الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14/3/2021

سوريا في الصحافة العالمية 14/3/2021

15.03.2021
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • معهد واشنطن :النضال من أجل السلام في سوريا: عقد من صنع القرارات
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/alndal-mn-ajl-alslam-fy-swrya-qd-mn-sn-alqrarat
  • "فويس أوف أميركا" :تقرير للأمم المتحدة: النظام السوري ارتكب جرائم.. والتدخلات الدولية فاقمت الأوضاع
https://www.alhurra.com/israel/2021/03/14/حاولوا-تجنيدها-للتجسس-معلومات-جديدة-واقعة-تسلل-إسرائيلية-لسوريا
  • "واشنطن بوست": بعد 10 سنوات.. الثورة السورية مستمرّة
https://anbaaonline.com/news/113471
  • كريستيان مونيتور: بسوريا لم يعد انتصار نظام الأسد انتصارا
https://arabi21.com/story/1344395/كريستيان-مونيتور-بسوريا-لم-يعد-انتصار-نظام-الأسد-ا#category_10
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوموند: بعد عشر سنوات.. بشار الأسد “ملك الخراب” لا يحكم إلا عبر الخضوع والدمار
https://www.alquds.co.uk/لوموند-بعد-عشر-سنوات-بشار-الأسد-ملك-ال/
 
الصحافة البريطانية :
  • الحرب في سوريا: كيف تبددت الآمال بعد 10 سنوات دامية؟ - الإندبندنت
https://www.alanba.com.kw/BBCNews/8797/
  • ذي إيكونوميست :من مصرفية إلى سيدة حرب: جوانب من حياة أسماء الأسد
https://www.noonpost.com/content/40072
  • ايكونوميست: سوريا بعد عشر سنوات.. محطمة والحاكم لم يتغير
https://arabi21.com/story/1344179/ايكونوميست-سوريا-بعد-عشر-سنوات-محطمة-والحاكم-لم-يتغير#category_10
  • صحيفة “التايمز “تكشف السبب الذي تسبب بتسرب النفط في البحر المتوسط
https://www.hayamix.com/التايمز-تكشف-السبب-الذي-تسبب-بتسرب/
  • التايمز: بريطانيا تبدأ محاكمة أسماء الأسد تمهيدا لسحب الجنسية منها
https://www.syria.tv/إسرائيل-والحرب-السرية-على-تهريب-النفط-الإيراني-إلى-سوريا
 
الصحافة الايرانية :
  • صحيفة إيرانية: دور إيران في سوريا أوشك على الانتهاء
https://manateq.net/?p=54180
 
الصحافة العبرية :
  • "تايمز أوف" العبرية: تكشف تفاصيل جديدة عن تسلل إسرائيلية إلى سوريا
https://baladi-news.com/ar/articles/71812/صحيفة-تكشف-تفاصيل-جديدة-عن-تسلل-إسرائيلية-إلى-سوريا
  • إسرائيل و"الحرب السرية" على تهريب النفط الإيراني إلى سوريا
https://www.syria.tv/إسرائيل-والحرب-السرية-على-تهريب-النفط-الإيراني-إلى-سوريا
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :النضال من أجل السلام في سوريا: عقد من صنع القرارات
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/alndal-mn-ajl-alslam-fy-swrya-qd-mn-sn-alqrarat
بواسطة بسمة قضماني, السفير روبرت فورد, جيمس جيفري
تستمر عمليات القمع والاعتقالات ضد الناشطين والعاملين في المجال الإنساني في سوريا. كما أن البلاد على شفير أزمة جوع حقيقية ما لم يتم إجراء تغييرات على طريقة توزيع المساعدات. وفي هذا الصدد وغيره من الجوانب الانسانية والسياسية، يبحث اثنان من السفراء الأمريكيين السابقين ومسؤول من المعارضة السورية الدروس الدبلوماسية والجيوسياسية والإنسانية العديدة التي ينطوي عليها الصراع لإدارة بايدن.
"في 5 آذار/مارس، عقد معهد واشنطن منتدى سياسي افتراضي مع بسمة قضماني وروبرت فورد وجيمس جيفري. وقضماني هي عضوة في "اللجنة الدستورية السورية" و "لجنة الصياغة السورية" ومؤسسة "المجلس الوطني السوري" المعارض. وفورد هو سفير الولايات المتحدة السابق في سوريا في الفترة 2011-2014، وزميل أقدم في "معهد الشرق الأوسط" و"زميل كيسنجر الأقدم" في معهد "ييل جاكسون للشؤون العالمية". وجيفري شغل منصب الممثل الأمريكي الخاص المعني بشؤون سوريا (2018-2020) ونائب مستشار الأمن القومي الأمريكي في الفترة 2007-2008؛ ويرأس حالياً "برنامج الشرق الأوسط" التابع لـ "مركز ويلسون". وفيما يلي ملخص المقرر لملاحظاتهم".
بسمة قضماني
الوضع في سوريا مريع، حيث تستمر عمليات القمع والاعتقالات ضد الناشطين والعاملين في المجال الإنساني على حد سواء. كما أن البلاد على شفير أزمة جوع حقيقية ما لم يتم إجراء تغييرات على طريقة توزيع المساعدات. وبالنسبة للعديد من السوريين، أصبح تأمين الغذاء هو الشاغل الوحيد، ولا يستطيع المواطنون العاديون حتى شراء الخبز.
وليس من الواضح إلى أي مدى قد تكون العقوبات مسؤولة عن هذه المعاناة، لكن الحملة الدعائية التي يقوم بها بشار الأسد تشدّد على وجود رابط كبير بين المسألتين. فالعقوبات مفيدة إذا كان المجتمع الدولي حريصاً على جعلها "أكثر ذكاءً" وإذا لاحقت أفراداً. لكن منع الحصول على الأموال اللازمة لإعادة الإعمار أمر مؤلم. من الضروري أن يحصل السوريون على قنوات بديلة - يجب تقديم الأموال لمجموعة متنوعة من الجماعات خارج سيطرة الأسد؛ وتُشكّل المعابر الحدودية "السرية" إحدى الخيارات التي يمكن توسيع نطاقها.
وبالفعل، من المهم التساؤل عما إذا كانت هناك أدوات أخرى متاحة إلى جانب العقوبات. هل يقتصر هدف الولايات المتحدة في سوريا على كونها المعرقل، أو على منع روسيا من الانتصار؟ هذه استراتيجية اعتمدتها موسكو في الماضي وليس الولايات المتحدة. والمشكلة هي أن الاستثمار من قبل الدول الغربية كان ضئيلاً للغاية ومتأخراً للغاية، وهذا النهج غير الحاسم لم يترك لهذه الدول سوى القليل من الخيارات الجيدة.
ويُعتبر الوضع الذي وصلت إليه العملية الدبلوماسية غير مشجع أيضاً. وهناك بعض الأمل لإحداث تغيير مع إدارة بايدن، وبعض الأمل في المحاسبة مع قيام ألمانيا مؤخراً بمحاكمة مجرمَيْ حرب سوريَيْن، الأمر الذي قد يحرج حلفاء الأسد. لكن عموماً، هناك أمل ضئيل للغاية في التوصل إلى حل عبر المسار الدبلوماسي الحالي. إن إحدى المشكلات الرئيسية هي أن الأسد شجع الاستقطاب مراراً وتكراراً، وأن الكثيرين وقعوا في ذلك الأمر. والسؤال الآن وراء [أي خطة] يستطيع الناس أن يتّحدوا؟ هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ خطوة إلى الوراء والتفكير في الخيارات الأخرى، ولكن في الوقت الحالي لا توجد إشارة من أي مصدر حتى أن هناك مجال للدبلوماسية.
إن السياسة الحالية هي وصفة لاستمرار الحرب وانعدام الأمن وانتشار الجهاديين. وروسيا هي القوة الحاسمة في الوقت الحالي، ولهذا السبب نتحدث معهم. ولا يوجد حل مثالي، لكن من الضروري أن تتحد البلاد تدريجياً.
روبرت فورد
ارتكبت إدارة أوباما خطأين أساسيين في بداية الأزمة السورية. الأول هو أننا لم نفهم بين عامي 2012 و2013 أن ما يحصل هو حرب فعلية. فقد قلنا، وكنا على قناعة تامة، أنه لن يكون هناك حل عسكري للأزمة. إلّا أن ميزان القوى العسكري لطالما كان القضية الأساسية. كنا نتجاهل ما كان الأسد يحاول تحقيقه: النصر بالنسبة له هو البقاء في السلطة. لقد أخطأت الإدارة الأمريكية خطأ فادحاً، وأثر ذلك على سياستها بشتى الطرق.
ثانياً، اعتمدنا كثيراً جداً على الروس بين عامي 2012 و 2014. فقد اعتقدنا أنهم قادرون على تقديم حلول وسط سياسية مهمة من حكومة الأسد، ولم ندرك أبداً أنهم لم يكونوا مهتمين بالقيام بذلك. إن القول بأنك لا تحب بشار الأسد أمر واحد، وهو ما قالوه مراراً، وانتزاع تنازلات من الأسد أمر مختلف تماماً. لقد كان الاعتماد على روسيا متجذراً في الأمل وليس في التحليل.
وتتطلب جوانب أخرى من الأزمة اهتماماً إضافياً من قبل العلماء والمؤرخين أيضاً. ففي عام 2013، درسنا احتمال فرض منطقة حظر جوي في سوريا، لكن أحداً لم يبدِ تأييداً كبيراً لهذه الفكرة في الولايات المتحدة. كنا حذرين للغاية من الانخراط العسكري المكلف والطويل الأمد. لكن في عام 2015، طبّقنا منطقة حظر جوي شرق نهر الفرات، وكانت تكاليف الحفاظ عليها أقل بكثير مما كان متوقعاً.
وفيما يتعلق بالقضايا الإنسانية، توفي عدد إضافي كبير من المدنيين في السنوات الأولى للحرب، لأن الأسد اعتبر السيطرة على المساعدات مسألة سيادة وطنية. ولم توافق الأمم المتحدة سوى في أواخر عام 2013 على قرار المساعدات عبر الحدود القاضي بمرورها عبر تركيا وليس دمشق. لكن لا تزال حدود سيادة الدولة، والقانون الدولي من الأسئلة التي تحتمل نقاشاً كبيراً، وسوريا خير مثال على ذلك.
افترضنا أيضاً أننا إذا مارسنا ضغطاً كافياً على الأسد وزمرته، فسيضطر إلى التفاوض. ومع ذلك، فقد تراجع العديد من المحللين عن هذه الفكرة، وعند استعادة الأحداث الماضية، ليس من الواضح أن الضغوط الاقتصادية كانت ستجبره على التفاوض.
واليوم، تطوّر الوضع العسكري إلى درجة أصبح الرجوع إلى الوراء يتطلب استثمارات ضخمة، وليس هناك إقبال على القيام بذلك. فالعقوبات لن تجدي نفعاً أيضاً، لأن الأسد لا يهتم بشعبه. أنا أتفق مع هدف العقوبات، لكني أشك في أنها الأداة الصحيحة.
من الضروري أن تتوقف الولايات المتحدة وتفكّر في ماهية المصالح الأساسية لأمنها القومي. إن احتواء تنظيم «الدولة الإسلامية» هو مصلحة أساسية، ولدى أمريكا أيضاً مصلحة أخلاقية وربما أمنية قومية في مساعدة اللاجئين. لكن ضاعت الفرص التي كانت لواشنطن في الفترة 2013-2014. وبدلاً من الضغط من أجل الحصول على تنازلات غير منطقية من نظام الأسد، سيكون التركيز على المصالح الأساسية استراتيجية منطقية.
جيمس جيفري
من وجهة نظر تاريخية، شكلت سوريا صراعاً انتقالياً. فقد انتقلت الأزمات من تلك الاعتيادية التي شهدناها بعد 1989 (على سبيل المثال، التدخل البوسني) إلى المواجهات المدوّلة مثل تلك التي نشهدها اليوم في ناغورنو كاراباخ ومضيق تايوان. وأصبحت سوريا في حالة صراع على مستوى الدولة والتي تضع القضايا الأمنية الأساسية في الشرق الأوسط على المحك. ولم تتمكن أي من الإدارتين الأمريكيتين السابقتين من فهم هذه المشكلة - بحيث عجزتا عن التصوّر ولم يقتصر فشلهما على السياسة فقط. 
ومن بين الأخطاء ذات الصلة كان ميل الولايات المتحدة إلى النظر في كل واحدة من تداعيات الصراع المروّعة بمعزل عن غيرها. فقد تمّ التعامل مع أزمة اللاجئين، وموجة الهجمات الإرهابية في أوروبا، ومخاوف تركيا من قيام دويلة لـ «حزب العمال الكردستاني»، والعديد من القضايا الأخرى على أنها مشاكل أصغر حجماً ولا بدّ من معالجتها بشكل فردي من قبل أطراف مختلفة من البيروقراطية الأمريكية. وقد تغيّر ذلك في أيلول/سبتمبر 2018 حين انتهك الأسد الاتفاق الخامس لوقف إطلاق النار، وهذه المرة في الشمال. وكانت تلك لحظة حاسمة لأن واشنطن أدركت أخيراً أن المشاكل الأصغر حجماً هي نتاج المشكلة الأساسية نفسها، وهي الضغط الذي يفعله الأسد لتحقيق نصر عسكري كامل، والذي كان على وشك تحقيقه في ذلك الوقت.
واتخذت إدارة ترامب موقفاً بعدم السماح للأسد بالمضي قدماً في هذا الهدف. اتفقنا على استجابة منخفضة المخاطر كررت المقاربة الأمريكية إزاء التدخل الإيراني في العراق والغزو السوفيتي لأفغانستان - أي أننا لم نكن مستعدين لاستثمار الموارد الضرورية للتوصل إلى حلّ، بل فقط لحرمان الطرف الآخر من الانتصار. وكان الأمل في أن يؤدي ذلك إلى حل وسط قادر على إفشال الأهداف الإيرانية والروسية في المنطقة. لقد جمعنا كافة مواردنا معاً، وكان ذلك كافياً لتجميد الصراع. ولا تريد الولايات المتحدة أن تبقى الأمور في حالة مراوحة وحسب، لكن مخاطر تحقيق إيران-روسيا انتصاراً هي كبيرة للغاية، لذا فهذه هي الطريقة التي يتمّ بها التعامل مع الصراع في الوقت الحالي.
ولم تضع إدارة بايدن حتى الآن سياسة شاملة لسوريا. فهي تميل، على مستوى العمل المتوسط إلى المرتفع، إلى التركيز على السياسة المعتمدة إزاء تنظيم «الدولة الإسلامية» وأزمة اللاجئين لأن هذه هي الخطوات التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها بشكل فعال. لكن المشكلة أن هاتين المسألتين لا تزالان تجسدان الأزمة الكامنة، لذلك سيكون من الصعب حلهما بمعزل عن القضايا الأخرى.
========================
"فويس أوف أميركا" :تقرير للأمم المتحدة: النظام السوري ارتكب جرائم.. والتدخلات الدولية فاقمت الأوضاع
https://www.alhurra.com/israel/2021/03/14/حاولوا-تجنيدها-للتجسس-معلومات-جديدة-واقعة-تسلل-إسرائيلية-لسوريا
يدعو محققو الأمم المتحدة إلى تحرك دولي أكبر لإنهاء الإفلات من العقاب السائد في سوريا، والذي يعيق الجهود المبذولة لإيجاد سلام دائم في الصراع المستمر منذ عقد في البلاد.
ومؤخرا، قدمت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا تقريرها الأخير إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وفقا لموقع "فويس أوف أميركا".
أدى وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه روسيا وتركيا العام الماضي في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، آخر منطقة يسيطر عليها المتمردون في البلاد، إلى انخفاض كبير في الأعمال العدائية.
ومع ذلك، قال رئيس اللجنة باولو بينهيرو، إن سوريا لا تزال بمثابة برميل متفجر، مضيفا أن وقف إطلاق النار لم يشكل فرقا يذكر في حياة ملايين المدنيين.
وتابع: "يعيش أكثر من 6 ملايين مدني سوري، بما في ذلك 2.5 مليون طفل، في نزوح داخلي مع إمكانية محدودة لتوفير الضروريات الإنسانية الأساسية، في مدن تحولت إلى ركام، وعرضة للنهب من قبل مجموعات مسلحة".
ويتهم تقرير اللجنة، النظام السوري بالاعتقالات التعسفية والتعذيب والإعدام الفوري للسجناء أثناء الاحتجاز. ويقول إن العديد من الانتهاكات تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وأشار التقرير إلى أن الأطراف المسلحة الأخرى، بما في ذلك هيئة تحرير الشام ومقاتلي تنظيم داعش، ارتكبوا جرائم حرب مماثلة في مرافق الاحتجاز الخاصة بهم.
وقال بينهيرو إن تدخل العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على مر السنين أدى إلى تأجيج الصراع وتفاقم الوضع الاقتصادي المتردي بالفعل في البلاد.
