الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14/9/2017

سوريا في الصحافة العالمية 14/9/2017

16.09.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الاميريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الروسية والتركية :  
الصحافة الاميريكية :
ذي ناشونال انترست :تعاظم نفوذ روسيا في الشرق الأوسط
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/9/13/تعاظم-نفوذ-روسيا-في-الشرق-الأوسط
حذرت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية من تنامي النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، وقالت إن هذا النفوذ الجديد بدأ يتعاظم في المنطقة وعلى المسرح الدولي، وخاصة في ظل تضاؤل النفوذ الأميركي وتراجعه.
فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب نيكولاس غفوسديف أشار فيه إلى أن تضاؤل الدور الأميركي في الشرق الأوسط ترك فراغا في المنطقة وهيأ الظروف لظهور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوصفه لاعبا رئيسيا في الأمن الإقليمي، وخاصة في أعقاب التدخل العسكري الروسي في سوريا.
وأضاف أن أحداث وتداعيات الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات أثبتت أن اليد الروسية أصبحت مرئية في كل مكان بالشرق الأوسط، وأن روسيا ترأس الجهود المبذولة لإيقاف هذه الحرب، وأنها أدرجت نفسها في قضايا المنطقة برمتها.
وأشار إلى الدور الروسي بشأن الصراع بين الأكراد وتركيا، وإلى دورها في الجهود المبذولة بشأن الوضع النهائي لإقليم كردستان في العراق.
وأضاف الكاتب أن روسيا لعبت كذلك دورا في الحفاظ على "الهلال الشيعي" المتمثل في النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا، وأنها تشارك في محادثات مباشرة مع السعودية ودول الخليج بشأن كيفية الحفاظ على توازن هش للسلطة في المنطقة.
بوتين وأردوغان
وقال الكاتب إن لدى مصر وإسرائيل خطوط اتصال خاصة مع الكرملين، وإنهما يريان في بوتين رجل دولة أكثر موثوقية وأنه يفعل ما يقول وأنه يتابع التزاماته.
واستدرك الكاتب بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يشارك هذا التقييم مع بوتين، وأن أردوغان يبدو مستعدا لإقامة محور إستراتيجي جديد مع روسيا فيما يتعلق بالطاقة والأمن الأوراسي والمحافظة على مستقبل الشرق الأوسط.
وعودة إلى النفوذ الروسي في الشرق الأوسط، فقد أضاف الكاتب أن موسكو استضافت اجتماعات للفصائل الليبية المختلفة، وأخرى للأحزاب الفلسطينية السياسية، وكذلك لممثلين عن الأكراد وأعضاء  في المعارضة السورية.
وقال إن زعماء الشرق الأوسط بدورهم يقومون بزيارات إلى موسكو بشكل منتظم، وذلك لعقد لقاءات أو إجراء محادثات في الكرملين.
وأضاف أن روسيا لا تسعى لتطبيق أجندة أيديولوجية كالتي كان يتبناها الاتحاد السوفياتي السابق، وأنها لا تريد أن تزيح نفوذ الولايات المتحدة بالكامل من الشرق الأوسط، خاصة وأن واشنطن لا تزال تموّل جزءا كبيرا من تكاليف الأمن الإقليمي للمنطقة.
منافع اقتصادية
وأوضح الكاتب أن موسكو تريد أن توفّر للأنظمة شكلا من أشكال التوازن وخيارات أخرى بديلة للشروط الأميركية، الأمر الذي يجعل خصوم الحرب الباردة السابقين، وخاصة تركيا ومصر والسعودية وإسرائيل، أكثر انفتاحا على إقامة علاقة جديدة مع الكرملين.
وقال إن روسيا تمكنت من استعادة وجودها في الشرق الأوسط لأن كل دولة في المنطقة تسعى للاستقرار وخاصة في ظل تراخي دور الولايات المتحدة وافتقارها للقدرة على متابعة وعودها. وتحدث بإسهاب عن تعقيدات الحرب السورية وأدوار اللاعبين فيها على المستويين الداخلي والخارجي.
وقال إن بوتين ربما يشعر بالمتعة عندما تسلط عليه الأضواء بوصفه رجل دولة عظمى وعلى قدم المساواة مع رؤساء الولايات المتحدة، ولكن روسيا لا تسعى لمجرد الحصول على الهيبة على المستوى الدولي، بل إنها تسعى لجني فوائد ملموسة من سياساتها.
وأوضح أن موسكو تسعى من خلال لعبها دورا نشطا في الشرق الأوسط إلى إيجاد مناخ يزدهر فيه الطلب على السلع والخدمات الروسية، بدءا بالأسلحة ومصانع الطاقة النووية إلى التقنيات الأخرى التي لا ترغب الولايات المتحدة في توفيرها.
وقال إن روسيا تسعى لتحقيق الكثير من المطامح الجيواقتصادية، وإلى إنشاء طريق شمالي جنوبي يربط قلب روسيا بالخليج وبالمحيط الهندي.
وقال إن الأهم يتمثل في أن روسيا تمكنت من استخدام نفوذ موسكو في الشرق الأوسط لإحباط الجهد الأميركي الرامي لاستخدام السعودية نقطة ضغط ضد الاقتصاد الروسي.
وأشار إلى الأدوار الدبلوماسية التي تلعبها روسيا على مستوى المسرح العالمي كما في حالة الأزمة في شبه الجزيرة الكورية وغيرها من القضايا الدولية.
========================
نيويورك تايمز :الأيام الأخيرة لعاصمة "داعش": الغارات الجوية إذا بقيتَ، والألغام الأرضية إذا فررتَ
http://www.alghad.com/articles/1826602-الأيام-الأخيرة-لعاصمة-داعش-الغارات-الجوية-إذا-بقيتَ،-والألغام-الأرضية-إذا-فررتَ
سوميني سينغوبتا – (نيويورك تايمز) 8/9/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
الرقة، سورية- كل بضع دقائق، يُسمع انفجار يصم الآذان. ثم صفير قذيفة مدفعية. ومن حين لآخر، تُسمع قعقعة شاحنة صغيرة، مكتظة بالجنود، تتقدم نحو خط الجبهة.
كان هذا هو الحي على الحافة الغربية للرقة، عاصمة "داعش" بحكم الأمر الواقع، حيث التقيت حسن هاشم رمضان ذات يوم خميس لاهب في أواخر آب (أغسطس) الماضي.
وكان السيد رمضان قد تعرض للاعتقال والجَلد ثلاث مرات بينما كان تنظيم "الدولة الإسلامية" يحكم هذه المدينة: إما لأن لحيته قصيرة أكثر من اللازم، أو لأن سرواله لم يكن قصيراً بما فيه الكفاية. وعندما حاول الهرب عبر نهر الفرات، تم اقتيادة تحت حد البندقية إلى مركز المدينة. وأخيراً، ذات صباح ثلاثاء في آب (أغسطس)، أصابت شقيقه شظية قذيفة أطلقتها القوى التي تحارب "داعش". وحمله السيد رمضان بين ذراعيه، أولاً إلى المستشفى، ثم إلى القبر، قبل أن يفر من المدينة.
قال: "في الأيام القليلة الأخيرة، كنت آخذ الجرحى إلى المستشفى أو أدفن الموتى. هذا كل ما كنتُ أفعله".
كان السيد رمضان واحداً من عشرات الناس الذين وصفوا لي الحياة في أيام احتضار عاصمة الخلافة، القلب الرمزي للأراضي التي سعى "داعش" إلى تحويلها لتجسد رؤيته الوحشية لحكم الله في الأرض.
وأخيراً، قامت القوات العسكرية الأميركية وحلفاؤها بمحاصرة المدينة، مستعيدين -كما يقولون- أكثر من نصفها. وأصبح "داعش" في تراجع، وإنما ليس من دون قتال عنيد، حيث يحتجز مقاتلوه المدنيين في آخر ما تبقى من جيوبهم القليلة.
