الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/2/2017

سوريا في الصحافة العالمية 11/2/2017

12.02.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية : الصحافة البريطانية : الصحافة الفرنسية والتركية والروسية :  
 
الصحافة الامريكية :
فورين بوليسي: هذه شروط (المنطقة الآمنة) في سوريا
http://www.all4syria.info/Archive/386969
كلنا شركاء: سكاي نيوز عربية
أبدى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مع دخوله إلى البيت الأبيض، عزما على إقامة منطقة آمنة في سوريا، قصد تسخيرها لاستقبال النازحين الفارين من المعارك، معيدا بذلك جدلا حول المقترح “الشائك” الذي أثير في كثير من محطات الأزمة السورية، وظل يصطدم بكثير من الإكراهات اللوجستية والاستراتيجية.
وترى مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن إقامة منطقة آمنة في سوريا، تستدعي إرسال جنود إلى الميدان، لا الاكتفاء بقوات جوية فقط، وهو أمر تفاداه الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، مخافة التورط في الأزمة السورية على مدى طويل.
ويضيف التقرير الأميركي أن المنطقة الآمنة تحتاج إلى طرف يتولى الدفاع عنها، حتى يكون بوسع النازحين أن يمكثوا على أراضيها التي قد يتخطى طولها 91 كيلومترا.
وبحسب القراءة المذكورة، ثمة ثلاث مناطق للصراع اليوم في سوريا، تصلح كل واحدة منها لتصبح منطقة آمنة، أولها الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي وسط سوريا وشرقها.
أما المنطقة الثانية، فتقع في شمال حلب قرب نهر الفرات، حيث يقترب الجيش التركي ومقاتلو الجيش السوري الحر من مدينة الباب، ثم منطقة إدلب في الشمال، حيث لا يزال فصيل “جبهة فتح الشام” التابع للقاعدة، القوة القتالية الأبرز.ومن العراقيل التي تنتصب أمام مسعى إقامة منطقة آمنة، أن القوات التي تقاتل داعش مثلا على الأرض، عبارة عن ميليشيات ضعيفة التدريب في أغلبها.
في المقابل، يتطلب المشروع العسكري لمساعدة النازحين، قوات على درجة عالية من التدريب، يمكن أن تتشكل في تحالف “أرضي” يضم قوات من تركيا ودول المنطقة.
ويرى التقرير أن مسعى واشنطن لإقامة منطقة آمنة لا يجب أن يقتصر على الرقة، وإنما ينبغي أن يشمل دير الزور أيضا، كما لا يجدر بمن سيتولون أمر المنطقة، أن يسمحوا لميليشيات موالية لنظام بشار الأسد بالحلول مكانها، لأن ذلك يعني عودة الإرهاب.
========================
نيويورك تايمز :هل يتحد الأعداء لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا؟
http://www.alarab.qa/story/1093454/هل-يتحد-الأعداء-لمواجهة-تنظيم-الدولة-في-سوريا#section_75
الجمعة، 10 فبراير 2017 04:45 ص
هل يتحد الأعداء لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا؟هل يتحد الأعداء لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا؟
قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: إن مدينة الباب شمالي سوريا هي آخر جيوب تنظيم الدولة في هذا البلد وتتعرض لهجوم من قوات عسكرية تابعة لجهات متعددة.
وأضافت الصحيفة: أن ما يعقد الهجوم هو أن القوات المتقدمة –الجيش السوري والميليشيات الموالية للحكومة المدعومة من روسيا والثوار السوريين المدعومين من تركيا- هم أعداء لدودين لبعضهم البعض.
وأشارت إلى أن سباق هذه القوات للاستيلاء على المدينة تحول إلى اختبار لمدى قدرة القوى العالمية التي تدعم أطرافا متعادية في سوريا على إعادة تشكيل أو إنهاء الصراع المستمر منذ نحو 6 سنوات.
ولفتت الصحيفة إلى أن الباب، التي كانت تضم نحو 100 ألف شخص عندما بدأت الحرب في عام 2011، هي آخر المناطق الحضرية التي يحتفظ بها تنظيم الدولة غرب عاصمته المزعومة الرقة، حيث لا يزال للتنظيم وجود راسخ.
ورأت أنه يجب على روسيا وتركيا تحويل توافقهم المكتشف حديثا إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع في معركة الباب، مع امتلاك هدف طموح لدفع شركائهما السوريين للتعاون العسكري.
وأوضحت الصحيفة أن الأيام المقبلة سوف تظهر ما إذا كان الخصوم في سوريا، الذين لا يطيعون دائما رعاتهم، سيعملون معا لأول مرة ضد تنظيم الدولة، أم أنهم سيطردون المتطرفين ثم يقاتلون بعضهم البعض.;
========================
نيويورك تايمز :معركة «الباب».. جامعة أطراف الصراع السوري
http://www.alarab.qa/story/1094265/معركة-الباب-جامعة-أطراف-الصراع-السوري#section_75
ترجمة - العرب
السبت، 11 فبراير 2017 06:10 ص
تطرقت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى المعركة الدائرة الآن في مدينة الباب بشمال وسوريا، وأشارت إلى وجود مشكلة معقدة هي أن القوات المحاربة لتنظيم الدولة والتي تضم جيش بشار وميلشيات مدعومة روسيا والجيش الحر المدعوم تركيا أعداء ألداء لبعضهم.
وأضافت الصحيفة أن السباق الذي يجري في وقت متزامن لانتزاع السيطرة على المدينة قد تحول إلى اختبار يبين كيف أن تحالفات القوى الكبرى مع أتباعها في سوريا يمكن أن تعيد تشكيل الصراع السوري المستمر منذ 6 سنوات أو تنهيه.
ومدينة الباب هي آخر معقل حضري لتنظيم الدولة في شمال سوريا ويقع غرب عاصمته الرقة حيث لا يزال التنظيم يتمتع بقوة.
ورغم حالة الصلح التي خيمت على العلاقات التركية الروسية في الآونة الأخيرة، تتابع الصحيفة، فإن المعركة لانتزاع الباب تتطلب من أنقرة وموسكو تحويل هذا التفاهم إلى نتائج على الأرض، بحيث يدفع كل طرف حلفاءها في سوريا للتعاون العسكري، وإلا فهناك خطر اندلاع صراع جديد في تلك المنطقة.
ولفتت نيويورك تايمز إلى أن الأيام القادمة ستبين ما إذا كانت الفصائل المتحاربة في سوريا، التي لا تطيع دائماً رعاتها، ستعمل معاً للمرة الأولى لاستئصال تنظيم الدولة من الباب، أو إذ كانوا سيخرجون التنظيم من الباب ثم يقتتلون مع بعضهم.
واعتبرت الصحيفة أن أحد العوامل المؤثرة أيضاً في صراع سوريا هو الموقف الذي سيتخذه الرئيس الأميركي عما إذا كان سيواصل دعم المعارضة أو التخلي عنها والتحالف مع روسيا ضد تنظيم الدولة.;
========================
تيلر لوك — (كرستيان سينس مونيتور) 2/2/2017 :كيف يلحق حظر السفر الذي فرضه ترامب الضرر بمحاربة "داعش"؟
http://www.alghad.com/articles/1428812-كيف-يلحق-حظر-السفر-الذي-فرضه-ترامب-الضرر-بمحاربة-داعش؟
تيلر لوك — (كرستيان سينس مونيتور) 2/2/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
في عموم العالم العربي، يقوم حظر السفر بنزع الثقة الحاسم لتقاسم الاستخبارات، بينما يشعر القادة والمقاتلون الذين خاطروا بأرواحهم بالانضمام إلى التحالف بقيادة الولايات المتحدة بالحرج بشكل متزايد.
 *   *   *
عمان، الأردن - قيام الرئيس ترامب بفرض حظر مؤقت على السفر من سبعة بلدان إسلامية، يلحق ضرراً بالقتال ضد "داعش"، وينقض جهد عامين من العمل في ميدان المعركة وخارجه، كما يقول خبراء. ويبرز معه سؤال مركزي: هل تستطيع الإدارة اعتماد ما يراه المسؤولون العرب "حظراً على المسلمين" عندما تعتمد الولايات المتحدة بشكل منفرد تقريباً على الدول والمجموعات والحلفاء المسلمين لمحاربة "داعش" في عموم الشرق الأوسط؟
من العراق إلى سورية إلى ليبيا وما وراء ذلك، يشعر القادة والمقاتلون المسلمون الذين خاطروا بأرواحهم للانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بالحرج بشكل متزايد بسبب السياسة التي يعتبرونها مهينة، والتي تقلل من قيمة تضحيتهم وتعاقبهم فردياً وجماعياً. وفي كل أنحاء العالم المسلم، تهدد هذه السياسة أيضاً بنزع الثقة المتبادلة التي تسمح بتقاسم المعلومات الاستخبارية الحاسمة.
ويقول كلينت واتس، الزميل الرفيع في معهد أبحاث السياسة الخارجية الذي يتخذ من فيلادلفيا مركزاً له، وعميل مكتب التحقيقات الفدرالية السابق: "إن هذه السياسة على السطح -وربما تحت السطح- معادية للإسلام، (و) تجعل من الصعب على أي بلد مسلم أن يكون شريكاً منفتحاً مع الولايات المتحدة". ويضيف: "حتى بينما تكون إدارة ترامب مترددة أيضاً في نشر قوات في المنطقة، فإنها تقوم في الواقع بالحد من الخيارات في ميدان مكافحة الإرهاب".
من بين البلدان المستهدفة بالحظر، العراق، حيث يوجد نحو 5.000 جندي ومستشار أميركي بصحبة القوات العراقية التي يقدمون لها المشورة والدعم في القتال لتحرير الموصل من "داعش". وقد ألحق حظر السفر الضرر بالتعاون، كما يقول الخبراء، وأعطى دفعة دعاية غير مقصودة للجهاديين الذين يستشهد داعموهم بهذا الحظر في وسائل التواصل الاجتماعي.
كانت بعض تداعيات الأمر التنفيذي مباشرة. فقد أصبح برنامج تدريب يجري في أريزونا لعشرات من طياري (ف-16) العراقيين موضع شك، حيث لم يعد بمقدور المتدربين السفر إلى الولايات المتحدة، كما حذر السناتور الجمهوري عن ولاية أريزونا ، جون مكين. وقالت وزارة الدفاع الأميركية أنها ستعمل من أجل الحصول على استثناء للطيارين، مع أن المسألة ما تزال تنتظر الحل.
وهناك تداعيات أخرى شخصية. فقد ذكرت شبكة (سي بي أس) التلفزيونية الأميركية أن الحظر أفشل خططاً للجنرال العراقي طالب الكناني، الذي يقود قوات مكافحة الإرهاب العراقية المدربة أميركياً، للسفر في وقت مبكر من هذا الشهر للالتحاق بعائلته التي انتقلت للإقامة في الولايات المتحدة حفاظاً على سلامتها.
وقال كناني للشبكة التلفزيونية: "توجد قوات أميركية كثيرة هنا في العراق. بعد هذا الحظر، كيف يفترض فينا أن نتعامل مع بعضنا البعض"؟
"شق في الصفوف"
من الممكن أن يواجه العشرات -إذا لم يكن المئات- من ضباط الجيش العراقي الذين يعملون مع الولايات المتحدة منذ أعوام ويقودون القتال ضد "داعش" مأزقاً مماثلاً الآن. والشعور هو أن حليفاً وضعوا حياتهم من أجله على المحك أصبح يعاملهم الآن بشكل ليس أفضل من الإرهابيين المشتبه بهم.
وفي سورية، يؤثر الحظر أيضاًعلى قادة قوات سورية الديمقراطية –الائتلاف الذي يضم مقاتلين أكراداً وعرباً سنة، والذين تعول عليهم الولايات المتحدة لإلحاق الهزيمة بـ"داعش" وطرده من الرقة، عاصمة الخلافة المعلنة ذاتياً. وفي ليبيا، أصبحت حكومة الوفاق الوطني المدعومة من جانب الأمم المتحدة والتي حررت المليشيات التابعة لها مدينة سرت قبل شهرين وما تزال على خطوط النار تقاتل فلول المجموعة الجهادية، أصبحت هذه الحكومة تحت سهام النقد.
ويشعر حلفاء آخرون من الدول ذات الأغلبية المسلمة والذين لم يستهدفهم الحظر بمزيد من الإحراج. ويقول تشارلي وينتر، زميل البحث الرفيع في المركز الدولي لدراسة التطرف في كينغز كوليج في لندن: "يصنع هذا شقاً وسط المجموعات التي تجتمع للتخفيف من حدة التهديد الذي تمثله الدولة الإسلامية". ويضيف: "هذه حرب طويلة، وقد أرجعتنا الإدارة الأخيرة خطوتين إلى الوراء: لقد نقضت الكثير من العمل الذي أنجز أصلاً".
وقد تبطل الضربة الارتدادية منجز سنوات من العمل الذي قامت به واشنطن لتوحيد 17 دولة ذات أغلبية مسلمة في إطار 68 بلداً تشكل التحالف المعادي لـ"داعش".
ضغوط سياسية جديدة
إذا واصل ترامب العمل لتأكيد الحظر وانتهج سياسات أخرى يمكن اعتبارها معادية للإسلام، فيقول الخبراء أن حلفاء معادين لـ"داعش" قد يصبحون مترددين في الاستمرار بالوقوف إلى جانب واشنطن.
ويقول ريتشارد باريت، الرئيس السابق لمكافحة الإرهاب في جهاز (أم 16) الأمني البريطاني ومدير شبكة الاستراتيجية العالمية، وهي مؤسسة استشارية تساعد في قتال التطرف العنيف وتتخذ من لندن مركزا لها: "إن التعاون هو أمر أساسي، وسوف يشرع الشركاء في التساؤل: هل هذا التعاون يتعلق بحماية النظام العالمي أم أنه لحماية الولايات المتحدة فقط"؟ ويضيف: "سيشعرون أكثر وأكثر بأنهم يخدمون الولايات المتحدة من دون أي اعتبار لهم أو لمجتمعاتهم".
وحتى لو رغب قادة مختلفون ورجال قبائل وساسة في الاستمرار في التعاون مع الولايات المتحدة في القتال ضد التطرف، فمن المرجح أن يقعوا تحت طائلة ضغط كبير لقطع الروابط.
من جهته، يشعر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بالحرارة الصادرة عن مجموعات سياسية مختلفة وعن برلمانه الخاص لفرض حظر مماثل على سفر المواطنين الأميركيين. وقد مرر البرلمان العراقي إجراء غير ملزم يدعو الحكومة إلى "الرد نوعياً في حالة عدم سحب الجانب الأميركي قراره"، ودعا رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر والمنافس للسيد العبادي الولايات المتحدو إلى "إخراج رعاياكم خارج" العراق.
"أين الثقة؟"
من جانبها، دعت وحدات الحشد الشعبي العراقي المكونة في معظمها من مليشيات شيعية تدعمها إيران وتضطلع بدور بارز في عملية الموصل، إلى طرد الرعايا الأميركيين من العراق. وبالرغم من أن العبادي وحلفاء ائتلاف رئيسيين آخرين في الأردن ومصر والعربية السعودية تمكنوا من احتواء الضغط المحلي، فإن ذلك يمكن أن يتغير مع استمرار صدور ردود الأفعال على سياسات ترامب في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول خبراء أن الحظر يعيق المشاركة في المعلومات الاستخبارية والتعاون في مكافحة الإرهاب في أغلب المستويات الأساسية. ويقول باتريك سكينر، ضابط الحالة في وكالة المخابرات الأميركية سابقاً ومدير المشروعات الخاصة في شركة التًمين على المخاطر، مجموعة صوفان المتمركزة في نيويورك: "يبنى الارتباط في مكافحة الآرهاب على الثقة، إنه شخص يتحدث ويقول له: ثق بي. أين الثقة عندما يقول رئيس بوضوح أن الجميع في هذا البلد مدرجون على القائمة السوداء"؟
وحتى من حزب ترامب نفسه، حذر السناتوران ماكين وليندسي غراهام من أن الحظر ارتقى إلى درجة "إلحاق الضرر بالذات في القتال ضد الإرهاب".
 تقويض السرد
تم الشعور بأثر حظر السفر خارج ميدان المعركة، حيث يقول خبراء أنه يجري تقويض جهود سنوات من العمل في التصدي لأيديولوجية "داعش".
وكان مركز الانخراط العالمي في واشنطن قد حول ملايين الدولارات لاستضافة مجتمعات في عموم الشرق الأوسط، ولدعم رجال الدين وزعماء الجاليات والمنظمات غير الحكومية للتصدي لادعاءات المجاهدين الرؤيوية. وكانت مهمتهم الرئيسية دعم الأصوات التي تتحدى ادعاء "داعش" بـ"صدام الحضارات" بين الغرب والإسلام.
ويقول السيد باريت، الضابط السابق في جهاز (أم 16): "السرد المضاد هو: بدلاً من الغرب في مقابل الإسلام، العالم كله في مقابل داعش، الوحشي البربري". ويضيف: "لكن هذا العمل يقول لجمهورهم: انتظروا دقيقة، ربما يكون هناك شيء صحيح فيما يقوله داعش، وأن هذا الخط المعادي لداعش هو أكثر من دعاية".
========================
واشنطن بوست :اللاجئون.. استثمار مربح لأميركا
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=93027
تاريخ النشر: السبت 11 فبراير 2017
الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويقضي بتعليق إعادة توطين اللاجئين من حول العالم وحظر دخول مواطني سبعة بلدان ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، خاطئٌ على عدة مستويات. كما أنه قاسٍ، ومعادٍ للأجانب، ويمكن إثبات أنه منافٍ للدستور أيضاً. وعلاوة على ذلك، فإنه ما كان ليحول دون وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر أو لينقذ أرواح الـ 94 شخصاً الذي قُتلوا على التراب الأميركي منذ ذلك الوقت على أيدي متطرفين إسلاميين، وذلك لأن لا أحد من الإرهابيين المسؤولين عن تلك الفظاعات كان من اللاجئين، أو من مواطني تلك البلدان السبعة. وعلاوة على كونه خاطئا أخلاقياً، فإنه مضر اقتصادياً أيضا، لأن اللاجئين يقدمون مساهمة كبيرة للولايات المتحدة، مثلما يفعل الأشخاص القادمون من إيران والعراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال.
تأثير إيجابي
إن اللاجئين يمثلون نسبة صغيرة جداً من سكان الولايات المتحدة –إذ دخل البلاد نحو 3.3 مليون لاجئ فقط منذ 1975 – ولكن تأثيرهم الإيجابي يفوق كثيرا حجمهم. وعلى سبيل المثال، فإن «سيرجي برين» الذي ساهم في تأسيس «جوجل» كان طفلا لاجئا من الاتحاد السوفييتي، وتُعتبر «ألفابت»، وهي الشركة الأم لـ«جوجل»، ثاني أهم شركة من حيث القيمة السوقية في أميركا بـ 553 مليار دولار. كما أن جان كوم الذي ساهم في تأسيس «واتساب» وماكس ليفتشن الذي ساهم في تأسيس «باي-بال» كانا لاجئين من أوكرانيا. وعلاوة على ذلك، فإن الراحل آندي جروف، الذي ساهم في تأسيس «إنتل» وأصبح لاحقا مديرا تنفيذيا لها، فر من المجر الشيوعية. وكذلك فعل أيضا مدير صندوق التحوط وصاحب الأعمال الخيرية جورج سوروس، وتوماس بيترفي، مؤسس «إنتراكتيف بروكرز جروب»، وستيفن أودفر- هايزي، مؤسس «إير ليس كورب».