وأشار إلى أن ملايين الأشخاص ما زالوا يفتقرون إلى المساعدات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والرعاية الصحية والتعليم، مردفا: "العمليات العسكرية في سوريا من قبل جميع الأطراف أدت إلى عقد من الموت والدمار والحرمان".
وقال إن التمويل الأجنبي والأسلحة وغيرها من أشكال الدعم للأطراف المتحاربة، يعد بمثابة سكب الوقود على هذه النار، التي كان العالم راضيا عن مشاهدتها وهي تحترق.
وردا على محتوى التقرير الأممي، قال سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة في جنيف، حسام الدين الأعلى، إنه مليء بالمعلومات المضللة.
وقال إن حكومته على مدى عقد من الزمان تقاتل لحماية السوريين من الجماعات الإرهابية، وهي حقيقة لا تزال لجنة التحقيق تتجاهلها.
كما وصف التقرير بأنه متحيز، وقال إن حكومته تنفي الاتهامات الموجهة إليه. وأضاف أنه الأمن عاد في معظم أنحاء سوريا، وبدأت عملية إعادة البناء، وعاد النازحون إلى ديارهم الأصلية.
=========================
"واشنطن بوست": بعد 10 سنوات.. الثورة السورية مستمرّة
https://anbaaonline.com/news/113471
لكاتب أنّه على الرغم من اليأس الواضح، إلا أنّ الكثير من السوريين المستمرين بالنضال من أجل التحرر من الأسد يعتقدون أنّ "المجتمع الدولي يمكنه القيام بكثير من الأمور".
 
 واعتبر الكاتب أنّه يجب أن تضع الإدارة الأميركية الجديدة في سلّم أولوياتها الإلتزام بهدف انتقال السلطة في سوريا وعدم وقوف واشنطن مكتوفة الأيدي بينما يرتكب الأسد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
 
وذكّر الكاتب بما كان قد قاله السفير الأميركي السابق فريدريك هوف عن أنّه بحال لم يقم بايدن بأي تحرّك فسيتمّ ترسيخ "مكانة سوريا باعتبارها نسخة عن كوريا الشمالية في الشرق الأوسط".  
كلمات مفتاحية
=========================
كريستيان مونيتور: بسوريا لم يعد انتصار نظام الأسد انتصارا
https://arabi21.com/story/1344395/كريستيان-مونيتور-بسوريا-لم-يعد-انتصار-نظام-الأسد-ا#category_10
لندن- عربي21- باسل درويش# الأحد، 14 مارس 2021 09:33 ص بتوقيت غرينتش0
نشرت مجلة "كريستيان ساينس مونيتور" مقالا للصحفي سكوت بيترسون، قال فيه إن كلمة "النصر" هي الكلمة التي تستخدمها وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري للإشارة إلى بقاء بشار الأسد في السلطة، إلا أن الحقيقة غير ذلك.
وأوضحت أن الأسد لم يقدم أي تنازلات مع المعارضين الداخليين المطالبين بحكم ديمقراطي أكثر شمولا، ولا مع جهاديي تنظيم الدولة الذين حاولوا وفشلوا في تحويل سوريا إلى دولة خلافة لهم.
وبدلا من ذلك، فقد تجنب الأسد الهزيمة باستخدام الأسلحة الكيميائية، والتعذيب المنهجي، والتكتيكات التي ليس عليها قيود والتي حولت مدنا بأكملها إلى أنقاض وخلفت مئات الآلاف من القتلى السوريين.
ولكن المحللين يقولون إنه انتصار باهظ الثمن.
 يقول جوليان بارنز-داسي، الخبير في الشأن السوري ومدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية  (ECFR): "كان انتصار الأسد في المقام الأول هو البقاء"، مضيفا أنه "منذ البداية، قال الأسد وأنصاره 'الأسد أو نحرق البلد' وقد نفذ ذلك في معركته ضد المعارضة".
وقال: "لذلك فهو الآن ملك بلد مدمر مستقبله اليأس المطلق والانهيار المتزايد.. وإذا كان الثمن الذي يجب دفعه للبقاء هو الانهيار الداخلي المستمر، فأعتقد أن النظام مستعد تماما لدفع هذا الثمن".
ومع ذلك، فإن التكلفة المستمرة لشعبه لا يمكن حسابها.
وضع مأساوي
تجمد الأطفال حتى الموت في مخيمات اللاجئين، من بين أكثر من نصف السكان الذين نزحوا من ديارهم بسبب الحرب. وتحتل القوات الأجنبية أو وكلاؤها أجزاء كبيرة من الأراضي وتسيطر على الجزء الأكبر من موارد سوريا.
تطارد ندرة الغذاء المزمنة 60 بالمئة من السوريين ولا تزال ترتفع -إلى جانب أسعار المواد الغذائية- مع انهيار الاقتصاد، وفقا للأمم المتحدة.
والخوف من حكم الأسد منتشر كما كان دائما، ولا نهاية في الأفق.
حجم الضرر الذي لحق بالنسيج الاجتماعي في سوريا واضح في استطلاع للرأي شمل 1400 شاب سوري -800 منهم داخل البلاد- نشرته اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الأربعاء.وجدت جيلا يعاني من الأضرار النفسية. في سوريا، ما يقرب من نصف الشباب يعرفون قريبا من الدرجة الأولى أو صديقا  قُتل في النزاع.
وقال روبرت مارديني، مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر: "لقد كان هذا عقدا من الخسارة الفادحة لجميع السوريين"، تميز "بفقدان الأحباء، وفقدان الفرص، وفقدان السيطرة على مستقبلهم".
في الواقع، وحتى مع دخول الحرب إلى طريق مسدود في ساحة المعركة -مع قتال ضئيل نسبيا في العام الماضي- فإن ندرة الغذاء "أسوأ من أي وقت مضى"، وفقا لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة. ويذكر أن 12.4 مليون سوري يعانون من "انعدام الأمن الغذائي"، مع تضاعف الحالات الشديدة في العام الماضي وحده.
وعلى الرغم من مزاعم النظام بالنصر، فإنه لا يوجد إحساس بوجود ذلك النصر.
ويقول عبد الرحمن المصري، محلل الشؤون السورية في أتلانتيك كاونسل: "داخليا، بدأ النظام يشعر بعبء الانتصار: لقد نجوت، لكنك لا تتحكم بأي شيء تقريبا".
"المستقبل قاتم بالتأكيد لكل السوريين، للأسد، لكل هؤلاء الفاعلين في جانب المعارضة. لا توجد آفاق مأمولة لأي شيء للتقدم".
هذا له عواقب ليس فقط على الأسد والشعب السوري، ولكن على القوات الخارجية التي لا تزال منتشرة في جميع أنحاء المشهد السوري، وبعضها تقيم تكاليف تدخلها.
قوى عديدة
تقدمت القوات الموالية للحكومة إلى حدود الأراضي التي تمت استعادتها في القتال.
وربع البلاد، إلى الشمال الشرقي، تسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من أمريكا والتي يقودها الأكراد، والتي لعبت لسنوات دورا مهما في القتال ضد تنظيم الدولة.
هذه هي سلة غذاء سوريا، وموطن مواردها النفطية، الآن تحت الإدارة العرقية الكردية، بدعم من قوة متبقية من عدة مئات من القوات الأمريكية.
في الشمال الغربي، يوجد حوالي 12000 جندي تركي في البلاد، لحماية جيب إدلب ومنطقة عازلة حدودية، فضلا عن منع إنشاء دويلة عرقية كردية قد تساعد المسلحين الأكراد في تركيا على شن حربهم ضد أنقرة.
ومما يزيد من ضعف "النصر" بالنسبة لدمشق عودة ظهور جهاديي تنظيم الدولة، الذين تصاعدت أساليبهم في حرب العصابات ضد قوات الحكومة السورية -التي لا تزال تدعمها روسيا وإيران- في العام الماضي. وتسببت هجمات تنظيم الدولة المتعددة في الصحراء الوسطى في شباط/ فبراير، على سبيل المثال، في مقتل أكثر من 50 جنديا مواليا للنظام.
تقول دارين خليفة، كبيرة المحللين المختصين بسوريا في مجموعة الأزمات الدولية: "اليوم إذا نظرت إلى المشهد العسكري في سوريا، فقد فقدت الحكومة 80 بالمئة من الموارد الطبيعية وستظل بعيدة المنال في المستقبل المنظور".
وقالت: "قد يتم جر الجميع إلى تغيير هدف المهمة. لقد حاول ترامب الانسحاب من سوريا ثلاث مرات ولم يستطع.. هذا ليس لأنه كان ترامب، ولكن لأن الموقف صعب حقا".
وقالت: "لم تكن هناك استراتيجية خروج قابلة للتطبيق.. كان الأساس المنطقي وراء الحرب ضد تنظيم الدولة قائما على تحدي التركيبة السكانية المحلية والجغرافيا السياسية المحيطة به، ودعم مجموعة أقلية [الأكراد] في حالة حرب فعلية مع دولة مجاورة [تركيا]. إنه يجعل من الصعب حقا على الأمريكيين الانسحاب دون حدوث كارثة هناك مرة أخرى".
ومما يضاعف من خسارة الأسد للأراضي والموارد تشديد العقوبات، ما يعني أن النظام أيضا "يخسر الحرب الاقتصادية"، على حد قولها. حتى المعلمين والتكنوقراط يتركون مناصبهم الحكومية من أجل رواتب أفضل في منطقة قوات سوريا الديمقراطية.
وقالت خليفة: "لديهم حماية أمريكية، ولديهم النفط، لذا فهي صفقة أفضل".
تسلط هذه النتيجة الضوء أيضا على التحدي المتزايد المتمثل في توفير حتى الخدمات الأساسية، ناهيك عن الغذاء، حيث يعتمد السوريون بشكل متزايد على الخبز المدعوم من الحكومة، مع تضاؤل الإمدادات وانهيار عملتهم.
حتى روسيا بدأت في التفاعل مع القيادة الكردية، وبدأت مؤخرا في تجنيد رجال المليشيات المحلية في المناطق الكردية الخاضعة لسيطرة النظام، "على الرغم من أنه لن يحدث أي شيء كبير حتى يخرج الأمريكيون بشكل واضح"، بحسب عبد الرحمن المصري.
ويضيف أن روسيا تمارس نفوذها كوسيط لوقف إطلاق النار عبر خطوط جبهات متعددة، "لكنهم واقعون في فخ. يتعين عليهم إدارة هذا الأمر باستمرار وإيلاء اهتمام عميق له حتى يتمكن في الواقع من الحفاظ على نفسه".
وأظهر الأسد طيلة الوقت أنه لا حدود لوحشية النظام.
أصدرت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا الأسبوع الماضي نتائج تستند إلى ثروة "مذهلة" من الأدلة -و2500 مقابلة على مدى 10 سنوات- بأن مصير عشرات الآلاف من المدنيين المحتجزين والسجناء لا يزال غير واضح، وأن الآلاف غيرهم تعرضوا "لمعاناة لا يمكن تصورها" من التعذيب والعنف الجنسي والموت في الأسر.
لا يمكن أن يكون هناك عرض مصور أقوى من عشرات الآلاف من الصور المهربة من سوريا في 2013 من قبل منشق عسكري يُعرف باسم "قيصر"، كانت وظيفته لدى النظام توثيق حالات الوفاة في الحجز. معظم الضحايا البالغ عددهم 6786 والذين تعرفت عليهم منظمة هيومن رايتس ووتش من الصور كانوا نحيلين وأظهروا علامات مروعة تشير إلى التعرض للتعذيب.
لا تزال الصور تطارد السوريين، وفقا لرجل يقف في طابور الخبز في ريف دمشق، والذي نقل عنه بحث مفصل لمعهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة في واشنطن.
يقول الرجل، حسب الكاتبة إليزابيث تسوركوف ومحلل سوري: "في اللحظة التي أبدأ فيها بالتفكير [في التمرد]، تظهر صور قيصر أمامي.. يبدو الأمر كما لو أن كل صورة محفورة في ذاكرتي، كيف بدت أجسادهم هزيلة، وأين أصيبوا. أتخيل ماذا سيحدث لو صرخت ولعنت النظام وثرت".
هذه نتيجة واحدة، بعد 10 سنوات من الحرب التي كان آخر تقدير لعدد القتلى فيها من قبل الأمم المتحدة هو 400 ألف – وكان ذلك في عام 2016.
وقالت خليفة: "التصورات حول مدى وحشية النظام راسخة بشكل جيد الآن في المجتمع لدرجة أنه حتى لو تدهور الوضع الاقتصادي والأمني بسرعة، فأعتقد أن الناس مستنزفون للغاية لمحاولة التعبئة ضد النظام.. إنهم يعرفون الآن أين يكمن ميزان القوى".
وهذه القوة لا تكمن في مواطني سوريا المحاصرين أو الأمم المتحدة أو أي جهة خارجية.يقول بارنز داسي من ECFR، الذي عاش قبل الحرب في سوريا لأكثر من ثلاث سنوات: "كانت استراتيجية الأسد، في جوهرها، واحدة من فرض حكمه بالإكراه على البلاد، والتي رفضه جزء كبير منها".
"ما زلنا نرى هذه الحسابات بالنظر إلى أن النظام لن يتنازل عن شبر واحد في أي نوع من الإصلاح، وهو ما أظن أنه يعكس اعتقادا بأنه بمجرد فتح الباب شبرا واحدا، فسينهار كل شيء".
=========================
الصحافة الفرنسية :
لوموند: بعد عشر سنوات.. بشار الأسد “ملك الخراب” لا يحكم إلا عبر الخضوع والدمار
https://www.alquds.co.uk/لوموند-بعد-عشر-سنوات-بشار-الأسد-ملك-ال/
آدم جابر
باريس- “القدس العربي”: “بلد مجزأ واقتصاد ممزق ونظام محظور: رئيس النظام السوري لا يحكم إلا من خلال الخضوع والدمار”، هكذا كتبت صحيفة لوموند في تقرير لها نشرته اليوم، تحت عنوان: “بعد عشر سنوات من الحرب.. بشار الأسد ملك الخراب”.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد عشر سنوات من الانتفاضة الشعبية ضد النظام السوري، التي تحولت إلى حرب أهلية كارثية، ما يزال بشار في مكانه، لكنه يحكم على بساط من الخراب والأنقاض. توقف القتال عمليا، وبقي النظام على قيد الحياة، لكن سوريا انهارت. سكانها ووطنهم في حالة يرثى لها. لم يعد الشعار “الأسد أو نحرق البلد”، بل أصبح “الأسد والدولة المتفحمة”، الخضوع والتدمير.
بحلول نهاية الربيع، من المرجح أن يكون الرجل قد فاز بولاية رابعة مدتها سبع سنوات. ولم يعرف بعد جدول الانتخابات ولا هوية المرشحين. لكن لا يوجد مراقب يرى أن بشار الأسد يتنازل من تلقاء نفسه عن هذا الاستفتاء المعروفة نتيجته سلفا. فكل شيء يتلاقى مع إعادة انتخاب هذا المنبوذ الملطخة يديه بالدماء، الذي كان موعودا قبل بضع سنوات، بمصير كارثي: المنفى أو الزنزانة أو القبر.
النظام السوري يشعر بالانتصار لأنه يعتقد أن الجزء الأصعب أصبح وراءه
وتنقل لوموند عن دبلوماسي أجنبي يزور دمشق بانتظام، قوله: “النظام السوري يشعر بالانتصار لأنه يعتقد أن الجزء الأصعب أصبح وراءه. فبين عامي 2012 و2014، بدا الأمر كما لو أن ثلثي الكرة الأرضية كانت ضده. وسيطرت الجماعات المسلحة على معظم الأراضي وبدا أنها على وشك الدخول إلى العاصمة دمشق. كنا نظن أن الأمر قد انتهى”.
وبعد ذلك، مثل الدومينو، سقطت المناطق التي سيطر عليها الثوار واحدة تلو الأخرى. القصير عام 2013، وحمص عام 2014، وحلب وداريا عام 2016، ودوما ودرعا عام 2018. ودفعت الميليشيات الشيعية المتمردين إلى الاستسلام. أصبحت “سوريا المفيدة” – العمود الفقري للبلاد على طول محور دمشق وحلب – تحت سيطرة الموالين للأسد مرة أخرى، تضيف “لوموند”.
وقد دفع الدمار الذي زرعه القصف الروسي والمجاعة الناتجة عن حصار الجيش النظامي وضرب وحدات النخبة المدعومة من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، دفع المتمردين إلى الاستسلام، تشير الصحيفة.
