الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/8/2017

سوريا في الصحافة العالمية 12/8/2017

13.08.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/turkey-has-lost-its-biggest-cheerleader-the-u.s.-military http://www.geroun.net/archives/91180
الصحافة اليابانية والتركية : http://www.alghad.com/articles/1771422-السياسة-التي-قد-تخفف-من-معاناة-سورية http://www.turkpress.co/node/38009
الصحافة البريطانية والايطالية : https://www.source-7.com/Swrya/936774.html http://arabi21.com/story/1027114/تنظيم-الدولة-يخسر-معقلا-جديدا-في-سوريا#tag_49219
 
الصحافة الامريكية :
معهد واشنطن :تركيا تخسر أبرز مشجعيها: الجيش الأمريكي
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/turkey-has-lost-its-biggest-cheerleader-the-u.s.-military
سونر چاغاپتاي
متاح أيضاً في English
"سايفر بريف"
11 آب/أغسطس، 2017
خضعت علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي ومكانتها داخل حلف شمال الأطلسي لتدقيق متزايد خلال العام الماضي، وخاصة أثناء حملة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للفوز باستفتاء دستوري في نيسان/أبريل، والذي اعتبره الكثيرون استيلاء على السلطة. وحالياً، أدى الخلاف حول زيارة البرلمانيين الألمان إلى قاعدة أنجرليك الجوية المهمة في تركيا إلى دفع ألمانيا لإرسال معظم قواتها التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا إلى الأردن. وفي الوقت الذي يعمل فيه الأمين العام لحلف "الناتو" جينز ستولتنبرغ على التوصل إلى حل وسط بين البلدين، تحدث فريتز لودج من "سايفر بريف" مع مدير برنامج الأبحاث التركية في معهد واشنطن، سونر چاغاپتاي، حول تأثير ذلك على مستقبل العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي ومكانة البلاد داخل حلف "الناتو"، وكيف سيؤثر ذلك على السياسة الأمريكية في المنطقة".
"ذي سايفر بريف": ما هو الوضع الحالي للعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ولا سيما علاقات تركيا بألمانيا، في ظل استمرار الأزمة بشأن النفاذ السياسي الألماني إلى "قاعدة إنجرليك الجوية" التركية؟
سونر چاغاپتاي: كما هي الحال مع أي مسألة أخرى تقريبًا، ينطوي فهم العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي على فهم الديناميكيات السياسية الداخلية الحالية في تركيا. فالبلاد منقسمة إلى نصفين: النصف الأول موالٍ للرئيس التركي رجب طيب أردوغان والنصف الآخر يرفض حكمه تمامًا. وبالنسبة إلى النصف الموالي لأردوغان، ما نراه في هذه الأزمة القائمة بين تركيا والاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى، بما فيها الولايات المتحدة، هو تغير زلزالي. فمنذ الانقلاب الفاشل ضد أردوغان في العام الفائت، برزت نظرية جديدة بين مؤيديه أطلقوا عليها اسم "الأردوغانية".
وتعتبر هذه النظرية أن أردوغان شخصية تاريخية ستجعل الأتراك عظماء وتعيد الفخر إلى المسلمين وأنه لا بدّ من تأييده ودعمه، ليس لأن أردوغان بحاجة إلى تأييد شخصي، بل لأن هذه هي الطريقة التي تدعم مثل هذا المشروع التاريخي العظيم.
من جهة أخرى، تشير هذه النظرية أيضًا إلى أنه إذا لم تدعم أردوغان، فأنت بالتالي لست تركيًا جيدًا أو مسلمًا جيدًا، ولا بدّ التالي من محاكمتك. وأود أن أضيف أيضًا أنه إذا كنت تعارض أردوغان، فأنت في أغلب الظن وكيلًا للأجانب. 
وهنا تتجلى الأردوغانية بامتياز: مزج الإسلام السياسي والقومية التركية تحت شخص أردوغان الذي تتمثل فكرته الإجمالية في أن أردوغان يحمي تركيا والعالم الإسلامي من الهجمات الأجنبية. وهؤلاء الأجانب هم عادةً الغربيون، وهو ما يعني غالبًا في السياق التركي الأوروبيين. فإن عداءً متأصلًا ضد الأوروبيين والغرب يوجّه تفكير الكتلة الموالية لأردوغان.
وبالتالي، أعتقد أن ما رأيناه قبل الاستفتاء التركي على الدستور في نيسان/أبريل يشير إلى أن الأزمات مع الهولنديين والألمان لم تكن مشاكل عرضية، بل مثّلت فعليًا ذروة هذا التفكير الجديد في تركيا حيث يبدو أن الإيديولوجيا السياسية الحاكمة في البلاد تستند إلى حس من العدائية تجاه أوروبا والغرب. وحتى في حال توصّلت ألمانيا وتركيا إلى تفاهم هذه المرة، ستبرز أزمات أخرى مع قوى أوروبية أخرى في المستقبل. 
ولا يتعلق الأمر بسياسة أردوغان الانتخابية، كما ألمح البعض خلال الاستفتاء الذي أجري في نيسان/أبريل، بل هو أعمق من ذلك بكثير. فبالنسبة إلى داعمي الأردوغانية، لا يتعلق الأمر بحدث واحد فحسب، بل بسيرة تاريخية لمجموعة من الأحداث شهدت على مهاجمة الغرب لتركيا والعالم الإسلامي عبر التاريخ. أولًا في الحروب الصليبية ثم في الحرب العالمية الأولى وأخيرًا في محاولة الانقلاب على أردوغان التي يعتقدون أنها مدعومة من الأجانب (أوروبيين وأمريكيين). وتهيمن هذه السيرة بالكامل على عقول نصف الشعب التركي.  
"ذي سايفر بريف": هل من مبرر سياسي منطقي خلف خطوات أردوغان وحكومته إزاء الاتحاد الأوروبي وألمانيا وهولندا وغيرها؟
سونر چاغاپتاي: من الواضح أن الأردوغانية هو نوع من التسونامي السياسي لنصف تركيا التي تدعم الرئيس. وهو تسونامي يُغرق في الوقت نفسه النصف الآخر الذي لا يدعمه.
إلا أنني أوافق أيضًا على وجود انعطافة براغماتية لهذه المسألة. فعلى الرغم من تصوير الأردوغانية لأوروبا على أنها العدو - العدو الخارجي الذي يستخدم وكلاءه في تركيا لإلحاق الضرر بالرئيس - يدرك أردوغان في الوقت نفسه أن فوزه في الانتخابات منذ عام 2002 اعتمد إلى حدّ كبير على الحجم القياسي من الاستثمارات الأجنبية المباشرة (الأوروبية في الغالب) التي استقطبتها بلاده.  