ولكن لا أحد كان يتوقع أن يحقق أولئك اللاجئون كل هذا النجاح عندما وصلوا إلى الولايات المتحدة. ولو مُنعوا من دخول الولايات المتحدة، ما كان أحد ليدرك الفرصة التي أهدرتها أميركا. وعليه، فتخيلوا معي ما قد يستطيع بعض من أشجع السوريين الفارين من وحشية «داعش»، ونظام الرئيس بشار الأسد الوحشي، وغارات القصف التي يأمر بها حلفاء الأسد، تحقيقه في الولايات المتحدة. وعلى أي حال، فإن والد الراحل ستيف جوبز، وهو أحد مؤسسي «أبل» ومديرها الأسطوري، التي تُعتبر أهم شركة أميركية من حيث القيمة السوقية، كان سورياًّ فر من بلده لأسباب سياسية.
إسهامات «لاجئي» القائمة السوداء
والحق أن الأشخاص القادمين من البلدان السبعة المدرجة على قائمة ترامب السوداء قدّموا مساهمات كبيرة لأميركا منذ مدة. فشركة «إيباي»، مثلا، أسسها أميركي- إيراني يدعى «بيير أوميديار». قيمتها السوقية التي تقدر بـ36.1 مليار دولار تفوق قيمة ممتلكات ترامب التجارية غير المدرجة في البورصة بكثير، بينما تفوق الثروة التي جمعها أوميديار العصامي – 8.2 مليار دولار – ضعف ثروة ترامب الذي ورث جزءا منها. كما أن عملاق البرامج الحاسوبية «أوراكل كورب»، الذي تقدر قيمته بـ162.2 مليار دولار، أُسس جزئياً من قبل الراحل «بوب ماينر»، الذي كان أيضاً أميركياً- إيرانياً. ولئن كانت الجاليات من البلدان الأخرى أصغر وأحدث بشكل عام، فإن أميركية- صومالية مثيرة للانتباه هي المؤلفة والناشطة أيان حرسي علي، المعروفة بانتقادها للحركات الإسلامية المتطرفة وسياسات ترامب المناوئة للمسلمين.
وما لا شك فيه أن النجاح لا يحالف كل اللاجئين والمهاجرين، ولكن الأحكام المسبقة لا تستطيع بكل تأكيد التنبؤ بنجاحهم أو فشلهم. فعندما كان اللاجئون الفيتناميون يفرون من بلدهم في أواخر السبعينيات ويلجأون إلى بلدان أخرى، كانوا يُعتبرون أشخاصا غير مرغوب فيهم وكثيرا ما كانوا يقابلون بالإبعاد. ولكن في نهاية المطاف سُمح للكثير منهم بالاستقرار في أميركا. ولكن عندما وصلوا كان معظمهم لا يتحدثون الانجليزية، أو يتحدثون بضع كلمات منها فقط. كما أنهم لم يكونوا يملكون مهارات مهنية تساعدهم على الاندماج في سوق العمل الأميركية. غير أن احتمال أن يكون لدى اللاجئين الفيتناميين في الولايات المتحدة اليوم عمل هو أكبر مقارنة مع الأشخاص المولودين في أميركا، كما أن متوسط دخلهم أعلى. وقد لعبوا دورا أساسيا في إقامة علاقات تجارة واستثمار مع فيتنام. ولعل أحد أبرز رواد الأعمال في هذا الصدد ديفيد تران، الذي أسس شركة «هاي فونج فودز». منتجها الرئيسي هو صلصة «سريراتشا» الحارة، تلك الزجاجة الحمراء الكبيرة التي نراها في كل المطاعم الفيتنامية. ومعظم ما يصنعه يصدَّر إلى آسيا، وهو شيء يفترض بترامب الحريص على توازن الميزان التجاري لأميركا أن يشيد به ويشجعه.
دور اقتصادي
ويسهم اللاجئون في الاقتصاد بعدة طرق: كعمال، ورواد أعمال، ومبتكرين، ودافعي ضرائب، ومستهلكين، ومستثمرين. كما أن جهودهم يمكن أن تساعد على خلق الوظائف، ورفع الإنتاجية وأجور العمال الأميركيين، وزيادة عوائد رأس المال، وتحفيز التجارة والاستثمارات الدولية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال والنمو.
ثم إن البعض يقومون بأعمال تتطلب مهارات متدنية ينكف منها الأميركيون، مثل العمل في المزارع، وتنظيف المكاتب، ورعاية المسنين. وخلافاً لما يروج له من أنهم يسرقون الوظائف، فإن الدراسات تُظهر أن اللاجئين يمكّنون الأميركيين من الاشتغال في وظائف يفضلونها وذات أجور أفضل.
وفضلا عن ذلك، فإن اللاجئين من ذوي المهارات العالية – وأطفالهم المتعلمين تعليما جيدا – يمثلون مواهب قيّمة ويدعمون إنتاجية الأميركيين بمهارات مكملة. وعلى سبيل المثال، فإن الممرضات السوريات يمكن أن يساعدن الأطباء الأميركيين على تقديم رعاية طبية أفضل لعدد أكبر من المرضى. ذلك أن نحو 28 في المئة من اللاجئين حاصلون على الإجازة أو شهادة أعلى، وهي النسبة نفسها بين الأشخاص المولودين في الولايات المتحدة. غير أنه بين المهاجرين المدرجين على قائمة ترامب للبلدان المحظورة، فإن احتمال أن يكون لدى أولئك القادمين من إيران وليبيا وسوريا والسودان شهادة جامعية هو أكبر من المعدل الأميركي. كما أن الكثيرين منهم يعملون لحساب شركات أميركية رائدة، ولاسيما في القطاع التكنولوجي، شركات تحتاج اليوم بشدة على قرار حظر السفر الذي اتخذه ترامب.
وبغض النظر عن مستوى مهاراتهم، فإن اللاجئين يميلون عموما إلى أن يكونوا متحفزين جدا ويعملوا بجد لإعادة بناء حياتهم. ففي «تشوباني، على سبيل المثال، وهي الشركة مالكة العلامة التجارية الرائدة ل«اليوجرت» اليوناني في أميركا، فإن كل ثلاثة موظفين من أصل عشرة هم لاجئون. غير أن مؤسس«تشوباني» وهو «حمدي أولوكايا»، لا يوظفهم فقط من باب الإحسان وفعل الخير فحسب، ولكن تبين أيضا أن ذلك مربح من الناحية الاقتصادية. وبالمثل، فإن إعلان المدير التنفيذي لشركة«ستارباكس» هاورد شولتز المثير للإعجاب عن اعتزام الشركة توظيف 10 آلاف لاجئ عبر العالم خلال الخمس سنوات المقبلة هو مجدٍ من الناحية الاقتصادية أيضا على الأرجح.
شركات ومشاريع واعدة
وإضافة إلى ذلك، فإن اللاجئين من رواد الأعمال يؤسسون شركات ومشاريع تخلق الثروة، وتوظف السكان المحليين، وتدعم النمو، وتحفز التجارة والاستثمار. وعلى غرار الهجرة نفسها، فإن إنشاء شركة هو مبادرة تنطوي على مجازفة وتحتاج جهدا كبيرا حتى تنمو وتنجح وتزدهر. وبالنسبة للأشخاص الذين يصلون إلى أميركا بدون معارف أو مهنة، فإن تلك طريقة طبيعية للتقدم والنجاح. فقد وجدت دراسة ل«مؤسسة كاوفمان» أن احتمالات إنشاء المهاجرين إلى الولايات المتحدة شركات في 2012 شكّلت تقريبا ضعف احتمالات قيام أشخاص مولودين في أميركا بذلك.
وأخيرا وليس آخر، يستطيع الوافدون الجدد وأبناؤهم المساهمة في الإتيان بأفكار وابتكار تكنولوجيات تجعل الأميركيين كافة أفضل حالاً. ذلك أن الأشخاص الذين يؤخذون من ثقافة ويعرّضون لأخرى يميلون عادة إلى أن يكون أكثر إبداعاً وابتكاراً. وعلاوة على ذلك، فإن المجموعات ذات وجهات النظر والتجارب المتنوعة – مثل تفاعل اللاجئين والأشخاص المولودين في الولايات المتحدة – تميل إلى التفوق في ما يتعلق بحل المشاكل، وهو ما تقوم عليه معظم الوظائف في عصرنا هذا.
معدل توظيف عالٍ
ثم إن لدى اللاجئين بشكل عام معدل توظيف أعلى من الأشخاص المولودين في أميركا. وإذا كانت لدى العراقيين والصوماليين معدلات توظيف أدنى، فإنهم بشكل عام من الوافدين حديثا، ومعدلات التوظيف تميل إلى الارتفاع بحدة مع الوقت. وإضافة إلى ذلك، فإن اللاجئين الذين يعيشون في الولايات المتحدة منذ 20 سنة أو أكثر لديهم متوسط دخل أسرة أعلى من الأشخاص المولودين في أميركا.
كما وجدت دراسة أجرتها «كالينا كورتيس» من «جامعة تكساس إيه آند إم» أنه بين المهاجرين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة بين 1975 و1980، فإن اللاجئين اندمجوا بشكل أسرع من«المهاجرين الاقتصاديين». فبينما كان اللاجئون يكسبون أجوراً أقل ب6 في المئة ويعملون ساعات أقل ب14 في المئة من المهاجرين الاقتصاديين في 1980، فإنهم بحلول 1990 كانوا يتلقون أجوراً أعلى بـ 20 في المئة ويعملون ساعات أكثر بـ 4 في المئة، وذلك لأنهم حسّنوا مستواهم في اللغة والمهارات والتعليم بشكل أسرع خلال تلك الفترة.
وبالطبع فإن الترحيب باللاجئين يكلف مالًا، ولكن ذلك المال يشبه قطرة في محيط. ذلك أنه من أصل الميزانية الفيدرالية التي بلغت 3.3 تريليون دولار في سنة 2015، بلغت الميزانية المخصصة لبرنامج إعادة توطين اللاجئين 609 ملايين دولار فقط. ثم إن هذا المال ينفق عادة على السلع والخدمات المحلية، وهو ما يفيد الشركات ويخلق الوظائف. وعلى غرار توفير التعليم العمومي للأولاد الأميركيين، فإنه يمثل أيضا استثمارا يعود بأرباح على البلاد عندما يبدأ اللاجئون العمل.
بل إن استثمار دولار واحد في مساعدة اللاجئين على الانطلاق يمكن أن يحقق دولارين من المكاسب الاقتصادية تقريبا في غضون خمس سنوات. وهذه هي الخلاصة الرئيسية للدراسة التي أنجزتُها مؤخرا لحساب«أوبن»، وهو مركز بحوث دولي أسستُه ويعنى باللاجئين ومواضيع أخرى تتعلق بالانفتاح، ومؤسسة«تانت فاونديشن»، التي تقدم المساعدة للنازحين قسريا.
كما وجدت دراسة أخرى لمدينة كليفلاند أنه إذا كانت 4.8 مليون دولار قد أُنفقت على الخدمات المقدمة للاجئين في 2012، فإن إنفاق اللاجئين، والشركات المملوكة من قبل اللاجئين، والمنظمات التي تقدم خدمات للاجئين دعمت الاقتصاد المحلي ب48 مليون دولار، حيث خلقت 650 وظيفة ووفّرت 2.7 مليون دولار من عائدات الضرائب للحكومتين المحلية والولائية.
وخلاصة القول إن الولايات المتحدة تم تأسيسها بسواعد لاجئين: فالأشخاص الذين قدموا إلى الولايات المتحدة على متن سفينة «مايفلاور» سنة 1620 كانوا أشخاصاً فارين من القمع والاضطهاد في انجلترا. والأكيد أن الاستثمار في الترحيب باللاجئين والمهاجرين من كل الأديان (ومن دون أديان) ليس صائبا أخلاقياً وينسجم مع التقاليد الإنسانية الطويلة لأميركا فحسب، وإنما أساسي أيضا بالنسبة للنجاح الاقتصادي لكل الأميركيين مستقبلا.
*مؤسس«أوبن»، وهو مركز بحوث يعنى بقضايا الانفتاح، وزميل «المعهد الأوروبي» التابع لمدرسة لندن للعلوم الاقتصادية
فيليب ليجرين
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
دفينس نيوز :فريدريك هوف : سيبتعد بشار الأسد وأسياده الإيرانيون إذا رأت روسيا بأنهم عقبات أمام سوريا
http://www.all4syria.info/Archive/386888
فريدريك هوف- عين على الشرق الأوسط- ترجمة محمود محمد العبي- كلنا شركاء
يُبرز نشاط روسيا الدبلوماسي في سوريا تكهنات بشأن استعداد الكرملين الممكن لتشجيع محادثات سلام حقيقية ولتحفيز تخطي حكم العائلة الفاسدة والوحشية وغير الكفء نحو شيء ما مستقر وشامل. إذا ثبت أن روسيا مهتمة حقاً في تحويل النجاح العسكري إلى تسوية سياسية مستدامة، ستكون موسكو على خلاف حاد مع إيران ومع نظام بشار الأسد. فهل حقاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على استعداد لطي صفحة في سوريا؟ سيكون الاختبار الحقيقي لرؤية موسكو فيما إذا ينبغي في نهاية المطاف أن يعود حكم الأسد أو لا إلى المناطق المحررة من جماعة الدول الإسلامية.
أنقذت القوة الجوية الروسية والمقاتلون الأجانب الشيعة بقيادة إيران، بشار الأسد من الهزيمة العسكرية. حيث سمح التدخل عسكرياً في سوريا لبوتين بأن يقول لمواطنيه أن روسيا عادت كقوة عظمى؛ من خلال القول إن روسيا أحبطت الحملة الأمريكية المزعومة لتغيير النظام في سوريا. من ناحية أخرى، فقد دعمت إيران الأسد لأن الأسد وحده- في سوريا القومية- على استعداد ليكون خادماً لإيران بشأن جميع المسائل التي لها علاقة بحزب الله في لبنان: الذراع الإرهابية الطويلة للتغلغل الإيراني في العالم العربي.
بعد أن أنقذت الأسد ولكنها أعلنت نصراً عسكرياً، من الممكن أن تسأل روسيا نفسها الآن إذا كان الأسد عائقاً أمام مصالحها على المدى الطويل في سوريا. وستكون هذه المسألة شديدة الأهمية.
يدرك الكرملين مواطن ضعف النظام. وتعرف روسيا أن سوريا مستقرة – المكان الذي كان من الممكن أن يكون لها فيه قواعد عسكرية آمنة وعلاقات دفاع وتجارة مفيدة قوية- غير قابلة للتحقيق بوجود الأسد في سدة الحكم. عندما يتعلق الأمر بالمصالحة وإعادة الإعمار، اسم “الأسد” هو السم الخالص في سوريا وما وراءها. أي قد لا تكون مقاربة سوريا بكوريا الشمالية برئاسة قاتل جماعي شيئاً تسعى إليه روسيا على المدى الطويل.
لهذا السبب، من الناحية النظرية، قد تكون روسيا مهتمة في صيغة الانتقال السياسي التي تهمش تدريجياً الأسد، وتخول السلطة التنفيذية إلى حكومة وحدة وطنية. وفي كل الأحوال، لن تحقق إيران أي فائدة من هذا الطرح. وتعرف طهران أيضاً أنه من دون عائلة الأسد والحاشية، ليس هناك دائرة سورية تقبل التبعية لإيران وتقبل بوضع الدولة السورية تحت تصرف منظمة إرهابية لبنانية.
ويقول أشخاص سوريون معارضون مطلعون أنهم يسمعون من الروس أنهم يشعرون بالاشمئزاز من المليشيات الشيعية “المعفشة” الغير منضبطة التي استجلبتها إيران إلى سوريا. تُقدم هذه الميليشيات الشيعية – بما في ذلك حزب الله – أجندة إيران الطائفية وتحرض على ردة الفعل السنية المتطرفة. وتقول روسيا بأنهم الكيروسين على النار التي تريد روسيا إطفاءها.
يدعي ممثلو المعارضة أيضاً أنهم يجدون مصلحة روسية في مساعدتهم على فصل القوات الثورية الوطنية عن جبهة فتح الشام التابعة لتنظيم القاعدة (جبهة النصرة سابقاً). والشرط الأساسي للفصل هو وقف حقيقي لإطلاق النار. عندما يكون الوطنيون والمتطرفون تحت نار الأسد وإيران، ليس لديهم خيار سوى التعاون مع بعضهم البعض. وبالتالي يتطلب تمكين الفصل والتدمير النهائي لتنظيم القاعدة من روسيا الإبقاء على كبح نظام الأسد والميليشيات الشيعية. ولكن يريد النظام وإيران – خلافاً لروسيا – استهداف جميع المناهضين للأسد ويقدمونهم على أنهم إرهابيون: حتى أولئك الذين دعتهم موسكو مؤخراً الى أستانا في كازاخستان للحوار من أجل السلام.
لذلك: قد تكون لدى روسيا وإيران آراءً متضاربة حول مستقبل الأسد. ولكن هل هم حقاً كذلك؟ هل ستكون روسيا فعلاً مستعدة وقادرة على تحييد الوجود الإيراني السام في سوريا عن طريق إخراج الميليشيات الشيعية ومن ثم تهميش زمرة الأسد؟
إذا كانت روسيا قادرة وراغبة في القيام بذلك، من الواضح أنه سيكون لمصالحها الخاصة: سوريا مستقرة وموحدة في مصلحة موسكو بشكل مؤكد؛ لأن سوريا هي المكان الذي يمكن أن يجذب استثمارات إعادة الإعمار ولذلك المساعدة هناك حاجة ماسة. ما قد يريده بوتين من واشنطن هو التزام المساعدة في إعادة الإعمار عندما يتوفر حكم لائق من دون الأسد في سوريا. بطريقة أخرى، إذا أدرك بوتين أن صفحة الأسد وإيران يجب أن تُطوى من أجل مصالح روسيا، عندها بشكل واضح هناك حاجة لدافع جيوسياسي من واشنطن.
وبطبيعة الحال، سيبتعد الأسد وأسياده الإيرانيون إذا رأت روسيا بأنهم عقبات أمام سوريا التي تريدها موسكو. قد تكون قدرة الكرملين في تحييد مدمرات الدولة السورية محدودة. ولكن هل تريد روسيا حتى أن تفعل ذلك؟
من المرجح أن سوريا المركزية والشرقية ستجيب. حيث تهدف الولايات المتحدة إلى تحرير هذه المناطق في سوريا من تنظيم داعش الإرهابي. ولكن إذا طالبت روسيا أن يستعيد حكم الأسد المناطق المحررة من داعش- إذا رغبت موسكو في إعادة فرض الممارسات الخاطئة في الحكم التي جعلت سوريا آمنة لداعش في المقام الأول – فمن الواضح أنها تريد الأسد وإيران أن يسيطروا على سوريا إلى أجل غير مسمى، بغض النظر عن العواقب.
تثير التكهنات حول الشقاق بين روسيا وإيران بشأن الأسد الاهتمام. وسيتم العثور على الحقيقة من خلال رؤية موسكو من ينبغي أن يخلف داعش. واشنطن متفرغة الآن في استنباط تلك الرؤية وفي الإجابة على السؤال.
الموقع: عين على الشرق الأوسط
بقلم: فريدريك وولف
تاريخ النشر: 8 شباط 2017
ترجمة: محمود محمد العبي
========================
معهد واشنطن :خطة لهزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»: قرارات واعتبارات رئيسية
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-plan-to-defeat-isis-key-decisions-and-considerations
جيمس جيفري
متاح أيضاً في English
"لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي"
7 شباط/فبراير 2017
السيد رئيس اللجنة، السيد العضو الأقدم، أعضاء اللجنة، شكراً لكم على استضافتي هنا لمناقشة هذا الموضوع المتعلق بالأمن القومي الذي هو في منتهى الأهمية. إن التهديدات التي يطرحها تنظيم «الدولة الإسلامية» («داعش») على وطننا وأرض حلفائنا وشركائنا، فضلاً عن دوره في زعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والنجاح الذي حققه التحالف بقيادة الولايات المتحدة ضده مؤخراً، كلها عوامل تدعم ضرورة بذل جهود فورية ومكثفة لتدمير هذه الآفة الإرهابية باعتبارها الأولوية الأكثر إلحاحاً في المنطقة. وقد أشارت تقارير منشورة وتصريحات الإدارة الأمريكية إلى أن إدارة ترامب تؤيد هذا الهدف تأييداً كاملاً.