لكن الاستعادة لم تكتمل، إذ ما يزال جيب إدلب في الشمال الغربي يخضع لسيطرة جماعة تحرير الشام الإسلامية المتطرفة التي تحظى بدعم تركي. وما تزال السهوب الشمالية الشرقية تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، وهي ميليشيا يهيمن عليها الأكراد، وتحميها وحدة من بضع مئات من الجنود الأمريكيين. وفي البادية، الصحراء الشاسعة التي تمتد من ضواحي دمشق إلى وادي الفرات، ما تزال خلايا تنظيم الدولة الإسلامية منتشرة. وفي درعا، في الطرف الجنوبي من سوريا، لا يمر أسبوع دون أن تتم مهاجمة نقطة تفتيش، توضح “لوموند” دائما.
غيره أنه، بموازاة سحق الثوار، تم سحق البلاد، حيث سقط ما بين 300 ألف و500 ألف قتيل، وأصبح هناك 1,5 مليون من المعاقين، و5.6 مليون من اللاجئين، و6.2 مليون نازح. وتم تدمير أو إتلاف ثلث مخزون المباني. وفقا لتقرير صادر في أيار / مايو 2020 عن المركز السوري لأبحاث السياسات، وهو شركة أبحاث مستقلة، فإن خسائر الحرب التراكمية تصل إلى 530 مليار دولار. وبحسب المصدر ذاته، خسرت الدولة ثلثي ناتجها المحلي الإجمالي، حيث انخفض من 60 مليار دولار في عام 2010 إلى 21 مليار دولار في عام 2019.
الهوة الاقتصادية
 وبصرف النظر عن إعادة تأهيل الطرق الرئيسية وترميم جزء من أسواق حلب بتمويل من مؤسسة الآغا خان، فقد توقفت عمليه إعادة البناء، والسبب وجيه: خزائن الدولة فارغة.
وعليه، فإن البلاد تغرق في الهاوية. فجائحة كوفيد -19 وإفلاس القطاع المصرفي اللبناني ودخول ”قانون قيصر” الأمريكي حيز التنفيذ، خنقوا المزيد من الإنتاج والتجارة. والخوف من القانون الأمريكي يعرض السكان لحصار اقتصادي بحكم الأمر الواقع.
ونتيجة لذلك، تسارع انهيار الليرة السورية وارتفعت أسعار السلع، مما اضطر الحكومة إلى خفض الدعم عن الخبز والوقود والغاز. وتمتد الطوابير أمام المخابز ومحطات الوقود لمئات الأمتار، وأحيانا أميال، مما يثير التذمر المتزايد، بما في ذلك داخل المجتمع العلوي، الأقلية التي تنحدر منها عشيرة الأسد، القاعدة التقليدية للنظام.
 في هذا السياق، تحرص الحكومة على عدم ادعاء النصر، حيث يدرك بشار الأسد جيدا أن ثماره مريرة بشكل خاص. كما أنه يمتنع عن البحث عن سبل للرد على الأزمة التي ينسبها بالكامل إلى “الحرب الاقتصادية” التي قيل إن الغرب شنها ضده بعد خسارته المعركة عسكريا على الأرض.
في الوقت الحالي، يبدو الطوق الدبلوماسي المناهض للأسد قويا. والمعاناة الاجتماعية لا تهم في الدول البوليسية. في الواقع، في سوريا، تساعد الدولارات التي يرسلها اللاجئون إلى عائلاتهم في التخفيف من تأثير الأزمة. في الثمانينيات، واجه حافظ الأسد مقاطعة وعقوبات من الولايات المتحدة، حتى التقى بيل كلينتون، باسل ققدو، المستشار السابق في حكومة دمشق.
لكن ثمة عقبة تقف في طريق ابنه بشار الأسد: نشاط المنظمات غير الحكومية السورية والدولية، وتعبئتها ضد جرائم النظام. في أيام الأسد الوالد، لم يكن هناك دليل على القمع. اليوم، المدافعون عن حقوق الإنسان غارقون في التوثيق. مقاطع فيديو وصور وشهادات ورسائل رسمية… أدى هذا العمل الجماعي غير المسبوق، في نهاية شهر فبراير/شباط، إلى إدانة عميل سابق للمخابرات بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف، بتهمة التواطؤ في جرائم ضد الإنسانية، من خلال محكمة ألمانية، وهو أول حكم من نوعه منذ بداية الحرب الأهلية.
 إذا استمر هذا الضغط، فستكون إعادة تأهيل بشار الأسد صعبة للغاية. ولكن إذا ضعفت اليقظة، فإن كل السيناريوهات ممكنة. فالنظام يراهن على النسيان والاستخفاف والتشاؤم. خصومه يطالبون بالعدالة. وبين المعسكرين، السباق مستمر.
=========================
الصحافة البريطانية :
الحرب في سوريا: كيف تبددت الآمال بعد 10 سنوات دامية؟ - الإندبندنت
https://www.alanba.com.kw/BBCNews/8797/
تلاشي آمال السوريين خلال سنوات الحرب، و"معاناة البهائيين" في إيران، من أبرز الموضوعات التي اهتمت بها الصحف البريطانية في تغطيتها لشؤون الشرق الأوسط.
ونشرت الإندبندنت تقريرا لمراسلة الشرق الأوسط، بيل ترو، تناول ما انتهت إليه آمال سوريين كانوا قد شاركوا في احتجاجات 2011.
ورصدت ترو حكاية شاب وشابة سوريَين لا يعرفان أحدهما الآخر، كانا قد اندفعا في تيّار الاحتجاجات التي اجتاحت المنطقة ومن بينها سوريا قبل عشرة أعوام.
ورأت الكاتبة أنه رغم اختلاف التفاصيل، تروي الحكايتان قصة انهيار موجع لآمال كانت معقودة على الثورة في سوريا التي انزلقت إلى "حرب أهلية هي الأكثر دموية في القرن الحادي والعشرين".
فعلى مدى عشر سنوات، باتت هذه الحرب مجمعا لشبكة متداخلة من الصراعات بالوكالة بين قوى إقليمية وعالمية.
ونقلت الكاتبة عن الشاب، ويدعى أحمد (26 عاما) من إدلب، القول إن "الانضمام إلى المظاهرات كان قرارا محفوفا بالمخاطر، لكننا علمنا أن تلك هي فرصتنا الوحيدة للتغيير".
وبعد عشر سنوات ضاعت فيها آمال أحمد في التغيير، وبلا أيّ مؤهلات وجد الشاب نفسه مضطرا - لكي يعيش ويساعد عائلته - إلى الانضمام لقواتٍ سورية تدعمها تركيا للقتال بالوكالة عنها خارج أراضيها.
وقضى أحمد عام 2020 جنديا مرتزقا تدفع له تركيا بينما يقاتل في ليبيا التي كان يأمل أن يجد منها طريقه إلى أوروبا على متن قارب مع المهاجرين.
أما الشابة، وتدعى تهاني (36 عاما) فهي الآن لاجئة في ألمانيا. وتحكي تهاني أنه ألقي القبض عليها مع غيرها لمشاركتهم في الاحتجاجات، وأنها تعرضت للتعذيب والاعتقال قبل أن تتمكن من الهرب من سوريا في رحلة طويلة ومريعة إلى أوروبا.
وتحكي تهاني للإندبندنت أن أمها، التي كانت تتوسل إليها في بداية المظاهرات بعدم المشاركة فيها، اختفت منذ اعتقالها عام 2014 وحتى الآن لا تزال مفقودة.
وتقول صاحبة التقرير إن قوات النظام في سوريا، عمدت منذ البدايات الأولى للاحتجاجات في 2011 إلى العنف المفرط مع المتظاهرين بشكل عام، قبل أن تتركز نيران الجيش النظامي السوري وغاراته الجوية ضد المعارضة المسلحة.
ولفتت الكاتبة إلى أن سكان البلاد وجدوا أنفسهم محاصرين في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة التي ضمت بين صفوفها عناصر أجنبية وجماعات جهادية وميليشيات.
ولا يعرف أحد على وجه الدقة كم عدد من سقطوا في تلك الحرب؛ وتوقفت الأمم المتحدة عن إحصاء الموتى عام 2014 بعد تسجيل 400 ألف قتيل.
وتصاعدت حدة الصراع في سوريا بعد تدخّل روسيا دعمًا للأسد عام 2015، ثم تدخّل تركيا بعد عام دفاعًا عن مصالحها على الجانب الآخر.
لكن عدد القتلى ليس المؤشر الوحيد الدالّ في هذه المأساة السورية؛ فبحسب وكالة الأمم المتحدة للطفولة، يمكن الجزم بأن حوالي ستة آلاف طفل (بعضهم لم يتجاوز السابعة) حمل السلاح كمقاتل تم تجنيده - تماما كما حدث مع أحمد، بحسب التقرير.
أما تهاني، فهي واحدة بين حوالي ستة ملايين سوريين شردتهم الحرب خارج وطنهم، بينما تشرد سبعة ملايين آخرين داخل حدود سوريا.
وتنقل الكاتبة عن تهاني قولها "لا أعرف من أين أبدأ ولا كيف أنتهي ... ماذا يمكن أن نسمّي ما حدث إلا بأنه قتل ممنهج لحالمين طالبوا بالحرية".
أما أحمد فيقول: "ربما قضت الثورة السورية على الأرض، لكنها لا تزال حية في قلوبنا".
=========================
 ذي إيكونوميست :من مصرفية إلى سيدة حرب: جوانب من حياة أسماء الأسد
https://www.noonpost.com/content/40072
كتب بواسطة:نيكولاس بلهام
ترجمة وتحرير: نون بوست
في الصيف الماضي، انتشرت صورة للسيدة الأولى في سوريا على وسائل التواصل الاجتماعي. في ذلك الوقت، كانت القوات الحكومية في شمال غرب سوريا تقصف آخر جيوب مقاومة الثوار للنظام. وأظهرت الصورة أسماء الأسد وزوجها بشار الأسد وأطفالهما الثلاثة وهم واقفون على قمة تل ويحيط بهم جنود في ملابس مموهة.  كانت هيأة بشار، الذي كان يرتدي معطفا واقيا وحذاء رياضيا وقميص بولو غير مدسوس، توحي بأنه شخص يصطحب الأطفال في نزهة يوم الأحد أكثر مما توحي بتعذيبه للمعارضين. وتقف أسماء بحزم أكبر، وذراعاها على جانبيها، مرتدية الجينز الأبيض وحذاء رياضيا ونوع النظارات الشمسية الخاصة بالطيران التي يحبها رجال الشرق الأوسط الأقوياء. تتواجد أسماء في وسط الصورة، بينما يقف بشار، رئيس سوريا، إلى جانبها في مشهد غريب.
إن هدوء المناظر الطبيعية خلف أسماء مخادع. بعد عشر سنوات من الربيع العربي، حيث انقلب ملايين الناس في الشرق الأوسط على أنظمة قمعية، احتفظت الأسرة الحاكمة في سوريا بالسلطة، ولكن بتكلفة باهظة. لقد قتلت قوات النظام مئات آلاف السوريين وعذبت أكثر من 14 ألف شخص حتى الموت. وقد فرّ نصف السكان من ديارهم، مما أدى إلى حدوث أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. خاضت إيران وتركيا، وكذلك الولايات المتحدة وروسيا، حروبا بالوكالة من أجل السيطرة على الأراضي السورية. وفي جميع أنحاء العالم العربي، سُحقت الأحلام التي كانت سائدة قبل عقد من الزمن، ولكن لم تُسفك دماء أكثر من تلك التي سُفكت في سوريا.
مع ذلك، فإن أسماء أقوى مما كانت عليه في أي وقت مضى. كانت رحلة وصولها إلى السيادة على هذه الأرض المنكوبة صعبة. كما لعبت أدوارا عديدة خلال طريقها هذا: فقد كانت مصرفية في بنك جيه بي مورغان تبرم صفقات في وقت متأخر من الليل؛ والسيدة الأولى الفاتنة التي اعتقدت أن الإصلاح الاجتماعي والقواعد الدقيقة ستحول دولة منبوذة إلى حديثة؛ وماري أنطوانيت الدمشقية التي تتسوق بينما بلدها يحترق؛ وأم للشعب، تكافح السرطان بينما تسحق قوات زوجها الثوار
أين ستنتهي الرحلة؟ صعودها في بلاط عائلة الأسد لم يعد مجرد مادة للدردشة بين مراقبي سوريا. في السنة الماضية، وصفت الحكومة الأمريكية أسماء بأنها من "أسوأ المستفيدين من الحرب" في سوريا. يدور حديث الآن حول إمكانية خلافتها لزوجها  في يوم من الأيام في منصب الرئيس. قطعت أسماء الأسد بالتأكيد شوطا طويلا من المنزل شبه المنفصل في لندن حيث ترعرعت.
لقد كانت بداية غير محتملة لزوجة ديكتاتور. ولدت أسماء الأخرس سنة 1975 في أكتون، وهي منطقة في غرب لندن متاخمة للأحياء الأكثر ثراء. مثل معظم السوريين، كان والداها من المسلمين السنة، وهي المجموعة المهيمنة في سوريا حتى الستينات، عندما قامت طائفة صغيرة مهمشة تسمى العلويين بانقلاب. كان والد بشار، حافظ الأسد، جزء من المؤامرة، وأعلن نفسه زعيما سنة 1970.
وصل والدا أسماء إلى لندن في السبعينات بحثا عن فرص أفضل. وظلت الأسرة متدينة في المنفى، حيث كان والدها يحضر صلاة الجمعة ولم تخلع والدته حجابها إلا بعد زواج أسماء. يصف الأصدقاء الأسرة بأنها محافظة ثقافيا ولكنها حريصة على إدماج أطفالها في المجتمع. عُرفت أسماء في مدرستها الابتدائية بكنيسة إنجلترا المحلية باسم إيما. يتذكر أحد الجيران قائلا: "من الصعب حقا معرفة أنها سورية".
فور بشار من الدم دفعه إلى التخصص في طب العيون، وهو أحد التخصصات الطبية الأقل هيبة
بدت أسماء كما لو أنها ستعيش بين النخبة الغنية في لندن. عندما كانت مراهقة، كانت تدرس في إحدى أقدم مدارس البنات الخاصة في بريطانيا، وهي كلية كوينز، على مقربة من عيادة والدها الطبية الخاصة في شارع هارلي. وحصلت على درجة علمية في علوم الكمبيوتر في كلية كينجز بلندن، حيث يتذكر كل من أصدقاءها ومنتقديها بأنها ذكية وتعمل بجد. لا أحد يتذكر أنها أبدت أي اهتمام بالشرق الأوسط. في زياراتها إلى دمشق مع والديها، كانت تقضي وقتها بجانب المسبح في فندق الشيراتون. قال صديق للعائلة: "كانت إنجليزية للغاية وبدت غير مهتمة إطلاقا بسوريا".
فوجئ قليلون عندما حصلت أسماء على وظيفة في جي بي مورغان، وهو بنك استثماري. هناك، كان من المتوقع أن يعمل الموظفون لمدة تصل إلى 48 ساعة متتالية، وحتى النوم في المكتب. كان بعض المتدربين جريئين وطموحين بشكل واضح، لكن بول جيبس، الذي كان مسؤولا عن أسماء، يتذكرها أنها كانت "محترمة ومهذبة وخاضعة"، وترتدي بدلات سوداء أنيقة. تخصصت أسماء في عمليات الدمج والاستحواذ (وهي تجربة أثبتت فائدتها لاحقا في سوريا). وواعدت مصرفيا وحتى أنها تلقت عروضا للزواج. على الرغم من راتبها المرتفع، إلا أنها استمرت في العيش مع والديها أثناء عملها في لندن.
كان لدى سحر، والدة أسماء، خطط طموحة لابنتها. لقد ساعد عمها حافظ الأسد على الاستيلاء على السلطة. وبالتالي، استخدمت سحر هذه العلاقة للحصول على وظيفة في السفارة السورية في لندن. كما حرصت على ربط علاقة بين أسماء وبشار النجل الثاني لحافظ، حسب سام داغر، مؤلف كتاب "الأسد أو نحرق البلد"، حيث التقى الاثنان عدة مرات عندما كان بشار طالب طب في لندن في التسعينات.
نشأ بشار في ظل والده القائد، وكان الوحيد من بين ستة أشقاء الذي درس في الخارج. إن نفور بشار من الدم دفعه إلى التخصص في طب العيون، وهو أحد التخصصات الطبية الأقل هيبة. ويقول مدرسه، إدموند شولنبرغ ، إنه كان بارعا في تجفيف الخراجات.
أما باسل، شقيق بشار الأكبر، فقد خدم في الجيش السوري وقاد سيارات سريعة ولاحق النساء. على النقيض من ذلك، كان بشار "مجتهدا ومنضبطا، ويذهب كل يوم إلى الكلية ويتجنب حياة المتعة"، حسب قول وفيق سعيد، وهو وافد سوري ثري. لقد كان يستمع إلى فيل كولينز وإلكتريك لايت أوركسترا، ويشرب الشاي الأخضر ويجول المدينة. على عكس والده، الذي احتفظ باللهجة القروية، كان بشار يتحدث باللغة الراقية للنخبة الدمشقية.
