الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/1/2020

سوريا في الصحافة العالمية 13/1/2020

14.01.2020
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :
  • نيويورك تايمز : امريكا خططت لاستهداف سليماني منذ 2018
https://www.almaalomah.com/2020/01/12/449176/
  • «نيويورك تايمز»: أكثر تدميرًا من الصواريخ.. هذه أقوى أسلحة إيران
https://www.sasapost.com/translation/irans-weapons-military/
  • «ستراتفور»: أبرز التوقعات السياسية والاقتصادية العالمية في 2020
https://www.sasapost.com/translation/2020-annual-forecast-geopolitics-intelligence-global-risk/
 
الصحافة البريطانية :
  • "ميدل إيست آي" :اقتصاد النظام السوري من سيئ إلى أسوأ.. ما علاقة الأزمة اللبنانية؟ 
https://nedaa-sy.com/news/18118
  • الغارديان :الولايات المتحدة وإيران: خفض التصعيد قد يكون قصير الأجل
https://alghad.com/الولايات-المتحدة-وإيران-خفض-التصعيد-ق/
 
الصحافة الروسية :
  • ذا موسكو تايمز :دور روسيا في سورية آخذ في التغير
https://alghad.com/دور-روسيا-في-سورية-آخذ-في-التغير/
 
الصحافة الامريكية :
نيويورك تايمز : امريكا خططت لاستهداف سليماني منذ 2018
https://www.almaalomah.com/2020/01/12/449176/
المعلومة/ ترجمة …
كشف تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية أن المسؤولين الامريكان بحثوا اغتيال الجنرال قاسم سليماني خارج ايران وفي سوريا او العراق منذ شهر تموز عام 2018 معتبرين ان الهجوم عليه في ايران امر في غاية الصعوبة.
وذكر التقرير أن “التحركات الامريكية شملت زراعة عدد من العملاء للابلاغ عن تحركاته في جميع انحاء المنطقة، حيث انه وبحسب ماورد فقد قدم مستشار الامن القومي السابق جون بولتون خيار الاغتيال لسليماني وغيره من قادة الحرس الثوري في ايار من نفس العام بعد نشر الولايات المتحدة لحاملة الطائرات والهجمات التي القت فيها الولايات المتحدة باللوم على ايران”.
وقال مسؤولون إن “القيادة المركزية الأمريكية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة بدأت بالتخطيط لاغتيال سليماني في شهر ايلول من عام 2018 ، وناقشا خيار اغتيال الجنرال في سوريا أو العراق، وكان يُنظر إلى سوريا على أنها الخيار “الأكثر تعقيدًا” وسط مخاوف من أن يؤدي استهداف سليماني أثناء تواجده بين قوات حزب الله إلى حرب مع إسرائيل”.
واضاف التقرير أن ” المذكرة التي تم تعميمها بادراج سليماني كهدف وتم توقيعها من قبل مستشار الامن القومي في ادارة ترامب روبرت اوبراين قد تمت في يوم 31 كانون الاول وهو نفس يوم الاحتجاجات امام السفارة الامريكية في بغداد على قصف مقرات الحشد الشعبي في يوم 27 كانون الاول من عام 2019.
وتابع أن “المذكرة تضمنت أيضًا خيارات لاستهداف منشأة طاقة إيرانية وسفينة القيادة والسيطرة التابعة لخفر السواحل في الحرس الثوري إلى جانب سليماني ، فيما اقترحت مذكرة أوبراين استهداف عبد الرضا الشهلي ، قائد قوة القدس بالقرب من صنعاء ، و تحركت الولايات المتحدة إلى الأمام باستهداف شهلي ، لكنها أخطأت الهدف”.
ووفقًا للمسؤولين ” فقد دعمت مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل بنشاط حملة اغتيال سليماني،فيما أثبت مسؤولو البنتاغون أنهم الأكثر تخوفًا ، حيث عبروا عن صدمة بشأن اختيار ترامب الرد الأكثر تطرفًا ضد ايران”.
واوضح التقرير أنه “و بعد وفاة سليماني ، كشف رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي للمشرعين العراقيين أن سليماني كان في العراق في مهمة سلام توسطت فيها بغداد بهدف تخفيف حدة التوتر بين إيران والسعودية”. وقال مهدي إن “ترامب شكره شخصياً على جهود بغداد في صنع السلام ، مع إعطاء الانطباع أن سليماني سيكون بأمان في العراق ، وكل ذلك أثناء التخطيط لمقتل القائد الإيراني”.
واشار التقرير الى أن ” المسؤولين في تعليقاتهم للصحيفة اكدوا انه “لا يوجد قطعة واحدة محددة من المعلومات الاستخباراتية” فيما يتعلق بخطط سليماني المزعومة لاستهداف المصالح الأمريكية في العراق، فيما اعترف المسؤولون أيضًا بأنه لا توجد معلومات تفيد بأن التهديد “وشيك” ولا معلومات عن العدد المحتمل للضحايا. وهذا يتناقض تصريحات وزير الخارجية مايك بومبو ، الذي قال للصحفيين بعد وقت قصير من مقتل سليماني إن القائد الإيراني نشر تهديدًا “وشيكًا” للولايات المتحدة وحلفائها”. بحسب زعمه . انتهى/ 25 ض
===========================
«نيويورك تايمز»: أكثر تدميرًا من الصواريخ.. هذه أقوى أسلحة إيران
https://www.sasapost.com/translation/irans-weapons-military/
فريق العمل
أعدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية تقريرًا عن أسلحة إيران التي قد ترد بها على اغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بعد الهجمات الصاروخية التي نفذتها يوم الأربعاء على قواعد أمريكية داخل العراق، والتي لم تُحدث أي إصابات في صفوف الأمريكيين.
يتحدث التقرير الذي أعده مدير مكتب الصحيفة بلندن ديفيد كيركباتيرك والكاتب الصحافي الإسرائيلي رونين برجمان عن امتلاك إيران أسلحة أخرى أقوى من الصواريخ التي أطلقتها على القواعد الأمريكية ولم تحدِث الكثير من الأضرار.
تقول الصحيفة في مستهل تقريرها: «إن المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأمريكيين فوجئوا بدقة الهجوم الإيراني وحجمه والجرأة الشديدة التي اتسم بها».
وتضيف أنه قبل أربعة أشهر استهدفت مجموعة من الطائرات بدون طيار المسلحة التي تحلق على عُلوٍّ منخفض وصواريخ كروز خزانات النفط في المركز الرئيسي لصناعة النفط السعودية؛ الأمر الذي أصاب واشنطن بالدهشة وتسبب أيضًا في وقف 5% من مجمل إنتاج النفط العالمي مؤقتًا.
تنوه الصحيفة إلى أنه لا يوجد أية دولة في المنطقة – ربما تكون إسرائيل هي الاستثناء في ذلك الصدد – كانت تستطيع التصدي لذلك الهجوم.
وتوضح الصحيفة أن الهجوم الإيراني على القواعد العسكرية الأمريكية الذي وقع في وقت مبكر يوم الأربعاء داخل العراق، وهو الهجوم المباشر الوحيد على الولايات المتحدة وحلفائها الذي تتبناه إيران منذ حادث اقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، اعتمد على الصواريخ الباليستية وتسبب في أضرار قليلة.
