الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 13/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 13/1/2018

14.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة التركية والعبرية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: روسيا تخدع أميركا في سوريا
قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في افتتاحيتها إن روسيا شاركت العام الماضي في التوصل إلى سلسلة من الاتفاقات لوقف إطلاق النار في سوريا أو ما أطلق عليها مناطق خفض التصعيد في البلاد التي تعصف بها الحرب منذ سنوات.
ومن بين مناطق خفض التصعيد هذه واحدة في الزاوية الجنوبية الغربية من سوريا واقعة تحت سيطرة القوات الأميركية.
وقال الكرملين إنه يهدف إلى العمل على إيجاد نهاية لهذه الحرب، ووضع حجر الأساس لاتفاق سلام بين رئيس النظام السوري بشار الأسد وفصائل المعارضة المسلحة المناوئة للنظام أو الجماعات المتمردة التي يتلقى بعضها دعما من الغرب.
وتساءل مراقبون منذ فترة طويلة هل سينتهي وقف إطلاق النار إذا استأنف نظام الأسد أو حلفاؤه الهجوم على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وبعض المسؤولين في إدارته أعربوا عن تفاؤلهم بالتزام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا السياق.
وقالت الصحيفة إن على إدارة ترمب أن تدرك الآن مدى جدية وعود روسيا عندما يتعلق الأمر بسوريا، وذلك كما أدركته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما من قبل، فها هو نظام الأسد يشن هجمات جديدة ضد منطقتين من مناطق خفض التصعيد الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وذلك بدعم جوي ثقيل من جانب حليفته روسيا.
فالقوات السورية تشن الآن هجمات جديدة ضد منطقة الغوطة الشرقية في ريف دمشق وضد مناطق في محافظة إدلب في شمالي البلاد.
وكما هو حال النظام السوري في السابق، ها هو مجددا يقترف جرائم حرب ويعود إلى قصف المستشفيات، الأمر الذي جعل أكثر من مئة ألف سوري يفرون من إدلب شمالا باتجاه الحدود التركية، وسط احتجاجات حادة من أنقرة.
لكن إدارة ترمب تبذل قصارى جهدها لتتجاهل إراقة الدماء الجديدة في إدلب، وذلك تحت ذريعة أن هذه المناطق تقع تحت سيطرة جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وهذا التفسير هو الذي شكل العذر أمام نظام الأسد وروسيا لكسر الالتزامات السابقة، لكن جموع اللاجئين الذين يندفعون تجاه تركيا وليس لديهم ما يحميهم من الطقس الشتوي البارد؛ ليسوا إرهابيين.
وإذا ما تواصل الهجوم ونجح، فإن النتيجة لن تتمثل في المزيد من ترسيخ القدم الروسية فقط في سوريا، بل أيضا ترسيخ القدم الإيرانية التي تعتبر الحليف الأقرب لنظام الأسد.
وأما الولايات المتحدة فستكون الخاسر مرة أخرى لصالح روسيا في سوريا، فنظام الأسد يسعى بلا هوادة لاستعادة سيطرته على البلاد بأسرها، وأما موسكو فتحرض على هذا الأمر بنشاط.
وحسب الصحيفة فإنه إذا بقيت إدارة ترمب صامتة إزاء ما يجري في سوريا دون أن تبدي أي رفض أو تحد أو حتى احتجاج على هذه الإستراتيجية الوحشية، فإنها ستكشف عن ضعفها.
========================
فورين بوليسي: لهذا يخشى التحالف الدولي عودة التمرد للعراق
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا للصحافي ريز دوبن، يقول فيه إنه مع تحرير كل من بلدتي راوة والقائم، القريبتبن من الحدود السورية، فإن تنظيم الدولة بدا كأنه على حافة الانهيار، فخسر معاقله المدنية التي سيطر عليها في أثناء تقدمه السريع عام 2014، ومعها الشظايا الأخيرة التي ظلت تحت سيطرته في البلد.
ويستدرك التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، بأن تقييما جرى في لقاء لدول التحالف الدولي، عقد في الأمم المتحدة، يكشف عن وضع معقد وهلامي على الأرض، وهو وضع حساس يتعلق بالوضع الإنساني ومتطلباته وإمكانية لصعود تنظيم الدولة من جديد، مشيرا إلى أنه بحسب الأمم المتحدة فإن خمس مناطق من التي تم تحريرها من تنظيم الدولة تحتاج إلى ترسيخ الاستقرار.
وينقل الكاتب عن مسؤولة برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة في العراق ليزا غراندي، قولها: "هناك خطر من ظهور العنف المتطرف من جديد في حال لم يتم ترسيخ الاستقرار في هذه المناطق بسرعة، ويمكن خسارة الإنجازات العسكرية التي تم تحقيقها (ضد تنظيم الدولة)".
وتلفت المجلة إلى أن المناطق تركزت حول معاقل التنظيم السابقة في شمال العراق وتكشف عن الموضوعات المتعددة التي تواجه الحكومة وحلفاءها الدوليين، حيث كانوا يحاولون توفير أموال دعم الاستقرار لهذه المناطق الحساسة، ومنع التهديد المتسارع.
وينقل التقرير عن مسؤول في وزارة الخارجية شارك في المشاورات، قوله: "في الوقت الذي لم يكونوا يسيطرون فيه على مناطق فإن تنظيم الدولة كانت لديه جيوب تبحث عن طرق لشن هجمات والتسبب بارتباكات، ولا يزال مقاتلوه مختبئين".
ويورد دوبن نقلا عن مسؤولين أمريكيين وفي الأمم المتحدة ممن أسهموا في صياغة الوثيقة، قولهم إنه تم تصنيف المناطق التي تتعرض لمخاطر بناء على معايير، بما في ذلك عدد الحوادث الأمنية، والخلايا النائمة لتنظيم الدولة، ووجود جماعات سياسية داعمة للتنظيم، والقيادات الدينية المعروفة بترديدها رسالة التنظيم، حيث يقول مسؤول أمريكي، طلب عدم ذكر اسمه: "هذه هي المناطق التي كانت بحاجة لاهتمام خاص".
وتذكر المجلة أنه تم شمل منطقتين، واحدة في تلعفر وأخرى في القائم؛ بسبب قربهما من الحدود السورية، فيقول المسؤول في الخارجية: "لا تزال هناك جيوب لتنظيم الدولة في سوريا، وقريبا من هذه الجيوب مناطق تم تحريرها قبل فترة، وهي مناطق معروفة تقليديا بأنها قابلة للتأثر سياسيا".
وينوه التقرير إلى أن بقية المناطق التي ظللت على الخريطة، منها تجمع قرب الحويجة وطوز خورماتو والشرقات، فإنه تم اختيارها بسبب مظاهر القلق السياسي والأمني النابعة منها، حيث يقول المسؤول الأمريكي إنها "كانت دائما مهمة حتى قبل تنظيم الدولة، فإن الحويجة وطوز خورماتو بقيتا من المناطق السياسية الساخنة".
ويقول الكاتب إن هذه المدن تعد مناطق متنوعة إثنيا، عاش فيها السنة والشيعة والأكراد قريبا من بعضهم، على خلاف الشيعة في الجنوب ومنطقة كردستان شمالا، لافتا إلى أن هذه المناطق شهدت مناسبات هددت عدم الاستقرار، حيث أثار التحول الإثني الطائفي في الماضي في هذه المناطق المخاوف، خاصة بين السنة، من التشرد والتمييز، وترافق هذا الحس من الحرمان مع انعدام الثقة بالحكومة المركزية، والعوامل الأخرى المعقدة التي أسهمت في ظهور تنظيم الدولة.
وتبين المجلة بأن مخاوف الأمم المتحدة من عدم الاستقرار في هذه المناطق قادت إلى تحضير خريطة كطريقة إرشاد، وتمرير تمويل دعم الاستقرار -واستخدم الأموال لتسهيل عودة المشردين- للمناطق الحساسة جدا، والمتفجرة بشكل محتمل.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول أمريكي تعليقه قائلا: "ما كانوا يريدون قوله هو أنه طالما استمر العمل على توطيد استقرار هذه المناطق مباشرة، فإن هناك الاحتياجات الكبرى".
ويفيد دوبن بأن عددا من المحللين عبروا عن قلقهم من ترك الوثيقة عددا من المناطق الرئيسية المهمة، فيقول الزميل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مايكل نايتس: "هناك عدد من المناطق لم تظهر على الخريطة"، ويضيف نايتس: "مثلا فإن النقطة الحمراء الأكثر خطورة، التي يمكن أن تضعها على الخريطة لكنها لم تظهر هي محافظة ديالى"، مشيرا إلى أن ديالى ظلت منطقة ساخنة في العنف.
وتورد المجلة أنه بحسب بعض الشهادات، فإن التفجيرات والهجمات الموجهة ضد المدنيين في عام 2017، كانت مرتفعة جدا، مثل عام 2013، وذلك في الأيام الأولى لتنظيم الدولة، وجاء في ورقة لـ"ويست بوينت" عام 2017: "ما يراه المراقبون في ديالى هو تمرد كامل لتنظيم الدولة".
وبحسب التقرير، فإن مسؤولي التحالف لاحظوا أن رسم الخريطة قام بشكل جزئي على اعتبارات القلق السياسي، بالإضافة إلى اعتبارات أخرى، مثل أعداد العائدين من المدنيين، فيقول مسؤول في الخارجية: "لقد تم تحرير ديالى لفترة.. لكنها نقطة ساخنة، إلا أن الكثير من المال والجهد تم بذله وعاد إليها المدنيون كلهم". 