الآن، بقي أقل من 25.000 مدني في ما كانت ذات مرة مدينة يقطنها 300.000 مواطن. وقد وصف أولئك الذين فروا من المدينة كمّاشةَ موت من الغارات الجوية، ونيران المدفعية، والألغام الأرضية التي تملأ كل طريق للخروج. والعطش أيضاً، حيث لم يتبق الكثير من الماء للشرب داخل المدينة، كما يقولون.
وجدتُهم خلال رحلة ستة أيام من المنطقة الكردية من العراق إلى شمال شرق سورية. كانوا يعيشون في خوف وبلا يقين، إما على طول الطرق المفخخة التي دمرها القصف، المفضية إلى خارج مركز المدينة، أو في مخيم مؤقت على بعد ساعتين ونصف إلى الشمال، أو مستلقين في أسرة المشافي أبعد إلى الشمال، بأجسادهم المحطومة.
طبيب، خيّاطة، أطفال، كانت حياتهم مجمدة في حالة من التوقُّف الموجع. لم يكونوا يعرفون أين سيذهبون تالياً، أو تحت حكم أيِّ طرف سيعيشون.
في حي في غرب الرقة، حيث طُرد "داعش" منذ وقت قريب، تستلقي فوزة حميدي على مرتبة على أرضية منزل شقيقتها، متلوية من الألم. كانت قد حاولت الخروج من الرقة قبل بضعة أسابيع. لكن امرأة أمامها داست على لغم وماتت على الفور. واخترقت شظايا الانفجار ظهر السيدة حميدي وساقيها، وأطلق قناص داعشي النار عليها، ثم جرها مقاتلو "داعش" إلى سجن مؤقت. ويتم دفن ضحايا الألغام الأرضية بسرعة هناك، كما قالت. وما تزال رائحة الموت تعشعش في أنفها.
ظهرت امرأتان في المنزل لترويا قصتيهما. قالت إحداهما إن "داعش" قطعوا رأس زوجها بتهمة مساعدة عائلة مسيحية على الهرب. وأرتني الأخرى يدها المتورمة. ضرب رجل من "داعش" رسغها بعقب بندقيته، وكسر عظامها. وكانت جريمتها هي رؤيتها في السوق من دون غطاء كامل للوجه.
في الخارج، قال شاب إن رأس والده قُطع بتهمة التخطيط للانضمام إلى ميليشيا مناهضة لـ"داعش". وكان يعرف الرجل الذي فعل ذلك. وسأله أحد الجيران: "لماذا لا تقتله؟".
قال: "دعه يغادر المدينة وسأفعل. سوف أذبحه".
كان الحي مهجوراً إلى حد كبير. وقد تم تحويل مدرسة ابتدائية إلى قاعدة عسكرية لحلفاء الولايات المتحدة الذين يقاتلون "داعش"، من الميليشيات الكردية والعربية المعروفة باسم "قوات سورية الديمقراطية".
عند منتصف النهار، حلقت درجات الحرارة لتصل إلى أكثر من 40 مئوية. وكنت تستطيع أن تسمع هدير طائرة مقاتلة وهي تحلق فوق مركز المدينة، يعقبها صوت راعد، ثم صعود عمود من الدخان الأبيض الذي ينتشر على صفحة السماء الزرقاء الصافية.
تشكل الغارات الجوية خطراً جديداً على المدنيين؛ حيث قتلت ما يقدر بنحو 800 شخص منذ بدأ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هجومة على المدينة في حزيران (يونيو)، وفقاً للمجموعة المستقلة، المرصد السوري، وأكثر من 150 في آب (أغسطس) وحده، وفقاً للأمم المتحدة.
أما أولئك الذين يتمكنون من الخروج، فغالباً ما تسكن عيونهم نظرات زائغة مجنونة. والذكريات تطاردهم، الجيدة والسيئة على حد سواء.
كانت خولة الخلف، الخياطة، تعيش بالقرب من ساحة النعيم، حيث تتمشى العائلات عند الغروب وتبث مكبرات الصوت أغنيات المطربة اللبنانية المعروفة، فيروز.
والآن، تستطيع خولة أن تفكر فقط بالرؤوس التي كانت تُعرض في الساحة على العصي. ومن بين الذين قطعت رؤوسهم كان قريبٌ لزوجها، إمام في جامع المدينة تحدى مراسيم "الدولة الإسلامية".
وتقول خولة: "لم تعد تُسمى ساحة النعيم، إنها تدعى ساحة الجحيم".
على مدى عام كامل، تنقلت هي وعائلتها من مدينة إلى أخرى. وتقول: "أتمنى لو أننا متنا في العام 2010 بدلاً من التعرض للإذلال بهذه الطريقة".
ونظرت خولة إلى الطريق المهدوم الذي يمر بجوار خيمة فارغة أعطيت لعائلتها، مباشرة خارج حدود المدينة. وعلى الطريق تهادت جنازة مقاتل كردي سقط في القتال.
بينما يهبط المساء، تقدمت قافلة من حاملات الجنود المدرعة نحو خطوط الجبهة، حاملة جنوداً أميركيين. لم تقل إدارة ترامب كم هو عدد القوات الأميركية التي انتشرت في سورية، لكنك تراهم في كل أنحاء الشمال السوري، من ضفاف نهر دجلة في الزاوية الشرقية القصية، وعلى طول الحدود مع تركيا، وهبوطاً إلى الرقة.
يعني العيش في منطقة حرب أن ترتبَ سلوكك وفقاً لقواعد الرجال المسلحين الذين يحكمون القطاع الذي تعيش فيه. عليك أن تفكر في لون غطاء الرأس الذي يمكن أن ترتديه، وكم يجب أن يكون طول سروالك.
بالنسبة للرجال الذين جاؤوا من مناطق "داعش" وإلى المخيم المؤقت في بلدة عين عيسى التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية، على بعد ساعتين ونصف بالسيارة من مدينة الرقة، كان واحد من أولى أوامر العمل هو دخول دكان حلاق مسقوف بالصفيح.
وهناك، يجلس أبناء العم من عائلة عبد الله، الرجال الطوال عريضو الأكتاف باللحى الكثة التي تخفي أعناقهم في كرسي الحلاق، واحداً تلو الآخر. كانوا قد فروا من دير الزور، المدينة الأبعد على ضفة نهر الفرات، حيث زعم الجيش السوري أنه كسر حصار "داعش" هذا الأسبوع.
قال الرجال إنهم تركوا زوجاتهم وأولادهم خلفهم لأنه كان من المستحيل على الأسرة أن تسير كل الليل. وقال محمد عبد الله، 38 عاماً، والذي كان يعمل ساحق شاحنة: "كنتُ أبكي. وكانت زوجتي تبكي".
وأبقى محمد فقط على شاربيه، بينما تساقطت لحيته على الأرض.
أما ابن عمه، خلف، فتخلص من كل شيء دفعة واحدة. وقال إنه لم يحلق منذ ستة أشهر، في إطاعة لمراسيم "الدولة الإسلامية". وأضاف خلف: "في الخارج كنتُ أفعل ما يطلبونه".
كان من المستحيل معرفة مَن مِن بين الرجال في دكان الحلاق، إذا كان ثمة أحد، قد انجر إلى "الدولة الإسلامية". وقال الناطق باسم قوات سورية الديمقراطية، مصطفى بالي، إن قواته احتجزت الكثيرين من أفراد "داعش" الذين كانوا يحاولون الاختلاط بالمدنيين النازحين.
ثمة شاب اسمه علي، والذي أراد الإبقاء على جزء بدقة خط قلم الرصاص من شعر اللحية على طول فكيه، والذي ما يزال مُقيداً بقواعد "داعش". وقال: "حتى وجهُك ليس لك. إنهم يريدون السيطرة عليه".
ينتهي المطاف بالعديد من الجرحى الذين يفرون من الرقة في مستشفى تل الأبيض، على بعد ساعتين بالسيارة أبعد إلى الشمال، حيث احتجز "داعش" ذات مرة أسراه في قفص على دوار السير الرئيسي.
