الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 14/10/2019

سوريا في الصحافة العالمية 14/10/2019

15.10.2019
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • واشنطن بوست: أكراد سوريا عالقون بين حراسة سجون داعش ومحاربة القوات التركية
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1434115
  • نيويورك تايمز: اتفاق الأكراد وحكومة دمشق نقطة تحول كبرى فى حرب سوريا
https://www.youm7.com/story/2019/10/14/نيويورك-تايمز-اتفاق-الأكراد-وحكومة-دمشق-نقطة-تحول-كبرى-فى/4457552
  • نيويورك تايمز :تحولات ترامب المفاجئة في الشرق الأوسط تثير قلق حلفاء أمريكا
https://www.noonpost.com/content/29769
  • نيويورك تايمز: روسيا قصفت 4 مستشفيات في سوريا عمداً
http://khaleej.online/X8rn8N
  • معهد واشنطن :الغزو التركي لسوريا: ما الذي أثاره وما التالي؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/turkeys-syria-incursion-what-spurred-it-and-whats-next
  • بلومبرغ :غزو اللاجئين لأوروبا... خدعة إردوغان الجديدة
https://web.facebook.com/1751241048471760/videos/3213727448667941/?from=bookmark
 
الصحافة الاسبانية :
  • ميديابارت: الهجوم التركي يكشف كيف أعاد الصراع السوري كتابة خطوط النفوذ بالشرق الأوسط
https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/10/13/تركيا-أكراد-سوريا-روسيا
 
الصحافة البريطانية :
  • الديلي تليغراف :"هجوم تركيا في سوريا لن ينهي عنف حزب العمال الكردستاني على أراضيها".
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-50037363
  • ميدل ايست آي :حزب الله و"إسرائيل": الوضع على حافة الانهيار
https://www.noonpost.com/content/29762
 
الصحافة الفرنسية :
  • لوموند :ماذا فعل لك هؤلاء الأطفال؟ صحيفة فرنسية تسأل أردوغان
https://al-ain.com/article/erdogan-children
 
الصحافة العبرية :
  • اسرائيل اليوم :دخول أردوغان سوريا… عودة لـ”داعش” أم تطهير عرقي؟
https://www.alquds.co.uk/دخول-أردوغان-سوريا-عودة-لـداعش-أم-تطه/
  • نظرة عليا :لماذا تدق إيران أوتادها في سوريا؟
https://www.alquds.co.uk/لماذا-تدق-إيران-أوتادها-في-سوريا؟/
 
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: أكراد سوريا عالقون بين حراسة سجون داعش ومحاربة القوات التركية
https://www.almasryalyoum.com/news/details/1434115
ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية، اليوم الأحد، أن قوات سوريا الديمقراطية «قسد» التي تتشكل من أغلبية كردية وتتلقى دعما من القوات الأمريكية، تحرس حوالي 20 سجناً صغيراً تحتجز فيه 10 آلاف شخص متهمين بأنهم أعضاء في تنظيم (داعش) الإرهابي، كما يُراقب الأكراد ويديرون عدة معسكرات تضم 70 ألف امرأة وطفل متهمين بأنهم أفراد من عائلات مسلحي (داعش).
ونقلت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني) عن بعض الأكراد قولهم إنهم قد يضطرون إلى «سحب الحراس من هذه المنشآت لمحاربة القوات التركية التي تعبر الحدود السورية.. وإذا حدث ذلك فعلا، فإن الولايات المتحدة أكدت أنها لن تتدخل».
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات سوريا الديمقراطية قالت أمس الأول: إن العديد من سجناء (داعش) فروا من معتقل في مدينة (القامشلي) بشمال شرق سوريا، بعد أن قصفته القوات التركية.. حتى أصبحت القوات الكردية عالقة الآن بين حماية السجون والمخيمات من جهة وبين منع الجنود الأتراك من عبور الحدود من جهة أخرى، وأصبح التحكم بالسجناء أيضا أحد آخر أوراق المساومة في يد الأكراد لمحاولة التأثير على الولايات المتحدة، لاسيما وهم يعتبرونها سريعة التقلب.
وتابعت «واشنطن بوست»: «إننا لا نعرف الكثير عن هذه السجون.. ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية تحتفظ بأسرار عديدة حول الكثير من مراكز الاحتجاز، لاسيما مع السماح للصحفيين الأجانب والباحثين والعاملين في مجال المساعدات الإنسانية بالوصول إلى عدد قليل فقط من هذه المراكز.. فضلا عن أن العديد من مرافق الاحتجاز أصبحت عبارة عن سجون منبثقة مكتظة أو مدارس مهجورة أو مكاتب حكومية قديمة؛ حيث يحشر الرجال في غرف بدون أسرّة أو مراتب ولا يوجد مجال كبير للاستلقاء فيها».
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية- حسب الصحيفة- أنه ربما يوجد عدد قليل فقط من السجون في المنطقة التي دخلت إليها تركيا، لكن السلطات التركية قالت أيضا إنها تريد بناء منطقة عازلة على عمق 30 كيلومتراً داخل سوريا، ووضع حوالي 15% من بين عشرة آلاف سجين في تلك المنطقة، كما أشارت تركيا أيضا إلى أنها سوف تغتنم الفرصة وتتغلب على المنطقة الحدودية بأكملها، حيث يوجد المزيد من مرافق الاحتجاز، وهو السيناريو الذي يخشاه الأكراد.
كما أبرزت (واشنطن بوست) أن الطبيعة المؤقتة للعديد من هذه السجون تشكل مصدر قلق، فوفقا لتقرير حديث صادر عن (مجموعة الأزمات الدولية) ومقرها واشنطن: «لم يتمكن الشركاء الغربيون لقوات سوريا الديمقراطية من المساهمة إلا بتوفير أموال محدودة لتعزيز مرافق الاحتجاز القائمة بالفعل وتحويل مباني قديمة مثل المدارس إلى (سجون منبثقة)، ذلك لأن «الكونجرس الأمريكي اشترط قانونيا بأن أموال الولايات المتحدة التي تتلقاها قوات سوريا الديمقراطية يجب ألا يتم استخدامها لبناء هياكل جديدة، بما في ذلك سجون أو معتقلات».
===========================
نيويورك تايمز: اتفاق الأكراد وحكومة دمشق نقطة تحول كبرى فى حرب سوريا
https://www.youm7.com/story/2019/10/14/نيويورك-تايمز-اتفاق-الأكراد-وحكومة-دمشق-نقطة-تحول-كبرى-فى/4457552
وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إعلان الأكراد فى سوريا ، التحالف مع الرئيس بشار الأسد بأنه نقطة تحول كبرى فى الحرب الطويلة الدائرة فى البلاد.
وتحدثت الصحيفة عن إعلان قوات سوريا الديمقراطية، القوات الكردية التى تحالفت مع الولايات المتحدة فى المعركة ضد داعش ، عن عقد اتفاق جديد مع حكومة دمشق، التى وصفتها نيويورك تايمز بأنها عدو معلن لواشنطن يحظى بدعم روسيا، مع توغل القوات التركية فى أراضيهم وأمر الرئيس ترامب الجيش الأمريكى بالانسحاب من شمال سوريا.
وقالت الصحيفة إنه على مدار خمس سنوات، اعتمدت سياسة الولايات المتحدة على التعاون مع الأكراد لمحاربة داعش والحد من نفوذ سيوريا وإيران، اللتين تدعمان الحكومة السورية، وهو الهدف الذى أبقى بعض من النفوذ على أى تسوية مستقبلية للصراع، لكن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تخلى عن هذا النهج، وبدا أن النفوذ الأمريكى قد انتهى، وهو ما قد يمنح الرئيس السورى وداعميه فى إيران وروسيا يد مطلقة، على حد قول الصحيفة، كما أنه يقوض المكاسب التى تحققت ضد داعش، وربما يفتح الباب أمام عودة التنظيم الإرهابى مرة أخرى.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأن اتفاق الأكراد مع دمشق قد مهد الطريق أمام للقوات السورية النظامية للعودة إلى شمال شرق البلاد لأول مرة منذ سنوات لمحاولة وقف العدوان التركى.
وتابعت نيويورك تايمز قائلة إن العدوان التركى قتل العشرات وجعل المقاتلين الأكراد يتهمون واشنطن بالخيانة لتركهم تحت رحمة الأتراك، وهو ما دفعهم إلى الاتفاق مع دمشق التى أعلنت أمس الأحد، أن قواتها تتجه إلى الشمال للسيطرة على مدينتين ومحاربة العدوان التركى.
===========================
نيويورك تايمز :تحولات ترامب المفاجئة في الشرق الأوسط تثير قلق حلفاء أمريكا
https://www.noonpost.com/content/29769
كتب: ديفيد دي كيركباتريك و بين هابارد وديفيد هالبفينغر
أثار موقف ترامب المؤيد للتدخل العسكري التركي في شمال سوريا هذا الأسبوع مخاوف حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، ليس فقط لأنها خيانة لشريك مخلص، بل لعدم قدرتهم على التنبؤ بأفعال ترامب. إن مواقفه غير المتسقة والمتغيرة بسرعة تجاه الشرق الأوسط أضافت جرعة أخرى من الفوضى إلى المنطقة المضطربة وجعلت الحلفاء يتساءلون عن موقف الولايات المتحدة وعن مدى تشبثها به.
حيال هذا الشأن، قال مستشار الأمن العراقي السابق موفق الربيعي إن صانعي السياسة الأمريكيين السابقين كانوا واضحين بشأن نواياهم، ولكن "هذا الرجل تقوده عاطفته، التي لا يمكن التنبؤ بها". لذلك، إن عدم اليقين يزيد من حدة المخاوف حول متانة الالتزام الأمريكي تجاه الشرق الأوسط.
طيلة 15 عاما، قدّم الرؤساء الأمريكيين وعودا تتمثل في الحد من تدخل بلادهم في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي زعزع ثقة شركائها مثل إسرائيل وملوك الخليج الذين يعتمدون على الحماية الأمريكية. ولكن أكثرهم لم يتخذوا قرارات كبيرة متعلقة بالسياسة الخارجية ولم يعلنوا عنها بسرعة وارتجال مثلما فعل ترامب.
في الشهر الماضي، أدان ترامب تدبير إيران للهجوم الذي استهدف المنشآت النفطية السعودية، بينما امتنع عن القيام بأي عمل عسكري إزاء الأمر
يقول المحللون إن الكثير من الحلفاء لا يقلقهم إمكانية انسحاب واشنطن بقدر ما يزعجهم أن هذا القائد الأعلى الذي لا يمكن التنبؤ به قد يقرر الانسحاب دون سابق إنذار. في الحقيقة، يبدو أن قراره بدعم العملية التركية جاء فجأة أثناء مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي، مما أثار دهشة العديد من مستشاري ترامب. فقد فتحت قراراته الباب أمام هجوم تركي عنيف على الميليشيا التي تدعمها الولايات المتحدة بقيادة الأكراد السوريين، والتي كانت مفتاح المعركة لاستعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم الدولة، علما بأن الهجمات على الأكراد تمهد إلى عودته.
يعد هذا القرار الأحدث في سلسلة التقلبات التي شهدتها السياسة الأمريكية في المنطقة، والثالث بشأن سوريا هلال هذا العام وحده. ففي كانون الأول/ ديسمبر، وعد ترامب بسحب المجموعة الكاملة التي تضم حوالي ألفي جندي أمريكي من سوريا، لكنه غير رأيه في وقت لاحق وسحب حوالي النصف. كما حذر ترامب مرارًا وتكرارًا من أن الولايات المتحدة "على أهبة الاستعداد" لشن هجوم عسكري ضد إيران. ولكن عندما أسقطت إيران طائرة استطلاع أمريكية دون طيار هذا الصيف، تراجع ترامب في الدقائق الأخيرة وألغى ضربة صاروخية مخططة.
في الشهر الماضي، أدان ترامب تدبير إيران للهجوم الذي استهدف المنشآت النفطية السعودية، بينما امتنع عن القيام بأي عمل عسكري إزاء الأمر. بالتالي، دفع تردده المملكة العربية السعودية وإسرائيل، أهمّ حلفاء واشنطن في المنطقة، إلى إعادة النظر في مدى التزام الولايات المتحدة باحتواء إيران والمحافظة على أمنهما.
بالإضافة إلى ذلك، صرح النقاد بأن سياسات ترامب المتعرّجة عززت من جرأة الأعداء الإقليميين، ووتّرت الشركاء الأمريكيين، ودعت روسيا والعديد من اللاعبين الإقليميين إلى السعي لممارسة نفوذهم. وقال مايكل ستيفنز، الباحث في المنطقة في معهد رويال يونايتد للخدمات في لندن: "إنها فوضى. المنطقة كلها في حالة من الفوضى لأن القوة المهيمنة لا يبدو أنها تعرف ما عليها فعله، وبالتالي، لا أحد يعرف أيضا. إن دونالد ترامب يزيد الطين بلة ويترك الكثير منا مشوشين للغاية". وفي دفاعاته العلنية عن قراره، يصر ترامب على أنه يعمل على نحو متسق ويفي بوعوده الانتخابية للخروج من الصراعات المفتوحة في الشرق الأوسط.