ويلفت الكاتب إلى أن نايتس أشار إلى "أحزمة" بغداد، وهي التجمعات السكانية والزراعية التي تحيط بها، على أنها نقطة توتر ساخنة، وفي الماضي فقد سبقت مستويات التوتر العالية الوتيرة ما أطلق عليه نايتس "تفجيرات مصغرة"، التي عادة ما تنفجر بعيدا عن رادار الحكومة المركزية أو مسؤولي مكافحة الإرهاب.
ويقول نايتس: "لو تم النظر بشكل فردي فإنها ليست أحداثا مهمة، فهي أسواق وحافلة ومحلات.. إلخ.. لكن عندما تضيفها فإن هناك الكثير منها، وهي هجمات تشعل الوضع".
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى قول نايتس إن الخطر يمكن توضيحه من ناحية التواطؤ الممكن، "فالمفهوم الآن أنهم هادئون، لكنه ليس موجها إرشاديا جيدا".
========================
جيوبوليتيكال فيوتشرز :خلاف كبير وقع.. و3 حلول مطروحة حول مستقبل سوريا والأسد
نشر موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" المتخصص في خدمات التنبؤ الجيوسياسي، مقالاً للكاتب جاكوب شابيرو، تحدّث فيه عن الترويكا المهدّدة في سوريا بظلّ التطورات الأخيرة على الأرض.
وقال الكاتب إنّ ثلاثي أستانة يتهدده خطر التفكّك، ولفت الى أنّ إتفاق أستانة الذي عقد في منتصف أيلول الماضي، بين تركيا وإيران وروسيا نصّ على أن تكون هذه الدول ضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
وجرى الإتفاق على 4 مناطق لتخفيض التوتر، ولكن حصلت مشكلة في تنفيذ الإتفاق كاملاً، فتركيا تدعم القوات المعارضة، وروسيا وإيران تدعمان في المقابل النظام السوري. ويُتّهم الطرفان الآن بدعم جماعاتهم على الأرض السورية بدلاً من العمل على حفظ السلام.
وأضاف الكاتب أنّه في 9 كانون الثاني الجاري، استدعت الخارجية التركية السفيرين الروسي والإيراني للتعبير عن قلقها من تقدّم القوات السورية في منطقة خفض النزاع في إدلب، التي تعدّ منطقة إستراتيجية وأكثر منطقة متنازع عليها. وهذه ليست المرّة الأولى التي تعرب تركيا عن قلقها من تصرفات لإيران وروسيا، وفقًا للكاتب.
وجهات نظر مختلفة
وترى تركيا أنّ النظام السوري مع دعم سلاح الجو الروسي إضافةً الى إيران، يحاول السيطرة على الأراضي التي تسيطر عليها الآن جماعات معارضة للرئيس السوري بشار الأسد.
من جانبها، تتوقع روسيا أن تضغط تركيا على "هيئة تحرير الشام"، وأعاد الكاتب التذكير بزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى قاعدة حميميم الجويّة، ولفت الى أنّ جنديين روسيين قتلا عندما تعرّضت القاعدة مؤخرًا للقصف، والذي أسفر عن تضرّر عدد من المقاتلات. وقد اتهمت روسيا أن تكون القذائف التي استهدفت قاعدتها قد انطلقت من إدلب، وبالتحدبد من منطقة تسيطر عليها المعارضة المعتدلة، المدعومة من تركيا.
إيران تميل إلى روسيا
وتابع الكاتب أنّ إيران لم تعلن عن رأيها بالحادث الذي استهدف الروس، إلا أنّ تواجد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في موسكو في 10 كانون الثاني، إضافةً الى الدعم العسكري للقوات السورية المتقدمة نحو إدلب، هي خير دليل على الرؤى الإيرانية القريبة من الخطّ الروسي أكثر من التركي.
وعلى الرغم ممّا تقدّم يبقى لتركيا بعض المصالح المشتركة مع إيران في سوريا، إضافةً الى العمل المشترك ضد القوات الكردية.
الى ذلك ترى إيران بالنظام السوري على أنّه مكمّل لاستراتيجيتها لتعزيز قوتها في سوريا، أمّا تركيا فترى إيران منافسًا وقد بنت طموحات طويلة الأمد مع روسيا، المنافسة الأخرى في المنطقة لأنقرة، وفقًا لما قاله الكاتب.
وعن الحلّ المثالي بالنسبة لتركيا في سوريا، يعتبر الكاتب أنّه إبعاد الأسد وأن تعود سوريا الى الحضن السني. وذلك بعكس ما تريده إيران وروسيا.
أمّا حلّ إيران السياسي المناسب فهو بقاء الأسد واستمرار اعتماده على إيران ووكلائها. وصولاً الى روسيا والحلّ لديها بإبقاء الأسد كلاعب قوي وحرّ، وألا يبدو معتمدًا على إيران ولا خائفًا من تركيا.
وختم الكاتب مقاله، بالقول إنّه بغض النظر عمّن سيحضر المؤتمر السوري المنتظر في سوتشي الروسية، فإنّ مستقبل سوريا لن يقرّر هناك، ولا في أستانة أو جنيف، بل يحدّد على الأرض الآن في سوريا، وستستمرّ تركيا بالبحث عن طرق لوقف تمدّد الأسد.
========================
واشنطن بوست: فاعل مجهول يقلق القواعد الروسية في سوريا
رغم اعلان الرئيس الروسي فلادمير بوتين الانتصار على داعش في سوريا في زيارته لقاعدة حميميم الجوية في سوريا الا ان هذه القاعدة الكبيرة تعرضت لاكبر هجوم من نوعه منذ التدخل الروسي في البلاد عام 2015، وهو ما اثار الكثر من التساؤلات حول حقيقة الانتصار الذي اعلن عنه بوتين، ومستقبل الوجود الروسي هناك.
وكشفت سلسلة من الهجمات الغامضة ضد القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية في سوريا، بما في ذلك الهجوم الذي شنه سرب من طائرات عسكرية بدون طيار، أن روسيا عرضة بشكل مستمر للهجمات في البلاد على الرغم من مزاعم الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بالانتصار في الحرب.
كما أثارت الهجمات موجة من الأسئلة حول الجهة المسئولة عما يشكل أكبر تحدٍ عسكري حتى الآن لدور روسيا في سوريا، في الوقت الذي تسعى فيه موسكو إلى تقليص تواجدها العسكري في البلاد، وفق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وفي الهجمات الأخيرة وغير المعتادة، شنت أكثر من 12 طائرة بدون طيار من موقع مجهول هجومًا على قاعدة حميميم الجوية الروسية شمال غرب منطقة اللاذقية، ومقر العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وعلى القاعدة البحرية الروسية القريبة في طرطوس.
وقالت روسيا إنها أسقطت سبع طائرات من 13 طائرة بدون طيار، واتخذت إجراءات إلكترونية مضادة لإسقاط الطائرات الستة الأخرى. وأضافت أنه لم تُسجل خسائر خطيرة، غير أن هجوم الطائرات بدون طيار جاء بعد أقل من أسبوع من مقتل جنديين روسيين في هجوم بقذائف الهاون على نفس القاعدة، وهو الهجوم الذي يبدو أنه تسبب في بعض الأضرار بالأصول العسكرية الروسية.
وزارة الدفاع الروسية كانت قد نفت تقريرًا نشرته صحيفة "كومرسانت" الروسية، أشار إلى أن سبع طائرات حربية قد تعطلت بعد استهدافها في هجوم بقذائف الهاون، من بينها اثنتان من طراز سي– 35، وأربع طائرات هجومية من طراز سو 24، وهي الخسائر الأكثر فداحة التي تتعرض لها القوات الجوية الروسية منذ عقود. وقد نشر صحافي روسي صورًا تظهر الأضرار التي أصابت على الأقل بعض الطائرات.
وقال تقرير الصحيفة الأمريكية الذي ترجمه موقع "ساسة بوست": "يبدو أن هجمات الطائرات بدون طيار وقذائف الهاون تمثلان معًا أكبر الاعتداءات التي تستهدف مقر القوات الروسية في سوريا منذ التدخل العسكري في سبتمبر (أيلول) 2015، الذي نجح بشكل عام في تحقيق هدفه المتمثل في دعم معركة الرئيس بشار الأسد انهاء اعمال العنف التي اندلعت منذ سبع سنوات ضد حكمه. وقد أفادت وسائل الإعلام الروسية بوقوع هجومين بطيارات بلا طيار ضد مواقع روسية في منطقتي حمص واللاذقية، فضلًا عن هجوم آخر على حميميم خلال الأسبوعين الماضيين".
تورط أمريكي
ونقل التقرير عن مكسيم سوتشكوف من المجلس الروسي للشؤون الدولية، إن قاعدة حميميم، التي تشكل قلب العمليات العسكرية الروسية في سوريا، تقع في عمق الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، وحتى الآن يبدو أنها محصنة من الهجوم.
وقال سوتشكوف: "اعتقدوا أن القاعدة كانت آمنة، لكن الآن يبدو أنها معرضة للخطر". وأضاف أن من بين التساؤلات المطروحة في موسكو هناك سؤالًا بشأن ما إذا كان الجيش الروسي قد أمّن القاعدة بالشكل المناسب، وإذا ما كان قد فشل في الكشف عن امتلاك خصومه تقنيات حديثة.
وقالت جنيفر كافاريلا من معهد دراسات الحرب في واشنطن: إن الهجمات تثير أيضًا تساؤلات حول استدامة المكاسب الروسية في سوريا. وفي ديسمبر (كانون الأول)، زار بوتين قاعدة حميميم، وقال إن روسيا ستبدأ في تقليص وجودها؛ لأن الحرب في سوريا قد انتهت بشكل أساسي.
