اخر تحديث
الأحد-04/05/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
من الصحافة العالمية
\ سوريا في الصحافة العالمية 14-11-2024
سوريا في الصحافة العالمية 14-11-2024
16.11.2024
Admin
سوريا في الصحافة العالمية 14-11-2024
إعداد مركز الشرق العربي
الصحافة الامريكية :
FP
: لماذا لم يدعم النظام السوري غزة وتجنّب دخول الحرب المستمرة بالمنطقة؟
واشنطن بوست :سياسات أمريكا المدمرة والمتناقضة في الشرق الأوسط
الصحافة الامريكية :
FP
: لماذا لم يدعم النظام السوري غزة وتجنّب دخول الحرب المستمرة بالمنطقة؟
لندن- عربي21- باسل درويش
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تقريرا، للمراسلة المتخصصة في السياسة الخارجية، أنشال فوهرا، تساءلت فيه عن سبب تجنّب النظام السوري الدخول في الحرب المستمرة بالمنطقة.
وقالت فوهرا، في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ: "أسوأ أسرار الحكومة السورية التي تحتفظ بها هي استغلالها للقضية الفلسطينية. ففي بداية الحرب الإسرائيلية على غزة بداية تشرين الأول/ أكتوبر، شكّك البعض في قدرة سوريا على الانضمام إلى الحرب، ضد إسرائيل، وفتح جبهة أخرى".
وأضافت: "لم يكن أحد من السوريين الذين كنت على اتصال بهم يعتقد أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، سوف يصبح طرفا في الصراع، وخاصة بالنيابة عن حماس".
ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي، قوله: "تصور الحكومة نفسها وكأنها تحارب إسرائيل، لكن كانت هذه كذبة؛ فإن لدى بشار ووالده من قبله، معاهدة صامتة، لإبقاء الهدوء على الحدود مع إسرائيل. ولهذا السبب لن تتورط سوريا في النزاع في غزة".
ووفقا للتقرير نفسه، "قد تردد صدى هذا الكلام بين السوريين والفلسطينيين الذين تحدثت الكاتبة معهم، على مدار السنين الماضية. وفي المرات الماضية عندما اندلعت الحرب على غزة، شجّعت الحكومة السورية التظاهرات الكبرى لإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني، إلا أن التظاهرات في هذه المرة كانت صغيرة وكان الدعم للمقاومة صامتا".
ويقول بربندي: "لم تسمح الحكومة بأي احتجاجات كبرى ضد إسرائيل، ولم تسمح بأي دعوات لدعم رفاق في محور المقاومة"، مضيفا أن هذه: "علامة على أن سوريا لا تريد فقط البقاء بعيدا عن الصراع، بل تريد أيضا أن ينظر إليها بوضوح على أنها بعيدة عنه".
وتابع التقرير: "على الرغم من القصف الإسرائيلي المنتظم على سوريا، ووعد الحكومة السورية بالوقوف إلى جنب الشعب الفلسطيني، إلا أن النظام السوري وقف متفرّجا على الحرب التي اندلعت منذ أكثر من عام على غزة".
ويقول الخبراء والمراقبون إن أهم أولوية للأسد هي نجاة نظامه والبقاء متحكما في الجماهير السورية. ورغم سحقه للمقاومة، إلا أن نسبة 40 في المئة من الأراضي السورية خارجة عن سيطرة الحكومة، وفقا لذات التقرير،
وبحسب دبلوماسي غربي، نقلت عنه وكالة "فرانس برس" فقد حذّرت دولة الاحتلال الإسرائيلي، الأسد، بأنها سوف تدمّر نظامه لو استخدمت سوريا ضدها. وأشار تقرير إلى أنّ: "منزل شقيق الأسد قد تعرض للقصف من قبل إسرائيليين، رغم عدم وجود تأكيد من حدوث هذا".
وقال النائب السابق لمدير مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، عيران ليرمان: "لو ارتكب خطأ وانضم لمحور المقاومة بنشاط فستكون العواقب سريعة"، مضيفا: "في الوقت الحالي، أعتقد أن الأسد متردد للانخراط، ورغم أن الحكومة السورية هي قومية عربية، إلا أن فلسطين تقع في أسفل قائمة الأولويات. فعلى رأسها النجاة".
