور، وراء ألمانيا، في (نيسان - أبريل - أيلول) 1915 هجوماً كبيراً أجبر القوات الروسية على الجلاء عن غاليسيا وبولندا وليتوانيا وكورلاندا وشطر من بيلاروسيا (روسيا البيضاء).
وحمل هذا المنعطف معظم الجنود الروس على خسارة ثقتهم في قيادة القيصر وبطانته، الحرب الى النصر. وكان الفلاحون التحقوا بوحداتهم من غير حماسة وطنية. فالعدو الألماني بعيد، ولسان حالهم يردد: «نحن في طنبوف، والألمان يضلون الطريق إلينا». وأما «الشقيق الصربي الصغير» الذي أعلن القيصر الحرب في سبيل نجدته، فمعظم أهالي الأرياف لم يبلغهم خبره ولا سمعوا به. وعلى رغم هذا انجزت التعبئة العامة من غير عراقيل، وصمد الجنود وصدوا الهجمات الأولى الدامية على جبهة بروسيا الشرقية.
والهوة التي تفصل بين الضباط وبين «الجنود – الفلاحين» كانت في الجيش الروسي أعمق منها في الجيوش الأخرى. فالضباط يتحدرون من النخب التقليدية، ومن الأشراف ملاكي الأرض على الخصوص. واعتادوا معاملة الأنفار أو جنود الصف على شاكلة العبيد. فقواعد الانضباط شديدة القساوة، وواجبات الجنود كثيرة ومهينة، والعقوبات البدنية سارية ومؤذية، ولا تنفك تذكّر الجندي بوضاعة مرتبته. ويرى الجنود في ضباطهم ممثلي «الفيرخي» (لطبقات «اللي فوق»). فهم يقهرونهم بقواعد انضباط مهينة، ولا يترددون عن إسالة دمائهم، والتضحية بهم، والسعي في استئصال شأفة «الموجيك» (الأقيان) وردهم عن مهاجمة دور الملاكين وحرقها وقتل أهلها. والرسائل التي كان يكتبها الفلاحون الى اهاليهم، على ما لاحظت دائرة الرقابة العسكرية يومها، تدل على غلبة الشعور بـ «الإرهاق» في أوساط الجنود، وسريان الإشاعات عن «خيانات البلاط، امرأة القيصر راسبوتين ومعظم الوزراء».
وعلى رغم هذه التقارير، بقيت أعمال الهرب والتمرد على الانضباط – على أوامر التصدي والهجوم - استثنائية، وذلك الى اوائل 1917. وأكثر الوحدات اضطراباً هي حاميات الثكن، وعلى الخصوص حاميات العاصمة بتروغراد، القريبة من الجهة الخلفية وعثراتها ومن الحملات الدعائية المنتشرة في الشارع والعقول، واضطلعت القوات المرابطة في بتروغراد بدور حاسم في أيام شباط الثورية. فبينما انحسرت تظاهرات العمال، وأصابها الوهن، مكن التمرد العسكري، في ليلة 26 شباط الى 27، الثورة من الانتصار، وامتنع جنود الأفواج الذين أمروا بإطلاق النار على المتظاهرين من تنفيذ الأوامر. فحصل الجنود في الحال على حصة غالبة من التمثيل في سوفيات (لجنة) النواب العمال والجنود ببتروغراد. وأقروا، في الأول من آذار البيان رقم واحد، ونص على: إلغاء العقوبات العسكرية المهينة، ومساواة حقوق الجنود السياسية والمدنية والخاصة خارج الخدمة بحقوق مواطني روسيا الحرة والديموقراطية الآخرين.
وأقرّ البيان انتخاب السرايا والأفواج والألوية «لجان الجنود». وحال انتخابها، تولّت هذه اللجان وصل المناقشات السياسية، طوال عام 1917، وبين الجبهات والخطوط الخلفية، وفي أوساط المقاتلين والسياسيين. وقام هؤلاء «الناشطون» من صنف جديد بإبلاع سوفيات بتروغراد، وهو حظي بالإجماع على الاعتراف به هيئة الثورة العليا والمشروعة، آلاف التوصيات والعرائض التي أودعها الجنود شكاويهم وأمانيهم. وصرحوا فيها بفرحهم «التخفف من طغاة بيت رومانوف»، وطلبهم «جمعية تأسيسية منتخبة بالاقتراع العام»، وانتظارهم «جمهورية ديموقراطية»، ويقينهم بأن انتصار الثورة هو البرهان على طلوع مجتمع أكثر عدالة من المجتمع القائم وللفلاح فيه الحق في الأرض المستحقة. وطالب الجنود بتحسينات متفرقة مثل زيادة الراتب وتعويضات عوائد الجنود الذين خسروا القدرة على العمل. وأصروا في عرائضهم على إلغاء الإجراءات المتعسفة والمعاملة السيئة، وإقرار إجراءات ليبرالية وديموقراطية في المؤسسة العسكرية.
وفي شأن مسألة الحرب والسلم الحاسمة، جهر الجنود إرهاقهم الشديد من المعارك ورغبتهم في «سلم عادل» في مستطاع سوفيات بتروغراد وحده المفاوضة على إقراره. وتمنيهم نهاية الحرب لم يحملهم على توقّع عودة وشيكة الى ديارهم وأسرهم، ولم يدعهم الى تبني الخطابة السلمية في «الحرب الإمبريالية» التي رفع الحزب البلشفي لواءها، وأشاعها في بعض الأوساط العمالية. فمطلب السلم حالاً وبأي ثمن، رأى الجنود فيه مطلب المتخلفين عن القتال، والآمنين في بيوتهم ودورهم في الخطوط الخلفية، و»المشتكين من العمل 8 ساعات في اليوم، بينما يصل الجندي في خندقه الليل بالنهار». واتهموا أصحابه بإهانة ملايين المقاتلين الذين قتلوا في ساحات الشرف والتنكر لتضحياتهم.
ومسألة الحرب لم تلبث ان تصدرت المناقشة السياسية. فرأت الحكومة الموقتة ان النصر وحده كفيل بإرساء النظام الجديد في معسكر الديموقراطيات الغربية، وجمع المجتمع الروسي على لحمة متينة، وتجنب الفوضى. وتولى وزير الخارجية الجديد، بافيل ميليوكوف، منذ 4 آذار 1917، تجديد التزام روسيا الجديدة العهود الدولية التي تعهدها النظام السابق، وخوض الحرب جنباً الى جنب الحلفاء حتى إحراز النصر. ودعا سوفيات بتروغراد في «نداء الى شعوب العالم كلها (14/3/1917) الى «سلم من غير ضم ولا تعويضات»، في انتظار «توقف المذبحة الرهيبة التي تلف بظلامها أنوار الحرية الروسية المجيدة» واستقبلت لجان الجنود وعامة المقاتلين هذه الشعارات بحماسة فائقة. وأسبغت الشعارات على مسألة السلم مشروعية افتقر اليها دعاة الحرب حالاً وبأي شرط من «كسالى» الخطوط الخلفية. وأيّدت مؤتمرات مندوبي الجنود الأولى في مينسك (من 7 الى 17 نيسان) وبسكوف (من 22 الى 25 منه) شعار «السلم الأبيض هذا».