ويرتبط سبب استثمار الشركات الدولية في الشركات الناشئة أو الاستثمارات الجديدة في تركيا إلى حدّ كبير بوصف البلاد على أنها في مرحلة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ما ساعد على استقطاب هذه الأحجام القياسية من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال العقد الماضي من الزمن. فقد قادت هذه الاستثمارات الأجنبية دفة النمو بشكل رئيسي، وأدّى هذا النمو بدوره إلى توسيع قاعدة ناخبيه الذين جذبهم إليه عمومًا الازدهار الاقتصادي الذي حقّقه وانتشاله لعددٍ كبير منهم من الفقر. 
إن أردوغان على يقين تام بكل هذا، لذا لا يمكنه فعليًا تحمّل تكلفة كسر الأسس الاقتصادية للعلاقة مع أوروبا. وعليه، سيحاول الاستفادة من روابط تركيا والاتحاد الأوروبي لإبرام صفقات، رغم وجود عدائية الأردوغانية للأوروبيين في الخلفية.
وسيحاول المحافظة على روابط تركيا الاقتصادية بأوروبا. ومن المفارقة أنه لهذا السبب في وقت تهاجم فيه إدارة أردوغان الأوروبيين على نحو يومي، تحاول أنقرة في الوقت نفسه توطيد الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ما يسمح بتبادل كافة أنواع السلع الصناعية بحرية عبر الحدود من دون دفع أي رسوم. 
وسيقوم بذلك من خلال تقديم التعاون في مسألة اللاجئين. فمن الجانب الأوروبي، يخشى قادة دول الاتحاد الأوروبي إلى حدّ كبير انزلاق تركيا نحو الدكتاتورية. لكن رغم هذا التصوّر، تواجه أوروبا مشكلة على المدى القصير تتمثل بعدد اللاجئين الذي يناهز الثلاثة ملايين الذين تستقبلهم تركيا و"تبقيهم لديها". فبشكلٍ رئيسي، إن أراد أردوغان ذلك، يمكن أن يصبحوا جميعًا في ألمانيا غدًا، وباقي الدول الأوروبية أيضًا، ما سيتسبب بمشاكل داخلية خطيرة بين الدول الأوروبية بشأن عبء اللاجئين، ويقوّض بالتالي وحدة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
"ذي سايفر بريف": بالحديث عن حلف الناتو، نلاحظ أن أمينه العام ينس ستولتنبرغ عرض التوسط للتوصل إلى تسوية بين تركيا وألمانيا حول قضية قاعدة "إنجرليك" - لكن كل ذلك يتلو اتفاقًا أوليًا بقيمة 2 مليار دولار أبرمته تركيا لشراء صواريخ أرض-جو من طراز أس-400 من روسيا الشهر الفائت. فما هي برأيك الدلالة التي يحملها كل هذا حول مكانة تركيا في الناتو؟
سونر چاغاپتاي: في ما يخص اتفاق صواريخ أس-400، لا أعتقد أنه نهائي إلى أن يُنجز فعليًا. فقد أبرمت تركيا اتفاقات مماثلة لشراء أنظمة دفاع جوي من الصين، وبدت الصفقة فعلية ورسمية، لكن في نهاية المطاف قطعت تركيا جسور التواصل بعد ردود الفعل الساخطة من الناتو والولايات المتحدة في عامي 2010 و2011.
لكن هذا يشير إلى أنه، في وقت لا يريد فيه أردوغان أن تنهي بلاده عضويتها في حلف الناتو، يتعامل مع الحلف وكأنه نادٍ انتقائي حيث يختار اعتماد ما يحلو له من برامج الحلف ومبادراته وليس جميعها، لأنه بخلاف ما كانت عليه تركيا في السنوات السابقة حين اعتقد قادتها أن بلادهم توفر مصلحة مشتركة ضمن الحلف - وتتشارك معه القيم نفسها - لا ينظر أتباع الأردوغانية إلى العالم من هذا المنظور الآن.
فيعتبر أردوغان ومؤيدوه أن صامويل هنتنجتون كان محقًا، هناك صراع حضارات، لكنه كان مخطئًا لأن المسلمين سيفوزون. ولا يرى أردوغان أن حلف الناتو هو بالضرورة ملتقى للدول التي تتشاطر الآراء نفسها وتتشارك قيمًا متشابهة، بل هو يعتبره ملاذه الأمني  حيث يضمن الأمن الذي هو بأمس الحاجة إليه في مواجهة روسيا.
ويجب ألا ننسى أن بوتين لن يعامل تركيا يومًا كقرين، رغم أن أردوغان ينظر إلى روسيا من هذا المنطلق. فبوتين سينظر دائمًا إلى تركيا على أنها قوة ثانوية، وفي حين تزعجه سياسات أردوغان في سوريا، يخشى أن يؤدي نجاح الإسلام السياسي في تركيا إلى إحياء مسلمي روسيا الذين تربطهم علاقات إثنية وتاريخية متينة بمسلمي تركيا.
وبالتالي، من مصلحة بوتين أن يحرص على ألا تتكلل مساعي أردوغان بالنجاح، وعلى الأخير أن يدرك ذلك. فعلى سبيل المثال، خلال الفترة التي سبقت استفتاء نيسان/أبريل في تركيا، نشر الموقع التركي لوكالة "سبوتنيك" أخبارًا معادية لأدروغان عدة مرات بشكل صريح ومباشر أكثر من تلك التي بثتها وسائل الإعلام الأجنبية التي تقدم خدمات باللغة التركية مثل "صوت أمريكا" و"دويتشه فيله" وقناة "الجزيرة" وشبكة "بي بي سي" مجتمعةً - حسبما ذكرت ناز توراك أوغلو.
ويدرك أردوغان أيضًا أن محيطه مليء بالأعداء، بمن فيهم الرئيس السوري بشار الأسد. لذا أظن أنه سيواصل الاعتماد على حلف الناتو لضمان الأمن ضد روسيا والأسد وضد إيران، لكنه لا يعتبر الحلف ناديًا يتشاطر معه قيمه الأساسية كما فعل أسلافه.