لكن على الرغم من أن مسألة تنظيم «الدولة الإسلامية» تُعتبر الأولوية الأكثر إلحاحاً في المنطقة، إلا أنها في الواقع ليست الأولوية الوحيدة أو حتى الأكثر خطورة. فأنشطة إيران التوسعية، التي تتم، بشراكة مع روسيا في بعض الأحيان، تطرح على الأقل تهديداً أمنياً موازياً للمنطقة وللمصالح الرئيسية للولايات المتحدة وهي: استقرار شركائها الإقليميين، وتدفق النفط والغاز إلى الاقتصاد العالمي، ومنع انتشار الأسلحة النووية، ومكافحة الإرهاب. إن هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، بينما هو [هدف] نبيل بحدّ ذاته، يجب أن يتم بطريقة تهدف إلى تعزيز استقرار المنطقة والمصالح الأمريكية. اليوم، أود أن أناقش الاعتبارات المرتبطة بهزيمة التنظيم نفسه والسيناريوهات المحتملة "في اليوم التالي"، مع تسليط الضوء على كيفية تأثير هذه السيناريوهات على المصالح الأمريكية، وفي المقابل كيف أنها لا تعتمد فقط على احتمال هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، بل على كيفية القيام ذلك وبالشراكة مع أي جهات.
باختصار، يجب تنفيذ الخطة الأمريكية لاستعادة الرقة في سوريا، أي الهدف الرئيسي المتبقي، بالتعاون مع تركيا وليس بمعارضتها. فبعد الاستفتاء التركي على الدستور في مطلع نيسان/أبريل، يجب على أنقرة، إن كانت تدرك الأهداف الأمريكية على المدى الطويل، أن تكون مستعدة لقبول منح المزيد من الدعم إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية في معركة الرقة، على افتراض وجود دعم للأسهم التي تستثمرها تركيا في سوريا. وإذا رغبت الولايات المتحدة في تحقيق نصر سريع ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، سيتعين عليها على الأرجح إشراك قوات دعم إضافية وربما تشكيلات قتالية برية محدودة.
إن تدمير "دولة" تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق وسوريا، في إطار الحرب الأهلية السورية، وسعي إيران إلى الهيمنة، وعودة انخراط روسيا [في المنطقة]، سيكون نقطة تحول في الشرق الأوسط تشبه دخول الولايات المتحدة إلى العراق، والثورة الإيرانية، وتدخل أمريكا في المنطقة خلال حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. إن القرارات التي ستتخذها الولايات المتحدة وغيرها خلال العام المقبل سترسم معالم المنطقة على مدى عقود.
وفي الوقت الذي تكون فيه المصالح الحيوية للولايات المتحدة في المنطقة على المحك في سيناريوهات ما بعد تنظيم «الدولة الإسلامية»، يتعيّن على واشنطن اختيار إستراتيجيتها السياسية-العسكرية لهزيمة التنظيم ليس فقط من وجهة نظر عسكرية بل سياسية أيضاً - بهدف وضع سيناريو "اليوم التالي" الذي يُبقي الولايات المتحدة في المنطقة، ويحافظ على «وحدات حماية الشعب» الجديدة والعلاقات القديمة (مع تركيا والعراق)، ويبعد الطموحات الإيرانية، و"يدير" الوجود الروسي الذي لا مفر منه.
المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»
على غرار ما كتب غرايم وود في مجلة "ذي أتلانتيك"، تستند الطبيعة الفريدة لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» على وضعه القانوني كـ "خلافة"، أي دويلة مع سكان وجيش واقتصاد وحكومة وادعاء بإرث الخلافة من العصر الذهبي للإسلام. وفي حين تنتشر فروع التنظيم في أراض غير خاضعة لسيطرة حكومية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، تنبع طبيعته المتميزة والتهديدات التي يطرحها من الأرض التي يسيطر عليها شمال غرب العراق وشرق سوريا، التي تتركز في الموصل وفي عاصمة تنظيم «الدولة الإسلامية»، الرقة. وستشكّل استعادة هاتين المدينتين ضربة قاضية لـ "دولة" التنظيم، كما ستقضي عليه بشكلها الحالي، وستخفض التهديدات التي يطرحها على المصالح الأمريكية بشكل كبير.
غير أن حملة التحالف بقيادة الولايات المتحدة على هاتين المدينتين، رغم أنها منسقة، إلا أنها متباينة عسكرياً وسياسياً. وفي حين أن تركيزي في كليهما سيتطرق إلى الشؤون العسكرية، إلا أنه سيكون على الاعتبارات السياسية الكامنة وراء القرارات والأهداف العسكرية.
العراق: تشير معظم التقارير إلى أن المعركة لاستعادة غرب الموصل سوف تستغرق عدة أشهر. فالخطة التي وضعها التحالف والعراق لتلك الحملة جيّدة الإعداد وتسير على طريق النجاح. وما أن تتكلل بالنجاح فعلياً، سيبقى لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» وجود رئيسي واحد في العراق هو في الحويجة قرب كركوك، الذي يُفترض أنه هدف سهل. ومع اقتراب تحقيق النصر في الموصل، فإن المناورات الميدانية، التي ستنفذها على وجه الخصوص قوات "البيشمركة" الكردية و«وحدات الحشد الشعبي» الشيعية إلى حد كبير، ستتطلب مشاركة حذرة من قبل الولايات المتحدة لتجنب المواجهات وتعزيز مصالح واشنطن في العراق على المدى الطويل.
 سوريا: تشير كافة التقارير إلى أن الولايات المتحدة تستعد لهجومها الأخير على الرقة. لكن نظراً إلى صلابة دفاع تنظيم «الدولة الإسلامية» في مدن أخرى، ستشكل استعادة الرقة مهمة كبرى. وأمام الولايات المتحدة خيارات لتأسيس قوات لتحقيق مثل هذا الانتصار، لكن لكل منها تداعيات هامة على الصعيدين السياسي والعسكري:
 عملية بقيادة «وحدات حماية الشعب»: كان هذا هو الحل المفضل لإدارة أوباما، ولكن وفقاً لتقارير صحفية، تم رفضه من قبل إدارة ترامب. فقد كان يقوم على شنّ هجوم تتولى تنفيذه «قوّات سوريا الديمقراطية»  بقيادة «وحدات حماية الشعب»الكردية السورية وأقلية من العرب السنّة. إلّا أن «قوّات سوريا الديمقراطية» لا تملك سوى أسلحة محدودة يتولى تشغيلها طاقم من الجنود، وعدد قليل من الأسلحة الثقيلة إذا كانت تملكها أساساً. وعادةً ما تتطلب حرب المدن مزيجاً متكاملاً من الدبابات والمهندسين وقوات المشاة وسط إطلاق النار الداعم. وبهدف تشكيل مثل هذه القدرة المسلحة المجتمعة، يجب على الولايات المتحدة أن توفر الأسلحة الثقيلة.
أما تركيا، فتعارض ذلك نظراً لعلاقة «وحدات حماية الشعب» بـ «حزب العمال الكردستاني» المتمرد المنخرط في صراع داخلي مرير مع أنقرة. فتركيا لا تعارض فقط تسليح الولايات المتحدة لـ «وحدات حماية الشعب»، بل انتقال هذه الوحدات إلى مناطق عربية سنّية، لا سيما تلك التي تحتل كامل الحدود التركية مع سوريا. ومن الصعب رؤية كيف يمكن لواشنطن تنفيذ عمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في سوريا من دون قواعد تركية وتعاون أنقرة في مجالات أخرى. بالإضافة إلى ذلك، وفقاً لمسودة تقرير من قبل "معهد واشنطن"، فإن جميع القبائل العربية الرئيسية الأربع حول الرقة على خلاف تتفاوت حدته مع الأكراد، مما يثير تساؤلات حول اليوم التالي في الرقة إذا تم تحرير المدينة من قبل الأكراد أو العناصر العربية تحت سيطرتهم. وأخيراً، إن تحقيق «وحدات حماية الشعب» انتصاراً ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في الرقة وتوسع هذه «الوحدات» في مساحات شاسعة من الأراضي العربية، كما يحصل في مدينة منبج حالياً، يخلّف تداعيات مقلقة بالنسبة للترتيبات الإقليمية بعد دحر التنظيم، بما فيها احتمال تعاون «وحدات حماية الشعب» مع إيران ونظام الأسد.
التحالف التركي: عَرَض الأتراك إما قيادة أو دعم هجوم ينفذه التحالف في الرقة باستخدام «الجيش السوري الحر» - التي هي جماعة الثوار ذات الأغلبية السنّية العربية - وحلفاء عرب آخرين، وقوات المشاة المسلحة التركية في شمال سوريا. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في الثاني من شباط/فبراير، لا يبدو أن الأتراك قادرون على تنفيذ مثل هذه المهمة بمفردهم، كما أن تباطؤ هجومهم ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» في الباب يعزّز هذا التقييم. وفي حين يشير التقرير المرتقب نفسه عن "معهد واشنطن" إلى أن قبائل الرقة ستكون أقل عدائية تجاه أي وجود تركي، إلّا أن تنامي الدور العسكري التركي يمكن أن يمثّل مشكلة لكل من «وحدات حماية الشعب» وتحالف الأسد وإيران وروسيا.
الدمج: من شأن مسعى موحّد على جبهتين من قبل الأتراك/«الجيش السوري الحر» و«وحدات حماية الشعب»/«قوّات سوريا الديمقراطية» أن يمارس ضغوطاً عسكرية إضافية على تنظيم «الدولة الإسلامية» ويهدئ على الأرجح مخاوف تركيا بشأن «وحدات حماية الشعب». وستكون مثل هذه العملية المشتركة أسهل للولايات المتحدة من الناحية السياسية من المشاركة في هجوم فردي تقوده «وحدات حماية الشعب» أو تركيا، لكنها ستتطلب مع ذلك دبلوماسية دقيقة. وستحتاج تركيا إلى تأكيدات بشأن الأسلحة المقدّمة إلى «وحدات حماية الشعب» وإلى أي مدى ستتوغل قوات هذه الوحدات إلى داخل الأراضي العربية. غير أنه في الوقت الذي تشكّل فيه روابط «وحدات حماية الشعب» مع «حزب العمال الكردستاني» تهديداً بالنسبة لتركيا، ينبع جزء من عدائية الرئيس رجب طيب أردوغان تجاه «حزب العمال الكردستاني» وبالتالي «وحدات حماية الشعب» من التحالف السياسي الذي شكّله من أجل الفوز في استفتاء حول تعديل الدستور في مطلع نيسان/أبريل. وما أن يصبح هذا الأمر وراءه، فقد يكون أكثر مرونة مع «حزب العمال الكردستاني» و«وحدات حماية الشعب» كما كان قبل صيف عام 2015. وفي المقابل، ستحتاج «وحدات حماية الشعب» إلى ضمانات بألا تمارس تركيا ضغوطات على منطقتها الكردية الرئيسية.
الدعم الروسي-السوري-الإيراني: من غير الواضح ما هي القدرات العسكرية لهذا التحالف. فغالباً ما تستهدف الضربات الجوية الروسية السكان المدنيين وتفتقر إلى أسلحة دقيقة التصويب. ومن الصعب رؤية أي تقدّم عسكري يمكن أن تحرزه هذه الضربات، الذي لا يمكن تحقيقه عن طريق زيادة طفيفة في طائرات التحالف. وبالمثل، إن قدرات المشاة السورية والإيرانية البديلة غير مبهرة، كما أن استخدامها في مناطق عربية سنّية ينطوي على مخاطر. فضلاً عن ذلك، إذا لجأت الولايات المتحدة إلى أي من الخيارات المشار إليها أعلاه، ، فما لم يتضح أنها عاجزة عن السيطرة على الرقة، فعندئذ لا بدّ من موازنة فوائد تجنيد القوات الروسية والإيرانية ونظام الأسد مقابل "مشاركتهم" نصراً كان بإمكان الولايات المتحدة تحقيقه من دونهم. ومع ذلك، فإن الموافقة على دور رمزي لروسيا في الرقة، أو على مشاركة أكبر للمعلومات الاستخباراتية وتنسيق العمليات الجوية مع موسكو، يمكن أن تكمّل الجهود المشار إليها أدناه والتي تستهدف إيران.
قوات من الولايات المتحدة وحلف "الناتو": تَمثّل أحد أسباب النجاح المحقق في الآونة الأخيرة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» في تقليص القيود والحدود على صعيد العتاد/العديد المفروضة على عناصر تمكين القوة الأمريكية (أي "مراقبي الهجوم النهائي المشترك")، والفرق الاستشارية، والمروحيات الهجومية، والمدفعيات، إلى جانب قواعد الاشتباك التي تعمل بموجبها. وقد أفادت بعض التقارير أن وزارة الدفاع الأمريكية تنظر في [ممارسة] المزيد من التساهل، وهذا أمر منطقي. أما الخطوة الأكثر حسماً فقد تكون إشراك عدد محدود من قوات النخبة القتالية البرية سواء كانت أمريكية أو من حلف "الناتو" في معارك مباشرة. وبشكل خاص، يمكن لفرقة مدرعة أمريكية صغيرة نسبياً (تضمّ عدة آلاف عنصر) أن تضاعف قدرات القوات بشكل كبير مع احتمال محدود بوقوع ضحايا. ومن وجهة نظر سياسية، من شأن وجود بري أمريكي أكبر وأكثر قوة أن يُطمئن الأتراك و«وحدات حماية الشعب» وسكان الرقة بشأن التزام الولايات المتحدة ويحتمل أن يزيد من درجة تقبلهم للمبادرات الأمريكية.
اليوم التالي
ما أن يتمّ تحرير الموصل والرقة وتدمير "دولة الخلافة"، ينبغي على الولايات المتحدة الإنخراط دبلوماسياً وعسكرياً لضمان تطابق النتائج في كل من سوريا والعراق مع مصالحها، لا سيما احتواء إيران. ولهذه المهمة جوانب فورية وطويلة الأمد على حد سواء.
وتتمثل الأهداف الفورية في جعل السكان أحراراً وحماية المدنيين من أي فصائل منتصرة غير منضبطة. وبشكل عام، نجح هذا الجهد في العراق، وعلى نطاق أصغر في سوريا، لذلك يجب أن لا يتطلب تدخلاً أمريكياً جديداً مكثفاً. غير أن قرارات الحوكمة والأمن المتخذة على الفور سيكون لها انعكاسات على مواقف السكان وسلوكهم تجاه محرريهم، وإذا لم تكن مدروسة قد تشجع عودة تنظيم «الدولة الإسلامية» أو تنظيم «القاعدة». ومن الواضح أن هذا الأمر يهمّ الولايات المتحدة.
وتكتسي نتائج هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» على المدى الطويل درجة عالية من الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة، كما ذُكر أعلاه. وبصرف النظر عن منع الانغماس مجدداً في الفوضى أو سيطرة المتطرفين، تكمن مصلحة الولايات المتحدة لهذا "المسرح السوري-العراقي" في الحفاظ على وحدة العراق واستقلاله، والتمسك بوقف إطلاق النار في سوريا الذي تمّ التوصل إليه في الأستانة، والحدّ من النفوذ الإيراني في العراق، ومواجهة توسّع روسيا في المنطقة، والمصالحة بين تركيا و«وحدات حماية الشعب».ومن أجل تجنّب أي جهد سوري-إيراني لخرق وقف إطلاق النار المتفق عليه في الأستانة وتحقيق نصر كامل على المعارضة، على الولايات المتحدة دعم المنطقة التركية في شمال سوريا، ومقاطعتيْ روج آفا وعفرين الخاضعتين لسيطرة «وحدات حماية الشعب»، وإقامة "منطقة حرة" حول الرقة، تشمل إجراء بعض التدريبات العسكرية الأمريكية المؤقتة وإقامة مفارز اتصال داخل سوريا. ومن شأن المصالحة بين تركيا و«وحدات حماية الشعب» (وربما «حزب العمال الكردستاني») أن تعزّز هذه الجهود. ولا بدّ من بقاء خيار تسليح «الجيش السوري الحر» قائماً. فمثل هذه الظروف توفّر الفرصة الأفضل لفصل روسيا عن إيران وسوريا.
يجب على القوات الأمريكية الضغط من أجل أن يكون لها وجود "على الأرض" يُعنى بالتدريب والاتصال لعدة آلاف من الجنود في العراق، لدعم قوات "البيشمركة" الكردية والقوات العسكرية النظامية العراقية على حد سواء. ومن المرجح أن يتطلب هذا الأمر اتصالات مباشرة ومزيجاً من إستراتيجية الجزرة والعصا [المكافأة والعقاب] مع الإيرانيين، بالإضافةً إلى احتمال لا مفرّ منه يتمثّل بقيام إيران بشن هجوم عنيف على القوات الأمريكية هناك.
وتُمثّل الخطوات المذكورة أعلاه عملية "رسم إطار بيئة" سياسية-عسكرية لفترة ما بعد الصراع لتحقيق التوازن بين الجهات الفاعلة الإقليمية المختلفة، واستعادة ثقة الشركاء بنجاح الجيش الأمريكي والتزاماته، وكسب الوقت لوضع سياسة أكثر شمولية إزاء المنطقة.
 جيمس جيفري هو زميل متميز في زمالة "فيليب سولوندز" في معهد واشنطن وسفير الولايات المتحدة السابق لدى تركيا والعراق.
========================
معهد واشنطن :تسارع وتيرة الحملة لاستعادة الرقة
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/the-campaign-to-retake-raqqa-is-accelerating
فابريس بالونش
متاح أيضاً في English
9 شباط/فبراير 2017
في 4 شباط/فبراير، أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية» - التي هي مجموعة "مظلة" من المتمردين تعمل بقيادة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي - إطلاق مرحلة جديدة [من العمليات] في إطار المساعي لاستعادة الرقة. وتهدف أحدث العمليات التي نفذتها «قوات سوريا الديمقراطية» إلى قطع الاتصالات بين الرقة ودير الزور مع الاستمرار في التقدم نحو "عاصمة" تنظيم «الدولة الإسلامية» من الشمال والغرب. ويتماشى الإعلان مع تصريح الإدارة الأمريكية الجديدة عن رغبتها في تسريع وتيرة الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر التحرك سريعاً باتجاه الرقة. وكان الرئيس ترامب قد وقّع قراراً تنفيذياً في كانون الثاني/يناير، منح بموجبه البنتاغون شهراً واحداً لتقديم خطة عمل لمحاربة التنظيم. وقد يعني ذلك زيادة دعم «قوات سوريا الديمقراطية» التي كانت الخصم الرئيسي للجماعة الإرهابية على الأرض في سوريا لعدة أشهر.
عزل الرقة
نظراً لموقع الرقة على الضفة الشمالية لنهر الفرات، قد يؤدي الهجوم الجديد إلى عزل المدينة عن كامل الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وليس فقط عن دير الزور. وكانت سلسلة من الغارات الجوية التي شنّها التحالف بقيادة الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر قد دمرت كافة الجسور المتبقية العابرة للفرات بين الحدود العراقية وشرق الرقة؛ بالإضافة إلى ذلك، دمرت غارات إضافية جسريْ المدينة في 3 شباط/فبراير. ونتيجة لذلك، ستصبح الرقة محاصرة عندما تصل «قوات سوريا الديمقراطية» إلى الفرات، في الوقت الذي يشكّل فيه النهر حاجزاً طبيعياً يحاصر تنظيم «الدولة الإسلامية» في المدينة. وبالطبع، بإمكان مقاتلي التنظيم عبور النهر بالقوارب، لكنهم سيكونون أهدافاً سهلة للطائرات الأمريكية ولن يكون بإمكانهم حمل معدات ثقيلة.