ودلت التجمعات العريضة على فقد القيادة دالتها على المقاتلين، وانهيار علاقتها بهم. وفي المقابل، لم يرضخ الضباط لمعايير الانضباط الجديدة، ورفضوا الاجتماع الى ممثلي اللجان. وأدى هذا الى إدراك الجنود الرابطة بين مسألة الانضباط العسكري وبين انتزاعهم حقوق المواطنة. فتردت حال الانضباط، وتواتر رفض الجنود الانقياد لأوامر ضباط ليسوا موضع ثقة. ولكن نسبة رافضي الخدمة والهاربين بقيت متدنية (نحو 3 في المئة من المقاتلين)، على خلاف الأمر في الحاميات الخلفية: في غضون 3 أشهر «تبخر» مئات الآلاف من الجنود في اعقاب أشاعات عن وشك توزيع الأراضي على الفلاحين. وسعت الحكومة في تطويق هذه الحركة، فمنحت الجنود البالغين فوق الأربعين سنة إجازة مدتها 6 اسابيع يقومون في اثنائها بأعمال الزراعة. ومعظم هؤلاء لم يرجع الى وحدته.
وفي أواخر أيار (مايو) 1917، قررت الحكومة الموقتة استئناف العمليات الهجومية، حرصاً منها على ثقة قيادة الحلفاء العليا، وتمهيداً للهجوم الكبير الذي تعدّله القيادة وتعول على حسمه الحرب. وتولى ألكسندر كيرينسكي، وزير الحرب الجديد، الإشراف على تنظيم الجيش. فجال على الجبهات، وحاول إقناع جماهير الجنود الغفيرة بضرورة إحراز نصر على الألمان أولاً وقبل الإعداد لتوقف القتال. وخططت قيادة الأركان الروسية للهجوم على أن يبدأ في 18 حزيران (يونيو) 1917. وأحرزت العمليات الأولى بعض النجاح، ولكن افتقار القوات الى العتاد العسكري عرقلها، ولم يلبث أن أوقفها. وفي 7 تموز (يوليو) شن الألمان هجوماً مضاداً، وفي اثناء اسابيع قليلة أجبروا القوات الروسية على التقهقر 300 كلم الى 400. وحمَّل الجنود القيادة المسؤولية عن الفشل وعن «إبادة الموجيك» وخنق الثورة. وبدا تكليف الجنرال كورنيلوف، غداة يومي 3 و 4 تموز الثوريين، تنظيم الجيش دليلاً على صدق مخاوف الجنود. فالقائد الأعلى الجديد أعاد العمل بعقوبة الإعدام على الجبهات، وحظر المهرجانات على العسكريين، وأمر بمطاردة الهاربين وإحالتهم على محاكم عرفية وميدانية، وقيّد صلاحيات لجان الجنود، ومنع «الدعاية البلشفية».
فما كان من «الثورة المضادة العسكرية» إلا تأجيج التطرف في صفوف الجنود، والنفخ في ما سماه الجنرال بروسيلوف «بلشفية الخنادق»، أي الرغبة الحادة في العودة الى الديار، واقتسام الأرض والاستقلال بها، وقتل الملاكين، وهي أقانيم الحركات الفلاحية الثلاثة: السلم والأرض والحرية (مير، زمليا، فوليا). وليس بين «بلشفية الخنادق» وبين البلشفية «الرسمية» قاسم مشترك، على نحو ما لاحظ بروسيلوف كذلك. وفاقمت محاولة كورنيلوف الانقلاب، في أواخر آب (اغسطس)، الفوضى التي عمّت القوات، وأثبتت أن الانتصار على الألمان ليس شاغل القيادة العسكرية، فشاغلها هو الانتصار على الجنود - الفلاحين وقتلهم. فقام الجنود على الضباط، وقتلوا مئات منهم في اعقاب 3 سنوات من الهزائم والتضحيات والآمال الخائبة وانتظار «الخلاص الكبير».
واستعادت لجان الجنود، بعد الثورة المضادة، نفوذها. فأصرّت على إقالة «الوزراء البورجوازيين»، وحل الدوما (مجلس النواب)، وعلى توكيل السوفيات بالسلطات كلها، وإقرار «المراقبة العمالية» على المصانع، وإلزام البورجوازيين بالعمل... وجدّدت المطالبة بمواد البرنامج الفلاحي: الأرض لمن يفلحها، إلغاء الملكية الخاصة... وعمّ الجبهات والحاميات رفض الأوامر وإطاعتها. وتصدع الجيش على وجهيه: وجه القوة الدفاعية ووجه القوة القمعية. وبلغت أعداد الهاربين من الخدمة الى بيوتهم وأرضهم في (أيلول- وتشرين الأول - أكتوبر) 1917، مئات الآلاف. وفي طريقهم الى بلادهم، نهبوا ما وسعهم نهبه، وأحرقوا دور ملاكين، وقتلوا حرقاً وسحلاً من تطاولت إليهم أيديهم، واغتصبوا بعض النساء. وانهارت الحدود بين المناطق العسكرية والمناطق المدنية.
فأجّج انهيار الجيش، وهرب الجنود، الاضطرابات الفلاحية والريفية. وكانت هذه نادرة قبل أواخر صيف 1917. وانتشرت في «الأراضي السود»: حوض الفولغا وشطر من أوكرانيا. وبعض العصابات المختلطة هاجم أحياء يهودية في مدن بيلاروسية مثل بوبرويسك ونيسفي وسمولنسك وغوميل، حيث قتلت عصابة من 10 آلاف جندي وفلاح مئات من الأهالي. فكتب مكسيم غوركي: «اجتاحت بربرية الفلاحين في المعاطف الرمادية المدن...». فلما استولى البلاشفة (حزب لينين الشيوعي) على السلطة في 25 تشرين الأول 1917 سنوا قانونين: أقرّ الأول الانسحاب من الحرب، والثاني توزيع الأرض. والتهمت مشكلات التوزيع الحركة الاجتماعية. والقيادات الفلاحية التهمتها الدولة الجديدة وإدارتها والحرب الأهلية المتربصة على الأواب.
 
 
* مدير بحوث في معهد تاريخ الحاضر (المركز الوطني للبحوث العلمية)، عن «ليستوار» الفرنسية، 2/2017، إعداد منال نحاس.
========================
الصحافة البريطانية :
الفاينانشيال تايمز:فشل بريطانيا في قبول الأطفال اللاجئين
http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=33325
في الوقت الذي يدعم فيه الاتحاد الأوروبي ليبيا بمبالغ مالية للمساعدة في إيقاف اللاجئين القادمين منها عبر البحر المتوسط، ويتعاطف القضاء الأميركي بتعطيل أوامر الرئيس دونالد ترمب بحظر دخول مسلمي سبع دول إلى الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي يلقى فيه اللاجئون الفارون من النزاع والفقر في بلدانهم تعاطفا بشكل أو بآخر عبر العالم، فإنه لا يوجد أي مبرر كي تلغي الحكومة البريطانية برنامجا يهدف إلى استقبال الأطفال اللاجئين الأكثر عرضة للخطر.