عندما تراجع ترامب عن قراره بسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية في سوريا، بدا وكأنه استمع إلى نصائح القادة العسكريين ومستشاريه بشأن العواقب الوخيمة الناجمة عن الانسحاب المفاجئ
في تغريدة له على تويتر يوم الإثنين، قال ترامب: "لقد انتُخبت من أجل الخروج من هذه الحروب السخيفة التي لا نهاية لها، حيث تعمل قواتنا العسكرية العظيمة على عمليات حفظ أمن تخدم مصالح أشخاص لا يحبون الولايات المتحدة الأمريكية". بالنسبة للنقاد، إن تغير طرق دفاعه عن قراره ليست سوى تذكير بمدى تقلّبه.
عندما تراجع ترامب عن قراره بسحب جميع القوات الأمريكية المتبقية في سوريا، بدا وكأنه استمع إلى نصائح القادة العسكريين ومستشاريه بشأن العواقب الوخيمة الناجمة عن الانسحاب المفاجئ. وقد ساعد وجود القوات الأمريكية في شمال سوريا في الحفاظ على المنطقة كملاذ آمن للميليشيات التي يقودها الأكراد والتي كانت حليفا لواشنطن الأكثر أهمية على الأرض في الحرب على تنظيم الدولة. أما الآن، فقد أصبحت الميليشيات التي يقودها الأكراد تعمل مثل سجّانين لعشرات الآلاف من مقاتلي تنظيم الدولة وعائلاتهم المحتجزين في معسكرات وسجون في شمال سوريا بالقرب من الحدود التركية.
يرى قادة تركيا المجاورة، التي حاربت الانفصاليين الأكراد منذ عقود، أن الميليشيات الكردية السورية تمثل تهديدا بالنسبة لهم، وقد تحدثوا علانية عن إطلاق حملة عسكرية عابرة للحدود لسحق هذه الميليشيات الكردية وذلك في حال انسحبت القوات الأمريكية من المنطقة.
القوات الخاصة الأمريكية العام الماضي في قاعدة خارج بلدة منبج في شمال سوريا. منذ أن بلغ الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة ذروته بغزو العراق في سنة 2003، تحدث الرؤساء من كلا الطرفين عن خطط لتقليص التواجد، ولكن نجاح اللقاء كان محدودا.
على الرغم من التحذيرات بشأن اهتمام الولايات المتحدة بحماية حلفائها الأكراد الموالين واحتواء أسرى تنظيم الدولة، صرح ترامب هذا الأسبوع بأن محنة الأكراد هي مشكلة لا تخصه، حيث أشار إلى أن الأتراك والأكراد "أعداء بالفطرة"، وقد حان الوقت الآن للآخرين في المنطقة من أصحاب الثروات الكبيرة ليحموا بلدهم".
بمجرّد أن نقل ترامب أقل من مئة جندي أمريكي من المنطقة الحدودية، شنت تركيا يوم الأربعاء هجومها عبر الحدود. وبحلول يوم الجمعة، كان هناك دليل على أن تنظيم الدولة كان يحاول بالفعل إعادة تجميع صفوفه وسط الفوضى. ويُذكر أن خمسة مسلحين هربوا من سجن يديره الأكراد بينما أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن تفجيرٍ جدّ في عاصمة المقاطعة.
مع استمرار تعرض البيت الأبيض لوابل من الانتقادات الحادة التي استهدفت الرئيس ترامب من قبل رفاقه من الجمهوريين للتخلي بشكل أساسي عن حلفاء الولايات المتحدة الأكراد، أعلنت الإدارة الأمريكية مساء يوم السبت أنها ستخصص 50 مليون دولار في إطار "مساعدات لإضفاء الاستقرار في سوريا لحماية الأقليات العرقية والدينية المضطهدة، وتعزيز حقوق الإنسان".
حذّر بعض مساعدي الأمن القومي السابقين للرئيس ترامب من ظهور المزيد من المشاكل
في الواقع، لم تكن سوريا من بين الدول المستفيدة بشكل مباشر من المساعدات الأمريكية منذ سنوات، كما أن الإعلان لم يوضح إلا القليل عن كيفية إنفاقها. ولكن كان من الواضح أنه كان ردا على الانتقادات التي تفيد بأن ترامب قد أطلق العنان لأزمة عسكرية وإنسانية من خلال التراجع عن الوجود العسكري الأمريكي في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.
أشار البيت الأبيض إلى أن هذه الأموال ستساعد "المدافعين عن حقوق الإنسان السوريين ومنظمات المجتمع المدني، وستعزز جهود المصالحة التي تدعم بشكل مباشر ضحايا النزاع من الأقليات العرقية والدينية". وناقش البيت الأبيض أيضا "إزالة المتفجرات التي خلفتها الحرب، والأمن المجتمعي، والمساعدة في تحقيق الاستقرار، وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني، ودعم الناجين من العنف الجنسي والتعذيب". مع ذلك، تم تجاوز معضلة طريقة تفعيل عمل المساعدات على الأرض في خضم الصراع.
 في المقابل، حذّر بعض مساعدي الأمن القومي السابقين للرئيس ترامب من ظهور المزيد من المشاكل. وفي مقابلة مسجلة لبرنامج "قابل الصحافة" على قناة "إن بي سي"، أفاد وزير الدفاع السابق جيم ماتيس: "علينا مواصلة الضغط على تنظيم الدولة حتى لا يتمكن من التعافي". وأشار ماتيس، الذي استقال في أواخر العام الماضي، حين أعلن الرئيس ترامب للمرة الأولى عن الانسحاب من سوريا إلى أن الرغبة السياسية للرئيس بسحب القوات كانت مجازفة.
في سياق متصل، أضاف ماتيس: "ربما نريد إنهاء الحرب ومن الممكن أن نعلن نهايتها. ويمكن أيضا سحب القوات كما تعلّم الرئيس أوباما بالطريقة الأصعب عند الانسحاب من العراق، لكن كما نقول في الجيش "يحصل العدو على التصويت" في هذه الحالة، إن لم نستمر في الضغط، سيعاود تنظيم الدولة الظهور". واختتم ماتيس حديثه قائلا إنه "من المسلم به أنهم سيعودون". ويُذكر أن قرار السماح بالتقدم التركي جاء بعد أقل من شهر من إخافة الرئيس ترامب الشركاء الأمريكيين في المنطقة، عبر إظهار تراجعه عن مواجهة إيران مرة أخرى.
الدخان يتصاعد من بلدة تل أبيض السورية يوم الخميس.
فرض ترامب عقوبات اقتصادية شاملة ضد إيران منذ أيار/ مايو في محاولة لإجبار قادتها على قبول قيود صارمة على قدراتهم العسكرية وبرنامجهم النووي. وقد أبدى ترامب مرارًا رغبة في استخدام القوة العسكرية ضد إيران. ووفقًا للإدارة الأمريكية، ردت إيران على العقوبات الأمريكية عبر تنظيم ضربة صاروخية ضد أهم منشأة نفطية في السعودية، التي تعتبر أهم حليف لواشنطن. من جهته، أنكر ترامب أية مسؤولية قائلا إن "الهجوم كان على المملكة العربية السعودية، ولم يكن علينا".
 في هذا السياق، تحاول البلدان الأخرى التكيف مع الواقع الجديد، حيث قال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الذي ترعاه الدولة، جمال عبد الجواد سلطان: "أعتقد أن العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط بصدد دراسة تغييرات كبيرة في خططها الدفاعية الاستراتيجية لأنها لم تعد تنظر إلى الولايات المتحدة كحليف موثوق". وأضاف "أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية إقناع دول الشرق الأوسط بأن الولايات المتحدة جادة فيما تقول، ما يمكن اعتباره تغييرا كبير على الساحة الاستراتيجية للشرق الأوسط".
ازداد التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط تدريجيا بعد أن برزت الولايات المتحدة كقوة عظمى في نهاية الحرب العالمية الثانية
يرى بعض المحللين أن أعداء الولايات المتحدة بصدد مراقبة الوضع، حيث قالت كاتبة عمود في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية شيمريت مئير: "إن كنت منافسًا من الجانب الآخر - إيراني أو روسي أو تركي أو من تنظيم الدولة أو حزب الله - فسوف تدرك أن هذا هو الوقت المناسب لتحقيق المكاسب". وأضافت قائلة: "هذه هي الساعة، لأنه عندما يعبر رئيس الولايات المتحدة بكل صراحة قائلاً: 'أنا أكره التدخل العسكري في الشرق الأوسط، ولهذا السبب تم انتخابي، لإيقاف هذا'، فليس من الصعب أن يفهم الإيرانيون أن لديهم الكثير من المجال للمناورة".
ازداد التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط تدريجيا بعد أن برزت الولايات المتحدة كقوة عظمى في نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن منذ أن بلغ الحضور العسكري الأمريكي في المنطقة أَوْجَهُ بسبب غزو العراق في سنة 2003، حاول رؤساء كلا الطرفين تقليصه.
مقاتلو الميليشيات التي يقودها الأكراد بالقرب من آخر منطقة سيطر عليها تنظيم الدولة في سوريا في شباط/ فبراير. تفعيل قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية في سوريا في أعقاب هجوم تركي عنيف على الميليشيات التي تدعمها الولايات المتحدة والتي كانت أساسية في استعادة الأراضي من تنظيم الدولة والتي اعتمدت على حماية واشنطن.
سعى أوباما إلى الانسحاب من أفغانستان ولكنه بدلاً من ذلك أرسل موجة من القوات الإضافية في محاولة لتحقيق الاستقرار الكافي لتسهيل الانسحاب، وهي في الحقيقة مناورة قد فشلت في تحقيق هذا الهدف. لقد سحب أوباما القوات الأمريكية من العراق في سنة 2011، لكن يقول منتقدوه إن هذا الانسحاب مكّن من ظهور تنظيم الدولة الذي استولى على جزء كبير من العراق وسوريا في سنة 2014، مما استوجب عودة الجيش الأمريكي.
حسب الباحثة في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي ميشيل دن، فإن تجربة أوباما قد تكون الآن بمثابة قصة تحذيرية لترامب الذي يخاطر بإتاحة الفرصة لتنظيم الدولة لإعادة الظهور، وذلك من خلال الانسحاب من سوريا. ولكن على عكس ترامب، كان أوباما "ثابتًا للغاية إذ قال منذ البداية إنه يريد سحب القوات الأمريكية من العراق".
من جهة أخرى، اعترف فيليب غوردون، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية ومنسق البيت الأبيض في عهد أوباما لشؤون الشرق الأوسط، بأن الانسحاب من الشرق الأوسط يمثل أمرا قوله أسهل من تطبيقه. لكنه عبر عن تعجبه من نجاح الرئيس ترامب في القيام بحملات تَعِد بالانسحاب من نزاعات الشرق الأوسط وبالرد بشدة على الأعداء الإقليميين في نفس الوقت.
عندما شن زعيم إحدى الميليشيات الليبية هجومًا على حكومة البلاد المعترف بها دوليًا قبل ستة أشهر، ندد وزير الخارجية مايك بومبيو بذلك، أما ترامب فقد أعلن بعد بضعة أيام أنه اتصل بقائد الميليشيا وأثنى على "جهوده المستمرة لمكافحة الإرهاب".
في هذا السياق، قال غوردون "لا يمكنك فعل هذين الأمرين في نفس الوقت"، وأضاف مشيرا إلى سياسات ترامب تجاه النزاعات في سوريا ومع إيران في الخريف الحالي أن "هذا التناقض الهائل سيعود لملاحقته". ونوه النقاد بأن إدارة ترامب كانت متناقضة تجاه الشرق الأوسط من قبل، إذ أنه عندما سعت دول الخليج العربي إلى عزل قطر في سنة 2017، حثهم أعضاء إدارة ترامب على إنهاء النزاع، لكن الرئيس نفسه أشاد بها القرار.
فيما بعد أمر ترامب بشن غارات جوية ضد سوريا لمعاقبة حكومتها على استخدام أسلحة كيميائية ضد جماعات المتمردين، لكنه فشل في تنفيذ هذا القرار بعد أن أكدت واشنطن استخدامه للأسلحة الكيميائية في وقت سابق من هذا العام. وعندما شن زعيم إحدى الميليشيات الليبية هجومًا على حكومة البلاد المعترف بها دوليًا قبل ستة أشهر، ندد وزير الخارجية مايك بومبيو بذلك، أما ترامب فقد أعلن بعد بضعة أيام أنه اتصل بقائد الميليشيا وأثنى على "جهوده المستمرة لمكافحة الإرهاب".