وتتابع الصحيفة: «لكن مع وصول التوترات بين الولايات المتحدة وإيران لأعلى مستوى لها خلال أربعة عقود، فإن النجاح غير المتوقع لهجمات سبتمبر (أيلول) الماضي على منشآت النفط السعودية يُعد تذكيرًا صارخًا بأن إيران تمتلك مجموعة من الأسلحة السرية في ترسانتها قد تشكل تهديدات أكبر في حال تصاعد الأعمال العدائية».
وبالرغم من أن إيران نفت مسؤوليتها عن الهجوم على منشآت النفط التابعة لشركة أرامكو السعودية، خلص مسؤولون أمريكيون إلى أن إيران كانت تقف وراء ذلك الهجوم، عن طريق إرسال طائرات دون طيار وصواريخ من إيران أو جنوب العراق.
ووفقًا للصحيفة فإن الجيش الإيراني التقليدي تدهور بشدة خلال فترة العزلة النسبية التي تعرضت لها البلاد منذ اندلاع الثورة الإسلامية في عام 1979، غير أن إيران قضت عقودًا تصقل قدراتٍ غير تقليدية، حتى باتت الآن من بين القدرات الأكثر قوة في العالم، وملائمة بشكل مثالي لتنفيذ حرب غير متناظرة ضد قوة عظمى مثل الولايات المتحدة.
تسيطر إيران على إحدى كبرى ترسانات الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز بالمنطقة، ولديها شبكة من الميليشيات الحليفة لها، فضلًا عن أكثر من 250 ألف مقاتل، إضافةً إلى فريق من قراصنة الحاسوب «هاكرز» يصنفهم مسؤولون أمريكيون بأنهم من بين الأكثر خطورة في العالم.
طورت إيران أيضًا طائرات مراقبة مسلحة بدون طيار، ولأنها تفتقر إلى أسطول تقليدي قوي؛ سعت بطرق أخرى لوقف تدفق النفط قبالة الخليج العربي من خلال أسطول من الزوارق السريعة الصغيرة ومخزون من الألغام المزروعة تحت الماء.
وتنقل الصحيفة عن جاك والتينج المحلل بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة وهو مركز أبحاث أمنية في لندن قوله: «إن قدراتهم الهجومية أكبر بكثير من القدرة الدفاعية التي تصطف ضدهم. كما أن قدرتهم على إلحاق أضرار جسيمة تجعل تكلفة الحرب مع إيران كبيرة للغاية».
وتشير الصحيفة إلى أن هجوم إيران الأربعاء الماضي، والذي وصفته بأنه «غير فعال»، أظهر نطاق صواريخها الباليستية – والتي يصل بعضها لأكثر من 600 ميل – بالرغم من عدم دقتها؛ إذ سقط العديد منها بعيدًا عن الأهداف المفترضة لها.
وألمح بعض المحللين إلى أن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي ربما يكون قد أمر عمدًا بشن هجوم «رمزي» غير ضار نسبيًا؛ ليظهر للإيرانيين أن هناك ردًا قويًا على اغتيال سليماني، دون إشعال حرب شاملة مع واشنطن.
ويقول كريم سادجابور، الباحث الإيراني في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: «كان على خامنئي أن يختار ردًا محسوبًا بدقة؛ بحيث يحفظ ماء وجه إيران من ناحية، ولا يكون كبيرًا للغاية لدرجة أن يخرج الموقف عن السيطرة، من ناحية أخرى».
وترى الصحيفة أن إيران وحلفاءها ربما لا يزالون يخططون لأنماط انتقام غير معلنة ردًا على اغتيال أمريكا الأسبوع الماضي لسليماني فيما يزعم محللون أن إيران وحلفاءها من الميليشيات المسلحة سيعودون إلى نمط هجماتهم السرية غير المباشرة التي لا تترك وراءها أي دليل واضح حول مسؤولية طهران عنها.
وقالت الميليشيات المدعومة من إيران داخل العراق، والتي فقدت أيضًا أحد قادتها، وهو أبو مهدي المهندس في الغارة الأمريكية ذاتها التي قتلت سليماني يوم الأربعاء: إنها ستثأر بطريقتها الخاصة. وكذا توعد حسن نصر الله الأمين العام لميليشيا «حزب الله» اللبنانية بأن حركته ستنتقم أيضًا على النحو ذاته.
مبدأ العين بالعين
تسلط الصحيفة الضوء على أمر تقول إن إيران أبدت اهتمامًا طويل الأمد به وهو: الاغتيالات، ذلك التكتيك الذي يمكن أن يضاهي وعود المسؤولين الإيرانيين باتخاذ تدابير ترقى لمستوى الانتقام الملائم لمقتل الجنرال سليماني.
وقال العديد من الخبراء في الشأن الإيراني: إن مقتل مسؤول أمريكي على الأرجح داخل المنطقة قد يكون الانتقام الذي تسعى إليه طهران بمبدأ العين بالعين. وفي هذا السياق يقول السير جون جنكنز السفير البريطاني السابق لدى السعودية: «بالتأكيد لن أخرج إلى العديد من الأماكن العامة؛ لأن خطر التعرض للاختطاف أو الاعتداء عليّ كبير للغاية».
تقول الصحيفة: «إن نسبة نجاح إيران في اغتيال المسؤولين الأجانب غير كبيرة؛ إذ حاولت سابقًا وفشلت في اغتيال دبلوماسيين إسرائيليين بتايلاند، وجورجيا، والهند، فضلًا عن تفجير تجمع بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس، حيث كان يتحدث رودلف جولياني عمدة نيويورك الأسبق».
تمكن عملاء في هيئات إنفاذ القانون الأمريكية من إحباط مؤامرة لتفجير مطعم إيطالي في واشنطن بهدف مقتل دبلوماسي سعودي.
تشير الصحيفة أيضًا إلى أنه خلال العام 2011 تمكن عملاء في هيئات إنفاذ القانون الأمريكية من إحباط مؤامرة «وقِحة وحمقاء» لاستئجار بلطجية من عصابة مخدرات مكسيكية «كارتل» بقيمة مليون ونصف مليون دولار لتفجير مطعم إيطالي في واشنطن بهدف قتل دبلوماسي سعودي.
يعلق إيلان جولدنبرج المسؤول السابق بالبنتاجون ورئيس فريق إيران بالوزارة في ذلك الوقت على ذلك قائلًا: « لم نستطع تصديق ذلك.. الجميع داخل الاستخبارات كان يعتقد أن ذلك كان مجرد ضجيج جنوني، حتى ظهرت دفعة أولى من المبلغ بقيمة 150 ألف دولار في حساب بنكي».
نقطة ضعف في معظم أنظمة الدفاع الصاروخي
تنوه الصحيفة عن أن هجوم سبتمبر الماضي ضد السعودية يقدم بديلًا مخيفًا، ويرجع ذلك جزئيًا لأنه كشف عن نقطة ضعف في معظم أنظمة الدفاع الصاروخي، وهو أن غالبيتها مصمم للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، ولم يجر تجهيز أي منها للكشف عن عدد كبير من صواريخ الكروز والطائرات دون طيار عالية السرعة التي تحلق على علو منخفض، ناهيك عن إيقافها.