صحيح أن بريطانيا قدمت مساعدات مالية لإيواء النازحين السوريين، ولإعادة توطين بعض اللاجئين الذين يعيشون في مخيمات في مختلف أنحاء المنطقة وفقا لمبادئ الاتحاد الأوروبي، لكن بريطانيا الآن فشلت في أن تعطي إجابات مقنعة عن مسألة الهجرة في سياساتها الحالية، على الرغم من أنها كانت من أولى الدول التي تدخلت في بلدان مثل العراق وليبيا، وأسهمت بشكل أو بآخر في خلق الظروف التي بسببها يهرب اللاجئون من بلدانهم.
لقد تنازلت بريطانيا العام الماضي إلى الحد الأدنى من تعهدها بقبول بعض الأطفال غير المصحوبين بذويهم من اليونان وإيطاليا وفرنسا، بعد رفض رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون الانضمام إلى مخطط الاتحاد الأوروبي لإعادة توطين 160 ألف لاجئ في دول الاتحاد. ويقدَّر عدد الأطفال اللاجئين المقرر استقبالهم بنحو 3000 طفل، لكن الحكومة تقول إنها ستمنح فقط 350 طفلا حق اللجوء في بريطانيا، حيث يتم توزيعهم على ملاجئ عدة في البلاد.
صحيح أن بعض المجالس البريطانية مترددة في قبول عدد أكبر من الأطفال، خاصة في المناطق التي لا يحب الناخبون فيها استيعاب المهاجرين بحجة أن ميزانياتها الضيقة تنفق في حدود الخدمات الأساسية. ويقولون إن منح التمويل التي تهدف إلى تغطية تكاليف رعاية الأطفال لا تفعل شيئا يذكر. وهناك أيضا الضغوط على المقاعد الدراسية والخدمات الصحية.
ولكن مع كل ذلك، هذه المشاكل يمكن التغلب عليها بدعم كافٍ من الحكومة المركزية. ومن الواضح أيضا أن هناك إرادة سياسية للتصدي لهذه المشاكل. كما يبدو أن هنالك اعتقادا ساخرا بأن المزاج العام قد تحول منذ الربيع الماضي، وأصبح الآن سياسيا أكثر كلفة لاستقبال الأطفال اللاجئين بدلا من إبعادهم.
هذا ليس سوى فشل أخلاقي، ولا يحقق أي نفع ما. كما أن إغلاق حدود بريطانيا لا يرفع مستويات المعيشة أو إزالة الضغوط على الخدمات العامة. وفضلا عن ذلك، إنه تشويه لسمعة البلاد في التسامح والانفتاح.
(الفاينانشيال تايمز) - البريطانية   
========================
الاندبندنت :الكشف عن وثيقة لتنظيم الدولة تؤكد الدور الجهادي للإعلام
http://arabi21.com/story/985137/الكشف-عن-وثيقة-لتنظيم-الدولة-تؤكد-الدور-الجهادي-للإعلام#category_10
نشرت صحيفة "إندبندنت" تقريرا للكاتبة ليزي ديردن، تقول فيه إن وثيقة تابعة لتنظيم الدولة كشفت عن خططه الدعائية في المستقبل.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه في الوقت الذي تستمر فيه خسائر التنظيم في العراق وسوريا، ويتعرض فيه معقلاه الأخيران في الموصل والرقة لهجمات شديدة، فإن الوثيقة، التي تحمل عنوان "أيها الناشط الإعلامي أنت مجاهد أيضا"، تكشف عن خططه في الشرق الأوسط.
وتورد الكاتبة أنه جاء في الوثيقة أن الغرب "غضب وأصيب بالرعب من الإعلام الجهادي"، ودعا التنظيم أتباعه إلى تحطيم معنويات العدو، وقال إن "الإعلام قد يكون أقوى من القنبلة الذرية"، و"لديه القدرة على تغيير ميزان الحرب بين المسلمين وأعدائهم".
وتذكر الصحيفة أن الوثيقة جاءت في 55 صفحة، وترجمها إلى اللغة الإنجليزية المركز الدولي لدراسة التشدد في كينغز كوليج في جامعة لندن، تحت عنوان "حرب المعلومات"، مشيرة إلى أنه بالإضافة إلى أشرطة الفيديو المعروفة بوحشيتها، فإن التنظيم نشر صورا عن الحياة الهادئة فيما يطلق عليها "الدولة الإسلامية".
ويفيد التقرير بأن الصور، التي بثتها وكالة أعماق الرسمية التابعة للتنظيم، تضم صورا عن المعارك وطائرات دون طيار وعمليات انتحارية حول مدينة الرقة والباب، بالإضافة إلى الدمار الذي تزعم الوكالة أنه جاء نتيجة لضربات طيران التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة والطيران الروسي والمدفعية التركية.
وتكشف ديردن عن أنه مع رؤوس القتلى من الأعداء، فإن هناك صورا لطيفة تظهر الأطفال في حفلات توزيع المسابقات القرآنية والمكافآت، وتوزيع الجهاديين الطعام والمال على المدنيين.
وتلفت الصحيفة إلى أن وكالة أعماق تعد إحدى الآلات الدعائية التي يعتمد عليها التنظيم، التي تضم مجلات ذات طابع صقيل، مثل "دابق" و"رومية" ومجلات أخرى نشرت بلغات عدة، بالإضافة إلى مواقع فيديو وقنوات تواصل اجتماعي وحسابات عدة على "تويتر".
وينقل التقرير عن مؤلف تقرير المركز الدولي تشارلي وينتر، الذي يعمل في المركز، قوله إن هناك نوعا من الخوف لدى الدعائيين التابعين للتنظيم، وأن الأمور لا تسير على ما يرام، مشيرا إلى أنه جاء في التقرير أن الوضع لا يمكن الحفاظ عليه، "ولا يمكن لتنظيم الدولة السيطرة على أراض متصلة، ولهذا فهو بحاجة إلى وسائل أخرى للحفاظ على المعنويات حول العالم، ومن أجل أن تكون له علاقات ويحافظ على الزخم".
ويضيف وينتر: "في هذه الظروف، تصبح الدعاية أكثر أهمية الآن، وهي طريقة للعودة إلى الفترة الذهبية"، لافتا إلى أن هزيمة التنظيم المحتملة في سوريا والعراق وليبيا لن تمنع أتباعه من مواصلة الهجمات الإرهابية، أو القيام بحركات تمرد، في وقت تستمر فيه الدعاية في دائرة التشدد.
وتنوه الكاتبة إلى أنه في الوقت الذي كان فيه تنظيم الدولة يعتمد على الدعاية لتجنيد مقاتلين في صفوفه، ودفع من يتأثرون بها للقيام بهجمات، فإنه اليوم يرغب في تجنيد من يطلق عليهم "الناشطين الإعلاميين" لنشر رسالته، مشيرة إلى أن الدليل الإرشادي يقدم دور المرشد الدعائي من خلال المعركة والجهاد، وبأنهم "الجنود المجهولون"، الذين يجب "ألا يتم التقليل من دورهم".