قال مستشار الأمن القومي العراقي السابق موفق الربيعي إن حربين ومليارات الدولارات المنفقة وآلاف أرواح الأميركيين كافية لتجعل العراق "تاجا" لسياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط، إلا أن ترامب "لا يرى العراق" وبدلاً من ذلك يركز فقط على مقدار النفوذ الإيراني. وأورد الربيعي أن العراقيين "يشعرون بالإحباط لأن الأمريكيين تركوهم في وضع صعب. بالنسبة للأمريكيين، يمكنهم التخلص من أصدقائهم، وبينما أنت تبحث عنهم هم يبحثون عن أقرب مخرج. وعندما تستدير لن تجدهم".
===========================
نيويورك تايمز: روسيا قصفت 4 مستشفيات في سوريا عمداً
http://khaleej.online/X8rn8N
الاثنين، 14-10-2019 الساعة 09:06
نيويورك - الخليج أونلاين
قالت صحيفة أمريكية إن الطائرات الروسية قصفت أربعة مستشفيات في مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية، في فترة لم تتجاوز 12 ساعة في وقت سابق هذا العام.
والغارات التي شُنت في شهر مايو الماضي، نسبتها صحيفة "نيويورك تايمز" إلى موسكو بالاستناد إلى تسجيلات صوتية للقوات الجوية الروسية، وسجلات مراصد حركة الطيران الحربي، وبيانات شهود عيان.
وقالت الصحيفة في تحقيقها الاستقصائي إن مستشفى نبض الحياة الجراحي الذي أخلاه طاقمه قبل ثلاثة أيام من قصفه تحسباً لحدوث غارات كان من بين المنشآت الطبية التي قصفت خلال فترة الـ12 ساعة، في 5 مايو.
ثلاث قنابل تخترق السقف
وأعطى ضابط روسي في غرفة التحكم على الأرض الإحداثيات التي تتوافق مع المستشفى إلى الطيار الذي رد بعد دقائق بأنه يرى الهدف، وفق الصحيفة.
وأعطت غرفة التحكم الإذن للطيار للقيام بالغارة في نفس الوقت الذي قام به أحد مراقبي مراصد الطائرات الحربية، المكلف بتحذير المدنيين حول غارات وشيكة، بتسجيل وجود طائرة حربية روسية في المنطقة.
وأبلغ الطيار بعد ذلك عن إلقاء قنابل، ووثق صحفيون محليون كانوا يصورون المستشفى ثلاث قنابل تخترق سقفه وتنفجر.
سوريا
كما تعرض مستشفى كفرنبل الجراحي، الذي يبعد عدة أميال عن مستشفى نبض الحياة، للقصف عدة مرات بعد ذلك بوقت قصير.
وتماماً كما حدث مع الغارة السابقة وثّقت الصحيفة تسجيل مرصد طائرات لتحليق طائرة روسية تزامناً مع محادثة للقوات الجوية الروسية يقول فيها الطيار إنه "نفذ" الهدف، مبلّغاً عن ثلاث ضربات بفارق خمس دقائق، ما يتطابق مع تسلسل زمني أعطاه أحد الأطباء.
وقصفت الطائرات الروسية أيضاً مستشفى المغارة المركزي في كفرزيتا، ومستشفى الأمل لجراحة العظام خلال فترة الـ12 ساعة، وقد أعطت المرافق الأربعة إحداثياتها إلى الأمم المتحدة لإدراجها في قائمة منع الاستهداف.
لجنة تحقيق
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد أعلن في سبتمبر الماضي، أنه شكل لجنة تحقيق داخلية حول قصف مستشفيات في سوريا كشفت عن إحداثياتها الجغرافية لعدم استهدافها، وفق وكالة "فرانس برس".
وستحقق اللجنة "حول سلسلة حوادث وقعت في شمال غرب سوريا" منذ أن أعلنت روسيا وتركيا إقامة منطقة لخفض التوتر في إدلب، في 17 سبتمبر 2018.
وتعرض العديد من المنشآت الطبية التي لها صلة بالأمم المتحدة للقصف منذ الربيع، ونفت روسيا أن تكون قد استهدفت منشآت مدنية.
ونهاية يوليو، طالب 10 أعضاء في مجلس الأمن (ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا والولايات المتحدة وإندونيسيا والكويت والبيرو وبولندا وجمهورية الدومينيكان) غوتيريش بإجراء تحقيق، ما أثار غضب موسكو، بحسب دبلوماسيين.
وقتل ما لا يقل عن 916 شخصاً يعملون في المجال الطبي منذ العام 2011 وحتى الآن؛ في ضربات جوية تلقتها المنشآت الصحية، والتي تلقت أكثر من 583 هجوماً جوياً، نحو نصفها نفذ بعد بدء التدخل الروسي العسكري في سوريا في 2015، وفق بيانات منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان.
===========================
معهد واشنطن :الغزو التركي لسوريا: ما الذي أثاره وما التالي؟
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/turkeys-syria-incursion-what-spurred-it-and-whats-next
سونر چاغاپتاي
متاح أيضاً في English
13 تشرين الأول/أكتوبر 2019
في 9 تشرين الأول أكتوبر، شنت تركيا عمليتها العسكرية المتوقعة منذ زمنٍ طويل في شمال سوريا بهدف تقويض «وحدات حماية الشعب» الكردية. فلماذا تحرّكت أنقرة الآن؟ ما هي الأهداف التكتيكية للعملية؟ وكيف ينسجم القرار مع أهداف إدارة ترامب في سوريا؟
المحركات الرئيسية في تركيا
تُعتبر «وحدات حماية الشعب» أحد فروع «حزب العمال الكردستاني» - الجماعة التي تحارب الحكومة التركية منذ عقود، والمصنفة ككيان إرهابي من قبل الولايات المتحدة وأعضاء آخرين في حلف "الناتو". ولم تقبل تركيا أبداً قرار الولايات المتحدة بالتحالف مع «وحدات حماية الشعب» في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية». وبدلاً من ذلك، تقبّل الرئيس رجب طيّب أردوغان هذه الشراكة إلى حين انهيار الأجزاء الأخيرة من "خلافة" «داعش» في سوريا في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، ثم بدأ في وضع خطط للقيام بغزو عسكري.
وباختصار، كانت أنقرة عازمة على التحرّك، وقد يكون من الصعب تقييد العملية في المستقبل القريب. ولفهم السبب لذلك، لا يحتاج المرء سوى إلى النظر في عاملَين محلّيَين أساسيَين في تركيا هما:
انتشار الاستياء العام تجاه «حزب العمال الكردستاني». لا تُعتبر العملية الحالية "حرب أردوغان". ففي معظم القضايا، تبقى تركيا مستقطبة بين معسكريَن كبيرَين، أحدهما يعارض الرئيس التركي والآخر يؤيّده. ومع ذلك، تُشكّل قضية «حزب العمال الكردستاني» استثناءً - فبصرف النظر عن الأنصار القوميين الأكراد ذوي الميول اليسارية، تنظر الغالبية العظمى من المواطنين الأتراك (من بينهم العديد من الأكراد المحافظين) إلى «حزب العمال الكردستاني» على أنه جماعة إرهابية، ويحتقره الكثيرون. وبالتالي، يتمتع أردوغان بدعم كبير في الداخل التركي نحو اتخاذ خطوات ضد الجماعة التي يعتبرها الكثيرون من الأتراك وكيلاً سورياً لـ «حزب العمال الكردستاني».
إلحاح مسألة اللاجئين. لا تزال تركيا موطناً لنحو أربعة ملايين لاجئ سوري، وبينما استقبلتهم برحابة صدر لسنوات، أدّى التراجع الاقتصادي الحاد في البلاد الذي بدأ عام 2018 إلى تزايد المشاعر المعادية للاجئين. فقد انقلب ناخبون من الطبقة العاملة، والكثير منهم من أنصار أردوغان، ضد السوريين، ملقين اللوم عليهم بـ "سرقة" الوظائف ورفع الإيجارات. ويستاء ناخبون من الطبقة الوسطى، بمن فيهم كثيرون في المعارضة، من هؤلاء اللاجئين لأنهم "اجتاحوا" تركيا بقيمهم الثقافية المحافظة. ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤخّراً "جامعة قادر هاس" في اسطنبول، هناك فقط 7٪ من المواطنين "الراضين" عن سياسة الحكومة الحالية تجاه اللاجئين. وتدرك الحكومة التركية جيداً هذه الاتجاهات ولا شك أنها تشعر بأنها مضطرة لاتخاذ إجراءات عاجلاً وليس آجلاً.
التكتيكات العملياتية والأهداف
عند اتخاذ قرارها حول المناطق التي يبدأ فيه التوغل، الذي يُطلق عليه "عملية نبع السلام"، اختارت أنقرة بلدات الحدود السورية ذات الأغلبية العربية الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب»، بما فيها رأس العين وتل أبيض. وكان هذا القرار قراراً فطناً من الناحية التكتيكية لسببَين.
أولاً، يستاء الكثيرون من العرب السنّة الذين يعيشون تحت حكم «وحدات حماية الشعب» من السيطرة الاستبدادية والسياسات الثقافية التي تمارسها الجماعة (على سبيل المثال، يجب على التلاميذ في هذه المناطق أن يأخذو دروساً في الإيديولوجية القومية الكردية العلمانية، الماركسية المصدر، لزعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان). وهذا ما يجعلهم يرحّبون على الأرجح بالقوات التركية ويدعمونها، على الأقل مقارنة بالكيفية التي ستستقبلهم بها البلدات ذات الغالبية الكردية.
ثانياً، تنوي أنقرة نقل اللاجئين السوريين إلى أي مناطق تستولي عليها من «وحدات حماية الشعب». ورغم أنه من غير المرجح إعادة الملايين منهم إلى بلدهم، إلّا أن نقل بضع مئات الآلاف من هؤلاء اللاجئين قد يساعد أردوغان على نزع فتيل التوترات الداخلية التركية بشأن هذه القضية. ويتمثّل الهدف الديمغرافي النهائي لأنقرة في تحويل أقسام كبيرة من الحدود السورية إلى كتل إقليمية عربية راسخة، وبالتالي تقسيم الأراضي التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» إلى مقاطعات معزولة. وتحقيقاً لهذه الغاية، قد تُعطي الأولوية لعودة العرب إلى رأس العين وتل أبيض، خاصة أولئك الذين طُردوا من ديارهم عندما سيطر تنظيم «داعش» أو «وحدات حماية الشعب» على بلداتهم في شمال سوريا.
وكما أشار المحلل العسكري متين غوركان على موقع "تويتر" في 11 تشرين الأول/أكتوبر، يبدو أن القوات التركية تتحرك ببطء أكبر بكثير منذ بداية العملية مقارنةً بالتوغلات السابقة في سوريا (مثل "عملية غصن الزيتون" في كانون الثاني/يناير 2018). ويعود سبب ذلك على الأرجح لأن أنقرة تأمل في تقويض «وحدات حماية الشعب» من خلال وجودها العسكري المستمر - وهي المرحلة الأخيرة في حملتها الأوسع ضد «حزب العمال الكردستاني». وخلال السنوات القليلة الماضية، تخلّصت قوات الأمن التركية من جزءٍ كبير من تواجد «حزب العمال الكردستاني» داخل أراضيها ونجحت في استهداف أهم قادة هذا الحزب في جبال قنديل بالعراق. ومن وجهة نظرها، فإن ذلك يترك الفروع السورية للجماعة كالهدف المنطقي التالي.
آفاق السلام؟
في مرحلة معيّنة، سترغب الحكومة التركية في إعادة إطلاق محادثات السلام مع «حزب العمال الكردستاني» من أجل وضع حدّ لنزاعهما اللامتناهي بشكلٍ نهائي. ومع ذلك، يبدو أن أنقرة تعتقد أنه يجب عليها أولاً إعادة توازن علاقة هذه الجماعة مع «وحدات حماية الشعب».
عندما تشكّلت «وحدات حماية الشعب» قبل سنوات من الحرب السورية، كانت كوادرها متحمسة إلى حدّ كبير من القوة العسكرية الكبيرة والمآثر التي حققها زملاؤهم الأكراد في «حزب العمال الكردستاني» التركي في ذلك الوقت. لكنّ هذه الديناميكية انقلبت بعد عام 2014، حين أدّت المساعدات الأمريكية وعمليات انسحاب نظام الأسد إلى تمكين «وحدات حماية الشعب» من الاستيلاء على ما يقرب من ثلث الأراضي السورية. وشدّدت هذه المكاسب بدورها من عزيمة «حزب العمال الكردستاني»، الذي كان يشارك في محادثات سلام مع أردوغان في ذلك الوقت بعد معاناته سنوات من النكسات على أيدي القوات التركية. وبعد رؤية الحكم الذاتي المتزايد لـ «وحدات حماية الشعب» في الجوار، سرعان ما أحبط «حزب العمال الكردستاني» المحادثات التي كان كان يجريها مع الحكومة التركية في ذلك الوقت بإطلاقه حملة عسكرية جديدة ضد الحكومة في صيف عام 2015، في محاولةٍ للاستيلاء على المدن في جنوب شرق تركيا بنفس الأسلوب الذي اتبعته «وحدات حماية الشعب» عبر الحدود.