لقد كان مهتما بالنساء، وغالبا ما كان يواعد الفتيات اللاتي تخلى عنهن أخوه. لكن اختيار شريكة حياته لم يكن قراره بمفرده. عندما توفي باسل في حادث سيارة سنة 1994 (يقال إنه كان يتسابق إلى مطار دمشق بسيارته المرسيدس)، وقع مصير سلالة الأسد فجأة على أكتاف بشار.
كان بشار أعزبا عندما توفي والده في حزيران/يونيو 2000. وأصبح رئيسا بعد شهرين، إثر انتخابات صورية. في هذه المرحلة، كانت أسماء منهمكة في العمل في مكتبها في بنك جي بي مورغان لمدة سنتين. فجأة، اختفت لمدة ثلاثة أسابيع دون سابق إنذار. وعند عودتها، أخبرت صاحب العمل أنها وقعت في حب سوري أنيق، اصطحبها إلى ليبيا حيث وقّعا عقد الزواج في خيمة في الصحراء. استقالت أسماء على الفور، وتخلت أيضا عن مكانة كانت قد فازت بها مؤخرا في كلية هارفارد للأعمال. سألها أحد المحاورين فيما بعد عما إذا كان هذا الاختيار قد جعلها تشعر بالندم، فكان ردها: "من سيختار هارفارد على الحب؟"
في الحقيقة، تصبح سوريا معقدة عندما تغادر فندق الشيراتون حيث تؤوي جبالها وصحاريها مزيجا من المجموعات العرقية والدينية، اضطهد معظمها بعضها البعض خلال فترة ما. خلّصت فرنسا البلد من العثمانيين الذين كان حكمهم بين الحربين العالميتين قصيرًا ومثيرًا للاستياء. وتميزت السنوات الأولى لاستقلال سوريا بصراعات داخلية لا هوادة فيها لاسيما في ظل توالي الانقلاب تلو الآخر.
خلال سنة 1970، انتهت الاضطرابات مع صعود حافظ الأسد، المسؤول الصارم في القوات الجوية الذي ينتمي إلى حزب البعث الحاكم. وخلال عهده الذي اتسم بتفشي الخوف والرعب، أدارت الأجهزة الأمنية شبكات مخبرين وتنصت على الهواتف وعذبت الناس بشكل عشوائي. عندما ثار المعارضون الإسلاميون السُنّة ضد الحكم البعثي في ​​حماة سنة 1982، دمّر حافظ أجزاء كاملة من المدينة.
في نهاية سنة 2000، عندما توفي حافظ وانتقلت أسماء إلى دمشق، ظل إرثه سائدا في كل مكان، بداية من الهندسة المعمارية على الطراز السوفييتي وصولا إلى اللافتات الإعلانية التي تحمل صورته. بالإضافة إلى ذلك، أدى دعمه للمنظمات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة إلى عزل سوريا عن الغرب. من جهة أخرى، كان صعود بشار بمثابة فرصة لإعادة العلاقات.
في خطابه الافتتاحي، تعهد بشار بمحاربة الفساد وإجراء انتخابات نزيهة تشارك فيها جميع الأحزاب. بعد فترة وجيزة، أغلق أحد أكبر السجون في البلاد. وحتى في مقاهي دمشق، بدأ الناس في مناقشة بعض القضايا السياسية بحذر. من جهتها، بدت أسماء رفيقة واعدة للزعيم السوري الجديد. في الواقع، كانت ملكة الأردن، الملكة رانيا، وملكة قطر، الشيخة موزا، وحتى الأميرة ديانا في بريطانيا، نماذج من السيدات اللاتي تلعبن دور القوة دافعة للتغيير والإصلاح.
كان حزب البعث العلماني السوري أكثر تقبلا من معظم الدول العربية لتولي المرأة أدوارا عامة. في هذا السياق، صرح وفيق سعيد، الوافد السوري الثري الذي أقام صداقة مع الزوجين: "اعتقدت أن الجمع بين هذين الأمرين سيجعل سوريا جنة". مثل العديد من النساء قبلها، كان ينبغي على أسماء أن تحسب ألف حساب لأهل زوجها. أرادت والدة بشار، أنيسة، أن يتزوج ابنها من بنات العشيرة لإنشاء سلالة طويلة الأمد مثل آل سعود في شبه الجزيرة العربية. كما اقترح بعض أفراد الأسرة أن يتنازل بشار عن منصب الرئاسة بسبب زواجه من سُنيّة.
بعد أن فشلت في إلغاء الزفاف، قررت والدة بشار إخفاءه، حيث لم تكن هناك نشرات إخبارية حول الحدث المتواضع. علاوة على ذلك، لم يقع نشر أي صور رسمية لهما على الإطلاق. كما قيل لأسماء خلال العديد من المناسبات أن وظيفتها تتمثل في إنجاب الورثاء والبقاء بعيدًا عن وسائل الإعلام. من جانبها، أصرت والدة بشار على الاحتفاظ بلقب "السيدة الأولى". ولطالما أشارت وسائل الإعلام الحكومية إلى أسماء زوجة الرئيس، باسم "عقيلة الرئيس" حيث لم يعرف أحد شكلها.
أبقوها داخل المنزل لسنوات
كانت الحياة في المنزل بائسة. في هذا الصدد، أوضح مستشار بشار في ذلك الوقت، أيمن عبد النور قائلا: "لقد كانوا يكرهونها وأبقوها داخل المنزل لسنوات". لم تكن أسماء تتحدث اللغة العربية بطلاقة. وعندما تجتمع الأسرة لتناول الطعام، حرص أفرادها على التحدث بلغتهم "الفوقية" التي لا يمكنها فهمها، كما لم تكن بقية النخبة الحاكمة أكثر ودا معها من العائلة.
كانت الرحلات التي تجريها إلى الخارج، المناسبات الوحيدة التي تتصدر فيها صورها عناوين الصحف. وحتى ذلك الظهور كان يغضب أهل زوجها
واجهت إصلاحات بشار الكثير من العراقيل لا سيما من حلفاء والده السابقين. وبحسب رجل أعمال عمل مع النظام في السابق: "كان حافظ الأسد مثل الأخطبوط الذي له الكثير من الأذرع التي يتحكم فيها". وأضاف رجل الأعمال قائلا: "لكن عندما بدأ بشار كان مثل الأخطبوط الذي تسيطر عليه أذرع والده".
في غضون أشهر، أصبح من الواضح أن وعود بشار بالإصلاح كانت واهية، خاصة وأنه لم يقدمها سوى من أجل حشد الدعم لخلافته. في شأن ذي صلة، أوضح وفيق قائلا إن "بشار سيخبرك بالضبط ما تريد أن تسمعه، ثم لا يفعل شيئًا على الإطلاق". سرعان ما ما غيّر بشار سياسته وعمل على سجن الأكاديميين وتعليق ملصقات تحمل صورة أكبر من صورة والده. وأصبح الحق في عقد تجمعات عامة مقيدًا لدرجة أن الراغبين في الزواج يضطرون إلى الحصول على تصريح حكومي لإقامة حفل زفاف في أحد الفنادق.
ساهم ذلك في تبدد الآمال في إمكانية تغيير سوريا. وبعد هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الإرهابية، قدم بشار للأمريكيين تسهيلات لاستجواب الإرهابيين المشتبه بهم. في المقابل، رأت إدارة بوش بوادر تدل على انتشار الديمقراطية في البلاد. فضلا عن ذلك، دفعت الاقتراحات التي تفيد بأن سوريا ستكون الهدف التالي بعد العراق، النظام السوري إلى تغيير المسار حيث أرسل بشار جهاديين محليين عبر الحدود لدعم التمرد العراقي ضد الأمريكيين.
عندما عزز بشار سلطته، كانت أسماء قد أنجبت ثلاثة أطفال في تتابع سريع، منهم ولدان. وكانت لا تزال ترتدي زي الرسمي المحتشم الذي يلبسه الأشخاص العاملون في البنوك. كما كانت الرحلات التي تجريها إلى الخارج، المناسبات الوحيدة التي تتصدر فيها صورها عناوين الصحف. وحتى ذلك الظهور كان يغضب أهل زوجها.
انعكست القسوة المسلطة عليها داخل أسرة الأسد على قوتها في الخارج. وفي عيد الحب سنة 2005، أودت سيارة مفخخة بحياة أحد أبرز السياسيين في لبنان، رفيق الحريري، إذ ظلت سوريا على صلة وطيدة بجارتها الصغيرة التي تعاني من خلل وظيفي، على الرغم من اتهام الكثيرين بشار بتنفيذ هذه العملية. وأمام التهديد بفرض عقوبات دولية وتظاهرات لبنانية حاشدة، أمر بشار بسحب القوات السورية من لبنان بعد 30 سنة من الاحتلال، الأمر الذي أثار حفيظة المتشددين السوريين.
بالإضافة إلى ذلك، لم يعد بشار بحاجة إلى حلفائه أكثر قط، فقد ساعدته زوجته البريطانية في استرضاء الحكومات الغربية. لقد وعد أسماء بأنه سيكمم أفواه أقاربه ووافق على تعيينها "السيدة الأولى" (مع العلم أن وسائل الإعلام الرسمية في سوريا لم تبدأ باستخدام مصطلح السيدة الأولى سوى بعد وفاة أنيسة سنة 2016). وفي نهاية المطاف، تمكنت أسماء من الفوز بمكانة وسط هذه العائلة.
بعد مرور شهرين على اغتيال الحريري، أي خلال شهر نيسان/أبريل سنة 2005، وقفت أسماء إلى جانب زوجها في جنازة البابا يوحنا بولس الثاني. بالإضافة إلى ذلك، كان قلة من الأشخاص حريصين على مصافحة بشار.في المقابل، كانت أسماء، المتألقة بوشاح من الدانتيل الأسود، أكثر جاذبية. وقد التطقت لها الكثير من الصور، وهي تتواصل بشكل مباشر مع قادة العالم.
كانت هذه اللحظة محورية لصورة الزوجين. حتى تلك اللحظة، كانت تتعرض أسماء، الزوجة الأجنبية للتهميش. أما في الوقت الراهن، باتت أسماء تضطلع بدور مركزي في إعادة  تشكيل مكانة بشار على الصعيد الدولي. في هذا الشأن، أشار عبد النور، مستشار بشار السابق قائلا: "لقد كانت بمثابة سفيرة له في جميع الدول التي لم يكن بإمكانه التواصل معها".
خلال المقابلات التي أجرتها مع وسائل الإعلام الغربية، لطالما تفوقت أسماء على بشار (ففي محاولة لجذب المسيحيين، كان بشار يشير إلى اليهود على أنهم قتلة المسيح). كما كانت أسماء تلمّع أيضا صورة الزوجين في الوطن، فيما كان الأسد يُظهر تواضعهما.
بعبارة أخرى، رفض الثنائي العيش في القصر الرخامي الضخم، الذي تبلغ تكلفته مليار دولار، والذي شيّده السعوديون لعائلة الأسد، واختارا العيش بدلا من ذلك في منزل متواضع من ثلاثة طوابق مجاور للقصر. وكانت أسماء تُقلّ أطفالها من مدرسة مونتيسوري المحلية كل يوم. وعندما نزل وفيق سعيد ضيفا لدى عائلة الأسد، اندهش من افتقار منزلهم إلى البذخ، حيث قال "لم نر أي خدم. لقد قدم لنا هو وزوجته العشاء".
بمساعدة خبير تجميل جديد، غيرت أسماء من مظهرها الخاص. أصبحت ترتدي الكعب العالي وتضع أقراطا بارزة، وتُقلّم أظافرها وتصبغها. وعلى الرغم من أنها لم تكن تضع خاتم زواجها، إلا أنها كانت ترتدي العقيق الملكي في رقبتها.
يتذكر موظفو الخطوط الجوية السورية في لندن سيلا لا ينتهي من الصناديق التي تحتوي على ملابس من أرقى المتاجر في لندن. وقد أطلق عليها دبلوماسيون سوريون اسم إميلدا ماركوس، السيدة الأولى في الفلبين المهووسة بالأحذية.
بعد أشهر قليلة من اغتيال الحريري، تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" عما إذا كانت سلمى تمثل "روح الإندماج العلماني بين الغرب والعرب".
يقول دبلوماسي سوري موجود حاليا في المنفى، كان قد نظم في الماضي جولة أوروبية للزوجين السوريين: "لقد كنت مفتونا بها. فهي تجعلك تستلطفها من أول لقاء. أما بشار فهو مختلف عن الديكتاتوريين الآخرين في الشرق الأوسط، حيث يبدو عصريا ومتمرسا. وهذا ما يجعله خطيرا للغاية".
سرعان ما وجدت أسماء طريقة جديدة لتوسيع نفوذها. فقد انخرطت في الأعمال الخيرية في بداية زواجها، وأصبحت تسعى حاليا لتوحيد مشاريعها داخل منظمة واحدة
كان مشروع أسماء التالي مُنصبا على سوريا نفسها. وبعد عقود من التخطيط المركزي والقيود المفروضة على الاستيراد، أرادت إنعاش اقتصاد سوريا. وغمرت أسماء زوجها بالمعضلات المالية وشجعت القطاع المصرفي على الانفتاح على الشركات الخاصة والأجنبية.
يتذكر أحد الخبراء الاقتصاديين السوريين المقربين جدا من العائلة الحاكمة  قائلا: "لقد أرادت تحويل دمشق إلى دبي إقليمية، أي ملاذا ضريبيا خاليا من الضوابط المالية". لسوء الحظ، هدد الإصلاح الاقتصادي مصالح بعض أوسع الأشخاص نفوذا في سوريا. ومن أجل تغيير كيفية إنجاز الأعمال التجارية، كان على أسماء مواجهة رامي مخلوف، ابن عم بشار من خلال عشيرة والدته الأرستقراطية.
وفقا لبعض التقديرات، سيطرت شركات مخلوف على أكثر من نصف الاقتصاد السوري. لذلك، حاولت أسماء تحدي هيمنته سنة 2007 من خلال إنشاء شركة قابضة خاصة بها، لكنها لم تتمكن من استقطاب ما يكفي من الشركات الكبرى في سوريا، فقد ظلت موالية لمخلوف إلى حد كبير. لهذا السبب، ظلت خططها المتعلقة بإنعاش الاقتصاد السوري على قائمة الإنتظار.
سرعان ما وجدت أسماء طريقة جديدة لتوسيع نفوذها. فقد انخرطت في الأعمال الخيرية في بداية زواجها، وأصبحت تسعى حاليا لتوحيد مشاريعها داخل منظمة واحدة، أطلقت عليها اسم "الأمانة السورية للتنمية".
كانت أسماء تهدف إلى جعل منظمة "الأمانة السورية للتنمية" قناة التواصل الأساسية التي تلتقي سوريا من خلالها بالعالم، حيث عيّنت السوريين الناطقين باللغة الإنجليزية الذين يعيشون في الخارج، ومسؤولين سابقين في الأمم المتحدة، واستراتيجيين من "مونيتور غروب"، وهي شركة استشارات إدارية مقرها بوسطن، وحتى ابنة دبلوماسي ألماني.
يتذكر أحد الدبلوماسيين في دمشق آنذاك بأن "المنظمة كان حاصلة على ترخيص للتعامل مع الأجانب، على عكس الكيانات الأخرى". بفضل مناظرها الطبيعية الوعرة وثرواتها الأثرية، اعتبرت أسماء أن سوريا يجب أن تكون وجهة سياحية مرغوبة. وبناء على ذلك، كلّفت القائمين على متحف اللوفر والمتحف البريطاني بإعادة تصميم وسط دمشق.
تَقَرّر تحويل مصنع الأسمنت إلى معرض، على غرار متحف "تيت مودرن" في لندن وإعادة تهيئة ضفاف نهر قذر يمر عبر المدينة حتى يُصبح متنزها ثقافيا. كما خططت لإنشاء خط جديد للسكك الحديدية لربط دمشق بالمدن الآشورية القديمة في الشمال الشرقي النامي.
في معظم الأحيان، أيد الدبلوماسيون الغرب في دمشق منظمة "الأمانة السورية للتنمية" الخاصة بأسماء. لقد أبهرت الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي وقطر، وحصدت ملايين الدولارات لتمويل رؤيتها. ومجّدت سلسلة من المقالات الصحفية "النهضة الثقافية" في دمشق، كما وصفتها أسماء. وقال بشار "هكذا يُحارب التطرف، بواسطة  الفن".
مع ذلك، كان لزملائها رأي مختلف. ففي أحد الأيام، كانت أسماء "فضولية للغاية" "ولطيفة المعاملة بشكل مذهل"، وذلك على حد تعبير الموظفين السابقين. ولكن يتذكر استشاري آخر قائلا: "كانت حادة الطبع. وكانت تصرخ وتسخط". (يُذكر أنه استقال بعد ثمانية أشهر) مضيفا أنها "مهووسة بالسيطرة، وامرأة مرعبة".