وتقول فوهرا، في تقريرها: "هناك عوامل أخرى وراء ابتعاد الأسد عن النزاع، فهو يأمل بأن يكافئه الغرب على ضبط نفسه وتخفيف العقوبات المفروضة على نظامه". مضيفة: "قد وضع نفسه إلى جانب الإمارات العربية التي تعدّ لاعبا رئيسيا في إعادة تأهيل الحكومة السورية".
وبعد أيام من عملية "طوفان الأقصى" التي شنّتها حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر من عام 2023، على الأراضي الفلسطينية المحتلة؛ حذّرت الإمارات، الأسد، من عدم التورط في الحرب، وذلك حسب موقع "أكسيوس" الأمريكي.
ويضيف التقرير: "أما العامل الآخر، فيتعلق بعلاقة الأسد مع حماس، فهو ليس في مزاج من يرغب العفو عن الحركة الفلسطينية، التي وقفت إلى جانب المعارضة المسلحة بعد اندلاع الانتفاضة عام 2011".
وأضاف: "لم تقدم سوريا عزاء طويلا بعد اغتيال المسؤول السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران، رغم المصالحة مع الحركة التي جرت خلال عام 2022".
وفي مقابلة العام الماضي، قال الأسد، إنه "من الباكر لأوانه عودة الأمور لما كانت عليه مع حماس". مشيرا إلى أن هذا ينطبق على دول عربية مثل السعودية والإمارات اللتين يعول عليهما لتمويل إعادة إعمار سوريا.
ووفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية، فإن الأسد يأمل في تحقيق نقاط إيجابية مع الغرب، وبخاصة مع تنامي الدعوات لترحيل السوريين في أوروبا. وتسعى ثماني دول أوروبية بقيادة إيطاليا، إلى إقامة نوع من التعاون مع دمشق لضمان عودة السوريين إلى بلادهم.
كذلك، تدرس المفوضية الأوروبية، فكرة ترشيح مبعوث خاص جديد إلى سوريا. وتمت إعادة تأهيل الأسد في الجامعة العربية ورحبت به كل الدول في المنطقة إلا دولة قطر.
وتقول المتخصصة في السياسة الخارجية، أنشال فوهرا: "في الوقت الذي لا يستطيع فيه طرد الإيرانيين من سوريا، وإلا بدا كناكر للجميل بسبب ما قدموه له من دعم عسكري ومالي أثناء الحرب، يبدو أن إسرائيل تلعب بحرية في المجال الجوي السوري وتستهدف الأرصدة الإيرانية وتقتل الجنرالات في داخل سوريا".
بدوره، يقول ليرمان:" لدينا تفاهم مع روسيا لكي نفعل ما يجب علينا فعله من داخل المجال الجوي السوري". فيما تشير تقارير إلى أن إيران سحبت قواتها من جنوب سوريا التي تعتبر مركز نشاط للجماعات الوكيلة لها، وبخاصة حزب الله.
وفي محاولة للتقليل من خسائرها وعودة القوات الروسية إلى المنطقة؛ تم إنشاء مواقع عسكرية روسية بعد اغتيال الجنرالات الإيرانيين في نيسان/ أبريل بسوريا. وهو ما أثار المخاوف من انتشار الحرب داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى سوريا.
ويقول بربندي: إن "روسيا قد تغضّ النظر عن الهجمات الإسرائيلية على جنوب سوريا، مع أنها خرق للمجال الجوي السوري". وفسر بربندي سبب بناء مواقع روسية على خط المواجهة مع دولة الاحتلال الإسرائيلي: "عندما بدأ حزب الله في الذهاب إلى الجولان لمهاجمة إسرائيل، كانت رسالة الأسد هي: أنا لا أسيطر عليهم، وأن الجيش السوري لن يشارك".
وتابع: "لكن تطهير جنوب الجولان من حزب الله في صالح إسرائيل والروس، لأن إيران ستكون ضعيفة. وعندما ينتهي الإسرائيليون، ربما كانت روسيا ضامنا ولكي يتركوا الأراضي السورية".