ورغم أن تركيا أخمدت حملة الاستحواذ تلك في نهاية المطاف، إلا أن «حزب العمال الكردستاني» يواصل شن هجمات منفصلة ضد أهداف حكومية وعسكرية مختلفة، مستلهماً جزئياً من السيطرة المستمرة لـ «وحدات حماية الشعب» على الحدود السورية. ومن خلال محاولة إلحاق الضرر بـ"قصة النجاح" التي حققتها «وحدات حماية الشعب»، تأمل أنقرة في إحباط مساعي «حزب العمال الكردستاني» وإرغام الجماعة في النهاية على العودة إلى طاولة المفاوضات من موقفٍ أضعف - وهو الهدف الذي سيتم تعزيزه إذا استمرت الولايات المتحدة في سحب دعمها من «وحدات حماية الشعب». ومع ذلك، من غير المحتمل أن يدخل قادة «حزب العمال الكردستاني» في محادثات جديدة إذا دمّرت القوات التركية «وحدات حماية الشعب» بصورة تامة، أو [قضت على] حكمها الذاتي الذي حققته بصعوبة بالغة. وبدلاً من ذلك، يريد هؤلاء القادة أن تتوصل أنقرة إلى نوع من تسوية مؤقتة مع الجماعة في شمال سوريا.
التداعيات على السياسة الأمريكية
خلال مؤتمر صحفي عُقد في 10 تشرين الأول/أكتوبر، أشار كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية إلى أنه إذا اتخذت تركيا إجراء "غير متناسب" أثناء توغلها، فقد "يفرض" الرئيس ترامب "تكاليف كبيرة" [عليها]. ومن المحتمل أن تنشأ هذه التحذيرات من واقع قيام الكونغرس بالضغط على الإدارة الأمريكية من أجل فرض عقوبات على تركيا بسبب إطلاقها العملية، مما يشير إلى أن هناك نافذة محدودة أمام أنقرة لتحقيق أهدافها الأساسية. وإذا كان الأمر كذلك، ستضطر تركيا إلى إثبات نقاط عبورها في الأراضي التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» في المستقبل القريب، إذا كانت تأمل في تجنب فرض عقوبات صارمة. وسيخيب ظن الإدارة الأمريكية أيضاً إذا أحدث التوغل فراغاً يسمح لتنظيم «الدولة الإسلامية» أو لمحور إيران -الأسد بإعادة التمركز في شرق سوريا. على سبيل المثال، يتم احتجاز الآلاف من إرهابيي تنظيم «الدولة الإسلامية» في السجون التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب»، وقد أفادت بعض التقارير أن عدداً منهم هرب من سجن في القامشلي في الأيام الأولى من التوغل نتيجة القصف التركي القريب من سِجنهم.
إلّا أن أيّ من ذلك لا يعني بالضرورة أن البيت الأبيض سيحاول إيقاف العملية أو التشكيك في أهداف تركيا في سوريا. ففي المؤتمر الصحفي الذي عُقد في 11 تشرين الأول/أكتوبر، كرّر المسؤولون الأمريكيون ادعاء أنقرة بأن «وحدات حماية الشعب» - الشريك المحلي الرئيسي للولايات المتحدة في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» - هي "جناح" لـ «حزب العمال الكردستاني». كما أشاروا إلى أنه في حين أن الإدارة الأمريكية لن تؤيد الغزو أو تساعده، إلّا أنها لن تعارضه عسكرياً أيضاً. وسبق أن استخدم المسؤولون الأمريكيون حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي في 10 تشرين الأول/أكتوبر الذي أدان عملية التوغل، مما يعطي بالتالي المزيد من الوقت لتركيا. ودعا الرئيس ترامب أيضاً أردوغان إلى البيت الأبيض في 13 تشرين الثاني/نوفمبر- وهو تاريخ قد يكون بمثابة موعد نهائي لأنقرة لكي تقوم بما تشعر بأنّه يتوجب عليها أن تفعله في سوريا. ومع ذلك، إذا تسبب التوغل بوقوع ضحايا مدنية هائلة أو مشاكل كبيرة أخرى، فإن ذلك قد يدفع الكونغرس الأمريكي إلى فرض عقوبات صارمة قبل ذلك التاريخ بكثير.
 سونر چاغاپتاي هو زميل "باير فاميلي" ومدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن ومؤلف الكتاب الجديد، "إمبراطورية أردوغان: تركيا وسياسة الشرق الأوسط".
===========================
بلومبرغ :غزو اللاجئين لأوروبا... خدعة إردوغان الجديدة
https://web.facebook.com/1751241048471760/videos/3213727448667941/?from=bookmark
ليونيد بيرشيدسكي
هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، بفتح البوابات إلى أوروبا أمام اللاجئين السوريين المقيمين بصفة مؤقتة في الأراضي التركية، ما لم يوقف الاتحاد الأوروبي انتقاداته القاسية للعملية العسكرية التركية الجارية راهناً ضد الأكراد في شمال سوريا. وهذه التهديدات ليست جديدة بحال، وليس من المرجح لإردوغان أن يستفيد منها بشيء، كما يتوقع. بدلًا من ذلك، من المحتمل له أن يدفع اللاجئين في الاتجاه المعاكس.
ففي مارس (آذار) لعام 2016، وقعت تركيا مع الاتحاد الأوروبي اتفاقية لإعادة القبول تسمح للجانب الأوروبي بإرسال أي مهاجرين غير شرعيين يصلون من تركيا إلى أي دولة من دول الاتحاد. وفي المقابل، عرض الاتحاد الأوروبي 3 مليارات يورو (3.3 مليار دولار) من المساعدات المالية العاجلة إلى الحكومة التركية، بالإضافة إلى 3 مليارات يورو أخرى بحلول نهاية عام 2018 الماضي. وتشكل الاتفاقية مكوناً أساسياً من الجهود الأوروبية المسماة بالفوضوية، مع قدر من الفعالية للحد في نهاية المطاف من تدفق اللاجئين والمهاجرين من سوريا التي مزقتها الحرب الأهلية وغيرها من بلدان الشرق الأوسط والدول الأفريقية.
وفي السنوات التي أعقبت التوقيع على الاتفاقية، أعاد الاتحاد الأوروبي ما لا يتجاوز 2 في المائة من طالبي اللجوء السياسي والمهاجرين الذين وصلوا إلى الجزر اليونانية قادمين من تركيا. ولتفادي الترجيل مجدداً، بدأ اللاجئون في التقدم بطلبات الحصول على اللجوء السياسي فور وصولهم إلى الجزر اليونانية عوضاً عن انتظار بلوغ الوجهات الأوروبية المقصودة مثل ألمانيا على سبيل المثال. وثارت مشكلة مزمنة لدى السلطات اليونانية التي لم تتمكن من معالجة الكم الهائل من طلبات اللجوء المتراكمة لديها، وصارت الجزر الساحلية الآن موئلاً لمخيمات اللاجئين البائسة التي تضم أكثر من 30 ألف شخص أو يزيد.
ولم تكمن قيمة الاتفاقية في عمليات إعادة القبول الفعلية، وإنما في الاستعداد التركي لإيواء الأعداد الهائلة من اللاجئين. ويزعم الرئيس التركي أن بلاده قد أنفقت نحو 40 مليار دولار لإعانتهم وإعاشتهم على أراضيها، وهو مبلغ يفوق بكثير المليارات السبعة من المساعدات المالية التي يقول إن حكومته قد تلقتها من مختلف بلدان العالم.
وشرع إردوغان في التهديد بفتح البوابات الأوروبية أمام اللاجئين بعد شهور من التوقيع على اتفاقية إعادة القبول. حتى في عام 2016، استشعر الرئيس التركي، أن المساعدات المالية من الاتحاد الأوروبي، التي تستخدم في أمور مثل تعليم ورعاية أطفال اللاجئين، لم تصل بالسرعة الكافية. وفي الآونة الأخيرة، تكررت التهديدات التركية كثيراً، حيث أصبح اللاجئون السوريون - الذين يحملون وضعية الحماية المؤقتة بدلاً من وضعية اللجوء الكاملة - لا يحظون بشعبية كبيرة في تركيا التي ترزح تحت الضغوط الاقتصادية الهائلة.
وفي يوليو (تموز) الماضي، أعلنت تركيا عن تعليق العمل باتفاقية إعادة القبول، رداً على العقوبات الاقتصادية من جانب الاتحاد الأوروبي (وهي عقوبات طفيفة بدرجة ما) بسبب حفريات الغاز الطبيعي التي تقوم بها تركيا في المياه المتنازع عليها بالقرب من السواحل القبرصية. والذريعة التركية الحالية لفتح البوابات الأوروبية ليست ذات أهمية بالغة في الآونة الراهنة، إذ لا بد لإردوغان من التخلص من وجود بعض السوريين على أراضي البلاد بصورة أو بأخرى.
وتتعلق الخطة التركية الحديثة لدى إردوغان بنقل ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري إلى المنطقة الآمنة، المنشأة خصيصاً على طول الحدود التركية السورية. ويتطلب الأمر دفع الأكراد من «قوات سوريا الديمقراطية» إلى مسافة 30 كيلو متراً (18 ميلاً) بعيداً عن الشريط الحدودي التركي. وتكمن أهداف الحملة العسكرية التركية الجارية، والمدانة على نحو صريح من قبل جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأوروبية، في زيادة الأمن على الحدود بإبعاد القوات الكردية المعادية، مع إخراج اللاجئين السوريين خارج الأراضي التركية.
ولا تحظى تلك الخطة، بطبيعة الحال، بالشعبية لدى أنصار حقوق الإنسان والحكومات الأوروبية: فهي الخطة التي تحل كارثة إنسانية عن طريق خلق كارثة إنسانية جديدة. لكن من غير المرجح اتخاذ الإجراءات القاسية ضد أحد البلدان الحليفة في حلف شمال الأطلسي، وبالتالي فإن الأمر لن يتجاوز الإدانة الأوروبية مع بعض الصخب الإعلامي المصاحب.
كذلك الحال بالنسبة إلى تهديدات السيد إردوغان. فهو يستطيع نقل اللاجئين السوريين بالحافلات إلى الحدود السورية، تماماً كما فعل ما أولئك الذين فشلوا في تسجيل هوياتهم لدى المكاتب الحكومية التركية، ويمكنه تركهم في المناطق السورية الخاضعة حالياً لسيطرة القوات التركية. بيد أنه لا يستطيع تحميل اللاجئين على متن السفن، وإرسالهم إلى اليونان. فمثل هذه التصرفات من جانب حكومته من المرجح أن تشكل فصل النهاية، ربما على نحو مؤقت، للاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات الاقتصادية التركية، وربما يدفع ذلك الاتحاد الأوروبي إلى رفض استقبال السفن التركية على أي حال.
وعبارة «فتح البوابات»، تعني في المقام الأول عدم منع اللاجئين من الذهاب إلى أوروبا، طواعية، أو منع المتاجرين بالبشر من إنشاء مراكز على سواحل البحر الأبيض المتوسط التركية. ومع ذلك، لم تفعل تركيا الكثير لوقف عبور اللاجئين والمهاجرين في الآونة الأخيرة: فلقد تم تسجيل المزيد من تدفقات اللاجئين شهرياً على جزر بحر إيجه منذ الصيف، مقارنة بأي وقت آخر خلال العامين الماضيين.
والبوابات مفتوحة بالفعل. فخلال العام الحالي، ارتفع عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى اليونان عن طريق البحر بصورة كبيرة للغاية.
ومن غير المرجح أن يرغب الكثير من الناس في تلك الرحلة الآن. إذ إن الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين في بحر إيجه معروفة تماماً لدى السوريين الذين يعيشون في تركيا. وبالنظر إلى البطء الشديد الذي تعالج به السلطات اليونانية طلبات اللجوء السياسي لديها، فإن المستقبل قاتم للغاية بالنسبة لمن يفكر في عبور البحر. ويمكن لأوروبا التعايش مع الزيادة الحالية في عدد الوافدين، حتى وإن كان ذلك يعني تخفيف الأعباء على اليونان عن طريق إعادة توطين عدة آلاف من الأشخاص.
* بالاتفاق مع «بلومبرغ»
===========================
الصحافة الاسبانية :
ميديابارت: الهجوم التركي يكشف كيف أعاد الصراع السوري كتابة خطوط النفوذ بالشرق الأوسط
https://www.aljazeera.net/news/politics/2019/10/13/تركيا-أكراد-سوريا-روسيا
مثل كل الحروب، ها هو الصراع السوري يكرس خطوط نفوذ جديدة بالشرق الأوسط: الانسحاب الأميركي والعجز الأوروبي والحزم التركي والعودة الروسية والهلال الشيعي الإيراني.
