الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14/5/2019

سوريا في الصحافة العالمية 14/5/2019

15.05.2019
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • معهد واشنطن :لبنان السني: حالة فريدة مهددة
https://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/sunni-lebanon-an-oddity-at-risk
  • نيويورك تايمز: الآثار السورية تباع في مجموعات الفيسبوك!
http://o-t.tv/Bby
 
الصحافة البريطانية :
  • التايمز تتحدث عن "خطط المواجهة" بين واشنطن وطهران: سليماني في بيروت!
https://arabic.rt.com/press/1019056-التايمز-تتحدث-عن-خطط-المواجهة-بين-واشنطن-وطهران-سليماني-في-بيروت/#
  • «إيكونوميست»: مغامرة روسيا العسكرية في سوريا تؤتي ثمارها
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1396905
  • الغارديان :بالنتيجة، فقدنا الثقة بالجهود المشتركة لوقف الحروب.. اسألوا سورية
https://geiroon.net/archives/153962
 
الصحافة التركية :
  • حريت :من المتوسط.. حصار خطير يستهدف تركيا
http://www.turkpress.co/node/60992
 
الصحافة العبرية :
  • هآرتس: اللاجئون السوريون في «الأماكن الآمنة» رهائن حتى اتفاق تركيا وروسيا
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1505676-هآرتس--اللاجئون-السوريون-في--الأماكن-الآمنة--رهائن-حتى-اتفاق-تركيا-وروسيا
 
  • إيران في ورطة: المواجهة العسكرية أو الاستسلام
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=133dda92y322820754Y133dda92
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :لبنان السني: حالة فريدة مهددة
https://www.washingtoninstitute.org/ar/fikraforum/view/sunni-lebanon-an-oddity-at-risk
حسن منيمنة
متاح أيضاً في English
8 أيار/مايو 2019
في استطلاعات رأي متتالية، جاء التقييم الإيجابي للولايات المتحدة لدى الأوساط السنية اللبنانية مرتفعاً، وذلك على خلاف الأرقام المتدنية لدى أوساط سنية عربية أخرى. ولا شك أن قدر من هذا التباين يعود إلى التجاذبات السياسية الداخلية في لبنان، حيث أن العديد من اللبنانيين السنة يعتبرون أن واشنطن، بالإضافة إلى الرياض وپاريس، تقدّم الدعم لرئيس الوزراء سعد الحريري في مواجهته المستمرة مع الفريق السياسي المدعوم من إيران والذي يقوده حزب الله. على أنه من الخطأ اعتبار هذا التماهي مع الولايات المتحدة مقتصراً على الأوجه العرضية.
ثمة قسم هام من اللبنانيين السنة، كما غيرهم من المواطنين اللبنانيين، يجد في الولايات المتحدة نموذجاً إيجابياً من حيث القيم ونمط الحياة. ويستمر هذا التقييم لديهم رغم أن الرأي الغالب في رئاسة دونالد ترامپ هو أنها متذبذبة ومعادية للغرباء، ورغم الامتعاض المستمر لانعدام التقدم بشأن القضية الفلسطينية.
غير أن هذا الموقف غير المعتاد من الولايات المتحدة يشكل إزعاجاً للجهد الإعلامي والثقافي السياسي المصطف مع «محور المقاومة» والذي تقوده إيران، والناشط في لبنان والمنطقة. فهو يأتي مناقضاً للمقولة التي تفترض بأن ما يحرّك القاعدة السنية هو الاندفاع المعادي للولايات المتحدة وإسرائيل، حتى إذا كانت مواقف قيادات هذه القاعدة، بحكم ارتباطاتها على مستوى المنطقة، لا تعكس هذا المزاج. بل إن إعلام المقاومة غالباً ما حاول توظيف هذا التباعد المفترض بين مواقف القيادات وموقف القاعدة الشعبية للضغط على الوجوه السياسية السنية بالمزايدة في خطابيات المقاومة، وذلك بناءاً على افتراض تجاوب الجمهور السني مع الطرح المقاوم المواجه للإمپريالية، بقديمها وجديدها. أما في حال غاب هذا التجاوب، وخفّت حدّة خشية هذا الجمهور لخطر العدائية والتوسعية الصهيونية، فإن قدرة محور المقاومة على التأثير والتوظيف والاستقطاب ضمن الطائفة السنية سوف تتراجع.
والأكثر تأزيماً، من وجهة نظر محور المقاومة، هو أن انتقال المزاج السني من موقعه المرتقب إلى آخر مغاير يضرّ بصيغة الرسائل الإعلامية المتوازية والتي يعتمدها هذا المحور. فهذه الصيغة قائمة على توجيه المضمون الإعلامي المحقق للاستقطاب إلى كل شريحة من الجمهور وفق ما يناسبها، مع الإيماء في كل حالة أن ما يوجّه إلى الشرائح الأخرى هو وحسب لأغراض الكسب العملي وأنه بالتالي لا يعتمد عليه، فيما هو في الحالة المعنية صادق وطويل الأمد، ويعوّل عليه وإن جاوره التشويش الناتج عن الحاجة في الحالات الأخرى.
فالرسالة العامة الموجهة إلى الجمهور السني هي أن إيران ومعها حلفاءها ثابتة ومبدئية في مواقفها المعادية لإسرائيل، وتخصَّص هذه الرسالة وفق الهوى المفترض للشريحة السنية المستقطبة لتركّز على أن جهد إنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين يأتي انتصاراً للفلسطينيين (كمجتمع سني شقيق)، أو دعماً للعروبة في استمكالها لتحرير الوطن العربي الكبير، أو تحقيقاً لكرامة الأمة الإسلامية. وعند حصول التجاوب من أي جانب سني، فإنه يوظّف تلقائياً في الرسالة الإعلامية الموجهة إلى الجمهور المسيحي من خلال إبراز التوجهات السنية القصوى، من الانشغال بالهويات العابرة للوطن، إلى ضعف الانتماء للبنان، مروراً بالميل الكامن للتشدد. وبالتالي في حال لم يستحصل إعلام المقاومة على التجاوب السني المطلوب فإن خسارته تكون مزدوجة.
وعليه فقد جاء تعامل وجوه إعلام المقاومة وسياسييه مع الحالة الفريدة التي يشكلها التقييم الإيجابي للولايات المتحدة في الوسط اللبناني السني، من خلال الإنكار أو اعتباره زعماً قائماً على التلاعب بالبيانات الاستطلاعية، أو إدراجه في إطار نتيجة جهد ترويجي يسعى إلى تحقيق الزعم. وقد نشط محور المقاومة كذلك بالتعويض من خلال إبراز الأصوات ضمن الوسط السني والخارجة عن هذا الرأي الغالب، بما في ذلك استدعاء أصداء المجموعات المسلحة التي كانت قد أنشأتها وموّلتها منظمة التحرير الفلسطينية خلال الحروب اللبنانية الداخلية بين العامين ١٩٧٥ و١٩٩٠. ولكن محور المقاومة لم يتمكن، باتجاه اعتماد سرديته، من استقطاب أي من الشخصيات السياسية البارزة والحاضرة لتحدي زعامة الحريري في الأوساط السنية.
وبالتوازي مع أسلوب متابعة الحالة السنية هذه، فقد اجتهد إعلام المقاومة بإشهار مقولة الازدواجية في الموقف السني بين السر والعلن، والتي أنتجت هجمات إعلامية على الشخصيات السياسية السنية على أنها «داعش بربطة عنق». والواقع أن هذه الهجمات مبنية في عدد من الحالات على ما هو بالفعل صفقات وعلاقات مشبوهة أقدم عليها سياسيون لبنانيون سنة مع مجموعات متطرفة، وإن كان الغرض منها معالجة مسائل آنية وموضعية. ومن هذه الحالات توفير الأرصدة المالية للجماعات المتشددة والمتطرفة مقابل إخلائها مواقع وبلدات للزعيم المعني مصالح فيها. بل يمكن ويجب مساءلة عدد من الزعماء السنة المتنافسين على دورهم في تأجيج الصراع الدامي المتكرر بين باب التبانة وجبل محسن في جوار طرابلس.