وأضاف: "قد تحرك الأسد نحو موضع جعل كلا من إيران وحزب الله يجدان له الذريعة والبقاء بعيدا عن الحرب. وقد منحه زعيم حزب الله، حسن نصر الله، قبل اغتياله، العذر، في خطاب ألقاه في تشرين الثاني/ نوفمبر: لا يمكننا أن نطلب المزيد من سوريا، وعلينا أن نكون واقعيين، فالبلد يعيش حربا منذ 12 عاما. ورغم ظروفه الصعبة لا يزال يدعم المقاومة ويتحمل العواقب".
إلى ذلك، ظلت سوريا خارج النزاع وحاولت ألا تستفز دولة الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها حاولت استرضاء إيران وسمحت لها بمواصلة استخدام أراضيها، ونقل السلاح إلى حزب الله.
ويقول رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس، إنّ: "الأسد استمر في مساعدة حزب الله في تسليحه ونقل الأسلحة إلى لبنان من إيران"، مضيفا: "هذا هو السبب وراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لسوريا وتدمير مصانع الصواريخ، واغتيال الجنرالات الإيرانيين، وتفجير قوافل الأسلحة".
وتعلق الصحيفة: "غياب سوريا عن الصراع الحالي هو دليل واضح على فشل استراتيجية إيران الرامية إلى -وحدة الساحات-، والتي تفترض استجابة منسقة من جانب جميع شركائها في محور المقاومة. ويكشف هذا عن أن البقاء السياسي للأسد يتقدّم على الموقف الإيديولوجي، وأن سوريا في وضعها الحالي لن تشكّل مشكلة بالنسبة لإسرائيل".
====================
واشنطن بوست : سياسات أمريكا المدمرة والمتناقضة في الشرق الأوسط
عندما سحبت إدارة بايدن القوات الأمريكية من أفغانستان في عام 2021، رأى كثيرون أن هذه كانت لحظة فاصلة. فبعد عقدين من الحرب، استنتج القادة الأمريكيون أخيرا أنه لا أمل في تحويل الشرق الأوسط الكبير باستخدام القوة العسكرية. وقال الرئيس جو بايدن: "لم نذهب إلى أفغانستان لبناء الأمة. ومن حق الشعب الأفغاني وحده أن يقرر مستقبله وكيف يريد إدارة بلاده".
ولكن هذا التواضع لم يدم طويلا. فعلى مدار العام الماضي، وجدت الولايات المتحدة نفسها منجذبة إلى حماسة بناء الأمة مرة أخرى. فمنذ 7 أكتوبر 2023، تبنت الولايات المتحدة جهود إسرائيل لإعادة تشكيل جوارها بالقوة. والبيت الأبيض بقيادة بايدن، الذي أدرك ذات يوم استحالة إعادة تشكيل المجتمع الأفغاني، طالب بدلا من ذلك بتغيير شامل للنظام في غزة.
وزعم صناع السياسات الذين أيدوا سحب معظم القوات الأمريكية من الشرق الأوسط أن غزو إسرائيل للبنان يوفر "فرصة هائلة" لإعادة تشكيل النظام السياسي في البلاد وإعادة بناء جيشها. وكما قال دبلوماسي أمريكي لم يكشف عن هويته لمجلة الإيكونوميست: "الأمر أشبه بعام 2003 مرة أخرى".
ولكن مع عودة دونالد ترامب الوشيكة إلى البيت الأبيض، لا تظهر أي علامات على التراجع. ربما سعى الرئيس المنتخب إلى إنهاء جهود بناء الدولة في أفغانستان، لكنه يأمل الآن أن يتمكن المطورون من جعل غزة "أفضل من موناكو". وكما أظهرت فترة ولايته الأولى، فإن ترامب ليس لديه أي اهتمام بالانفصال عن إسرائيل عندما يتعلق الأمر بقضايا الأمن القومي.
وتشير قرارات ترامب الأولية بشأن الموظفين إلى أن هذا النمط سوف يستمر: قال روبرت ويلكي، الذي يقود فريق ترامب الانتقالي في البنتاغون، في الشهر الماضي فقط إن إسرائيل بحاجة إلى "إنهاء المهمة" ضد حزب الله في لبنان. وقد يساعد هذا في تفسير سبب مسارعة بنيامين نتنياهو إلى تهنئة ترامب في الانتخابات على أعظم عودة في التاريخ.