وفي المقابل، تملك «قوات سوريا الديمقراطية» مراكب لنقل العربات المدرعة وربما دعم مروحيات أمريكية لنقل الجنود، مما يُحتمل أن يَسمح لها ذلك شن عمليات عبر النهر إذا دعت الحاجة. وكانت واشنطن قد وفرت لها العربات المدرعة من خلال قاعدة "رميلان" في شمال شرق البلاد

وفي إطار هذه الإستراتيجية، ستحاول «قوات سوريا الديمقراطية» من دون شك الاستيلاء على ما تبقى من "سد الثورة" فضلاً عن سد ثانٍ هو "القديران" الذي يبعد عشرة كيلومترات باتجاه مجرى النهر. وتسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» بالفعل على الجانب الشمالي من "سد الثورة"، لذلك هناك فرصة ضئيلة لاستخدامه من قبل تنظيم «الدولة الإسلامية» كطريق للهروب عبر النهر. غير أن السيطرة الكاملة على السدّين لا تزال شرطاً مسبقاً وضرورياً للهجوم على الرقة بسبب خطر قيام تنظيم «الدولة الإسلامية» بتدميرهما وإحداث فيضانات مدمرة على نطاق واسع في مجرى النهر. وعلى صعيد أكثر عملية، لا يزال "سد الثورة" المعبر الوحيد السليم في الجزء الخاضع لسيطرة التنظيم من النهر، وهو يوفّر الري والكهرباء للمحافظة بأكملها وللمناطق المجاورة لها. وفور تحرير الرقة، ستحتاج السلطات الجديدة إلى ضمان سير حياة المدنيين بشكل طبيعي ومنع حصول أزمة إنسانية تقلب السكان المحليين ضدها؛ ومن الضروري استمرار عملية "سد الثورة" لتحقيق هذا الهدف.
المزايا العسكرية لـ «قوات سوريا الديمقراطية»
خلال خوضها الهجوم الجديد، ستستفيد «قوات سوريا الديمقراطية» من عدة مزايا إستراتيجية. أولاً، تنخرط قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» في القتال على عدة جبهات في آن واحد، بما فيها الموصل في العراق، والباب إلى الغرب، وتدمر ودير الزور إلى الجنوب. وقد أصبحت حالياً جميع الجهات الفاعلة الأخرى في سوريا والعراق متحدة ضد التنظيم. وعلى الرغم من أن روسيا وتركيا وإيران والولايات المتحدة وحلفاءهم المحليين لم يقيموا غرفة عمليات مشتركة لتنسيق تحركاتهم، إلا أنهم جمّدوا خلافاتهم على ما يبدو بهدف التركيز على تنظيم «الدولة الإسلامية». وفي سوريا، لم تعد تركيا تطالب بمنبج الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية». كما أن الأكراد والحكومة المركزية في العراق لم يعودا يقاتلان على "أراضٍ متنازع عليها"، على الأقل في الوقت الراهن.
ثانياً، وضَع الهجوم الناجح الذي شنّته «قوات سوريا الديمقراطية» في كانون الثاني/يناير غرب الرقة، هذه القوات في موقع متقدم للقيام بالتحرك القادم. فمن "سد تشرين" حتى "عين عيسى"، سيطرت هذه القوات على كامل الضفة اليمنى من "بحيرة الأسد" في غضون شهر، فتقدمت إلى ما هو أبعد من الخطوط الأمامية التي وصلت إليها في كانون الثاني/يناير 2016 وتوقفت على بعد أربعين كيلومتراً من الرقة (راجع الخريطة). وفي حين تعثّر هجوم الجيش التركي وحلفاؤه المتمردون في «الجيش السوري الحر» على الباب منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أثبتت «قوات سوريا الديمقراطية» مرة أخرى فعاليتها في أرض المعركة. وقد يُقنع هذا التعارض الصارخ إدارة ترامب أن «قوات سوريا الديمقراطية» وحدها قادرة على استعادة الرقة، بغض النظر عن احتجاج أنقرة على ذلك. وكانت إدارة أوباما قد توصلت إلى القناعة نفسها خلال شهرها الأخير في الحكم، كما أن الولايات المتحدة قدمت شحناتها الأولى من المركبات المدرعة إلى «قوات سوريا الديمقراطية» في 31 كانون الثاني/يناير عبر مطار "رميلان" رغم حدوث التغيير في الإدارة الأمريكية.
ثالثاً، شجع التراجع الحاد لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» وزيادة واشنطن الظاهرية للمساعدات العسكرية، على اندماج المزيد من رجال القبائل العرب مع «قوات سوريا الديمقراطية» - وفي الواقع كانوا كثيرين إلى درجة أنه أصبح يطلق الآن على هذه القوات تسمية «التحالف العربي السوري» في بعض الأحياء. وفي 8 كانون الأول/ديسمبر، أشار المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الكولونيل جون دوريان إلى أن حوالى 13 ألف عنصر من مقاتلي «قوات سوريا الديمقراطية» البالغ عددهم 45 ألف شخص كانوا من العرب. غير أن تقديرات أخرى تشير إلى أعداد أدنى بكثير، ولكن إذا كانت أرقام دوريان دقيقة، فهي تمثّل زيادة كبيرة منذ تأسيس «قوات سوريا الديمقراطية» في تشرين الأول/أكتوبر 2015، عندما كان العرب يشكلون فقط 5 آلاف عنصر من إجمالي عدد المقاتلين البالغ 30 ألف شخص.
رابعاً، يبدو الآن أن السكان المحليين الخاضعين لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» يرفضون الجماعة بأعداد أكبر. ففي البداية، مثّل التنظيم عودة درجة معيّنة من الأمن والحياة الطبيعية للكثير من السوريين (على الأقل أولئك الذين احترموا تطبيقه العنيف للشريعة في كثير من الأحيان). وفي عام 2014، على سبيل المثال، أفرغت الجماعة صوامع القمح لتوفير الخبز بأسعار رخيصة وفرضت قيوداً على أسعار الضروريات الأساسية. إلّا أن الوضع تدهور بشكل كبير في الوقت الراهن. فقد عجز تنظيم «الدولة الإسلامية» عن إعادة ملء الصوامع التي أفرغها، وارتفعت الأسعار، وأثبت المسؤولون في الجماعة أنهم فاسدون تماماً على غرار أسلافهم. كما أن أموال الجماعة أخذت تنضب، لذلك بدأ يفر منها بعض أفرادها الذين انضموا إليها لأسباب مالية. غير أنه في الوقت الراهن إن أي انتفاضة شعبية ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» تبقى مستبعدة نظراً لاستمرار حكمه الإرهابي، لكن يمكن توقُّع دعم القبائل العربية المحلية وإنضمامها إلى الفريق الأقوى عندما يحين الوقت.
خطوة أخرى نحو سوريا فيدرالية؟
خلافاً لما حدث في العراق، لا يخشى بشكل خاص العرب السنّة في الجانب السوري من وادي الفرات من سيطرة الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران خلال حقبة ما بعد تنظيم «الدولة الإسلامية»، أو حتى من جيش وطني شيعي. وبدلاً من ذلك، يتمثّل مبعث قلقهم الرئيسي في وجود ميليشيا كردية لفترة طويلة، وهو ما يقلق بعض أفراد القبائل من أن ذلك قد يسهّل سيطرة كردية عامة على أراضيهم.     
إلّا أن 99 في المائة من سكان هذا الجزء من الوادي هم من غير الأكراد، وبالتالي ليس لدى «حزب الاتحاد الديمقراطي» سبباً وجيهاً يدعوه لضمّه إليه. ويبدو أن القبائل العربية تدرك هذا الأمر؛ فهي متأكدة إلى حد كبير من أنه حتى إذا دعمت الحملة الكردية الحالية، ستعود القوة المحلية إليها في النهاية. وفي الواقع، قد يكون هذا جزءاً من خطة «حزب الاتحاد الديمقراطي» في حملته الخاصة بالرقة: أي مساعدة القبائل العربية على تحرير نفسها من تنظيم «الدولة الإسلامية»، وإذاقتها طعم الاستقلال السياسي المحلي، وبالتالي جعلها أكثر تعاطفاً مع دعوات الأكراد لنظام فدرالي لامركزي في سوريا. ولتحقيق هذا الهدف، من المرجّح أن يهدف «حزب الاتحاد الديمقراطي» إلى ضمان عدم تمكن الجيش السوري من العودة إلى المنطقة حتى لو امتلك بشار الأسد وحلفاؤه القوى البشرية، وهو ما ليس لديه الآن.
نقطة ضعف الأسد في الشرق
يواجه الجيش السوري صعوبات في دير الزور، حيث يتعرّض الجانب الذي يسيطر عليه النظام في المدينة المحاصرة منذ وقت طويل لهجوم متجدد من تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ منتصف كانون الثاني/يناير. وقد تمّ الآن عزل المطار - خط الحياة الوحيد لقوات النظام المحلية - عن المدينة، وفشلت المساعي لعكس هذه الحالة حتى الآن، بما في ذلك اللجوء المتزايد إلى مقاتلي «حزب الله» والقوات الخاصة المعتمدة على المروحيات والقصف الروسي.  
وحتى إذا تمّ صدّ الهجوم الحالي، يحتاج النظام إلى حل على المدى الطويل لأزمة دير الزور. وسيمثّل سقوط المدينة كارثة بالنسبة للأسد - حيث ستتعرض الحامية لمجزرة كما سيعاني السكان المدنيون (الذين تقدّر الأمم المتحدة عددهم بنحو 93 ألفاً) من أعمال انتقامية دموية. ووفقاً لذلك، لا خيار آخر أمام الأسد وحلفائه سوى الموافقة ضمنياً على قيام «قوات سوريا الديمقراطية» بتنفيذ هجوم بدعم من الولايات المتحدة ضدّ الرقة، ولو بأمل تخفيف الضغوط عن دير الزور فقط. ومع ذلك، سيتوجب عليهم الاستعداد لاحتمال توجّه قوات تنظيم «الدولة الإسلامية» المنسحبة من الرقة جنوباً واجتياحها دير الزور.    
المشكلة المدنية لقوات التحالف
يشكل اتخاذ قرار بشأن كيفية التعامل مع مدنيي الرقة البالغ عددهم 300 ألف شخص، التحدي الرئيسي الذي يواجه «قوات سوريا الديمقراطية» وداعميها الدوليين. ولطالما استخدم تنظيم «الدولة الإسلامية» المدنيين كدروع بشرية لردع القصف الجوي وتجنّب الحصارات الشديدة. ففي منبج على سبيل المثال، احتجز التنظيم المدنيين في منازلهم من خلال تلغيم الشوارع وإطلاق النار على كل من حاول الفرار. وكان على «قوات سوريا الديمقراطية» استعادة المدينة منزلاً بمنزل، متكبدةً خسائر فادحة. وفي النهاية، سُمح للعديد من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» بالفرار من خلال اختلاطهم بعدة آلاف من المدنيين الذين غادروا المدينة
وبالتالي، تتمثّل إحدى الأولويات في الرقة بتشجيع المدنيين على المغادرة قبل بدء الهجوم الأخير. ويعني ذلك بلوغ أطراف المدينة بسرعة وتأمين ممرات إنسانية يمكن من خلالها هروب السكان المحليين، باستفادتهم من الفوضى الناتجة عن النزاع. فضلاً عن ذلك، لا بدّ من إقامة مخيمات على المدى الطويل في المناطق الريفية المحيطة من أجل إيواء النازحين بسبب المعارك، نظراً لأنه قد لا يتمكنوا من العودة إلى منازلهم لأجل غير مسمى
وما أن يبدأ الحصار الرئيسي للرقة، ستتطلب قواعد الاشتباك الغربية بشأن المدنيين حرباً مدنية طويلة. ومن أجل تجنّب أي مجزرة والإسراع في تحرير المدينة، سيتعيّن على الأرجح قيام «قوات سوريا الديمقراطية» وحلفائها بالتفاوض بشأن إخراج بعض مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية»، كما حصل في منبج
فابريس بالونش، هو أستاذ مشارك ومدير الأبحاث في "جامعة ليون 2"، وزميل زائر في معهد واشنطن
========================
نيويورك تايمز:هكذا تمثل معركة الباب المعقدة اختباراً للحلفاء بسوريا
http://www.all4syria.info/Archive/386721
كلنا شركاء: نيويورك تايمز- ترجمة هافينغتون بوست عربي
تتعرَّض مدينةٌ الباب شمالي سوريا، وهي واحدةٌ من آخر الجيوب التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في البلاد، للهجوم من جانب القوات العسكرية التي تُضيِّق عليها الخناق من كافة الاتِّجاهات، وقد بدأت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام على مداخل المدينة المحاصرة.
يكمن التعقيد في أنَّ القوات التي تتقدَّم نحو المدينة، الجيش السوري والميليشيات الموالية للحكومة مدعوميْن بروسيا، والمعارضة السورية مدعومةً بتركيا، تنتمي لأعداءٍ لدودين، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وقد تحوَّل التسابق للسيطرة على مدينة الباب إلى اختبارٍ للطريقة التي من الممكن أن يساعد بها إعادة ترتيب القوى العالمية الداعمة للأطراف المُتخاصمة في سوريا في إعادة تشكيل أو إنهاء الصراع المُمتَد منذ نحو 6 أعوام.
وتُعَد مدينة الباب، التي كان يقطنها قُرابة 100 ألف نسمة عند بدء الحرب في 2011، آخر المناطق الحضرية الواقعة تحت سيطرة داعش، التي لا يزال التنظيم مسيطراً عليها في المنطقة الواقعة غرب عاصمته المُعلَنة، الرقة.
وتحوَّلت روسيا وتركيا في الأشهر الأخيرة من حالة العداء البيِّن إلى العمل بشكٍ أوثق في جهدٍ دبلوماسي هَدَف إلى تسوية الصراع، بعد فشلٍ مُتكرِّر ومُتناوَب من الأمم المتحدة والولايات المتحدة.
 
لكن في معركة الباب، على روسيا وتركيا أن تعكسا تفاهمهما الأخير إلى نتائج على الأرض، من خلال تحقيق هدفهمها الطموح في دفع شركائهما السوريين إلى التعاون عسكرياً بحكم الأمر الواقع. وإلّا فإنَّهما تُخاطِران باشتعال الوضع من جديد.وتؤكد “نيويورك تايمز” أن الأيام المُقبِلة ستبيِّن لنا ما إذا كانت الأطراف السورية المتخاصِمة، التي لا تخضع دوماً لرغبات رُعاتها، ستعمل معاً للمرة الأولى ضد داعش، أم أنَّها ستطرد المُتطرِّفين ثُمَّ تحاول بعد ذلك قتل بعضها البعض.
ومن شأن الإجابات التي ستتَّضِح أن تُلقي الضوء على ما إذا كانت روسيا وتركيا تمتلكان النفوذ لدفع الأطراف السورية المتعارِضة إلى مفاوضاتٍ موضوعية وتغييرٍ حقيقي.
وابتداءً من يوم الأربعاء، 8 فبراير/شباط، بدت الدولتان ناجحتين جزئياً. فأفادت وسائل الإعلام التابعة للدولة في روسيا وتركيا بأنَّ الدولتين كانتا تقومان بالتنسيق بهدف تفادي المصادمات حول مدينة الباب، وأكَّد مقاتلون سوريون على الأرض هذا التنسيق.
إعادة ترتيب للأوراق
وتأتي هذه التطوُّرات في خِضم إعادة ترتيبٍ جيوسياسي أوسع للأطراف المُنخرِطة في الصراع السوري المُتشابِك. فبعد انتصار الحكومة الساحق على مقاتلي المعارضة في مدينة حلب العام الماضي، وانتخاب الرئيس ترامب، الذي دعا إلى تنسيقٍ أميركي روسي أوثق، سرَّعت روسيا من جهودها لقيادة الدبلوماسية الدولية في سوريا.
ولدى دمشق آمالٌ بأنَّ الولايات المتحدة ستتَّجه بصورةٍ أقرب باتِّجاه تحالف أمر واقع مع روسيا في سوريا وستتخلَّى عن دعمها العسكري للمجموعات التي تسعى إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
لكن تبقى هناك تساؤلاتٌ كبرى بهذا الشأن، خصوصاً فيما يتعلَّق بترامب، الذي بعث بإشاراتٍ متضاربة. فقد ألمح إلى أنَّه سيُولِي اهتماماً أقل بما وصفه الكثيرون من أنصار حقوق الإنسان بوحشية الأسد، مقابل اهتمامٍ أكبر بالعمل مع روسيا في مكافحة الإرهاب. وفي الوقت نفسه، بدأ ترامب في تصعيد حدة التوتُّرات مع إيران، الداعم الرئيسي الآخر للحكومة السورية وأقرب حليفٍ لها.
وأشارت تصريحاتٌ تركية أمس الأربعاء، إلى احتمال تزايد التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا، حتى ولو بطريقةٍ غير مباشرة، وذلك على ضوء زيادة التعاون بين تركيا وروسيا.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول الحكومية التركية بأنَّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وترامب قد اتَّفقا خلال مكالمةٍ هاتفية جرت مساء الثلاثاء، 7 فبراير/شباط، على “العمل معاً” في معركة الباب، بالإضافة إلى المعركة المُقبِلة في الرقة.
لكنَّ البيت الأبيض، عشية زيارةٍ لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الجديد، مايك بومبيو، إلى تركيا، لم يُركِّز على معركة الباب، قائلاً فقط إنَّ ترامب وَعَد أردوغان بأنَّ الولايات المتحدة ستواصل التعاون ضد داعش.
وبحسب اثنين من مؤيدي الحكومة على اطِّلاعٍ بالخطط، فإنَّ روسيا وتركيا قد توافقتا على أن تدخل القوات الموالية للحكومة، وليست المعارضة، إلى المدينة. وإلّا، كما يقولان، لكانت المعارضة، التي حاصرت الباب من 3 جهاتٍ لأشهر، قد سيطرت على المدينة قبل فترةٍ طويلة.
أحد هذين جندي بالجيش السوري يُقاتِل في معركة الباب، بينما الآخر مُخبِرٌ موالٍ للحكومة من مدينة الباب، ويعيش الآن خارج سوريا، لكنَّه نقل معلوماتٍ من داخل الجيش السوري من خلال مصادره بالمدينة. وجرى التواصل مع كليهما عبر دردشة الإنترنت، وطلبا عدم الكشف عن هُويتهما لأنَّهما لم يكونا مُخوَّلين التواصل مع صحفيين.
ووفقاً للمُخبِر، أصرَّت روسيا على الشروط المُتعلِّقة بالاستيلاء على الباب خلال اتِّفاقٍ جرى التوصُّل إليه الشهر الماضي، يناير/كانون الثاني، في العاصمة الكازاخية، أستانا، وأضاف أنَّ رغبة روسيا في سيطرة القوات الموالية للحكومة على المدينة تعود في جزءٍ منها إلى الرغبة في السيطرة على مرافق المياه التي بإمكانها المساعدة على التخفيف من نقص المياه.
لكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت كل قوات المعارضة المدعومة من تركيا والمشارِكة في حصار الباب قد قَبِلَت بتلك الشروط. إذ صعَّد بعضها من هجماتها الأربعاء، 8 فبراير/شباط، وتعهَّدت بالسيطرة على المدينة أولاً.
ومن شأن السماح للقوات الموالية للحكومة بالسيطرة على مدينة الباب أن يكون مُهيناً للمعارضين قبل بدء جولةٍ جديدة من محادثات السلام في العشرين من فبراير/شباط بجنيف. لكن في ظل تقلُّص الخيارات المُتاحة أمامهم، يرضخ المعارضون على نحوٍ متزايد لرغبات داعميهم الاتراك.
وتُقدِّم بعض التحرُّكات العسكرية الأخرى مزيداً من القرائن على الطريقة التي تتعامل بها الولايات المتحدة وغيرها مع التحوُّلات التي تشهدها ساحة المعركة.