على أن هذه المناورات والخطوات من جانب الزعماء السنة، رغم ما تنضوي عليه من الأثمان وقصر النظر والازدواجية ليست جديدة على السلوك السياسي اللبناني عامة، ولا توازي بتاتاً جسامة ما أقدمت عليه قيادات محور المقاومة نفسها، في الكثير من الأحيان مع المجموعات المتطرفة نفسها. ولكن في الرسالة الإعلامية الضمنية لمحور المقاومة وسيلة للتملص، إذ تصوّر أي تواصل بين جانب المقاومة وهذه المجموعات على أنه مرحلي آني لخدمة غاية نبيلة، فيما أية علاقة بينها وبين الزعماء السنة هي دليل كاشف على انغماس الطائفة السنية بالتطرف والتشدد.
والقدرة على تسويق هذا الطرح الأخير في أوساط عدة داخل لبنان وخارجه يتطلب الوضوح في تبيان موطئ القدم المتحقق للتشدد في الوسط السني اللبناني، وذلك على حد سواء لتفنيد مزاعم إعلام محور المقاومة وللكشف عن الشروخ الحاصلة ضمن الطائفة السنية وإمكانيات توظيفها.
التدين والالتزام بالشعائر والتوجه الاجتماعي المحافظ هي من السمات البارزة للحياة الدينية والاجتماعية على مدى الأوساط المختلفة طبقياً ومناطقياً والتي بمجموعها تشكّل الطائفة السنية في لبنان. تختلف التقاليد وأنماط الحياة داخلياً في بيروت وطرابلس وصيدا، وهي المدن الرئيسية التي تحتضن حجماً سكانياً سنياً كبيراً، وذلك وفق التوزيع الاقتصادي الاجتماعي، كما تختلف إزاء الأرياف والأقضية التي تحوي بدورها حضوراً للبنانيين السنة. ولكن، في جميع الحالات، يبقى الدين وأثره الاجتماعي حاضراً، وإن اختلف بين بيئة وأخرى. ومع هذا، فإن الصورة الذاتية في معظم أوساط الطائفة السنية مبنية على الانفتاح والاعتدال والوسطية، باعتبارها القيم التي تعبّر بصدق عن جوهر الدين.
تاريخياً، شهدت الأوساط السنية في المشرق دعوات متكررة إلى التدين، وذلك لموازنة الاستقطاب المتواصل باتجاه المحيط الثقافي التعددي على ضفاف البحر الأبيض المتوسط. ولا تختلف بهذا الصدد البيئة السنية عن مثيلاتها المتعددة، إسلامية ومسيحية ويهودية. فالدعوة إلى التدين والالتزام بالتقاليد، والصادرة من شخصيات دينية علمائية وروحية كانت تهدف لمواجهة السيل الوافد من نماذج السلوك والاستهلاك الجديدة. وكان في طليعة هذه الدعوة رجال المؤسسة الدينية الرسمية، من مفتين وقضاة وشرعيين، بالإضافة إلى الزعماء الروحيين غير الرسميين، من أئمة المساجد وشيوخ الطرق. وهؤلاء وأولئك شكلوا معاً ما يشبه الطبقة الدينية التي تؤطر حياة المؤمنين وتوفّر لهم التوجيه والخدمات. على أن دعوات التدين هذه شهدت ضبطاً لجماحها ولا سيما من جانب الطبقة التجارية في المدن، بما هي عليه من تواصل ومصالح مع المحيط الثقافي التعددي. وكان على الزعامات في هذه المدن، وهي بدورها متعددة، أن تحكم وتوازن بين التوجهين المتعارضين.
وقد شهد القرن العشرين تبدلاً جوهرياً في طبيعة الحضور السني في لبنان. فردة الفعل التلقائية للزعماء والأعيان السنة يوم إعلان دولة لبنان الكبير كادت أن تكون الإجماع على الرفض. على أنه سرعان ما تبين لكل من الطبقتين السياسية والدينية فوائد الانضمام إلى هذا الوطن الصغير. فبعد أن كان دورها يقتصر على الهامش في السياق العثماني الزائل، أصبحت هاتان الطبقتان شريحة النخبة في الإطار الوطني الجديد، وشرعت كل منهما باستنساخ الأشكال المؤسساتية المعتمدة لدى الطائفة المارونية. وكانت هذه الطائفة، كما الطائفة الدرزية، قد طورت هذه الأشكال على مدى القرون االسابقة.
على أنه بقي للطائفة السنية في لبنان خصوصية على أكثر من مستوى. فخلافاً للطوائف المارونية والدرزية والشيعية، ليس للسنة في لبنان عمق ريفي خاص بهم، في حين أن أكبر تجمعاتهم هي في المدن. وهذا التوزيع المناطقي أسّس بدوره للتشظي السياسي، إذ قبل رفيق الحريري في تسعينات القرن الماضي، لم يكن بوسع أي زعيم سني أن يطمح للوصول إلى مقام زعيم كافة السنة في لبنان، وإن نال البعض منهم التقدير خارج منطقته. رفيق الحريري هو أول من تمكّن من جمع الطائفة سياسياً، وذلك من خلال التفوق على خصومه، كل في منطقته، بالخدمات والتعويضات. وما جرى بعد اغتياله وتغييبه المفاجئ عام ٢٠٠٥، من سعي وسط الفوضى إلى تنصيب ابنه سعد الحريري كزعيم هو شاهد على نجاحه في التغلب على منافسيه أو دمجهم بتياره.
السياسة في لبنان هي فعل موازنة بين الإقطاع الجديد في الداخل والولاء الجزئي في الخارج. فزعماء الطوائف ينشطون لتحقيق التحالفات (غير المتوازنة) مع القوى الخارجية النافذة، وذلك للحصول على المنافع التي يُمكنهم من خلالها كسب جمهورهم الداخلي، فيما يعملون على التخفيف من وطأة النفوذ الخارجي لكل من القوى التي يقيمون لها الولاء من خلال تنويع مجموعها. وحيث أن الطائفة السنية حديثة العهد نسبياً، ولكثرة الجهات السنية النافذة في الجوار والمتنافسة على التأثير والنفوذ في لبنان، فإن هامش المناورة لزعامات السنة في لبنان كان ضيقاً في العديد من الأحيان، دون أن يكون معدوماً. وعلى وجه الخصوص، فقد كان لمنظمة التحرير الفلسطينية حضوراً هاماً لدى الشرائح الاجتماعية والاقتصادية الدنيا، ولكنها لم تتمكن من استقطاب أي من كبار زعماء السنة، بل كان تعويلها على زعامات درزية وشيعية. أما الزعماء السنة، فتنقلوا في سعيهم لمعادلات الدعم والولاء بين مصر وسوريا والسعودية، إلى أن حسم رفيق الحريري هذا الترحال لصالح السعودية في التسعينات.
وقد كانت العلاقة بين الحريري والسعودية تحالفاً، وإن لم يصل إلى الندّية، بين طرفين كل منهما صاحب قرار. أما مع مقتل رفيق الحريري، فقد تحولت العلاقة إلى حالة وصاية توجّه الرياض من خلالها أبوياً سياسات الحريري الابن.