وبحسب الصحيفة، فإنه جاء في الوثيقة: "لكل آخ ناشط إعلامي في الدولة الإسلامية، يجب أن تعلم وتقتنع بأن الإعلام هو فكرة جهادية في سبيل الله"، وتضيف: "لن نبالغ بالقول إن الناشط الإعلامي هو باحث عن الشهادة، لكن دون حزام ناسف".
ويبين التقرير أن الوثيقة كتبت باللغة العربية، لافتا إلى أنها موجهة على ما يبدو للإعلاميين الذين يصورون المعارك، لكن التنظيم نشرها العام الماضي على الإنترنت من أجل جذب المتطوعين، وجاء فيها أن "تحريض الآخرين على الانضمام للجهاد هو مثل ممارسته".
وتورد ديردن أن الوثيقة تقدم ثلاث نقاط: البديل الإيجابي، ومهاجمة قيم العدو وأفعاله، وإطلاق صواريخ موجهة لاستغلال الإعلامي الرسمي.
وتستدرك الصحيفة بأنه رغم تراجع عدد المجندين والمتطوعين للتنظيم، وخسارته مناطقه وقادته، الذين تقتلهم الطائرات دون طيار، فإن التقرير يحذر من الحديث عن "مرحلة ما بعد الدولة الإسلامية في الوقت الحالي"، ويعلق كاتبه قائلا إن فكرة الخلافة ستظل قائمة حتى بعد شبه الدولة التي أقامها التنظيم، ويضيف: "لو أجبر المقاتلون فإنهم سيلجؤون إلى العالم الافتراضي، ويستخدمون الدعاية، ويجمعون المواد الدعائية التي أنتجها التنظيم عبر السنين؛ حتى يبقوا الحنين لها حيا".
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه جاء في التقرير: "في السنوات المقبلة، فإن هذا التصميم سيساعد على إدامة، وربما، زيادة الخطر الإرهابي الذي يمثله".
========================
الصحافة التركية :
صحيفة حرييت : ممر يمنع تصادم المعارضة والنظام في الباب
http://www.aljazeera.net/news/arabic/2017/2/14/صحيفة-ممر-يمنع-تصادم-المعارضة-والنظام-في-الباب
ذكرت صحيفة حرييت التركية الثلاثاء أن مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من أنقرة أنشؤوا مع قوات النظام السوري ممرا أمنيا لتجنب المواجهات بينهما في معركة استعادة مدينة الباب من تنظيم الدولة الإسلامية.
وشبهت الصحيفة هذا الشريط بمنطقة "الخط الأخضر" منزوعة السلاح بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين في جزيرة قبرص، وقالت إن الممر تم إنشاؤه في جنوب بلدة الباب، وعرضه يتراوح بين خمسمئة وألف متر.
وأكدت حرييت أن اتصالات متفرقة تمت بين الفريقين المتحاربين، مشيرة إلى أن مقاتلي المعارضة يسيطرون على 40% من المدينة.
ورأت وكالة الصحافة الفرنسية أن هذا الاتفاق -إذا تأكد- يشكل حالة اتصال نادرة في الأزمة بين النظام السوري والمقاتلين المعارضين له، الذين يسعون إلى إسقاطه.
وبات تنظيم الدولة الاسلامية منذ نحو عشرة أيام محاصرا بالكامل في مدينة الباب، آخر أبرز معاقله في محافظة حلب (شمال سوريا)، بعد تقدم قوات النظام جنوب المدينة، في وقت تحاصر فيه قوات تركية وفصائل سورية معارضة المدينة من الجهات الثلاث الأخرى.
وفي هذه الأثناء، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم اليوم إن مقاتلي المعارضة المدعومين من تركيا انتزعوا السيطرة إلى حد بعيد على مدينة الباب السورية من متشددي تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف يلدرم متحدثا لمشرعين من حزب العدالة والتنمية الحاكم "الباب باتت إلى حد بعيد تحت السيطرة، هدفنا هو منع فتح ممرات من أراض تسيطر عليها منظمات إرهابية إلى تركيا".
وتشن المعارضة منذ أسابيع هجوما كبيرا على الباب الواقعة على بعد ثلاثين كيلومترا جنوبي الحدود التركية، وينذر التقدم بمواجهة مباشرة بينها وبين القوات الحكومية السورية التي تطبق على المدينة من الجنوب.
وبدأت قوات الجيش السوري الحر المدعومة بقوات تركية توغلا داخل سوريا في أغسطس/آب الماضي، وطردت مقاتلي تنظيم الدولة والمقاتلين الأكراد من العديد من المناطق الحدودية، وصولا إلى مدينة الباب.
 
========================
صباح :لماذا تركيا هي المستهدفة في هذه المنطقة؟
http://www.turkpress.co/node/30988
محمد بارلاص - جريدة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
عندما تواجُهنا أحداث مربكة وغامضة فإننا نلجأ للذين نظن أنهم مُلمّون بتفاصيلها لنفهمها جيدا، ولكن في الفترة الأخيرة ازدادت هذه الأحداث لدرجة أننا أصبحنا لا نعرف من نسأل من أجل معرفة التفاصيل.
أسئلة كثيرة...
على الرغم من أنها حليفٌ تركي لماذا تستمر الولايات المتحدة بحماية فتح الله غولن (زعيم التنظيم الموازي)؟ ألا تعني الملفات الكثيرة التي قدمت لواشنطن من أجل إعادته أي شيء؟ أم أن التنظيم الموازي هو عبارة عن مشروع للاستخبارات الأمريكية وعميل لهم؟
هل محاولة الانقلاب على الشرعية التركية ليلة 15 تموز مشروعة للتنظيم الموازي وحده، أم أن هناك أطرافًا أخرى مشاركة بهذا المشروع؟ ومن هي الكوادر السياسية المشاركة  به؟
في أوروبا وخاصة في ألمانيا من هم الذين يغذّون العدائية تجاه تركيا؟ وهل يحتل حزب العمال الكردستاني مساحة أكبر من مساحة الشرعية التركية في الصحافة والسياسة الألمانية؟
بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسا لأمريكا، كيف ستؤثرالتغيرات في السياسات العالمية التي اتسمت بالتطرف على تركيا؟ هل ستصبح الانقلابات الموجهة أمريكيًا من التاريخ؟
هل ما زال هناك "تنظيم غلاديو" في تركيا؟
مـا هـو الـغـلاديـو؟
قبل سنوات عدة في زيارة له لتركيا قام مدعي عام قضية "تنظيم غلاديو" في إيطاليا فيليس جاسون بمشاركة الحكومة التركية بمعلومات عن هذا الموضوع. لنذكر بعض تفاصيل القضية.
تم إعداد لوائح اتهام بحق 7417 شخص في هذه القضية... وتم طلب رفع الحصانة عن 463 نائب برلماني... مَثَل 911 رجل أعمال أمام المحكمة... وتم العثور على ذخائر وأسلحة في 139 مكانًا في البلاد.