وقالت كافاريلا: إن الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة تظهر أن "أيًّا من قام بهذه الهجمات فهو لا يزال بإمكانه اختراق مناطق النظام وفرض خسائر على الروس. إن المكاسب التي حققها النظام ليست في مأمن، ومعرضة لخطر التواجد مؤقتًا".
ولعل السؤال الأكبر من ذلك كله يتعلق بهوية الجهة المسؤولة عن تنفيذ الهجمات. ما يجعل الهجمات غير عادية على وجه الخصوص هو أنه لم يكن هناك أي ادعاء؛ مما أثار موجة من التكهنات في وسائل الإعلام الروسية والسورية حول الجهة التي نفذت الهجمات.
ألمحت موسكو إلى احتمال تورط أمريكي في هجوم بطائرات مسيّرة على مواقع روسية في سوريا السبت الماضي، بينما نفت واشنطن علمها بهذا الهجوم. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: إنها قلقة إزاء تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) التي قالت إن التقنيات المستعملة أثناء هجوم طائرات مسيرة على القاعدتين الروسيتين في سوريا السبت الماضي يمكن الحصول عليها من السوق.
وقال المتحدث باسم البنتاجون "إريك باهون": إن هذا الادعاء "كاذب تمامًا"، وأضاف: أن "تنظيم داعش كثيرًا ما استخدم طائرات مسلحة بدون طيار ضد القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في شرق سوريا والعراق، من دون أن يحدث ذلك تأثيرًا كبيرًا".
لكن أقرب مواقع لتنظيم داعش تقع على بعد مئات الأميال من المنطقة الساحلية الغربية التي تقع فيها حميميم؛ مما يجعل احتمال أن يكون التنظيم هو الجهة المنفذة للهجمات احتمالًا بعيدًا، وفق ما أورده التقرير.
جماعات المعارضة
وعلاوة على ذلك، فإن معظم الطائرات بدون طيار التي استخدمها تنظيم داعش ضد حلفاء الولايات المتحدة، كان نطاقها لا يزيد على كيلومتر واحد إلى كيلومترين، وفقًا لتحليل مجموعة IHS Markitللاستشارات. وذكر بيان لوزارة الدفاع الروسية أن الطائرات بدون طيار التي استخدمت في هجوم حميميم انطلقت من مسافة تتراوح ما بين 50 إلى 100 كم؛ مما يجعلها أكثر تعقيدًا، ويوسع دائرة المشتبه بهم المحتملين.
وقال سوتشكوف: إن احتمال أن تكون إحدى جماعات المعارضة السورية التي لا تعد ولا تحصى هي الجهة المنفذة للهجوم هو الاحتمال الأكثر ترجيحًا. وذكر تقرير صدر مؤخرًا في صحيفة كراسنايا زفيزدا الرسمية بوزارة الدفاع الروسية إنه تم إطلاق الطائرات بدون طيار من قرية تسيطر عليها "المعارضة المعتدلة"، تدعى موزارا في منطقة إدلب الجنوبية. وقال التقرير: إن روسيا بعثت برسالة إلى السلطات التركية تحثها على الالتزام بالتزامات تركيا في المنطقة بموجب اتفاقيات وقف إطلاق النار مع روسيا.
غير أن ذلك يترك علامة استفهام حول أي من جماعات المعارضة يمكن أن تكون متورطة في الهجوم. وقال سوتشكوف: "في حال كانت جماعات المعارضة مسؤولة عن الهجمات، فمن المعتاد أن تعلن مسؤوليتها وتتباهى بالتنفيذ".
ومن بين النظريات التي تنتشر على نطاق واسع -بحسب التقرير- أن العلويين الساخطين من الأقلية التابعة للأسد هم المسئولون عن تنفيذ الهجوم. وكان بيان عن الهجمات على القاعدة، التي تقع في منطقة علوية في الغالب، قد نشر على الإنترنت باسم مجموعة غامضة تدعى الحركة العلوية الحرة. وحذر البيان العلويين الذين يؤيدون النظام السوري من أن الهجمات أثبتت أن قبضة الأسد على السلطة ليست في مأمن، لكن البيان لم يشر صراحة إلى تنفيذ الهجمات. وقال عدد من أعضاء المعارضة العلوية إنهم لا يعتقدون أن المجموعة حقيقية، وتكهنوا بأن وكالات استخبارات أجنبية تسعى إلى خلق انطباع بوجود صراع بين الموالين للنظام.
هناك ادعاء آخر في وسائل الإعلام السورية المعارضة يشير إلى أن جماعات تدعمها إيران هي المسؤولة عن الهجمات. ووفقًا لهذه النظرية، فإن إيران تريد إحباط جهود روسيا لفرض تسوية سلمية على سوريا، من شأنها أن تقوض المصالح الإيرانية. وقال سوتشكوف: "هناك الكثير من النظريات. لكن ثمة غموضًا في الوقت الراهن".
========================
فورن بوليسي" تكشف سبب اهتمام موسكو بعوائل عناصر داعش
فورين بوليسيرمضان قاديروفالعدوان الروسيتنظيم داعشقامت موسكو في مطلع شهر تشرين الثاني من العام الماضي بنقل مجموعة من عوائل عناصر تنظيم "داعش" في أعقاب سيطرة ميليشيا "قسد" على مدينة الرقة، وقال المسؤولون الروس وقتها أن إعادة مواطنيهم من النساء والأطفال يأتي لأسباب إنسانية فقط، وهو ما تنفيه مجلة "فورين بوليس" وتكشف في مقال لها، ترجمه موقع أورنيت نت، عن أسباب أخرى بعيدة عن الدوافع الانسانية دفعت موسكو إلى استعادتهم.
 
احتفاء غير مسبوق بالطفل بلال
تناقلت وسائل الإعلام الروسية والشيشانية بحماس قصة الطفل (بلال تاغروف)، الذي وجدته القوات العراقية عارٍ بين الحطام في الموصل، وكيف تم إنقاذه وإعادته إلى "غروزني".
وظهر الرئيس الشيشاني الحالي "رمضان قاديروف" المدعوم من الكرملين، على شاشة التلفزيون الروسي في لقاء جمعه مع الطفل بلال ذو الأربع أعوام والذي كان ما يزال في العراق بصحبه أبيه الجريح، وأمر قاديروف بتأمين عودة الأب وابنه إلى روسيا، وأعلن على حسابه على "الإنستغرام" بأن بلال سينضم قريباً إلى أحضان أمه، على اعتبار أن الأب أخذ الطفل وسافر به للأراضي التي يسيطر عليها "داعش" بدون موافقة الأم، وعند وصول الطفل إلى غروزني كان كبار المسؤولين باستقباله في المطار.
وتقول "فورين بوليسي" إن هذه البروباغندا تأتي لاخفاء الهدف الحقيقي وراء إعادة هؤلاء إلى موسكو من جهة، كما أنها تخدم طموح الرئيس الشيشاني في الوصول إلى مكانة القائد لمسلمي روسيا من جهة أخرى، وتنقل المجلة عن مقاتل سابق بالتنظيم يتحدث الروسية ومصدر بالمعارضة السورية السبب الحقيقي لاهتمام قاديروف بالأيتام الشيشان من أبناء المقاتلين المنضمين إلى "داعش".
 
دور قاديروف بتجنيد عملاء في "داعش"
في خريف عام 2015، بدأت روسيا عدوانها على سوريا، وأعلن قاديروف وقتها عن رغبته في إرسال الشيشانيين إلى الشرق الأوسط، قائلاً إنه كان ينتظر فقط الإذن من بوتين، ولم يتضح بعد ذلك فيما إذا تم السماح له بإرسال مقاتلين أم لا، وبكل الأحوال لم يعترف الكرملين أبداً بإجراء عمليات سرية داخل أراضي "داعش".
 
ولكن وبعد أقل من ثلاثة أشهر على عرض قاديروف، قامت "فرات"، وهي إحدى وسائل الإعلام التابعة لداعش، بعرض صور على الإنترنت تظهر إعدام شيشاني يدعى (ماجوميد خاسيف)، وظهر خاسيف في الفيلم الدعائي لـ"الاعتراف" قبل لحظات من وفاته حيث قال إنه كان بعمل لدى جهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، وهو الاسم الذي يعرف به جهاز المخابرات الروسي.
قاديروف من جهته قال إن الذين قُتلوا لا يعملون لدى أحد، ولكن بعد شهرين فقط، شباط - فبراير 2016، وفي برنامج تلفزيوني روسي كبير، أعلن قاديروف أن الشيشان دربت عملاء خاصين أرسلوا إلى الشرق الأوسط لجمع معلومات استخباراتية عن المسلحين الإسلاميين.
 
يريد انقاذ جواسيسه
شكك مقاتلون في سوريا والعراق في اهتمام قاديروف المفاجئ بإنقاذ الشيشان من تنظيم "داعش"، ويقولون إنه يريد إنقاذ الجواسيس التابعين له، وأعرب قيادي سابق في "داعش" لـ"فورن بولسي" عن شكه بالأسباب التي ترددها موسكو للسماح بعودة عائلات عناصر داعش إليها "منذ وقت ليس ببعيد سمحت السلطات الروسية للعديدين بمغادرة البلاد رغم أنها تعلم أنهم سيشاركون في تنظيم الدولة، هم فعلوا ذلك لأنهم يفضلون ابعادهم عن روسيا، لماذا يريدون أن يأخذوهم لرعايتهم الآن؟".
ومع ذلك، لا تزال الحكومة الروسية تصر على أبداء قلقها إزاء الأطفال الروس الذين تركهم "داعش"، ونفت السفارة الروسية في واشنطن، في بيان مكتوب إلى (فورن بولسي)، بشدة الادعاءات بأن جهودها الرامية إلى إعادة النساء والأطفال كانت موجهة إلى أي شيء آخر عدا الأهداف الإنسانية.