على أن التأثير السعودي على لبنان لم يتضمن جهداً متعمداً لنشر السلفية. بل بالرغم من أفول التأثير السياسي لمصر منذ السبعينات، فإن الطبقة الدينية السنية اللبنانية قد حافظت على علاقات مميزة مع الأزهر وكامل المؤسسة الدينية الرسمية في مصر، واستمرت في اعتماد الوسطية الأزهرية في منهجها الديني. غير أن السلفية، والتي تركن إليها وتروّجها المؤسسة الدينية في السعودية، قد وجدت كذلك السبيل إلى لبنان من خلال الجمعيات الخيرية الأهلية، والتي ملأت فراغاً في المناطق المهمّشة، ولا سيما في الشمال اللبناني، وخاصة بعد خروج منظمة التحرير.
ومع ذلك، فالظاهر أن غالب اللبنانيين السنة يبتعدون عن التوجهات المتزمتة والمتشددة للسلوك الديني والتي تدعو إليها السلفية، رغم تماهيهم المرتفع مع السعودية. ويفيد المقربون من المؤسسة الدينية الرسمية في لبنان أن الحضور السلفي في الطائفة لا يتجاوز الخمسة بالمئة. وقد يكون هذا الرقم صحيحاً بالنسبة للمساجد التي يحضر فيها السلفيون أو يمسكون بها علناً. ألا أن السلفية، والجهادية المشتقة منها، قد ازدادت حضوراً ونفوذاً مع ارتفاع الامتعاض في أوساط سنية واسعة إزاء الهمينة والغطرسة من جانب حزب الله، بتبعيته الصريحة لإيران. بل أن هذه التوجهات تزداد حدة مع انتشار أخبار مظلومية السنة خارج لبنان، في كل من سوريا والعراق.
وقد تمكنت الحركات الإسلامية القطعية المتشددة من كسب عدد من اللبنانيين السنة، من  الشرائح الوسطى والميسورة، بما في ذلك أحد الطيارين الذين نفّذوا اعتداءات الحادي عشر من أيلول ٢٠٠١. أما تأثير هذه الحركات على الشرائح الدنيا فهو أقرب إلى الصفقات والتعاقد، حيث يحصل المعوزين والمهمشين على المعنى والهدف، وتنال الجماعات الجهادية، من دولة إسلامية وقاعدة ونصرة وغيرها، على سيل متواصل من المقاتلين. ولكن العقيدة السياسية الإسلامية، بأشكالها القطعية والتوفيقية، لم تحقق الإنجاز الجدي في الوسط السني اللبناني. والصيغة اللبنانية من حركة الإخوان المسلمين، والتي تلتزم موقفاً سياسياً ولائياً محافظاً، هي طرف سياسي صغير مندرج بالكامل في الإطار السياسي اللبناني ومشارك بالأسواق الانتخابية.
غير أن القطعية قد وجدت لنفسها حليفاً غير متوقع، وذلك ضمن المؤسسة الدينية الرسمية، إذ تبالغ بالدعوة إلى التدين في سياق اعتراضها على ازدياد القبول في الوسط السني بالتوجهات المؤسساتية العلمانية. والمثال على ذلك هو في مسألة الزواج المدني الاختياري. فالزواج في لبنان، كما سائر الأحوال الشخصية، هو من اختصاص المحاكم الشرعية للطوائف. على أن الدعوة لتشريع الزواج المدني الاختياري تنال موافقة ما يقارب من خُمس الجمهور السني، وفق تقديرات الجهات المطلعة. ومن شأن تشريع الزواج المدني أن يطال عائدات المؤسسات الدينية لدى كل الطوائف اللبنانية. وقد أخذ مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان، وهو رأس هرمية المؤسسة الدينية السنية، على عاتقه مهمة الاعتراض على مناقشة موضوع الزواج المدني، بعبارات تخرج عن معايير الوسطية والاعتدال والتي تفاخر بها مؤسسته.
دريان شدّد على الرفض المطلق لفكرة الزواج المدني، وإن الاختياري، على أنها انتهاك للشريعة الإلهية وهدّد من يؤيدها أو من يتزوج مدنياً بأنه خارج عن الملة ولا يدفن بمقابر المسلمين. ودريان في هذه اللهجة المرتفعة يجاري ما أقدم عليه المفتي السابق للاعتراض على الزواج المدني، ما يؤصّل هذا التوجّه وينفي عنه صفة الكلام العرضي العابر. كما أن المفتي دريان قد تولّى أخيراً، نيابة عن العديد من المرجعيات الدينية، الاعتراض الصارم على إبطال العمل بتجريم المثلية ودعا إلى إجراءات أمنية متشددة لمنع المثليين من الحضور العلني في الوسط العام.
والواقع أن الطائفة السنية اللبنانية، والتي تشهر صفات الانفتاح والعصرية، قد تمكنت بالفعل من مقاومة الضغوط المتعددة باتجاه التطرف والتشدد، وذلك نتيجة بناها الذاتية الداخلية وتواصلاتها الاجتماعية الاقتصادية مع الطوائف الأخرى. أما الزعامات السنية، والتي تعرضّت لقدر جديد من التشظي بعد اغتيال رفيق الحريري، فهي لم تواكب الجهد الأهلي في مقاومة هذه الضغوط.
لا شك أن السبب هو أن هؤلاء الزعماء يواجهون صعوبات مشهودة وتحديات متواصلة لمواقعهم، ولكن التعويل على الدفاعات الداخلية للطائفة السنية لن يكون كافياً لمواجهة السعي القائم من جانب محور المقاومة لوسم الطائفة بالتطرف ولدفعها إليه. الزعم الحالي بأن الطائفة السنية اللبنانية هي بيئة حاضنة للتشدد والقطعية هو زعم كاذب، غير أن انسياب التطرف إليها، سواءاً من خلال مبالغات خطابية صادرة من المؤسسة الدينية أو عبر إقدام جهات متشددة، سلفية وجهادية، بتوفير الخدمات للأوساط المهمشة، من شأنه أن يجعل هذا الزعم صادقاً بعد حين.
العديد من زعماء السنة في لبنان لا يقدّمون أنفسهم على أنهم قادة لطائفتهم، بل يسعون جهاراً إلى موقع الزعامة الوطنية. فهم يجمعون في طواقمهم الكفاءات على أساس الخبرة، لا الانتماء الطائفي، ويمتنعون نهائياً عن الخطاب الفئوي. فللبناء على ذلك، ما قد يكون واجباً ومفيداً هو ترجمة المواقف المبدئية إلى خطوات عملية. ليس المطلوب من هؤلاء الزعماء تقديم خطاب عقائدي بديل عمّا يطرحه محور المقاومة، غير أنهم بوسعهم، والعديد منهم من رجال الأعمال الناجحين، أن يقدموا البدائل بما تراه العين، لا بما تسمعه الأذن، من خلال إظهار أن السبيل للتقدم هو المبادرة الحرة والتواصل مع العالم، لا الكلام الثوري والممارسات الشمولية. فاستطلاعات الرأي تفيد للتوّ بأن هذا هو بالفعل رأي القاعدة الشعبية. ومن الضروري كذلك، مع كامل الاحترام لشخص المفتي، من التأكيد على دوره كموجّه روحي، لا كصانع قرار. من واجب المفتي أن يقدم الموقف الديني من المسائل المطروحه، وللمؤمنين فرادى أن يلتزموا بفتواه طوعياً، ولكن الفتوى ليست القانون. خلافاً للنظم الأبوية السائدة في المنطقة، يلحظ النظام الجمهوري في لبنان أن صياغة القانون وإقراره والعمل به جزء من دورة تبتدئ من المواطن بصفته صاحب السيادة. فالأجدى بالزعامات السنية في لبنان التأكيد على هذا المبدأ وحمايته.
===========================
نيويورك تايمز: الآثار السورية تباع في مجموعات الفيسبوك!
http://o-t.tv/Bby
أورينت نت - ترجمة: جلال خياط
تاريخ النشر: 2019-05-14 09:00
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن القطع الأثرية التي تم نهبها من مناطق الصراع في الشرق الأوسط تعرض للبيع في الفيسبوك بما في ذلك آثار قام بنهبها تنظيم داعش.