كانت أيضا مؤثرة. فقد قال أحد الأشخاص الذين عملوا لديها في دمشق لمدة ست سنوات: "كان من المدهش أنه في كل مرة تقول فيها 'أود أن يحدث شيء ما'، ويحدث فعلا".
التزم موظفوها بتوقيت العمل القاسي الذي اعتادت عليه في بنك "جي بي مورجان": فتح المكتب على الساعة السادسة صباحا والاستمرار في العمل حتى المساء. وكان المسؤولون يقومون باستشارة أسماء، عوضا عن وزيرة الثقافة، بشأن المسائل الرئيسية.
علاوة على ذلك، عيّنت أسماء شركات علاقات عامة في بريطانيا والولايات المتحدة لتلميع صورتها. لقد جابت البرلمانات في جميع أنحاء العالم للمجاهرة بأعمالها الخيرية. وزار مشاهير دمشق من بينهم أنجلينا جولي وبراد بيت وستينغ ودامون ألبارن. كما ناشد المفتي العام اليهود السوريين الذين فروا من الاضطهاد قبل عقود بالعودة.
بالإضافة إلى ذلك، أعدّت شركة "براون لويدز جيمس"، وهي شركة علاقات عامة أمريكية، قصة نشرتها على غلاف في مجلة "فوغ" في شهر آذار/ مارس 2011، والتي صورت أسماء على أنها "وردة في الصحراء" كانت مصممة على تحويل سوريا إلى "علامة تجارية".
كانت مهمة منظمة "الأمانة السورية للتنمية" محدودة. فقد قال أحد الموظفين إن "المنظمة لم تتطرق إلى أي شيء يتعلق بالمسجد والدين والسياسة". وكان من الصعب مراقبة مثل هذه الحدود. يُذكر أن المدرسين قاموا بجولة في سوريا باستخدام كوخ كبير قابل للنفخ مصمم كمساحة لرواية القصص، وقع تشييده بمساعدة مدير تنفيذي سابق لمتحف العلوم في لندن.
كان من المفترض أن يركزوا على الأسئلة غير المثيرة للجدل، مثل حق الطفل في الهواء النظيف، لكن المحادثة تحولت إلى الانتهاكات التي يرتكبها النظام. وقال أحد المنظمين إن "أحد الأطفال قال إن لديه قصة عن حقوق الإنسان، وشرح كيف تم اعتقاله وتجريده من ملابسه وإجباره على الجلوس على زجاجة. كان علينا إعلام السيدة الأولى بالموضوع، وأدركت أن أحدهم قد فقد وظيفته في أجهزة الأمن المحلية".
كان مستشارو منظمة "الأمانة السورية للتنمية" الأجانب يعيشون في ترف في دمشق: لقد كانوا يطلبون السوشي من خدمة الغرف ويتقاضون رواتب كبيرة بينما كانوا يثرثرون عن أهمية بناء القدرات.
قال سمير العيطة، مستشار وزارة المالية إن "العديد من القرى لم تكن تتمتع بنظام صرف صحي مناسب أو كهرباء حتى، رغم أن أسماء كانت قد تحدثت مع مستشاريها عن تنظيم المشاريع والمجتمع المدني والتنمية المستدامة والتدريب على صناعة الجبن".
اعتقدت أسماء "أن مؤسسة "الأمانة السورية للتنمية" يمكن أن تنقذ كل شيء، ولكنها كانت تضم مجرد أناس أغبياء يتحدثون مع الفلاحين الفقراء باللغة الإنجليزية".
وقد تساءل بعض الموظفين عما إذا كانت الأمانة مجرد وسيلة تستغلها أسماء لتعظيم الذات. كان يجب على المستشارين أن يخاطبوها بـ"صاحبة الفخامة" ويقفوا عندما تدخل الغرفة. يؤكد أحد الزملاء السابقين أن أسماء كانت ملتزمة بجعل سوريا بلدا ليبراليا، لكن البعض الآخر لا يعتقد ذلك. ويقول دبلوماسي غربي عمل في سوريا خلال تلك الفترة: "هل كانت [تلك الرغبة] حقيقية؟ هذا هو السؤال الذي طرحته على نفسي".
كان والدها، فواز الأخرس، من بين أولئك الذين ساهموا في تعزيز مكانة أسماء. بعد فترة وجيزة من زواجها من بشار الأسد، أنشأ الأخرس الجمعية البريطانية السورية، وهي منظمة في لندن حشدت الدعم السياسي والمالي لسوريا، ونسّق أنشطة الجمعية مع مؤسسة أسماء، واستقطب عددا من الأثرياء السوريين.
خلال السنوات العشر التي سبقت الثورة، تضاءل نفوذ جنرالات الجيش السوري والمسؤولين في حزب البعث وفي أجهزة المخابرات، وقد استغلوا الفرصة بعد اندلاع الثورة للانتقام. كما ضغطت أنيسة، والدة بشار، على ابنها من أجل الرد بشكل حازم على الثوار
كان الأخرس صريحًا بشأن قربه من السلطة، وكان يذكّر دائما عند إلقاء الخطب بأنه والد زوجة الرئيس. ويقول يحيى العريضي، الذي كان يدير المركز الإعلامي السوري في لندن، "مقارنة به، كان السفير السوري عبارة عن غاسل". وقد قيل إن رئيس الوزراء السوري ذاته كان يطلب من والد أسماء إيصال بعض الرسائل إلى بشار.
كان والد أسماء، طبيب القلب في مستشفى خاص في كنسينغتون، معروفا بجشعه. يقول المرضى إنه كان يطلب دفع المال مسبقا قبل أي عملية، بينما يؤكد المدافعون عنه أنه عاش لعقود في منزل متواضع بالقرب من طريق سريع مزدحم في غرب لندن. في الواقع، تعلم السوريون في ظل تاريخ طويل من السياسات القمعية أهمية إخفاء ثرواتهم.
كانت صورة سوريا على المستوى الدولي تتحسن تدريجيا مع بروز أسماء الأسد. بدأ المسؤولون الأمريكيون بزيارة دمشق مرة أخرى، خاصة بعد انتخاب باراك أوباما سنة 2008، وترددت شائعات عن إمكانية دعوة الأسد لزيارة واشنطن، وقد زار الرئيس السوري باريس آنذاك، وطارد المصورون عائلة الأسد خلال الزيارة. وقد أشادت مجلة "باري ماتش" آنذاك بأسماء الأسد واعتبرت أنها مصدر لـ"الضوء في بلد يسوده الظلام".
في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر 2010، خاطبت أسماء النخبة الفرنسية المجتمعة في الأكاديمية الدبلوماسية الدولية في باريس، وتحدثت عن التغيير الذي يحدث في سوريا. بعد أيام قليلة، أضرم بائع خضار تونسي النار في جسده، مما أدى إلى اندلاع ثورات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط عُرفت باسم ثورات الربيع العربي، واتضح أن القوة الناعمة لن تكون كافية لبقاء آل الأسد على رأس السلطة.
في أول شهرين من سنة 2011، كان الوضع في الشرق الأوسط مضطربا. بعد عقود من الركود والقمع، اندلعت المظاهرات من تونس إلى ليبيا، ومن الجزائر إلى البحرين، ومن الأردن إلى اليمن، وأطاحت احتجاجات حاشدة في القاهرة بالرئيس حسني مبارك، الديكتاتور الذي حكم مصر حوالي 30 سنة، وبدا أن مد الثورة لا يمكن إيقافه.
كان الكثير من السوريين منتشين بما حدث في الدول العربية الأخرى، لكن الخوف منع معظمهم من النزول إلى الشوارع. وفي إحدى الليالي في شهر شباط/ فبراير، أطلق مجموعة من طلاب المدارس في درعا شرارة الثورة عندما كتبوا على أحد الجدران: "جاييك الدور يا دكتور".
كان مدير الأمن في المنطقة أحد أقارب بشار الأسد، وهو "بلطجي" حتى بمعايير أجهزة المخابرات السورية. جمع رجاله الأطفال الذين كتبوا الشعار وعذبوهم، ورفض مطالب الإفراج عنهم. تجمعت الحشود أمام مساجد درعا للمطالبة بالكرامة والحرية، وقام الجنود بإطلاق النار على المتظاهرين.
لم يكن واضحا في البداية - حتى لأسماء الأسد على الأرجح - كيف ستكون ردة فعل بشار. نصحه أحد جنرالاته باعتقال مدير الأمن والاعتذار عن إراقة الدماء في درعا. كانت المدن الكبرى في سوريا لا تزال هادئة، لذا فإن الاعتذار العلني والوعود بالتغيير ربما كانت كافية للسيطرة على الوضع.
في واشنطن، ساعد السفير السوري بشار الأسد في صياغة خطاب يعلن إصلاحات جديدة، وتم إخبار أصدقاء الأسد في الغرب بذلك. يبدو أيضا أن أسماء كانت تتوقع أن يرحب الشعب بهذه الخطوة. مع انتشار ثورات الربيع العربي، قالت زوجة الرئيس السوري إن النظام يعرف أنه يجب أن يتغير، وكشفت زميلة سابقة أن أسماء حاولت التحدث إلى المعارضة.
في 30 آذار/ مارس، ألقى بشار خطابا أمام البرلمان السوري وأكد أن "سوريا تواجه مؤامرة كبيرة"، مخالفا كل التوقعات. وصف بشار اللقطات التي تُظهر إطلاق قوات الأمن النار على المتظاهرين بأنها "مزيفة"، ورفض الدعوات للإصلاح قائلا إنها غطاء لمؤامرة أجنبية.
يقول أحد أعضاء مجلس إدارة مؤسسة أسماء الأسد (غادر سوريا بعد الخطاب مباشرة): "لقد كان النظام القديم يكرر نفسه. لم تكن هناك كلمة واحدة للإصلاح، ولم يكن هناك اعتراف بأن الأمور يمكن أن تُعالج بشكل مختلف. عندما التقيت بشار كان يتحدث عن الإصلاح، وكان من المحبط اكتشاف أن ذلك كان مجرد خدعة".
بعد الخطاب، زادت المظاهرات الأسبوعية -عقب كل صلاة جمعة - من حيث العدد والحجم، وتوسعت دائرة العنف والقتل. على مدار شهر، أصبح رد فعل النظام أكثر شراسة، باستخدام البلطجية والقناصة والمدفعية الثقيلة.
صرحت الحكومة البريطانية مرارا وتكرارا أنها لا تستطيع منع أسماء من دخول البلاد نظرا لأنها مواطنة بريطانية
خلال السنوات العشر التي سبقت الثورة، تضاءل نفوذ جنرالات الجيش السوري والمسؤولين في حزب البعث وفي أجهزة المخابرات، وقد استغلوا الفرصة بعد اندلاع الثورة للانتقام. كما ضغطت أنيسة، والدة بشار، على ابنها من أجل الرد بشكل حازم على الثوار، وكانت تذكّره بمواقف وقرارات والده الصارمة.
عندما اندلعت انتفاضة سنة 1982 في حماة، قمعها حافظ الأسد بوحشية. وقد أفاد سفير فرنسي سابق في دمشق أن مقربين من بشار نقلوا عنه قوله: "كان والدي على حق. لقد منحنا قتل الآلاف في مدينة حماة الاستقرار لثلاثة عقود".
عندما عمّت الفوضى والاضطرابات في سوريا، ذهبت مخططات أسماء أدراج الرياح، وتم إلغاء حفل بمناسبة إعادة افتتاح المتحف الوطني. بعد سبع سنوات من التخطيط، لم يتحقق المشروع، وظل المتحف الذي تم تصميمه على غرار متحف العلوم في لندن، عبارة عن هيكل خرساني. توقف التمويل وغادر المستشارون الأجانب البلاد، وحذفوا من سيرهم الذاتية أي ذكر للعمل الذي قاموا به في "الأمانة السورية للتنمية". أصبح الزائرون الغربيون منبوذين  وغير مرحب بهم في سوريا، على غرار نيك غريفين، الذي كان آنذاك زعيم الحزب الوطني البريطاني، ذو التوجهات اليمينية المتطرفة.
قال وفيق سعيد إنه ناشد بشار أن يتبع منهجا معتدلا، حيث قال له: "إنهم يحبونك أنت وزوجتك، فأنت لست مثل مبارك. لا تفوّت هذه الفرصة لتصبح أعظم زعيم في العالم العربي. يتمثل كل ما عليك فعله في منحهم بعض الحقوق والقليل من الكرامة حتى تتمكّن من أن تصبح محبوبا إلى الأبد". لكن مسار بشار سبق وأن تحدّد. ففي خطاب ثان، في حزيران/يونيو، شبّه بشار المتظاهرين بأنهم "جراثيم"، الأمر الذي مثّل بداية الفصل المظلم.
في شباط/فبراير سنة 2012، بعد مرور سنة على الربيع العربي، دربت الفرقة الرابعة السورية مدفعيتها على استهداف حمص في غرب سوريا، بقيادة شقيق بشار الأصغر، ماهر. نشأ والدا أسماء في تلك المدينة، واليوم تصاعدت الاحتجاجات هناك لتتحوّل إلى ثورة مسلحة، حيث انشق الجنود وانضموا إلى الثوار وتوفي بالفعل حوالي سبعة آلاف مدني في جميع أنحاء البلاد.
عندما توغلت الدبابات باتجاه مسقط رأس عائلتها، كانت أسماء تراسل صديقا عبر البريد الإلكتروني قائلة: "هل هناك ما لفت انتباهك؟" بينما كانت تتحدّث عن مجموعة حصرية من أحذية كريستيان لوبوتان. بالكاد ظهرت أسماء بشكل علني منذ بداية الاحتجاجات، مما أثار بعض التكهنات، حول ما إذا كانت أسيرة أو داعمة لأفعال زوجها أو فرّت إلى خارج البلاد.
أشار الأشخاص الذين تحدثوا معها على انفراد خلال أولى أيام الأزمة إلى أنها كانت متمسّكة بصرامة بالرواية الرسمية: وهي أن الانتفاضة كانت مؤامرة أجنبية. قالت إحدى صديقاتها السابقات: "لطالما كان الأمر مجرّد كذبة، فلقد استغلّتني" ومع ذلك، يصر آخرون على أن أسماء كانت مصدومة من تزايد وحشية بشار. لسائل أن يسأل؛ من يستطيع أن يشهد على مصير معمر القذافي الذي وقع جرّ جثته المشوّهة في شوارع ليبيا في تشرين الأول/أكتوبر سنة 2011 دون أن ينتابه الخوف؟
من الناحية النظرية، كان من الممكن أن تذهب أسماء إلى لندن، حيث عُرضت عليها بعض الأماكن الآمنة، بالإضافة إلى مكافآت رائعة من دول الخليج. من جانبها، صرحت الحكومة البريطانية مرارا وتكرارا أنها لا تستطيع منع أسماء من دخول البلاد نظرا لأنها مواطنة بريطانية، وهو ما فسره بعض المراقبين على أنه عرض سري لحمايتها. في المقابل، كان الجوّ، حتى في لندن، منفّرا، إذ تجمع المتظاهرون خارج منزل عائلة أسماء في أكتون ولطّخوا الباب بدهان باللون الأحمر، كما حذفت كلية كوينز اسمها من قائمة الخريجات ​​المكرمات.
في الواقع، كانت هناك شائعات تفيد بمغادرة أسماء للبلاد. ويتذكر مسؤول كان يعمل في السفارة السورية بلندن في ذلك الوقت أن المسؤولين الأمنيين كانوا يستعدون لاستقبال أو إرسال شخصية مهمة في نهاية سنة 2011 (على الرغم من أن هذه الشخصيّة ربما لم تكن أسماء). ويقول أطراف آخرون إن أتباعها أوقفوها عندما كانت في طريقها إلى مطار دمشق وافتكّوا منها أطفالها، ما دفعها إلى رفض السفر من دونهم.
توقفت أسماء عن إجراء المقابلات، كما أشار أصدقاؤها السابقون إلى أنها كانت تبدو هزيلة خلال خروجها في زيارة عامة نادرة إلى تجمع مؤيد للحكومة في كانون الثاني/يناير سنة 2012. وفي مرحلة ما، انتقلت هي وأطفالها إلى القصر الصيفي الذي تملكه العائلة بالقرب من الساحل، بعيدا عن أي قصف أو غاز مسيل للدموع.
في ظلّ عدم اضطلاعها بأي دور عام، ركزت أسماء بدلا من ذلك على تجديد تصميم المنزل. وخلال السنة الأولى من الانتفاضة، عبّرت أسماء عن إعجابها بعمل أحد البستانيين، كما أنفقت 250 ألف جنيه إسترليني على تجديد الأثاث. وللتحايل على العقوبات، أرسلت مصففة شعرها للتسوق في دبي واستخدمت اسما مستعارا عند التسوّق من هارودز، كما تقدم وكيل عائلة الأسد في لندن بطلباتها لاقتناء الثريات. في هذا السياق، أشارت أسماء مازحة إلى أنها هي "الديكتاتور الحقيقي" في منزل الأسد.