فإلى الشرق من الباب، كان مزيجٌ من الميليشيات الكردية والعربية، قوات سوريا الديمقراطية، يتقدَّم في محاولةٍ لتطويق الرقة. وتحسُّباً لهجومٍ مُحتملٍ على المدينة، قالت الولايات المتحدة إنَّها ستضيف 200 مستشارٍ عسكري أميركي لمساعدة القوات التي يُهيمن عليها الأكراد.
ووطَّدت تلك الزيادة، التي وافق عليها ترامب، سياسة إدارة أوباما التي أثارت غضب تركيا، التي تنظر إلى الأكراد باعتبارهم عدوها الرئيسي، في اللحظة نفسها التي يسعى ترامب فيها إلى تحسين العلاقات مع أردوغان.
وفد تركي في واشنطن
ومن المُتوقَّع أن يزور وفدٌ تركي رفيع المستوى واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة الخيارات العسكرية لاستعادة السيطرة الرقة. وأشار مسؤولٌ تركي بارز، هو الذي كشف عن الزيارة، إلى أنَّ إعادة توجيه جزء كبير من قوات الجيش السوري الموالية للأسد التي تشارك في حصار مدينة الباب إلى المعركة في الرقة ستكون أحد تلك الخيارات.
وأكَّد المسؤول، الذي تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هُويته حتى يُناقش الاستراتيجية العسكرية، معارضة تركيا القوية للخطة الأميركية لجعل الأكراد جزءاً من معركة الرقة.
وإلى الجنوب الشرقي، في دير الزور، المدينة الأخرى التي يسيطر عليها داعش، يحاول كلٌ من الحكومة والمعارضة تكوين قواتٍ عربية جديدة لمحاربة التنظيم المُتطرِّف، ذلك في الوقت الذي تُناوِر فيه روسيا والولايات المتحدة من أجل القيادة.
وتبدو غارات التحالف الذي تقوده أميركا آخذةٌ في التزايد بإدلب، وهي المحافظة الشمالية الغربية التي تحصَّن بها المُقاتلون الذين لا ينتمون لداعش وناشطو المعارضة بعد تهجيرهم من مناطق أخرى نتيجة تقدُّم القوات الموالية للحكومة.
ولم تستهدف الغارات خلال الأشهر الأخيرة المقاتلين المرتبطين بالقاعدة فحسب، لكن كذلك بعض أعضاء فصائل المعارضة الذين يعملون معهم، وهي عادةٌ اتُّبِعَت طويلاً من جانب روسيا وحظيت بمعارضةٍ من الولايات المتحدة.
في حين أنَّه من غير الواضح الجهة التي تنتمي إليها الطائرات التي قامت بكل غارةٍ على حدة، فإن هذه الغارات يُنظَر إليها باعتبارها عاملاً يجعل الفروق بين العمليات الجوية الأميركية والروسية تتسم بالضبابية.
وفي يوم الثلاثاء، 7 فبراير/شباط، دمَّر قصفٌ جوي وصفه السكان بأنَّه كان مزيجاً من الصواريخ الباليستية والغارات الجوية مبنى سكني، ما أدَّى إلى مقتل 30 شخصاً، بينهم نساء وأطفال.
وفي جنوب سوريا، وافقت فصائل المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة على هدنةٍ جديدة مع القوات الحكومية. وجاء الاتفاق بعد محادثات أستانا، التي وسَّع فيها قادة المعارضة نقاشاتهم مع المسؤولين الروس، وزار بعضهم موسكو لاحقاً.
وبجمعها معاً، تشير التطوُّرات إلى التقاءٍ تدريجي، وإن كان غير مُستقر، بين الأهداف الأميركية والروسية في سوريا. لكن تبقى العقبات الدبلوماسية قائمةً.
فلن يوافق الأسد بالضرورة على ما تريده روسيا منه، وهو ما يتمثَّل في بعض المشاركة بالسلطة، ووضع دستورٍ يُقلِّل الصلاحيات الرئاسية. وتسلك داعمته الرئيسية الأخرى، إيران، نهجاً مُتشدِّداً يؤيد المحافظة على سلطته.
 
وفي حين يقترب ترامب أكثر إلى السياسة الروسية في سوريا، تقول الجماعات الحقوقية ومُنتقِدوه الآخرون إنَّ الولايات المتحدة تُخاطِر بالتورُّط في انتهاكات الحكومة السورية.
إعدامات جماعية
فهذا الأسبوع، نشرت منظمة العفو الدولية تقريراً يفيد بأنَّ آلافاً قد أُعدِموا دون محاكمات داخل السجون السورية، كما أبلغ مُفتِّشو الأسلحة الدوليين بحادثة جديدة استخدمت فيها الحكومة قنابل غاز الكلور، وذلك على الرغم من موافقتها في 2013 على التخلّي عن تلك الأسلحة.
واتهمت منظمة العفو في تقرير لها، الثلاثاء الماضي، النظام السوري بتنفيذ إعدامات جماعية سرية شنقاً بحق 13 ألف معتقل، غالبيتهم من المدنيين المعارضين، في سجن صيدنايا قرب دمشق خلال 5 سنوات من النزاع، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.
وقالت المنظمة الحقوقية في تقريرها وعنوانه “مسلخ بشري: شنق جماعي وإبادة في سجن صيدنايا” إنه “بين 2011 و2015، كل أسبوع وغالباً مرتين أسبوعياً، كان يتم اقتياد مجموعات تصل أحياناً الى 50 شخصاً الى خارج زنزاناتهم في السجن وشنقهم حتى الموت”.
ودانت روسيا تقرير منظمة العفو الدولية، معتبرة أنه “استفزاز يهدف إلى صبّ الزيت على النار”.
========================
الصحافة البريطانية :
ديلي ستار: جنرال أمريكي يكشف عن موعد تخليص العالم نهائيًا من «داعش»
http://www.masralarabia.com/صحافة-أجنبية/1361876-ديلي-ستار--جنرال-أمريكي-يكشف-عن-موعد-تخليص-العالم-نهائيا-من--داعش
محمد البرقوقي 09 فبراير 2017 14:13
في غضون الشهور الستة المقبلة، لن يكون لمسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" أثر على وجه الأرض.
هذا ما جاء على لسان الجنرال الأمريكي ستيفن تاونسيند، قائد التحالف الدولي ضد "داعش" في سوريا والعراق والذي أكّد أن التنظيم الإرهابي يتواجد في آخر  معاقله في البلدين في الوقت الذي تطوقه قوات التحالف على جبهات عدة.
 ونقلت صحيفة "ديلي ستار" البريطانية عن تاونسيند  أن أكثر من نصف المناطق في مدينة الموصل العراقية التي كانت تخضع في السابق لسيطرة التنظيم، قد تم تحريرها، مضيفًا أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تحرز تقدمًا في الوقت الحالي على آخر معاقل المسلحين في غربي المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قوات التحالف تتأهب أيضًا لمحو مسلحي "داعش" في مدينة الرقة، عاصمة التنظيم المتشدد في سوريا، لافتة إلى معتقد سائد يذهب مفاده أنه وعندما يخسر "داعش" أقوى قاعدتين له في المدينة، سينهار التنظيم بأكمله ولن تقوم له قائمة.
 وأكد الجنرال الأمريكي: "في غضون الشهور الستة المقبلة، أعتقد أننا سنمحو التنظيم في كل من العراق وسوريا."
وأوضح تاونسيند أن ثمة هجوما لاستعادة السيطرة على الموصل، سيبدأ مجددًا في الأيام القليلة المقبلة، مردفًا أن أي مسلح لن يستسلم طواعية، سيلقى حتفه.
وتعرض غرب الموصل لسلسلة من الغارات الجوية في الأيام القليلة الماضية في الوقت الذي تستعد فيه القوات البرية لاجتياح المدينة.
 في غضون ذلك، أرسلت قوات أيضًا لتطويق الرقة السورية، في حين تعكف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وضع خطة لاستعادة المدينة.
========================
 
الغارديان: بريطانية تنضم للأكراد لتحارب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا
http://www.raialyoum.com/?p=619272
لندن ـ نشرت صحيفة الغارديان تقريرا لمات بلايك بعنوان “في طريق الأذى: بريطانية تنضم للأكراد لتحارب تنظيم الدولة الإسلامية”.
وقال الكاتب إن من المعتقد كمبرلي تايلور (27 عاما) تعد أول بريطانية تسافر إلى سوريا للانضمام إلى صفوف الأكراد الذين يحاربون تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف معد التقرير أن كمبرلي، المعروفة بكيمي من قبل الأكراد، انضمت في مارس /آذار الماضي إلى وحدات حماية المرأة الكردية، وهو فصيل من النساء تابع لوحدات حماية الشعب الكردية.
وفي مقابلة مع الصحيفة، قالت كمبرلي إنها مستعدة للتضحية بحياتها وهي تقاتل تنظيم الدولة.
وقد أجريت المقابلة وكمبرلي على الخطوط الأمامية التي تبعد 19 ميلاً عن مدينة الرقة السورية.
وأضافت كمبرلي “أضحي بنفسي من أجل العالم أجمع ومن أجل الإنسانية ومن أجل جميع المظلومين في العالم”، مشيرة إلى أن تنظيم الدولة لا يقتل ويغتصب فحسب، بل لديه “خطط ممنهجة من التعذيب العقلي والجسدي وعلى نطاق واسع لا نقدر تخيله”. (بي بي سي)
========================
الإندبندنت: "ترامب سيشعل حربا مع إيران تخدم تنظيم الدولة الإسلامية"
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-38939533
الإندبندنت نشرت موضوعا للكاتب المختص بشؤون الدفاع باتريك كوبيرن بعنوان "ترامب سيشعل حربا مع إيران وهو ما يخدم تنظيم الدولة الإسلامية".
يقول كوبيرن إن الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب ربما يستلهم سياسات رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل في تعامله مع إيران.
ويوضح كوبيرن ان ترامب ربما يستلهم سياسات تشرشل عام 1940 وليس سياساته عام 1915 عندما كان مستشارا للحكومة خلال معركة غاليبولي والتى انتهت بانتصار الاتراك على بريطانيا وسط مذبحة مروعة.
ويشير كوبيرن إلى ان ترامب مهتم بمطالعة كتب التاريخ ودراستها أكثر من اهتمامه بالأحداث الجارية خلال العصر الحالي مقترحا عليه ان يقرأ عن معركة غاليبولي جيدا لأن تشرشل كان فقط أول قائد غربي من ستة قادة تحطمت سفنهم في منطقة الشرق الاوسط خلال القرن المنصرم.
ويقول كوبيرن إن منطقة الشرق الاوسط تتسم بأنها ساحة قابلة لاشتعال المعارك بشكل أكبر من أي منطقة أخرى في العالم وإن الأخطاء التي ترتكب خلالها تكون كارثية ولايمكن إصلاحها.
ويضيف كوبيرن ان أغلب القادة الستة الذين فشلوا فشلا ذريعا في الشرق الاوسط كانوا يحظون بمستشارين ومعاونين سياسيين أفضل من ترامب وبالتالي يجب عليه أن يحترس ويتصرف بحذر حتى لايصبح سابعهم.
ويقول كوبيرن إن هؤلاء القادة بينهم 3 بريطانيين و3 أمريكيين أولهم كان تشرشل الذي أخطأ حساب قوة الاتراك وتسبب في مجرزة للأسطول البريطاني في غاليبولي والثاني لويد جورج الذي دمر حكومته عام 1922 بالتهديد بإشعال الحرب مع تركيا أما الثالث فكان أنتوني إيدن الذي أغرق نفسه في ازمة قناة السويس عام 1956 ويضيف أيضا توني بلير الذي لطخت سمعته بالتراب بسبب الحرب على العراق.
أما الثلاثة الأمريكيون فهم جيمي كارتر والذي كان سيء الحظ في ازمة الثورة الإيرانية واحتلال السفارة الامريكية في طهران عام 1979 ورونالد ريغان الذي فشل في إدارة التدخل الأمريكي في لبنان خلال الحرب الاهلية ومقتل241 جنديا من البحرية الامريكية عام 1983 إضافة إلى فضيحة إيران كونترا التي قضت عليه سياسيا بشكل كامل.
ويقول كوبيرن إن الرئيس جورج بوش الإبن هو اخر حلقة في سلسلة الإخفاقات والنهايات البائسة حيث أسفر قراره بغزو العراق عام 2003 في إحياء تنظيم القاعدة الذي تمدد بعد ذلك وتزايد انصاره وتحول إلى سلسلة من التنظيمات الأشد تعقيدا والأكثر قوة وبأسا.
========================
إندبندنت: بريطانيا تعلق دخول الأطفال اللاجئين المعاقين
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/2/10/إندبندنت-بريطانيا-تعلق-دخول-الأطفال-اللاجئين-المعاقين
علمت إندبندنت أن الحكومة البريطانية أوقفت قبول الأطفال اللاجئين المعاقين الفارين من الحرب في سوريا ودول أخرى، لأنها -بحسب قولها- لا تستطيع تلبية احتياجاتهم.
وأشارت الصحيفة -في تقرير حصري لها- إلى أن برنامج الحكومة لإعادة توطين أكثر ضحايا الصراع ضعفا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد علق جزئيا، مما يعني أن هؤلاء الأطفال سيتركون في مخيمات اللاجئين بدلا من نقلهم إلى برّ الأمان في المملكة المتحدة.
وقالت الصحيفة إن هذا الإفشاء، الذي يدان بأنه "لا يُصدق" و"علامة جديدة على التدني" في معالجة الحكومة لأزمة اللاجئين، يأتي في وقت يتعرض فيه الوزراء لانتقادات شديدة بسبب إغلاق برنامج منفصل يسمي برنامج دبز (Dubs)، يقدم مأوى للأطفال اللاجئين الوحيدين في أوروبا.
وقد عبر رئيس أساقفة كانتربري عن حزنه وصدمته لإغلاق البرنامج، وشبّه موقف الحكومة هذا بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وذكرت الصحيفة أن الأزمة التي تؤثر في برامج الحكومة للاجئين تعمقت، حيث تبين أن مخطط إعادة توطين الأطفال الضعفاء الذي من المفترض أن يعيد تسكين ثلاثة آلاف طفل مع أسرهم من دول تشمل سوريا وليبيا واليمن والعراق؛ لا يقبل اليافعين ذوي الاحتياجات المعقدة، بما في ذلك الإعاقات وصعوبات التعلم.
ومن جانبها قالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين -التي تعالج الطلبات- إن وزارة الداخلية البريطانية كانت قد ناشدتها أن "تقيد مؤقتا" طلبات الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الحركة وصعوبات التعلم، لعدم وجود إمكانية "استقبال ملائمة" لهم.
وذكرت الصحيفة أن التطورات الأخيرة جاءت بعد أن اكتشفت لجنة الاختيار للشؤون الداخلية الشهر الماضي أن أماكن الإقامة التي تم توفيرها لطالبي اللجوء في بريطانيا كانت "عارا"، حيث وصفها المحققون بأنها موبوءة بالفئران والحشرات.
========================
الاندبندنت :كاتب بريطاني: ترامب سيخوض حربا ضد إيران خلال عام أو اثنين
https://www.3yoon.co/world/158424/كاتب-بريطاني-ترامب-سيخوض-حربا-ضد-إيران-خلال-عام-أو-اثنين
لندن - (أ ش أ)
رجح الكاتب البريطاني باتريك كوكبرن أن يعمد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تأجيج حرب مع إيران خلال سَنَةُ أو عامين، مؤكدا أن ذلك الأمر سيصب في مصلحة تنظيم "داعش".
وقال الكاتب المتخصص في شئون الشرق الأوسط، في مقال نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الجمعة إن الأسابيع الأولى لترامب في البيت الأبيض واختياراته لمساعديه ترجح أنه سيحاول لعب دور محوري في سياسات المنطقة .. مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تَعْرِضُ لُقْطَة تَصَوُّرِيَّةُ ذاتية "مفتولة العضلات" مكرسة لجعل أمريكا عظيمة مجددا.
ورأى أن ما وصفه ب"شيطنة الأعداء" سيعيق التسويات والتراجعات التكتيكية، مشيرا إلى أن التدخلات الغربية في الشرق الأوسط أظهرت نتائج كارثية إما بسبب المبالغة في الغطرسة بقوتها أو قلة تقدير قدرات أعدائها.
وأشار الكاتب إلى التصريح المبكر لوزير الدفاع جيمس ماتيس بأن إيران هي "الدولة المنفردة الأكبر رعاية للإرهاب في بُلْدَانُ الْعَالَمِ"، لافتا إلى تضخيم التهديدات من جانب مستشار ترامب للأمن القومي مايكل فلين بالإضافة إلى ماتيس عندما يتعلق الأمر بإيران دون تقديم أية أدلة على تنفيذها لأعمال إرهابية مشبها تلك التصريحات بالتي خرجت في عهد الرئيس العراقي صدام حسين قبل خوض الحرب سَنَةُ 2003 بشأن امتلاكه أسلحة دمار شامل ودعمه لتنظيم القاعدة.
وبيّن أن ارتفاع مستوى تهديدات ترامب وإدارته بخصوص إيران والتي وصلت إلى حد عدم استبعاد الحل العسكري في التعامل معها يجعل من الصعب تمييز ما إذا كانت تلك التهديدات "سردا عنتريا" أم تخطيطا حقيقيا لكنه توقع أن تحين المواجهة بين واشنطن وطهران خلال سَنَةُ أو اثنين حينما ينتهي مسار السياسات التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بخصوص إيران، حيث قد يشعر ترامب أنه يحتاج إلى إظهار إلى أي مدى يمكن أن يكون هو أكثر عنفا وتأثيرا من سلفه والذي وصفه ترامب بالـ "ضعيف" و"غير المؤهل"، لا سيما في تعامله مع إيران.
ورأى الكاتب البريطاني أن الإدارة الأمريكية الجديدة محملة بمسئولين يجعلون من الممكن ألا تعبر واشنطن بأمان من "المستنقعات السياسية" في الشرق الأوسط دون تفجير أزمة حيث يتوقع كوكبرن ألا يتمكنوا من التعامل معها، مشددا على أن الاتفاق النووي مع إيران الذي يهاجمه ترامب بشدة يمثل توازنا حقيقيا للقوى والمصالح وأن الرئيس الأمريكي لن يتمكن من التوصل لما هو أفضل منه في هذا السياق.
ونوّه الكاتب بأن كل ذلك سيمثل أخبارا جيدة بالنسبة لتنظيم "داعش"- رغم وجود العديد من القوى الدولية الساعية لدحر التنظيم- حيث سيؤخر التحول في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من تحقيق الكثير في الحرب على "داعش" كما أن إيران تدعم الأنظمة السياسية في سوريا والعراق والتي يراها الكاتب الأعداء الرئيسية للتنظيم، فضلا عن الأكراد السوريين الذين يتخوفون من أن تقلل واشنطن من دعمها لهم لاسترضاء النظام التركي المُعادي لهم.
========================
تلغراف: إيران تسعى للسيطرة على الشرق الأوسط
http://www.syrian-dream.com/تلغراف-إيران-تسعى-للسيطرة-على-الشرق-ال/
قالت صحيفة تلغراف البريطانية، الخميس، إن كل الدلائل تشير إلى عزم إيران إثارة المواجهة، وتصعيد سياستها لتقويض المصالح الغربية في جميع أنحاء العالم العربي.
وتناول مقال للكاتب، كون كوغلين، الاختبارات الصاروخية الباليستية التي أجرتها طهران مؤخراً وأدانها البيت الأبيض، معتبراً إياها سلوكاً عدائياً، وأصدر بموجبه تحذيراً لطهران بوضعها “تحت الملاحظة”.
كوغلين اعتبر هذه الاختبارات الصاروخية خرقاً لروح الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الرئيس السابق، باراك أوباما، في عام 2015، وأنها ليست سوى غيض من فيض بالنسبة إلى التهديد الأكبر الذي تشكله للاستقرار الإقليمي.