 
مصير المقاتلين في التنظيم وعوائلهم
بحسب تقديرات الزعيم الشيشاني فإن ما بين 70 إلى 120 طفلاً من الجمهوريات السوفيتية السابقة مازالوا في دور أيتام حول الموصل، وتقول (آنا كوزنتسوفا) من مفوضية حقوق الطفل الروسية، إن السلطات في موسكو أحصت ما يصل إلى 400 طفل، من حملة الجنسية الروسية، لازالوا موجودين في سوريا والعراق، البعض منهم لا يتحدث الشيشانية، والكثير منهم لا يعرفون أسماء والديهم، أو يعرفون فقط الأسماء المستعارة التي استخدموها أثناء القتال.
 
وكان رئيس الوزراء العراقي (حيدر العبادي) أعلن بعد الانتهاء من معركتي الموصل وتلعفر، استسلام أكثر من 1000 من "الجهاديين الإسلاميين" وأفراد أسرهم إلى البيشمركة الكردية، وحيث كان من المفترض أن يسجن الرجال بعد استسلامهم، إلا أن قادة سابقين من الناطقين بالروسية في تنظيم "داعش" أخبروا "الفورن بولسي" أنه تم إطلاق الرصاص على الأسرى، أما النساء والأطفال فقد وضعوا في مخيمات تسيطر عليها الأمم المتحدة.
وبالإضافة إلى الأطفال الصغار الذين أتوا برفقهم أهاليهم، هناك الآلاف من الذين ولدوا لأبوين أجانب من المنضمين إلى تنظيم "داعش"، وما سيحدث لهؤلاء الأطفال لا يزال مجهولاً، وقال مسؤولون في أوروبا الغربية إن الأطفال قد يكونون أبرياء، أما الأمهات قد يكن عكس ذلك.
 
طائرات روسية خاصة لنقل المقاتلين وعوائلهم
بالنسبة لمن يرغب في العودة إلى الشيشان، فالعودة هنا تعتبر أكثر خطورة من باقي الدول، حيث أن قاديروف لا يجمع فقط الأطفال بل الرجال والنساء أيضاً، ويتم استجواب النساء من قبل أجهزة الأمن الروسية للحصول على معلومات مفيدة عن "داعش"، أما الرجال فلهم هدف أبعد من العمليات الإنسانية الشيشانية.
وفي نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 2017، قامت طائرة عسكرية روسية خاصة بنقل 7 نساء و14 طفلا من مدينة القامشلي، ريف الحسكة، لإعادتهم إلى الشيشان، ووفقاً لممثل قاديروف في الشرق الأوسط، تم إخراج النساء والأطفال من أحد سجون التنظيم خلال عملية عسكرية روسية.
ولكن مصادر كردية أخبرت إذاعة محلية في القامشلي أن روسيا لم تقم بأي عمليات عسكرية لتحرير أحد في محيط المدينة، وبدلاً من ذلك، هبطت طائرة شحن روسية كبيرة بشكل غير متوقع في المطار وكانت تحمل وفداً روسياً، الطائرة التي كان من المفترض أنها تستقبل 21 من النساء والأطفال، كانت قادرة على حمل أكثر من 100 راكب.
عشية إجلاء النساء والأطفال، التقى ميخائيل بوغدانوف، الممثل الخاص لبوتين في الشرق الأوسط، مع القيادات الكردية في القامشلي ضمن محادثات لنقل عناصر "داعش" وقادة من أصل شيشاني تم أسرهم من قبل "قسد" خلال معركة الرقة، إلا أن مصادر أكدت لـ "الفورن بولسي" ما تناقلته وسائل الإعلام المحلية عن أن الروس أرسلوا الطائرة لالتقاط الشيشان الذين يعملون بشكل سري في صفوف تنظيم "داعش".
========================
الصحافة البريطانية :
ذا غارديان: المفقودون في الرقة … أسرٌ تبحث عن أحبائها الذين أخفاهم داعش
يطالب الأقارب بالمساعدة في تعقب مئات الأشخاص المحتجزين خلال حكم الإرهاب الذي مارسه تنظيم الدولة في المدينة السورية.
حثت عائلات مئات المدنيين الذين اختطفهم تنظيم الدولة، والمحتجزين في سجونه سيئة السمعة، الفصائل العسكرية التي أطاحت بالجماعة في الرقة، عاصمتها الفعلية، على مساعدتها في العثور على أحبائها.
ويقول الأقارب إن مئاتٍ وربما آلاف الأشخاص المحتجزين خلال عهد داعش الإرهابي في سوريا لا يزالون مجهولين، رغم خسارة الجماعة للأراضي والتراجع إلى مخابئ الصحراء.
يقول عامر مطر، وهو مخرج وثائقي من الرقة يعيش في ألمانيا وبدأ حملة على الإنترنت لرفع مستوى الوعي حول المحتجزين: “لدينا المئات من الأسماء والصور وتاريخ الاعتقال. لا توجد قائمة كاملة ولكننا نكتشف أسماء جديدة كل يوم”. ألقى تنظيم داعش القبض على شقيق مطر، محمد نور مطر، في آب/أغسطس 2013 وما يزال مفقوداً.
وأضاف مطر: “لم تعالج أي من المنظمات العسكرية أو القضائية بجدية قضية المختطفين من قبل داعش، وليس هناك أي رد فعل من جانبهم”. مستطراً: “عائلاتنا مواطنون من الدرجة الثانية لكل المعنيين”. وقد انهارت الخلافة التي أقامها تنظيم الدولة على إثر هجوم متعدد الأطراف في العراق وسوريا على يد متمردين مدعومين من تركيا، وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والقوات شبه العسكرية الكردية والجيشين العراقي والسوري. إلا أن قلة من هذه الأطراف سعت إلى الحصول على إجابات حول مصير آلاف الأشخاص الذين سجنتهم المجموعة، خلال أكثر من ثلاث سنوات من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي في البلدين.
وقد ادعى المسلحون القبض على عدد من السجناء البارزين؛ بمن فيهم الصحفيون الذين أعدموا أمام الكاميرا، والأب باولو دالوجليو الكاهن اليسوعي المنشق من إيطاليا، الذي كان يعيش في سوريا عندما اختطف، ولا يزال مصيره مجهولاً.
كما تم اعتقال العديد من السوريين يومياً لمخالفات تتراوح بين التدخين والاحتجاج على أعمال المسلحين وتوثيق الانتهاكات و”الردة”.
وقد تعاون مطر مع شبكة من الناشطين على الأرض زاروا سجون داعش المهجورة لتصويرهم، وجمع أي وثائق يمكن أن تلقي الضوء على مصير السجناء. وقد تم تحويل بعض مراكز الاحتجاز بالفعل إلى زنزانات احتجاز من قبل القوات المسيطرة.
وكان من بين الأشياء التي توصل إليها الفريق مذكرات أحد سجاني داعش، والأحكام الصادرة عن محاكم داعش؛ بما في ذلك أمر الإعدام ضد ممرضة يدعى أنها اعترفت بشتم الله، والنقوش من قبل السجناء على الجدران، والملابس التي تركوها، والملابس البرتقالية التي يخمنون أنه تم خلعها قبل  قتل داعش للسجناء.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أسماء 8.119 شخصاً لا يزالون مفقودين؛ بينهم 286 طفلاً وأكثر من 300 امرأة. وقد قامت داعش بتشغيل 54 مركز احتجاز على الأقل في ذروة سلطتها، مع العديد من السجون والزنازين السرية، وفقاً لمجموعة حقوق الإنسان.
وقال متحدث باسم الشبكة لصحيفة الغارديان إن ما لا يقل عن 1600 شخص لقوا مصرعهم داخل سجون داعش. وقد عزيت الوفيات إلى عدد من الأسباب؛ منها التعذيب وأوامر الإعدام الجماعي، واستهداف قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة خلال التراجعات الميدانية من قبل داعش، ونتيجة للعمل الجبري القسري الذي نفذ بالقرب من الخطوط الأمامية كعقوبة.
وقال المتحدث إن مسؤولية التحقق ممَّا حدث للسجناء تقع على عاتق قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف تقوده الميليشيات الكردية وتدعمه الولايات المتحدة التي تسيطر على الرقة.
مضيفاً: “إن قوات سوريا الديمقراطية مسؤولة عن الكشف عن مصير آلاف المختفين قسراً في سجون داعش؛ لأنها تسيطر على مساحات واسعة من المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين بما في ذلك مدينة الرقة، التي تعد أهم المراكز الإدارية للجماعة وقادتها “، وأكمل قائلاً: “إنهم احتجزوا أيضاً عشرات المسؤولين الأمنيين وقادة الجماعة الذين لديهم بالتأكيد معلومات توضح مصير المختفين قسراً”.
ولم ترد قوات سوريا الديمقراطية على طلب التعليق على جهودها لتعقب السجناء السابقين.
بالرغم من تفكير العائلات في بعض الأحيان في الأسوأ، لا يزال هناك ما يبشر بالأمل. ومن بين هؤلاء زبيدة إسماعيل زوجة الجراح من الرقة الذي اختطفه رجال مسلحون يرتدون أقنعة في تشرين الثاني/نوفمبر 2013. ولم يقم إسماعيل باحتجاجات ضد داعش في أي مكان، كما أنكر المسلحون احتجازهم لزوجها.
وبعد فرارها إلى تركيا ثم فرنسا، نشرت مذكرة عن زوجها على صفحة الحملة على الفيسبوك كل يوم، لتحديث عدد الأيام منذ اختفائه.