وقال عمر العظم، أستاذ التاريخ والأنثروبولوجيا في الشرق الأوسط بـ "جامعة شوني ستايت" الأمريكية، إن مجموعات الفيسبوك التي تقوم ببيع الآثار المسروقة نمت بسرعة خلال الربيع العربي وما صاحبه من حروب خلقت فرصة غير مسبوقة لتجار الآثار.
وأشار إلى الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في السوق السوداء للقطع المسروقة حيث يوجد ما لا يقل عن 90 مجموعة في الفيسبوك وحده وجميعها ناطقة باللغة العربية ومرتبطة بالتجارة غير المشروعة للآثار المنهوبة من الشرق الأوسط، وتضم هذه المجموعات الآلاف من الأعضاء المشاركين بعمليات البيع والشراء.
وعادة ما تبدأ عمليات البيع من خلال استفسارات تنشر في هذه المجموعات حيث تؤدي فيما بعد لمناقشة داخل المجموعة نفسها في الفيسبوك أو تنتقل إلى تطبيق واتساب الأمر الذي يجعل من الصعب تتبعها.
ويطلب المشاركين في المجموعة أنواع معينة من الآثار هذا يعطي الحافز للتجار للحصول عليها وهو سيناريو سماه العظم بـ "النهب عند الطلب".
الفيسبوك سهل عملية النهب
ويصل الأمر إلى أبعد من ذلك حيث ينشر في بعض الأحيان تعليمات مفصلة حول كيفية السرقة توجه للصوص الطموحين، وتسهل عليهم كيفية تحديد المواقع الأثرية والحصول على الكنوز الأثرية.
تشمل القطع المعروضة للبيع، تمثال نصفي، يقول بائعوه إنه مأخوذ من مدينة تدمر، التي سيطر عليها تنظيم داعش لفترات طويلة وتعرضت الأثار فيها لنهب مكثف وشديد.
ولا يقتصر الأمر على سوريا، بل تشمل القطع الأثرية العراق واليمن ومصر وتونس وليبيا. وقال العظم إن هذه القطع لا تأتي من المتاحف أو من جامعي القطع الأثرية، بل "تنهب مباشرة من الأرض" ولذلك هي غير مفهرسة ولا توجد سجلات رسمية فيها. وقال "إن هذه القطع لم ترى من قبل. ولا نعلم بوجودها إلا عندما يقوم الشخص بنشر صورها".
نشر العظم بحثه بمشاركة من كاتي بول، مديرة "مشروع الأثار"، في World Politics Review العام الماضي وقال فيه إن "الفيسبوك يسهل من سرقة الأثار". رد الفيسبوك لاحقاً ببيان قال فيه إنه حذف 49 مجموعة مرتبطة بالاتجار بالآثار.
مع ذلك أكتشف العظم وجود 90 مجموعة لا تزال مستمرة، وقال إن على الفيسبوك عدم حذف المجموعات ببساطة لأنها تشكلاً دليلاً قانونياً يجب عدم إزالته.
إزالة الأدلة بدلاً من توثيقها
رد الفيسبوك في بيان صدر الأسبوع الماضي قال فيه إن الشركة تواصل العمل لإيقاف هذا النشاط. وقال المتحدث باسم الفيسبوك إن الشركة لديها فريق مكون من 30,000 شخص يقومون بمتابعة الانتهاكات على المنصة ويعملون لإدخال أدوات جديدة تسارع في الكشف عن المحتوى الذي ينتهك معايير النشر وذلك باستخدام الذكاء الصنعي.
وقال العظم إن البحث الذي أجراه فريقه بين أن هذه المجموعات تدار من قبل شبكة دولية من التجار ولديهم عملائهم في الغرب. وأشار إلى أن المبيعات تباع نقداً في دول الجوار على الرغم من الجهود التي تبذلها تركيا ودول أخرى لمكافحة تهريب الأثار.
وكان من المفترض أن يستجيب الفيسبوك بشكل مبكر من عام 2014 عندما بدأت المجموعات هذه بالازدهار مع توسيع سيطرة تنظيم داعش الذي دمر الآثار ونهبها بشكل منهجي، وفرض ضريبة تقدر بـ 20% على عمليات البيع التي يجريها السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وكان على الشركة أيضاً تجميد العمل بهذه الصفحات لتوثيق عمليات البيع والحصول على معلومات حول القطع المهربة بدلاً من أن تقوم بإزالتها. الأمر نفسه أتبعته أكثر من منصة بما في ذلك اليوتيوب الذي أزال كل الفيديوهات التي رُفعت في سوريا والتي تشكل أدلة على ارتكاب جرائم حرب.
===========================
الصحافة البريطانية :
التايمز تتحدث عن "خطط المواجهة" بين واشنطن وطهران: سليماني في بيروت!
https://arabic.rt.com/press/1019056-التايمز-تتحدث-عن-خطط-المواجهة-بين-واشنطن-وطهران-سليماني-في-بيروت/#
قالت صحيفة التايمز إن خطط طهران تختلف عن خطط واشنطن للمواجهة العسكرية، مشيرة في هذا السياق إلى لقاء جمع قائد فيلق القدس والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة في بيروت.
وفي مقال للكاتب ريتشارد سبنسر تناول فيه خطط الولايات المتحدة لمواجهة إيران عسكريا، رأت التايمز أن الخطة التي ستتبعها الولايات المتحدة لشن حربها على إيران مختلفة تماما عما تخطط له طهران، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة لكلا البلدين مدركة لهذا الأمر، إلا أن هناك اختلافا بين تفكير الأجهزة الأمنية والساسة، وهنا يكمن الخطر.
وقالت الصحيفة إن أمريكا تؤمن بالقوة العسكرية الساحقة، وهذا واضح من خلال نشر أساطيل حاملات الطائرات في أرجاء العالم، مضيفة أن التحضيرات العسكرية الإيرانية مختلفة.
وفي هذا السياق، كشفت التايمز عن اجتماع مهم عقد في العاصمة اللبنانية بيروت مؤخرا، جمع بين قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة، مشيرة إلى أن طهران لطالما كانت الداعم الأكبر لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، إلا أنهما اختلفتا في التعامل مع الحرب في سوريا.
واعتبرت الصحيفة أن ما حدث الأسبوع الفائت في قطاع غزة الذي تعرض لضربات مكثفة من الجيش الإسرائيلي، يؤكد أن إيران ليس لديها نية لضرب الأهداف الأمريكية بشكل مباشر، لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار، إلا أنها تستطيع "استفزاز " إسرائيل وجرها لمثل هذه الإجراءات المتطرفة ضد جيرانها.
واعتبر كاتب التقرير أنه من غير المرجح أن يؤدي انتشار حاملات الطائرات الأمريكية والصواريخ إلى شن حرب، إلا أنها تخلق جوا مثيرا لا يفهمه السياسيون كما أنها تدفع لخروج الأحداث عن نطاق السيطرة.
ورأى أن الفلسطينيين يهددون بإشعال انتفاضة ثانية إذا قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنكار حقهم بالاعتراف بدولتهم.
وختم بالقول إن ترامب قالها بشكل صريح إنه يريد التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران وليس شن حرب عليها، الأمر الذي يؤيده نظيره الإيراني حسن روحاني.