وحذرت مجموعة الإغاثة "أطباء بلا حدود" التي تقوم بمعالجة الجرحى هنا، من أن العديد من الجرحى ربما يكونون عالقين داخل المدينة، غير قادرين على العبور عبر القنطرة. وبحلول الوقت الذي يصلون فيه، كما تقول مجموعة الإغاثة، تكون جراحهم قد التهبت، وأصبح إنقاذ أطرافهم أكثر صعوبة.
البعض منهم يجدون وجهاً مألوفاً في الدكتور محمد أحمد صالح، الطبيب السابق في المستشفى الحكومي في الرقة. وكان قد عمل لأكثر من سنة هناك تحت حكم "داعش". ويقول: "كانت بنادقهم الكلاشينكوف مصلتة دائماً على رؤوسنا". ومثل الكثيرين من أهل الرقة، كانت الفوضى مكتوبة على وجهه: شعر شائب مشعث، وعناء يوم كامل، وعينان محمومتان.
وقال: "في أي لحظة يمكن أن يقطعوا رأسك. حاولت أن أناقش الأشياء معهم. لكنهم لا يؤمنون بأي شيء غير ما يؤمنون به، حتى الحقائق نفسها".
في مدخل المستشفى جلست امرأة شابة على نقالة، وقد جُمعت ساقها الممزقة معاً بسوار معدني. كانت داخل خيمة على ضفاف نهر الفرات خلال غارة قصف جوي.
وفي كل غرفة إنعاش تقريباً، هناك أطفال. وعادة ما يكون الأطفال أول من يكتشفون القنابل منزلية الصنع، مزروعة في الألعاب، وأباريق الشاي، أو مخبأة تحت سجادة.
جلست طفلة بعمر 6 سنوات، جودي، منتصبة في السرير، وقد التهمت ظهرها وبطنها شظية من لغم أرضي؛ وأشقاؤها الثلاثة ماتوا.
وفي الجوار، تستلقي طفلة بعمر 4 سنوات، عهد، ورأسها على حضن أمها. كانتا تسيران خارجتين من الرقة فجراً في اليوم السابق عندما سمعتا انفجاراً كبيراً. تمزقت ساق الطفلة اليمنى. وكان أبوها قد مات قبل بضعة أيام في غارة جوية. وثمة أم أخرى تتنقل من سرير إلى سرير. وقد جُرحت خمس من بناتها في الانفجار نفسه.
ويتجمع الأطباء حول سرير آخر، ويوصلون الأخبار لرجل يستفيق من عملية جراحية. أخبروه بأن زوجته ماتت بينما كانت تحاول الفرار من الرقة، وبأنهم اضطروا إلى بتر ساقيه الاثنتين.
وتستلقي ابنته بعمر 5 سنوات في السرير المجاور، نائمة، وقد تمزقت ساقها اليسرى هي أيضاً. أما الأخبار الجيدة، كما قال الأطباء، فهي أنهم تمكنوا من إنقاذ الساق.
========================
الصحافة العبرية :
«يديعوت» :الأسد وإيران انتصرا: انغلاق نافذة الفرص أمام إسرائيل
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12459cbdy306551997Y12459cbd
2017-09-14
بقلم: أليكس فيشمان
نافذة الفرص التي انفتحت أمام إسرائيل، والتي تتيح لها أن تكون شريكاً في ائتلاف عربي - سني في مواجهة خطر التمدد الإيراني في سورية أولاً ثم في الشرق الأوسط، قد أغلقت.
إن الإنجاز السياسي - العسكري الذي حققته روسيا التي نجحت في تثبيت نظام الأسد، والتمدد الإيراني نحو المعاقل التي هجرها تنظيم داعش في سورية، دفعا العالم العربي - السني إلى إعادة التفكير بكل ما له صلة بعلاقته بالأسد. وتتحدث تقارير علنية عن جهود أردنية للتوصل إلى تفاهمات مع نظام الأسد لتشمل، بين أمور أخرى، مثلاً، إعادة فتح المعابر الكبرى بين الأردن وسورية لأغراض التجارة، بالإضافة إلى استئناف التفاهمات الاستخباراتية بين الدولتين. وهذا أحد انعكاسات الإخفاق الكبير لإسرائيل وللائتلاف الغربي في سورية برئاسة الولايات المتحدة.
لكن ليست دولاً  فقط تبحث عن طريق يوصلها إلى نظام الأسد المؤيد لإيران. فقد تحدث رئيس الشاباك نداف أرغمان هذا الأسبوع في جلسة الحكومة عن توثيق العلاقات بين إيران وحزب الله و»حماس»، وهذه خطوة يمكن أن تكون لها انعكاسات أمنية بعيدة المدى. وفي الحقيقة، عرفت علاقة الذراع العسكرية في «حماس» مع حزب الله وإيران صعوداً وهبوطاً، لكنها لم تنقطع أبداً. لكن حالياً، وعلى خلفية إنجازات إيران في سورية، تسعى «حماس» في غزة إلى الانضمام إلى «القوى القيادية الجديدة» في الشرق الأوسط، وتسمح قيادة الحركة لنفسها بإعلان تأييدها للأسد وللترتيب الجديد الذي قرره الروس والإيرانيون في سورية. في مطلع هذا الشهر أعلن زعيم «حماس» في غزة، يحيى السنوار، أن علاقة الحركة بإيران لم تعد فقط إلى مسارها بعد سنوات من الصعوبات، بل هي أصبحت أفضل بكثير. وأضاف أن إيران هي اليوم أهم مؤيد للذراع العسكرية لـ»حماس».
بالفعل، ووفقاً لتقارير أجنبية، تحوّل إيران نحو 70 مليون دولار سنوياً إلى الذراع العسكرية لـ»حماس» في غزة، وهي تقدم للحركة مساعدة لوجستية وتقنية أيضاً. كما يقصد أعضاء «حماس» إيران ودولاً أخرى حيث يحصلون على التدريب العسكري من جانب مدربين إيرانيين. ووفقاً للسنوار، فإن هذه العلاقات تتوثق أكثر فأكثر.
إن العلاقة بين «حماس» في غزة وبين الإيرانيين و»حزب الله» ليست علاقة طبيعية ولا تقع على خلفية ناضجة. فالرأي العام في غزة الذي يتابع بقلق العمليات الشيعية ضد السنّة في العراق معاد لإيران، لكن فشل السياسة الأميركية في سورية وتراجع نفوذ الغرب في الساحة يجبران دول المنطقة، وكذلك تنظيمات مثل «حماس»، على الارتماء في أحضان إيران أو على الأقل محاولة التحاور معها.
إن الذي يقود التقارب بين «حماس» وإيران و»حزب الله» هو رئيس فرع «حماس» في لبنان، صالح العاروري، الذي يعتبر المسؤول العسكري عن «إرهاب» «حماس» في الضفة، وهو مقرب من خالد مشعل، الرئيس السابق للمكتب السياسي للحركة، ويشكل الرجلان معارضة لقيادة «حماس» في غزة برئاسة السنوار. وبرز الخلاف بين الطرفين خلال المؤتمر المنعقد في القاهرة الذي يشارك فيه أكثر من 20 عضو قيادة في «حماس». وبينما يشد السنوار في اتجاه الاعتماد على مصر واتحاد الإمارات، يضغط العاروري ومؤيدوه في اتجاه الاعتماد على تركيا وقطر وإيران. وأي عودة لـ»حماس» إلى أحضان إيران ستحدث على حساب مصر، وستشكل بالتالي انتصاراً للمعارضة برئاسة مشعل. ويطالب العاروري حالياً بمنصب نائب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لـ»حماس».
لم يكن لإسرائيل أدوات، في الأساس، سياسية لمحاولة التأثير في ما يحدث في سورية. لقد اضطرت إلى الموافقة على الائتلاف الأميركي المخيب للأمل. وحالياً بعد خمس سنوات وبعد تمركز الإيرانيين في سورية بموافقة ائتلاف عربي - سني، هي تسعى إلى تدارك ما يمكن تداركه.