صدرت قرارات اعتقال 12 وزيرًا ونائبًا برلمانيًا سابقًا من بينهم رئيس الوزراء الأسبق بيتينو كاراكسي. وتم تحديد 622 شخص تم تدريبهم على يد المخابرات الأمريكية والبريطانية السرية، ومن بينهم امرأتان.
الـغـلاديـو الـتـركـي
تخيلوا وجود تنظيم بهذا الحجم في إيطاليا والتي هي دولة أوروبية وعضو في الاتحاد الأوروبي... في تركيا يمكننا تخمين حجم التنظيمات المشابهة للغلاديو الإيطالي بسهولة... في الأساس نستطيع أن نعرف حجمها من خلال عدد الذين تم اعتقالهم... المدعي العام الإيطالي قال أيضا: "الغلاديو التركي يحمل صفة مختلفة معقدة... لأن عالم الأعمال وعالم الصحافة وعالم السياسة هي أطراف في هذا التنظيم".
محمد بارلاص
========================
صحيفة خبر ترك :رسائل روسيا المتعلقة بـ"حادث غير متعمد"
http://www.turkpress.co/node/30989
نهال بينغيسو كراجا - صحيفة خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس
في التاسع من الشهر الجاري قصفت الطائرات الحربية الروسية وحدة من وحدات الجيش التركي في مدينة الباب مما أدى إلى استشهاد 3 عناصر. أكدت روسيا بأنه حادث غير متعمد. ولكن ليس من الواضح أن روسيا قدمت اعتذارا عن الحادثة أم لا. في تصريح صدر من الكرملين فيما يتعلق بالحادثة لم يكن هناك ما يفيد بأن "الحادث غير متعمد ونعتذر عن ذلك"، بل قالوا: "خلال العمليات العسكرية ضد العناصر الإرهابية  تتحرك عناصرنا وفق الإحداثيات التي يعطيها الجيش التركي لهم. كان يجب على الجيش التركي أن لا يكون في تلك الإحداثيات التي تم قصفهم فيها. وهذا ما تسبب بهذا الحادث العَرَضي". 
من جهة أخرى في تصريح لها لم تؤيد القوات المسلحة التركية هذا التصريح. بل أفادت بأنه:
- لا توجد مشكلة في تبادل المعلومات بين الطرفين. تقوم القوات المسلحة التركية بمشاركة المعلومات المتعلقة بتحركاتها العسكرية مع القوات الروسية بشكل متبادل ومنظم وفق الاتفاقية التي تم توقيعها بين الطرفين في تاريخ 12 كانون الثاني/ يناير 2017.
- تتواجد وحدات الجيش التركي في الموقع الذي قصفت فيه منذ 10 أيام.
وهذا هو تصريح القوات المسلحة التركية:
"يتواجد عناصرنا منذ 10 أيام في المكان الذي قُصفوا فيه بتاريخ 9 شباط/ فبراير 2017. في 8 من شباط وبعد إطلاق صاروخ من منطقة تخضع لسيطرة الوحدات الروسية على منطقة تتواجد فيها عناصرنا، تم إرسال إحداثيات مواقع وحداتنا إلى العناصرالمسؤولة في قاعدة حميميم الروسية للمرة الأخيرة الساعة 11:11 ليلا في اليوم نفسه. وفي الوقت نفسه تمت دعوة الملحق العسكري الروسي في السفارة الروسية في أنقرة إلى مقر رئاسة الأركان وتسليمه الإحداثيات التي يتواجد فيها عناصرنا مرة أخرى".
لـيـسـت الـمـرة الأولـى...
هذا التصريح من القوات المسلحة التركية ينفي ما تحدث به المتحدث باسم الكرملين بيسكوف، الذي قال: "يمكنني القول إن سبب هذه الحادثه هو نقص في الإحداثيات المقدمة من الجانب التركي".
هذا يعني أن الطرف الروسي لم يعتذر. إذن هل هو حادث متعمد؟ من الممكن أن القوات الروسية لم تُرِد تحديث المعلومات المتعلقة بإحداثيات تواجد الجيش التركي. إذا كان هذا الحادث متعمدًا فبالتأكيد لن تقوم القوات الروسية بذلك.
هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا. في اليوم الثالث والتسعين منذ تاريخ بدء عملية درع الفرات، وهو 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، تم قصف القوات التركية في منطقة الباب مما أدى إلى استشهاد 3 عناصر وجرح 10.
كانت الدلائل تشير إلى أن قوات جيش النظام السوري هي من قامت بذلك ولكن من جهة أخرى كلنا نعرف أنه من دون إذن روسي فإن مقاتلات جيش النظام لن تقوم بقصف تلك المنطقة مطلقًا. التاريخ الذي حدثت فيه هذه الحادثة وهو 24 نوفمبر يَعلَق بالأذهان حيث أنه وفي نفس التاريخ من العام الذي يسبقه قامت قوات سلاح الجو التركي بإسقاط طائرة روسية من طراز سو-24 إخترقت الأجواء التركية. تركيا لم تُرِد إعطاء إحتمال لقيام روسيا بالإنتقام في ظل مرحلة بدأت العلاقة فيها بالتحسن بين الطرفين.لكن أيضا كان من الواضح عدم وجود إحتمال آخر مقنع غير ذلك.
قد تكون من قامت بالعملية  طائرة لجيش النظام أو طائرة بدون طيار إيرانية، ولكن بكل تأكيد من غض الطرف عن هذه العملية وأعطى الإذن بتنفيذها في ذلك التاريخ بالذات هي روسيا.
هل هذا تحذير ب" وجوب إعطاء القرار" ؟
توقيت الهجوم الأخيرعلى القوات التركية (هجوم 09 شباط)لا يختلف عن توقيت هجوم 24 نوفمبر في أهميته. إذ أنه في هذه المرة تركيا وروسيا إلتزمتا بضمان إتفاق قد يفضي إلى إنهاء الحرب في سورية. ولأنه وفي هذا التاريخ قام رئيس السي اي إيه الأمريكي مايك بومبيو بزيارة تركيا وكان إشتراك أوعدم إشتراك تركيا في عملية الرقة المُنتظرة مطروح على الطاولة. وفي نفس اليوم تمت المحادثة الهاتفية بين الرئيس أردوغان والرئيس ترامب الذي قال لمستشاريه في خبر تناقلته الصحف : " يجب أن يكون أردوغان في مركز الشرق الأوسط، يجب أن نعطي إجابة له فيما يتعلق برغباته ورغبات دولته". وقبلها بمدة قصيرة قامت المستشارة الألمانية ميركل بزيارة تركيا أيضا.
على الأغلب أن الرسالة التي أرادت أن توصلها روسيا هذه المرة بهجومها الأخير هي " التحالف معي كان قرارك، ولكن قرار الإنسحاب لن يكون عائدٌ إليك. إما أن تكون هنا أو هناك. يجب أن تعطي القرار".