ويؤكد مسؤولون أن الهجوم أظهر أن التكنولوجيا الإيرانية أكثر تطورًا مما توقعته وكالات الاستخبارات الأمريكية. ويقول الجنرال كينيث ماكينزي قائد القيادة الأمريكية الوسطى في مقابلة جرت مؤخرًا: «إن الهجوم على حقول النفط في السعودية كان مذهلًا في مدى جرأته».
تنقل الصحيفة عن تال إنبار، المدير السابق لقسم الفضاء والبحوث لدى معهد فيشر لدراسات الجو والفضاء الاستراتيجية في إسرائيل، قوله: «إن دقة الهجوم لم تكن لتتحقق بمجرد استخدام نظام ملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS)» ويرجح أن الهجوم استعان بقدرات أفضل بكثير خلال ذلك الهجوم. مشيرًا إلى احتمالية تركيب كاميرات على الصواريخ والطائرات بدون طيار لمقارنة الواقع بصورة الهدف.
تقول الصحيفة: «على عكس الطائرات دون طيار الأمريكية أو الصينية الأكثر تطورًا، لا تستطيع الطائرات الإيرانية إطلاق الصواريخ من الجو.. لكن يمكن تحميلها بالمتفجرات، على النحو الذي يعتقد أنه استخدم في الهجوم الذي استهدف السعودية، لتصبح صواريخ موجهة عن بعد».
دور الصين وروسيا وكوريا الشمالية
تكشف الصحيفة عن أن صواريخ كروز الإيرانية طويلة المدى يمكنها أن تضرب أهدافًا على بعد أكثر من 1500 ميل (2400 كيلومتر) من حدود إيران، وتصل إلى أماكن بالخليج العربي. وفي حين زودت الصين وروسيا وكوريا الشمالية إيران بالتقنية والذخائر، أنتجت إيران داخليًا طائرات دون طيار يجري التحكم فيها عن بعد.
«هذا هو ما يجعل قوة إيران تمتد إلى ما وراء حدودها».
وحتى وقت قريب فضلت إيران الاعتماد على شبكتها من الميليشيات الحليفة لها بالمنطقة، بما في ذلك «حزب الله» في لبنان ومجموعة الميليشيات العراقية المنضوية تحت لواء قوات «الحشد الشعبي» و«الحوثيين» في اليمن وغيرها من الجماعات في جميع أنحاء المنطقة.
ويلفت التقرير إلى أن بعض تلك الميليشيات، مثل «حزب الله» أو القوات العراقية، كبيرة الحجم ومسلحة جيدًا ومؤسسية لدرجة تجعلها أشبه بجيوش محترفة أكثر من كونها مجرد ميليشيات غير رسمية.
يعلق أفشون أوستوفار الأكاديمي المتخصص في الشؤون الأمنية الإيرانية بالمدرسة البحرية العليا في مونتيري بولاية كاليفورنيا على هذه القدرات قائلًا: «هذا هو ما يجعل قوة إيران تمتد إلى ما وراء حدودها».
وتنتقل الصحيفة بعدها للحديث عن رد فعل إدارة الرئيس دونالد ترامب على إيران وعقوباتها الاقتصادية الواسعة ضد طهران خلال العام الماضي والتي أضرت باقتصادها وحدّت من قدرتها على تمويل هذه الميليشيات المتحالفة معها.
«فترة وعرة من الصراع»
لكن تقريرًا أصدره مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية الأسبوع الحالي خلُص إلى أن إجمالي عدد المقاتلين في صفوف الميليشيات المدعومة إيرانيًا استمر في الزيادة باطراد ليتراوح ما بين 150 ألف إلى أكثر من 250 ألف مقاتل.
وبالرغم من جهود الولايات المتحدة وإسرائيل استمرت إيران في تهريب صواريخ متنوعة المدى والقدرات إلى وكلائها في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، وفقًا لمسؤولي دفاع أمريكيين وإسرائيليين.
وتوضح الصحيفة أن موجة الهجمات الأخيرة بدأت بين الولايات المتحدة وإيران بهجوم صاروخي أدى إلى مقتل عسكري أمريكي في العراق، لترد الولايات المتحدة بضربة على ميليشيات مدعومة إيرانيًا لتبدأ حلقة من التصعيد.
وتستطرد الصحيفة: «لكن بعيدًا عن وضع حد لهذه الهجمات الصاروخية، قالت بعض الميليشيات التي تدعمها إيران في العراق، إنه حتى بدون التشجيع الإيراني فإنها تعتزم الآن تصعيد هجماتها على القوات الأمريكية من أجل طردها من البلاد».
ويعتقد أوستوفار أننا نتهيأ لما «سيكون فترة وعرة من الصراع».
سلاح الهجمات الإلكترونية.. ورقة إيران الرابحة
تنتقل الصحيفة للحديث عن سلاح آخر يمكن أن يتسبب في أضرار جسيمة بتكلفة أقل ولا يترك وراءه أدلة على هوية المنفِّذ وهو سلاح الهجمات الإلكترونية الذي ربما يكون ورقة إيران الرابحة. مدللةً على ذلك باكتشاف خبراء الأمن الإلكتروني والمسؤولين الحكوميين زيادة في الأنشطة الضارة من جانب القراصنة المؤيدين لإيران ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والذي يعتقد هؤلاء المسؤولون أنهم قد ينفذون هجمات أكثر خطورة من داخل طهران.
يقول المسؤولون الأمريكيون وخبراء الأمن الإلكتروني المستقلون إن هجمات البرمجيات الخبيثة الإيرانية على السعودية كانت من بين أكثر هذه الهجمات تدميرًا في التاريخ؛ حيث تسببت في أضرار بعشرات الملايين من الدولارات.
أقدم القراصنة على محو المعلومات من الأقراص الصلبة لشركة النفط الحكومية السعودية «أرامكو» وترك صورة علم أمريكي محترق على الشاشات.
وتتحدث الصحيفة تفصيلًا عن هذه الهجمات والتي كان أولها هجوم 2012 الذي عزاه مسؤولون أمريكيون إلى إيران، حين أقدم القراصنة على محو المعلومات من الأقراص الصلبة لشركة النفط الحكومية السعودية «أرامكو» وترك صورة علم أمريكي محترق على الشاشات.
أما الهجوم الثاني، والذي وقع عامي 2016 و2017، فأدى إلى تدمير ملفات البنك المركزي السعودي وبعض الوزارات الحكومية والعديد من الشركات الخاصة.
ويصنف دان كوتس مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية الأسبق إيران أنها واحدة من أخطر أربعة مصادر للتهديدات الإلكترونية خلال العام الماضي، إلى جانب الصين، وروسيا، وكوريا الشمالية.
وأضاف أن إيران قادرة على إحداث آثار تخريبية داخلية مؤقتة، مثل تعطيل شبكات الشركات التابعة لشركة كبيرة ما بين عدة أيام إلى أسابيع، على غرار الهجمات التي أدت لحذف بيانات العشرات من شبكات القطاعين الحكومي والخاص بالسعودية.
وفيما يتعلق بالرد على اغتيال سليماني، ألمحت الصحيفة إلى هجوم إلكتروني قام خلاله قراصنة إيرانيون باختراق مؤقت للصفحة الرئيسة لموقع برنامج مكتبة الإيداع القانوني الفيدرالية، ونشر عبارات مدح لسليماني بدلًا عن محتواه.