"ذي سايفر بريف": ما هو برأيك موقف إدارة ترامب من هذا الاقتتال الداخلي في حلف الناتو بين تركيا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين؟ هل ترى أي مؤشرات على أن المسؤولين الأمريكيين قلقون إزاء هذه المسألة أو يحاولون التوسط؟
سونر چاغاپتاي: يحرص وزير الدفاع جايمس ماتيس فعلًا على ضمان علاقة جيدة مع تركيا، وهو ملتزم بتذليل أي عوائق قد تعترضها.
وهناك عدة مشاكل تشوب العلاقات الثنائية بين البلدين، بدءًا بالتعاون الأمريكي مع "وحدات حماية الشعب" السورية الكردية، مرورًا بقرار أنقرة بشراء أنظمة أسلحة روسية، ووصولًا إلى الخطاب المعادي للأمريكيين والأوروبيين والغرب الذي تدلي به تركيا على نحو متزايد. ولا يجب التغاضي عن هذا الخطاب لأنه استمر طيلة الأعوام الخمسة عشر الماضية، وقد بدأ يعد شائعًا لأنه يحظى بدعم مسؤولين حكوميين ووسائل إعلام موالية للحكومة. واستنادًا إلى آخر تقرير صدر عن "مركز بيو"، في حين يشكل تنظيم "داعش" والاحتباس الحراري وتدفق اللاجئين والهجمات الإلكترونية والانهيار الاقتصادي الشغل الشاغل لدول أخرى، باعتبار كل هذه المسائل تهديدات أساسية عالمية، ينفرد الأتراك من بين شعوب العالم برؤيتهم أن الولايات المتحدة هي الخطر العالمي الأكبر. فما من دولة أخرى تجري استطلاعات بقدر تركيا، وهذا الأمر ليس عرضيًا - بل يرتبط بمعاداة النهج الأمريكي الذي كان "حزب العدالة والتنمية" يغرسه في نفوس مناصريه منذ بروزه عام 2002، إلى جانب قضايا أخرى في إطار العلاقات الثنائية. وقد أصبحت مشاعر معاداة الولايات المتحدة هذه شائعة إلى حدّ كبير الآن في تركيا. ومن شأن ذلك أن يثير قلق الولايات المتحدة، وهو واقع يعيه الوزير ماتيس جيدًا.
بيد أن استعادة الثقة في العلاقة الأمريكية-التركية ستكون صعبة لأن الروابط العسكرية بين البلدين تضررت، وقد يكون حجم الضرر كبيرًا بحيث يستحيل إصلاحه على المدى القصير. ففي واشنطن، كان المسؤولون في الجيش الأمريكي هم أشد المناصرين لتركيا، حيث أن العمل مع الأتراك في العمليات التي نفذها حلف الناتو في البوسنة وكوسوفو في تسعينيات القرن المنصرم كوّنت لديهم انطباعات ممتازة عن الأتراك، وكانوا ممتنين للدور الذي اضطلعت به أنقرة في الانتصار خلال الحرب الباردة من خلال منع الاتحاد السوفيتي من الدخول إلى البحار الدافئة، كما أبدوا عمومًا دعمًا كبيرًا لأنقرة.
أما الآن، فنشهد العكس تمامًا. يمكنني القول إن أشد معارضي تركيا اليوم في واشنطن هم للأسف من عناصر الجيش الأمريكي نتيجة سلسلة من الأحداث، حصلت جميعها تحت إشراف أردوغان. فرفض تركيا الانضمام إلى حرب العراق عام  2003 وانهيار العلاقات التركية-الإسرائيلية وقرار تركيا شراء أنظمة دفاع جوي من الصين (رغم أنهم تراجعوا عن ذلك) وقرار أنقرة مؤخرًا بشراء صواريخ روسية، إضافةً إلى سياسة تركيا غير الصارمة التي سهّلت عبور المتطرفين إلى سوريا في إطار مساعٍ لتقويض الأسد - كلها عوامل تسببت بتدهور هذه العلاقة. وحتمًا، من وجهة نظر تركيا، كان تحفظ الولايات المتحدة عن دعمها بالكامل ضد "حزب العمال الكردستاني" خلال العقد الفائت - فضلًا عن القرار الأمريكي بتقديم الدعم الكامل لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية خلال معركتها ضد "داعش" في سوريا - سببين ساهما في تأزم العلاقة فعلًا.
وبالعودة إلى وجهة النظر الأمريكية، وبعد تدهور العلاقات طيلة 15 عامًا، أصبح الجيش الأمريكي على الأرجح من أضعف مؤيدي تركيا في واشنطن، وهذا أمر محزن. فقد فقدت تركيا أهم مشجع وداعم لها في واشنطن، ولا يمكنني أن أفكر في أي جهة ستحشد لتركيا في واشنطن الآن.
ويساور الكثيرين في واشنطن القلق أيضًا من انزلاق تركيا نحو نظام استبدادي، ويبدو ذلك واضحًا لأنه يشير إلى أن البلاد تتخبط في أزمة. وكما شرحتُ في كتابي "السلطان الجديد"، تتمثل الأزمة في أن نصف الشعب يبغض أردوغان والنصف الآخر يحبه. وإن كانت البلاد تتبع نظامًا ديمقراطيًا، فلا يمكن عندها لأردوغان أن يحكم كما يحلو له، لذا فهو يتخذ خطوات من شأنها القضاء على الديمقراطية. لكن النصف الذي يكرهه لن يستسلم أبدًا لهذا التوجّه، ما يعني أنه خلال الفترة المقبلة وفي أفضل الأحوال، ستبقى تركيا في حالة أزمة دائمة، تستنزفها الاضطرابات المحلية التي تعصف بها، وتعجز عن أن تكون حليفة قوية للولايات المتحدة أو أن تتعاون بشكل موثوق. 
 
وتركّز الإدارة الأمريكية أيضًا على تركيا من منطلق محاربتها "داعش". فهي تريد أن تضمن النفاذ المستمر إلى القواعد التركية التي تُطلق منها مهمات ضد التنظيم. لذا على المدى القصير، يبدو أن النهج المعتمد يتمثل في الحفاظ على العلاقة مع أردوغان، وهو السبب الذي دُعي من أجله لزيارة واشنطن. وفي الوقت الراهن، تريد إدارة ترامب التعاون مع أردوغان وليس صدّه. ويبدو أن هذا هو محط تركيز السياسة الأمريكية حاليًا.