========================
صباح التركية :لماذا الرقة ومنبج؟
http://www.turkpress.co/node/31001
برهان الدين دوران - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
صرح الرئيس التركي أردوغان بأن مدينة الباب السورية باتت محاصرة من أربعة محاور وأن قوات الجيش الحر المدعومة من قبل تركيا يمكنها إعلان السيطرة على المدينة في أي وقت وأن الهدف القادم هو الرقة ومنبج، وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد في مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول قبيل مغادرته إلى البحرين في إطار جولته الخليجية، وأفاد أن الهدف النهائي هو تطهير المنطقة بأكملها من تنظيم داعش الإرهابي وتشكيل منطقة آمنة خالية من الإرهاب بمساحة 4-5 كم ومحظورة جويا، وإنشاء جيش وطني محلي للتمركز في هذه المنطقة.
واتضح لاحقا أن مقترح الرئيس أردوغان بإنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري والذي عرضه سابقا على كل من ألمانيا وأمريكا وروسيا أصبح حقيقة لا مفر منها، إلا أنه لم يبقَ أي خيار لتركيا غير دخولها الفاعل في الساحة السورية بعدما أثرت الأزمة على الداخل التركي سلبا لثلاث أو أربع سنوات، لكن هذا الدخول فرض تحالفا بينما تتضارب مصالح الدول مع بعضها في الساحة السورية، فكان من أولويات تركيا التحالف مع أمريكا وروسيا.
يرى أردوغان أنه سيكون من أول المنسقين بين بوتين وترامب في حربه ضد تنظيم داعش، ويرى أيضا احتمال زيادة قوة الدور التركي في ساحة المعركة ضد داعش والأهم من ذلك أن ما كان يقال بخصوص وحدات حماية الشعب بأنهم هم الوحيدون الذين يستطيعون قتال داعش سيكون محض خيال فقط.
أضف إلى ذلك الفوائد الناجمة عن إنشاء المنطقة الآمنة بمساحة 4-5 آلاف كيلومتر مربع وهي:
تطهير المنطقة بأكملها من تنظيم داعش، وإبقاء الجيش الحر كعامل فعال في محادثات أستانة وجنيف، والحد من خطر تنظيم وحدات حماية الشعب وحتى القضاء عليه بالكامل، وحل قسم كبير من مشكلة المهاجرين، واستمرار الحل السياسي بين نظام الأسد ومجموعات المعارضة المعتدلة.
وضعت تركيا هدف السيطرة على الرقة ومنبج السورية نصب أعينها، وكلنا يعلم بأن مرحلة التقارب الأمريكي- الروسي القادمة ستكون صعبة وأكبر مثال على ذلك ما شهدناه منذ فترة، حادثة قصف الطيران الروسي لمواقع خاطئة للجيش التركي والنقاشات الحادة التي نشأت عنه.
ومن المحتمل أن يزيد نظام الأسد من تعاونه مع تنظيم وحدات حماية الشعب انتقاما وانزعاجا من تقدم عناصر الجيش الحر المدعومة من تركيا.
وكل هذه المعطيات تتغير مع تغير سياسة ترامب في الشرق الأوسط، فما زال طاقم ترامب غير موحد الرأي تجاه هدفين هما: مكافحة داعش والحد من التمدد الإيراني في الشرق الأوسط، ولهذا فإن المحادثات الهاتفية التي أجراها ترامب مع دول الخليج تدل على جهوده الرامية إلى إيقاف التمدد الإيراني ابتداء من اليمن.
أما بالنسبة إلى النقطة الأهم فهي في العراق وسورية، فعلى أمريكا المساومة مع روسيا في سوريا أما في العراق فيبدو الوضع سهلا بعض الشيء لكن في الواقع يبدو أن الأمر صعب فعلى أمريكا هنا أن تقنع الحكومة العراقية بالتخلي عن خدمات إيران.
يسعى ترامب إلى تشكيل موجة جيوسياسية جديدة في المنطقة، أي يمكنني القول بأن الدول القوية الصامدة في الساحة السياسية ستستفيد وستكون أضرارها أقل.
أرى أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة "تحضير" وهذا ما استنتجته من تصريحات أردوغان بخصوص الرقة ومنبج ومن جولته السياحية في البحرين وقطر والسعودية فقد دعا أردوغان في كلمته بمعهد السلام الدولي في البحرين، دول مجلس التعاون الخليجي إلى دعم القضيتين السورية والفلسطينية من أجل حل مشاكل المنطقة، مؤكدا على ضرورة تعاون دول المنطقة لحل مشاكل منطقتهم بأنفسهم.
هذا الدعوة تظهر الدور الفعال الذي ستحمله تركيا على عاتقها في المنطقة، وأهمية تحذير أردوغان لدول المنطقة بالحفاظ على سلامة مستقبلهم، فلجوء دول الخليج إلى أمريكا في كل شيء ليس حلًا.
من يظن أن سياسة ترامب الجديدة بدعوته للقوة والاتحاد تخلص المنطقة من فوضاها  فهو مخطئ.
========================
يني شفق : إيران تريد الوصول إلى مكة المكرمة بالدبابات والصواريخ الحوثية
http://almashhad-alyemeni.com/news93971.html
قالت صحيفة “يني شفق” التركية: إن إيران تريد الوصول إلى مكة المكرمة بالدبابات والصواريخ عبر تجنيد حلفائها الحوثيين في اليمن.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن “إيران باتت تهدد دول الخليج العربي وخصوصًا السعودية بعد هجمات صاروخية شنها الحوثيون المدعومون من قبل إيران”.
وأوضح التقرير أن “مكة المكرمة أصبحت في مرمى الصواريخ الإيرانية، وهذا هو المكان الذي تريده إيران لجعل صواريخها ودباباتها تصل إلى كامل الأراضي السعودية”، محذرة أن “إيران إذا لم تتوقف قريبًا عن استفزازاتها في المنطقة، فإن دول الخليج وتركيا سيتحالفان ويهاجمانها”.
واعتبرت الصحيفة أن “إيران التي لم يكن أحد يعرفها في جغرافيا العالم الإسلامي قبل الثورة التي حدثت ضد نظام الشاه 1979 باتت تهدد دولًا إسلامية”، مضيفة أن “أردوغان سيبحث مع القادة الخليجيين التهديدات الإيرانية”.
وتطرق التقرير إلى المحادثة التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الخميس الماضي، حيث تحدثا عما وصفته الصحيفة بالتهديد الذي تمثله إيران للمنطقة بأسرها، مضيفة أن “العراق بدأ يخرج من الوصاية الإيرانية”.
وتابعت الصحيفة التركية أن “إيران حاليًا بشكل غير مباشر تقود حربًا ضد تركيا في سوريا بهدف توسيع نفوذها الإقليمي”، مبينة أن “المخاوف الأمنية الرئيسية في المنطقة مرتفعة للغاية بسبب الاستفزازات الإيرانية”، مؤكدة أنه “ينبغي على إيران أن تنسحب فورًا من سوريا واليمن”.