===========================
«إيكونوميست»: مغامرة روسيا العسكرية في سوريا تؤتي ثمارها
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1396905
حققت موسكو انتصارات متتالية فى سوريا، فقد أنقذت الرئيس السورى، بشار الأسد، بتكلفة بسيطة نسبياً، وأصبحت هى صانعة الملوك فى دمشق، وعادت كوسيط قوى فى الشرق الأوسط لأول مرة منذ سقوط الاتحاد السوفييتى، وهو ما يختلف كليًا عن تجربة أمريكا، التى تحول غزوها للعراق إلى كارثة دموية، أو تجربة الأوروبيين الغربيين الذين قادوا حملة جوية فى ليبيا للإطاحة بالديكتاتور معمر القذافى، والأهم من ذلك أن كسر هيمنة أمريكا على الشرق الأوسط بات يدل على أن روسيا ليست مجرد «قوة إقليمية»، كما قال الرئيس الأمريكى السابق، باراك أوباما، ذات مرة، لكنها قوة عالمية.
لقد فاجأت روسيا نفسها ببراعتها، حيث يتذكر العديد من الروس كيف أدى التدخل فى أفغانستان، عام 1979، إلى تدمير الاتحاد السوفييتى، كما كشفت حرب روسيا فى جورجيا، عام 2008، عن العديد من أوجه القصور، بما فى ذلك الأداء الضعيف للقوات الجوية، كما جلب ضمها لشبه جزيرة القرم، وحربها، غير المعلنة، فى شرق أوكرانيا، فى عام 2014، العقوبات الغربية والعزلة.
ويقول مستشار السياسة الخارجية للحكومة الروسية، فيودور لوكيانوف: «لقد كان النجاح العسكرى أكبر بكثير مما توقعه أى شخص، فقد أثبتت موسكو فى سوريا أن لديها كفاءة فى استخدام القوة العسكرية، مقارنة بالتجربتين السابقتين فى جورجيا وأوكرانيا، أما من الناحية السياسية، فقد كانت المفاجأة أكبر».
وقد تحولت موسكو إلى مركز للدبلوماسية فى الشرق الأوسط، ففى عام 2017، أصبح الملك سلمان أول ملك سعودى يزور روسيا، كما التقى رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، عدة مرات منذ التدخل، وقد بات الدبلوماسيين الروس الذين قضوا عقوداً كمتفرجين على الإدارة الأمريكية وهى تقود عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، يسعدون الآن بمعرفتهم أنه يتعين على أمريكا اليوم أن تراقب الأوضاع، بينما تتفاوض روسيا، وتركيا، وإيران، على مستقبل سوريا، وتقود الحكومة السورية، بدعم من قاذفات القنابل الروسية، عمليات إعادة السيطرة على محافظة إدلب، آخر منطقة رئيسية ما زالت فى أيدى المتمردين.
ومما يلفت النظر أن روسيا قد تمكنت من الاحتفاظ بصداقات مع جميع الخصوم فى المنطقة: إسرائيل وإيران، تركيا والأكراد، المملكة العربية السعودية وقطر.
وأبرمت روسيا والسعودية صفقة غير مسبوقة فى أوائل عام 2017 للحد من إنتاج النفط، مما ساعد على رفع الأسعار، التى انخفضت إلى ما دون 30 دولارًا للبرميل فى عام 2016، لتصل إلى المستوى الحالى فوق 60 دولارًا، ويرى الروس أن الصفقة ما كانت لتتحقق لولا مكانة روسيا الإقليمية المعززة.
وقد استخدم بوتين نجاحه السورى لصالحه فى أماكن أخرى، فهو يخطط لاستضافة قمة مع القادة الأفارقة فى أكتوبر المقبل، وتساعد روسيا أيضًا فى دعم نظام نيكولاس مادورو فى فنزويلا، حيث باتت اليوم أمريكا هى التى تشكو من تدخل روسيا فى مجال نفوذها، وليس العكس.
وحينما أمر بوتين قواته بدخول سوريا كانت أولويته هى تجنب انهيار نظام الأسد، والمخاطرة بأن تصبح سوريا مصدراً للجهادية لموسكو، وهناك سبب آخر وهو الخروج من العزلة الدبلوماسية التى واجهها بعد تدخله فى أوكرانيا.
ولكن كيف نجحت روسيا فيما فشل فيه الآخرون؟ فهى نجحت لأنها استوعبت الدروس من غزو أمريكا للعراق، والاعتماد فى الغالب على قوتها الجوية، وعلى وكلاء محليين على الأرض: الجيش السورى، والقوات الإيرانية، ومقاتلى حزب الله من لبنان وغيرهم.
وتلعب السخرية دوراً فى الأمر، حيث إن بوتين أقل اهتمامًا من القادة الغربيين بالرأى العام، أو بمنظمات المجتمع المدنى، التى تثير الضجة حول تصرفات روسيا، فهو لا يبالى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ويقول أحد الدبلوماسيين العرب «لدينا مصلحة مشتركة فى عدم التدخل فى شؤوننا الداخلية»، فمن وجهة نظر بعض القادة العرب، فقد تخلى أوباما عن الرئيس المصرى السابق، حسنى مبارك، بينما وقف بوتين إلى جانب الأسد، وحتى لو كان الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، أكثر انحيازًا إلى الحكام العرب، فإنهم يجدون موقفه متغيرًا، ويضيف الدبلوماسى: «نحن نختلف مع روسيا حول أشياء كثيرة، لكن عندما يقدم بوتين التزامًا، فهو ينفذه».
وربما يكون السبب الرئيسى الذى يجعل روسيا تتحدث مع جميع اللاعبين فى المنطقة هو أنها ليست أمريكا، فبالنسبة لمعظمهم، تظل الأخيرة هى الحامى الأكثر أهمية، ولذا فإن خوفهم يزداد عندما يقل اهتمامها بهم، حيث خشى قادة إسرائيل والخليج من خيانة أوباما عندما تفاوض على صفقة فى عام 2015 للحد من البرنامج النووى الإيرانى مقابل رفع جزئى للعقوبات، فإذا كان حكام المنطقة يتقربون من روسيا، فإن الأمر يعود فى معظمه إلى رغبتهم فى استعادة التزام أمريكا تجاههم.
ووسط الفخر بالانتصار فى موسكو، هناك أيضا الكثير من التوتر، فقد تكون أراضى روسيا شاسعة، ولكن اقتصادها ضعيف، ولذا فإنه على الرغم من كل مظاهر الوطنية، فإن التأييد للحرب ليس كبيرًا: ووفقًا لمركز ليفاد لاستطلاعات الرأى المستقلة، فإن ٣٥٪ من الروس لا يؤيدون سياسة بلادهم فى سوريا، مقابل 51٪، ويعتقد معظمهم أن العملية العسكرية يجب أن تنتهى.
وقد يصبح الرأى أكثر عدوانية إذا ساءت الأمور فى سوريا، والتى يعرف المسؤولون الروس أنه أمر ممكن للغاية، فهم يتعلمون درسًا آخر من الحرب الأمريكية فى العراق: من الأسهل الفوز بانتصار عسكرى قصير الأجل بدلاً من تحقيق تسوية سياسية دائمة، فهناك الكثير من المخاطر الكارثية: مواجهة مع تركيا حول إدلب، على سبيل المثال، أو غزو تركى لطرد الأكراد السوريين، أو حتى الحرب بين إسرائيل وإيران.
باختصار.. إن القوة التى يحاول بوتين إبرازها فى الخارج، على أمل أن يعزز مكانته فى الداخل، هشة للغاية، فالعالم متعدد الأقطاب الذى سعى إلى تحقيقه قد يترك روسيا على الهامش، فهى لا تملك القوة العسكرية الأمريكية، ولا القوة الاقتصادية الصينية.
وفى الوقت الحالى، قد يحب بوتين هتاف الوطنيين فى بلاده وهم يحتفلون بانتصارهم فى سوريا، ولكنه يخشى أن يبدأوا قريبًا فى البكاء والمطالبة بعودة أولادهم إلى موسكو.