========================
واشنطن بوست: لربما تكون الخطوة التالية للدولة الإسلامية هي الشبكات الإجرامية السرية     
http://www.geroun.net/archives/91180
11 آب / أغسطس، 2017التصنيف ترجمات ترجمة- أحمد عيشة
بعد أشهرٍ من الحرب البريّة الشرسة، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الشهر الماضي، النصرَ على “تنظيم الدولة الإسلامية” (داعش) في الموصل. غيرَ أنَّ المحللين على الأرض قالوا: إنَّ المعركة لم تنته بعد. فقد ظهرت بالفعل نسخة جديدة من “تنظيم الدولة الإسلامية” من بقايا هجوم الموصل، وتتكيف بسرعة مع شكلٍ جديد من الحرب. ومع انهيار الخلافة، ينتقل الجهاد إلى عالم الجريمة الجنائي.
لقد رأينا هذا النمط من قبل، في أفغانستان، بعد أن خسرت حكومة طالبان السلطة في 2002، لجأ مقاتلوها إلى الجبال، واتجهوا إلى صناعة الهيروين لتمويل تمردهم. وفي الصومال، بعد أنْ أطاحت قوات بقيادة إثيوبيا، بحكومة اتحاد المحاكم الإسلامية في 2007، استغل متطرفو الشباب صناعات الفحم غير المشروعة والتهريب، لتمويل حملتهم ضد الاتحاد الأفريقي. وفي مالي، بعد فقدان السيطرة على منطقة أزواد الشمالية في 2012، استغل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي علاقاته مع شبكات الاتجار بالكوكايين المربحة في غرب أفريقيا، لتغطية تكاليف حربه ضد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بقيادة فرنسا.
ماذا يمكننا أن نتنبأ، كيف سيبدو “تنظيم الدولة الإسلامية” بعد سقوط الموصل؟
للإجابة عن هذا السؤال، نحن بحاجةٍ إلى الخوض العميق في قلب اقتصاد العراق المخفي. طوال عقود، ربطت شبكات التهريب القوية العراقَ بأسواقٍ سرية مربحة، في جميع أنحاء المنطقة، ومولّتْ سرًّا جماعاتٍ مسلحة طوال مدة النزاع. ولأنَّ “تنظيم الدولة الإسلامية” يفقد سيطرته المناطقية على طرق التهريب الرئيسية هذه، فإنَّ مصيره سيعتمد على إمكانية الحفاظ على النفوذ في عالم الأعمال الخفي هذا.
التحول من الحكم إلى التمرد
في الوقت الذي تفقد فيه “الدولة الإسلامية” أرضها، ومواردها، وقاعدتها الضريبية، تتحول الحركة من دولةٍ بدائية إلى حركة تمردٍ أقلّ كلفة، وأكثر مرونة. وكلما طُردت الجماعات المسلحة من أراضيها، فإنها تميل إلى الانتقال من الحاكم إلى المتمرد. عندما فقدت طالبان سيطرتها في أفغانستان، حلَّتْ الحركة ما يُسمى بالإمارة، وانتقلت إلى تمردٍ على غرار حرب العصابات. وبعد أنْ فقدت حركة الشباب ميناء كيسمايو، في الصومال، توقفت عن محاولة الحكم، وبدأت بمهاجمة المدارس، ومراكز التسوق في كينيا المجاورة. الحوكمة مكلفةٌ؛ بينما تكتيكات المتمردين، على غرار الإرهابيين، رخيصة.
لقد كانت قيادة “تنظيم الدولة الإسلامية” تستعد لهذا التغيير في الحظ/ الثروة منذ شهور، وقالت علنًا ​​إنها ستتكيف مع أيّ خسارةٍ في الأراضي. وقال ريناد منصور، وهو زميلٌ في بيت شاثام، وكان يتتبع هذه الشبكات في العراق وسورية منذ سنوات: “لقد خسروا المال والأرض، ولكن تذكر أنَّ تكاليفهم الآن أقل، لأنهم لم يعودوا بحاجةٍ إلى الحكم”. وأضاف: “يمكننا بالتأكيد أن نتوقع منهم أنْ يعيدوا التركيز على استهداف المدنيين، وقصف المدن”.
بالنسبة للمسلحين، فإنَّ هذه الأشكال الوحشية من العنف منخفضة التكلفة، وسهلة التنفيذ، وتساعد في الحفاظ على الوهم بالأهمية العالمية. وكما أخبرني مؤخرًا، أمارناث أماراسينغام، وهو خبيرٌ في شؤون تجنيد المقاتلين الأجانب: “مع خسارة الأرض، فإنَّ الدولة الإسلامية ستعود إلى [استخدام] تكتيكات حرب العصابات؛ مما ينتج دعايةً كبيرة”.
انسحاب استراتيجي نحو شبكات إجرامية مخفية
بما أنَّ الدولة الإسلامية لم تعدْ قادرةً على فرض الضرائب، والسيطرة على طرق التجارة غير المشروعة؛ فإنَّ قيادتها تنسحب نحو اقتصادٍ خفيّ للبقاء على حالها من الناحية المالية. والأهم من ذلك أنَّ الجماعة تحولّت إلى أساليبٍ أخرى لغسل الأموال على غرار المافيا، لإخفاء وحماية مواردها النقدية الكبيرة. وقال منصور: “إنهم يبحثون بالفعل عن نماذج اقتصادية أخرى، تبدو تمامًا مثل الجريمة المنظمة”. وأضاف: “إنهم يحولّون الأموال إلى دولاراتٍ أميركية، ويستثمرون في شركاتٍ محلية، مثل شركات الأدوية، أو وكالات السيارات”.
ومع انتقال مقاتليها للعمل بشكل سريّ، يخطط “تنظيم الدولة الإسلامية” لاستخدام هذه الشركات لإخفاء، وغسل مواردها النقدية الضخمة.
من خلال الانسحاب نحو الاقتصاد تحت الأرضي، تأملُ “الدولة الإسلامية” في العمل مثل مافيا، وابتزاز الأعمال التجارية المحلية، والانتظار حتى عودة فرصةٍ أخرى للارتقاء إلى السلطة. ومع ذلك، فإن نجاح “الدولة الإسلامية” يتوقف على ما إذا كانت الشبكات الإجرامية القائمة في العراق ستسمح لها بالعمل في مناطقها. هناك شبكات تهريب قوية، وطويلة الأمد في المنطقة، لتحمي مصالحها التجارية الخاصة بها، وقد تبرهن هذه النخب الإجرامية على أن تكون اختبارًا غير متوقع لطموحات “الدولة الإسلامية” في عالم الجريمة.