وختم تقرير الصحيفة المقربة من أردوغان أن “على إيران أن تبحث عن تغيير جذري يتفق مع الاتجاهات السياسية في المنطقة، وتبتعد عن تحقيق إمبراطوريتها الفارسية التي تعمل عليها عبر الترويج للمذهب الشيعي في البلدان ذات الغالبية السنية”.
========================
حرييت التركية :عبدالقادر سلفي :تعاون تركي - أميركي
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/20163323/تعاون-تركي---أميركي
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٥ فبراير/ شباط ٢٠١٧ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
خصّ رئيس الاستخبارات الأميركية، تركيا بأول زيارة خارجية له، بناء على الاتصال الهاتفي بين الرئيسين أردوغان وترامب. والاتصال هو أبرز تطور سياسي في تركيا أخيراً. فخلال حديث الزعيمين، وأثناء تقييم الرئيس أردوغان الوضع الإقليمي على الهاتف، قال الرئيس ترامب «أنا مدرك لهذه التطورات ولدينا معلومات عنها، وسأرسل رئيس الاستخبارات اليكم ليسمع منكم مباشرة هذه التفاصيل». وبعد نحو 24 ساعة كان بومبيو في أنقرة. وأهم ما تريد أنقرة سماعه من ضيفها هو علاقة ترامب بتركيا، وخططه لمحاربة «داعش»، ومواقفه من الأزمات الإقليمية. ولا يخفى أن الرئيس ترامب لم يستسغ الخطة التي وضعها سلفه أوباما لمحاربة «داعش» ووجد أنها ضعيفة، وأمر بتحضير واحدة جديدة بديلة، فترامب ينظر إلى سياسات أوباما في الشرق الأوسط على أنها خاطئة، وأبلغ رأيه هذا الرئيس أردوغان أثناء المكالمة الهاتفية. فالرئيس أوباما أهمل حلفاءه التقليديين على اختلافهم في المنطقة على غرار إسرائيل وتركيا ودول عربية، وفضّل أن يتعاون مع غيرهم، وتحديداً مع إيران والأكراد، ولم يظهر المسؤول الأميركي خلال زيارته أنقرة على أنه رئيس للاستخبارات فحسب، فهو بدأ لقاءاته بالجلوس مع الرئيس أردوغان أولاً، وحديثه وأسئلته وعلاقته المميزة مع الرئيس ترامب، كل ذلك يرفع من شأنه ومرتبته إلى مستوى المستشار السياسي لترامب في الشؤون الاستراتيجية، فهو من نوعية الرجال الذين لا يكتفون بجمع المعلومات وتقديمها، بل يتدخلون في شؤون الحرب وقراراتها. بومبيو تعرف إلى أنقرة خلال هذه الزيارة، والمسؤولون الأتراك تعرفوا إليه للمرة الأولى، وهذه كانت انطباعاتهم عنه، أولاً: الرئيس ترامب يسعى الى إرساء استراتيجية جديدة تجاه الشرق الأوسط، وقبل وضع هذه الاستراتجية فإنه يرسل بومبيو الى تركيا ودول عربية من أجل جس النبض، ومعرفة أفكار هذه الدول واستعدادها للمشاركة في الاستراتيجية الأميركية التي تعد من أجل بداية صحيحة وسليمة مع دول المنطقة. وثانياً: لم تجر المحادثات بين بومبيو ونظيره التركي هاكان فيدان على الشكل المعتاد، بل كان حواراً مفتوحاً. وشرحت له أنقرة مشكلات تواجهها مع واشنطن، وخطر قوات الحماية الكردية وحزب «العمال الكردستاني»، وهو طرح أسئلة صعبة وقوية، أظهرت أنه جاء بعد أنه اطلع عن كثب على ملف تركيا. وثالثاً: لم تكتف تركيا بإطلاعه على أفكارها واقتراح مطالبها عليه، واقتنصت اللقاء لتعرض رأيها في ما وقعت فيه واشنطن من أخطاء سياسية في تعاملها مع الملف السوري، والحرب على «داعش» وعلاقتها مع أكراد سورية.
لذا نستطيع القول إن بومبيو ترك انطباعاً إيجابياً في أنقرة. فهو يأتي من خلفية سياسية، وهو عسكري سابق وسياسي. والحديث معه أكثر وضوحاً وشفافية. وسأل ترامب أردوغان أسئلة كثيرة خلال حديثهما، وكذلك فعل بومبيو الذي أكثر من الأسئلة، ودوَّن الإجابات والملاحظات ووعد بنقلها الى واشنطن ودراستها جيداً. نتوقع أن يعلن الرئيس ترامب استراتيجيته في الشرق الأوسط في نيسان (أبريل) أو أيار (مايو) المقبل على أبعد تقدير، والى ذلك الحين سيبقى ترامب في إطار من يبحث عن أجوبة لأسئلته الكثيرة، وستبقى عين أنقرة على بومبيو وتحركاته. فهي تريد بداية إيجابية وقوية لعلاقاتها مع إدارة ترامب، ويعمها اليوم تفاؤل بعد زيارة بومبيو. ولكن يبقى الحذر قائماً حتى إعلان ترامب استراتيجيته الجديدة.
 
 
* كاتب إسلامي مقرب من الحكومة، عن «حرييات» التركية، 13/2/2017، إعداد يوسف الشريف
========================
الصحافة الروسية والعبرية :
فيدوموستي :ليونيد إيساييف :خروج روسيا من الأزمة السورية... ثمنه مرتفع
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/20163324/خروج-روسيا-من-الأزمة-السورية----ثمنه-مرتفع
جرى اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، حول كيفية شن عمل عسكري مشترك ضد «داعش» في الباب والرقة. وتبعد «قوات سورية الديموقراطية» (الكردية) عنهما نحو 10 كيلومترات. وفي اليوم التالي، وصل رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، مايك بومبيو، إلى أنقرة من أجل الاتفاق على شكل «استئناف العلاقات» الأميركية- التركية، وهي زيارة تزامنت مع ضربات جوية روسية ضد جنود أتراك في الباب.
وقبل ما يزيد على العام، وقع حادث إسقاط الطائرة الروسية على الحدود التركية- السورية، وكان في مثابة ذريعة الى رفع وتيرة النزاع بين موسكو وأنقرة، وتعقيد النزاع. ومذّاك، تعمّق المأزق السوري وبلغ مستويات خطيرة، وتعاظمت تكاليفه على اللاعبين الأجانب.
وأوجه الشبه كبيرة بين حادث مقتل الجنود الأتراك في الباب، وحادث الطائرة الروسية وكان يمكن أن يؤدي إلى رد قوي من أنقرة. فقد اعتبر الرأي العام التركي الأسبوع الماضي أن الحادثة «خيانة» أو «طعنة في الظهر» تقتضي إجراءات حاسمة ضد موسكو. ومع ذلك، لا يقوى الطرفان على المواجهة في حرب جديدة. وعليه قررت موسكو وأنقرة، كما في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إثر اغتيال السفير اندريه كارلوف، نسيان حلقة مأسوية أخرى في تاريخ البلدين.