ويأمل مطر أيضاً أن يتم جمع شمله مع أخيه يوماً ما، ويريد فتح متحف ليعرض للناس أهوال سجون داعش . قائلاً: “إن الأدلة على هذه الجرائم يتم القضاء عليها؛ ولهذا السبب فكرت في الحفاظ على هذه الذاكرة التي دمرت حياتنا تقريباً”.
اعتقل شقيق مطر منذ أكثر من أربع سنوات بعد تصوير احتجاج للنساء أمام مبنى داعش في الرقة. وعلى الرغم من عدم معرفة مطر مكان وجود أخيه، فإنه يقر بوجود العديد من السجون التي لم يتم تفتيشها بعد.
هناك أمل كبير” كما يقول. “كل يوم لدينا الأمل في أن محمد نور سوف يعود، وسنراه، ونقابله. سنجده. بدأنا هذه الحملة لمحمد نور والآلاف مثله “.
المصدر: ذا غارديان
========================
ميدل إيست آي: مهما حدث بسوتشي هذا ما ستشهده سوريا
نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا لأستاذ العلاقات الدولية في كلية كوين ماري في جامعة لندن كريستوفر فيليبس، يقول فيه إن عام 2017 كان جيدا لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أنه في عام 2017 تم تدمير تنظيم الدولة تقريبا، بعدما ضغط عليه السوريون والروس والإيرانيون من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية المدعومة من أمريكا من جهة أخرى، فيما تخلى الداعمون الخارجيون عن معارضي الأسد، وتركوهم في جيوب معزولة ومهمشين سياسيا.
ويقول فيليبس إن "موقع الأسد سيكون أكثر قوة من خلال المؤتمر المزمع تنظيمه هذا الشهر في منتجع سوتشي، الذي تأمل من خلاله موسكو برعاية اتفاق تشارك فيه عناصر كردية ومن المعارضة، ويترك في النهاية الأسد مسيطرا".
ويجد الكاتب أنه "حتى لو استطاعت روسيا التوصل لاتفاق قابل للاستمرار، فإنه سيتم استبعاد العديد من جماعات المعارضة، وعلاوة على هذا كله فإن علاقات موسكو وطهران ودمشق لم تكن تصالحية خلال السنوات الست الماضية من الحرب، ولن يفاجئ أحد لو تم تعويق أي اتفاق أو تجاهله".
ويؤكد فيليبس أنه "على ما يبدو فإن أي شيء سيحدث في سوتشي لن ينهي الحرب، فهي مستمرة، فالديناميات المحلية والإقليمية والدولية تشير إلى أن الحرب ستتواصل خلال عام 2018، وحتى لو تم تأمين موقع الأسد؛ وذلك لعدة أسباب، أولها أن الأسد وحلفاءه متمسكون على ما يظهر بالحل العسكري وهزيمة بقايا المعارضة، التي تضم هيئة تحرير الشام، وتسيطر اليوم على أربع مناطق: محافظة إدلب، والرستن، وقرب حمص، وبعض النواحي حول دمشق، خاصة الغوطة الشرقية ومنطقة قرب الحدود الإسرائيلية والأردنية جنوب سوريا، ورغم كون هذه المناطق داخل (خفض التوتر) التي تم الاتفاق عليها العام الماضي برعاية روسية، إلا الأسد وإيران وروسيا خرقوا وبشكل منتظم اتفاقيات وقف إطلاق النار، حيث منحت الهدنة راحة لقوات الأسد لتركز جهودها على شرق سوريا، واستعادة مناطق (الخلافة)، ومنع قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة عليها، والآن وقد انتهت (الخلافة) بشكل كبير، فإن قوات الأسد وحلفاءها تركز انتباهها على مناطق المعارضة".
ويلفت الكاتب إلى أن "قوات الحكومة السورية بدأت حملة في كانون الثاني/ يناير في محافظة إدلب؛ بهدف السيطرة على المناطق الأقل كثافة من الناحية السكانية حول مطار أبو الظهور، وسيكون هذا فاتحة للتقدم نحو مدينة إدلب، إلا أن هذا يعتمد على قدرة الروس على الحصول على موافقة تكتيكية من الأتراك أم لا، خاصة أن التقدم يعني وجود لاجئين جدد سيتوجهون نحو تركيا من منطقة يعيش فيها مليونا نسمة".
وينوه فيليبس إلى أن "هيئة تحرير الشام تعد القوة المهيمنة بين المعارضة، وتتعامل معها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا على أنها حركة إرهابية، إلا أن معظم حركات المعارضة مترددة في المشاركة في مؤتمر سوتشي، الذي تراه، وهي محقة، استسلاما للناس بشكل يفتح الباب لمواجهة محتومة".
ويقول الكاتب: "تنتظر جيوب المعارضة الأخرى المصير ذاته، فالرستن والجنوب قد يتم إقناعها بالتسوية مع الأسد، إما من خلال سوتشي أو اتفاقيات أخرى، إلا أن الأسد الواثق من وضعه القوي سيتعامل مع الغوطة الشرقية بالقوة؛ لأنها مصدر الصواريخ التي تضرب العاصمة كلها".
ويفيد فيليبس بأن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة يقدر بأن هناك 417 ألف سوري لا يزالون يعيشون في المناطق المحاصرة، وغالبيتهم في الغوطة، لافتا إلى أن عملية عسكرية في الغوطة وإدلب ستكون عنيفة، وتؤدي إلى ضحايا، وتخلق أزمة لجوء جديدة.
ويبين الكاتب أن "العامل الثاني، وبعيدا عن النزاع المتواصل مع المعارضة، فإن العلاقة بين الأسد والأكراد تظل غير واضحة، وقد تنزلق نحو العنف، وفي الوقت الحالي تواجه القوات الحكومية والأكراد بعضها على ضفتي الفرات، وتسيطر على جيوب معزولة في المناطق الخاضعة لكل منهما، وطالما ظلت القوات الأمريكية تسيطر على الأجواء، وظل ثلاثة آلاف جندي أمريكي موزعين على 10 قواعد عسكرية، فإن قوات سوريا الديمقراطية ستشعر بالأمن النسبي من الأسد، الذي يهدف لاستعادة كل بوصة من سوريا".
ويستدرك فيليبس بأنه "رغم التأكيدات من البنتاغون حول وجود دائم، إلا أن عدم التكهن بتصرفات الرئيس دونالد ترامب، وعدم استعداد واشنطن لمنع سقوط مدينة كركوك، وميل الولايات المتحدة للتخلي عن مصالح الأكراد، جعلت الكثير من الأكراد يشعرون بالقلق".
ويقول الكاتب إنه "يتوقع أن يقوم حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يسيطر على قوات سوريا الديمقراطية، وسيحضر سوتشي بصورة غير رسمية، بالتوصل لصفقة مع الأسد من خلال روسيا، يتم من خلالها الانسحاب من المناطق ذات الغالبية العربية على طول الفرات مقابل منطقة حكم ذاتي على طول الحدود السورية مع تركيا".
ويذهب فيليبس إلى أنه "من المفترض أن تغادر القوات الأمريكية في حال وجود سيناريو كهذا، إلا أن التزام الأسد بالصفقة وقد أظهر عدم استجابة للروس يعني أن تكريسه للاتفاق على المدى البعيد يظل محلا للتساؤل، ويعد حزب الاتحاد الديمقراطي خطرا أيديولوجيا على الأسد، ولن يسمح له بالانتعاش في شمال سوريا، وستلجأ الحكومة السورية للتأثير على منطقة الحكم الذاتي من خلال التلاعب السياسي أو العنف/ إعادة الغزو وبرضا تركيا، ربما، خاصة عندما يغادر الداعمين لحزب الاتحاد الديمقراطي كلهم".
ويرى الكاتب أنه "إلى جانب العنف القادم من داخل سوريا، هناك العنف من الخارج، فلربما هزم تنظيم الدولة، إلا أن أتباعه الأقدمين والجدد لا يزالون في سوريا والعراق، وربما بدأ هجمات على وتيرة منخفضة أو حتى حملة متجددة، كما أن تركيا لا تزال متحفظة تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي، كونه فرعا لحزب العمال الكردستاني، وقد تتحرك ضد المناطق المتاخمة، مثل عفرين في شمال سوريا".
ويبين فيليبس أنه "بالقدر ذاته، فإسرائيل الخائفة من وجود حزب الله وإيران في سوريا نتيجة للحرب كثفت من هجماتها على القوافل العسكرية عام 2017، فالجولة القادمة من الحرب التي طال انتظارها ستكون ساحتها هذه المرة سوريا ولبنان".
ويخلص الكاتب إلى أنه "ربما كان لدى الأسد ما يدعوه للفرح، خاصة أنه نجا طوال سنوات الحرب الأهلية التي اندلعت للإطاحة به، ومهما حدث في سوتشي هذا الشهر فعلى ما يبدو سيظل الديكتاتور السوري في موقعه رئيسا، إلا أن النزاع بالنسبة للسوريين الذين عانوا طويلا لم ينته، بل سيتطور ويستمر عام 2018 وربما بعده، ربما ربح الأسد الحرب، إلا أن السلام لا يزال بعيدا".
========================
ديلي تلغراف: إدلب تحت أعنف قصف منذ بدء النزاع السوري
نشرت صحيفة ديلي تلغراف تقريرا من بيروت كتبته، جوزي إنسور، عن الغارات الجوية التي تشنها القوات الحكومية السورية على محافظة إدلب آخر معاقل المعارضة المسلحة في البلاد.
وتقول جوزي إن شدة القصف على محافظة إدلب جعل السكان يرسمون مخططات عن مكان نومهم في بيوتهم ويعطونها للجيران حتى يتمكن المسعفون من انتشالهم من تحت الأنقاض بسرعة.