لدى المهربين سبب وجيه للاشتباه بالمتطرفين. وكما شرحت في كتابي الجديد، قبل وصولها الدراماتيكي إلى السلطة في 2014، أقامت “الدولة الإسلامية” تحالفًا سريًا وقويًا مع أصحاب المصلحة الرئيسيين في الاقتصاد تحت الأرضي، في الموصل، ووعدتهم بتعامل وصفقاتٍ أفضل من الميليشيات الفاسدة، والجشعة المرتبطة بالحكومة. لكنَّ هذه العلاقة ساءت بعد أن خدعت الخلافة التي أعلنتها “الدولة الإسلامية” مؤيديها التجاريين، ورفعت الضرائب بشكلٍ تصاعدي. إنّ حقيقة أنَّ “الدولة الإسلامية” خدعت هؤلاء المهربين الراسخين قد تجعل من تراجعها نحو التخفي أمرًا خطرًا.
وفي حين أنّه من السهل التخلص من أيديولوجياتهم المتطرفة، فإنَّ القصة الحقيقية وراء هذه الجماعات الجهادية، غالبًا ما تتشابك مع الشبكات الإجرامية، والمصالح النفعية. في أفغانستان، قام المهربون الأثرياء، على طول الحدود الباكستانية، بتمويل سلطة طالبان لسنواتٍ. وفي الصومال، كانت النخب التجارية السرية في مقديشو مسؤولة مباشرة عن تمويل صعود حركة الشباب. وفي مالي، تزوّج قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من بنات زعماء المافيا الذين يسيطرون على صناعات السجائر والمخدرات غير الشرعية، وذلك لتعزيز تلك العلاقات المربحة.
في جميع أنحاء العالم، يتصرف الإسلاميون بشكلٍ جيد، عندما تستثمر شبكات الأعمال الإجرامية مشاريعها السياسية.
العلاقات التجارية الإسلامية: زواج المصلحة
كما شرحت في كتابي، يمكن للمهربين أن يهتموا أقل بالأيديولوجية الجهادية. هم نفعيون، وليسوا أيديولوجيين. ومع تراجع “تنظيم الدولة الإسلامية”، يعود هؤلاء المهربون إلى السوق لحساباتٍ سياسية في المعركة من أجل العراق، وسيدعمون الطرفَ الذي يقدم لهم أفضل اتفاق. إذا أخفقت الحكومة العراقية في كبح جماح فسادها وابتزازها؛ فإن تلك النخب الغنية قد تختار الحفاظ على تحالفها السري مع “تنظيم الدولة الإسلامية”. ومن شأن هذه الموارد أن تعطي المسلحين الإسلاميين القدرةَ على شنّ حرب عصاباتٍ مستمرة في العراق، حرب تستمر لعقود. في الحرب، هذا هو فن الاحتيال.
========================
الصحافة اليابانية والتركية :
دانيال أر. ديبيتري - (جابان تايمز) 6/8/2017 :السياسة التي قد تخفف من معاناة سورية
http://www.alghad.com/articles/1771422-السياسة-التي-قد-تخفف-من-معاناة-سورية
دانيال أر. ديبيتري - (جابان تايمز) 6/8/2017
ترجمة: عبدالرحمن الحسيني
نيويورك – على مدى السنوات الخمس الماضية، دارت سياسة الولايات المتحدة الخاصة بالحرب الأهلية السورية حول دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى تفاهم سياسي بين المتقاتلين الرئيسيين في الحرب -وتذكير كل من يريد أن يستمع بأن حلا سياسياً فقط هو ما سيضع حداً للصراع الطاحن، مرة وإلى الأبد.
لكن هذه السياسة، لسوء الطالع، لم تواكب الواقع العسكري. فقد أصبح موقف الرئيس بشار الأسد على الأرض راهناً أفضل مما كان عليه في أي وقت مضى، ولم يعد لديه حافز لعمل ما يريده المجتمع الدولي -إنهاء المجزرة والخروج في نهاية المطاف من القصر الجمهوري.
ذلك يعني أن الحاجة تمس إلى وضع استراتيجية جديدة، والتي تعترف بأنه إذا لم يكن من الممكن تحقيق حل سياسي في الماضي، فمن غير المرجح إلى حد كبير أن يتم تحقيقة في المستقبل. وبدلاً من ذلك، يجب على الولايات المتحدة وشركائها فعل ما يستطيعون فعله لتجميد الصراع وإبقائه ضمن مناطق جغرافية محددة، تماماً مثلما فعل الأردن والولايات المتحدة وروسيا بنجاح في جنوب غرب سورية في الأسابيع الماضية.
لدى الأمم المتحدة أصلاً مبعوث خاص لتحريك أي تحول في السياسة. وقد بذلك هذا المبعوث، ستيفان دي ميستورا، الدبلوماسي الإيطالي- السويدي الذي عينه الأمين العام السابق للمنظمة الدولية بان غي مون وإسند إليه مهمة إدارة الملف السوري، بذل جهداً لا يكل لإنهاء العنف. وبالكاد يمر أسبوع واحد من دون أن يطير دي ميستورا إلى العواصم الإقليمية ويجتمع مع ممثلي المعارضة السورية المعتدلة وممثلي نظام الأسد على حد سواء، والعمل مع دبلوماسيين في كل القارات لكسب الدعم للمفاوضات.
ومع ذلك، وبالرغم من الجهد الجبار الذي بذله، ما يزال دي ميستورا عاجزاً عن إحراز أي تقدم جدي في عملية سياسية يعتبرها الكثيرون من المجتمع الدولي ميتة أو قيد الاحتضار. ولا يتحمل السيد دي ميستورا المسؤولية عن ذلك بالتأكيد: فهو يتمتع بالصبر والجلد والمثابرة من منطلق إنساني. ولكن، حتى أكثر المفاوضين خبرة والمتمتع برصيد لا ينضب من الطاقة والمصداقية الشخصية سوف يفشل عندما تنظر أطراف الصراع إلى بعضها بعضاً بارتياب بينما يتحول الصراع إلى حرب إقليمية بالوكالة.
يبدو من الصعب للغاية إدامة المباحثات حول إجراءات بناء الثقة، والتي أثبتت في مفاوضات أخرى أنها أساسية. ويبدو أن السيد دي ميستورا نفسه يقبل هذه الحقيقة المحزنة، حيث قال للصحفيين قبل بدء الجولة السابعة من المفاوضات السورية أنه بينما يستمر في الأمل بأن تبدأ الحكومة السورية ووفد الثوار البحث الجاد، "فقد خاب أملنا عدة مرات خلال هذه الأعوام الأربعة، كما خاب أمل السوريين في السنوات الست الماضية". وما من سبب للاعتقاد بأن الجولة التالية من الدبلوماسية في جنيف والمقررة في الشهر المقبل ستكون أكثر نجاحاً من الجولات الست الأخيرة.