ترجمة- فاطمة زيدان
===========================
الغارديان :بالنتيجة، فقدنا الثقة بالجهود المشتركة لوقف الحروب.. اسألوا سورية
https://geiroon.net/archives/153962
لا بد أن الإشارات التي تشير إلى أن الحرب في سورية تقترب من نهايتها تبدو مثل نكتةً تثير الغثيان، بالنسبة إلى أهل رأس العين، الواقعة في شمال غرب محافظة إدلب، حيث استهدفِت قريتهم، بغارة جوية الأسبوع الماضي، قُتل فيها خمسة أشخاص، منهم ثلاثة أطفال، بينما أُصيب 20 آخرون على الأقل.
حسين الشيخ، أحد سكان المنطقة، وصف لـ فرح نجار، مراسلة الجزيرة، كيف انهار أحد المباني بينما كان الأطفال يركضون نحو مكان آمن، وقال: “كنتُ واقفًا بالقرب من الباب الأمامي أشاهد الأطفال وهم يلعبون. فجأة سمعنا انفجارًا آخر… كان مشهدًا يصعب مشاهدته. لا أستطيع التعبير عمّا رأيته”.
تقدّر الأمم المتحدة أن تجدد العنف في إدلب والمناطق المجاورة أدى إلى مقتل العشرات من المدنيين، وتشريد أكثر من 150 ألف. ويقول عمال الإغاثة إن المستشفيات والمنشآت الطبية والمدارس استُهدفت عمدًا بالصواريخ والمدفعية والبراميل المتفجرة.
للوهلة الأولى، يبدو أنه لا شك في أن القوات الموالية لبشار الأسد، الغارق في الدماء، ليست هي وحدها المسؤولة. يزعمون أنهم يقاتلون المتمردين الجهاديين من هيئة تحرير الشام، لكن في سورية، كما هي الحال في العديد من مناطق الصراع الأخرى حول العالم، ليس الأمر بهذه البساطة.
كما يجب إلقاء اللوم على إيران الحاضرة التي تدعم النظام، من خلال ميليشياتها الشيعية المدعومة من حزب الله اللبناني. تركيا تُلام أيضًا، لفشلها في الدفاع عن منطقة منزوعة السلاح أُقيمت حول إدلب في أيلول/ سبتمبر الماضي. ثم هناك روسيا وطائراتها الحربية التي لا ترحم، والتي لولا دعمها؛ لربما سقط الأسد.
ومع ذلك، في الحقيقة، فإن من يتحمل المسؤولية عن ثماني سنوات من الرعب هم أكثر ممن ذُكر أعلاه. لقد ابتعدت الولايات المتحدة إلى حد كبير عن سورية، وحصرت نفسها في عمليات مكافحة داعش وضربات الصواريخ العرضية. وكذلك الحال في أغلب المواقف، بالنسبة إلى بريطانيا وأوروبا.
تدخّل فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي، بقوة في سورية عام 2015، لكنه لم يتدخل لإنقاذ الأرواح، بل لتعزيز المصالح الاستراتيجية والأمنية لروسيا في الشرق الأوسط، على حساب الولايات المتحدة. وبالتالي فإن جهود الأمم المتحدة للتفاوض من أجل وقف الحرب تفتقر إلى الدعم الكبير من القوى العظمى.
في حين أن أيًا من هذا لا يريح أحد من قرويّ رأس العين، فإن المسؤولية عن معاناتهم في النهاية تكمن في انهيار منهجي ومهلك في التعاون الدولي بشأن معالجة الحروب والصراعات المسلحة.
في عصر أصبحت فيه التعددية عتيقة وغير محبوبة، وتزاوج القومية مع قيادة “الرجل القوي” المستبد آخذٌ في التصاعد، والانتهازية المهتمة بالذات حلّت محل المسؤولية الجماعية، يصبح الغائب بشكل كلي هو المثل العليا، القائمة على تعاون القوى العظمى والعمل المشترك، الذي كان أساس إنشاء الأمم المتحدة عام 1945.
الاتجاه المعاكس -نحو المنافسة غير المسؤولة للقوى العظمى- يستجمع قواه في كل مكان، حيث يموت الناس يوميًا نتيجة لذلك.
في المرة التالية التي يتحدث فيها نايجل فراج [سياسي بريطاني من حزب الاستقلال معارض للهجرة والمهاجرين] أو فيكتور أوربان، رئيس هنغاريا عن الحقوق السيادية و”استعادة السيطرة”، يجدر بنا أن نتذكر أنه يمكن أن يكون لهراء القومية المتطرفة عواقب دولية قاتلة.
وعندما ينتقد دونالد ترامب إيران ويبيع الأسلحة للسعوديين، وعندما يحتجز تشي جين بينغ المسلمين في الصين، أو يتبجح بوتين عن شبه جزيرة القرم، أو يدافع جيرسون بولسونارو في البرازيل عن حرق وإزالة الغابات، يخدع كل منهم قاعدته القومية المحلية. لكن الآثار المترتبة على السلام والأمن العالميين خطيرة.
ليبيا مثال على ذلك. بعد ثماني سنوات من إطاحة ديكتاتورها نتيجة اتفاق دولي، فإنها تخاطر بأن تصبح سورية أخرى، حيث تدعم مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة جنرالًا منشقًا، بينما تدعم تركيا وقطر الحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة. أما رغبة الليبيين من أجل السلام، فتأتي في المرتبة الثانية في الصراع الوحشي، بين المنافسين الإقليميين على السلطة والنفوذ والنفط.
واليمن، الذي يعاني من أسوأ حالات الطوارئ الإنسانية في العالم، يؤكد هذا الاتجاه. وهنا أيضًا، تحتشد القوى الخارجية، معطيةً الأولوية للأهداف الجيوسياسية على إنقاذ الأرواح.
إن إحجام الدول عن العمل بشكل تعاوني لوقف أو منع الحروب يقابله ميل متزايد للتدخل في معارك الآخرين عن طريق الوكلاء. فالصراع المباشر بين دولة وأخرى صار أمرًا نادر الحدوث. صارت عمليات الغزو التي تقوم بها التحالفات متعددة الجنسيات، كما كان الحال في حرب الخليج عام 1991 أو كوسوفو عام 1999 عتيقة، بينما راجت وسادت الحروب بالوكالة.
في المقابل، تعاني الصراعات الأقل أهمية من الإهمال الدولي. قد يكون غياب الارتباط الخارجي الفعال قاتلًا لآمال السلام، كما كان الحال في أوقات مختلفة في جنوب السودان وجنوب الفلبين وميانمار وجنوب تايلاند والصومال والساحل الأفريقي.
ينبغي على القادة “الأقوياء” القوميين المتطرفين أن يعلموا أن المضي قدمًا بتصرفاتهم نادرًا ما ينجح. تشير التجربة الحديثة إلى أن القوى العظمى، التي تتجنب المقاربات التعاونية، وتحاول فرض الحلول أحادية الجانب، لن تصل إلى أي نتيجة، وغالبًا ما تزيد الأمور سوءًا.
أحد الأمثلة على ذلك هو الصراع بين إسرائيل وفلسطين، حيث تتمسك الولايات المتحدة بشكل مريب باحتكار صناعة السلام، رغم أنها لم تحرز أي تقدم. هذه ليست مفاجأة، بالنظر إلى انحياز ترامب الكامل لإسرائيل. تجري الولايات المتحدة أيضًا محادثات سلام خاصة مع طالبان. مرة أخرى، تبيّن أن النجاح بعيد المنال، لأسباب ليس أقلها إثارة للدهشة أنها استبعدت الحكومة الأفغانية.
على عكس الأمم المتحدة والهيئات الإقليمية المعنية بالوساطة، مثل الاتحاد الأفريقي، فإن القادة القوميين، الذين يتصرفون بمفردهم، غالبًا ما يُظهرون دوافع أنانية.