وتذكر الصحفية أن القوات الحكومية تسعى للسيطرة على آخر وأكبر معاقل المعارضة المسلحة وتشن لذلك حملة عسكرية توصف بأنها الأشرس منذ اندلاع النزاع المسلح في البلاد.
وتفيد الأمم المتحدة بأن نحو 100 ألف شخص هربوا من جنوبي إدلب وحماة في غضون أسابيع قليلة.
وتنقل الكاتبة عن أحمد الشيخو، أحد المسعفين، قوله إن الظروف في إدلب اليوم أسوا بكثير مما كانت عليه في حلب، إذ تضاعف القصف يوميا خاصة على الضواحي الجنوبية. ويضيف: "لا يمكنني إلا أن اصفها بسياسة الأرض المحروقة، فقد شاركت مع فريقي في العديد من المهمات في الأيام الأخيرة، عندما قضت قنبلة كبيرة على 31 شخصا أغلبهم نساء وأطفال".
وتضيف الصحفية نقلا عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنها سجلت مقتل 120 مدنيا بينهم 33 طفلا و25 امرأة منذ بداية الحملة العسكرية. في نهاية ديسمبر/ كانون الأول، وأن أكثر من ثلثي النازحين يعيشون في مخيمات عشوائية على الحدود التركية.
أما الذين لا يسعفهم الحظ في الوصول إلى المخيمات فينامون في العراء لا شيء يقيهم من البرد القارس. ويحاول المئات منهم التسلل إلى الأراضي التركية يوميا.
وتشير الصحفية إلى أن تركيا تعمل مع روسيا وإيران من أجل التوصل إلى حل سياسي للنزاع في سوريا، ولكن وزير الخارجية التركي، مولود غاويش أوغلو يقول إن الحملة العسكرية على إدلب تبدد جهود الحل.
ويضيف أن "هذه ليست مجرد غارات جوية. النظام يزحف نحو إدلب. إذا كان هدفهم دفع فصائل المعارضة المترددة لحضور اجتماع سوتشي، فإن ذلك ستكون له نتائج عكسية".
========================
الصحافة التركية والعبرية :
صحيفة صباح :ألاعيب واشنطن في إدلب لضرب التعاون التركي الروسي
بيرجان توتار – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
المعطيات والبيانات والاستنتاجات حول مجازر نظام الأسد ضد المدنيين في إدلب تعزز الطرح القائل إن هذه العملية المنظمة هي مكيدة من صنع الولايات المتحدة للإيقاع بين روسيا وإيران وتركيا.
لأن مجازر النظام السوري بدأت مباشرة عقب تعرض قاعدتي حميميم وطرطوس الروسيتين لهجوم 13 طائرة بلا طيار في 6 يناير/ كانون الثاني.
ومع أن الكرملين أعلن أن الطائرات قدمت من منطقة تحت سيطرة المعارضة المعتدلة جنوب إدلب، إلا أنه يعتقد أن المصدر الحقيقي هو الولايات المتحدة.
وبينما يتهم النظام السوري جبهة النصرة، يشير المسؤولون الروس باستمرار إلى الولايات المتحدة دون تحفظ ومع ذكر اسمها.
مساعد رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية فرانتس كلينتسفيتش قال: "أؤكد أن أصابع أجهزة الاستخبارات الأمريكية وراء هذا الأمر. ليس من قبيل الصدفة أبدًا أن تحلق طائرة تجسس أمريكية لأكثر من 4 ساعات في المنطقة".
وذكرت الأنباء الواردة في الإعلام الروسي أن وزارة الدفاع أبلغت رئيس هيئة الأركان ورئيس جهاز الاستخبارات التركيين حول الموضوع. بمعنى أن روسيا وتركيا تدركان أن المكيدة من صنع الولايات المتحدة، وتعلمان جيدًا ما يجب عليهما فعله.
من جانبه، يؤكد رئيس تحرير مجلة الدفاع الوطني إيغور كوروتشينكو أن هذ الهجوم "مرحلة جديدة في تاريخ الإرهاب الدولي".
وشدد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أدريان رانكين غالواي على أن "الإرهابيين لم يكونوا يملكون هذا النوع من التكنولوجيا حتى وقت قريب"، مشيرًا بأصابع الاتهام مجددًا إلى الولايات المتحدة.
وبينما تدور هذه الأحداث غربي الفرات في مناطق سيطرة روسيا، يدرب البنتاغون عناصر وحدات حماية الشعب في الحسكة في شرق الفرات الواقع تحت السيطرة الأمريكية، لتأسيس جيش هنا.
أطلقت القوات الأمريكية على الإرهابيين الذين تدربهم اسم "جيش الشمال". وبينما تستهدف الولايات المتحدة التحالف الروسي الإيراني التركي غربي الفرات، تستعد في شرقي النهر لدفع وحدات حماية الشعب إلى مهاجمة تركيا.
على أنقرة في هذه المرحلة الخطرة أن تكون في غاية الحذر. وعلى ما يبدو فإن للحملات الأمريكية في سوريا هدفين. أولهما ضرب التحالف اروسي الإيراني التركي، وثانيهما عرقلة الانتخابات الرئاسية التركية في 2019، لوضع البلاد تحت الوصاية من جديد.
فإذا تحركنا من منطلق هذا الوعي، سنكون قد قلنا مجددًا للولايات المتحدة إنه "لا مستقبل لنا أبدًا مع الدخلاء على منطقتنا"، تمامًا كما فعلنا في 15 يوليو/ تموز 2016..
========================
اسرائيل اليوم :الشرق الأوسط: عواصف على الطريق
يعقوب عميدرور
Jan 13, 2018
أحداث الاحتجاج في إيران مهمة جدا، لأنها تشير إلى فشل قيادة إيران في المجال الاقتصادي، والى أنه في أعقاب هذا الفشل، ينظر مواطنون إيرانيون غير قليلين بغضب إلى الاستثمارات الإيرانية في دول بعيدة كلبنان وسورية، إحساسهم أن هذا يأتي على حسابهم.
من التقارير كلها يصعب أن نعرف إذا كان لهذه الاحتجاجات تأثير حقيقي في النشاط الإيراني وفي مهام الحرس الثوري، ولكن يبدو أن الجواب عن ذلك سلبي. كما أن الإشاعات عن إخلاء قوات الحرس الثوري في مصلحة قمع الاضطرابات في إيران تبدو مبكرة وغير دقيقة، إذ في هذه الأيام بالذات يجري قتال حقيقي في منطقة إدلب، بدأ بمبادرة الحكم السوري وحلفائه الروس والإيرانيين.
الاحتجاج، كما يبدو في تقارير وسائل التواصل الاجتماعي كان على ما يبدو تعبيرًا عن خيبة أمل الطبقات الوسطى والشباب: فقد جذبت الآلاف ولكن ليس الملايين، أقل بكثير مما كان عشية الثورة في 1979 بل وأقل من عدد المتظاهرين في 2009. أما النظام الذي تمكن من التغلب على الموجة التي كانت أعلى بكثير وجارفة قبل ثماني سنوات، طور منذئذ أدوات القمع لديه، ويبدو أنه نجح في التغلب على الموجة الحالية.
وجاء بيان الحرس الثوري بأنه انتهت مهامتهم ـ ليكون على ما يبدو مبكرًا ومتفائلا أكثر مما ينبغي. ولكن إذا لم يطرأ تغيير مفاجئ ـ فليس هذا هو الحدث الذي عليه سيسقط النظام.
سؤال شائق هو هل مثلما قبل تسع سنوات ـ الاضطرابات في إيران هي بداية سياق شرق أوسطي، الاضطرابات في إيران في 2009 كانت مثابة مقدمة للربيع العربي الذي اندلع في تونس.
هل إحساس خيبة الأمل في الدول العربية، الذي هو ليس أقل من إحساس الخيبة لدى الشباب الإيرانيين، سيجد تعبيره في احتجاج شعبي غاضب في الزمن القريب المقبل؟
في نظرة إلى الوراء، يكاد يكون بعد عقد من التسونامي الشرق أوسطي، الذي اجتاح الدكتاتوريات التي بدت وكأنها صامدة في وجه رياح التغيير، لا يمكن إلا نشعر بخيبة الأمل السائدة في المنطقة.
الإيرانيون ليسوا وحيدين، إذ أن الوضع الاقتصادي للمواطنين في مصر لم يصبح أفضل بعد سقوط مبارك، وبالتأكيد حياة الليبيين لم تصبح أكثر راحة بعد أن تخلصوا من القذافي، ويمكن التقدير أن معظم سكان سورية ليسوا سعداء أكثر بعد سبع سنوات من الحرب. لم يصبح الشرق الأوسط مكانا آمنا أكثر للجيل الشاب، ولا حتى في تونس التي بدت للحظة مكانا أجرت فيه الثورة تغييرا مباركًا.
يتبين أنه من أجل إحداث التغيير، كي تحظى الاضطرابات ضد الحكم الطاغية بالفعل وعن حق باللقب الملزم «الربيع»، هناك حاجة لأكثر من جماهير في الميادين وحاكم مُطاح. هناك حاجة لتغيير ثقافي، وهذا هدف أصعب بكثير على التحقيق. هل إيران أو أية دولة عربية أصبحت أقل فسادا في أعقاب الثورة؟ يبدو لا.
هل في أي من الدول أصبح المجتمع منفتحا أكثر، والاقتصاد أقل ارتباطا بالروابط العائلية والصداقات مع الحكام؟ من شبه المؤكد لا. باختصار، في أفضل الأحوال أدت الثورات إلى تغيير الحكام ـ ولكن ليس إلى تغيير حقيقي، في أسوأ الأحوال استبدلت الدكتاتورية بالفوضى، وليس مؤكدا ما هو الأفضل.