وقع الكشف عن رحلات التسوق التي أجرتها أسماء في مجموعة من آلاف الرسائل الإلكترونية التي تشاركها أطراف مقرّبون من عائلة الأسد، والتي سربها نشطاء المعارضة السورية سنة 2012 إلى صحيفة الغارديان، بالإضافة إلى رسائل أخرى نشرتها ويكيليكس. وتشير الرسائل إلى أن أسماء ربما كانت مترددة. ففي كانون الأوّل/ديسمبر سنة 2011، تبادلت رسائل البريد الإلكتروني مع ابنة أمير قطر آنذاك، التي كانت صديقتها إلى حين تحالف القطريين مع الثوار السوريين، حيث أخبرتها أنه "لم يفت الأوان على إعادة التفكير والخروج من حالة الإنكار"، ثم اعتذرت في حال كانت قد تجاوزت حدودها، إذ من الممكن أنها كانت تشجع أسماء على الانشقاق.
كان الرد الذي قدمته أسماء غامضا بشكل غريب، حيث كانت قابلة في البداية بمبدأ التحدّث "بصراحة" ثم بدت وكأنها تراجع نفسها، حيث قالت "الحياة ليست عادلة يا صديقي. وفي النهاية، هناك حقيقة يجدر بنا جميعا أن نتعامل معها!!!" في تلميح منها إلى وجود قوى تجبرها على البقاء.
للتحايل على العقوبات، أرسلت مصففة شعرها للتسوق في دبي واستخدمت اسما مستعارا عند التسوّق من هارودز
تكشف رسائل البريد الإلكتروني بعض الحقائق حول زواج الأسد، إذ يعتقد الكثيرون أن التحالف كان يهدف في المقام الأول إلى تأمين مصالح العائلتين. كان بشار الأسد معروفا بخداعه، وهو انطباع عززته رسائل الإعجاب على البريد الإلكتروني المسرّبة التي تلقاها من مساعداته الشابات. وعلى الرغم من ذلك، كان بشار وأسماء يُعرفان بمودّتهما. ففي 28 كانون الأول/ديسمبر سنة 2011، عندما قصفت الدبابات مسقط رأس عائلتها حمص، كتبت أسماء إلى بشار: "إذا كنا أقوياء معا، سنتغلب على هذا معا ... أنا أحبك". لكن لم يكن واضحا ما إذا كانت المشاكل التي كانوا بحاجة إلى "التغلب عليها" تتعلق بسوريا أو بزواجهما.
بعد أيام قليلة، أرسلت أسماء بريدا إلكترونيا إلى "بطةّ"، وهو اسم تطلقه على زوجها، الذي ردّ بإرسال صورة قلب، فأجابته: "أحيانا في الليل، عندما أنظر إلى السماء، أفكّر فيك وأسأل نفسي، لماذا؟ لماذا أحبك؟ ثمّ أبتسم، لأنني أعرف أن القائمة يمكن أن تستمر لأميال". في شباط/فبراير سنة 2012، بدا وكأن بشار يقدم اعتذارا سريا عن مغازلاته، فأرسل لها أغنية ريفية غربية تقول كلماتها: "لقد أحدثت فوضى في حياتي/ الشخص الذي كنت عليه مؤخرا/ ليس الشخص الذي أريد أن أكون مثله".
بعد فترة وجيزة، أصدرت أسماء أول بيان رسمي لها منذ بداية الانتفاضة: "الرئيس هو رئيس سوريا بأكملها، وليس رئيس إحدى الفصائل السوريّة، والسيدة الأولى تدعمه في هذا الدور". وبهذه الطريقة، كانت أسماء تعبّر عن مساندتها لزوجها.
إذا صدق المعارضون، قامت أسماء، في إطار محاولة تصالحها مع بشار، بالترتيب لعودتها إلى الحياة السياسية بمساعدة والدها. ومنذ ذلك الحين، أصبحت شريكا كاملا في الرئاسة. في صيف سنة 2012، فرّت شقيقة بشار، بشرى، إلى دبي بعد مقتل زوجها في حادث انفجار. أعلن الثوار مسؤوليتهم عن التفجير، لكن الحادث كان يتجاوز ما أظهروه من مقدرة حتى تلك اللحظة. كانت بشرى وزوجها يمثلان أحد أكبر مصادر المشاعر المعادية لأسماء في الدائرة المقربة، وافترض الكثيرون أن الاغتيال كان نتيجة تدبير من الداخل.
على مدى السنة التالية، تحسنت آفاق بشار أيضًا، إذ كبح تقدم الثوار وطردهم من معقلهم في حمص. ومع أن القوات المناهضة للحكومة كانت لا تزال تسيطر على بعض ضواحي دمشق، وتطلق القذائف على وسط المدينة، إلا أنها لم تتمكن من الإطاحة بعائلة الأسد.
مع استمرار الحرب، أصبح بشار أكثر قسوة. وفي هذا الصدد، يشير دبلوماسي غربي إلى التصعيد البطيء لأعمال العنف، حيث استخدمت المدفعيات ضد المدنيين، ثم الغارات الجوية، ثم البراميل المتفجرة. وقال الدبلوماسي: "كان استخدامهم لسلاح معين مرة واحدة تسبب باحتجاجات عنيفة، ولكن ليس لدرجة التدخل الدولي. وفتح هذا الأمر المجال للتوسع في استخدامه، حتى بات هذا الوضع الطبيعي الجديد". تنامت الإدانة الدولية لجرائم بشار، لكن تضييق الخناق التدريجي على سوريا بدلاً من اللجوء لهجوم شامل، ساعد في درء التدخلات.
في 21 آب/ أغسطس 2013، ظهرت لقطات جديدة تصور الناس في ضواحي دمشق الخاضعة لسيطرة الثوار والفقاعات تخرج من أنوفهم وأفواههم، وأطرافهم ترتعش؛ في هجمة أسفرت عن مقتل المئات. لاحقا، أكدت تحقيقات تابعة للأمم المتحدة أنهم قُتلوا بغاز الأعصاب المسمى بغاز السارين. كان ذلك أسوأ هجوم بالأسلحة الكيماوية يشهده العالم منذ سنة 1988؛ حينما أطلق صدام حسين الغازات ضد الأكراد في حلبجة.
في اليوم التالي، وبينما كان العالم يحاول استيعاب فظاعة المشاهد المصورة، نُشرت صور أخرى تستعرض الأنشطة الرسمية للسيدة الأولى بتفاصيلها الدقيقة على "فيسبوك". في إحداها، ظهرت أسماء مع زوجها جالسين على شرفة مزينة بالورود مع منشور جاء بنصه أن "الحب بلد يقوده أسد قضى على المؤامرات، وسيدة أولى مخلصة لوطنها". ونشر أحد المستخدمين تعليقا على ذلك مفاده: "ألا تخجلين من نفسك؟ شعبك يُذبح وأنت تشاهدين ذلك فحسب، بل وتقومين بالأسوأ من ذلك.. تشترين الأحذية أيضا".
من الصعب إدراك نطاق الدمار الفعلي في سوريا على مدى السنوات التي تلت ذلك. في سنة 2014، استغل تنظيم الدولة الفوضى في البلاد لتأسيس ما سماه بالخلافة التي تمتد عبر سوريا والعراق. وشكلت ضراوة التنظيم تهديدًا خطيرًا لقوات بشار، لكنها في الوقت ذاته، أضعفت من الدعم لمعارضته وسوّغت دعم إيران وروسيا له.
لقد تم التنازع على كل شبر من البلاد تقريبا. على الرغم من أن بشار استعاد حلب، آخر المدن الكبرى، في سنة 2016، إلا أنه استمر في إلقاء القنابل، حتى تحول ما يقرب من نصف البلدات والمدن السورية إلى مجرد ركام وأنقاض. وفي السنة ذاتها، توقفت الأمم المتحدة عن محاولة إحصاء عدد قتلى الحرب، بعد تسجيل ما يقرب من نصف مليون. والآن، ينتشر حول العالم أكثر من عشر ملايين لاجئ سوري.
إن فساتين "شانيل" والأحذية ذات الكعب العالي لا تتماشى مع أنقاض الحرب الأهلية. وبات الواقع الجديد في سوريا يتطلب نسخة جديدة من أسماء. نتيجة لذلك، تركت السيدة الأولى الكعوب وتجميل الأظافر والمعاطف الثمينة والمجوهرات، واستبدلتها بالأحذية المسطحة والقمصان والسراويل التي كشفت ذراعاها الهزيلين وقوامها الصغير. وعندما توفيت والدة بشار أنيسة في شباط/ فبراير 2016، فقدت أسماء أقوى خصم لها. لكن التغيير الأكبر كان مرورها بمحنة شخصية مضنية.
في سنة 2018، تم تشخيص إصابة أسماء بسرطان الثدي. لكن المرض لم يمنعها من إدارة صورتها العامة بحرص، أو التأكد من أن يعرف الجميع أنها بقيت في سوريا لتلقي العلاج. تم توثيق نضالها بالتفصيل من قبل وسائل الإعلام الحكومية وعلى قنوات التواصل الاجتماعي التابعة للرئاسة، حتى أنها صُورت وهي تنقل إلى غرفة العمليات.
عندما تساقط شعرها، صوّرتها العدسات مرتديةً أغطية رأسٍ أنيقة، للدلالة على الضعف والقوة في الآن ذاته، وهو ما مثل استعارة على نضال زوجها ضد الثورة. وعندما قال أحد المحاورين التلفزيونيين لها: "تهانينا على انتصارك على السرطان"، أجابته أسماء: "شكرًا لك. آمل أن نحتفل بانتصار سوريا قريبا".
حتى قبل أن تتعافى كليا، عرضت وسائل الإعلام الموالية للحكومة مشاركة أسماء في حزن سوريا، حيث قامت، برفقة طواقم التصوير، بطرق أبواب بيوت قرى المرتفعات الفقيرة، وعانقت أمهات الشهداء المندهشات وقدمت لهنّ المعونات.
بذلت أسماء جهودًا واعيةً لإخفاء هويتها البريطانية. حيث عملت بجد على تحسين لغتها العربية لدرجة أن السوريين لم يعد بإمكانهم ملاحظة لكنتها الإنجليزية، وتجاهلت طلبات وسائل الإعلام الغربية لإجراء المقابلات، ولم تقبل سوى العروض المقدمة من وسائل إعلام روسية ومحلية. على الرغم من أن أسماء أدارت ظهرها للغرب، إلا أن مؤسستها التي تعتمد على المانحين الدوليين ظلت قائمة.
تضاءل دخل مؤسستها الخيرية "الأمانة السورية للتنمية"، بعد فرض الاتحاد الأوروبي العقوبات في سنة 2012. لكن المساعدات الإنسانية الدولية تتدفق الآن لدعم السوريين الذين عانوا من ويلات الحرب، وكان جزء كبير من تلك الأموال على وشك أن يكون لصالح أسماء.
بالنسبة لوكالات الأمم المتحدة التي تسعى إلى تقديم المساعدة إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام، كانت الأمانة السورية محاورًا قيّما: حيث كان موظفوها الناطقون باللغة الإنجليزية على دراية باللوائح الدولية، وكانت أسماء قادرة على فتح الفرص ونقاط التفتيش. بحلول سنة 2017، كانت أموال الأمم المتحدة التي تُنقل عبر الأمانة السورية للتنمية تفوق المبالغ التي تمر عبر أي منظمة سورية أخرى تقريبًا.
عمليات الاندماج والاستحواذ التي تقوم بها أسماء لا تزال متواصلة.
كثيرًا ما تتعامل الأمم المتحدة مع الجهات النظيرة الفاسدة والوحشية، لكونها الطريقة الوحيدة لتقديم المساعدة في العديد من البلدان. على الرغم من ذلك، حتى كبار العاملين في الأمم المتحدة صُدموا من درجة تعاون المؤسسة مع المنظمات الحكومية السورية.
في الفترة التي تتراوح بين سنتي 2016 و2019، تلقّت الأمانة السورية للتنمية مبالغ مالية متزايدة سنويا من وكالات الأمم المتحدة. (تبرعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لوحدها بمبلغ 6.5 مليون دولار في الأشهر الخمسة الأولى من سنة 2018). وبحلول سنة 2020، أصبح لدى الأمانة ما يقرب من 1500 موظف، بزيادة قدرها عشرة أضعاف خلال عشر سنوات، بالإضافة إلى خمسة آلاف متطوع.
بفضل ترأسها منظمة "الأمانة السورية للتنمية"، تمكنت أسماء الأسد من جني ثروة طائلة. من خلال توجيه المساعدات القادمة من الأمم المتحدة، تمكنت أسماء الأسد من تكوين شبكة واسعة من المحسوبية التي شملت أيضًا أمراء الحرب السوريين. وتفيد التقارير بأن الناس عبروا عن امتنانهم للحماية التي تقدمها وإحسانها من خلال تسليم حقائب مليئة بالنقود إلى المنظمات المرتبطة بها.
استفادت أسماء الأسد أيضًا من اقتصاد الحرب بشكل مباشر. فقد فازت شركة مرتبطة بها بعقد حكومي لإدارة مدفوعات البطاقات الذكية، وأطلقت أيضًا شركة "إيماتيل" للأجهزة الذكية - وهو اسم كانت تُنادى به في طفولتها - لكن الشركة مسجلة باسم خضر علي طاهر، الذي قال أحد رجال الأعمال إنه يمثل "واجهةً لكل أعمال أسماء".
اكتسبت عائلة أسماء ذات نفوذًا كبيرًا في الاقتصاد السوري. وحسب مواقع إخبارية سورية (بعضها تابع للمعارضة)، فإن شقيقها فراس أخرس وابن خالتها مهند الدباغ يديران شركة البطاقات الذكية بشكل فعال نيابة عنها. ووصف تقرير حديث لموظف سابق في السفارة الأمريكية في دمشق طريف الأخرس، ابن عم أسماء، بأنه "أحد أبرز الشخصيات الاقتصادية للنظام". وفي ديسمبر/ كانون الأول، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على أفراد من عائلة الأخرس.
يقول مساعدون سابقون إن بشار الأسد سعيد بالنجاح المالي الذي حققته زوجته أسماء وممتن لمساعدتها. إن نظامه منهك من الحرب التي دامت عقدًا من الزمان، ولم يكن الاقتصاد قط سلاحه القوي. ووفقا لشخص من جماعة ضغط تابعة لعائلة الأسد في أوروبا، فقد أصبحت أسماء "كبيرة مستشاريه الاقتصاديين".
بحلول سنة 2019، كان الروس يضايقون بشار لسداد قروض سوريا وكانت الولايات المتحدة تشدد العقوبات. كانت الحكومة السورية بحاجة ماسة إلى المال وكان الأسد يبحث عن هدف. وعلى مدى عقود، استخدم رامي مخلوف، ابن خال بشار، صلاته بالعائلة الحاكمة لتكوين إمبراطورية من الشركات واحتكار سوق الاستيراد وطرق التهريب. ومن بين أصوله شركة "سيريتل" للاتصالات. كان مخلوف على الورق مجرد رجل أعمال ناجح، وعمليًا كان يتصرف مثل الرئيس التنفيذي لسوريا. وقد قيل إنه كان بإمكانه إقالة أي وزير بمكالمة هاتفية واحدة.
مع وفاة أم بشار أنيسة، فقد مخلوف حاميه. استحوذت منظمة "الأمانة السورية للتنمية" على المؤسسة الخيرية التي استخدمها مخلوف لإثراء العلويين. كما وضعت الحكومة شركة "سيريتل" تحت الحراسة القضائية، مع تجميد حسابات مخلوف المصرفية وتعيين أفراد من عائلة أسماء في مجالس إدارات شركاته.
حاول مخلوف الإطاحة بأسماء. في أيار/ مايو 2020، نشر رامي مخلوف مقطع فيديو على فيسبوك اتهم فيه "مجموعة من الموجودين على رأس السلطة" بالتآمر ضده. في الوقت نفسه، نشرت وسائل الإعلام الروسية تقارير، نقلاً عن مصادر عربية، تفيد بأن بشار أنفق 30 مليون دولار على لوحة لديفيد هوكني أهداها لزوجته (كانت القصة كاذبة). لكن دون جدوى. ولا يزال مخلوف رهن الإقامة الجبرية الجزئية، ويشاع أنه ظل على قيد الحياة فقط لأنه يحمل كلمات السر وسندات الأصول الخارجية التي تقدر قيمتها بنحو 10 مليارات دولار.
إن عمليات الاندماج والاستحواذ التي تقوم بها أسماء لا تزال متواصلة. كما دخلت ثاني أكبر شركة للهواتف المحمولة في سوريا تحت الحراسة القضائية. وخلال الشهر الماضي، تم تعيين مقربين من أسماء في مجلس إدارتها. وبات لشركة "إيماتيل" الآن فروع في جميع أنحاء البلاد (حتى في المناطق التي لا يسيطر عليها زوجها).