هكذا لخص الكاتب توماس كانتالوب في موقع ميديابارت الفرنسي ما وصفها بــ"الفوضى الجيوسياسية لما بعد سوريا"، مؤكدا أن الهجوم التركي على الأكراد شمالي سوريا وما وُوجه به من ردات فعل مؤشرٌ واضح على هذا التغيير.
انحسار الدور الأميركي
في البداية لاحظ الكاتب التراجع الأميركي المضطرد في المنطقة، موردا بعض تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن أسباب انسحاب بلاده من سوريا ورفضها مساعدة الأكراد، ليؤكد بعد ذلك أن هذا التوجه لم يأت مع ترامب وإنما كان سياسة ممنهجة لسلفه باراك أوباما.
ولخص الكاتب ذلك في قوله إن واشنطن لم تعد ترغب في لعب دور الحكم العسكري بالشرق الأوسط، ولا المشاركة في حروب بعيدة من أجل قضايا لا تؤثر عليها إلا بشكل هامشي.
ولفت كانتالوب إلى أن العديد من الخبراء الأميركيين أبرزوا مدى تشابه سياسات أوباما وترامب بشأن الأزمة السورية بغض النظر عن اختلاف الأساليب والحجج المستخدمة لتبريرها.
وأورد الكاتب كمثال على ذلك ردة فعل أوباما عندما تجاوز النظام السوري خطوطه الحمراء بشأن السلاح الكيميائي، إذ لم يحرك ساكنا ولا حرك ساكنا عندما قررت روسيا في العام 2015 التدخل مباشرة لقلب موازين القوى في سوريا لصالح النظام.
وأضاف أنه حتى وإن حاول ترامب التأكيد على اختلاف سياسته في هذا الشأن عن أوباما، فإنه بانسحابه من سوريا غسل يديه من كل ما يتعلق بمصير هذا البلد وقوض احتمال استمرار حلفائه الأكراد.
وفي مقابل انحسار الدور الأميركي في المنطقة، يقول كانتالوب إن الدور التركي ما فتئ يتعاظم، ولم يخف الرئيس رجب طيب أردوغان نيته في إنشاء منطقة آمنة على طول حدود بلاده مع سوريا، يُبعد من خلالها القوات الكردية ويستخدمها لإعادة تطوين ملايين اللاجئين السوريين الموجودين حاليا في تركيا.
ولفت الكاتب إلى أن أردوغان تجاهل في الواقع الانصياع لحليفه الأميركي خلال الأشهر الأخيرة، وأعطى كمثال على ذلك موقفه بشأن شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي واستمرار أنقرة في شراء النفط والغاز الإيرانيين في تحد واضع للعقوبات الأميركية.
غياب أوروبي
أما الأوروبيون -بحسب المقال- فقد غابوا منذ بداية الحرب الأهلية السورية عن المشهد، إذ فضل الاتحاد الأوروبي دفع مئات الملايين من الدولارات لتركيا مقابل منعها للاجئين من التدفق إلى حدوده.
وباستثناء ألمانيا، يقول الكاتب، تهربت كل دول الاتحاد من مسؤولياتها، حتى إنها رفضت مجرد التضامن الإنساني باستقبال جزء من هؤلاء اللاجئين.
وكما هي الحال في العديد من الأزمات الأخرى حول العالم، وخاصة في الشرق الأوسط، فإن أوروبا تراقب قطار الهجوم التركي في شمالي سوريا يمر رغم أنفها دون أن يكون بإمكانها فعل أي شيء أو التأثير في مجريات الأحداث، وفقا للكاتب.
ولفت كانتالوب إلى أن حلفاء واشنطن في المنطقة وخاصة السعودية وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة ينتابهم القلق إذ يخشون إن هم احتاجوا لواشنطن أن تعاملهم كما عاملت حلفاءها الأكراد.
روسيا وإيران
أما روسيا وإيران فإنهما الرابحتان الأساسيتان من الصراع السوري، إذ تمكنت طهران من تحقيق هدف مهم عندها يتمثل في إنشاء "هلال شيعي" ممتد من بحر العرب إلى البحر الأبيض المتوسط، وفق الكاتب.
أما روسيا فإنها تركت لتركيا الحبل على الغارب في هذا الهجوم ليمثل مقدمة لسيطرة قوات النظام السوري على آخر معقل للمعارضة في محافظة إدلب بحيث تستقبل تركيا في منطقتها الآمنة فلول مقاتلي المعارضة النازحين من إدلب.
وهذا ما سيمثل، حسب الكاتب، جزءا من صفقة يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يبرمها بين سوريا وتركيا والأكراد ليعيد بذلك السلام إلى هذه المنطقة ويكرس بذلك عودة بلاده إلى المشهد الشرق أوسطي، وفقا للكاتب.
المصدر : ميديابارت
===========================
الصحافة البريطانية :
الديلي تليغراف :"هجوم تركيا في سوريا لن ينهي عنف حزب العمال الكردستاني على أراضيها".
https://www.bbc.com/arabic/inthepress-50037363
الديلي تليغراف نشرت مقالا تحليليا للسفير البريطاني السابق في تركيا بيتر وستماكوت بعنوان "هجوم تركيا في سوريا لن ينهي عنف حزب العمال الكردستاني على أراضيها".
يقول ماكوت إن عملية "نبع السلام" التي يشنها الجيش التركي والفصائل السورية الموالية له شمال شرقي سوريا، ضد الأكراد والميليشيات المعروفة بواي بي جي "أفزعت الأكراد وحلفاءهم العسكريين الغربيين".
ويوضح ماكوت أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكك في جدوى العملية رغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نسق معه قبل بدء العمليات العسكرية، كما أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعرض لانتقادات شديدة من أقرب حلفائه في الحزب الجمهوري لأنه أعطى الضوء الأخضر لأردوغان".
ويواصل ماكوت قائلا "العمليات العسكرية في سوريا تلعب دورها بكفاءة عالية في دعم شعبية أردوغان في الداخل بعدما تعرض لانتكاسة سياسية في الأشهر الماضية بسبب ممارساته السلطوية".
ويشير الديبلوماسي البريطاني إلى أنه "بالنسبة لتركيا لافرق بين واي بي جي وحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه كمنظمة إرهابية مارست العنف على مدار 30 عاما وقتلت نحو 40 ألف شخص".
ويوضح ماكوت أنه سواء انتهت هذه العملية سريعا أم استغرقت وقتا أطول، سيبقى الأكراد غاضبين وستكون تركيا بحاجة إلى حل سياسي على المدى الطويل، والأفضل حاليا بالنسبة للأكراد في شمالي سوريا هو منطقة حكم ذاتي على غرار الوضع شمالي العراق لكن هذا الحل لن يرضي تركيا بسبب قلقها من استمرار أنشطة واي بي جي و حزب العمال شمالي سوريا".
===========================
ميدل ايست آي :حزب الله و"إسرائيل": الوضع على حافة الانهيار
https://www.noonpost.com/content/29762
هيكو ويمين
ترجمة وتحرير: نون بوست
يعتبر الهجوم الإسرائيلي باستخدام طائرات مسيّرة على هدف تابع لحزب الله في إحدى ضواحي بيروت الجنوبية في 25 آب/ أغسطس، والذي تبعته عملية انتقامية محدودة لحزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بعد أسبوع، أولى الانتهاكات الكبرى للوضع الراهن الذي كان سائدا بين الطرفين المتخاصمين طوال 13 سنة الماضية. ومن غير المرجح أن تكون الأخيرة.
بعد مرور 10 أيام من حادثة بيروت، نشر الجيش الإسرائيلي تغريدة تضمّنت   صورة جوية تظهر مجموعة من المباني بالقرب من بلدة النبي شيت في سهل البقاع. وفقا لـ"إسرائيل"، كانت المستودعات تحتوي على معدات إيرانية مستخدمة في تصنيع الصواريخ الموجهة بدقة لفائدة حزب الله. وقد تعهد الجيش الإسرائيلي قائلا "لن نسمح لهم بذلك"، مشيرًا إلى أن هذه المنشآت قد تكون الهدف التالي. ووفقًا للمصادر الإسرائيلية، استهدفت عملية 25 آب/ أغسطس برنامج الصواريخ لحزب الله، الذي كانت قد نجحت في إعاقته قبل سنة، وذلك بتدمير معدات إيرانية متطورة.
صواريخ موجهة بدقة
يتباهى حزب الله بامتلاكه لصواريخ موجهة بدقة، لكنه ينكر أنه يسعى إلى تطوير الإمكانات الإنتاجية المحلية. وقد أكّدت مصادر مقرّبة من هذا الحزب إن الهجوم الذي جدّ في شهر آب/ أغسطس كان في الواقع محاولة اغتيال فاشلة استهدفت شخصية رفيعة المستوى داخل حزب الله أو متحالفة معه.
طورت "إسرائيل" أنظمة دفاعية متقدمة متعددة المستويات لحماية نفسها من الهجمات الصاروخية، إلا أن ذلك لا يمنع حقيقة أنه يمكن التغلّب عليها
في كلتا الحالتين، كانت الجهود الإيرانية المزعومة لتزويد حزب الله بصواريخ موجهة بدقة، ومساعدته على إنشاء قدرة تصنيع محلية، تمثل مصدر قلق كبير بالنسبة لـ"إسرائيل" لأكثر من سنتين، ومن المحتمل أن تؤدي إلى حدوث المزيد من الهجمات في المستقبل القريب.
سلّطت دراسة حديثة شارك في تأليفها خبراء دفاع إسرائيليون وبريطانيون الضوء بشكل خاص على صواريخ متوسطة المدى على غرار زلزال-2، وهو سلاح بمدى حوالي 200 كيلومتر وحمولة تزيد عن 500 كيلوغرام، والتي يزعم حزب الله أنه يملك 14 ألف صاروخ منها مخزّنة في مكان بعيد.
وفقًا لهذا المصدر، سيحتاج فريق مدرب تدريبا جيدًا إلى ثلاث ساعات تقريبًا لوصل صاروخ من نوع زلزال-2 بمجموعة نظام التموضع العالمي، إضافة إلى إجراء تعديلات أخرى، بتكلفة تبلغ حوالي 10 آلاف دولار لكل صاروخ. ومن خلال هذه التحسينات، تصبح هذه القذيفة "الغبية" التي تتبع القوس الباليستي المتوقع، والذي قد يهبط على بعد مئات الأمتار من الهدف المقصود عند استخدامه بأقصى مدى له، سلاحًا دقيقًا يمكن برمجته لضرب موقع محدد مسبقًا بدقة بضعة أمتار.
لقد طورت "إسرائيل" أنظمة دفاعية متقدمة متعددة المستويات لحماية نفسها من الهجمات الصاروخية، إلا أن ذلك لا يمنع حقيقة أنه يمكن التغلّب عليها. حتى القبة الحديدية، وهي أكثر أنظمة الدفاع الجوي التي اختبرتها "إسرائيل" والتي وقع تصميمها لاعتراض أسلحة "غبية" قصيرة المدى مثل صواريخ القسام التي أطلقتها حماس خارج غزة، وقاذفة صواريخ الكاتيوشا التي استخدمها حزب الله خلال حرب 2006، لا يمكنها توفير الحماية الكاملة.
الأهم من ذلك، تعتمد أنظمة الدفاع هذه على حساب القوس الباليستي للصواريخ القادمة لتحديد موقع التأثير، مما يتيح لها تركيز الاعتراض على الصواريخ التي من المحتمل أن تصل إلى أهداف ثمينة فحسب. ولا يمكن تنفيذ هذا الأمر مع الصواريخ الموجهة بدقة، التي ستتبع مسار رحلة الصاروخ الباليستي خلال معظم مسارها، ولكن بعد ذلك ستغير مسارها للتوجه مباشرة إلى هدفها المبرمج قبل وقت قصير من التأثير.
لم يدخل النظام الإسرائيلي "مقلاع داوود"، الذي صُمّم لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى على غرار زلزال-2، مرحلة التشغيل إلا في سنة 2017
لتوفير حماية فعالة، سيتعين على نظام الدفاع اعتراض جميع الصواريخ القادمة، وهي مهمة تكاد تكون مستحيلة إذا لجأ العدو إلى الحشد العسكري ودمج الصواريخ "الذكية" مع الصواريخ "الغبية". قد تؤثر طرق الاعتراض "اللينة"، على غرار التشويش على نظام تحديد التموضع العالمي أو هجوم انتحال الشخصية، على أنظمة الدقة إلى حد ما، لكنها لا تزال غير خاضعة للاختبار، ومن غير المرجح أن تكون فعالة ضد هجمات الحشد.