مع الأسف، لقد كان أمام إسرائيل فرصة جيدة للتوصل إلى قاسم مشترك مع دول سنية في المنطقة بشأن مستقبل الشرق الأوسط ووضعها فيه، بما في ذلك حل متفق عليه للمشكلة الفلسطينية بالاتفاق مع الدول السنية المؤثرة. لكن هذا الأمر ضاع على الطريق. فهناك من انتظر وقتاً طويلاً، ولعب مع السعوديين والأردنيين، وكان واثقاً بأن «المعجزة» في سورية ستستمر وقتاً أطول. لكن الأسد لم يسقط، وازدادت قوة الإيرانيين و»حزب الله»، وبذلك تكون إسرائيل سجلت لنفسها فشلاً سياسياً آخر.
عن «يديعوت»
========================
معاريف :"الشقلبات" الإسرائيلية في سورية خطيرة ... لكنها ناجحة
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1245954fy306550095Y1245954f
2017-09-14
بقلم: نداف هعتسني
بث في احدى القنوات، الاسبوع الماضي، تقرير عن نسر جريح من المحمية في الجولان أعيد من سورية، بعد أن أُمسك به واحتجز لدى احد زعماء الميليشيات التي تقاتل ضد جيش الأسد. وهكذا، في قصة مثيرة للعواطف عن انقاذ حياة برية نادرة، تعرفنا على الواقع الجغرافي السياسي المشوق خلف الحدود، والذي تلعب فيه إسرائيل دوراً ذا مغزى.
فقد روي في التقرير كيف أن زعيم الميليشيا، الذي يتضور محيطه جوعاً، وفر للنسر دجاجتين في اليوم كي يرضي الإسرائيليين الذين اهتموا بطيرهم المميز. أما ما أعطته اسرائيل بالمقابل، فيمكننا أن نخمنه. من المعروف وجدود «الجدار الرحيم» في الشمال لمساعدة سكان جنوب سورية، الذين يتلقون علاجا متفانيا في مستشفياتنا، ولكن مفهوم أن هذه ليست كل القصة. اسرائيل لاعب عظيم الاهمية في الفوضى السورية، يسير على حبل رقيق جدا، ولكنه ينجح في التأثير عميقا فيما يجري هناك. عندنا يتعاطون بخفة مع الشقلبات الاسرائيلية المتحققة في سورية، ولكن يدور الحديث عن إنجاز ليس مسلماً به، لكنه ناجح جدا.
مثلا، نتعاطى كأمر مسلم به مع حقيقة أن اسرائيل، حسب منشورات اجنبية، تهاجم بشكل منهاجي جيوش عدوها – ربائب روسيا. السوريون، «حزب الله»، والإيرانيون وإن كانوا يهددون ويدعون، ولكنهم يقبلون بقواعد اللعب، التي في اطارها اصبحوا مستهدفين يفرون للنجاة بارواحهم، دون قدرة حقيقية على الرد. وروسيا، التي توفر لهم خدمات القصف والسلاح ضد باقي اعدائهم، صمتت امام الهجمات الاسرائيلية الفتاكة، ويدور الحديث، كما قدر مؤخرا قائد سلاح الجو المنصرف، امير ايشل، عن عشرات عديدة من الهجمات.
ترسم إسرائيل خطاً أحمر من عدم الشرعية للتسلح وتمركز العدو في أراضيه نفسها، ويقبل اللاعبون المركزيون هذا. صحيح أن الولايات المتحدة وقيادة ترامب تبدي عجزا، ولكنها توافق على كل خطوة لنا. وفي كل ما يتعلق بالروس رغم الضرب الاسرائيلي لربائبه، فان باب بوتين مفتوح على مصراعيه امام نتنياهو.
وبخلاف الانباء الملفقة، التي نشرتها مؤخراً محافل في الصحافة الاسرائيلية وفي المعارضة، فان اسرائيل تنال معاملة جد خاصة في الكرملين. فقبل أسبوع فقط صرح مقرب من بوتين في القناة الروسية الأولى بان «الرئيس بوتين يلتقي نتنياهو في اللحظة ذاتها التي يحتاج نتنياهو الى اللقاء. لا توجد معاملة كهذه مع أي أحد آخر».
وبالمناسبة، من غير المستبعد ان يكون بوتين متحمسا على نحو خاص للحديث مع نتنياهو وجهاً لوجه، كونه يحافظ من خلاله على مسار يتجاوز الرئيس الاميركي، المكبل من الكونغرس المناهض لروسيا، رغم استياء ترامب. وحقيقة أن رئيس وزراء اسرائيل هو ابن بيت في مكتبي رئيسي القوتين العظميين تحظى بالتجاهل، ولكنها انجاز غير مسبوق، وليس أقل. وحذار ان ننسى ان الرع الاسرائيلي الحالي بني بالذات حين كان يجلس في واشنطن رئيس أعيد انتخابه.
إذاً، يكثرون عندنا مؤخرا من التحذير من قدرة الوصول المباشرة التي تشقها ايران لنفسها الى هضبة الجولان، عبر سورية. ولكن عفوا، هل كانت لايران، قبل احتلال جنوب سورية من الميليشيات، مشكلة وصول الى حدودنا داخل سورية؟ الان فقط يعرف كل اللاعبين الاخرين أن من ينقل سلاحاً ضدنا يلقى الضربات، ومن يقترب من المناطق التي يحافظ فيها قادة الميليشيات لنا على النسور الضائعة سيلقى ضربات أكثر. لا شك ان العلاج الطبي للجرحى السوريين، والتعاطف بين بوتين ونتنياهو يلعبان دورا. ولكن اسم اللعبة هو القوة، الجرأة، والحكمة. لا شك أن هذه اعمال خطيرة، ولكنها في هذه الاثناء تنجح الى ما أكثر مما هو متوقع، ناهيك عن أن البدائل أخطر بكثير.
عن «معاريف»
========================
الصحافة البريطانية :
تايمز البريطانية :نذر اشتباك جيش النظام مع قوات سوريا الديمقراطية
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/9/13/نذر-اشتباك-جيش-النظام-مع-قوات-سوريا-الديمقراطية
حذرت صحيفة تايمز البريطانية من اشتباكات محتملة بين القوات التابعة لرئيس النظام السوري بشار الأسد وقوات سوريا الديمقراطية التي تحظى بدعم أميركي وبريطاني في مقاتلة تنظيم الدولة الإسلامية.
وأوضحت أن هذه المخاوف تأتي بعد أن أصبحت قوات النظام السوري التي تتقدم إلى محافظة دير الزور شرقي البلاد على مسافة قصيرة من هذه القوات المدعومة من الغرب في هذه المنطقة على الحدود العراقية.
وقالت إن الجانبين يسعيان للسيطرة على الطرق المؤدية إلى الحدود العراقية، وإن قوات النظام السوري تستعد لعبور نهر الفرات الذي يفصلها عن المنطقة التي تنتشر فيها قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية.
وأضافت أن هناك مليشيات مدعومة من إيران توجد بكثافة في أوساط القوات الموالية للنظام السوري والقوات البرية الموالية للعراق، وأن الناطق باسم هذه المليشيات أعلن بصراحة عن طموح هذه المليشيات لخلق ممر بري إيراني من طهران إلى جنوب لبنان.
مليشيات إيرانية
وذكرت تايمز أن هذه المنطقة المستهدفة الآن والواقعة على طول الحدود العراقية تقع أيضا على طول الممر البري الإيراني المزعوم.
وأشارت إلى أن قوات النظام السوري تمكنت قبل أيام من فك حصار كان يفرضه مقاتلو تنظيم الدولة على مناطق في دير الزور منذ ثلاث سنوات، الأمر الذي أدى إلى فتح الطريق باتجاه شرقي البلاد.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل لمحاولة استعادة مدينة الرقة في سوريا من سيطرة التنظيم تتجه جنوبا، وأنها وصلت إلى الضواحي الشمالية من دير الزور.