لقد أدى النجاح المالي والمكائد القاسية إلى تآكل الصورة التي حاول أسماء لسنوات التسويق لها. قال أحد رجال الأعمال السوريين: "لا يزال البعض يحبها، حتى إنهم يضعون صورتها على حساباتهم على إنستغرام. لكن معظم الناس باتوا يعتبرونها الآن شخصًا جشعًا". مع ذلك، لا يمكن لأحد أن ينكر حقيقة أن أسماء تفهم جيدًا كيفية عمل سوريا.
في أواخر السنة الماضي، لاحظ سكان حي دمشق حيث تعيش أسماء تغيرًا سرياليًا في المشهد العام. فقد استبدل تمثال قديم لأحد القادة العسكريين بتمثال ضخم لرأس حصان، بتوجيه من شركاء أعمال أسماء. اشتكى السكان المحليون من الإسراف في زمن الحرب. وحسب تقارير صحفية خليجية، قامت السلطات بإزالة التماثل لكنه أعيد إلى مكانه بعد ساعات، وفي ذلك رسالة واضحة: في سوريا ما بعد الحرب، أسماء هي صاحبة القرار.
كما تخصص وسائل الإعلام الحكومية لـ "سيدة الياسمين" المزيد من وقت البث. وقد رُصدت ملصقات كبيرة لصورتها في مسقط رأس والديها في حمص تغطي مجمعات سكنية بأكملها. بالنسبة لهذه السيدة السورية الأولى التي لم تحظ سواها بهذه المكانة، فقد اعتاد الوزراء على عرض صورتها في مكاتبهم إلى جانب صور زوجها بشار.
مع انقلاب النظام على مخلوف ورحيل أخت بشار ووالدته، لم يعد يقف في طريق أسماء سوى عدد قليل من المنافسين الأساسيين ضمن الدائرة الداخلية في السلطة. ويشغل العديد من مستشاريها المقربين المناصب العليا في مكتب الرئيس. وحسب رجل أعمال يسافر بين دمشق وأوروبا، فإن أسماء "تسيطر على التعيينات في القصر. ويمكنها أن ترشح من تريد".
في كل من دمشق والعواصم الأجنبية، يتساءل السوريون علانية عما إذا كان لأسماء طموحات سياسية في الصعود إلى القمة. إذا وصل بشار إلى وضع حرج لا يمكنها الدفاع عنه، هل يمكن لأسماء أن تخدع الأغلبية السنية في البلاد لتحافظ على استمرارية النظام؟ تفيد شائعات بأن أحد أفراد الأسرة التقى مؤخرًا بمسؤولين أمريكيين للحصول على دعم لمثل هذا المخطط. ويقول دبلوماسي سوري سابق: "بشار وأسماء يفكران في هذا الأمر. إنها تود أن تكون رئيسة وكلاهما يعتبره حلاً ثوريًا لإنقاذ النظام".
بمجرد أن تعرب بريطانيا عن استعدادها لدعم تطلعات أسماء، فإنها ستضيف بذلك قائدا جديدا لمجموعة قادة الشرق الأوسط الذين تربطهم علاقات بالمملكة المتحدة. رغم الإدانة الصارخة لعائلة الأسد، لم تسحب الحكومة البريطانية جنسية أسماء أبدًا، لكنها لم تتوان عن فعل ذلك مع شميمة بيغوم، طالبة شرق لندن التي سافرت إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة في سنة 2015 عندما كانت لا تزال مراهقة.
في المقابل، لا يبدو أن الشق المحافظ في الطائفة العلوية سيدعم محاولة أسماء الوصول للرئاسة. ولعل أقوى خصم محتمل لها هو ماهر، الأخ الأصغر لبشار، الذي لا يزال قائد الفرقة الرابعة المُدرعة التابعة للجيش السوري. وفقا رجل أعمال سوري في دبي على صلة بالنظام: "سيتآمر الجيش والطائفة لمنعها من ترشيح نفسها رئيسةً للبلاد".
يبدو أن أسماء باتت أقوى من أي وقت مضى، لكنها أيضًا أكثر ضعفًا. ذلك أن الحديث عن طموحاتها الرئاسية يمكن أن يشكل خطرًا عليها. وعلى الرغم من أن العديد من أصدقاء أسماء نأوا بأنفسهم عنها منذ سنوات، إلا أنهم ما زالوا قلقين بشأن سلامتها. ففي سعيها للحصول على أكبر جائزة، يمكن لفتاة من غرب لندن أن تتجاوز الحدود. يقول وفيق سعيد: "أنا قلق عليها". لكن كما أدركت أسماء منذ فترة طويلة، لم يعد هناك مجال للعودة إلى الوراء.
المصدر: ذي إيكونوميست
=========================
ايكونوميست: سوريا بعد عشر سنوات.. محطمة والحاكم لم يتغير
https://arabi21.com/story/1344179/ايكونوميست-سوريا-بعد-عشر-سنوات-محطمة-والحاكم-لم-يتغير#category_10
لندن– عربي21- باسل درويش# السبت، 13 مارس 2021 07:34 ص بتوقيت غرينتش0
سلطت مجلة "إيكونوميست" الضوء على مآلات الثورة السورية بعد عشر سنوات على اندلاعها.
تقول المجلة في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن عشر سنوات من الحرب تركت سوريا محطمة، لكن حاكمها لن يتغير.
وتضيف المجلة أن الوضع الاقتصادي الآن هو الأسوأ من عقد كامل، كما أن سوريا انقسمت واقعيا، فيما يقول مسؤول في الأمم المتحدة "إننا نشهد بلقنة سوريا".
يؤكد التقرير أن الأسد القابع في دمشق لا يريد التخلي عن الحكم أو المشاركة فيه، وهو لا يقدم أي تنازلات لأنه "يخشى أن يتم اعتبار التسوية كعلامة على الضعف، لذلك فهو يهدد بمزيد من الحرب بدلا من ذلك".
وفيما يلي نص التقرير:
من مكتبه في القامشلي، شمال شرق سوريا، يصف تاجر كيف يجعل المسؤولون من الصعب إيصال القمح إلى السوق. حيث يجب أن تعبر شاحناته عشرات نقاط التفتيش في طريقها إلى العاصمة دمشق. ومعظمها تطلب الرسوم.
القوات الكردية تحاسب على الطن على حدود الأمر الواقع بين الأراضي التي يسيطرون عليها وأراضي الرئيس بشار الأسد.
على الجانب الآخر، تحصل الفرقة الرابعة المدرعة، التي يسيطر عليها شقيق الرئيس، على 3000 دولار لكل حمولة. يجب على التاجر أيضا رشوة المسؤولين في دمشق ودعم الحكومة، حتى لا يتم اعتقاله كإرهابي. أحيانا تُغلق المعابر لأن أحد الجانبين يريد الضغط على الآخر. ويقول إنه من الأسهل والأكثر ربحية بيع القمح في الخارج.
"السياسيون يجوعون الشعب"
قبل عقد من الزمان، شن الأسد حربا على شعبه بدلا من قبول مطالبهم بالإصلاحات الديمقراطية. ولقي مئات الآلاف حتفهم في الصراع الذي اجتذب قوى أجنبية ودمر معظم أنحاء البلاد.
نزح نصف سكان ما قبل الحرب البالغ عددهم 22 مليون نسمة. واليوم، تحد مجموعة من الاتفاقيات، التي تدخل فيها أمريكا وإيران وروسيا وتركيا كأطراف، من القتال. يسافر السوريون إلى البلاد للدراسة والتسوق وزيارة الأقارب. لكنها مقسمة إلى جيوب، كل منها تحت حماية أجنبية. وأصبحت الإدارات المحلية راسخة، حتى أن لديها ميليشياتها الخاصة، وتدير اقتصادها الخاص وغالبا ما تفضل عرقا أو طائفة. وقال مسؤول في الأمم المتحدة: "إننا نشهد بلقنة سوريا".
استعاد رجال الأسد معظم المدن الكبرى واستحوذوا على حوالي 60% من الأرض، بينما كانت نسبة الأراضي التي يسيطر عليها الأسد 30% في عام 2014. وحكمت عائلة الأسد سوريا لأكثر من نصف قرن، (والد بشار، حافظ الأسد كان يقود قبله)، انتخابات زائفة في أيار/مايو أو حزيران/ يونيو، إذا تم إجراؤها، ستمنح الرئيس دون شك فترة ولاية رابعة مدتها سبع سنوات.
لكن هذه انتصارات باهظة الثمن. الاقتصاد السوري في وضع أسوأ من أي وقت مضى خلال العقد الماضي. يتم تداول الليرة السورية بحوالي 1٪ من قيمتها قبل الحرب بالدولار في السوق السوداء. يمكن لحكومة الأسد أن تدفع 15 دولارا شهريا فقط لموظفي الخدمة المدنية. ويقضي الناس في جميع أنحاء البلاد ساعات في الوقوف في طوابير للحصول على البنزين. أسباب الأزمة كثيرة، بما في ذلك الحرب والفساد والقيود المرتبطة بالفيروس والعقوبات الأمريكية وانهيار البنوك اللبنانية، حيث خبأ الأثرياء السوريون أموالهم. الحليفان الرئيسيان للأسد في الحرب، إيران وروسيا، لا يقدمان سوى القليل من المساعدة، ويعود ذلك جزئيا إلى معاناتهما أيضا.
الأسد ليس لديه إجابات. وكثيرا ما يتجاهل في خطاباته مشاكل سوريا الكبيرة. وأُعلن أنه وزوجته، أسماء، أصيبا مؤخرا بفيروس كوفيد -19. كان هناك ارتفاع حاد في الإصابات منذ منتصف شباط/ فبراير. لكن نصف مستشفيات سوريا فقط تعمل بكامل طاقتها. وحتى خطط التطعيم في البلاد منقسمة، حيث تتفاوض جماعات المعارضة بشكل منفصل مع المانحين من أجل التطعيم.
يبدو أن الأسد أكثر اهتماما بضبط شعبه، وليس الفيروس، حيث يبحث جواسيسه عن أي تلميح للمعارضة، وحتى الصحفي الموالي الذي كتب عن الجوع على "فيسبوك" سُجن مؤخرا.
لدى الخروج من العاصمة يبدو أن حكومة الأسد أقل نفوذا، حتى في المناطق التي يسيطر عليها اسميا. القوات الروسية تعمل دون رادع. وتسيطر الميليشيات المدعومة من إيران على الحدود بين مناطق سيطرة النظام والعراق ولبنان. إسرائيل تسقط قنابلها على المليشيات من فوق. وفي الوقت ذاته يلجأ السوريون إلى إخوانهم في العرق أو الطائفة للحصول على الدعم الذي كانت الحكومة تقدمه ذات يوم. القبائل الدرزية في الجنوب والعربية في الشرق وحتى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد على الساحل تدافع عن نفسها بشكل متزايد. الاشتباكات بين المجموعات شائعة. يقول شيخ عربي من دير الزور في الشرق: "إذا جاء علوي إلى هنا وحيدا وغير مسلح فسيقتل".
في الجزء الذي يسيطر عليه الأكراد من سوريا، في الشمال الشرقي، تخلى السكان المحليون عن اللغة العربية ويتحدثون الكردية ويفضلون الدولار. يحتاج السوريون من خارج الجيب الساعين إلى الإقامة إلى كفيل محلي. كما أن السلطات الكردية لا تحب المعارضة. تلاحق قواتهم النقاد ويجرون الشباب (بمن فيهم العرب) إلى الخدمة العسكرية. والمنطقة تعاني مع بقية البلاد، لكنها على الأقل تمتلك النفط وحماية أمريكية. تبيع النفط الأسود والقمح للعراق. لذلك يمكن للإدارة الكردية في سوريا دفع رواتب أعلى بكثير من تلك الموجودة في أراضي الأسد. وتصل مواد إعادة البناء من الخارج. كما تم افتتاح مصنع لتكرير الزيوت النباتية الشهر الماضي، مما وفر مئات الوظائف الجديدة.
لطالما خشيت تركيا من أن يشجع أكراد سوريا انفصالييها الأكراد. لذلك، منذ عام 2016، شنت هجمات داخل سوريا، واستولت على الزاوية الشمالية الغربية وشرائح على طول الحدود. تم تطهير هذه المناطق إلى حد كبير من الأكراد وتم تسليمها إلى المتمردين العرب السنة الذين يشاركون الميول الإسلامية لرجب طيب أردوغان، رئيس تركيا. تدفع تركيا رواتب المسؤولين المحليين، مما يسهل أيضا إعادة الإعمار. تستخدم الأراضي الليرة التركية وتم توصيلها بشبكة الكهرباء التي تخدم جنوب تركيا. ويشبه مسؤول بالأمم المتحدة الوضع بشمال قبرص، التي غزتها تركيا عام 1974 ولا تزال تسيطر عليها.
ربما حاول رئيس سوري أكثر براغماتية عقد صفقات مع السلطات الإقليمية، ونقل السلطة في محاولة لإبقاء البلاد موحدة. لكن الأسد يخشى أن يتم اعتبار التسوية كعلامة على الضعف، لذلك فهو يهدد بمزيد من الحرب بدلا من ذلك. وقد أعاد في خطبه إحياء مجازات والده القديمة عن أمجاد الحضارات العربية والإسلامية لإثارة ذعر الأقليات.
مذيعو الدولة يدينون السوريين خارج المناطق التي يسيطر عليها النظام على أنهم إرهابيون وطابور خامس. وصادق مجلس النواب في دمشق في الأول من آذار/ مارس على قانون ينزع الجنسية عن كل من يتقاعس عن تجديد بطاقة الهوية بعد عشر سنوات. وهي تستهدف أولئك الذين فروا أو تحرروا من حكم الأسد. يرغب الكثير منهم في العودة، ولكنهم يرغبون أيضا في رؤية شخص آخر مسؤول.
=========================
صحيفة “التايمز “تكشف السبب الذي تسبب بتسرب النفط في البحر المتوسط
https://www.hayamix.com/التايمز-تكشف-السبب-الذي-تسبب-بتسرب/
ذكرت صحيفة التايمز اللندنية، أن سلاح الجو “الإسرائيلي” استهدف ناقلة نفط إيرانية كانت في طريقها إلى سوريا، الأمر الذي تسبب بتسرب النفط في البحر المتوسط.
وأثارت الصحيفة تساؤلات حول علاقة محتملة بين حادث تلوث شواطئ البحر المتوسط قبالة فلسطين ولبنان بالقطران، وبين الهجوم “الإسرائيلي” على الناقلة النفطية، كما ذكرت هيئة البث “الإسرائيلية” العامة الناطقة بالعربية.
وأشار التقرير إلى أن سلسلة الهجمات المنسوبة إلى “إسرائيل” على سفن إيرانية أسفرت في الماضي مرة واحدة على الأقل عن حادث تسرب مماثل، ووقع ذلك إثر الهجوم على ناقلة النفط “سابيتي” في البحر الأحمر عام 2019.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية ذكرت أمس الجمعة أن السفينة الايرانية تم استهدافها من قبل البحرية “الاسرائيلية”، مشيرةً إلى سلسلة هجمات مماثلة جرت في البحر المتوسط خلال العام المنصرم.
وبحسب الصحيفة، فإن “إسرائيل” استهدفت 12 سفينة إيرانية خلال 2019، لمنع نقل النفط إلى سوريا بهدف منع الاستفادة من أرباحها لصالح تمويل نشاطات مسلحة ضدها.
=========================
التايمز: بريطانيا تبدأ محاكمة أسماء الأسد تمهيدا لسحب الجنسية منها
https://www.syria.tv/إسرائيل-والحرب-السرية-على-تهريب-النفط-الإيراني-إلى-سوريا
لندن – الناس نيوز :
نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية، مساء السبت، خبراً معنوناً بـ”أسماء الأسد سيدة سوريا الأولى تواجه المحاكمة في المملكة المتحدة”، أكدت فيه أن السلطات البريطانية ستحاكم “أسماء” وأصبحت مهددة بفقدان جنسيتها البريطانية.
وقالت الصحيفة إن “أسماء الأسد، السيدة الأولى في سوريا، والمصرفية البريطانية، تواجه محاكمات محتملة وفقدان جنسيتها البريطانية”.
وأضافت الصحيفة أن “شرطة العاصمة فتحت تحقيقاً أولياً في مزاعم بأنها حرضت وشجعت على أعمال إرهابية خلال 10 سنوات في سوريا”.
ولدت “أسماء فوّاز الأخرس” (أسماء الأسد) في بريطانيا عام 1975، وتنحدر من مدينة حمص، وتزوجت من “بشار الأسد، في 18 كانون الأول ديسمبر عام 2000.