كان من المتوقع أن تعود الولايات المتحدة إلى التفكير الطوباوي في نواح كثيرة. ففي حين تلاشت الحرب على الإرهاب من شاشات التلفزيون الأمريكية، استمرت عملياتها في دول من اليمن إلى العراق وسوريا. وبرر المسؤولون الأمريكيون الهجمات باستخدام نفس التفويض لاستخدام القوة العسكرية الذي أقره الكونغرس في الأيام التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر.
ويخضع "حماس" و"حزب الله" للعقوبات بموجب نفس القوانين التي تحظر التفاعل مع تنظيم "القاعدة" وتنظيم "داعش". وإذا كان الكثير من إطار السياسة لعام 2003 لا يزال قائما، فهل من المستغرب أن تظل عقلية عام 2003 قائمة أيضا؟
وبعد أسبوع واحد من هجمات 7 أكتوبر، قارن بايدن هجوم حماس بالهولوكوست. وقال: "لن نقف مكتوفي الأيدي ولا نفعل شيئا مرة أخرى. ليس اليوم، وليس غدا، وليس أبدا". كما زعم الرئيس أن "القضاء" على حماس وحزب الله ضروري في الصراع القادم. ومن جانبه، حث ترامب إسرائيل على "إنهاء المهمة" بتدمير حماس في غزة.
لقد دعم البيت الأبيض تحت إدارة بايدن هذا الخطاب بتخطيط جريء لشرق أوسط جديد. فقد أمضى فريق بقيادة بريت ماكجورك، الخبير في شؤون الشرق الأوسط منذ فترة طويلة والذي ساعد إدارة بوش في محاولة بناء الدولة في العراق، نهاية العام الماضي في كتابة خطط لمستقبل غزة والتي تراوحت بين فرض حكم السلطة الفلسطينية وإرسال قوات عربية للعمل كقوات لحفظ السلام. وكان الهدف، على حد تعبير المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر، هو "مسار جديد إلى الأمام يمكن الفلسطينيين من إعادة بناء حياتهم وتحقيق تطلعاتهم خالية من طغيان حماس".
ومن المقرر أن تضاعف إدارة ترامب من هذا النهج. فقد اقترح ديفيد فريدمان ــ الذي يقال إن ترامب يفكر في تعيينه سفيرا له في إسرائيل ــ خطة عملية لقطاع غزة بعد الحرب، حيث تتمتع إسرائيل "بالسيطرة الأمنية الكاملة على قطاع غزة". وقال ترامب نفسه إنه يأمل في تنشيط غزة بعد الحرب من خلال تطوير العقارات ــ وهو الاقتراح الذي يبدو أنه حصل عليه من صهره جاريد كوشنر.
ويشير التاريخ إلى أن هذا النهج يواجه صعوبات كبيرة. فعندما غزت إسرائيل لبنان في عام 1982، كان هدفها إنشاء دولة أكثر طواعية على حدودها الشمالية، ولكن النتيجة الأكثر ديمومة كانت إنشاء حزب الله. كما ساعدت مغامرات أمريكا في بناء الدول في الشرق الأوسط في ظهور تنظيم الدولة الإسلامية دون إنتاج الاستقرار السياسي في العراق أو أفغانستان.
لا يوجد سبب وجيه للاعتقاد بأن هذه المرة ستكون مختلفة. وقد كانت الولايات المتحدة غير متماسكة في سياستها تجاه مستقبل غزة. ومع ارتفاع عدد القتلى وتصاعد الضغوط السياسية على بايدن، استقرت إدارته في موقف متناقض: حماس منظمة شريرة بطبيعتها ويجب تدميرها، وحماس هي الطرف الذي يجب على إسرائيل أن تسعى معه إلى التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.
لقد كان بإمكان واشنطن أن تدين حماس مع الإصرار على أنها حركة سياسية قومية تشبه جماعة متمردة لا تشبه تنظيم القاعدة، وهي منظمة مسلحة لم تسع إلى الحكم أو التفاوض مع أعدائها. وبدلا من ذلك، قبلت إدارة بايدن الإطار الإسرائيلي، ولم تترك مبررا كبيرا لأي شيء أقل من الحرب الشاملة. ولن يكون أمام ترامب خيار سوى تبني هذا الموقف.