وقالت إن هذه القوات صارت على مسافة نحو خمسة كيلومترات من قوات النظام المنتشرة على الضفة الغربية لنهر الفرات الذي يمر عبر مدينة دير الزور.
وتابعت تايمز أن قوات سوريا الديمقراطية تحاول فتح جبهة في شرقي دير الزور قرب الحدود العراقية، وأن قوات النظام السوري تخطط لعبور الفرات من الضواحي الشمالية لدير الزور، وذلك لعرقلة تقدم قوات سوريا الديمقراطية.
وأشارت إلى أن أجزاء عدة من سوريا تقع تحت سيطرة المعارضة، وأن الجزء الأهم يقع بأيدي قوات سوريا الديمقراطية شمالي سوريا، مشيرة إلى أن تعليمات صدرت سابقا لقوات سوريا الديمقراطية بعدم معادة جيش النظام السوري.
لكنها نسبت إلى رئيس مجلس دير الزور العسكري أحمد أبو خولة -الذي عينته هذه القوات بهذا المنصب- القول إننا لا نتوقع اشتباكات، ولكن إذا قامت قوات النظام بإطلاق النار تجاهنا فإننا سنرد.
========================
باتريك كوبيرن - (الإندبندنت) 8/9/2017 :بينما يتقلص "داعش".. "القاعدة" يتمدد
http://www.alghad.com/articles/1826502-بينما-يتقلص-داعش-القاعدة-يتمدد
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
يقوم تنظيم القاعدة الآن بتأسيس أقوى معقل له على الإطلاق تقريباً في شمال غرب سورية، في وقت ينصب فيه الانتباه العالمي كلية تقريباً على الهزيمة الوشيكة لتنظيم "داعش" في شرق البلاد. وقد رسخ تنظيم القاعدة سيطرته الكاملة على محافظة إدلب، وعلى معبر حدودي حيوي على الحدود السورية التركية منذ تموز (يوليو) الماضي. وفي الأثناء، يقول بريت مكغورك، المبعوث الأميركي الرفيع في الائتلاف الدولي الذي يقاتل تنظيم "داعش" إن "محافظة إدلب تشكل أضخم ملاذ آمن للقاعدة منذ 11/9".
لطالما كانت المنظمة المرتبطة بتنظيم القاعدة "هيئة تحرير الشام" التي كانت تدعى في السابق جبهة النصرة، هي الأقوى بين مجموعات الثوار في غرب سورية. وبعد استيلاء الجيش السوري على شرق حلب في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، انتقلت "هيئة تحرير الشام" إلى القضاء على منافسيها في إدلب، بما فيها حليفها القوي السابق المدعوم من تركيا، مجموعة "أحرار الشام". ويقدر أن هيئة تحرير الشام تضم في صفوفها حوالي 30.000 مقاتل متمتعين بالخبرة، والذين سترتفع أعدادهم بينما تقوم المنظمة بدمج كتائب من مقاتلي مجموعات الثوار الأخرى المهزومة، وتقوم بتجنيد الشباب من مخيمات النازحين داخلياً، والذين سعوا إلى البحث عن ملاذ في إدلب هرباً من القوات الموالية للرئيس بشار الأسد.
يزداد تنظيم القاعدة قوة في محافظة إدلب وفيما حولها بينما يمنى يتنظيم "داعش" بالهزيمة تلو الأخرى في شرق سورية وفي العراق. قد تمثلت آخر انتكاساته في فشله يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي في وقف الجيش السوري عن الاتصال مع جيبه المحاصر في دير الزور، حيث كان "داعش" يفرض حصاراً منذ ثلاثة أعوامٍ على جزء المدينة الذي تسيطر عليه قوات الحكومة السورية. وتشكل مدينة دير الزور، التي يقسمها نهر الفرات إلى قسمين، أضخم مدينة في شرق سورية، وقد فتح الاستيلاء عليها بالكامل مجدداً الباب أمام الوصول إلى حقول العمر النفطية التي كانت تزود سورية في السابق بنصف إنتاجها من النفط الخام.
من شأن إنهاء الحصار، على افتراض دحر قوات "داعش" التي تحاصر المنطقة بشكل دائم، تحرير حامية الجيش السوري التي تضم ما يتراوح بين 5.000 و10.000 جندي، بالإضافة إلى 93.000 مدني كانوا عالقين في المنطقة التي تقع تحت سيطرة الحكومة، والذين كانوا يزودون بالمؤن عبر إنزال عن طريق الجو. ودير الزور هي آخر مركز حضري يفقده "داعش" في الجزء السوري من وادي الفرات، والتي كانت تشكل قلب الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم الإرهابي في سورية. ويعاني "داعش" من الانتكاسات في كل مكان. وانطلاقاً من أعلى النهر من دير الزور في الرقة، تقاتل قوات سورية الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة ويديرها الأكراد، من أجل شق طريقها إلى داخل المدينة. وقد تمكنت من الاستيلاء على حي البلدة القديمة في الأيام القليلة الماضية.
على الرغم من قوته القتالية المعروفة، ينهار "داعش" الآن أمام الهجمات البرية التي تشنها أطراف مختلفة من جبهات متعددة في العراق وسورية. وتقلب الموازين ضده في كل الحالات قوة النار الهائلة التي تصبها عليه الطائرات الروسية والأميركية دعماً للهجمات البرية. وسوف تتسارع هزيمة "داعش" في شرق سورية عندما تنضم العشائر المحلية، التي كان "داعش" في السابق قد غلبها أو أرهبها، إلى الجانب الكاسب. وقد لا تحب الولايات المتحدة والأكراد السوريون عودة سلطة الحكومة السورية إلى شرق سورية إلى الجنوب من الرقة، لكنهم لا يبدون وأنهم ينوون الاستعداد لوقف مثل هذا التطور بجدية. وتكمن أولوية الرئيس ترامب بوضوح في القضاء على تنظيمي "داعش" والقاعدة، بغض النظر عن الجانب الذي سيحكم سورية في المستقبل.
تشكل الأخبار السيئة بالنسبة لتنظيم "داعش" أخباراً جيدة لهيئة تحرير الشام وتنظيم القاعدة. وتشغل مهمة إلحاق الهزيمة به بال أعدائه الكثر الذين يخصصون له جُل جهودهم العسكرية. ولأنه أصبح مفتقراً إلى القوات القتالية، أصبح الجيش السوري قادراً فعلياً على بذل الحد الأقصى من الجهد على جبهة واحدة وحسب في وقت واحد. ويبدي الأكراد السوريون اهتماماً في قتال "داعش"، ولكن ليس هزيمته بشكل حاسم بالضرورة بحيث تستغني الولايات المتحدة عن التحالف مع الأكراد ويمكن أن تعود بعده إلى حليفتها في الناتو، تركيا.
وفي الأثناء، تقف هيئة تحرير الشام في موقف مناسب للاستفادة سياسياً وعسكرياً من تراجع "داعش"، الصانع الأصلي والمرشد الأبرز لجبهة النصرة، كما كان يُعرف التجسد المبكر لفرع تنظيم القاعدة في سورية. وتحت اسم النصرة، الفرع السوري المنشق عن الحركة في العام 2013، خاض الجانبان حربا أهلية داخل-جهادية. وإذا هزم "داعش" أو تحول إلى قوة هامشية، فإنه لن يكون لدى الجهاديين العرب السنة الرافضين الاستسلام للجيش والمخابرات السورية أي بديل سوى الانضمام إلى هيئة تحرير الشام. وبالإضافة إلى ذلك، قد يتطلع العرب السنة في شرقي سورية في الحال إلى أي وسيلة فعالة للمقاومة، إذا تصرفت قوات الجيش التابعة للكومة السورية بالخليط التقليدي من الوحشية والفساد.