يعتقد ترامب أنه يستحق جائزة نوبل للسلام لعقده قمة مع كيم جونغ أون. إن مراكمة الدكتاتور الكوري الشمالي للأسلحة النووية هو بالتأكيد مصدر قلق دولي كبير، لكن جهود ترامب هي مشروع تفاهة أكثر من كونها عملية سلام.
عندما يتحدث الناس عن نهاية التعددية، يبدو أحيانًا أنها مسألة اهتمام أكاديمي بحتة. ولكن كما تُظهر كل هذه الحروب والصراعات التي لم يتم حلها والتي يمكن تجنبها في الغالب، فهي مسألة حياة أو موت، فكل يوم، يُقتَل الناس بسبب غياب العمل الدولي المشترك.
===========================
الصحافة التركية :
حريت :من المتوسط.. حصار خطير يستهدف تركيا
http://www.turkpress.co/node/60992
فاتح شكيرغيه – صحيفة حريت – ترجمة وتحرير ترك برس
يتحول الصراع الذي أشعله عمالقة الطاقة العالميين في البحر المتوسط، إلى حصار كبير يلتف حول تركيا.
ومؤخرًا، بدأت تركيا من جانبها أعمال التنقيب بإرسال سفينة "الفاتح" إلى شرق المتوسط. رد الشطر الجنوبي من قبرص أولًا بإبرام اتفاقيات مع شركات الطاقة العملاقة الإيطالية والفرنسية الأمريكية..
أتبعه بضم مصر وإسرائيل إلى عمليات التنقيب، ومن ثم إبرام اتفاقيات مع الشركات العملاقة من أجل التنقيب عن الغاز الطبيعي واستخراجه من حقل أفروديت الواقع في شرق المتوسط.
باختصار، يبدو أن عمالقة الطاقة العالميين تحاصصوا احتيطاات الغاز الطبيعي المقدر بمليارات الأمتار المكعبة، في شرق المتوسط، بالاتفاق مع قبرص الجنوبية.
وبطبيعة الحال، لا تقف تركيا موقف المتفرج خارج هذه اللعبة، وتقوم بكل المبادرات من أجل الدفاع عن حقوقها.
روسيا تدخل على الخط
لا تقتصر حرب الطاقة على ذلك، حيث اشترت شركة لوك أويل الروسية 30 في المئة من حقل "ظهر" المصري في شرق المتوسط.
ثم أسست شركة نوفاتك اتحادًا مع شركات الطاقة الإيطالية والفرنسية من أجل أعمال التنقيب المشتركة.
ومن قبل، حصلت شركات الطاقة الروسية على حقوق التنقيب 25 عامًا على الساحل السوري بين بانياس وطرطوس، مقابل دعم موسكو لنظام الأسد.
كما أقامت روسيا تعاونًا في الوقت ذاته مع إسرائيل. وتعتزم بيع قسم من غاز حقلي تامار وليفياثان في سوق شرق آسيا كغاز مسال.
ماذا عن الولايات المتحدة؟
بينما كان عمالقة الطاقة الروس والأوروبيون يقدمون على الأنشطة المذكورة، توجه قائد القوات البرية الأمريكية إلى قبرص الجنوبية، التي كانت منحت فرنسا وإيطاليا، بعد بريطانيا، حق إقامة قاعدة عسكرية على أراضيها، مقابل حصول الشركات الإيطالية والفرنسية على حقوق التنقيب
عقب زيارة قائد القوات البرية الأمريكية خصصت قبرص الجنوبية قاعدة عسكرية للولايات المتحدة، ومن بعدها أبرمت شركة إيكسون موبايل العملاقة اتفاقًا مع قبرص الجنوبية، لتدخل واشنطن حرب الطاقة في شرق المتوسط.
باختصار، تمنح قبرص الجنوبية ومصر وإسرائيل وسوريا قواعد عسكرية للدول الكبرى "بغرض الحماية". وبعد ذلك تبرم اتفاقيات مع شركات الطاقة في تلك الدول الكبرى.
الوضع أشبه بما كان عليه عقب الحرب العالمية الأولى..
لا تقف تركيا متفرجة إزاء هذا المنحى الخطير. وتتمتع أنشطة سفينة "الفاتح" للتنقيب بالأهمية في هذا الإطار.
يقف أمامنا في الفترة المقبلة سلسلة من القضايا الدبلوماسية الهامة جدًّا، بدءًا من صفقة إس-400 وحتى العلاقات مع فرنسا وبريطانيا وإسرائيل ومصر وسوريا.
كيف ستقيم تركيا علاقات مع عمالقة الطاقة العالميين خلال مرحلة التنقيب والاستخراج؟ هذا هو السؤال الأهم.
تتصارع الدول وتستخدم لهجة شديدة وتفتر العلاقات، لكن في النهاية تجد الطريق للتعايش معًا. لأن العلاقات بين الدول مبنية على المصالح وليس على العواطف.
===========================
الصحافة العبرية :
هآرتس: اللاجئون السوريون في «الأماكن الآمنة» رهائن حتى اتفاق تركيا وروسيا
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1505676-هآرتس--اللاجئون-السوريون-في--الأماكن-الآمنة--رهائن-حتى-اتفاق-تركيا-وروسيا
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن المدنيين السوريين الذين لجوء إلى "الأماكن الآمنة" في سوريا، أصبحوا رهائن في الصراع الذي لم يحل بين روسيا وسوريا وتركيا، والعالم يقف موقف المشاهد.
وأضافت: أن الصياغة المعقدة المستخدمة لوصف ما يحدث في الجبهة السورية، وهي "مناطق التصعيد" و"المناطق المنزوعة السلاح"، كان الهدف من هذه التعريفات هو وصف المناطق في سوريا التي وافقت روسيا وإيران وسوريا وتركيا على الحفاظ عليها على أنها مساحات آمنة نسبيًا حيث يمكن لمئات الآلاف من اللاجئين العثور على قدر صغير من الهدوء على الأقل البقاء حتى يتم التوصل إلى اتفاق بين هذه الدول.
وتابع، لكن التقارير القاسية الصادرة من المناطق المنكوبة في منطقة إدلب، حيث يعيش ما يقرب من ثلاثة ملايين مدني مع عشرات الآلاف من المتمردين تشهد على المسافة الهائلة بين النوايا والواقع، في الأسبوع الأول من مايو، فر ما لا يقل عن 150 ألف مدني من المنطقة بسبب القصف العنيف الذي شنه الجيش السوري، تتحدث بعض التقديرات عن ضعف هذا العدد.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء المدنيون يحاولون العثور على مأوى في البساتين بالقرب من الحدود التركية، ولا يملك البعض حتى البطانيات أو الحصير لوضع ممتلكاتهم القليلة عليها، وبالتأكيد ليس لديهم أي شكل من أشكال الكيروسين، ونادراً ما تصل الإمدادات الغذائية، وقد تم تدمير حوالي 12 عيادة طبية، وقتل العشرات ، وأغلقت المدارس ، وثلاثة مستشفيات لا تعمل، أفاد سكان المنطقة أن المعارك تحدث يوميًا، حتى في المناطق المزعومة المنزوعة السلاح.
تركيا ، التي ضغطت على روسيا وسوريا لتجنب حملة عسكرية واسعة كان يمكن أن تسبب موجة هائلة من اللاجئين الذين سيهربون إلى تركيا، ملتزمة بالعمل على إزالة الأسلحة والمتمردين من خلال الوسائل الدبلوماسية، لكن التمديد الذي تلقته للقيام بذلك انتهى منذ أشهر وتجدد الضغط الروسي والسوري بالكامل.