ونشر القراصنة رسالة مؤيدة لإيران على الصفحة الرئيسة وصورة لدونالد ترامب ملطخة ببقع الدماء وتعليقا بالأسود والأبيض يقول: «هذا ليس سوى جزء يسير من قدرة إيران السيبرانية».
===========================
«ستراتفور»: أبرز التوقعات السياسية والاقتصادية العالمية في 2020
https://www.sasapost.com/translation/2020-annual-forecast-geopolitics-intelligence-global-risk/
فريق العمل
نشر موقع «ستراتفور» الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والأمنية تقريرًا عن توقعاته لعام 2020 في العديد من المجالات، لا سيما السياسة والاقتصاد في العديد من دول العالم.
وفي البداية، أوضح التقرير أن الغموض الذي يخيم على نتائج الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونجرس في الولايات المتحدة سيشكل الأساس الذي تعتمد عليه الدول في جميع أنحاء العالم في تصرفاتها وقراراتها في عام 2020.
وعام الانتخابات المثيرة للجدل في الولايات المتحدة يعني أنه حتى في حين تتعامل الدول الأخرى مع اهتماماتها المحلية والإقليمية والعالمية، يجب عليها أن تأخذ في الاعتبار الفرص والمخاطر المتمثلة في القرارات التي تتداخل مع المصالح الأمريكية، فضلًا عن مراعاة التغيير الدراماتيكي المحتمل في الموقف الأمريكي بعد الانتخابات.
ويشير الموقع إلى أن الدول «المارقة» بدورها، مثل إيران وكوريا الشمالية، والجهات الفاعلة من غير الدول مثل طالبان والدولة الإسلامية، ستُقيِّم الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز سلوكها لاستغلال نقاط الضعف المُتصوَّرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، مع حساب المخاطر أو المصالح أيضًا في عقد صفقات مع إدارة ترامب، أو انتظار تغيير محتمل في القيادة الأمريكية.
وإذا ضغطت هذه الدول والجهات الفاعلة من أجل تسريع الاستجابة من طرف الولايات المتحدة لصالحها، فإن خطر المواقف العدوانية، التي من شأنها أن تتضمن الأعمال العسكرية والحربية، سوف يزداد، إلى جانب احتمال وقوع الولايات المتحدة في خطيئة سوء التقدير عند ردِّها على التكتيكات العدوانية.
ولفت التقرير إلى أن الصين وروسيا وغيرهما من المنافسين للولايات المتحدة، بالإضافة إلى شركاء واشنطن في أوروبا وآسيا، سوف تتعامل مع الولايات المتحدة بشأن الوفاء بالالتزامات أو رفضها بحذر أكبر في عام 2020، حتى تصل إلى حالة من اليقين بشأن الإدارة المقبلة.
وستنظر هذه الدول في علاقتها طويلة الأمد بالولايات المتحدة، سعيًّا منها إلى تجنب الالتزامات التي قد تأتي بنتائج عكسية أو اتخاذ إجراءات على فرض أن هناك تغييرًا في قيادة البيت الأبيض.
ما الذي ينتظر صناعة النفط في عام 2020؟
تحديات عديدة تواجه النمو الاقتصادي
يضيف التقرير: «بينما أبرزت توقعات ستراتفور لعام 2019 العديد من التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي العالمي، فنحن في عام 2020 أقل تفاؤلًا بشأن قدرة العالم على تجنب الصدمات الاقتصادية المحلية».
يمكن لعدد من العوامل أن تساهم في عدم الاستقرار الاقتصادي المحلي، مثل الضغوط الاجتماعية والسياسية الناجمة عن تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي في الصين، والاحتجاجات المتزايدة بشأن عدم المساواة الاجتماعية، وبرامج التقشف الاقتصادي في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط – التي تفاقمت بسبب الركود في أسعار السلع – والغموض حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأضاف التقرير: «كما يؤدي غموض حالة اتفاقيات التجارة العالمية، والفعالية المحدودة للأدوات المالية والنقدية المتوفرة للحكومات التي تعمل بالفعل بأسعار فائدة منخفضة للغاية، إلى تعقيد هذه القضايا المحلية. وفي حين أنه يمكن إلى حد كبير السيطرة على أزمة واحدة حال وقوعها، فإنه في حالة حدوث الأزمات في تتابع سريع أو حدوث عدم استقرار اقتصادي في عدة أماكن في وقت واحد، يمكن أن تتفاقم الأمور بسرعة ككرة الثلج بفعل التأثير العالمي. وعلى الرغم من أننا نتوقع تراجعًا جزئيًّا في حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، فإن الاختلافات المنهجية العميقة بين الدولتين لن تُحل في عام 2020، إن وجدت. والأجندات الاقتصادية المختلفة للولايات المتحدة والصين وأوروبا لا تترك سوى مجال ضئيل للتعاون، مما يزيد من المخاطر الاقتصادية العالمية».
المنافسة العالمية المتنامية التي تركز على التطور التكنولوجي ستزيد من حدة المعارك السياسية، وتؤثر سلبًا في الاستقرار الاقتصادي.
وأردف التقرير أن المنافسة العالمية المتنامية التي تركز على التطور التكنولوجي ستزيد من حدة المعارك السياسية، وتؤثر سلبًا في الاستقرار الاقتصادي. وستسلط الانتخابات الأمريكية الضوء على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيري لنشر معلومات مضللة وزرع الفتنة.
ومن المحتمل أن يؤدي التنافس على سلاسل الإمداد التكنولوجي، والبنى التنظيمية المختلفة المتعلقة بالأمن القومي وخصوصية الأفراد والمصالح التجارية، إلى زيادة الهوة بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا أكثر مما هي عليه اليوم؛ مما يضع سلاسل الإمداد التكنولوجي العالمية تحت ضغط، ويزيد من أعمال التجسس الاقتصادي، ويسلط الضوء على الاختلافات الصارخة في الطرق المتبعة لتشكيل إجماع تنظيمي عالمي.
الاتجاهات العالمية في كل منطقة
وأكد التقرير أنه في العالم الذي نعيش فيه اليوم، أصبحت الدول مترابطة على نحو متزايد عن طريق الجو والبر والبحر والفضاء السيبراني. ونظرًا لأن العولمة قاربت بين الدول والقارات؛ أصبحت حدود الخرائط وحواجز الجغرافيا أمورًا مهملة إلى حد ما.
والآن يمكن أن يكون للأحداث الدائرة في منطقة ما تداعيات في منطقة أخرى بسهولة، وقد تمتد هذه التداعيات في بعض الأحيان لتصل إلى جميع أنحاء العالم. وفيما يلي نستكشف التداعيات ذات التأثير الأكبر في صنع القرار الدولي خلال فترة التنبؤ التي نحن بصدد الحديث عنها.
آسيا والمحيط الهادئ
وأشار التقرير إلى أن تعداد السكان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر من أي منطقة أخرى. وتتركز هذه المنطقة على الحافة الغربية للمحيط الهادئ، وتشمل أقصى شرق قارة آسيا، بالإضافة إلى الأرخبيل الذي يتقاطع مع الساحل.