وعوض عرض العضلات، بدأ البلدان بالانتقال إلى البراغماتية الباردة. والتزام هذا النوع من البراغماتية يحمل روسيا وتركيا على إيجاد سبل للخروج السريع من الأزمة السورية، وانتهاج سياسة أكثر مرونة. وها هي روسيا تجلس إلى طاولة المفاوضات مع المعارضة المسلحة، التي قبل عام كانت تنعتها بالإرهابية، حتّى أنها دعتها إلى موسكو، في وقت تغض تركيا النظر عما حصل في مدينة حلب وتقصر نفوذها ووجودها على محافظتي إدلب وحلب جزئياً.
والمجهول الوحيد في الأشهر الأخيرة في الأزمة السورية هو سياسة الولايات المتحدة في ظل رئاسة ترامب. ومع ذلك، تشير تصريحاته الأخيرة الى انه لا يملك استراتيجية خاصة لحلّ الأزمة السورية. ولم تغير المكالمة بين الزعيمين الأميركي والتركي في العلاقات الأميركية- التركية في مجال الأمن. ويسعى الرئيس الأميركي الجديد الى مواصلة السياسة الخارجية في الإدارة السابقة التي أرساها جو بايدن، نائب الرئيس أوباما، الذي زار أنقرة في آب (أغسطس) 2016، أي الحفاظ على الود مع الأتراك والأكراد.
والموقف الأميركي معقول ومفهوم. فتركيا - شريك قديم للولايات المتحدة، ولا تريد واشنطن التفريط بالعلاقات بين البلدين. وفي المقابل، الأكراد السوريون هم كذلك، شركاء، لا يقلون أهمية في اعتبارات واشنطن. فالأراضي التي يسيطر عليها الأكراد هي مجال النفوذ الأميركي المطلق. وهذا ما يحمل الأميركيين على تعزيز كفة تقدم الأكراد ضد «داعش». وخلاصة القول، وعلى رغم التصريحات الأميركية حول وشك تحرير الرقة على يد قوات كردية- عربية مشتركة، لا شك في أن «قوات سورية الديموقراطية» تبعد فعلاً 10 كيلومترات عن عاصمة «داعش»، في حين أن قوات «درع الفرات» التركية تخوض معركة الباب منذ نهاية الخريف الماضي.
وأظهرت ست سنوات من الأزمة السورية، عجز أي قوة على فرض سيطرتها على كامل البلاد. وصارت الأطراف كلها أسيرة الوضع القائم بسبب الخسائر الكبيرة. وعليه، يبدو تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ الوسيلة الأكثر واقعية لحل الأزمة السورية، مع احتساب مصالح أكبر عدد ممكن من الأطراف المعنية، في وقت تنحسر الفائدة المرجوة من مفاقمة وتيرة الصراع في حسابات الأطراف المتورطة.
ولذا، لا يبقى أمام موسكو وأنقرة غير سبيل يتيم للخروج من الصراع وهو تثبيت الوضع الراهن. وهذا ما سعت إليه المبادرة الثلاثية من روسيا وتركيا وإيران في نهاية 2016. والاتفاق بين وزراء الخارجية والدفاع للدول الثلاث في موسكو، أدّى إلى بدء تقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ. وساهمت عملية بدء التقسيم في الانخفاض النسبي للصراعات في شمال غربي سورية، ووسع موسكو إعلان بدء سحب قواتها. وتلقى الأتراك، في المقابل، ضمانة مفادها عدم اعتداء جيش النظام السوري على محافظة إدلب، فوسعهم (الاتراك) الانصراف الى الاستيلاء على مدينة الباب المهمة استراتيجياً في حساباتهم.
وعلى رغم هذه الترتيبات، قد يكون ثمن الخروج الروسي من الأزمة السورية باهظاً. وإذا قسمت سورية إلى مناطق نفوذ، تصدرت مسألة إعادة الإعمار جدول الأعمال السوري. ووفقاً لتقديرات متباينة لتجاوز آثار الحرب الأهلية، يحتاج الاقتصاد السوري إلى استثمارات تفوق التريليون دولار أميركي. والمسؤولية المالية في كل منطقة نفوذ، ستقع في المقام الأول على عاتق الضامن الخارجي. وهذا، بدوره، يشير الى أن نفوذ أي بلد سيحدده ليس الوجود العسكري فحسب بل كذلك حجم الاستثمارات في الاقتصاد السوري.
وستضطر روسيا الى مواجهة تحديين بارزين، أولهما، جمع أموال لازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق التي يسيطر عليها النظام. ومعظم دول العالم لم تعد تعترف بمشروعية نظام الأسد منذ عدد من السنوات، وفرص مشاركة المجتمع الدولي في إنعاش الاقتصاد السوري منخفضة. وثانيهما، اضطرار موسكو الى التنافس على النفوذ السياسي في دمشق مع لاعبَيْن على الأقل: إيران، الحليف الرئيسي للنظام البعثي، والصين التي أعربت مراراً عن رغبتها في العمل في سورية ما بعد الحرب. والعلاقات الروسية- الإيرانية أمام اختبار جدي بسبب عداء ترامب لطهران. وإيران اليوم هي حجر العثرة الأساسي الذي يحول دون تعاون موسكو مع واشنطن في سورية. وتساهم هذه العثرة في تعاون الحكومة الروسية الوثيق مع تركيا، مما يؤدي الى تعاظم التوتر في طهران ودمشق.
أما الصين فلا تزال تدير سفارتها في دمشق، وتحافظ على الحوار مع أعلى مستويات الحكم. وليست بكين مطلعة على مشاريع ترميم الاقتصاد والبنية التحتية السورية فحسب، بل هي ترمي الى استبعاد مشاركة منافسين لها من بلدان أخرى. واحتمال حصول الصينيين على الحصة الأكبر من عقود ببلايين الدولارات في سورية مرتفع.
 
 
* خبير في شؤون الشرق الأوسط، محاضر في معهد العالي للاقتصاد في موسكو، عن «فيدوموستي» الروسية، 13/2/2017، إعداد علي شرف الدين
========================
"يديعوت أحرونوت": إيران ستضرب إسرائيل وليس أمريكا حال تهديدها
www.elfagr.org/2465759
 خاطر عبادة
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم إن إسرائيل ستتعرض لوابل من الصواريخ الإيرانية عبر لبنان وسوريا، إذا قررت واشنطن مهاجمة طهران.
ويتوجّه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، غداً الأربعاء لواشنطن للقاء الرئيس دونالد ترامب بالبيت الأبيض، لمناقشة التهديد الإيرانى بعد تجربة إطلاق صاروخ باليستى، وكذلك مستقبل عملية الاستيطان بالأراضى الفلسطينية المحتلة.
وقالت الصحيفة العبرية، إن اللقاء يعد فرصة ذهبية لنتنياهو، لإقناع ترامب باتخاذ إجراءات ضد إيران، من بينها فرض عقوبات اقتصادية، وتعليق الاتفاق النووى الإيرانى، أما فى حال إقناعه بشن حرب مباشرة ضد طهران، فستكون تل أبيب هدف الصواريخ الإيرانية، وليس الأراضى الأمريكية.
=======================