الاستنتاج من هذه الأمور محزن، ولكن يجدر العمل في ضوئه: فعذابات سكان دول المنطقة لم تنته. وعليه فيمكن التقدير أن العواصف التالية على الطريق، وحتى لو تغلب الحكم عليها وربما حتى منعت اندلاعها، ينبغي الاعتراف أن الوضع متوتر تحت السطح ومن شأنه أن يتفجر.
لا يوجد أي سبيل لأن نعرف ما الذي سيشعل النار. الحكام على وعي بذلك. ولهذا فهم يحاولون تأجيل كل مواجهة، وإعداد أدوات أفضل كي يكون في وسعهم التصدي للظاهرة التي لم ينجحوا في التصدي لها في العقد الأخير: جموع غاضبة من الناس، مستعدون لأن يضحوا بأرواحهم وأن يسجنوا. وفي مثل هذه المواجهات لا يكفي الجيش، حتى لو أراد، وهو لا يريد دوما.
في هوامش الأمور يجدر الذكر أن كل المتحدثين عن «مظالم الاحتلال» يتجاهلون الأحاسيس السائدة. بالتأكيد في اوساط الفلسطينيين، أي أن الاحتلال صعب ـ ولكن حياة إخواننا العرب والمسلمين غير «المحتلين» أصعب منا بكثير، نحن «المحتلين». يحتمل ان يكون إلى جانب أسباب أخرى هذا هو السبب الذي لا يجعل الانتفاضة الثالثة تندلع: الفلسطينيون، الذين صعب عليهم حقا، تعلموا أن كل شيء نسبي، بما في ذلك معاناتهم.
إسرائيل اليوم 12/1/2018
========================
هآرتس :تقدير الجيش الإسرائيلي: الحرب مقبلة ..ينبغي الاعتراف أن الوضع في المنطقة متوتر تحت السطح ومن شأنه أن يتفجر
عاموس هرئيل
Jan 13, 2018
تقديرات الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي عام 2018 طرحت في الأسبوع الماضي على وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس الأركان غادي آيزنكوت. الجمل الافتتاحية لهذا التقدير تشبه جدا تقدير عام 2017. احتمالات أن تقوم دولة مجاورة أو أحد التنظيمات الإرهابية النشيطة فيها بالمبادرة في العام المقبل إلى شن حرب مع إسرائيل هي احتمالات ضئيلة تصل إلى الصفر تقريبا. من الجيوش العربية لم يبق الكثير، الأنظمة المجاورة تنشغل بنفسها، أما حزب الله وحماس فينشغلان بصورة مستمرة بالمشكلات الداخلية.
أين يكمن الفرق؟ رئيس الأركان في بداية سنته الرابعة والأخيرة في منصبه وصف الوضع كالتالي: ازداد جدًا خطر التدهور، حتى إلى درجة الوصول إلى حرب. جهاز الاستخبارات ورئيس الأركان قلقان جدا من سيناريوهين محتملين. أولا، نتيجة رد أحد الأعداء على استخدام القوة الإسرائيلية. والثاني، بسبب اشتعال الساحة الفلسطينية. هناك، عندما يخرج المارد من القمقم يحتاج الأمر أشهرا كثيرة وأحيانا سنوات لإعادته إليه.
في السيناريو الأول آيزنكوت يتناول ما يسميه الجيش «الحرب بين الحروب»، الجهد الإسرائيلي نفسه لإحباط تسلح الأعداء بالسلاح المتطور بهدف نزع القدرة التنفيذية التي يمكنها أن تخدمهم عند اندلاع الحرب المقبلة. معظم هذا النشاط يتم بعيدا عن حدود إسرائيل وتحت الرادار. بشكل عام تحظى بالقليل من التغطية الإعلامية، وفي الجزء الأكبر من الحالات لا تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الهجمات. رئيس سلاح الجو السابق أمير ايشل قال في آب الماضي في مقابلة مع هآرتس إنه في السنوات الخمس في منصبه كان هناك 100 هجمة تقريبا مثل هذه الهجمات في الجبهة الشمالية، وفي ساحات أخرى أيضا.
كلما زادت هجمات إسرائيل (حسب مصادر أجنبية) وهي تقوم بذلك بوسائل متطورة أكثر، يزداد الاحتكاك المحتمل مع دول وتنظيمات ويزداد الخطر الذي في نهاية المطاف يمكن أن يستدعي ردا مهما. شيء مشابه جدا يحدث على حدود القطاع. بناء العائق ضد الأنفاق الهجومية هناك، في الوقت الذي تطور فيه إسرائيل وتنفذ طرقا محكمة أكثر لاكتشافها. يبدو أن ثلاثة أنفاق تم الكشف عنها وتدميرها قرب الجدار في الأشهر الأخيرة، ولكن هذا النجاح يحتمل أن يكون له ثمن أيضا، إذا قررت حماس أو الجهاد الإسلامي محاولة استخدام السلاح الهجومي للأنفاق قبل أن يتم سحبه منهما بصورة مطلقة.
في الأغلب يكون مطلوب انتقاد الاستخبارات للخطأ في التوقعات، لكن في الأسبوعين الأخيرين وجدنا أمثلة على كل هذه التوجهات في جبهات مختلفة. في يوم الأحد الماضي اجتمع الكابنت في جلسة مطولة لبحث الوضع في الجبهة الشمالية. وفي فجر يوم الثلاثاء الماضي نشرت وسائل الإعلام العربية أنباء عن هجوم إسرائيلي ضد مخازن أسلحة للجيش السوري في دمشق. في المنطقة نفسها كان قصف جوي في بداية كانون الأول الماضي لقاعدة أقامتها إيران لمصلحة مليشيا شيعية. عدد كبير من الهجمات الأخيرة جاءت أنباء عن إطلاق مضادات للطائرات سورية في محاولة لضرب الطائرات الإسرائيلية. مؤخرا السوريون يقولون إن الهجمات أصبحت أكثر إحكاما، عدد من الطلعات التي تضم حتى صواريخ أرض ـ أرض.
قبل بضعة أيام من ذلك، جاءت أنباء عن هجوم جوي إسرائيلي ـ كما يبدو لنفق قرب الحدود في قطاع غزة. أما في الضفة الغربية فهناك كان يبدو أن مظاهرات الاحتجاج على تصريح ترامب في طريقها إلى التلاشي بسبب عدم اهتمام الجمهور، ولكن قتل الحاخام رزئيل شيفح من بؤرة حفات جلعاد في عملية لإطلاق النار في غرب نابلس. وردا على ذلك قام الجيش الإسرائيلي بنشر قواته وحاصر عدة قرى ووضع للمرة الأولى منذ سنتين حواجز حول نابلس ـ خطوات عقابية جماعية يفضل رئيس الاركان الامتناع عنها في الأيام العادية، لكنه صادق عليها الآن بشكل محدود بسبب قتل المواطن الإسرائيلي.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أعطى إشارات أمس الأول أن الشباك يقترب من حل لغز عملية القتل. ولكن حتى الأمس لم يتم بعد إعلان منفذ العملية. حماس والجهاد الإسلامي نشرا إعلانات تأييد للعملية، وبصورة استثنائية نشر أيضا إعلان باسم كتائب شهداء الأقصى تتحمل فيه المسؤولية، الذراع العسكرية لفتح، التي لم تنشط في الضفة الغربية في العقد الأخير. الإعلان الذي نشر في صفحات الفيس بوك ينسب العملية لخلية باسم الشهيد رائد الكرمي، بمناسبة ذكرى استشهاده. الكرمي هو رئيس الذراع العسكرية في طولكرم وكان مسؤولا عن قتل مواطنين وجنود كثيرين في الانتفاضة الثانية. وقد تمت تصفيته في 14 كانون الثاني 2002.
 
المشاكل التي تواجه محمود عباس
 
السلطة الفلسطينية التي امتنعت قيادتها عن التنديد بقتل المواطن الإسرائيلي تبذل مع ذلك جهودها للعثور على منفذي العملية في المناطق (أ) الواقعة تحت سيطرتها الأمنية في نابلس. الخطوات الإسرائيلية في المنطقة زادت حرج السلطة التي تبدو في هذه الأثناء كمن أدخلت نفسها إلى طريق مسدود.
صحيح أن تصريح ترامب قدم لرئيس السلطة إمكانية التملص المؤقت، لكنه ما زال في ضائقة. ففي تشرين الثاني الماضي وصلت معلومات مقلقة للفلسطينيين بأن مبادرة السلام التي تطبخها إدارة ترامب تميل بصورة كبيرة لمصلحة إسرائيل. صفقة القرن التي يتفاخر بها الرئيس الأمريكي ستتضمن اقتراحا بإبقاء المستوطنات على حالها وإعلان أبوديس مدينة القدس الفلسطينية، عاصمة الدولة العتيدة. بالنسبة لعباس هذه تنازلات غير مقبولة.
تصريح الرئيس الأمريكي مكنه من اتهام الأمريكيين بأنهم توقفوا عن أن يكونوا وسطاء نزيهين، وأن يجد له ملجأ في أحضان المشاركين في المؤتمر الإسلامي في تركيا وأن يتهرب من أي نقاش حول استئناف المفاوضات. ولكن تأجيل إجراء المحادثات إلى موعد غير معروف لم يوقف سيل المشاكل الواقعة على رأس الزعيم الفلسطيني.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وقعت في أزمة اقتصادية خطيرة حتى قبل تهديدات الإدارة الأمريكية بتجميد نصيبها فيها. هذه الأزمة، بالمناسبة، تقلق الأردن أيضا الذي يعيش فيه في الأقل ثلاثة ملايين لاجئ فلسطيني وأحفادهم. إن تدفق الأموال من الدول المانحة إلى المناطق آخذ في النقصان، في الوقت الذي توقفت فيه فعليا المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحماس، وادعاء عباس بأنه لا يرى أي مكسب يمكن أن يأتيه منها.