وهكذا، إذا كانت المباحثات حول سياسة سورية قد وصلت إلى نهاية مسدودة، فقد حان الوقت إلى إلقاء نظرة واقعية وعميقة على الواقع. والأهم من كل شيء أن على دي ميستورا خفض سقف التوقعات حول ما هو ممكن.
على مدار الأعوام الستة الماضية من الصراع ومحاولة التوسط، انهارت كل محاولة ركزت على سياسة سورية -كيف سيتم حكم البلد بعد انتهاء الحرب؛ ومن هو الذي سيتم تمثيله في الحكومة الانتقالية؛ ومن يجب أو لا يجب اشتماله في دستور سوري جديد؛ وماذا سيحدث مع الأسد.
 للكثير من هذا كله صلة بالطبيعة المعقدة للصراع وكثرة أصحاب الحصص المنخرطين على الأرض وفي الجو. لكن العائق الأكبر يظل متجسداً في رفض الأسد التفاوض على سقوطه هو نفسه. وقد قويت مقاومة الرئيس السوري لأي تسوية سياسية، بغض النظر عن صغرها أو عدم أهميتها، بسبب الدعم الذي قدمته كل من روسيا وإيران للنظام في دمشق.
ولا يريد الأسد التفاوض على السياسة لأنه لم يعد في حاجة إلى ذلك -فموقفه على الأرض الآن هو في أفضل وضع ممكن. وباستثناء الضواحي الواقعة شرقي دمشق ومدينة الرقة الشمالية، فقد استعاد النظام أو المليشيات المواليه له كل مدن سورية الرئيسية. وحُشر معارضو الأسد السياسيون على نحو متزايد في جيوب في محافظتي إدلب ودرعا السوريتين -بكلفة كبيرة لحقت بالبنية التحتية للبلد وضد مصلحة ملايين المدنيين الذين يعيشون (أو اعتادوا العيش) هناك. وقد يكون الأسد مستبداً وحشياً، لكنه أيضاً لاعب عاقل يفهم أن كفة الحرب مالت لصالحه منذ أن أنقذه سلاح الجو الروسي بشن حملة قصف جوي في خريف العام 2015.
 مع ذلك، لم تكن كل الاتفاقيات التي تم التوصل إليها على مدار الأعوام الماضية فاشلة. فالاتفاقات التي ركزت على الفصل بين الأطراف المتحاربة في مناطق محددة، وتأسيس هدنة لتسليم المساعدات الإنسانية والسماح للمدنيين الجرحى بمغادرة هذه المناطق لتلقي العلاج الطبي، كانت أكثر نجاحاً بعض الشيء. وبينما من المؤكد أن النظام انتهك العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار، فإن اتفاقيات خفض التوتر التي تم ترتيبها في الأشهر الثلاثة الماضية أثمرت على الأقل من خلال تراجع الأعمال العدائية، والذي لم يكن ممكناً لولا هذه الاتفاقيات. وقد أقر الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي بأن "العنف قد انخفض" في بعض مناطق خفض التصعيد الأربع التي أنشأتها تركيا وروسيا وإيران في أستانة في أيار (مايو) الماضي. ويبدو أن اتفاق خفض التصعيد في ثلاث من المحافظات السورية الجنوبية الذي وضعت لمساته النهائية في تموز (يوليو) الماضي ويشمل وقف إطلاق النار بشكل عام بين الحكومة وقوات المعارضة المعتدلة ومنطقة استثناء للوحدات الإيرانية ووحدات من حزب الله بالقرب من الحدود مع إسرائيل والأردن، يبدو أنه ما يزال صامداً إلى حد كبير وبشكل أفضل من المتوقع –في الوقت الحالي على الأقل.
مع أنه ما يزال من السابق لأوانه وصف صفقات وقف إطلاق النار بأنها ناجحة -بينما من المؤكد أن هناك انتهاكات حتمية- فإن الاتفاقيات التي تركز بشكل حصري على الأمن وتترك المسائل السياسية للأمم المتحدة، تكون أكثر فعالية من خلط مسارات الأمن والسياسات مع بعضها البعض. وما يزال علينا رؤية ما إذا كانت تراجع حدة الأعمال العدائية سوف يستديم على المدى الطويل، لكن من الصعوبة بمكان التشكيك في أن التركيز على لجم إراقة الدماء أولاً واستكشاف الخيارات للمصالحة السياسية ثانياً كان له تأثير أكثر إيجابية على المدنيين على أرض الواقع.
سوف يرى العديد من محللي الشأن السوري أن التوقف قصير الأمد والمتقطع للعنف هو الحد الأدنى الذي تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها إنجازه. ويطرح تشارلز ليستر، من معهد الشرق الأوسط، فكرة أن حالات الهدنة الإقليمية ومناطق العنف صنوان لمعالجة "عوارض الأزمة"، بينما يسمح لمسببها الجذري (نظام الأسد) بالاستدامة. وفي الحقيقة يطرح هؤلاء الخبراء حجة قيمة: لم تفعل أي من اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها في السابق أي شيء للتعامل مع مسألة مستقبل الأسد السياسي –وهو الموضوع المحوري الذي اعترض سبيل حملة دي مستورا لحث المتقاتلين على قبول إطار عمل سياسي.
ولكن، عند هذه المرحلة من الحرب، بعد ستة أعوام من القتال ونصف مليون قتيل ومنطقة تعج باللاجئين السوريين، ووجود 13.5 مليون سوري بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، حان الوقت لأن يدلي المجتمع الدولي بدلوه ويحيي آمالهم. ويستطيع العالم الاستمرار في الصلاة والدعاء من أجل قدوم وقت يتحول فيه الأسد، بشكل سحري، من مجرم حرب مريض إلى رجل مصالحة. أو أن العالم يستطيع فعل أشياء مختلفة قليلاً بزيادة ضغطه على المتقاتلين في سورية للتوصل إلى اتفاقيات تقدم شيئاً قريباً من السلام للشعب السوري على الأرض.
========================
صباح :هل لشحنات الأسلحة الأمريكية هدف آخر غير داعش والنظام السوري؟
http://www.turkpress.co/node/38009
هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
وسط سيل من النقاشات عديمة القيمة.. لم يتبق لنا وقت ولا مجال للحديث عن الأسلحة التي حشدتها الولايات المتحدة في شمال سوريا.
مع أنها يجب أن تكون قضية الساعة الأولى بالنسبة لنا!