وأشار الكاتب -في مقالته- إلى تورُّط الحرس الثوري الإيراني في اليمن ومساعدته للانقلاب الحوثي بالأسلحة المتطورة، وأنه يشبه مساندة إيران لطالبان، ما أدى إلى أن تجد القوات البريطانية في جنوب أفغانستان نفسها وقد تعرَّضت للهجوم من الأسلحة الإيرانية.
وفي العراق تتبدّد آمال الشفاء من الانقسام الطائفي العميق، الذي نما أثناء أكثر من عقد من الصراع؛ بسبب الدعم الإيراني للمليشيات الشيعية العازمة على منع أي مصالحة مع الجماعات السنية، التي يزعم خصومها أنها هيمنت في السابق على المشهد السياسي تحت حكم صدام حسين.

كما أن تقرير منظمة العفو الدولية عن الإعدامات الجماعية للسجناء السياسيين التي نفّذها نظام الأسد في سجن صيدنايا العسكري يسلّط ضوءاً جديداً أيضاً على تورّط إيران في سوريا، حيث تنفق طهران نحو 5 مليارات دولار سنوياً لحماية نظام الأسد، أقرب حليف إقليمي لها.
كما أن إيران لم تتهاون في محاولاتها لزعزعة الأوضاع في دول الخليج، حيث اتُّهمت بتدبير هجوم، الشهر الماضي، على سجن في البحرين، قتل فيه شرطي وفرَّ منه عشرات السجناء.
ويرى الكاتب أن الوقت قد حان كي تفيق واشنطن لواقع النفوذ الإيراني الخبيث في الشرق الأوسط، والتصرُّف وفقاً لذلك، وأنها إذا تُركت وشأنها ليكون لها موطئ قدم دائم في عواصم عربية؛ مثل بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، فإن التوازن الجيوسياسي في الشرق الأوسط سيتغير إلى الأبد لمصلحة طهران.
وختم بأن هذا الأمر سيكون كارثة كبيرة للغرب وحلفائه الإقليميين، ولهذا السبب يجب أن يكون تحذير ترامب لطهران مشفوعاً بإجراء صارم إذا رفض الملالي أن يصلحوا أساليب المواجهة.
========================
فايننشال تايمز: قصة رجل أميركا و(العلماني المتطرف).. هكذا صعد نجم أحد قادة المعارضة السورية ثم خبا نهائياً
http://www.all4syria.info/Archive/386908
كلنا شركاء: فايننشال تايمز- ترجمة هافينغتون بوست عربي
كان هناك وقتٌ يحظى فيه أبو أحمد، وهو رجلٌ ضخم تتخلَّل مشيته عرجةٌ واضحة، بالكثير من الانتباه والاهتمام في المقاهي المليئة بالدخان في جنوب تركيا؛ إذ كان رفاقه من قادة المعارضة السورية يتطلَّعون إليه من أجل المساعدة؛ وكان مسؤولو الاستخبارات الأجنبية يسعون للحصول على رأيه. وحينما عبر الحدود إلى داخل سوريا، أحضر معه حقائب مليئة بأوراقٍ من فئة المائة دولار لتوزيعها على مقاتلي المعارضة. وتلقى رفاقه صواريخ مضادة للدبابات بموافقة الولايات المتحدة، وصلت في سريةٍ إلى الحدود السورية.
المعارضون كانوا يصفونه أيام عزه برجل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) في سوريا. لكنه الآن، يجد صعوبة حتى في الرد على مكالماته الهاتفية. ويقول أحد قادة المعارضة الآخرين المدعومين من الولايات المتحدة: “اعتدنا المِزاح قائلين: إذا أردت شيئاً من باراك أوباما، فاتَّصل بأبو أحمد. إذا كان شخصٌ ما من المعارضة يرغب في مقابلة الأميركيين، كان يذهب إليه. أمَّا الآن، أمثالنا من الرجال، فيُلقى بهم في مزبلة التاريخ”.
وبعد عامين كان فيهما “وسيطاً” للمخابرات الأميركية، يوزِّع الأسلحة ويُخطِّط العمليات العسكرية داخل سوريا، زُجَّ بأبو أحمد في السجن. ولدى إطلاق سراحه، اضطر للاختفاء مؤقَّتاً، ثُم بعد ذلك أصبح موصوماً بالعار بين رفاقه المعارضين. ولأسبابٍ أمنية، طلب تغيير اسمه وأسماء الآخرين العديدين الذين تحدَّثوا عن قصته، وحجب مواقعهم الحقيقية.
وتُقدِّم قصة صعوده وسقوطه نظرةً نادرة على الطريقة التي عملت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في إطار سياسة الرئيس أوباما المتراخية تجاه سوريا. وتكشف كيف أدَّت الخلافات بين الأجهزة البيروقراطية داخل الولايات المتحدة، والأهم من ذلك، الخلافات المتزايدة بين واشنطن وحليفتها في الناتو تركيا، إلى مفاقمة الفوضى في سوريا.
هذه معضلة سياسة أميركا تجاه سوريا
على مدار السنوات الست الماضية، تطوَّر الصراع السوري من احتجاجاتٍ في الشوارع ضد الرئيس بشار الأسد إلى حربٍ أهلية غيَّرت المنطقة والعالم. وقصف أربعةٌ من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الأراضي السورية. وضخَّت مراكز القوى الإقليمية مليارات الدولارات فيما أصبح حرباً بالوكالة. واستغلَّ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الجهادي الفوضى ليُصدِّر العنف حول العالم، وأنعش اللاجئون السوريون الذين توجهوا إلى أوروبا الشعبوية اليمينية المتصاعدة في أرجاء القارة وفي الولايات المتحدة.
دونالد ترامب الذي تولّى رئاسة الولايات المتحدة مستفيداً من موجة المشاعر الشعبوية هذه، ورث مستنقع الجحيم السوري. وينظر إلى الصراع السوري بكونه صراعاً ثنائياً بين داعش والأسد.
في الحقيقة، الواقع أكثر تعقيداً من ذلك، لكن إذا كانت رؤية ترامب تلك تحمل القليل من الصواب اليوم، فإنَّ السبب في ذلك ربما يعود جزئياً إلى الخيارات التي اتَّخذتها إدارة أوباما.
تصميم إدارة أوباما على عدم الانجرار إلى الحرب السورية، مع الاعتراف بأهميتها الإقليمية، ترك واشنطن في حالة تردد ومشاركة غير كاملة في الحرب السورية، وهو الموقف الذي قد يَثبُت على المدى الطويل أنَّه يحمل معه من المشاكل نفس ما تحمله فكرة التدخُّل الكامل في الحرب.
ويُجسِّد سوريون، مثل أبو أحمد، تبِعات هذا المأزق. ففي 2013، انضم أبو أحمد إلى برنامجٍ سري لوكالة الاستخبارات المركزية، أُنشئ لنقل الأسلحة والأموال إلى المعارضين المعتدلين. وراهن، إلى جانب العديد من القادة الآخرين، على أنَّ ربط نفسه بالولايات المتحدة سيؤدي في النهاية إلى ذلك النوع من الدعم الذي ساعد الثوار الليبيين على الإطاحة بمعمر القذافي في 2011. ولكنَّه خسر الرهان تماماً.
هذه الأيام، يستيقظ أبو أحمد في السابعة صباحاً، فهو لا يزال وفياً للروتين الذي انغرس فيه قبل فترةٍ طويلة عندما كان مسؤولاً بالجيش. ويقود سيارةً مُستعارة ومُتضرِّرة من طراز سيدان إلى المنطقة الصناعية في جنوب المدينة التركية التي يعيش فيها بجانب الحدود السورية تماماً. ويلوِّح بيديه إلى الفتية اللاجئين السوريين الذين يغسلون الشاحنات، ويسأل مالكي المرآب ما إذا كان لديهم عمل صيانةٍ له ليقوم به. ثم يتوجَّه إلى وسط المدينة، حيث يقوم بأعمال الحسابات لبعض الشركات المحلية، فهو يقوم بأي عملٍ يسد رمقه.
قال أبو أحمد لي داخل أحد المقاهي قريباً من منزله على وقع أصوات موسيقى الراب التركية الصاخبة، وأنابيب المياه التي تُغرغِر في الخلفية: “كنتُ أعتقد أنَّ الولايات المتحدة هي حاكمة العالم. وإذا ما سألتني عمَّا إذا كنتُ مُخطِئاً في ذلك؟ سأقول: نعم، كنتُ مخطئاً”.
ويضيف: “ما كنتُ أكترث به، هو أن أحظى بعلاقةٍ جيدة مع الأميركيين. لقد منحوني الأسلحة، وأحضرتها إلى سوريا. أمَّا حقيقة أنَّ تركيا لم تكن تحب الأميركيين، أو أنَّ الأميركيين لم يحبوا الأتراك، فهذا أمرٌ لم أكترث به؛ إذ لم يكن بيدي شيءٌ أفعله حيال ذلك. ولسوء الحظ، الأمور لا تجري على هذا النحو”.
يتبقَّى القليل من الخيارات الجيدة المُتاحة أمام الولايات المتحدة في سوريا، وهو ما يُدلِّل عليه سقوط آخر المعاقل الحضرية للمعارضة في حلب في نهاية عام 2016. فلم يكن انتصار الأسد، وراعيته روسيا، فقط مأساةً إنسانية للمدنيين الذين قُصِفوا وهُجِّروا من مناطقهم فحسب، لكنَّه كان أيضاً دليلاً قويةً على تداعي نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة؛ إذ همَّشت الجهود الدبلوماسية التي قادتها موسكو وأنقرة لإنهاء الحرب دور واشنطن.
دافع أوباما ومساعدوه عن موقفهم في الشرق الأوسط باعتباره يُمثِّل قطيعةً مع إرث أميركا المُكلِّف من التدخُّلات الفاشلة، وخصوصاً غزو جورج بوش الابن للعراق. لكنَّ قصة أبو أحمد تُظهِر أنَّ حتى التدخُّلات المحدودة يُمكن أن تكون مُكلِّفةً أيضاً، ويدفع الحلفاء المحلِّيون غالباً الثمن الأغلى في هذه الحالة.
وتحدَّث المسؤولون الأميركيون السابقون الذين أُجريَت معهم مقابلةٌ سرية من أجل هذا التحقيق عن شعورهم بالإحباط من أن أفعالهم دائماً كانت مجرد محاولاتٍ لتدارك الموقف في سوريا، هذا بينما كانوا يشاهدون الوزارت المختلفة في الإدارة الأميركية تتنازع حول أهدافٍ مُبهمة. ويقول البعض إنَّهم على مدى سنواتٍ لم يكونوا قادرين على التعبير عن سياسة أوباما بشكلٍ واضح على الإطلاق.
ويتشارك قادة المعارضة ودبلوماسيو المنطقة، على حد سواء، هذا الانزعاج من السياسة الأميركية؛ إذ قال دبلوماسيٌ من الشرق الأوسط إنَّ “الناس لديهم ذلك المنظور حول أنَّ الأميركيين لم يكونوا مُنخرِطين كثيراً في سوريا. لكنَّ ذلك ليس صحيحاً، لقد كانوا مُنخرِطين كثيراً، وبدرجةٍ كبيرة من التكتُّم، لبعض الوقت في مناطق مثل حلب، التي بدأ فيها برنامج وكالة الاستخبارات المركزية. كانت المشكلة في السياسة الأميركية بسوريا، بطريقةٍ أو بأخرى، هي المشكلة ذاتها التي كانت موجودةً دوماً: تكتيكاتٌ فقط، لكن دون استراتيجية… كان الأمر عبارة عن حالةٍ من الفوضى”.
العلماني المتطرف
وعلى الرغم من الجو المُبهِج والضحك النابع من القلب، كانت الحلقات التي تحيط بعيني أبو أحمد مُظلِمةً بقدر ندوب الشظايا الموجودة في ساقه. وخلال مقابلتنا، ارتدى القميص نفسه الذي كان يرتديه طوال اليومين السابقين، وتناول 1600 مللغرام من دواء الإيبوبروفين، وهو مُسكِّنٌ للآلام، ليتمكَّن من ممارسة حياته اليومية.
من السهل رؤية سبب انجذاب المسؤولين الأميركيين نحوه من قبل. فعلى النقيض من التديُّن المتنامي لبعض المعارضين المُحبَطين، وتخوُّفهم العميق من تدخُّلات الولايات المتحدة، يستمتع أبو أحمد بالمزاح مع “أصدقائه الأجانب”. ويُصوِّر نفسه على أنَّه مُسلَّحٌ مُعتدِل، غير متساهل مع الفساد، ومُتشكِّك في الإسلاميين، أو، على حد تعبيره، في “أي شيءٍ له لحية”. ويصفه المعارضون الآخرون الذين أُجريت معهم مقابلاتٌ للتثبُّت من روايته مازحين بـ”العلماني المُتطرِّف”.
وقال أحد الدبلوماسين لفايننشال تايمز: “إذا كان لديك أسئلةٌ حول معركةٍ رغب المعارضون في خوضها، كان أبو أحمد سيخبرك في الحال بأنَّ هذا هو عدد الرصاصات التي تحتاجها، وعدد المقاتلين الموجودين هناك بالفعل، وأي أسلوبٍ يجب أن ينتهجوه. لقد قدَّر الأميركيون ذلك حقاً”.
حينما خرجت الاحتجاجات إلى الشارع في 2011 للتظاهر ضد 4 عقودٍ من حكم أسرة الأسد، كان لأبو أحمد وظيفة مريحة كضابطٍ في الجيش وسط سوريا. وبدأت بعد ذلك قوات الأمن في إطلاق النار على المتظاهرين. فوحَّد المُزارعون، وأفراد الجيش المُنشقَّون، والتجار المحليون صفوفهم في وحداتٍ ليُقاتلوا بدورهم، وتفجَّر التمرُّد بسرعةٍ كبيرة.
انشق أبو أحمد عن الجيش السوري، وفرَّ إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة شمال سوريا حاملاً معه مُسدَّساً. ويقول: “كنتُ جاهلاً. بالكاد كنتُ أعرف كيف أُطلِق النار؛ إذ لم تكن التدريبات على استخدام الأسلحة شيئاً مهماً بالنسبة لي على الإطلاق”.
لكنَّه أصقل مهارةً مختلفة ستجذب إليه الشركاء الأميركيين لاحقاً: بصيرة ضابط التموين المُتعلِّقة بالتكتيكات والإمدادات. وقال: “بإمكاني القول كم كان عدد المقاتلين على الأرض فعلياً، وكم الذخيرة التي يمكن أن يستخدموها، والأمر الأكثر أهمية، كم من الرجال كانوا سيُقاتلون حقاً”.
وفي حين ادَّخر القادة الآخرون الأسلحة، قال أبو أحمد إنَّه حدَّد استخدامه بناءً على تقديراته لرجاله وللطريقة المُحتملة التي ستهاجم بها قوات الأسد. وأضاف، في أثناء إمساكه بهاتفه الذي كان يلعب عليه الشطرنج خلال مقابلتنا: “كان الأمر شبيهاً بلعب الشطرنج بالنسبة لي. أحب الشطرنج”.
في 2012، أُصيب أبو أحمد في غارةٍ جوية، وغاب عن الوعي 10 أيام. واستيقظ في أحد المستشفيات مع قصبةٍ معدنية في ساقه. وتذكَّرت زوجته، أم أحمد، وهي سيدةٌ نحيلة كانت تضع مستحضرات الزينة بطريقةٍ مُتقنة، الجلوس معه ليل نهار، والمُعاناة لدفعه إلى الجلوس معتدلاً، أو للأكل، أو للحديث. وتقول: “وبعد ذلك، حينما جاء بعض المقاتلين لزيارته، جلس معتدلاً، وأكل، وضحك. أدركت حينئذٍ أنَّه من الآن فصاعداً سيكون هناك ثلاثةٌ منا في تلك العلاقة: أنا، وهو، والثورة”.
رجل المخابرات الأميركية
عاد أبو أحمد بعد بضعة أشهرٍ إلى ساحة قتال كانت قد تغيَّرت بصورةٍ جذرية. فقد فشل الجيش السوري الحر المُكوَّن من فصائل مختلفة في أن يكون قوةً تليق باسمه أو حتى تقترب منه. وكان الفساد قد أصاب الكثير من الفصائل. وكانت الجماعات قد برزت إلى الواجهة بدعم الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة، وكانت النظرة لتلك الجماعات بكونهم أكثر تنظيماً واستحقاقاً للثقة من نظرائهم.
شجَّع هذا المناخ، إلى جانب سياسة الحدود الرخوة التي انتهجتها تركيا لتسهيل تنقل المعارضين، صعود الجهاديين المدعومين بالمقاتلين الأجانب. واستحوذ الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، جبهة النُصرة، والتنظيم المُنشَق عنها، تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، على أفضلية التفوق العسكري، وطوَّرا برنامجاً لزيادة ذلك التفوق. (أعادت جبهة النصرة تسمية نفسها مرتين منذ ذلك الحين، كان آخرها “جبهة فتح الشام”، وتقول الجبهة إنَّها قطعت ارتباطاتها بـ”القاعدة”، على الرغم من أنَّ قليلين فقط ينظرون إلى الخطوة على أنَّها حقيقية).
وقال أبو أحمد، وهو يهز رأسه: “كنّا أغبياء للغاية. كنتُ غبياً للغاية”. ويضيف: “فيم كنتُ أفكِّر؟! اعتقدتُ أنَّ النظام سيسقط، وأنَّنا سنعود إلى حيث بدأنا. وعندما عُدتُ، وجدت جبهة النُصرة وداعش ينتشران، وكانت لديهما كل تلك الخطط. حينئذ أدركتُ أنَّنا سنحتاج إلى عمليةٍ مضادة ضد أولئك الرجال في نهاية المطاف”.
بدأ بعض القادة الإسلاميين يشُكُّون في أبو أحمد؛ بسبب انتشار الشائعات بأنَّه لا يُصلِّي. وشعر رفاقه من قادة المعارضة بالقلق حول سلامته، فأرسلوه عبر الحدود ليساعد في الجهود التي تبذلها تركيا. وقابل أبو أحمد -بحسب فايننشال تايمز- ضابط مخابرات سعودياً يريد تنسيق جبهة معارضة للتصدي لداعش في منطقة الحدود التي شابها التخبط حديثاً، حيث امتلأت المدن التي اعتادت الهدوء سابقاً، مثل غازي عنتاب، وكيليس، وأنطاكية، بالعاملين في المجال الإنساني، واللاجئين، والنشطاء.
وفي نهاية عام 2013، كانت داعش تهدد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، وتتوسع باستمرار في دولة العراق المجاورة. ونسَّق أبو أحمد بين السعوديين والمعارضة، التي استطاعت طرد داعش من محافظة إدلب في شمال غربي سوريا في بداية عام 2014.
وفي ذلك الوقت، تلقَّى أبو أحمد مكالمةً من أفراد برنامجٍ سرِّي أسسته وكالة الاستخبارات الأميركية في مدينة أضنة التركية الساحلية، وقابله 3 رجال في مطعم. وقال أبو أحمد: “كانوا لطفاء حقاً. وكانوا بالفعل يعرفون كل شيء عني”.
رفضت وكالة الاستخبارات الأميركية التعليق على رواية أبي أحمد، لكنَّ مصدراً استخباراتياً في واشنطن أكَّد أنَّ أبو أحمد قد عمل مع الوكالة. لكنه قلَّل من أهمية الموضوع، قائلاً إنَّ أبو أحمد كان “وسيطاً سوريّاً فقط”، وصدَّق معارضون ونشطاء ودبلوماسيون، رفضوا جميعاً ذكر أسمائهم، على عناصر أخرى من رواية أبو أحمد، وتفاصيل علاقته بوكالة الاستخبارات الأميركية.