في الوقت عينه يزداد اليأس في فتح ـ بدءً من صفوف النشطاء الميدانيين حتى القيادة القديمة ـ من احتمال تطبيق حل الدولتين. إسرائيل تحتج على تصريحات شخصيات رفيعة في فتح لمصلحة الكفاح المسلح. مؤخرا قامت إسرائيل باعتقال جنرال فلسطيني متقاعد بزعم أنه نظم مظاهرات احتجاج في شرق القدس. في الأسبوع المقبل يتم التخطيط لعقد اجتماع للمجلس المركزي في فتح، يتوقع أن يظهر المشاركون فيه خطا قتاليا.
عباس نفسه يشعر يوما بعد يوم بتأثير سِنّه الكبير (في آذار سيبلغ 83 سنة من عمره)، صحته ضعفت ومعها أيضا صبره والقدرة على العمل، برغم أنه يبدو أن حبه للسفر لم يتضرر. في السلطة الفلسطينية تزداد الشكاوى من أعمال الفساد المنتشرة التي يشارك فيها أبناء عائلته. القوى الأخرى في الضفة الغربية تعرف وضعه، حماس تشجع بشدة العمليات ضد إسرائيل، ويبدو أيضا على فرض أن تحرج هذه العمليات السلطة الفلسطينية. في الأسبوع الماضي نشر الشباك عن حادثة فريدة في نوعها، فيها حسب ادعائه، قام عميل إيراني بتشغيل خلية إرهابية فلسطينية في الخليل.
في قطاع غزة تبذل في هذه الأثناء جهود كبيرة يشارك فيها الكثيرون من أجل احتواء العنف والامتناع عن تدهوره إلى مواجهة عسكرية. في ظل إطلاق الصواريخ من قبل التنظيمات السلفية، أعلنت إسرائيل والسلطة الفلسطينية تحويل أموال إضافية من السلطة لتمويل تزويد الكهرباء من إسرائيل إلى القطاع. منذ بداية الأسبوع لم يكن أي إطلاق للصواريخ، لكن الوضع بقي هشا.
الجيش الأسرائيلي زاد أجهزة الحماية حول المستوطنات قرب الحدود، ويزيد إجراء المناورات التي يتم من خلالها فحص التعامل مع تسلل مخربين للقيام بعمليات اختطاف وقتل داخل إسرائيل عن طريق نفق.
رئيس الأركان شاهد مناورة لإرسال وحدة خاصة للتعامل مع سيناريو كهذا في هذا الأسبوع.
في خلفية هذه الأحداث بقي حساب مفتوح للجهاد على قتل نشطائه ونشطاء حماس في تفجير النفق على الحدود في تشرين الأول الماضي. في نهاية تشرين الثاني أطلق نشطاء الجهاد الإسلامي أكثر من عشرين قذيفة بقطر 120 ملم خلال أربع دقائق تقريبا على موقع مراقبة للجيش الإسرائيلي قرب سدروت (الجنود كانوا موجودين في موقع محصن ولم يصب أحد). بعد شهر تقريبا تم إطلاق قذائف، كما يبدو للجهاد، على كيبوتس كفار عزة في أثناء الاحتفال بذكرى الرقيب اورن شاؤول. افتراض الجيش هو أنه ستكون هناك محاولات أخرى.
عدد الطائرات من دون طيار الكبير التي يطلقها مؤخرا الفلسطينيون في السماء قرب الحدود من شأنه أن يشير إلى جمع معلومات تمهيدا لعمليات. في إسرائيل يقظون أيضا للتقارير الأخيرة التي تأتي من سورية حول هجمات من طائرات من دون طيار غامضة، تم استخدامها ضد قاعدة جوية روسية في شمال الدولة. هذه تكنولوجيا توجد الآن أيضا في متناول أيدي التنظيمات في قطاع غزة.
 
سورية على سبيل المثال
 
الحرب الأهلية السورية التي ستدخل في آذار السنة الثامنة لم تنته تماما. نظام الأسد الذي أعاد سيطرته على معظم التجمعات السكانية في الدولة ما زال يتصادم مع المتمردين في جيب إدلب في شمال سورية، ويستعد لهجوم مستقبلي لإقصاء المتمردين عن المناطق الحدودية مع إسرائيل في هضبة الجولان.
إن الهجومين على القاعدة الروسية في حميميم (سبق الطائرات من دون طيار قصف من راجمات، أصيب فيه عدد من الطائرات والطائرات المروحية) يبرهنان على أن جزءا من التنظيمات مصمم على مواصلة القتال ضد الأسد وحلفائه.
الحرب في سورية بدأت بالاحتجاج في درعا في جنوب الدولة، على الصعوبات الاقتصادية للفلاحين الذين تسبب التصحر بالمس بمصادر رزقهم.
وسائل القمع الوحشية لنظام الأسد أدت إلى انتشار الاحتجاج في أرجاء سورية وسرعان ما تدهورت الأمور لتصل إلى حرب أهلية تنبش فيها حتى الآن دول أجنبية كثيرة.
أحيانا توجد لحالة الحرب المستمرة تداعيات على عالم الطبيعة أيضا. في الأشهر الأخيرة حدثت زيادة في عدد حالات داء الكلب في إسرائيل، في الأساس في شمال البلاد. أحد التفسيرات المحتملة يرتبط بانتقال الثعالب المصابة من الأراضي الأردنية والسورية. سورية شهدت في هذه السنوات انهيارا كاملا للسلطات المدنية، وبالتأكيد الخدمات البيطرية. في الوقت الذي لا يوجد فيه تحصين منهجي، أيضا فإن الدولة المجاورة ستتضرر.
الدولة الشرق أوسطية الثانية التي تشهد حربا أهلية خطيرة، وبصعوبة تحظى بعُشر الاهتمام الذي تحظى به الحرب السورية، هي اليمن.
الحرب في اليمن تجري منذ ثلاث سنوات تقريبا. نحو ثلاثة ملايين من 28 مليونا من السكان غادروا الدولة وتحولوا إلى لاجئين. أكثر من نصف الباقين يعانون من مشكلات في التزود المنتظم بالمواد الغذائية.
ومؤخرا قدرت الأمم المتحدة أنه في الأقل هناك مليون مواطن أصيبوا بمرض الكوليرا، وهو مرض ينتقل بسبب المياه الملوثة أو الغذاء الملوث.
هذه أمور يمكن أن تحدث بسهولة أيضا قريبا من البيت. في نهاية الشهر الحالي من المتوقع أن يجري الاتحاد الأوروبي نقاشا طارئا في بروكسل حول الأزمة الإنسانية الشديدة في قطاع غزة. في جهاز الأمن الإسرائيلي يصادقون على التقارير المتواصلة للمؤسسات الدُّولية بشأن استمرار انهيار البنى التحتية المدنية في القطاع، وعلى رأسها المياه والصرف الصحي.
مياه المجاري من غزة التي تتدفق مباشرة إلى البحر تصل أيضا إلى شواطئ عسقلان وإسدود. وقد سألت مؤخرا مصدرا إسرائيليا رفيع المستوى: ألا تخشى من انتشار أوبئة مثل الكوليرا أيضا في القطاع، وأجاب «في كل صباح أكون متفاجئا من جديد أن هذا لم يحدث».
هآرتس 12/1/2018
========================
ديبكا :لهذا السبب القواعد الأميركية في سوريا باقية.. ومفاجأة جديدة عن غارة القطيفة!
كشف موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذ قراراً بإبقاء القواعد الأميركية في سوريا (شمال البلاد) بعد هزيمة "داعش"، في خطوة تشكّل تهديداً للخطط الروسية وتُسدّد ضربة جديدة لإيران.وأوضح الموقع أنّ هذا القرار يمثّل تراجعاً عن سياسة البيت الأبيض التي أعدّها مستشارو ترامب برئاسة مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ريموند ماكماستر، والتي قضت بالسعي والعمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تحديد شكل مستقبل سوريا بعد الحرب.
وشرح الموقع بأنّ السياسة شملت خفض عدد الجنود الأميركيين في سوريا بعد انسحاب القوات الأجنبية كافة، لا سيّما الحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" والمقاتلين الشيعة المدعومين إيرانياً.
واستدرك الموقع بأنّ هذه المقاربة انقلبت رأساً على عقب بعد الأحداث "الهامة" التي شهدها الأسبوع الفائت، وعلى رأسها وصول أسلحة من شأنها "تغيير قواعد اللعبة" في سوريا، وذلك من دون اعتراض موسكو.
في هذا السياق، لفت الموقع إلى أنّ بوتين لم يظهر وكأنّه شريك الولايات المتحدة في مستقبل سوريا، بل شريك إيران الساعية إلى إقامة وجود عسكري دائم لها في سوريا.
توازياً، تطرّق الموقع إلى الغارات الإسرائيلة الثلاثة على القطيفة، كاشفاً أنّها تركّزت على هدف واحد. وأضاف الموقع بأنّ مصادر عسكرية أميركية أوضحت لاحقاً أنّ تركيز غارة على هدف واحد يدل على العزم على محوه عن وجه الأرض.
ونقل الموقع عن المصادر نفسها حديثها عن صمت روسيا على الغارات الإسرائيلية وتداعياتها، على الرغم من أنّها تُعدّ من بين الأقوى التي شنّتها تل أبيب خلال سنوات.
=======================