سوف تتوقع هيئة تحرير الشام من الدول العديدة التي تقاتل "داعش" حالياً وتقوم بتمزيق أوصال خلافته التي عمرت ثلاثة أعوام وحسب، أن تتحول إلى محاربة الهيئة تالياً. لكنها ستأمل في تأخير المواجهة قدر الإمكان بينما تقوم بتقوية حركتها. ولأنهم متشابهون أيديولوجياً -لكنهم أكثر ذكاء وخبثاً من "داعش"، سوف يسعى قادة هيئة تحرير الشام إلى تجنب اندلاع معركة نهائية على المناطق، والتي سوف يخسرونها. ويحذر بعض المختصين في الشأن السوري من مغبة الانتظار طويلاً. ويقول فابريس بالانش في دراسة نشرها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تحت عنوان "منع تشكُّل مصنع جهادي في إدلب"، إنه "يجب على المجتمع الدولي السعي حثيثاً إلى التصدي لهجمات هيئة تحرير الشام التي تصبح أقوى يوماً بعد الآخر من دون انتظار التدمير الكامل للدولة الإسلامية". ويقول أيضاً إن هيئة تحرير الشام تريد فرض هيمنتها على كل الثورة السورية، وهي قاب قوسين أو أدنى من النجاح في تحقيق ذلك.
سوف تخلق الهيمنة المفتوحة على مصراعيها لحركة جهادية إسلامية متطرفة مثل هيئة تحرير الشام مشكلة للقوى الأجنبية، وخاصة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر، التي تقدم الدعم للثوار السوريين. وتجدر الإشارة إلى أن هيئة تحرير الشام التي لم تفلح جهودها للتظاهر بالنأي بنفسها عن تنظيم القاعدة سوى في إقناع القليلين، وهي تبقى بالنسبة للعديد من البلدان تنظيماً إرهابياً، على عكس حليفها السابق، تنظيم أحرار الشام. وسوف يكون من الصعب على القوى الأجنبية القيام بالعمل معها على الرغم من أن المعارضة المسلحة للرئيس الأسد كانت خاضعة مطولاً للمجموعات الجهادية الإسلامية المتطرفة. والفرق اليوم هو أنها لا توجد أي مجموعات مستقلة اسمياً، والتي تستطيع الدول والمانحون الخاصون المعادون للأسد نقل الأموال والأسلحة إليها بينما تتظاهر بأنها لا تدعم الإرهاب.
كان "داعش" قد أعلن الحرب على كل العالم في العام 2014، ودفع على نحو محتم ثمن خلق أعداد مضاعفة من الأعداء الذين أصبحوا الآن يطاردونه في سورية والعراق. وثمة العديد من أعضاء تحالف الأمر الواقع هذا الذين لم يحبوا بعضهم بعضاً بالقدر نفسه الذي كرهوا به "داعش". وكان الخوف من التنظيم الإرهابي هو ما أجبرهم على التعاون -أو على الأقل عدم قتال بعضهم بعضاً. وقد لا يكون من الممكن إعادة تكوين وحدة الهدف نفسها ضد تنظيم القاعدة.
*نشر هذا المقال تحت عنوان:
 As ISIS Shrinks ,Al Qaeda Expands
========================
الصحافة الروسية والتركية :
رايس بروجكت :تحقيق صحفي يكشف عن الطريقة السريّة التي تزوّد بها الولايات المتحدة المتصارعين في سورية بالأسلحة
https://newsyrian.net/ar/content/تحقيق-صحفي-يكشف-عن-الطريقة-السريّة-التي-تزوّد-بها-الولايات-المتحدة-المتصارعين-في-سورية
لعبت رومانيا وبلغاريا دوراً مفتاحياً  فى تسليح جماعات المتمردين فى سوريا، البلد  المدمر بعد   اكثر من ست سنوات من الحرب الأهلية  والتي لقي خلالها حوالى 400 الف شخص مصرعهم حتى الآن.
تلقت فصائل المتمردين السوريين المدعومة من الولايات المتحدة، التي تحارب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) والدكتاتور بشار الأسد، أسلحة وذخائر مرسلة من ميناء كونستانتا في رومانيا، وبموجب الوثائق، توقفت صادرات هذه الأسلحة والذخائر في تركيا والأردن.
لكن تحقيقا في بيرن و أوكرب  BIRN și OCCRP ، الذي ساهم به أيضا صحافيو مشروع ريس  RISE Project، يظهر أن الوجهة النهائية كانت مسرح الحرب في سوريا.
وقد أعاد الصحفيون رسم الشبكة المعقدة التي تقوم البنتاغون من خلالها بإمداد سورية بالأسلحة، وذلك باستخدام وثائق المشتريات، وبيانات حركة المرور البحرية، والتقارير الرسمية، والمراسلات الداخلية، والمقابلات مع الأشخاص في الداخل.
وقد وجد الصحفيون أن الولايات المتحدة تستخدم وثائق تخفي الوجهة النهائية للأسلحة، ويقول الخبراء إن هذه الممارسة تهدد بتحييد الجهود الرامية إلى مكافحة الاتجار بالأسلحة، ومن ناحية أخرى، تضع حكومات أوروبا الشرقية في خطر انتهاك القانون الدولي.
وتشكل هذه العمليات أكبر  صفقة ضمن برنامج شراء الأسلحة من  الطراز السوفياتي في تاريخ البنتاغون، حيث سيتم استثمار ما يقرب من 2.2 مليار دولار على هذا النحو حتى عام 2022، لدعم الثوار السوريين في القتال مع داعش.
 
مئات الأطنان من الأسلحة
تم  ارسال  ما يقارب 1000 طن من الأسلحة والذخيرة، بما في ذلك قاذفات صواريخ مضادة للدبابات من طراز رج- RPG-7، من ميناء كونستانتا في كانون الأول / ديسمبر 2015 إلى ميناء  العقبة العسكرية (الأردن) وميناء أغالار (تركيا).
وتم تحميل 2000 طن آخر من الأسلحة في مارس 2016 من كونستانتاConstanța- رومانيا  وبورغاس Burgas،Bulgaria، بلغاريا على التوالي، ووصلت  إلى ميناء العقبة الأردني على البحر الأحمر في أبريل 2016.
طريق بورغاس - كونستانتا  تم استخدامه مرة أخرى  في سبتمبر 2016، عندما  وصلت سفينة البضائع نورفورك  NV Norfork محملة بالعشرات من الحاويات المعدنية، إلى أكبر ميناء روماني. وتم تطبيق مؤشرات الإنذار "المتفجرة" على كل حاوية، مما يشير إلى أن الشحنة لم تكن روتينية.
ورتبت  SOCOM سوكوم، شعبة العمليات الخاصة في البنتاغون، هذا النقل لادخال  1600 طن من الذخيرة إلى تركيا والأردن، وهما دولتان متاخمتان لسوريا.
وتعترف شعبة البنتاغون بوجود وسائط  نقل للأسلحة، ولكنها ترفض تأكيد الوجهة النهائية للأسلحة، وقال البنتاغون لـ (بيرن و أوكرب) أنه في عام 2016 قدمت لجماعات المعارضة السورية  المعتدلة أكثر من 20  إرسالية تم نقلها بالطائرات، 100 طن بطائرات الشحن  و 500 طن عن طريق الشحن البري، وازداد إيقاع النقل مع محاولة الثوار استعادة الرقة، معقل داعش  الرئيسي
 
قاعدة  كوغلنيسانو BAZA KOGĂLNICEANU
وفقا لمراسلات داخلية للبنتاغون، فإن الأسلحة وصلت إلى تركيا والأردن وبالنقل الجوى  أيضاً، وهى رحلات أكدها مقاول لا يرغب  في  ذكر اسمه، وكانت نقاط الانطلاق الرئيسية الأخرى هى القواعد العسكرية الأمريكية فى مطارات ميهايل كوغالنيسانو (كونستانتا) ومطار رامستين (المانيا). Mihail Kogălniceanu (Constanța) și Ramstein (Germania)
وقال المقاول المجهول ان "مسارات مطار كوغالنيسانو مليئة بالبضائع التي يتعين على سوكوم (قسم العمليات الخاصة في البنتاغون) تصديره".