دعا الأميركيون أبو أحمد للانضمام إلى مركز عملياتٍ سري كانوا يكوِّنونه مع حلفاءٍ يشملون بريطانيا، وفرنسا، والأردن، وقطر، والسعودية، وتركيا؛ من أجل دعم المعارضة المعتدلة. وصمَّموا هذا المركز، الذي عُرف باسم “مركز العمليات المشتركة”، بناءً على مركز عمليات مشترك أسسوه في الأردن قبلها بعام.
ومنذ البداية، قابلت العملية عوائق كبيرة. فقد كان التحكم في حدود تركيا مع سوريا، التي يبلغ طولها 800 كيلومتر، صعباً للغاية. بالإضافة إلى ذلك، بحلول عام 2014، تَرَسَّخ بعُمق دور الجهاديين، والعلاقات بين الداعمين الأجانب والعملاء المحليين، وهو ما جعل إدارة تدفق الأسلحة أمراً مستحيلاً تقريباً.
ويقول نواه بونسي، المُحلل في منظمة “مجموعة الأزمات الدولية” غير الربحية: “خلال هذا البرنامج، كانت هناك اختلافاتٌ كبيرة بين الدول وحتى داخل الحكومات. هل فشلت المعارضة فشلاً ذريعاً؟ بالتأكيد”.
اعتبر الكثير من المعارضين مركز العمليات المشتركة أكثر من مجرد موقع استخباراتي أجنبي داخل المعارضة. لكنَّ البعض، مثل أبو أحمد، كانوا يأملون أنَّ المركز يمكنه على الأقل أن يُرسِّخ قبضة المعارضة في شمال سوريا، ويضمن لها موقفاً أقوى في مفاوضات السلام.
كان مقر العملية في فيلا غير مميزة بجنوب تركيا، حيث كان يجتمع قادة المعارضة بضُباط الاستخبارات حول طاولةٍ بيضاوية طويلة، لاقتراح الخطط الحربية والضغط للحصول على الأسلحة.
وتلقى المعارضون الذين ثبُت كونهم “معتدلين” أيديولوجياً راتباً شهرياً قدره 150 دولاراً تقريباً للمقاتل، و300 دولار للقادة. وقال أبو أحمد: “لم يخبروننا مطلقاً إلى أين كنا ذاهبين. كانوا يضعوننا في سيارةٍ ونحن معصوبو الأعين. كان الأمر يشبه أفلام الجواسيس، لكنه كان أضحوكة؛ لأننا تعلمنا الطريق بمرور الوقت”.
إيثار الأكراد أفضى إلى ازدهار الإسلاميين
في البداية، كان الجو العام ودِّياً. وترك الأتراكُ القادةَ ينامون في المبنى، الذي كان به مطبخ وطبَّاخ، حتى يستطيعوا إنهاء جلسات الساعات المتأخرة من الليل التي يستغرقون فيها في النظر إلى الخرائط والتخطيط. لكن بعد ذلك بفترةٍ قصيرة، صارت بيروقراطية مركز العمليات المشتركة مشكلةً للمعارضة، فقد تتغير أحوال المعارك خلال ساعات، لكنَّ المعارضين كانوا يضطرون إلى الانتظار أوقاتاً تصل إلى أسابيع حتى يوافق الممثلون الأجانب على الخطط ويحصلون على الموافقة على إمدادهم بالمؤن، مثل الذخيرة، والعلاج، والأحذية. وأخبر المعارضون وسائل الإعلام بقصصهم مع بُخل مركز العمليات المشتركة.
وعلى الرغم من ذلك، يجادل بعض رموز المعارضة ودبلوماسيوها بأنَّ المشكلة كانت نقيض ذلك. وقال أحد رموز المعارضة، والذي كان قريباً من القادة الذين يدعمهم مركز العمليات المشتركة: “صار مركز العمليات المشتركة وسيلةً لإفساد الجيش السوري الحر، ليس لأنه منح الجنود أقل من اللازم، وإنما لأنه منحهم أكثر من اللازم”.
وقال إنَّ القادة كانوا يبالغون في زيادة أعداد جنودهم ليحصلوا على رواتب إضافية، وكان بعضهم يطلب أسلحةً إضافية ليدَّخروها أو يبيعوها في السوق السوداء. وكان حتمياً أن يذهب الكثير من تلك الأسلحة في النهاية إلى تنظيم داعش. وكانت جماعاتٌ أخرى تُقاطع صفقات جبهة النصرة؛ لكي تمنعها من الهجوم عليها. ويضيف: “بالتأكيد، كانت وكالة الاستخبارات الأميركية على علم بهذا، وكذلك كل من كانوا في مركز العمليات المشتركة. كانت هذه ضريبة إتمام العمل”.
اتهم أبو أحمد زملاءه القادة بتلك الممارسات، الأمر الذي أثار إعجاب الأميركيين. وأضاف: “كنت أخبرهم بأنَّ هذا الرجل يدعي أنَّ لديه 300 جندي، لكنَّ ليس لديه سوى 50. وذاك الرجل يفعل كذا. كنت أُحرج الجميع. وكان السوريون يغضبون مني ويقولون: إنه عميل ومُخبر للأميركيين، كيف يتحدث عنَّا هكذا؟ لكني اعتقدت أنهم كانوا يسرقون من ثورتنا”.
وتقول الصحيفة: من الصعب التأكد مما إذا كان أبو أحمد نظيفاً كما يدعي، لكنَّ موقفه الحالي متناقض مع مواقف الكثير من قادة المعارضة، الذين لديهم شقق سكنية كبيرة في تركيا، ويقودون سياراتٍ فارهة، ويمتلكون أحدث أجهزة آيفون.
يعيش أبو أحمد مع زوجته وطفليهما في شقةٍ صغيرة مع والديه وعائلة أخيه. وأحياناً يتمادي في التخيُّل، ويفكر كيف كانت حياته لتصير إذا تآمر مع القادة الآخرين ليأخذ نصيباً لنفسه. ويقول: “لم أكن لأصير خائناً، فقد كان الناس سيساعدون في الحفاظ على صورتي، وكنت سأمتلك أفضل السيارات. كان يمكنني فعل هذا، لكنِّي لم أفعل، وبدلاً من ذلك، أُهينت كرامتي”.
لكن، رُبما كانت المنافسات المتزايدة بين الداعمين الأجانب لمركز العمليات المشتركة أكثر ضرراً من الفساد. وحين حدثت الانشقاقات، تحركت كل قوة لكي تساند قادتها المفضلين.
وقال أبو عمر (اسم مستعار)، أحد أصدقاء أبو أحمد، وأحد قادة المعارضة الذين تدعمهم الولايات المتحدة: “لو دخل طفل إلى مركز العمليات المشتركة، لاستطاع أن يميز الذين تدعمهم الولايات المتحدة، من الذين تريدهم تركيا، أو الذين تدعمهم السعودية. وصار المركز هو الغطاء القانوني لكل الدعم الإضافي الذين كانوا يمنحونه لتلك الجماعات دون علم بعضهم بعضاً”.
كان الانشقاق الأسوأ بين تركيا والولايات المتحدة. وازداد التوتر بعدما سيطرت داعش على الموصل، ثاني كبرى المدن العراقية، في يونيو/حزيران عام 2014، وانتشرت هجماتها في العراق وسوريا. وبدأت واشنطن حملةً جوية قادها البنتاغون ضد داعش، لكنَّ قوات المشاة دعمت ميليشيا أكراد سوريا، التي تعرف باسم “وحدات حماية الشعب”، بدلاً من أن تدعم المعارضة.
وجد البنتاغون في وحدات حماية الشعب شريكاً جذاباً؛ لأنه لم يضطر إلى القلق بشأن تسلل الإسلاميين، ولم تكن وحدات حماية الشعب تحارب بشار الأسد، بعكس المعارضة. لكنَّ هذا أثار غضب أنقرة، فقد كانت في حربٍ مستمرة لـ4 عقودٍ مع المنظمة الأم لوحدات حماية الشعب، حزب العمال الكردستاني؛ لتمنع الطموحات الكردية للحكم الذاتي في جنوب شرقي تركيا، ورأت انتشارها عبر الحدود تهديداً لها.
وقال بونسي، المحلل في “مجموعة الأزمات الدولية”: “ذُهلت من مدى الصدق البادي على الولايات المتحدة وتركيا في سوء فهم إحداهما للأخرى. أحياناً يبدو أنَّ المسؤولين الأميركيين لا يفهمون صِدقاً لماذا يُعدُّ دعمهم لوحدات حماية الشعب مشكلةً كبيرة لتركيا. وعلى المنوال نفسه، لم يبدُ أنَّ المسؤولين الأتراك يفهمون مدى استياء المسؤولين الأميركيين من عدم بذل تركيا أي مجهوداتٍ لإضعاف مرافق الجماعات الجهادية التي تستخدم حدودها. كان كلاهما يتجاهل وجود الآخر”.
وشعر المعارضون الذين تدعمهم الولايات المتحدة بأنهم عالقون بين الطرفين، وفجأة صار مضيفوهم الأتراك والجماعات الإسلامية يعُدُّونهم خائنين. وبدأ أبو أحمد يكره زيارة مركز العمليات المشتركة. ويقول مازحاً: “كنت عالقاً بين أبوين يتشاجران”.
ويذكر أبو أحمد اجتماعاً سأله فيه مسؤول تركي بوضوح أمام نظرائه الأميركيين عن سبب مساعدة الهجمات الأميركية للأكراد وعدم مساعدتها لأمثاله من المعارضين. وجلس مسؤولو وكالة الاستخبارات الأميركية بهدوء قبل أن يقفزوا قائلين إنَّ الهجمات قد شنَّها البنتاغون، وهو كيانٌ منفصل.
أصبح من الصعوبة بمكان شرح تقلبات السياسة الأميركية للمقاتلين الغاضبين الذين يقول أبو عمر إنَّهم قد أصبحوا بالفعل أكثر تعاطفاً مع الإسلاميين، خصوصاً بعد أن دعمت الولايات المتحدة الأميركية مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية عند استيلائها على عددٍ من البلدات التي تسيطر عليها المعارضة بالقرب من قاعدتها بالشمال الغربي لسوريا في شتاء عام 2016.
وقال أبو عمر: “قُتِلَ 57 من المقاتلين التابعين لي على الجبهة، وفقدَ ضعف هذا العدد أطرافهم. كيف يمكنني أن أشرح لهم أنَّ وحدات حماية الشعب تحظى بدعم البنتاغون؟ وأن غرفة العمليات المشتركة تحظى بدعم وكالة الاستخبارات المركزية؟ هؤلاء سوريون ريفيون ولا يفهمون مثل هذه الأمور”.
ووجد القادة الذين هم على اتصالٍ بوكالة الاستخبارات المركزية، مثل أبو أحمد وأبو عمر، صعوبةً أيضاً في العمل بتركيا. فقد كافح أبو عمر لتجديد تصريح إقامته، وعلم أنه مُدرَجٌ على قائمة المراقبة الأمنية. وعندما طلب من الأميركيين مناقشة هذا الأمر مع المسؤولين الأتراك، أخبروه بأنَّ الأمر خارج عن حدود سلطتهم.
رجل أميركا بـ1000 دولار فقط!
معضلة أبو أحمد تكاد تكون أمراً هزلياً؛ إذ قال إنَّه في الأيام الأولى لغرفة العمليات المشتركة، كان الضباط الأتراك يرافقونه عبر الحدود لحضور الاجتماعات. ثم بعد الخلاف مع الأميركيين، قال إنَّهم لم يعد باستطاعتهم المساعدة. وبدأ في الدفع للمهربين للوصول إلى تركيا لحضور الاجتماعات الدولية.
وتذكر أبو أحمد وصوله ذات يومٍ إلى الحدود في الموعد، ورأى واحداً من القادة المفضلين لدى تركيا يقفز في سيارةٍ متجهة لحضور هذا الاجتماع. وقال أبو أحمد: “لوح هذا القائد لي وقال: مع السلامة! وقفت هناك أحملق فيه”. وعندما اشتكى إلى الأميركيين ضحكوا، لكنهم كرروا مرةً أخرى أنه لا شيء باستطاعتهم فعله.
حدث هذا في الوقت الذي كوَّنت فيه المعارضة تحالفاً جديداً يُدعَى الجبهة الشامية، في محاولةٍ منها لتنظيم فصائلها المختلفة. كانت تأمل المعارضة أن يقلل هذا الأمر من الشد والجذب بين واشنطن وأنقرة. ولكن هذا لم يزد الأمور إلا سوءاً، وأجبر التحالف على الخروج من البرنامج السري.
وقال أحد قادة المعارضة الآخرين الذي رفض التصريح باسمه: “كانت أميركا تضغط علينا بتحكمها في المساعدات القادمة من غرفة العمليات المشتركة. وكانت تركيا تحاول الضغط علينا بتحكمها في الوصول للحدود.
استقال أبو أحمد ولم ينضم إلى الجبهة الشامية، لكن سرعان ما طلب منه الأميركيون أن يكون مستشاراً لهم، ودفعوا له نحو 1000 دولار شهرياً. وأصبح معروفاً بين السوريين أنَّه شخصٌ بإمكانه تدبير الاجتماعات مع الأميركيين. ويصر منتقدوه على أنَّه كان يساعد وكالة الاستخبارات المركزية في التخطيط لمحاولات اغتيال فاشلة لقادة جبهة النصرة، وتقويض المجموعات التي تدعمها تركيا. ولكن أبو أحمد أنكر وجود أية مؤامرات، واعترف بأنَّه كان يعمل على إغواء المجموعات لتعود مرة أخرى إلى غرفة العمليات المشتركة.
في صيف عام 2015، أطلقت الولايات المتحدة برنامج البنتاغون المُسمَّى “التدريب والتجهيز” لمقاتلين مختارين من المعارضة. كلف هذا البرنامج 500 مليون دولار، وفشل فشلاً ذريعاً. وقال أبو أحمد: “لقد صدمت. جاء البنتاغون، وبدأ في مقابلة الناس بغازي عنتاب، واختار أشخاصاً كانت وكالة الاستخبارات المركزية وغرفة العمليات المشتركة، كلاهما، تريانهم فاشلين”.
وبعد اختطاف “النصرة” للمجموعة الأولى من مقاتلي برنامج التدريب والتجهيز، شك أبو أحمد في أنَّ الوزارات الأميركية لم تكن تتشارك المعلومات. ثم استسلمت المجموعة الثانية، تحت قيادة قائد جديد، لجبهة النصرة.
وقال أبو أحمد: “عندها أدركت أنَّ الأميركيين يعملون في اتجاهين مختلفين”. وبدأ أبو أحمد يطلب من الدبلوماسيين الغربيين أن يشرحوا له النظام السياسي الأميركي. أخبروه عن الكونغرس، والبيت الأبيض، والأفرع الاستخباراتية والعسكرية المختلفة. وقال أبو أحمد ضاحكاً: “لو سلك أوباما هذا الطريق، فسوف يسلك الكونغرس ذاك الطريق، والناس الذين يعملون على الأرض هم الذين يقررون ما الذي يجدي نفعاً وما الذي لا يُجدي. فهل هناك قرارٌ اتُخِذَ حقاً؟. ربما نحن أمام حالة من الديمقراطية المبالَغ فيها”.
وفي غضون ذلك، كان النزاع الأميركي-التركي يتعمق أكثر فأكثر بخلافهما حول إقامة منطقة حظر طيران جوي شمال سوريا. وإحدى نقاط الخلاف الكثيرة في الخطة، كانت حول من ينبغي أن يكون وسيطهما في سوريا. بحسب الكثير من القادة، أرادت وكالة الاستخبارات الأميركية أن يكون هو أبو أحمد، بينما أراد الأتراك واحداً أقرب لهم.
وقبل يومٍ من اجتماعٍ مليء بالجدل في مركز العمليات المشتركة لمناقشة هذا الأمر، قال أبو أحمد إنَّ سيارة تابعة للشرطة التركية وقفت أمام منزله. ولما شعر أبو أحمد بالخطر، وضع كل نقوده في جيوبه، في الوقت الذي كان فيه الضباط يطرقون الباب.
وبذلك، أُلقى القبض على أحد الحلفاء المحليين لواشنطن. وخضع أبو أحمد للتحقيقات لساعات. وقال: “طلبوا مني أن أخبرهم عن سبب اعتقالي. أخبرتهم بأنني لا أعرف. أنتم الذين أحضرتموني إلى هنا. وأنتم من يفترض بهم أن يخبروني عن تهمتي”.
الاستغناء عن الرجل
في النهاية، زُجَّ بأبو أحمد في سجنٍ قريب، حيث انتظر أياماً حتى قامت زوجته وأصدقاؤه بإجراء اتصالاتٍ محمومة بمسؤولين أميركيين. ولم تكن وكالة الاستخبارات المركزية قادرة على إطلاق سراحه. وقال أحد المصادر الاستخباراتية من واشنطن: “حاولوا مساعدته والإفراج عنه، لكن من غير المحتمل أن يكون الأمر قد وصل لمستوياتٍ عاليةٍ جداً، بالنظر إلى أنه كان يساعد في عمليةٍ سرية من عمليات وكالة الاستخبارات المركزية”.
سرعان ما أدرك أبو أحمد أنَّ الطريقة الوحيدة للخروج من السجن هي أن يوافق على أن يرحل إلى سوريا، وهو ما يُعَدُ أمراً خطراً بالنظر إلى مدى احتقار الإسلاميين له. لكنَّه وقّع الأوراق، وتركوه بعدها على الحدود. وقال أبو أحمد: “استخدمت ما معي من مال، ودفعت لأحد المهربين كي أتسلل مرةً أخرى إلى تركيا”.
اختبأ أبو أحمد في بيتٍ على الحدود أكثر من شهر. وفي النهاية، وعد الأتراك بأن يتركوه وشأنه طالما توقف عن العمل مع الأميركيين والمعارضة. وشعر أبو أحمد بخيبة أملٍ كبيرة، لكنه وافق على الشروط، ومنذ ذلك الحين وهو يعيش على هامش المجتمع السوري في تركيا، معتمداً على أصدقاءٍ، مثل أبو عمر، ليقرضوه بعض المال.
وفي إحدى ليالي الصيف، قادنا أبو أحمد إلى بيت أبو عمر على الساحل التركي؛ من أجل “اجترار بعض الذكريات الجيدة عن الثورة”. بدا أبو عمر في خير حال، بشعرٍ قصير، وقميص ماركة “بولو”، وهاتف آيفون جديد. دعانا إلى وجبة سمك، ثم بدأ مباشرةً في الرثاء.
قال أبو عمر إنَّ مجموعته خسرت أرضها وشعبيتها لصالح جبهة النصرة، ولا يبدو أنَّ هناك من لا يزال يبالي بالعمل مع الأميركيين. وقال: “الأتراك يعاملونني كما لو كنت أميركياً. وجبهة النصرة تعاملني كما لو كنت خائناً. لا أحد يعاملني على أنني أجلس مع الأميركيين؛ لأنني سوري يريد أن يفعل أقصى ما بوسعه لقضيته. إنَّني أتساءل كيف يراني الأميركيون؟ هل يرونني وطنياً، أم مرتزقاً؟”.
ظلت العلاقات التركية-الأميركية مشحونةً على الرغم من تجديد مناقشة الرئيس الأميركي ترامب مسألة منطقة حظر الطيران، والموافقة الضمنية الأميركية على التدخل التركي في شمال سوريا لإزاحة داعش ووحدات حماية الشعب الكردية من حدودها. وقال المحلل بالمجلس الأطلسي بواشنطن، آرون شتاين: “هناك تحسنٌ في العلاقات بنسبة 1000٪، وما زال الأمر سيئاً للغاية”.
بالنسبة لأبو أحمد، أصبح الضغط النفسي بدنياً. اتصلت زوجته، قلقاً عليه، في طريق العودة. وقالت زوجته إنَّه خلال الشهور القليلة الماضية أوقف السيارة 3 مرات في أثناء قيادته؛ خوفاً من إصابته بأزمةٍ قلبية. وأضافت: “لم تكن هناك أية مشكلة. يقول الأطباء إنَّها كانت نوبة ذعر فحسب”.