وشهد العديد من بلدان هذه المنطقة، وأبرزها الصين، نموًّا اقتصاديًّا سريعًا في النصف الثاني من القرن العشرين، مما أعطى المنطقة شعورًا جديدًا بالأهمية الاقتصادية العالمية التي ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
ستشكل الفعالية التي تدير بكين من خلالها عملية الانتقال هذه توازن القوى الإقليمي.
ومع ذلك، تعتمد هذه الأهمية إلى حد كبير على الصين؛ تلك القوة التي تمر بمرحلة انتقالية، والتي يضع صعودها شبكة التحالفات الأمريكية التي سيطرت على المنطقة لفترة طويلة تحت الاختبار. وستشكل الفعالية التي تدير بكين من خلالها عملية الانتقال هذه توازن القوى الإقليمي في العقود القادمة.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وانتقل التقرير إلى الحديث عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفاد بأن: «المنطقة تُعد مفترق طرق العالم. وتشمل هذه المنطقة شبه الجزيرة العربية، وجبال إيران، وسهول تركيا، وصحاري بلاد الشام، والأراضي الواقعة شمال الصحراء وجميع السواحل بينها.
تتلخص قصة المنطقة في التجارة وتبادل المنفعة والصراع.
وتتلخص قصة المنطقة، كما هو الحال في كثير من الأحيان بالنسبة للأماكن المحصورة بين اللاعبين الأجانب، في التجارة وتبادل المنفعة والصراع. والقوى التقليدية في المنطقة هي تركيا وإيران – بينما تمثل المملكة العربية السعودية ومصر قاطرة القوى العربية في الوقت الحالي – وتنافسهما في التأثير في الدول الأضعف في المنطقة يجعل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ساحة للعنف وعدم الاستقرار.
أوروبا
وإلى أوروبا، التي يوضح التقرير أنها تقع غرب أوراسيا (الكتلة الأرضية المكونة من قارتي أوروبا وآسيا)، وهي منطقة مهيأة للانقسام.
قارة ممزقة بفعل ثقافات متمايزة لا يمكن التوفيق في أغلب الأحيان بين خلافاتها.
تحاط أوروبا من جميع الجوانب تقريبًا بالجزر وشبه الجزر؛ مما يُصعِّب من تماسكها. وعلاوةً على ذلك، يقع النصف الشمالي من القارة في سهل تتيح أنهاره القصيرة المتعرجة للبلدان الفرصة للعمل معًا دون إجبارها على ذلك. فيما يقع النصف الجنوبي بين مناطق جبلية أعاقت تاريخيًّا إنشاء اقتصادات قوية وموحدة.
ونتيجةً لذلك، أصبحت أوروبا قارة ممزقة بفعل ثقافات متمايزة لا يمكن التوفيق في أغلب الأحيان بين خلافاتها، بحسب التقرير.
الأمريكتان
أردف تقرير «ستراتفور» أن الأمريكتان تمتدان من الدائرة القطبية الشمالية في كندا إلى الطرف الجنوبي لتشيلي.
هذه المنطقة المتنوعة جغرافيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا موطن الولايات المتحدة؛ تلك الأمة التي ساعدت جغرافيتها في أن تصبح القوة الاقتصادية والعسكرية الأولى في العالم، وهذا الصعود ساعده جزئيًّا على إخضاع المكسيك وكندا لدائرة نفوذها.
وفي أقصى الجنوب، تقع دول أمريكا الجنوبية التي أشبه ما تكون بالجزر؛ حيث تفصل بينها مساحات شاسعة من الجبال والأنهار والغابات التي لا يمكن اختراقها. وعلى الرغم من ذلك، قد تتحد هذه الدول معًا على نحو أوثق، إلا أن العلاقات الأعمق، مثل تلك التي تميز قارة أمريكا الشمالية، ستكون بعيدة المنال.
أوراسيا
ألمح التقرير إلى أن أوراسيا أكثر المناطق اتساعًا في العالم؛ إذ تربط الشرق بالغرب، وتشكل جسرًا بريًّا يحد أوروبا، وآسيا، والمحيط الهادئ، والشرق الأوسط، وجنوب آسيا. وتشكل حدود هذه المنطقة الضخمة من الأرض السهل الأوروبي الشمالي، وجبال الكاربات، وجبال القوقاز الجنوبية، وجبال تيان شان، وسيبيريا.
هذه الاستراتيجية تخلق بالضرورة صراعًا في جميع أنحاء المناطق الحدودية التابعة لروسيا.
وفي القلب من منطقة أوراسيا، تقع روسيا، وهي دولة حاولت عبر التاريخ، بدرجات متفاوتة من النجاح، أن تمد نفوذها إلى أبعد مدى في أوراسيا، وهي استراتيجية تهدف إلى عزلها عن القوى الخارجية. ولكن هذه الاستراتيجية تخلق بالضرورة صراعًا في جميع أنحاء المناطق الحدودية التابعة لروسيا؛ مما يضع أوراسيا في حالة شبه دائمة من عدم الاستقرار.
جنوب آسيا
أشار التقرير إلى إن كل ما يفيد في مجال الجغرافيا السياسية يمكن أن تجده في جنوب آسيا، حيث التركيبة السكانية الصعبة، والتنوع الجغرافي، والحدود غير المرسومة والمتنازع عليها.
تشكل جبال الهيمالايا الحدود الشمالية لجنوب آسيا، والتي يدعم نهراها الرئيسيان، السند والجانج، المراكز السكانية الكبيرة في المنطقة.
تُعد الهند الدولة المهيمنة في المنطقة، وهي موطن أسرع الاقتصادات نموًّا في العالم.
وتُعد الهند الدولة المهيمنة في المنطقة، وهي موطن أسرع الاقتصادات نموًّا في العالم. لكن تنافسها مع باكستان المجاورة، وهي أيضًا دولة ذات سلاح نووي وسوق استهلاكي متنامٍ، حوَّل جنوب آسيا إلى واحدة من أخطر المناطق النووية في العالم.
كما تُعد المنطقة شهادة حيَّة على كيف يمكن للتشدد والسياسة العسكرية أن يقوِّضا التكامل الإقليمي اللازم لإفساح المجال أمام نمو اقتصادي أفضل.
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
واختتم المركز تقريره بالحديث عن أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى؛ وأوضح أنها: «تُعد نموذجًا للتنوع. وتغطي منطقة تمتد بعرض القارة بأكملها بدءًا من الصحراء الكبرى وتنتهي في أقصى الجنوب من جنوب أفريقيا، وهي موطن لعدد لا يحصى من الثقافات واللغات والأديان والنباتات والحيوانات والموارد الطبيعية.
وليس غريبًا أنها استحوذت على خيال المستكشفين الأوائل في أوروبا، وما تزال تستحوذ على خيال القوى العالمية الحالية التي تتوق إلى استغلال ثرواتها.
وعلى الرغم من تنوع المنطقة، تواجه البلدان في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى تحديات مشتركة – مثل: الإرهاب العابر للحدود الوطنية، والنمو السكاني السريع، والفقر المدقع، والفساد – تمنعها من الاستفادة من إمكانياتها الاقتصادية. وستكون السنوات القادمة حاسمة بالنسبة للمنطقة، خاصة وأن مؤسساتها السياسية تنضج في عالم يتحول إلى العولمة بخطى سريعة.