ومن المعروف أن قاعدة كوغالنيسانو هي المركز اللوجستي لقسم الجيش الأمريكي الذي يدير العمليات في سوريا، وقد استخدمته القوات المسلحة الامريكية المطار منذ عام 2006.
ونقلت تقارير البنتاغون ومصادر أخرى عن الصحفيين قولهم إنه من رومانيا وألمانيا نقلت طائرة شحن من طراز سي  C-17 إلى تركيا والأردن والكويت حيث استخدمت إما للتدريب العسكري أو تم  إرسالها إلى سوريا. .
وقالت حكومتا رومانيا وألمانيا لصحفيي بيرن و أوكرب إنهما لم يكونا على دراية بالدور الذي لعبوه في تقديم الأسلحة إلى سوريا، ومنذ كانون الأول / ديسمبر 2016، توقف البنتاغون عن الشحن عبر ألمانيا.
في رومانيا، تخول إدارة مراقبة الصادرات Controlul Exporturilor (ANCEX) التابعة لوزارة الخارجية الواردات والصادرات من السلع العسكرية. ويقول ممثلو المؤسسة إنها لم تصدر أية رخصة تصدير للأسلحة والذخائر إلى سوريا؛ لا لحكومة دمشق ولا لأي فصيل للثوار  في هذا البلد. وفي الواقع، تدعي وزارة الخارجية أن رومانيا لم تقم بتنفيذ صادرات عسكرية إلى سوريا منذ التسعينات.
ووفقا للخارجية الرومانية ، فانه خلال 2014-2016، رخص   ممثلو أنكسكس ANCEX    ستىة عمليات تصدير حيث  باعت الشركات الرومانية الأسلحة لشركة سييرا فور Sierra Four Industries   Corp ، كمقاول  لحكومة الولايات المتحدة.
وخلال الفترة نفسها، يدعي البنتاجون أنه اشترى بمبلغ 38.7 مليون دولار أسلحة للثوار السوريين من رومانيا.
وتبين الخارجة الرومانية أنها وافقت على الصادرات بعد إجراء تحليل دقيق، وعلى أساس بعض الضمانات من المستخدمين النهائيين: "وان رومانيا تحترم بدقة  أعلى معايير مراقبة الصادرات للمنتجات العسكرية".
 
وثائق البنتاغون
بموجب القانون الدولي، يجب أن يتضمن أي ترخيص تصدير أيضا المستفيد النهائي.
هذه الوثيقة الصادرة عن سوكوم في برنامج التسليح السوري والخبراء الصحفيين  ، لا تشير إلى سوريا كوجهة نهائية. وإنما  تم الإشارة الى ان  المستخدم النهائي هو سوكوم نفسها.
وتشير الوثيقة إلى أن "هذه السلع ( الأسلحة )  سوف تستخدم لأغراض الدفاع ومباشرة من قبل الحكومة الأمريكية، وستحول كمنح عسكرية للتعليم والتدريب والمساعدة الأمنية".
وتسمح هذه الصيغة بتوزيع الأسلحة على أي جيش او مجموعة تقدم لها المساعدة، بما في ذلك الثوار السوريين، كما يقول الخبراء في مراقبة التسلح الذين استشارهم الصحفيون.
وقال متحدث باسم البنتاغون "نتوقع من اي قوة شريكة او اي مستفيد من الخدمات المقدمة  استخدام هذه المعدات كما اتفقنا  معهم   - في مكافحة داعش – ونقوم بمراقبة استخدامه لها .
وينتقد خبراء الأسلحة هذه الممارسات  ووصفوها بأنها تشكل خطراً على النظام العالمي لتحديد الأسلحة. وقال روي اسبيستر  Roy Isbister، وهو خبير في منظمة غير حكومية تقاتل من اجل منع الصراعات العنيفة.
"ان كانت الولايات المتحدة تتلاعب في العملية من خلال خلق غطاء للآخرين لإخفاء المستخدمين النهائيين من الأسلحة، فان النظام برمته معرض للخطر".
معالجة الخرق
وصف باتريك ويلكن   Patrick Wilcken الباحث  في قضايا الأمن والسيطرة على الأسلحة، شهادات سوكوم بأنها "خادعة للغاية". وأضاف ويلكين "ان الولايات المتحدة تقوض غرض وأهداف معاهدة الأمم المتحدة لتجارة الاسلحة".
ولم تصادق الولايات المتحدة على معاهدة الأمم المتحدة التى تطالب الدول الموقعة بالشفافية بشأن تجارة الأسلحة ومنع الطرق غير القانونية، ولكن واشنطن ملزمة بمنع تهريب الأسلحة وملزمة بوضع المستفيد النهائى فى تراخيص التصدير. وذلك لأن الولايات المتحدة عضو في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي - منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.  OSCE
وقد صادقت الدول المصدرة على معاهدة الأمم المتحدة، وهى أيضا تخضع لقرارات منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ولقواعد الاتحاد الأوروبي الصارمة.
وقد أكدت حكومات رومانيا والجمهورية التشيكية والبوسنة وصربيا أنها اصدرت تراخيص تصدير للولايات المتحدة وليس سوريا كوجهة نهائية.
برنامج تسليح الثوار السوريين
بدأ البنتاغون عمليات تمويل الأسلحة في سبتمبر 2015، خلال ولاية الرئيس أوباما، وسيبلغ حجم برنامج تسليح الثوار  السوريين 2.2 مليار دولار بحلول عام 2022.
تم إنفاق 718 مليون دولار على أسلحة الكالاشنيكوف وقاذفات الصواريخ المحمولة وأسلحة أخرى. ومن هذا المبلغ وصل 38،7 مليون دولار الى رومانيا.
ووقع البنتاغون على مبلغ 921 مليون دولار لبرنامج التسليح بحلول عام 2022، وخصص مبلغ آخر قدره 584 مليون دولار في الميزانية بناء على طلب ترامب.
ينفق البنتاغون هذا المال من خلال قسمين: سوكوم و بيكاتيني أرسنالPicatinny Arsenal، وهي قاعدة عسكرية في نيو جيرسي. يحتوي موقع بيكاتيني على إشارات إلى أن عقود الأسلحة تهدف إلى محاربة داعش في سوريا والعراق.
ومن أجل تنفيذ برنامجها، استأجر البنتاغون جيشا من المقاولين والمقاولين من الباطن - من مصنعي المعدات العسكرية الكبيرة إلى الشركات المرتبطة بالجريمة المنظمة.
وازداد الطلب القوي على مصانع الأسلحة في أوروبا الوسطى والشرقية الى مبلغ 2،2 بليون دولار.
أحد الموردين الرئيسيين، وهي شركة مملوكة للدولة في بلغاريا، فمز سوبوت VMZ Sopot، أعلنت في بداية عام 2016 أنها سوف تزيد من موظفيها مع أكثر من 1000 موظف.
كما زادت مصانع صربيا من إنتاجها، فقد  اعلن رئيس الوزراء الصربي الكسندر فوسيتش  Aleksandar Vucicفي العام الماضي انه حتى لو تمكنت صربيا من زيادة الطاقة الإنتاجية خمس مرات، فإنها لن تفي بالطلب.
وكان موردو الولايات المتحدة التقليديون للأسلحة "غير القياسية" هما رومانيا وبلغاريا، ونظرا لعدم وجود طاقة إنتاجية هنا لتغطية طلب البنتاغون، تحول المقاولون إلى أسواق متنوعة بشكل متزايد في أوروبا وآسيا الوسطى.
هذه المواد هي جزء من سلسلة "صناعة القتل" موثقة من قبل  صحفيي أوكرب و بيرن .