بالإضافة إلى ذلك، لم يدخل النظام الإسرائيلي "مقلاع داوود"، الذي صُمّم لاعتراض الصواريخ متوسطة المدى على غرار زلزال-2، مرحلة التشغيل إلا في سنة 2017، ولم يعمل كما كان متوقعًا في المناسبة الوحيدة التي وقع تطفعيله فيها حتى الآن.
تجنب المواجهة
في ظلّ تركّز أغلب البنية التحتية الحيوية لـ"إسرائيل" في منطقة مركزية صغيرة، قد تكون بضع ضربات كافية لشل البلاد. وهذا تحديدا السيناريو الذي سلّط حزب الله الضوء عليه لسنوات في الرسائل التي يوجهها لاستبعاد خطاب "إسرائيل" الذي تشتد خطورته يوما بعد يوم.
تؤكد مصادر حزب الله قبولها من حيث المبدأ أن "إسرائيل" قادرة على إلحاق أضرار هائلة بلبنان. لكنها تستبعد احتمال وقوع هجوم شامل، أو حتى تصعيد خطير، زاعمة أن تل أبيب تتجنّب ردة فعل حزب الله العنيفة. ويبدو أن تبادل إطلاق النار المحدود على الحدود الجنوبية التي أعقبت هجوم الطائرات المسيّرة في 25 آب/ أغسطس يشير إلى أنه في الواقع، ما زال الجانبان حريصان على تجنب المواجهة.
جنود إسرائيليون يقومون بدوريات في المنطقة الحدودية بين شمال "إسرائيل" ولبنان في الثاني من شهر أيلول/ سبتمبر.
مع ذلك، لم يدخل حزب الله و"إسرائيل" في مواجهة مباشرة مع بعضهما البعض بصورة منفردة، إذ أنهما على طرفي نقيض من الصراع الإقليمي بين الولايات المتحدة وشركائها الإقليميين من جهة، وإيران وحلفائها، أو ما يسمى "بمحور المقاومة"، من جهة أخرى. وفي ظلّ تصاعد الصراع الإقليمي الكبير خلال الأشهر الأخيرة، الذي بلغ ذروته بشنّ هجمات على منشآت نفطية في السعودية في 14 أيلول/ سبتمبر، تزداد الأوضاع تأزما في شرق البحر الأبيض المتوسط.
لم يترك حزب الله أي مجال للشك في أن الحركة تعتبر نفسها جزءًا من هذه المواجهة الكبرى. ووفقًا للأمين العام للحركة حسن نصر الله، الذي تعهد مؤخرًا بالولاء للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، فإن "الحرب على إيران تعتبر بمثابة حرب على كل محور المقاومة. وشنّ حرب على الجمهورية الإسلامية يعني زجّ المنطقة بأكملها في حرب".
أشارت مصادر مقرّبة من هذا الحزب بشكل علني إلى أنه في حال شُنّ هجوم على إيران يهدد بقاء الجمهورية الإسلامية، فإن حزب الله سينضم إلى صف طهران. وفي الأوساط المغلقة، أعربت هذه المصادر عن اقتناعها بأن هجوم حزب الله على "إسرائيل" والذي سيلحق أضرارا جسيمة بها سيجبر الولايات المتحدة على إلغاء أي حملة متواصلة ضد إيران.
"قواعد لعب كوريا الشمالية"
قارن بعض المحللين الاستراتيجية الإيرانية بالاستراتيجية التي تتبعها كوريا الشمالية لحماية برنامجها النووي ضد الضربات الأمريكية من خلال جعل سول، عاصمة كوريا الجنوبية والتي يعيش فيها حوالي 150 ألف مواطن أمريكي، رهينة لمدفعيتها التقليدية المتطورة وترسانة الصواريخ.
مع اقتناع "إسرائيل" بأن لبنان بصدد تطوير قدرتها على الانتقام والردع بشكل كبير، فإن الاستراتيجية السابقة لمهاجمة خطوط الإمداد التابعة لحزب الله عبر سوريا لم تعد كافية
وفقًا لـ "قواعد لعب كوريا الشّمالية" المزعومة، فإن قدرة إيران على إلحاق أضرار جسيمة بحلفاء الولايات المتحدة - سواء بشكل مباشر أو من خلال مجموعات مثل وحدات الحشد الشعبي العراقية والحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان- توفر لطهران حصنا منيعا ضد أي عمل عسكري من قبل الولايات المتحدة.
مع اقتناع "إسرائيل" بأن لبنان بصدد تطوير قدرتها على الانتقام والردع بشكل كبير، فإن الاستراتيجية السابقة لمهاجمة خطوط الإمداد التابعة لحزب الله عبر سوريا لم تعد كافية، إذ يجب إطلاق عمليات ضد أهداف في لبنان قصد تعطيل الإنتاج بنجاح. على عكس سوريا التي تمثل هدفا سهلا لضربات "إسرائيل" بفضل علاقاتها الجيدة مع روسيا، فقد تؤدي هذه الهجمات في لبنان إلى تصعيد تسعى تل أبيب إلى تجنبه. فمنذ نهاية حرب سنة 2006، تعهد نصر الله مرارًا وتكرارًا بأن أي هجوم إسرائيلي على لبنان سوف يستدعي ردا "مناسبا".
في الحقيقة، ساعدت مثل هذه التهديدات على إقناع "إسرائيل" بالتراجع في قراراتها، رغم تقدّم حزب الله في إعادة بناء وتوسيع قوته العسكرية بشكل كبير. لكنهم وضعوا الحزب في مأزق وأجبروه على الرد إذا قامت "إسرائيل" فعلا بالهجوم، حتى لو أدى ذلك إلى زيادة خطر التصعيد. لذلك، يجب توقع المزيد من المشاحنات، لأن "إسرائيل" سوف تبحث عن طرق مختلفة لتعطيل برنامج التصنيع المزعوم لحزب الله دون اللجوء إلى حرب مباشرة.
 لعبة الدجاج
بناء على ذلك، فإن المناوشات التي تشتمل على الصواريخ والطائرات دون طيار لا يمكن التنبؤ بها، ما يجعلها أقرب إلى لعبة الدجاج التي يخسر فيها من يغمض عينيه أولا. وفي الأخير، يجد كلاهما نفسيهما في حرب يزعمان أنهما لا يبحثان عنها. وحتى أفضل ردود الفعل تتّصف بعدم قدرتها على التنبؤ. فلو تمكنت عملية حزب الله في غرّة أيلول/ سبتمبر من قتل طاقم المركبة العسكرية التي هاجمتها، لربما كان رد فعل "إسرائيل" مدوّيا، ولزاد التصعيد إلى أعلى مستوياته.
بعد 13 سنة من الحفاظ على الوضع الراهن، تتفاوض "إسرائيل" وحزب الله الآن على قواعد جديدة للاشتباك عن طريق الصد والرد، وهي سياسة خطيرة قد يؤدي خطأ جسيم واحد فيها إلى دفع كلا الطرفين إلى حد التدمير المتبادل
من المرجّح أن تتخذ الأمور منعطفا آخر بسبب خطأ تقني. فعلى سبيل المثال، إذا هاجم حزب الله خلال هذا التصعيد منشآت عسكرية أعمق داخل "إسرائيل" باستخدام أسراب صاروخية، ولم تنحرف سوى قذيفة واحدة عن مسارها لتضرب مدرسة بدلاً من ذلك، فكل الرهانات ستلغى، وستكون الضربة الإسرائيلية الضخمة شبه مؤكدة.
بعد 13 سنة من الحفاظ على الوضع الراهن، تتفاوض "إسرائيل" وحزب الله الآن على قواعد جديدة للاشتباك عن طريق الصد والرد، وهي سياسة خطيرة قد يؤدي خطأ جسيم واحد فيها إلى دفع كلا الطرفين إلى حد التدمير المتبادل. وبالتالي، يتعين على الجهات الخارجية التي لها روابط مباشرة مع كلا الجانبين، وعلى وجه الخصوص روسيا، أن تقف في حالة تأهب قصوى للتدخل بمجرد أن تبدأ الأمور في الخروج عن السيطرة. ومع ذلك، لكي يتجنب الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية أخطر السيناريوهات، فمن المؤكد أنه سيتعين تغيير السياق الإقليمي.
بالنسبة لـ"إسرائيل"، إن احتمال بقاء مركز اقتصادها وبنيتها التحتية تحت رحمة ما تأكدت أنها صواريخ إيرانية يظلّ غير مقبول. كذلك، إن سياسة "الضغط الأقصى" التي تتبعها واشنطن، والسلوك الإيراني العدواني الذي تثيره، تزيد من ضرورة التركيز على هذا التهديد. ومن جهة أخرى، إن الحد من التوترات الإقليمية للجانبين قد يدفعهما إلى التخلي عن السلوك بالغ الخطورة الذي ينخرطان فيه الآن، والعودة إلى الوضع الراهن المتمثل في الردع المتبادل الذي أبقى الحدود بين "إسرائيل" ولبنان هادئة لفترة أطول من أي وقت مضى خلال نصف قرن.
المصدر: ميدل إيست آي
===========================
الصحافة الفرنسية :
لوموند :ماذا فعل لك هؤلاء الأطفال؟ صحيفة فرنسية تسأل أردوغان
https://al-ain.com/article/erdogan-children
هايدي صبري  الأحد 2019/10/13 09:46 م بتوقيت أبوظبي
وصفت صحيفة فرنسية مشاهد الذعر والهلع التي يتعرض لها المدنيون خاصة النساء والأطفال في المناطق السورية التي يستهدفها الجيش التركي خلال عمليات القصف لمناطق بالشمال السوري في العملية العسكرية التي أسماها الرئيس التركي رجب أردوغان بـ"نبع السلام".
وروى مراسل صحيفة "لوموند" الفرنسية آلا كافال، تلك المعاناة خلال مرافقته طفلة كردية بترت ساقها جراء قذيفة كانت قد أودت بحياة شقيقها وهو في طريقه إلى المستشفى.
وتحت عنوان "أردوغان.. ماذا فعل لك هؤلاء الأطفال؟"، قالت الصحيفة الفرنسية إن أكراد سوريا في كرب تحت وابل القصف التركي، ويجب إنقاذهم.
وصور مراسل "لوموند" بكلماته مشاهد الموت التي يعيشها الأكراد جراء العدوان التركي قائلاً: "بعد غياب شمس يوم أحد أيام الخريف، بشرق سوريا، في ضواحي قامشلي، أكبر مدينة كردية في البلاد، شهدت تلك المدينة ليلة دامية وتعرضت غدراً، إلى وابل من القذائف التركية غير المرئية".
وشنت القوات التركية، الخميس الماضي، غاراتها المتقطعة على المدينة الكبيرة في الشمال الشرقي لسوريا، مما تسبب في حالة كبيرة من الذعر والهلع، بالإضافة لمقتل عشرات المدنيين.
"مساء الخميس، في حي عنترية، سمع أهالي المدينة أصداء الحرب الأولى التي استمرت حوالي 15 ساعة، أولاً، صوت هائل قادم من الشمال، من الجانب التركي، ثم لحقه بأصوات إطلاق نار من الذخيرة"، بحسب وصف مراسل الصحيفة.
وقالت "لوموند": وجد المراسل طفلة ملقاة على الطريق بترت ساقها جراء الضربات التركية، فهرع لإسعافها ورافقها للمستشفى، وخلال طريقه وجد المارة، يتخذون الستائر المعدنية مظلة تقيهم وابل القذائف المتتالية واحدة تلو الأخرى على منازلهم.
من جانبه، قال شاب لا يتعدى عمره العشرين عاماً: نتخذ من الألواح المعدنية ساتراً من القذائف، يحاصرنا الموت من كل جانبه، ولكن لا زلنا على قيد الحياة، ووجه سؤال إلى أردوغان: "ماذا فعل لك هؤلاء الأطفال والأمهات الثكلى؟" .
وفي صباح اليوم التالي (الجمعة)، استأنف الجيش التركي نيران المدفعية المتفرقة على المدينة، والهجوم البري الذي شنه في اليوم السابق في عدة نقاط من الحدود التركية على الأراضي الشاسعة التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية"، حول تل أبيض ورأس العين، واحتلت القوات التركية المتحالفة مع عناصر داخل سوريا إحدى عشرة قرية.
وقال كافال: "في قامشلي، إذا استطعت الصعود على سطح مبنى، فقد ترى الأراضي التركية، لكن على مستوى الشارع، فإن العدو التركي غير مرئي بالنسبة للمارة".
وتابعت لوموند: "عند مفترق طريقين مع منازل منخفضة، تجد مجموعة من حوالي عشرة شابات يحرسن زوايا الشارعين، ماكثين على مقاعد بلاستيكية يحملن مسدسات بجيوبهن".
وقالت إحدى المقاتلات تدعى كنعاء: "قاتلنا داعش.. لن نخاف من الأتراك".