وأوردت المادة أن أسماء الأسد، مصرفية سابقة، تواجه محاكمات محتملة وفقدان جنسيتها البريطانية بعد أن فتحت شرطة العاصمة تحقيقًا أوليًا في مزاعم بأنها حرضت وشجعت على أعمال إرهابية خلال العشر سنوات في البلاد.
وأسماء أم لثلاثة أطفال، كانت طالبة سابقة في لندن، درست في كينغز كوليدج لندن، انتقلت إلى سوريا بعد زواجها من بشار الأسد في عام 2000. منذ ذلك الحين، نمت سلطتها وقوتها، وعلى مدى عقد من الحرب، استهدفت قوات النظام في سوريا المناطق المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية والمدفعية.
وسلطت الأمم المتحدة الضوء على استخدام الجيش للأسلحة الكيميائية في الهجمات على المناطق المدنية – التي تعتبر عملاً إرهابياً بموجب قانون المملكة المتحدة – وقد صنفت الولايات المتحدة ( الحكومة السورية ) كدولة راعية للإرهاب.
ولقي أكثر من 500 ألف شخص مصرعهم في الصراع، ونزح ما يقدر بنحو 12 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، من ديارهم.
ووفقا للصحيفة فقد فتحت الشرطة البريطانية التحقيق الأولي، بعد أن أرسلت غرفة القانون الدولي Guernica 37 ومقرها بلومزبري، أدلة على قوة ودور السيدة الأولى في الطبقة الحاكمة السورية ودعمها القوي للقوات المسلحة السورية.
وإذا ما تمت مقاضاة أسماء، فسوف تنضم إلى صفوف الشخصيات المؤثرة الأخرى في الأنظمة الديكتاتورية التي واجهت العدالة في المملكة المتحدة.
ويعتقد رئيس Guernica 37، توبي كادمان، أن هناك حججا وأدلة قوية لمحاكمة أسماء الأسد، التي تخضع لعقوبات من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ عام 2012.
وأضاف كادمان “ظل فريقنا القانوني في Guernica 37 يحقق بنشاط في هذه المسألة لعدة أشهر، ونتيجة لذلك أرسل رسالتين سريتين إلى قيادة مكافحة الإرهاب في خدمة شرطة العاصمة (SO15). من المهم، مع اقترابنا من الذكرى السنوية العاشرة للصراع في سوريا، أن تكون هناك عملية فعالة تهدف إلى ضمان محاسبة المسؤولين “.
يصادف غدًا مرور عشر سنوات على خروج المتظاهرين إلى الشوارع في دمشق للمطالبة بإسقاط نظام الأسد. ومنذ ذلك الحين ، تسبب الصراع في خسائر بشرية فادحة. في حين لا تزال أسماء الأسد وعائلتها تعيش حياة مرفهة.
يعيش والداها حياة مريحة في ضاحية أكتون غرب لندن ، حيث نشأت أسماء ، التي عرفها أصدقاؤها في المدرسة البريطانية باسم إيما. والد الأسد ، فواز الأخرس ، هو استشاري أمراض القلب في مستشفى كرومويل جنوب كنسينغتون ، بينما والدتها سحر عطري الأخرس دبلوماسية سورية سابقة. كلاهما يخضع لعقوبات أمريكية.
ورحب الدكتور هيثم الحموي رئيس المجلس السوري البريطاني بقرار الشرطة: “هذه السيدة دعمت الجيش السوري في فظائعه ضد المدنيين لعقد من الزمان وسيكون السوريون في المملكة المتحدة سعداء للغاية لرؤيتها تُحاسب على ذلك. إنه لمن الجيد أن المملكة المتحدة تتخذ أخيرًا خطوات ، مثل ألمانيا وفرنسا ، ضد الجرائم “.
=========================
الصحافة الايرانية :
صحيفة إيرانية: دور إيران في سوريا أوشك على الانتهاء
https://manateq.net/?p=54180
قال الخبير في العلاقات الدولية، علي بيكدلي، لصحيفة “آفتاب يزد” إن روسيا تحاول تقليص النفوذ الإيراني في كل من العراق وسوريا ولبنان وذلك للتقرب إلى الولايات المتحدة الأميركية وكسب رضا إدارة بايدن لتخفيف العقوبات على موسكو، مؤكدًا أن الروس فرحون من العقوبات الأميركية المفروضة على طهران لأن ذلك يزيد من حجم إنتاجهم للنفط.
وحول الوجود والدور الإيراني في سوريا، قال علي بيكدلي إن موضوع إيران ودورها في سوريا أوشك على الانتهاء بعد سيطرة الأتراك على منطقة سنجار، حيث تم ذلك بموافقة ورضا من روسيا بعد أن أصبح البلدان يمتلكان علاقات استراتيجية.
كما ذكر “بيكدلي” أن روسيا ومنذ أمد بعيد تلعب بالورقة الإيرانية في أحداث المنطقة، موضحًا أن أحد أسباب زيارة وزير الخارجية الروسي إلى السعودية هو محاولة الرياض الضغط على إيران عبر النافذة الروسية.
إيران انترناشيونال
=========================
الصحافة العبرية :
"تايمز أوف" العبرية: تكشف تفاصيل جديدة عن تسلل إسرائيلية إلى سوريا
https://baladi-news.com/ar/articles/71812/صحيفة-تكشف-تفاصيل-جديدة-عن-تسلل-إسرائيلية-إلى-سوريا
بلدي نيوز
قالت صحيفة "تايمز أوف" العبرية، إن النظام السوري، طلب من الفتاة التي عبرت بلادها باتجاه سوريا، مؤخراً، تفاصيل عن مواقع وتواجد أفراد الجيش الاسرائيلي.
وأوضحت الصحيفة، أن المحققين التابعين للنظام السوري وأثناء استجوابهم للفتاة، طلبوا منها معلومات بشأن مواقع تواجد أفراد الجيش الإسرائيلي حتى يتمكنوا من تنفيذ هجوم، بيّد أن الفتاة رفضت التعاون مع المحققين السوريين، وقالت إنها لن تقدم معلومات تؤدي إلى قتل جنود بلادها.
في المقابل، ردّ المحققين السوريين على عدم إدلاء الفتاة بمعلومات حول مواقع جيش اسرائيل، بقولهم؛ "نحن نسعى إلى أسر جنود إسرائيليين ولن نقتل أحدا منهم"، لكن الفتاة البالغة من العمر 25 عاما رفضت مرة أخرى.
وأكّدت على النظام السوري احتجز الفتاة 16 يوما في إحدى سجون العاصمة دمشق بعد التحقيق معها في أعقاب تسللها لسوريا عبر الحدود البرية مع إسرائيل.
يُذكر أن الفتاة خرجت من سجون النظام السوري بعد جهود دبلوماسية واسعة قامت فيها إسرائيل مع روسيا، حيث تضمنت عودتها صفقة إطلاق أسرى سوريين في إسرائيل وشراء إسرائيل لقاحات روسية مضادة لفيروس كورونا المستجد لسوريا.
=========================
إسرائيل و"الحرب السرية" على تهريب النفط الإيراني إلى سوريا
https://www.syria.tv/إسرائيل-والحرب-السرية-على-تهريب-النفط-الإيراني-إلى-سوريا
خالد خليل
إسطنبول- خالد خليل
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت تفاصيل حول استهداف إسرائيل لناقلات النفط الإيرانية، واصفةً ما يحدث بـ "حرب النفط السرية" لقطع محور تهريب النفط الإيراني إلى سوريا، وتحدثت عن عمليات غسيل الأموال التي تجريها طهران والنظام السوري وحزب الله اللبناني من صفقات النفط المهرب لتجنب العقوبات الدولية المفروضة عليهم.
وقال "رون بن يشاي"، محلل الشؤون الأمنية والسياسية، في تقرير نشرته الصحيفة، أول أمس، الجمعة، إن أموال النفط الإيراني المهرّب إلى سوريا تذهب لتمويل حزب الله اللبناني عبر طريقة "غسيل أموال" لا تطولها يد العقوبات الدولية، حيث يقوم النظام السوري بتسليم ثمن النفط الإيراني لحزب الله مباشرة.
وأوضح المحلل الإسرائيلي أن إيران بهذه الطريقة تضرب "عصفورين بحجر واحد"، أولاً لا تضطر لغسل الأموال بطرق معقدة، من خلال طرف ثالث لا ينتمي إلى المحور الإيراني-الشيعي.
أما الأمر الآخر، توفر طهران على نفسها مشقة البحث عن حلول التفافية لتحويل الأموال عبر المصارف اللبنانية التي تخضع للرقابة المالية دولياً من أجل تمويل وكيلها في المنطقة (حزب الله)، لذلك عندما يسلم الأسد ثمن النفط الإيراني للحزب فهو يسدي خدمة مقابل خدمة، على مبدأ "أنا أربح وأنت تربح"، وفقاً لتقرير "بن يشاي".
سوريا قناة لغسيل الأموال
وفقاً لذلك، فإن إيران التي تستخدم الأرض السورية كممر بري "كاريدور" لنقل الأسلحة والذخائر والصواريخ إلى جنوب لبنان، تستثمر تحالفها مع نظام بشار الأسد لاستغلال سوريا أيضاً كقناة لتحويل الأموال رغم عقوبات "قانون قيصر"، الذي يمنع الصفقات الدولية مع البنوك في لبنان المتواطئة مع البنوك السورية المعاقبة.
ويتابع المحلل الإسرائيلي يتم تسليم الأموال باليد، عبر الحقائب من سوريا إلى جيب حسن نصر الله مباشرة، حيث لا تستغرق الرحلة من دمشق إلى بيروت سوى ساعتين أو أقل.
وأشار التقرير إلى أن عمليات تهريب النفط الإيراني إلى سوريا ليست بالأمر الجديد. وهي قائمة منذ عدة سنوات، حتى قبل أن تفرض إدارة ترامب العقوبات على طهران والنظام السوري.
ولجأ الإيرانيون إلى عقد هذا النوع من الصفقات، بشكل أكبر، بعدما مُنعوا من تحويل الأموال وتلقيها عبر الأنظمة المالية الدولية المعتمدة، اعتباراً من أيار/مايو 2018 ، بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة عقب الانسحاب من الاتفاق النووي، حيث واجهوا مشكلة في الحصول على عائدات أو مدفوعات النفط الذي قاموا بتهريبه إلى الصين وكوريا الشمالية وسوريا ودول أخرى.
وفي هذا السياق تعتبر صفقة بيع النفط الإيراني إلى سوريا ووصول الأموال إلى حزب الله بمثابة المخرج والحل لمشكلة تحويل الأموال وتمثل نجاحاً للأطراف الثلاثة التي تواجه عقوبات دولية.
وأشار التقرير إلى أن قاسم سليماني هو مهندس هذه الصفقات الثلاثية، ولم تتوقف طهران حتى بعد اغتياله عن تهريب النفط على متن سفن الحرس الثوري لتزويد الاقتصاد السوري المتعطش للنفط وإيصال عائدات الصفقة التي تصل إلى مئات ملايين الدولارات سنوياً إلى حزب الله، في صفقة يستفيد منها النظام السوري وإيران وحزب الله.
خط التهريب تحت المراقبة
بحسب التقرير ينطلق مسار السفن المحملة بالنفط الإيراني من ميناء جزيرة الخرج النفطي أو من جزيرة قشم في الخليج العربي، وفي أقصر طريق عليها عبور مضيق هرمز والدخول عبر مضيق باب المندب إلى البحر الأحمر ومن هناك إلى قناة السويس وبور سعيد باتجاه الساحل السوري، وهناك إما أن ترسوا في وسط البحر ويتم نقل حمولتها إلى ناقلة نفط سورية لإيصال النفط إلى الشاطئ أو تبحر إلى ميناء اللاذقية أو ميناء طرطوس لتفرغ حمولتها مباشرة.
ويدرك الإيرانيون أن هذا المسار بات مكشوفاً وليس خافياً على معظم أجهزة الاستخبارات الغربية بما فيها أميركا وإسرائيل، لذلك حاولوا في عام 2019 تغيير هذا المسار إلى آخر أطول من خلال الإبحار حول القارة الأفريقية والدخول إلى البحر المتوسط عبر مضيق جبل طارق الذي يخضع للتاج البريطاني ويتمتع بحكم ذاتي.
ففي 4 تموز /يوليو 2019 احتجزت بريطانيا ناقلة النفط "غريس 1"، التي تحمل نفطاً إيرانياً، بسبب أدلة على أنها كانت متجهة إلى سوريا، في انتهاك للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، وردا على ذلك استولى الإيرانيون على ناقلة نفط بريطانية في الخليج العربي.
تدل حادثة احتجاز ناقلات النفط هذه على أن عمليات تهريب الحرس الثوري للنفط الإيراني إلى سوريا وعمليات غسيل الأموال التي يستفيد منها حزب الله اللبناني، مكشوفة لأعين المخابرات الدولية والإسرائيلية.
إسرائيل وحرب ناقلات النفط الإيراني
ويقول "بن يشاي" من مصلحة إسرائيل قطع مسار التهريب لتجفيف مصادر تمويل حزب الله، مشيرا إلى أن عقوبات ترامب على طهران أعطت دفعاً إيجابياً ونفوذاً مهماً سواء للمخابرات الأميركية أو الإسرائيلية لملاحقة ناقلات النفط الإيرانية أو السفن التي تحمل نفطاً إيرانياً.
ويرى المحلل الإسرائيلي أن ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، قبل يومين، حول استهداف إسرائيل للسفن التي تنقل نفطاً إيرانياً إلى سوريا، يمثل رغبة مشتركة لجميع الديمقراطيات الغربية في وقف تمويل إرهاب حزب الله.
ويشار إلى أن الجيش الإسرائيلي استهدف بقصف صاروخي سفينة "شهر كرد" الإيرانية، الخميس الماضي، قبالة السواحل السورية، وبحسب تقارير إعلامية يأتي الهجوم الإسرائيلي انتقاماً لهجوم الحرس الثوري الإيراني على السفينة التجارية الإسرائيلية "هليوس راي" في مياه خليج عمان في 26 من فبراير/شباط الماضي.
بالرغم من أن الرد الإسرائيلي في قصف "شهر كرد" لم يلحق أضراراً جسيمة بالسفينة الإيرانية، إلا أنه جاء من باب تسجيل الرد فقط أو الرد السريع والمتناسب مع الفعل ورد الفعل.
وبالرغم من أن الرد الإسرائيلي في قصف "شهر كرد" لم يلحق أضراراً جسيمة بالسفينة الإيرانية، إلا أنه جاء من باب تسجيل الرد فقط أو الرد السريع والمتناسب مع الفعل ورد الفعل.
وفي هذا السياق يذكر تقرير يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تمتلك، رسمياً ونظرياً، كثيرا من الطرق والأساليب المتنوعة والمبتكرة لمحاربة تهريب النفط الإيراني إلى سوريا من دون إحداث ضجيج أو اضطرابات.
ويقول "بن يشاي" إن هدف إسرائيل من ذلك هو قطع مصادر التمويل عن حزب الله، لا سيما أن قيمة أي سفينة تحمل مئات الآلاف من براميل النفط تبلغ عشرات الملايين من الدولارات، وأن تأخير مثل هذه السفينة لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر، يعتبر ضربة موجعة لحزب الله في وقت ينهار فيه النظام المصرفي اللبناني، كما تشكل ضرراً كبيراً للنظام السوري أيضاً.
"معركة بين حروب"
ويشير المحلل الإسرائيلي إلى أن حرب ناقلات النفط الإيرانية التي تنفذها إسرائيل هو جزء مكمل للضربات الإسرائيلية ضد الوجود الإيراني في سوريا، التي تطلق عليها تل أبيب اسم "معركة بين حروب".
"معركة بين حروب" واختصارها بالعبرية  (م ب م)، هو الاسم الرسمي الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي على جميع العمليات العسكرية التي ينفذها في سوريا، والتي بدأت في 2014 لمنع استنساخ حزب الله آخر في الجنوب السوري، ومعظم الأهداف التي حققتها "معركة بين حروب" باتت معلنة ومعروفة للإعلام، أشهرها الضربات الإسرائيلية المتكررة والمنتظمة على الأهداف الإيرانية في سوريا، فيما لا يزال جزء منها سرياً.
ولفت "بن يشاي" إلى أن البحرية الإسرائيلية حصلت في العام الماضي على ثناء وشهادات تقدير رسمية لأدائها في العمليات التي لم يتم الكشف عن تفاصيلها. وهو العام نفسه الذي شهد زيادة كبيرة في عمليات الـ "معركة بين حروب" كان لسلاح البحرية عنصراً مهماً فيها.
وفي سياق متصل، استبعد المحلل الإسرائيلي أن يكون التسرب النفطي من ناقلة نفط إيرانية الذي تسبب بكارثة بيئية قبالة شواطئ إسرائيل وقطاع غزة قبل أسبوعين، عملاً انتقامياً وإنما نتيجة عطل فني ولم تكن عملاً تخريبياً متعمداً.
=========================