========================
خبر تورك :الحويجة وإدلب.. مشكلتان على عتبة أنقرة
http://www.turkpress.co/node/39266
محرم صاري قايا – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس
تتجه التناقضات المعقدة الناجمة عن تطهير مناطق سوريا والعراق من تنظيم داعش، نحو وضع أكثر تعقيدًا.
وتقف على عتبة أنقرة مشكلتان هامتان في سوريا والعراق، اللذين تحولا إلى ساحة تتبادل فيها الأطراف الفوز والخسارة.
المشكلة الأولى هي احتمال نشوب صراع بين الأكراد والعرب جراء الحرب على داعش، خلال فترة الإعداد لاستفتاء انفصال الإقليم الكردي عن العراق، والسبب في ذلك قضاء الحويجة الواقع على بعد 40 كم غربي كركوك.
فعلى الرغم من فرار عناصر داعش من الموصل إلى الحويجة إلا أن المعركة توجهت بشكل عجيب نحو تلعفر.
مشكلة الحويجة
بعد عملية تطهير تلعفر من داعش، التي لم تشارك فيها قوات البيشمركة، توجهت أنظار الحشد الشعبي إلى الحويجة الواقع تحت سيطرة داعش منذ 3 أعوام.
بدأت المشكلة من هنا...
لأن من يسيطر على الحويجة، يمسك بزمام الأمور في كركوك، ويضع الموصل تحت تصرفه...
ولأن حكومة الإقليم الكردي في العراق تدرك ذلك لم تسمح بتوجه الحشد الشعبي إلى قضاء الحويجة عبر كركوك بعد عملية الموصل.
في حديث لي مع أرشد هرمزلي، وهو من أصول تركمانية عمل مستشارًا في عهد الرئيس السابق عبد الله غول، وعلى اطلاع جيد على أخبار المنطقة، أشار إلى أن الحويجة تتجه من التوتر نحو الاقتتال.
وزاد الطين بلة مع إعلان قيادة القوات الأمريكية في بغداد أن قوات البيشمركة أيضًا سوف تشارك في عملية الحويجة. لأن حكومة بغداد منزعجة من زيادة نفوذ الإقليم الكردي في كركوك، التي سوف يتحدد وضعها في الاستفتاء، وتسعى إلى كسر السيطرة الكردية عبر إدخال الحشد الشعبي إلى الحويجة.
ها هو التوتر يظهر للمرة الثانية بين العرب والأكراد في الحرب مع داعش في العراق، بعد أن نشب للمرة الأولى في محافظة دير الزور السورية.
مشكلة أخرى يشوبها التعقيد وهي محافظة إدلب السورية
بعد سيطرة هيئة تحرير الشام، المرتبطة بالقاعدة على معبر باب الهوى أغلقت تركيا معبر جيلوة غوزو المقابل له. وهذا ما حال دون عبور ما بين 300 و500 شاحنة محملة بالحديد والإسمنت من تركيا إلى المناطق المحررة من داعش بما فيها حلب، من أجل إعادة الإعمار.
وبذلك تحول عبور مواد البناء إلى معبر أونجو بنار في محافظة كيليس. لكن تغيير المسار هذا نجم عنه مشكلة جديدة لأن الحمولة العابرة من هناك تمر باعزاز، ومن بعدها تضطر لعبور عفرين الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي من أجل الوصول إلى حلب.
يفرض حزب الاتحاد الديمقراطي مبالغ كبيرة تحت مسمى الضريبة الجمركية على الحمولة والشاحنات، ووصلت الأرقام إلى مبالغ خيالية. بل إن الحزب حوّل إعادة الإعمار إلى باب للكسب.
ومما زاد في سوء الوضع بالمنطقة مطالبة الحزب منتجي الزيتون في منطقة عفرين بتقديم 200 لتر من زيت الزيتون عن كل أسرة.
وعلى الإثر، سمحت أنقرة مجددًا بعبور البضائع من معبر جيلوة غوزو، بعد توصل أحرار الشام وهيئة تحرير الشام إلى اتفاق لتسليم معبر باب الهوى إلى إدارة مدنية.
الأمر المؤكد أنه من دون حل مشكلة محافظة إدلب فإن هذا المعبر سيبقى عرضة للفتح والإغلاق مرات كثيرة...
========================
ملليت :ولكل منهم تنظيم إرهابي يخدم مصالحه
http://www.turkpress.co/node/39267
تونجا بنغن – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
عندما يرد ذكر الإرهاب العالمي تتحدث جميع البلدان تقريبًا، وعلى رأسها القوتين العظميين الولايات المتحدة وروسيا، عن المكافحة المشتركة للإرهاب، إلا أن الوضع على الساحة يشهد خلافًا في التوصيف. فكل بلد يقوم بتوصيف الإرهاب والإرهابيين وفق ما تقتضيه مصالحه.
ويقول بعض المختصين إن "وراء كل تنظيم إرهابي بكل تأكيد جهاز استخبارات، ومن غير الممكن للتنظيم الإرهابي المحافظة على وجوده دون دعم جهاز الاستخبارات".
سألت مساعد رئيس جهاز الاستخبارات التركية السابق جواد أونيش، عن هذا التناقض، فأجاب:
"الأمر لا يتعلق فقط بأجهزة الاستخبارات، وإنما بالبلدان والحكومات التي تتبع لها الأجهزة. يمكننا القول إن بعض البلدان تدعم تنظيمات إرهابية معينة. ولهذا تقيم أجهزة استخبارات تلك البلدان اتصالاتها مع التنظيمات الإرهابية وتوجهها من أجل مصالح وسياسات بلدانها".
وأضاف أن "هذا لا يعني أن جهاز استخبارات أو بلد ما أسس تنظيمًا إرهابيًّا، لكنه يسعى عبره للحصول على المعلومات أو خلق إمكانية توجيهه عند الضرورة. وهذا يتغير وفق مصالح وظروف كل بلد".
- الأصح إذًا أن نقول إن البلدان هي من تدعم التنظيمات الإرهابية؟
"بالطبع، هذا ما أعنيه. على سبيل المثال علاقة وحدات حماية الشعب، ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا، مع الولايات المتحدة. حزب العمال الكردستاني قادر على فتح مكاتب تمثيل له في معظم العواصم الأوروبية، وفي موسكو وواشنطن، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات".
ومضى قائلًا: "لا يجب أن نخلص من ذلك إلى حكم عام بأن هذه البلدان أسست وتؤيد حزب العمال. يدعم معظم هذه البلدان ويحمي الحزب بدرجات متفاوتة، ويسعى لاستغلال دور الحزب في التطورات الحاصلة في المنطقة لمصالحه. ولكل بلد مصالح مختلفة تمامًا عن الآخر".
وأوضح أونيش أنه ليس هناك أسلوب موحّد لمكافحة الإرهاب بسبب اختلاف تعريفه ومصالح البلدان.
- كيف اتحد الجميع ضد داعش
"بدا أن جميع هجمات داعش تستهدف البلدان الغربية ومجتمعاتها، وأن النظام الذي يسعى التنظيم لتأسيسه مخالف للقيم الغربية، فهو كيان يشكل تهديدًا دائمًا للغرب. ومن هنا تأسس التحالف الدولي لمكافحته".
- وإذا استهدف حزب العمال الكردستاني ألمانيا؟
"هذا أمر غير ممكن بالطبع، لكن اختلاف المصالح يقضي على الحزب. في فرنسا كان هناك حركة أسالا الأرمينية الإرهابية. نفذت عملية في مطار ليون استهدفت خلالها المصالح الفرنسية، وبعدها انتهت الحركة في فرنسا".
- إذًا المسألة تتعلق بالاستفادة من الإرهابي؟
"بالطبع. للأسف ترغب بعض البلدان باستخدام، ويستخدم فعلًا، التنظيمات الإرهابية من أجل حماية مصالحها أو إلحاق الضرر بالبلدان التي تستهدفها. ما يحدث اليوم يظهر ذلك بوضوح..".
========================