تركيا، تقوم بدورها للوفاء بالتزامها؛ إنها تغري الميليشيات بمرتب شهري قدره 100 دولار للانضمام إلى الميليشيات "التابعة لها" التي تشكل جزءًا من لواء الشام، وبسبب النقص الحاد في مصادر التمويل، وافق العديد من المعارضة على عرض تركيا، حيث سلّم بعضهم أسلحتهم للقوات التركية.
لكن لا يزال هناك العشرات الذين يرفضون التخلي عن قتالهم، ولقد أنشأ بعضهم بالفعل، وخاصة متشددي "النصرة" ، مصادر دخل ثابتة في شكل ضرائب يجمعونها من السكان الخاضعين لسيطرتهم، ورسوم المرور التي يتقاضونها مقابل المرور عبر نقاط التفتيش المحيطة بمحافظة إدلب وتفصلهم من المناطق التي سيطر عليها الجيش السوري، والسيطرة على أسعار الوقود وبيع الضروريات الأساسية الأخرى، كما يلجأون إلى السطو ونهب المنازل في المنطقة.
وأشارت إلى المنظمات الدولية تشترط لعودة اللاجئين إقامة نظام مستقر عن طريق توفير ضمانات لسلامة اللاجئين والتوصل إلى اتفاقات حول كيفية استثمار الأموال المتبرع بها لإعادة تأهيل البلاد، وتصر الدول على أن أي حل سياسي يستند إلى الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في اتفاقية جنيف للاجئين في عام 2012 وأن يتم تنفيذه وفقًا لقرارات الأمم المتحدة التي تم تبنيها كاستمرار لاتفاقيات جنيف.
ورفضت روسيا وتركيا وإيران المطلب وتطمح إلى تنفيذ اتفاقية أستانا الموقعة من جانبهم، ومع ذلك، فإن اتفاقات أستانا تفشل أيضًا في اجتياز اختبار الواقع لأنها خلقت حلقة داخلية من الجدل بين تركيا وسوريا فيما يتعلق بوضع الأكراد السوريين.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول :" ليس لدى النازحين السوريين في منطقة إدلب واللاجئين السوريين في جميع أنحاء العالم في الوقت الحالي ذرة من الأمل في العودة إلى ديارهم"، فهم رهائن حتى اتفاق الدول الأخرى.
===========================
إيران في ورطة: المواجهة العسكرية أو الاستسلام
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=133dda92y322820754Y133dda92
بقلم: يوسي كوبرفاسر
احتدمت المعركة على مستقبل إيران في الآونة الأخيرة. فقد شدد الأميركيون العقوبات على النظام الإسلامي، وعلى رأسها إلغاء الإعفاء لشراء النفط الإيراني، والإعلان عن الحرس الثوري منظمة إرهابية، ومنع استيراد المعادن من إيران، وإلغاء الإذن الذي اعطي لإيران في إطار الاتفاق النووي لتصدير فوائض اليورانيوم المخصب الى مستوى منخفض والمياه الثقيلة. وقد أُعطي لها هذا الأذن، بالمناسبة، كي تتمكن من إنتاج هذه المواد دون ان تخزنها بكميات أعلى مما هو مسموح لها في الاتفاق. كما حرك الأميركيون القوات نحو إيران.
أما طهران من جهتها فقد أعلنت بانه اذا لم تعمل أوروبا على تلطيف حدة الآثار الاقتصادية للعقوبات الأميركية، فإنها ستنسحب بالتدريج من كل التزاماتها في الاتفاق النووي، ويبث قادتها التهديدات للمس بالأميركيين وبحلفائهم. ويشدد الأوروبيون ردا على ذلك بانهم رغم تمسكهم بالاتفاق فانه اذا توقفت ايران عن تنفيذه بكامله فانهم هم ايضا سيضطرون الى استئناف العقوبات. وتقف روسيا والصين الى يمين إيران، كما هو متوقع، وفي اطار ذلك تواصل الساحة الداخلية في ايران الاعتمال على خلفية الضائقة الاقتصادية. ويواصل خبراء النووي من الغرب نشر تحليلاتهم للأرشيف النووي الايراني، ويوضحون كم تقدم البرنامج النووي العسكري الإيراني حتى 2003 وكم عديم المسؤولية كان سلوك الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سياق الاتفاق النووي (الوكالة نفسها تواصل الصمت في هذا الشأن).
ان الهدف الأعلى للنظام الإيراني هو ضمان بقائه، وإنقاذ الاتفاق النووي الذي يمنحه القدرة على أن ينتج دون عراقيل ترسانة كبيرة من السلاح النووي في غضون 11 سنة. في طهران يخشون من أن تكون ضغوط الإدارة الأميركية تستهدف تسريع تغيير النظام، وليس فقط منع التحول النووي الإيراني وتطلعه للهيمنة الإقليمية.
في القيادة الإيرانية يجري جدال حول سبيل التصدي للضغط الأميركي: على جدول الأعمال شد الحزام في الميزانية («اقتصاد الجهاد» على حد قول الإيرانيين)، ومحاولة ابتزاز أوروبا، بالتهديد، تعويضاً عن الخسائر الاقتصادية المتوقعة نتيجة للعقوبات، وردع الأميركيين من خلال التهديدات العسكرية لها ولحلفائها، انطلاقاً من الافتراض بان ترامب وأجزاء من إدارته غير معنيين بالتصعيد. ليس مؤكداً أن التصريحات الإيرانية الأخيرة تعكس حسماً واضحاً، ويحتمل أن تكون التهديدات للغرب هي بمثابة بالون اختبار، يقدر الإيرانيون بأنه يمكنهم أن يمتنعوا عن تنفيذها. ومع ذلك، فان هذه التصريحات ترفع النظام الى مسار الضائقة: أوروبا ستضطر الى التحرك في اتجاه التنكر للاتفاق، وستزداد فرص التصعيد.
أغلب الظن، كان الإيرانيون يفضلون الانتظار حتى نتائج الانتخابات التالية للرئاسة الأميركية قبل أن يتخذوا القرار، على أمل أن يستبدل ترامب برئيس ديمقراطي يعيد الولايات المتحدة الى الاتفاق. ومع ذلك، يخيل أن خامينئي يعتقد انه دون رد فوري على تشديد التهديدات، ستتآكل صورة القوة للنظام بين الايرانيين، وستعرض الضائقة الاقتصادية استقرار الحكم للخطر. ولا يزال من المعقول ان تتطلع طهران للامتناع في هذه المرحلة عن الاستفزاز العسكري المباشر للولايات المتحدة، انطلاقاً من الفهم لقيود قوتها وهشاشتها امام القدرات العسكرية الأميركية.
يخيل أن هذه المفاهيم تقبع في أساس اتخاذ القرارات في الولايات المتحدة. فالأميركيون يسعون ليخرجوا الإيرانيين عن صوابهم كي يلزموهم باتخاذ القرارات قبل حملة الانتخابات، من خلال إيقافهم أمام قرون المعضلة: التمسك بالاتفاق أو خرقه تماما وتعريض بقاء النظام للخطر، ام الاستسلام للضغوط والموافقة على فتح الاتفاق لبحث متجدد؟ في هذه المرحلة يرفضون بالطبع إمكانية الاستسلام، ولكن فشل جهود الخروج من الضائقة والاضطراب المتعاظم في الداخل من شأنهما ان يلزماهم باتخاذ اتجاه آخر.
على إسرائيل أن تعزز الولايات المتحدة في مساعيها لمنع ايران من الوصول الى سلاح نووي. عليها ان تكون جاهزة لإمكانية أن يتجه تصعيد التوتر نحوها ايضا، فيؤدي الى تصعيد مع توابع إيران الإقليمية، وعلى رأسهم «حزب الله»، «الجهاد الإسلامي» الفلسطيني، و»حماس».
 
عن «إسرائيل اليوم»
===========================