===========================
الصحافة البريطانية :
"ميدل إيست آي" :اقتصاد النظام السوري من سيئ إلى أسوأ.. ما علاقة الأزمة اللبنانية؟ 
https://nedaa-sy.com/news/18118
مترجم - نداء سوريا
سلّط موقع "ميدل إيست آي" الضوء على التدهور السريع في اقتصاد النظام السوري على وقع العقوبات والحرب الطويلة وعلاقة ذلك باﻷحداث في لبنان.
وفي تقرير ترجمته "نداء سوريا" نقل الموقع عن "جهاد يازجي" محرر مجلة "سوريا ريبورت"، وهي نشرة أخبار اقتصادية قوله: "إن العلاقات بين السوريين والقطاع المصرفي اللبناني تاريخية" موضحاً أن "لبنان كان يعتبر أكثر أماناً، وكان يتمتع بالسرية المصرفية".
وأضاف يازجي: "هناك سرية مصرفية ومن الصعب تتبُّع هذه المعاملات، من الصحيح أن الكثير من السوريين يملكون حسابات لكن رقم 20 مليار دولار مُبالَغ فيه".
من جهته قال "دان عزي" الرئيس التنفيذي السابق لشركة "ستاندرد تشارترد" في لبنان: "كانت البنوك (خارج لبنان) مترددة للغاية في السماح للسوريين بفتح حسابات حتى أولئك الذين لم تتم معاقبتهم".
وذكر "صاحب مكتب صرف عملات أجنبية في لبنان لم يكشف عن هويته" أن "السوريين الذين يصرفون الليرة مقابل الدولار استمروا رغم العقوبات وكانوا قادرين على شراء ما أرادوا بالدولار ولم يتم طرح أي أسئلة لكن الآن أصبح الأمر أكثر صعوبة".
وأوضحت "ميدل إيست آي" أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة عندما فرضوا عقوبات على نظام اﻷسد في عام 2011 فقد كان الهدف الضغط مالياً على بشار الأسد "لكن لبنان كان عالقاً في مفترق طرق حيث تم الضغط عليه للحد من وصول النظام السوري إلى النظام المالي العالمي في ضوء العلاقات المصرفية الطويلة الأمد بين الدولتين".
وبحسب التقرير فإنه عندما قامت سوريا بتأميم بنوكها في الستينيات من القرن الماضي هرب رأس المال الخاص إلى لبنان وتم تأسيس البنوك هناك من قِبل مستثمرين سوريين مثل بنك "بلوم" ثالث أكبر بنك في البلاد والذي لا تزال تديره عائلة الأزهرية.
وطوال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) واحتلال النظام السوري حتى عام 2005م كان لبنان بمثابة مركز صرف العملات الأجنبية لدمشق فقد كانت سوريا اقتصاداً مغلقاً، وكان من غير القانوني تداوُل الدولار خارج البنوك المملوكة للدولة.
وبعد انسحاب النظام السوري في أعقاب المظاهرات الحاشدة التي اندلعت في بيروت في ربيع عام 2005 فتحت المصارف اللبنانية خمسة فروع في سوريا.
وذكرت برقيات السفارة الأمريكية المسربة من عام 2008 أن الأفراد المقربين من نخبة الأسد لديهم حسابات بأسماء مختلفة في لبنان بما في ذلك رجل الأعمال الملياردير وابن عم الأسد "رامي مخلوف".
وفي 2011 ذكرت مجلة "الإيكونوميست" أنه تم تحويل أكثر من 20 مليار دولار بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن الودائع السورية تمثل ما بين 10 إلى 40 في المائة من إجمالي الودائع في لبنان.
كما ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" أن 80% من السوريين الأثرياء المقربين من اﻷسد احتفظوا بأموالهم في لبنان ومع ذلك، كان وما زال من غير الواضح مقدار الأموال السورية التي كانت متوقفة هناك.
ومع تشديد العقوبات على نظام اﻷسد والضغط على لبنان أغلقت البنوك اللبنانية حسابات السوريين المعاقبين، لكنها قلَّلت من شأن الأفراد المعاقبين في مجالس إدارة فروع البنوك السورية مثل "رامي مخلوف" في بنك بيبلوس سوريا و"أحمد الكزبري" في بنك الشرق.
ثم تصاعد الضغط الدولي بشكل أكبر مع قيام واشنطن بتقديم قانون منع التمويل الدولي لحزب الله في عام 2014 ، والذي تم تجديده لاحقاً في عام 2018 لمحاولة عزل حزب الله مالياً.
وفي أوائل عام 2016 ، قدّر صندوق النقد الدولي أن النظام السوري يملك مليارَ دولارٍ واحداً من الحيازات بالعملات الأجنبية في حين قدر البنك الدولي أنها تصل إلى 700 مليون دولار منخفضة من 20 مليار دولار في عام 2010.
في الوقت نفسه ، كانت الليرة السورية في منحدر زلق ، حيث انخفضت من التداول عند 47 ليرة إلى الدولار الأمريكي في عام 2010 إلى 400 ليرة سورية بحلول عام 2016.
وبحلول بداية عام 2019 وصلت الليرة إلى 535 مقابل الدولار، وانخفضت إلى 663 ليرة سورية في شهر تشرين اﻷول/ أكتوبر مع تشديد لبنان لتحويلاته الخارجية وشكوكه في النظام المالي اللبناني.
وفي 17 تشرين اﻷول/ أكتوبر اندلعت انتفاضة في لبنان، مما دفع البنوك إلى إغلاق أبوابها لمدة أسبوعين وفرض ضوابط غير رسمية بعد ذلك على رأس المال والحد من عمليات السحب بالدولار الأمريكي و"كما علق لبنان تماماً في العقوبات المفروضة على نظام اﻷسد أصبح اﻷخير غارقاً في الأزمة المالية اللبنانية".
وهكذا أغلقت الأزمة اللبنانية الباب الرئيسي أمام النظام السوري للحصول على الدولار، وبات وضعه الاقتصادي ينتقل من سيئ للغاية إلى أسوأ، ولا تسمح البنوك اللبنانية حالياً للسوريين المقربين من اﻷسد بسحب الأموال إلا بالليرة اللبنانية.
وبحسب التقرير سوف يتأثر النظام السوري ولبنان بقانون "قيصر"، مشيراً إلى أنه سيكون له عواقب سلبية على الجانبين؛ حيث "سيكون التعامل مع النظام السوري أكثر مخاطرة؛ لأنه سيؤدي من الناحية الفنية لمواجهة العقوبات من الأمريكيين" وهذه "أخبار سيئة لشركات المقاولات اللبنانية التي كانت تسعى للحصول على عقود لإعادة إعمار سوريا، وهو ما يحتاجه الاقتصاد بشدة الآن".
===========================
الغارديان :الولايات المتحدة وإيران: خفض التصعيد قد يكون قصير الأجل
https://alghad.com/الولايات-المتحدة-وإيران-خفض-التصعيد-ق/
افتتاحية – (الغارديان) 8/1/2020
ترجمة: علاء الدين أبوزينة
كانت مشاعر الارتياح التي أعقبت الانتقام الإيراني الكبير -وإنما المعايَر بدقة ضد الولايات المتحدة لمقتل قاسم سليماني- غريزة مفهومة ومستحقة. كان يمكن أن تكون الأمور أسوأ اليوم. ولكن، لا يمكن أن يكون هناك رضا نهائي عن الوضع الراهن: فقد تمت تهدئة المخاطر لفترة قصيرة ولم يتم تجنبها بالكامل. وفي حين قال دونالد ترامب يوم الأربعاء إن إيران “تبدو وكأنها تتراجع”، فإننا لن نعرف الأثر الحقيقي للاغتيال لعدة أشهر قادمة -وربما لسنوات.