لقد استغل المسؤولون الإسرائيليون هذا الهيكل من الإذن لمواصلة حملة وحشية بشكل خاص في غزة. وكما حدث، فإن هذا يشير إلى أن إسرائيل قد تفهم بشكل أفضل من أمريكا كيف يمكن للقوة أن تهدئ السكان. يقول ثاناسيس كامبانيس من مؤسسة سنتشري: "إن الحرب الشاملة والعنف الشديد يمكن أن ينتجا النتائج المرجوة". لكنه لاحظ أن هذا عادة ما ينطوي على "مستوى من الوحشية أعتقد أننا كأميركيين لا ينبغي لنا أن نشعر بالارتياح تجاهها".
وبالنتيجة فقد قتلت حملة إسرائيل ما لا يقل عن 43 ألف فلسطيني وشردت أكثر من 2 مليون شخص؛ وهي تجاوزات تركت المجتمع الدولي بالفعل غاضبا من إسرائيل وراعيتها الأمريكية. فإما أن جهود تغيير النظام محكوم عليها بالفشل أو أن الموقف الأخلاقي للولايات المتحدة محكوم عليه بالفشل.
ولكن الآن امتدت أهداف الغارات الجوية إلى ما هو أبعد من غزة إلى لبنان. وهناك أيضا تبنت مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن فكرة مفادها أن القوة الإسرائيلية ـ إلى جانب الدبلوماسية الأمريكية والدعم المالي ـ من الممكن أن توفر حلا مستداما لمشاكل البلاد. وربما دعا المسؤولون الأمريكيون علنا إلى وقف إطلاق النار، ولكنهم تحدثوا خلف الأبواب المغلقة عن الغزو باعتباره فرصة كبرى لإعادة تشكيل السياسة اللبنانية، كما قال كامبانيس في تصريح لصحيفة "ناون زيرو" نقلا عن محادثات أجراها مع كبار المسؤولين الأمريكيين.
وكما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخرا، يأمل الدبلوماسيون الأمريكيون في استخدام الغزو لانتخاب رئيس لبناني جديد وتهميش حزب الله. وفي حين يخشى صناع السياسات الأمريكيون أن تؤدي حملة إسرائيل إلى مقتل عدد كبير من المدنيين، فإنهم يرونها أيضا فرصة لإعادة بناء الجيش اللبناني ومساعدته على إعادة فرض سيطرته على حزب الله.
وكما هي الحال في غزة، فإن هذه الاستراتيجية لا أمل لها في النجاح. فقد يكره الساسة الوطنيون اللبنانيون حزب الله، ولكن كما قال كامبانيس، فإنهم ليسوا حريصين على تهميش خصومهم المحليين بمساعدة القوات الأجنبية. وأي جهد لإعادة بناء الجيش اللبناني سوف يواجه نفس المشاكل التي واجهتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق. وفي مقالة نشرتها مؤخرا مجلة "ريسبونسبل ستيتكرافت" (السياسة المسؤولة)، كتبت جنيفر كافاناغ، عالمة السياسة في "ديفينس بريليتس"، مضيفة أن "تدخل واشنطن من شأنه أن يجعل الوضع الهش بالفعل في لبنان أسوأ".
قد يظن المرء أن المسؤولين الأمريكيين يتفقون مع هذه الفكرة. ففي العام الماضي، انتقد نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس "إجماع السياسة الخارجية" على محاولة إعادة تشكيل الشرق الأوسط بالقوة. وكتب فانس في صحيفة وول ستريت جورنال: "لقد دعمت القيادة في كلا الحزبين غزو العراق، ومشروع بناء الدولة الذي استمر عقودا من الزمان في أفغانستان، وتغيير النظام في ليبيا، وحرب العصابات في سوريا. وكل هذه السياسات كلفت الكثير من المال وقتلت الكثيرين. ولم يخدم أي من هذه الصراعات المصلحة الوطنية في الأمد البعيد".
ولكن من المؤسف في الشرق الأوسط أن صناع السياسات الأمريكيين لم يتعلموا بعد من هذه القائمة الطويلة من الإخفاقات التي كانت حسنة النية. ولكن ربما كان هذا أمرا حتميا. فكيف كان بوسع الولايات المتحدة أن تسلك أي طريق آخر حين تنظر إلى أعداءها باعتبارهم أشرارا لا يمكن إصلاحهم؟
المصدر: واشنطن بوست
====================