بينما قالت أخرى، وهي تستعرض كاحلها المشوه من الضربات التي أصيبت بها عام 2017 في الرقة، خلال القتال في صفوف قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش، في إطار قوات التحالف الدولي:"لقد خذلنا الأمريكيون... قاتلنا ومتنا من أجلهم".
من جانبها، قالت محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية الفرنسية، إن السيناريو الإنساني الأسوأ الذي حذر منه المجتمع الدولي قد تحقق بالفعل خلال بضعة أيام من الهجوم، مشيرة إلى مقتل عشرات النساء والأطفال خلال العمليات العسكرية، فضلاً عن فرار نحو 785 امرأة وطفل من أعضاء تنظيم داعش الإرهابي من الأجانب، من مخيم "عين عيسى".
ووفقاً للإحصاءات الرسمية، احتجزت القوات الكردية أكثر من 12 ألف عنصر من تنظيم داعش الإرهابي، بينهم ما بين 2500 إلى 3 آلاف مقاتل أجنبي.
===========================
الصحافة العبرية :
اسرائيل اليوم :دخول أردوغان سوريا… عودة لـ”داعش” أم تطهير عرقي؟
https://www.alquds.co.uk/دخول-أردوغان-سوريا-عودة-لـداعش-أم-تطه/
في اليوم الخامس لاجتياح الجيش التركي المنطقة الكردية في شمال شرق سوريا، يتعقد جبين كل المشاركين قلقاً، بعضهم بالموافقة الصامتة، وبعضهم بعدم الاكتراث تجاه الخطوة العسكرية: الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الجامعة العربية، سوريا، إيران والعراق. وحتى بوتين.
ليس لهذا القلق صلة أو علاقة بالمأساة الإنسانية التي بدأت تقع من جديد في هذه المنطقة. لا رأفة على مئات آلاف المواطنين، من أكراد وغيرهم، نساء وأطفال، ممن ينزحون ويفرون بفزع من القرى المجاورة للحدود. ولا أسف أيضاً على أكثر من 500 قتيل وجريح، أحصوا بعد خمسة أيام من القصف التركي.
إن التخوف الأساس لدى كل أولئك الذين لم يجتهدوا لمنع اردوغان هو ظل داعش المستيقظ، فنحو 10 آلاف من نشطائه المحتجزين الآن في سجون الأكراد وبضع عشرات آلاف آخرين من أبناء عائلاتهم في معسكرات اعتقال كردية. في جهد أخير لإحباط الهجوم العسكري التركي أشار الأكراد إلى أن هناك خطراً من هروب أولئك النشطاء، فيعودوا إلى بلدانهم الأصلية ليستأنفوا حرب الجهاد ضد الكفار. ولو كان بعض المبالغة في هذا التهديد الكردي لكن فيه شيئاً من المنطق. فالأكراد منشغلون الآن في الدفاع عن أنفسهم ومنشغلون أقل في حراسة معتقلي داعش. كما أن الأمريكيين الذين ساعدوا الأكراد في حراسة المعتقلات، منشغلون أكثر في حراسة حياة قواتهم في سوريا، ولا سيما بعد أن كاد بعضهم يصاب بنار مدفعية غير مقصودة من الأكراد.
إن القتال ضد داعش توقف في أعقاب حملة أردوغان “نبع السلام”. وقد أتاح الأمر لنشطاء التنظيم تفجير السيارات المفخخة في القامشلي، المركز اللوجستي الهام للأكراد، في الوقت الذي يقصف فيها الأكراد المنطقة من الجو.
إن التخوف من انبعاث داعش كنتيجة لهجوم اردوغان حرك الأوروبيين للسير على الخط مع واشنطن والتهديد بفرض عقوبات على تركيا إذا لم تتوقف. وأعرب الرئيس بوتين عن قلقه من عودة داعش إلى المناطق التي تحت السيطرة الروسية. وأجرت الجامعة العربية أمس اجتماعاً طارئاً في القاهرة لوزراء الخارجية، منددين بالغزو التركي.
ويحتمل أن لدى ترامب علامات ندم، فالتخوف من انبعاث داعش إلى الحياة والنقد الحاد في الحزبين في الولايات المتحدة على هجر الأكراد، أدى بالرئيس الأمريكي إلى تهديد أردوغان “شل الاقتصاد التركي”، وإصداره الأمر لوزير خزينته، ستيف منوحن، للاستعداد للمس بالممتلكات التركية في الولايات المتحدة، إذا ما استمرت الحملة العسكرية التركية.
أردوغان لن يفزع من العقوبات
انطلاقاً من الرغبة في منع مزيد من المس بصورة الولايات المتحدة كمن تدير الظهر لحلفائها، سارع ترامب للإعلان عن إرسال قوات أخرى ووسائل دفاع جوي إلى السعودية للدفاع عنها في وجه إيران. غير أن السعوديين لم يعودوا يعتمدون على واشنطن، وطلبوا من باكستان المساعدة في تسوية النزاع مع طهران بوسائل دبلوماسية.
ثمة احتمال طفيف أن يفزع اردوغان من تهديدات العقوبات ويوقف الحملة العسكرية ضد الأكراد، لقد هدد الأوروبيين بإغراقهم بملايين اللاجئين المتواجدين في تركيا. واتفاق إبقاء اللاجئين في تركيا مقابل مساعدة تركيا يوشك على الانتهاء.
الهدف: إحباط الحكم الذاتي الكردي
من خلف الغزو التركي إلى شمالي سوريا تقف خطة من مرحلتين لإحباط قيام حكم ذاتي كردي مستقل: في المرحلة الأولى، تهريب السكان الأكراد وميليشياتهم العسكرية عن المدن والقرى في قاطع من مئات الكيلومترات على طول الحدود السورية–التركية وإلى عمق 32 كيلومتراً داخل الأراضي السورية وإقامة منطقة فاصلة هناك. في المرحلة الثانية، توطين أكثر من مليوني لاجئ سوري في هذا القاطع ممن هم على الأراضي التركية.
للأتراك، الذين يحوزون الجيش الثاني في الناتو من حيث الحجم، ولشركائهم السوريين المؤيدين لاردوغان، تفوق عسكري واضح على القوات الكردية. واحتلال قاطع أمني كهذا وانسحاب الأكراد من هناك هما خطوة ممكنة، ولكن الاحتفاظ بهذا القاطع على مدى الزمن له خسائر فادحة. فللأكراد تجربة كبيرة في حرب العصابات، ويجدر باردوغان أن يتعلم من تجربة إسرائيل الصادمة من السيطرة في القاطع الأمني في جنوب لبنان حتى العام 2000.
تتابع إسرائيل عن كثب تطورات الشمال السوري ورد فعل القوى العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة. فحلف القدس وواشنطن قوي ولا يشبه التزام واشنطن تجاه باقي شركائها الإقليميين. ومع ذلك ثمة ما يقلق بأن الأكراد يشعرون بتخلي القوة العظمى الأقوى في العالم، وبات السعوديون مقتنعين بأنهم وحدهم أمام تهديد طهران.
بقلم: عوديد غرانوت
إسرائيل اليوم 13/10/2019
===========================
نظرة عليا :لماذا تدق إيران أوتادها في سوريا؟
https://www.alquds.co.uk/لماذا-تدق-إيران-أوتادها-في-سوريا؟/
لا شك أن أفضل طريق عمل في نظر إيران هو إبقاء القوات العسكرية التي بعثت بها إلى هناك بأمر منها إلى سوريا على المدى البعيد، بما فيها وحدات حزب الله وغيرها من الميليشيات الشيعية ورجال الحرس الثوري وقوة القدس. إن لاستمرار التواجد العسكري الإيراني/الشيعي في سوريا أهمية استراتيجية في نظر إيران. ففوق كل شيء، ومع أن نظام بشار الأسد استقر، فبقاؤه ليس مضموناً، ومن شأن داعش أن يعود ليعرض المصالح الإيرانية في سوريا وفي العراق للخطر. وبالتالي، فإن إبقاء القوات التي تحت القيادة الإيرانية في سوريا يستهدف الحفاظ وتثبيت صلة وتعلق نظام الأسد بإيران، وذلك لمساعدة النظام على التصدي للصدمات المستقبلية المحتملة على استقراره ومنع إمكانية للمس بمكانة إيران في سوريا ومحيطها إذا ما استبدل نظام الأسد بآخر.
ثانياً، تسعى إيران لاستغلال تواجدها في سوريا لتشديد التهديد على إسرائيل، من خلال حزب الله وغيره من الميليشيات الشيعية، بتوسيع الجبهة أمام إسرائيل من لبنان إلى سوريا. من هذه الناحية، فإن الانتشار العسكري في سوريا يشكل في نظر إيران الجبهة المتقدمة أمام خصومها، بعيداً عن حدودها. وثالثاً، يعزز التواجد في سوريا النفوذ الإيراني في الجارتين أيضاً، العراق ولبنان، الهامتين لإيران، عقب السكان الشيعة الكثيرين فيهما. سوريا حلقة تربط إيران، عبر العراق، بلبنان وبالبحر المتوسط. وهذا الربط يتيح لإيران تعزيز المجال الشيعي من خلال تحسين متواصل لقدرات حزب الله العسكرية. إن الانتشار في سوريا يسمح لإيران بأن تعرض أمام العالم السني قوة شيعية متعددة القوميات، جمعت قدرة قتالية، ويمكن استخدامها أيضاً في بؤر أخرى للنظام الإيراني.
 إن المفتاح لمواصلة بقاء القوات الإيرانية/الشيعية في سوريا موجود بقدر كبير في يد الأسد. فقد نجحت إيران في إبقاء قواتها في سوريا، رغم الضغوط، بدعوى أن تدخلها في سوريا جاء بناء على طلب مباشر من نظام الأسد. كما أن روسيا أيضاً أوضحت بأنه سيكون من الصعب إخراج هذه القوات طالما يرغب النظام في بقائها. وفي هذه الأثناء، يؤشر الأسد إلى أن تواجد هذه القوات مرغوب فيه ومهم. الأسد مدين لإيران، إلى جانب روسيا، باستمرار حكمه. وبدأت سوريا تجتاز عملية إعادة بناء صعبة، مركبة وطويلة، وفي هذه العملية يحتاج إلى مساعدة اقتصادية وعسكرية واسعة من إيران. ولا يزال لنظام الأسد أعداء قد يعرضونه للخطر، والتصدي لهم يتطلب دعم إيران، بما في ذلك استمرار تواجد قواتها في سوريا.
قد تأخذ إيران في الحسبان انقلاب الدولاب، فلا يزال الأسد بحاجة إليها، ولكن بقدر أقل مما كان قبل أربع- خمس سنوات، لأن الخطر الأساس على بقائه انقضى بقدر كبير. فضلاً عن ذلك، من شأن الأسد أن يفهم بأن استمرار التواجد العسكري الإيراني في بلاده يلحق به الضرر أكثر من النفع، وذلك لأنه يورطه مع إسرائيل ويخلق احتكاكات في علاقاته مع روسيا. قد تواصل سوريا كونها عرضة للضغوط من الخارج، من الولايات المتحدة وإسرائيل، وربما من روسيا وتركيا، إخراج القوات الإيرانية من سوريا. كما لا تتجاهل إيران أن نظام الأسد، رغم استقراره، لن يبقى في المدى الأبعد، وسيستبدل بنظام يفضل الابتعاد عن إيران.
لهذه الأسباب، قررت إيران ألا تكتفي بتقديم المساعدة العسكرية والاقتصادية لسوريا، بما في ذلك التدخل العسكري فيها. كانت نية إيران ولا تزال استغلال الضائقة والخراب اللذين تعيشهما سوريا محاولة التأثير على بعض العناصر الطائفية والاقتصادية في المنظومة السورية، بحيث تتعزز الصلة بينها وبين إيران، دون أن تكون متعلقة بنظام الأسد فقط. هكذا أصبح التغلغل الاقتصادي- الاجتماعي إلى سوريا عنصراً مركزاً في سياسة إيران الشرق أوسطية.
منظومة الاتفاقات بين إيران وسوريا
إن المساعدة العسكرية الواسعة التي تمنحها إيران لسوريا منذ 2012، وبالأساس منذ 2014، كانت تكمن في منظومة الاتفاقات الموقعة بين الطرفين، والهادفة إلى ترتيب التدخل العسكري الإيراني في سوريا والمساعدة الاقتصادية الواسعة لها. لم ينكشف مضمون هذه الاتفاقات باستثناء الجوانب الاقتصادية، ولكن لا شك أن لهذه المساعدة دوراً مركزياً في نجاح نظام الأسد في البقاء والانتعاش. منذ 2018، حين تبين أن نظام الأسد نجا من خطر الانهيار القريب، انكشفت بالتدريج تفاصيل اقتصادية أخرى عن الاتفاقات التي وقعت بين إيران وسوريا، والتي ستؤثر على منظومة العلاقات بينهما في المستقبل. كما يمكن الافتراض أن بعض هذه الاتفاقات، وأساساً في المجال العسكري، لم تنكشف ولا حتى على المستوى الاقتصادي، لأنها تتعلق بالتصدي لإسرائيل.