كانت الهجمات التي شُنت على القواعد العراقية التي تستضيف قوات الولايات المتحدة والتحالف هي العمل الإيراني الأكثر مباشرة ضد الأميركيين منذ الاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران في العام 1979، وأول هجوم مباشر يُشن على قاعدة أميركية. وكان هذا عرضاً جريئاً ورمزياً: عملية تم توقيتها لتتناسب مع مصرع الجنرال، لكنها كانت محدودة أيضا. وعلى الرغم من المزاعم الإيرانية عن سقوط 80 ضحية، تقول الولايات المتحدة أن أي أميركي لم يصب بأذى. وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إن الإيرانيين حذروه سلفا قبيل الهجوم. وصرح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، في تغريدة على “تويتر” بأن بلاده قد أنهت ردها، و”إننا لا نسعى إلى التصعيد أو الحرب”.
بالنظر إلى أن إيران لا تستطيع تحمل كلفة حرب ساخنة، فإن الضربات التي تمت صباح يوم الأربعاء تبدو رد فعل معقولا، لكنها بالكاد تشكل ذلك “الانتقام الشديد” الذي تعهدت به طهران. وقد وصفها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بأنها صفعة في وجه أميركا، والتي لا يمكن أن تعوض عن الاغتيال: “المهم هو إنهاء الوجود الأميركي”. وسواء كان الانسحاب الأميركي وشيكا أم لا، فإن أحداث الأسبوع الماضي جعلته بالتأكيد حتميا تقريبا. وقد يكون ذلك كافيا لتهدئة ألم كبرياء إيران المتضرر، والذي يسمح لها بقول إنها -كما أراد سليماني منذ فترة طويلة- تطارد وتطرد الولايات المتحدة، التي ستُترك الآن حتى من دون ورقة التين التي يصنعها أي إنجاز يمكن أن تعرضه لغزوها الكارثي للعراق في العام 2003.
لكن الهجمات الصاروخية تسمح أيضا لإيران بالعودة إلى أسلوبها المفضل المتمثل في العمل مع الاحتفاظ بإمكانية الإنكار المعقول، والاعتماد على الوكلاء، وشن الهجمات الإلكترونية والإرهاب. ويمكن أن نرى هجمات تشن على أفراد الجيش الأميركي والمدنيين الأميركيين في المنطقة؛ وعلى البنية التحتية النفطية لشركاء أميركا الإقليميين؛ وهجمات ضد إسرائيل من سورية. وقد يمكن الشعور بالهزات الارتدادية في أفغانستان. وربما يتم استهداف الأميركيين أبعد من ذلك بكثير.
يُلزم مقتل سليماني إيران بالرد بقوة -حتى مع إدراكها الآن أكثر من أي وقت مضى لمدى تقلب وجهل القائد الأعلى للولايات المتحدة، وتأثير صقور إيران في الإدارة الأميركية. وقد أوضحت أحداث الأسبوع الماضي أن السيد ترامب ليس لديه استراتيجية لإيران؛ وإنما مجرد حزمة من الدوافع والتحيزات. وقد أضاف اقتراحه ضرورة مشاركة حلف الناتو في الشرق الأوسط إلى الارتباك السائد فحسب. كما أنه يائس أيضاً لصرف الانتباه عن إجراءات عزله وللفوز بولاية رئاسية أخرى في تشرين الثاني (نوفمبر). وكان ترامب قد حذر مراراً في أيام ما قبل وصوله البيت الأبيض من أن باراك أوباما قد يبدأ حرباً مع إيران من أجل أن يُعاد انتخابه.
بدلا من ذلك، بطبيعة الحال، أنجز السيد أوباما الصفقة النووية التي بذل السيد ترامب قصارى جهده لتدميرها. وقد أوقفت خطة العمل الشاملة المشتركة تقدم طهران نحو امتلاك الأسلحة النووية. واقترح الرئيس يوم الأربعاء أن تساعده المملكة المتحدة وغيرها على الفوز بصفقة أفضل. وسيكون ذلك سخيفًا حتى لو كانت لإدارته مصلحة حقيقية في التوصل إلى مثل هذا الاتفاق أو القدرة على التفاوض عليه. فمن خلال سحب الولايات المتحدة وزيادة الضغط على إيران، أخبر ترامب طهران وغيرها بأن الولايات المتحدة غير موثوق بها ولا يمكن الاعتماد عليها على الإطلاق (كما فعل جورج دبليو بوش بغزوه العراق)، وبأن الحصول على أسلحة الدمار الشامل والاحتفاظ بها هما مفتاح النجاة والبقاء. ومهما كانت ملامح النتيجة قصيرة الأجل لهذه الأزمة، فإن الآثار طويلة المدى على السلام واضحة -ومخيفة.
===========================
الصحافة الروسية :
ذا موسكو تايمز :دور روسيا في سورية آخذ في التغير
 https://alghad.com/دور-روسيا-في-سورية-آخذ-في-التغير/
ديمتري فرولوفسكي – (ذا موسكو تايمز) 9/1/2020
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
 
يمكن أن يجلب هذا العام تحديات للدور الذي تلعبه روسيا في الصراع السوري، على الرغم من أنها كانت في طليعة الجهود الرامية إلى حل الأزمة في الماضي.
مع انخفاض احتمال خضوع النظام في سورية إلى تغييرات ومناقلات، وقيام إيران بجني فوائد مشاركتها الكبيرة وواسعة النطاق في البلد، قد تواجه موسكو صعوبات في تعزيز رؤيتها للتسوية السياسية، في حين أن منافستها مع طهران قد تصبح أكثر وضوحا.
ربما تؤدي التهديدات بالقيام بعملية عسكرية في إدلب، والقضايا التي لم تحل بعد مع اللاجئين وتوسيع المواجهة في ليبيا إلى إحداث تقلبات جديدة في العلاقات الروسية-التركية، والتي سيكون من غير المرجح –مع ذلك- أن تغير الواقعية الباردة الكامنة في جوهرها.
يمكن أن ينتهي المطاف بروسيا عند مفترق طرق بين أهدافها الحقيقية وأهدافها المعلنة في سورية. وعلى الرغم من أن موسكو تدافع عن تسوية سياسية على مستوى البلد، فإنها تولي أهمية كبيرة أيضا لمعقلها الاستراتيجي العسكري في منطقة اللاذقية.
منذ بداية الحملة الجوية، حاول المسؤولون الروس الامتناع عن الإجابة عن السؤال حول ما إذا كان الهدف النهائي للتدخل الروسي هو استعادة حدود سورية ما قبل الحرب.
في حزيران (يونيو) الماضي، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن نجاحات روسيا في سورية قد فاقت توقعاته، بينما شدّد على الحاجة إلى استقرار الوضع داخل البلد. ومع ذلك، ما يزال هذا الموقف يثير التساؤلات حول ما إذا كانت روسيا تؤمن فعلاً بتحقيق المصالحة على مستوى البلاد.