لماذا وكيف؟ يتوجب علينا أن نفكر دون سأم أو ملل.
منذ مايو/ أيار حتى يوليو/ تموز  عبرت 900 شاحنة تحمل العربات العسكرية والأسلحة والذخائر الحدود العراقية السورية إلى حزب الاتحاد الديمقراطي.
من بين الأسلحة 3 آلاف "آر بي جي" (قاذف محمول مضاد للدبابات)، و20 ألف رشاش آلي، من بينها 4 آلاف رشاش ثقيل.
الأمر لا يقف عند هذا الحد!
شاحنات جديدة توجهت إلى الحزب مطلع أغسطس/ آب، حاملة على متنها عربات همر مصفحة ودبابات.
الذريعة معروفة..
مساعدة حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يلعب الدور الرئيسي في عملية إخراج تنظيم داعش من الرقة.
تساءل موقع "آخر خبر" قبل أيام "ما الذي تنوون فعله بـ 1021 شاحنة محملة بالأسلحة والدبابات منحتموها لحزب الاتحاد الديمقراطي في مواجهة مقاتلي داعش الذين يتنقلون على ظهر شاحنات صغيرة؟".
وأنا بدوري أسأل: ماذا يدور في الرقة؟
لماذا لا ينبس الإعلام الغربي ببنت شفة الآن، بينما كان ينشر سياًا من الأخبار إذا ذُبحت دجاجة في الرقة خلال السنوات الماضية؟
في 10 حزيران/ يونيو أفردت الوكالات الغربية صفحات طويلة من أجل إعلان دخول قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الرقة من ثلاثة محاور، فماذا حدث الآن؟
وكأن تنظيم داعش تلاشى، لم يعد أحد يأتي على ذكره.
من الواضح تمامًا أن هذه الأسلحة ليست موجهة من أجل الحرب على داعش.
الولايات المتحدة تنشئ جيشًا/ دولة في شمال سوريا بواسطة هذه الأسلحة والبنى التحتية.
سؤال آخر مثير للقلق..
"علاوة على داعش والنظام السوري، هل هناك هدف آخر محتمل لهذا الجيش الجديد، وقيادة القوات المركزية الأمريكية، التي تدعمه؟".
لنتذكر ما حدث على الجانب الآخر من الحدود ليلة 15 يوليو/ تموز...
لا بد أنكم تذكرون أن شاحنات وحدات حماية الشعب (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي) التي تحمل مدافع هاون كانت تنتظر حتى الصباح الأخبار الواردة من أنقرة وحلف شمال الأطلسي.
والآن، ما الذي يمكن أن تنتظره الدبابات ومضادات الطيران والقناصات المزودة بالليزر والرافعات والجرافات والرشاشات الثقيلة؟
ما أريد قوله هو أنه يتوجب علينا الابتعاد عن الأجندات المصطنعة والجدل الذي يشتت انتباهنا، والتركيز على تقوية دفاعنا القومي على الصعيدين المادي والمعنوي.
ما نشهده ليس أحداثًا عادية.
الأمور التي تدور حولنا ليست من قبيل المزاح!! أصبح لزامًا علينا أن نفهم ذلك
========================
الصحافة البريطانية والايطالية :
الغارديان: مئات المدنيين ضحايا لغارات تحالف واشنطن في الرقة
https://www.source-7.com/Swrya/936774.html
أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أن الغارات التي يشنها ما يسمى بـ “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن بزعم محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي أسقطت مئات الضحايا في صفوف المدنيين بمدينة الرقة منتقدة إهمال هذا التحالف لأرواحهم وممتلكاتهم.
وحملت الصحيفة هذا التحالف العديد من الانتهاكات والجرائم بحق أهالي الرقة بذريعة محاربة إرهابيي “داعش” لافتة إلى أن تقارير يعتبرها مسؤولون أمميون موثوقا بها تستدعي تساؤلات جدية بشأن مدى التزام واشنطن بمسؤولياتها فيما يخص حماية المدنيين في الرقة.
ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء منظمة “صوت وصورة” تأكيده عدم اتخاذ التحالف العسكري بقيادة واشنطن أي تدابير لتفادي سقوط ضحايا بين المدنيين محذرا من أن تحالف واشنطن سيقضي على أهالي الرقة في حال استمر بتدمير منازل الأهالي وقتلهم في كل مرة يريد فيها القضاء على عنصر من إرهابيي “داعش” في المدينة وقال ساخرا “إن التحالف سيحرر الرقة من سكانها ومن إرهابيي “داعش” على حد سواء في حال استمر بتدمير آلاف المنازل في كل مرة يريد فيها القضاء على عنصر من إرهابيي داعش”.
وكان ما يسمى “التحالف الدولي” قصف أمس الأول عدة مناطق سكنية فى مدينة الرقة ما تسبب باستشهاد عشرات المدنيين وإصابة آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية بمنازل الأهالي وممتلكاتهم.
كما استشهد 19 مدنيا أمس وأصيب آخرون في مدينة الميادين وقرية التبنى بريف دير الزور جراء عدوان طيران “التحالف الدولي” الذي تقوده الولايات المتحدة بزعم محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي.
بدورها طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش” عبر مدير برنامج مكافحة الإرهاب فيها بتركيز الاهتمام على اختيار أهداف عمليات التحالف قائلا إن “التحالف لا يزال يتحمل الالتزامات بتقليص عدد الضحايا بين المدنيين وخلق آلية خاصة بذلك وإذا عجز عن تحقيق هذه المسؤوليات فإن تداعيات ذلك قد تكون فتاكة بالنسبة للمدنيين ولذلك من المهم حيويا إجراء تحقيق في هذه الغارات”.
ورأت الصحيفة أن ارتفاع أعداد الضحايا بين أهالي الرقة مرده لتغيير البنتاغون استراتيجيته القتالية بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكم وبخاصة فيما يخص توسيع صلاحيات العسكريين الميدانيين على الأرض في اتخاذ القرارات القتالية.
وتزعم واشنطن التي شكلت “التحالف الدولي” بشكل غير شرعي ومن دون موافقة مجلس الأمن منذ اب 2014 بأنها تحارب الإرهاب في سورية في حين تؤكد الوقائع أنها تعتدى على البنية التحتية لتدميرها وترتكب المجازر بحق المدنيين كما قصفت طائرات “التحالف الدولي” ليلة الخميس الماضية بالقنابل الفوسفورية مبنى المشفى الوطني في مدينة الرقة كما استخدم هذا “التحالف” قنابل الفوسفور المحرمة دوليا خلال عدوان نفذه فى التاسع من حزيران الماضي على الأطراف الغربية لمدينة الرقة والمنطقة الفاصلة بين حيي المشلب والصناعة إضافة إلى حي السباهي ما تسبب باستشهاد 17 مدنيا.