في هذا الإطار، في آب 2018، وفي آذار 2019 وقعت بين إيران وسوريا سلسلة من الاتفاقات التي تعنى بتوسيع التعاون العسكري بين الدولتين وبإعادة بناء القوات العسكرية والصناعات العسكرية في سوريا. كما قررت هذه الاتفاقات استمرار التواجد للمستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا، والمقصود هو الحرس الثوري وقوة القدس والميليشيات العسكرية الشيعية. أما في المجال الاقتصادي، فوقعت في 20182019 سلسلة من الاتفاقات لاستثمارات إيرانية في سوريا، لبناء وترميم المناطق المدمرة في الحرب، لتوريد النفط الإيراني في سوريا، ولمجالات المواصلات والقطارات واستغلال المحاجر.
للطرفين مصلحة واضحة في توسيع العلاقات العسكرية والاقتصادية بينهما. من ناحية سوريا، تقدم إيران المساعدة الاقتصادية الأوسع منذ سنين، بلا بديل. فالدعم الاقتصادي الإيراني مهم لسوريا لمواجهة دمار الحرب الأهلية. ولهذا السبب، لن يسارع نظام الأسد إلى المس بعلاقاته مع إيران، رغم الضغوط عليه. وفي نظر النظام الإيراني، فإن المساعدة الاقتصادية هي إداة مركزية في ربط سوريا بها، وتثبيت نفوذها في المنطقة بين إيران والبحر المتوسط. وفي ضوء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران ووضعها الاقتصادي المتردي، وفي ضوء الانتقاد الداخلي في إيران على الأموال التي تنقلها إلى سوريا، من المهم للنظام الإيراني أن يظهر أن العلاقة مع سوريا تجلب معها مردوداً اقتصادية، في إطار الاستثمارات الإيرانية في سوريا.
توطين سكان شيعة في سوريا
إحدى الخطوات الأهم التي تتخذها إيران، بالتنسيق مع نظام الأسد، هي إسكان عائلات شيعية في سوريا على حساب السكان السنة. فالفرصة التي فتحت أمام الإيرانيين لاتخاذ هذه الخطوة نبعت من عوامل: التقاء مصالح نظام الأسد وإيران لتغيير الميزان الديمغرافي في سوريا لصالح العلويين والشيعة، والإمكانيات الناشئة عقب الدمار الواسع الذي خلفته الحرب الأهلية، بما في ذلك نزوح ملايين السنة من بيوتهم، وتواجد القوات الإيرانية والشيعية في سوريا.
واضح أن عدد الشيعة القليل في سوريا- نحو واحد في المئة من عموم السكان- لن يسمح بتغيير كبير في الميزان الديمغرافي العام. وبالتالي، يبدو أن الإيرانيين يسعون إلى تغيير الميزان في مناطق معينة وزيادة وزن الشيعة فيها. هناك تقارير تفيد بأن من المهم لإيران على نحو خاص نقل سكان شيعة إلى المنطقة التي بين دمشق وحمص، لتعزيز القبضة الإيرانية في غرب سوريا، في المناطق المؤدية إلى لبنان، وهكذا بناء خلفية لحزب الله من الشرق. وانطلاقاً من هذا الفهم، تشجع إيران نقل عائلات شيعية عراقية، وكذا عائلات مقاتلي الحرس الثوري والميليشيات الشيعية، وتسكنها في منطقة دمشق وشرق سوريا، في المناطق التي فر منها سكانها السنة.
ومن أجل تشجيع نمو السكان الشيعة في سوريا، تمنحهم إيران المال، والغذاء، والخدمات العامة والتعليم المجاني. فقد سيطرت ميليشيا إيرانية-شيعية على مساجد ومواقع مقدسة في مدن وقرى في شرق سوريا ووسطها. وفتح الإيرانيون مدارس، ولغة التعليم فيها الفارسية، وهم يقدمون المنح للطلاب، بما فيها للتعلم في إيران. إن زيادة عدد السكان الشيعة في سوريا يعد أمراً إيجابياً في نظر نظام الأسد. فهؤلاء سكان سيؤيدون النظام عند الضائقة، والهجرة الشيعية يمكن أن تعتبرها إيران مردوداً على الإسناد الواسع الذي قدمته لنظام الأسد في لحظته الصعبة. كما أن الهجرة الشيعية مرغوب فيها من النظام، لأنها تنطوي على مساعدة إنسانية وخدمات أساسية للسكان على حساب إيران. كما أن هناك من يعتقد أن نظام الأسد سيساعد الاستيطان الشيعي في سوريا من خلال منع عودة اللاجئين السنة إلى بيوتهم.
وبينما يرحب النظام بالهجرة الشيعية، فإن السنة ويحتمل حتى العلويين الموالين للنظام يقلقون من هذه الخطوة، فهم يخشون من تغيير الطابع الديني للقرى والأحياء التي تسكن فيها الشيعة، بمساعدة مالية إيرانية، وبالأساس من التأثير الديني الذي تحاول إيران فرضه في هذه المناطق. واضح في كل الأحوال أن الاستيطان الشيعي في سوريا، إذا ما بلغ حجوماً كبيرة، سيعزز أساس النفوذ الإيراني، وبالتوازي مكانة حزب الله أيضاً في أجزاء من سوريا.
تنظيم حزب الله السوري
في موعد قريب من بدء الحرب الأهلية في سوريا، ولدت فكرة بناء ميليشيا شيعية في سوريا لمساعدة نظام الأسد في أزمته. وساعدت إيران في منتصف 2012 نظام الأسد في بناء ميليشيات محلية وإقليمية في قرى مختلفة في سوريا. وفي نهاية 2012 بدأت إيران تجمع هذه الميليشيات في جنوب سوريا في تنظيم عسكري شيعي برعاية قوة القدس والحرس الثوري، وبمساعدة حزب الله اللبناني وميليشيات عراقية. وزودت إيران التنظيم بقوى بشرية جندتها من قرى شيعية في سوريا، بالتدريب والعتاد والرواتب العالية. التنظيم الذي سمي لواء 313 تشكل من شيعة سوريين وعلويين وشيعة عراقيين يعيشون في سوريا وكذا متطوعين شيعة من إيران والعراق وأفغانستان، وكان يفترض أن يكون جزءاً من جيش الأسد أو يعمل تحت قيادته.
تأثر هذا التنظيم بنموذج حزب الله اللبناني. وعمقت إيران العلاقة والتنسيق بين حزب الله السوري وغيره من الميليشيات الشيعية الأخرى، ولا سيما مع حزب الله اللبناني والميليشيات الشيعية العراقية.
مشكوك أن تستخدم إيران حزب الله السوري مثلما تفعل مع حزب الله اللبناني. وسيكون حزب الله السوري مرتبطاً بإيران وهدفه تعزيز نفوذها في سوريا، وإن كان تابعاً للجيش السوري، ومعقول الافتراض ألا تستخدمه إيران بخلاف مصلحة النظام السوري.
محاور مواصلات استراتيجية
إن استخدام القوات الإيرانية والميليشيات الشيعية في سوريا، وتعزيز حزب الله اللبناني في لبنان وسوريا، متعلقان بوجود وتطوير محاور مواصلات آمنة من إيران إلى العراق، إلى سوريا وإلى لبنان. وتعاظم هذا التعلق في السنوات الأخيرة في أعقاب الحرب الأهلية في سوريا، واستمرار نشاط وحدات داعش في سوريا والعراق، وتواجد قوات أمريكية في شرق سوريا، وفوق كل شيء هجمات سلاح الجو الإسرائيلي ضد أهداف للقوات الإيرانية والميليشيات الشيعية في سوريا، ومؤخراً في العراق أيضاً. أما الرد الإيراني على هذه التحديات فيتركز في ثلاثة مجالات: في محور بري يؤدي من إيران عبر العراق إلى سوريا ولبنان؛ وفي ربط خطوط قطارات إيران والعراق وسوريا؛ وفي دق وتد إيراني في ميناء اللاذقية في سوريا.
في أواخر 2019 سيفتح معبر الحدود بين سوريا والعراق في البوكمال. هذا المعبر نقطة أساسية في الرواق البري الذي تسعى إيران لبنائه، وسيمتد من إيران عبر العراق وإلى داخل سوريا ولبنان، حتى البحر المتوسط. وسيسمح الرواق بعبور سريع لوحدات المقاتلين، وللوسائل القتالية النوعية وتموين القوات الإيرانية والشيعية في سوريا، وأساساً لتعزيز قوة حزب الله في لبنان. وتعتزم إيران التحكم بالرواق من خلال الميليشيات الشيعية، بعد أن دحرت وحدات داعش في محيطه.
وبالتوازي مع فتح معبر الحدود، في خريف 2019، سيبدأ تنفيذ مشروع سكة الحديد من شلمتشا غرب إيران إلى البصرة جنوب العراق، ليربط لاحقاً الخليج بالبحر المتوسط. في هذا الإطار تبحث إيران والعراق وسوريا في مشروع لربط سكة الحديد من ميناء بندر الخميني في جنوب غرب إيران إلى ميناء اللاذقية في سوريا. قبل الحرب الأهلية في سوريا انتهى تنفيذ معظم المشروع، ولكن أجزاء كبيرة من السكة تدمرت من القصف، وتعرقل مد السكة على مدى ثماني سنوات. مع انتهاء المشروع ستستخدم السكة لنقل البضائع من إيران إلى ميناء اللاذقية، ولكن يمكن أن تستخدم أيضاً لنقل الوسائل القتالية إلى سوريا ولبنان. وتفترض إيران أن إسرائيل ستستصعب ضرب القطارات خوفاً من مس واسع للمدنيين أيضاً.
الموقع الإيراني في ميناء اللاذقية
تطلعت إيران منذ سنين إلى إيجاد موقع لها على شاطئ البحر المتوسط لتحقيق اتصال مباشر بالبحر، وبناء محور تموين آخر إلى سوريا عبر البحر، وصولاً سريعاً إلى الحليف السوري في البر والجو والبحر. وكانت إيران طلبت من سوريا، منذ 2011، الحصول على خدمات في ميناء طرطوس، غير أن سوريا عارضت ذلك. ومع استقرار نظام الأسد، عادت إيران للطلب من جديد. في كانون الثاني 2019 وافقت الحكومة السورية على وضع ميناء اللاذقية، شمال طرطوس، تحت إدارة شركة إيرانية، ابتداء من تشرين الأول 2019. عارضت روسيا الموقع الإيراني في اللاذقية، غير أن نظام الأسد رد المعارضة الروسية.
إن بناء الموقع الإيراني في ميناء اللاذقية يعد تطوراً مهماً؛ لأنه يندرج ضمن الجهد الإيراني لربط الخليج الفارسي وغرب إيران بالبحر المتوسط، من خلال سكة الحديد والرواق البري. إن الهدف الأساس هو خلق محور إضافي لنقل وسائل قتالية إلى حزب الله والقوات الإيرانية والشيعية عبر البحر، وإبقاء على وجود إيراني في البحر المتوسط عند الحاجة
الخلاصة والمعاني
منذ 2014 وعلى خلفية التدخل العسكري في سوريا، تتخذ إيران سلسلة من الخطوات، بهدف تعزيز مكانتها ونفوذها، وانتشار فروعها في سوريا ولبنان. ينبع هذا الهدف من تطلع إيران لتصميم كتلة من الدول يكون فيها للشيعة مكانة سائدة، تمتد من غرب أفغانستان وحتى لبنان والبحر المتوسط. وينبع هذا الهدف من رؤية إيران الاستراتيجية بأن جبهتها المتقدمة أمام خصومها بعيدة عن حدودها الغربية، في مجال سوريا – لبنان. وتستهدف هذه الخطوات ربط النظام السوري بها على مدى الزمن، في حالة اضطرارها إخراج قواتها من سوريا أو في حالة انهيار نظام الأسد.
حتى لو نجحت إيران في استكمال بناء منظومة المحاور التي تخطط لها، ستبقى أمامها صعوبات تتمثل في تفوق سلاح الجو الإسرائيلي وقدرته المثبتة على ضرب أهداف في هذه المنظومة، على أساس الاستخبارات النوعية والدقيقة. والأمور صحيحة أيضاً بالنسبة للعوامل الجديدة في هذه المنظومة، فهناك شبكة السكك الحديدية والاستخدام الإيراني لميناء اللاذقية. ستكون إيران مطالبة بالتالي بمحاولة بناء قدرات جديدة للرد وأكثر إيلاماً، تتمكن من ردع إسرائيل من مواصلة الهجمات.
بقلم: أفرايم كام
نظرة عليا 13/10/2019
===========================