بعد استعادة الأراضي، قامت الشرطة العسكرية الروسية بنقل السيطرة المباشرة عليها إلى دمشق التي اتُّهِمت بانتهاج سياسات انتقامية. ويشير النفوذ الإيراني المترسخ في سورية، والممارسات الموثقة لإعادة رسم الخرائط الطائفية في البلد، إلى الاختلافات بين الاتفاقيات المبرمة في سوتشي وأستانا وبين السياسات الفعلية التي يجري تطبيقها على أرض الواقع.
من الصعب تصديق أن صناع القرار في موسكو ليسوا على دراية بهذه التكتيكات القمعية وتأثيراتها المحتملة طويلة المدى على الأمن الداخلي. ومن المرجح أن يكون هناك القليل من الوضوح الاستراتيجي بشأن ما يجب أن تفعله روسيا بهذه المعرفة.
بالنظر إلى مصلحة روسيا الحاسمة والحيوية في استقرار سورية، فإن حقائق ما بعد الحرب على الأرض تخلق معضلة حول ما إذا كان يجب الضغط على النظام لإدخال إصلاحات سياسية، أو التركيز على منطقة اللاذقية. وتشير الجهود الدبلوماسية الاستباقية واستثمارات القوة الصلبة إلى أن الاستقرار السياسي في دمشق وإعادة تأهيلها في نظر جيرانها يشكلان دعائم لمصالح روسيا في البلد على المدى الطويل.
فيما يتعلق بتسوية ما بعد الصراع، سوف ترغب موسكو في حماية العلمانية، وتشجيع بعض أشكال اللامركزية في السلطة، وتعزيز الشمولية السياسية. ومع ذلك، تتعرض هذه الأهداف للتحدي بشكل متزايد من خلال التعصب الإيراني وعدم رغبة الأسد في التغيير. وفي حين كانت ذرائع سلطة الأسد تبدو ضبابية قبل أربع سنوات، أصبح النظام الآن أكثر حزماً وأقل مرونة.
قد تكون موسكو قادرة على ممارسة ضغوط إضافية، وأن تشكل رأس الحربة في إجراء تغييرات سياسية ومواجهة النفوذ الإيراني من خلال توسيع مجموعتها الخاصة من الموالين الرسميين. لكن هناك مخاطر أن يقوم النظام المحكم بتعديل نفسه أو يخرج عن السيطرة، واحتمال أن تشكل المنافسة المتزايدة مع طهران تحدياً للعلاقات الحالية الأشبه بتحالف.
على الرغم من ممارسة نفوذ قوي على النظام في دمشق، فإن موسكو تشعر بالقلق إزاء المنافسة مع طهران. وفي محاولة للاستفادة من استثماراتها والبناء عليها، أكدت إيران مؤخراً سيطرتها على أجزاء من ميناء الحاويات في اللاذقية، وشرعت في إعداد خطط لبناء محطة لتوليد الطاقة بقيمة 460 مليون دولار ووقعت على عدد من العقود المربحة.
وبينما تريد روسيا تعزيز الإصلاحات السياسية وبعض أشكال المصالحة في البلد، تنظر إيران إلى سورية كجزء من ما يسمى “محور المقاومة”، وتعارض أي تغييرات داخل النظام السياسي والتي قد تشكل تحدياً لنفوذها.
ربما يدفع اغتيال الولايات المتحدة الأخير للقائد العسكري الإيراني قاسم سليماني طهران إلى تنشيط حضورها في بلاد الشام. ولن يكون ذلك خبراً جيداً لطموحات موسكو الإقليمية. وفي الحقيقة، سيتعين على روسيا في نهاية المطاف أن تختار بين الضغط من أجل التحول السياسي أو البقاء بعيدة عن المشهد السياسي السوري المحلي الفوضوي الذي يصبح أكثر تلوُّناً بالظلال الطائفية.
يشير التقدم الأخير الذي يحرزه النظام السوري في إدلب وقرار أنقرة إرسال قوات إلى ليبيا إلى أن العلاقات قد تواجه تحولات غير متوقعة.
ما تزال تركيا تشعر بالقلق إزاء نفوذ وحدات حماية الشعب في سورية وعدم استعداد الأسد لإعادة توطين اللاجئين وضمان حمايتهم من الأعمال الانتقامية. ويقوم احتمال تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في إدلب والتي تتسبب بهجرة أخرى لملايين الأشخاص المحاصرين حاليًا في الجيب، بدفع أنقرة إلى قطع كامل الشوط من خلال التهديد باستخدام وكلائها، وتوسيع المخاطر والرهانات في النزاع الليبي.
وفي ظل مراهنة كل من روسيا وتركيا -بشكل متوقع- على أطراف متعارضة متصارعة، والاستمرار في صياغة طرقهما الخاصة لحل الأزمة، يمكن أن يكون للقضية الليبية تأثير أكبر على التبادلات الدبلوماسية المستقبلية المحيطة بسورية.
تعتقد روسيا أن الهدف النهائي لتركيا في سورية هو إقامة منطقة عازلة تمتد عبر الحدود السورية بالكامل لحماية نفسها من القوات الكردية والأمواج الجديدة من اللاجئين. ومن دون هذه الحماية، تتعرض مناعة أردوغان الداخلية للخطر، الأمر الذي يزيد أيضًا من عدم القدرة على التنبؤ بشكل عام بالنداء السياسي لحزبه.
على الرغم من أن روسيا تسعى جاهدة إلى حل قضية إدلب تدريجيًا، ولا تريد أن تعيد تركيا تنشيط عملائها، فإنها تريد بالمثل أن تواصل التعامل مع الإدارة الحالية والحفاظ على نوع مماثل من البراغماتية الباردة ومستوى من القدرة على التنبؤ في المفاوضات. كما تدرك موسكو أيضًا أن أعمال أنقرة تحددها إمكانية فرض عقوبات اقتصادية عليها من إدارة ترامب.
وعلى النقيض من ذلك، تدرك تركيا أن روسيا أصبحت تواجه تحديًا متزايدًا من عمليات التمترس الإيرانية، ونزعة النظام السوري المكتشفة مؤخرًا إلى تأكيد الذات، والذي يصر على اتخاذ إجراءات أسرع وأكثر حزماً ضد المتمردين.
مع محاولة كل جانب تأمين أوراق قوية للمساومة، من المحتمل أننا سنشهد تطورات تحيط بإدلب. ويمكننا أن نتوقع أيضًا توسيع المناطق العازلة التي ستتبع، على الرغم من ذلك، أنماطاً براغماتية وواقعية مماثلة. قد تظهر التطورات المحتملة في سورية الأهداف الحقيقية طويلة المدى لروسيا في الشرق الأوسط، والتي ما تزال غير واضحة حتى الآن.
ومع ادعاء كثير من التكهنات بأن موسكو مهتمة أكثر بتعزيز التواصل الإقليمي وموازنة العلاقات المضطربة مع الغرب، فإن نتائج التبادلات والأحداث الدبلوماسية على الأرض في سورية يمكن أن تكون بمثابة اختبار محوري للأهداف الفعلية للحملة العسكرية الروسية.
===========================