========================
لي أوكي ديلا غويرا :تنظيم الدولة يخسر معقلا جديدا في سوريا
http://arabi21.com/story/1027114/تنظيم-الدولة-يخسر-معقلا-جديدا-في-سوريا#tag_49219
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" تقريرا سلطت من خلاله الضوء على آخر مستجدات الحرب في سوريا، حيث شهدت الصحراء السورية تراجعا تدريجيا لعناصر تنظيم الدولة، على إثر تطويقها من قبل القوات السورية والعراقية على حد السواء.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن تقدم القوات السورية دفع الخليفة إلى إطلاق عملية تجنيد قسرية جديدة، بهدف تعزيز صفوف المقاتلين. وقد شملت حملة التجنيد أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 سنة، في محافظة دير الزور، التي تشهد منذ فترة نشاطا مكثفا لعناصر التنظيم.
وأفادت الصحيفة بأن القوات السورية عمدت في الساعات القليلة الماضية، إلى ضرب آخر معقل لتنظيم الدولة في محافظة حمص، وتحديدا في مدينة السخنة. في الواقع، تعتبر هذه المدينة آخر معقل لعناصر التنظيم الموالين لأبي بكر البغدادي في المنطقة الوسطى للصحراء السورية. كما تمثل هذه المنطقة مفترق طرق استراتيجي على الطريق الرابطة بين محافظة تدمر ودير الزور.
 وفي الماضي، كانت مدينة السخنة في مأمن من الحرب السورية، شأنها شأن بقية مناطق الصحراء الوسطى، إلى حين احتلالها من قبل تنظيم الدولة جنبا إلى جنب مع مدينة تدمر، في ربيع سنة 2015. ومنذ ذلك الوقت، تمكن تنظيم الدولة، بفضل التحالفات التي كونها مع زعماء القبائل المحلية، من فرض سيطرته على المنطقة وتحصين مواقعه. كما تمكن التنظيم من جعل السخنة معقلا جديدا له في الصحراء الوسطى، وذلك لتفادي تقدم القوات السورية، قبل تحرير مدينة تدمر.
وأوضحت الصحيفة أن تحركات الجيش السوري انطلقت من منطقة الرصافة، مرورا بنهر الفرات، لتصل إلى محافظة دير الزور، وذلك بهدف التحضير لمعركة السخنة، التي من المحتمل أن تستمر لعدة أسابيع. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تنظيم الدولة، تمكن خلال هذه السنوات من إنشاء نظام دفاعي قوي، لم يقتصر فقط على الأسلحة والذخيرة ونقاط التفتيش، بل شمل أيضا الأنفاق الموجودة في أنحاء المدينة كافة.
وأضافت الصحيفة أن القوات السورية، بعد نجاح العمليات التي نفذتها ضد التنظيم في كل من مدينة تدمر وقرية آراك سنة 2015، عزمت على تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ هجومها النهائي على مدينة السخنة. ووفقا لما أفادت به مصادر عسكرية سورية، فقد تمكن الجيش السوري، في 4 آب/ أغسطس الجاري، من السيطرة على مشارف المدينة، ورفع العلم السوري فوق المباني الحكومية، في غضون 48 ساعة فقط من بداية تقدمها.
والجدير بالذكر أن القوات السورية نجحت، برفقة القوات الجوية الروسية، في تدمير مختلف الأنظمة الدفاعية التي أنشأها تنظيم الدولة، خلال سنوات احتلاله للمدينة.
 وذكرت الصحيفة أن وسائل الإعلام المحلية أشادت بالعملية الناجحة التي نفذها الجيش السوري في مدينة السخنة، واعتبرتها  أحد أهم الأحداث التي ميزت الأشهر الأخيرة في سوريا. فضلا عن ذلك، بينت هذه العملية أنها ستمهد الطريق نحو القضاء على تنظيم الدولة في كامل تراب سوريا.
 في الواقع، تعتبر عملية تحرير مدينة السخنة ذات أهمية استراتيجية، من الناحية الرمزية والعسكرية على حد سواء، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصورة التي أصبح يجسدها تنظيم الدولة في سوريا، بعد الهزيمة النكراء التي لحقت به.
وأضافت الصحيفة أن معقل السخنة كان يمثل قاعدة استراتيجية مهمة بالنسبة لتنظيم الدولة، فمن خلالها، بات من الممكن لتنظيم الدولة تنفيذ هجمات على تدمر ودير الزور. بالإضافة إلى ذلك، كان لحصن هذه المدينة أهمية كبيرة في بسط نفوذ التنظيم وحماية وتعزيز اتصالاته على ضفاف نهر الفرات ومحافظة حمص، لعدة سنوات. وبعد نجاح عملية تحريرها، سيشارك الجيش السوري، وحلفاؤه في إنشاء منطقة عازلة بهدف منع عناصر التنظيم من تنفيذ هجوم مضاد على المدينة.
 وأوردت الصحيفة أن التقدم الذي أحرزته القوات السورية في مدينة الرقة ساهم في اقتراب عناصر قوات النمر من معاقل التنظيم، وتمركزهم على بعد 60 كيلومترا من محافظة دير الزور. كذلك، يمكن القول إن نجاح عملية تحرير مدينة السخنة سيمكن الجيش السوري من السيطرة على المدينة، التي كانت تحت قبضة التنظيم لما يربو عن أربع سنوات. فضلا عن ذلك، يبشر نجاح هذه العمليات العسكرية بقرب نهاية الحصار على مدينة دير الزور.
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن الجيش السوري نجح في القضاء على كل أنظمة الدفاع التي كان تنظيم الدولة يملكها في تلك المنطقة، وبهذا يكون قد قضى على آخر معقل له. وبفضل هذه العملية، ستسعى القوات العسكرية السورية إلى إحراز المزيد من التقدم في المناطق التي سبق أن هاجمها تنظيم الدولة، لذلك من المحتمل أن تشهد سوريا تطهيرا شاملا من عناصر تنظيم الدولة في غضون بضعة أشهر.
 الصحيفة: لي أوكي ديلا غويرا
الكاتب: مورو أندليكاتو
http://www.occhidellaguerra.it/siria-cade-unaltra-roccaforte-dellisis/
========================