أحياناً، يفكر أبو أحمد في ترك المنطقة برمتها وراء ظهره. لكنّ هذا ليس بالأمر السهل؛ فقد رفضته ألمانيا بسبب علاقاته السابقة مع جماعةٍ معارضة متهمة بارتكاب جرائم حرب.
وقال إنَّ بعض المسؤولين الأميركيين حاولوا مساعدته العام الماضي على الانتقال إلى الولايات المتحدة. وطلبوا منه أن يسجل أولاً في الأمم المتحدة على أنَّه لاجئ. ولم يتواصلوا معه بعد ذلك من حينها، ثم جاء القرار الأخير لترامب ليجعل من الأمر بعيد الحدوث إلى حدٍ كبير.
واتصل أبو أحمد بمعارفه السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية، ليرى من يمكنه منهم مساعدته. وقال: “قالوا لي: نحن آسفون، فهذا الأمر راجع إلى وزارة الخارجية. وهاتان وزارتان مستقلتان”.
========================
الصحافة الفرنسية والتركية والروسية :
 ميديا بار الفرنسي :اغتصاب الأطفال السوريين.. جريمة الحرب المسكوت عنها
http://www.all4syria.info/Archive/386972
  كلنا شركاء: سيسيل أندريفسكي-ليلى مينيانو- ترجمة ياسر الزيات- الجمهورية
بالتعاون مع مشروع «صفر إفلات من العقاب»، تنشر الجمهورية النسخة العربية من هذا المقال، الذي يوثّق لجرائم اغتصاب الأطفال في سوريا من قبل نظام الأسد، ويجدر التنويه أن السيد دحام الأسعد قد ساعد سيسل أنرديفسكي وليلى مينيانو في كتابة المقال، وكان موقع ميديا بار الفرنسي قد نشر النسخة الفرنسية منه بتاريخ 7/2/2017.
*****
ما من جريمة نأت بنفسها عن السوريين تقريباً خلال ست سنوات من الحرب. المجازر، التعذيب، القصف، الكيماوي… غير أن جريمة واحدة ما تزال بحكم المسكوت عنها: اغتصاب الأطفال. سواءً في زنازين النظام أو على الحواجز أو أثناء المداهمات، أبناء وبنات المعارضين، أولئك الثوار الصغار جداً، يتم انتهاك حياتهم في ظل الفوضى والإفلات التام من العقاب.
«شلّحوني تيابي!» تصرخ الطفلة ابنة الأحد عشر عاماً في شوارع قريتها المحاذية لدرعا، جنوب سوريا1. بجنون وحتى دون استيعاب ما يجري لها، تطلق نورا الصغيرة أطراف كلمات، عبارات لا ذيل لها ولا رأس، وتكرر دون توقف: «شلحوني تيابي! شلحوني تيابي!». تعثرُ عليها فاطمة على منعطف الشارع. كانت قد سمعت قبل بضع ساعات شائعات تتحدث عن إطلاق سراح مجموعة من الأطفال، قد تكون ابنتها بينهم. تبدأ ابنة الخامسة والثلاثين بالبحث عنها.
وجهاً لوجه أمام الصبية، تجهد الأم لتمييز الملامح التي كانت تحفظها عن ظهر قلب. تقترب منها. لا تتعرف عليها نورا، التي ما تزال في حالة صدمة، رغم أنه لم يمرّ على آخر لقاء بينهما أكثر من شهر ونصف. خمسة وأربعين يوماً، كأنها عصور مرت منذ تلك الليلة في 3 أيار 2011.
نحن الآن في أولى ساعات الربيع السوري، حيث النظام يسحق الاحتجاجات، التي ما زالت تنتشر على طول البلاد؛ في درعا، بؤرة الانتفاضة الشعبية، والمنطقة التي ستتعرض لاحقاً لموجات تنكيل أكثر دمويةً مما تشهده الآن.
أوائل أيار 2011، يطوّق الشبيحة والعسكر البلدة، بينما تحلق الهليكوبترات فوق الأحياء، ويفتّش الجنود البيوت لإخراج «الإرهابيين» من مخابئهم. كان كريم، زوج فاطمة، أحد هؤلاء «الإرهابيين»، وكانت تهمته مساعدة جرحى أصيبوا بالرصاص الحي خلال المظاهرات. كريم ليس في بيته هذا المساء، لذا يستدعي العساكر زوجته كي تتصل به. تكرّر فاطمة على مسامعهم أنهما «تقريباً مطلّقان»، لكنهم لا يريدون أن يسمعوا.
يحدّق أحد الضباط بالطفلين اللذين في الغرفة. تشعر فاطمة بالذعر، ولكي تحمي نورا وشقيقها البالغ خمس سنوات تنكر أنها أمّ لهما. غير أن الطفلة المرعوبة تصرخ: «أمي!». يعلن الضابط: «سنأخذ ابنتك رهينة إلى أن يستسلم زوجك»، ثم يمسك بنورا ويتجه نحو قاعدة عسكرية في درعا (لا يمكننا تحديدها لأسباب أمنية). مساء ذلك اليوم، سيحضر والد نورا إلى جهاز المخابرات العسكرية لتسليم نفسه، لكن ابنته ستبقى حبيسة لديهم 45 يوماً، وهو لن يعود أبداً.
فاطمة هي التي تروي قصة ابنتها في صباح هذا اليوم من أيلول 2016. غادرت العائلة سوريا منذ حوالي أربع سنوات، وانتقلت إلى بناء في حي فقير في العاصمة الأردنية عمّان. أما نورا فقد أصبحت مراهقة واعية عمرها 16 سنة، وعبثاً تحاول العباءة الأرجوانية ذات الزهور البيضاء أن تستر هشاشة الجسد الذي تحتها. تتحدث فاطمة بصوت منخفض، دون أن تكتم عزمها على تقديم شهادتها. كثيراً ما يختار الآباء والأمهات كبت العنف التي يعاني منه أطفالهم، بهدف حمايتهم من عزلة اجتماعية محتملة، غير أن الأم الصلبة قررت التبليغ عن «ما فعله بنا بشار الأسد».
تلتفت ببطء وتخرج علبة دواء من محفظة رثّة: «نورا تتناول حبوباً مهدئة»، تشرح بلطف. «لا أستطيع أن أروي قصتها أمامها، وإلا…» وإلا قد تؤذي نفسها، فقد حاولت عدة مرات أن تضع حداً لحياتها. بهدوء، تروي الأم القصة التي أخبرتها بها ابنتها في نهاية المطاف.
حين تصل نورا إلى القاعدة العسكرية، تكتشف أنها ليست الطفلة الوحيدة. ثمة أكثر من 45 أخريات يتقاسمن زنزانتها، كثيرات منهنّ قاصرات. منذ صباح اليوم الأول، يتم توزيع حبوب منع حمل على جميع السجينات. تعطى الصغيرات حقناً أيضاً. تتناسى نورا الموضوع، وتقضي تسعة وثلاثين يوماً بين أيدي السجانين. في اليوم الأربعين، يُطلب من الأطفال أن «يقفوا باستعداد»، فتعتقد الصغيرة أنه حان وقت إطلاق سراحهنّ.
يتم اقتياد نورا خارج زنزانتها. يخلع الجنود ملابسها ويدخلونها في غرفة. كان هناك «رجل أشيب»، رئيس القاعدة العسكرية، ينتظرها عارياً. كانت القصة ثقيلة على فاطمة. «قالت لي ’أخذني. اغتصبني. نام معي‘… هي صرخت، حاولت الفرار، عاركت من أجل أن يسمحوا لها بالخروج». ثم يحدث أمر محيّر: «قدّم لها حبة صفراء صغيرة، وأعطاها حقنة في يدها اليمنى. ثم ضربها بشدّة إلى أن شعرت بالدوار». تستيقظ الطفلة صباح اليوم التالي في غرفة التحقيق، الدم يغمرها وعدة ضباط يطوقونها. لمَ هذا الدم، ما الذي حدث؟ لا تعرف نورا ما فعله هؤلاء الرجال لها. «تتذكر أنها رأت الرجل الذي اغتصبها»، تؤكد أمها، «لكن لم يكن لديها أدنى فكرة عن الباقين».
بعد الاعتداء الذي تعرضت له منتصف حزيران 2011، ينشقّ جنود من القاعدة العسكرية، وأثناء فرارهم يساعدون الأطفال على الفرار. تعثر فاطمة على ابنتها هائمة في الشوارع. تأخذها إلى الطبيبة، التي تبلغها أن نورا لم تتعرض فقط للاغتصاب، بل لديها أيضاً «مشكلات كبيرة في المهبل»، ما يتطلب عملية جراحية.
أكثر من ذلك، أظهرت الفحوص الطبية أنه تم حقن الفتاة بهرمونات. تقول أنييس أفنايم، الطبيبة العامة في مركز بريمو ليفي والمتخصصة برعاية ضحايا التعذيب والتعنيف، أنها لا تعرف عدد الجرعات ولا الموادّ المحقونة، لكن ربما تكون هذه الحقنات قد تسببت بتأثيرات في جسد المراهقة على مدى شهر ونصف. لكن لماذا؟ بالتأكيد لكي يخسر جسدها آخر ما تبقى من الطفولة، قبل تحويله إلى مرعى ينهشه الضباط. لن يكون لدى فاطمة سوى ما أخبرتها به طبيبتها، أما ابنتها فترفض التحدث في الموضوع.
كان على فاطمة أن تنتظر حتى كانون الثاني عام 2013، أي بعد سنة ونصف من الاعتداء، كي تتكلم ابنتها. «عندما هربنا إلى الأردن، بدأت تبكي. ظننتُ أنها كانت حزينة لمغادرة سوريا. لكنها أجابت: ’لا أنا مبسوطة أني طالعة من هالمكان‘. سألتُها عن السبب ثم قالت لي كل شيء»، تزفر فاطمة.
بعد خمس سنوات من الأحداث، ما تزال الأسرة في حالة رعب، وما تزال نورا عاجزة عن تحمل أي وجود للذكور حولها. هناك من يتابع أحوالها هي مع أخيها الصغير في مركز للأيتام في الأردن. إحدى منسّقات المركز، لبنى، تعهّدت بالعناية بها منذ عام: «حين تعرفتُ على نورا كانت تتصرف وكأنها امرأة، لا طفلة»، تتذكر لبنى. «كانت تقول ’أنا بعرف كلشي بيصير بين الرجال والنسوان‘ وكانت تعرفُ فعلاً. لكن من أين لها هذا الإدراك؟». كشفت نورا المزيد من التفاصيل للمقربين منها: «قال لها مدير السجن أنها جميلة وفاتنة، وجعلها تشاهد امرأة تتعرض للتعذيب: ’إذا بدك ما تتعذبي هيك تعالي معي‘. لم تفهم ماذا يعني ذلك، فقد كان عمرها 11 سنة. كانت طفلة»… طفلة تم تخديرها، واغتصابها، وتشويهها. كغيرها من القاصرات، تم استهداف نورا بالخطف لأنها كانت ابنة «إرهابي» حسب تصنيفات النظام.
من بين المحرّمات المطلقة، إن وجدت، يبقى التعنيف الجنسي بحق الأطفال صعب القياس. الاغتصاب والتهديد والإيهام، التشويه، صعق الأعضاء التناسلية… خلال ما يقارب ست سنوات من الحرب السورية، ما تزال الجرائم المدرجة لدى مجلس الأمن بين «الانتهاكات الستة الخطيرة» بعيدة عن أي تقديرات. التوثيق نادر جداً، ويأتي غالباً ضمن تقارير عامة، دون تكريس أي تحقيق جدّي في هذه القضية.
«هناك أدلة على بنات وصبيان لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً يتعرضون للعنف الجنسي، بما في ذلك التعذيب الفيزيائي للأعضاء التناسلية والاغتصاب»، حسب دراسة صدرت عام 2013 لمنظمة «أنقذوا الأطفال»، واحدة من كبرى المنظمات الدولية، جاءت بعنوان طفولة تحت النار2. تتطرق هيومن رايتس ووتش أيضاً إلى هذا الموضوع في نشرتين أكثر عمومية، واحدة عن احتجاز الأطفال3والأخرى عن الاعتداء الجنسي في السجون4. كذلك لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة (OHCHR)، التي تقوم بتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، تكرس بضع فقرات للموضوع في عدة تقارير لها.
في نشرة للأمانة العامة للأمم المتحدة عام 2014 حول «الأطفال والصراع المسلح في سوريا»، يؤكد المحققون أن «الأمم المتحدة جمعت أدلة على ممارسة عنف جنسي بحق الأطفال المحتجزين لدى القوات الحكومية في المعتقلات الرسمية والسرية»5. لا يتردد محققو الأمم المتحدة في القول إن «هدف هذا العنف [ضد الأطفال] إما الإذلال أو الأذى أو الحصول على اعترافات بالقوة أو الضغط على أحد الوالدين لتسليم نفسه».
وهكذا أصبح اغتصاب الأطفال في سوريا –ذكوراً وإناثاً– «سلاحاً» في أيدي آلة القمع التابعة للنظام، وقد تم استخدام هذا السلاح أول مرة ضد صبي سوري.
كان ذلك في 29 نيسان 2011، بينما كان الغضب يعمّ البلاد، حيث تم اعتقال حمزة الخطيب (13 سنة)6 على هامش إحدى المظاهرات. سيموت الطفل في المعتقل. لكن النظام، وكرسالة إلى الثوار  في درعا، أعاد رفاته إلى والديه بعد شهر واحد. كانت جثة الصغير مليئة بعلامات التعذيب، وعضوه التناسلي مبتور. التحذير الدنيء هذا انقلب على أصحابه، واشتعلت البلاد من جديد.
***
كل ذلك التعنيف ممنهج. لكي نفهم إلى أي درجة هو كذلك، علينا الذهاب عبر الحدود السورية إلى أنطاكية، أقصى الجنوب التركي، حيث يقيم عدد من الأعضاء السابقين في تلك الآلة القمعية. بين هؤلاء المدير السابق لسجن حلب المركزي، بسام علولو (54 عاماً)، والذي وافق في صباح ذلك اليوم من تشرين الأول 2016، لأول مرة، أن يروي للصحفيين بعض ما كان يحدث داخل سجنـ«ـه».
يعيش هذا العميد مع عائلته منذ 2012 في معسكر أبايدين التركي، وهو مخصّص لإقامة خمسة آلاف ضابط منشقّ عن الجيش السوري مع عائلاتهم. المكان مغلق، وظروف الحياة فيه أقل قسوة من المخيمات الأردنية واليونانية، حيث يتكدّس عشرات آلاف اللاجئين الذين لا ألقاب لهم ولا ميداليات. بعد ثلاثين سنة من خدمة نظام الأسد، أولاً كمدير لكلية الشرطة، ثم لسجنَيّ درعا وحلب، فرّ الجنرال القوي في نهاية المطاف. كان ذلك يوم 18 تموز 2012، اليوم الذي بقي محفوراً في ذاكرته.
كان سجن حلب المركزي، الذي يفترض أن يكون أقل قمعاً من مراكز المخابرات وغيرها من الأفرع العسكرية، يمتلئ بأقصى سرعة منذ ساعات الثورة الأولى. كانت سعته 4.500 سجين، لكنه يحوي حالياً من «المسجّلين» 7.500، وبعض المعتقلين «الذين لا أحد يسأل عنهم» ليس لهم سجلّات رسمية. المسؤول العجوز الذي طالما كان مخلصاً لآلة القمع الأسدية صار يخاف من… الإرادة الإلهية: «كنت أقول لنفسي أن عليَّ فقط تطبيق القانون، لأنني حين أموت سيعاقبني الله».
اليوم حصل بسام علولو على إذن بمغادرة المعسكر نحو أنطاكية، التي تبعد عنه نحو ساعة. لا يتحرك الرجل دون حرس لصيق يحيط به، وحدة عسكرية تابعة للقوات الخاصة التركية مسؤولة عن أمنه. العميد السابق، الذي يمسك مسبحته بتوتّر، يشرح القصة بدقة العسكري المعتاد على كتابة التقارير: «عندما غادرت، كان هناك 1.000 شخص قاصر في السجن المركزي في حلب. أغلبهم كانوا مجرمين حقيقيين، أما الآخرون فبقوا محتجزين بهدف الضغط على آبائهم. على حد علمي، أصغرهم كان عمره 13 عاماً».
منذ ربيع 2011، حسبما يقول، كانت الأوامر القادمة من دمشق فيما يتعلق بالأطفال المحتجزين واضحة: «اللجنة في دمشق [أي الهيئة المؤلفة من كبار قادة أفرع الأمن] أمرتنا بعدم التفريق بين البالغين والقصر. قالوا لنا ’بما أنهم كانوا يتظاهرون مع البالغين، ينبغي أن نعاملهم مثلهم‘». ما من زنزانة مخصصة للقاصرين، لذا يتم حبسهم مع بالغين هم غالباً سجناء القانون العام.
لهذا الإجراء آثار مدمرة: «بدأ السجناء كبار السن يستغلونهم، يجبرونهم على القيام بالأعباء اليومية كالجلي والتنظيف… ويغتصبونهم». حلف بسام الأيمان المغلّظة أنه طلب فصل القصّر عن البالغين، وأنه كان له ما أراد. يستحيل التحقق من صحة زعمه الأخير هذا، لكن الجزء الأول من حديثه تؤكده الناشطة سما نصار، التي اشتغلت على ملف العنف الجنسي ضد النساء في سوريا: «العنف ضد الأطفال لا يمارسه فقط الحراس أو الجلادون، بل أيضاً السجناء، تحديداً المسؤولون أصحاب السلطة داخل الزنزانة والذين يستفيدون من نفوذهم».
أيضاً يعترف بسام في النهاية أن السجن الذي كان مسؤولاً عنه يحوي زنزانة خاصة فيها ثلاثون امرأة وفتاة قاصر، معظمهن من عائلات معارضين، وبينهن من هو «تحت 13 سنة». «في بعض الأحيان، تكون الأوامر حرفية: ’اشحطوه من بيته‘. إذا لم يكن المطلوب هناك، يمكننا أخذ أي أحد، زوجته، بناته… نحتفظ بهن إلى أن يسلّم هو نفسه». هذا ما حدث لنورا، البنت الدرعاوية.
سرعان ما يصل صدق توبة مدير السجن السابق إلى حدوده. وفقاً لناشط إعلامي من حلب، كان بسام علولو معروفاً هو نفسه بالعنف بحق السجينات والمعتقلات. يعترف بذلك مساعد سابق له في السجن، وهو عقيد منشقّ أيضاً تمكنّا من الوصول إليه: «كان كثيراً ما يستغلّ المحكومات الجنائيات والمعتقلات اللواتي يطلبن منه معروفاً لأزواجهن»، يؤكد العقيد. ما من براهين على هذه المعلومة سوى ضجيجها المتكرر، لكنها إذا ثبتت فقد تقوده إلى حيث تلاحقه العدالة الدولية.كذلك عبد الرحيم مخباط (46 سنة) يمكن مساءلته يوماً ما. هذا الملازم في المخابرات العسكرية الذي يقيم هناك، مهما زعم أنه كان يكتفي بالطاعة، وأنه كان «صاحب ضمير»، وأنه «لم يؤذِ أحداً خلال 29 عاماً من الخدمة»، يبقى من الصعب تصديقه. قبل انشقاقه، كان صف الضابط يشتغل في المخابرات، بالتزامن مع خدمة مدير سجن حلب المذكور. كان عبد الرحيم من عناصر المخابرات العسكرية فرع 290، وهو مسلخة حقيقة، حيث «كان التعذيب اعتياداً مثل شرب الشاي». الأطفال أيضاً؟ «الكلمة المفتاحية هي: ’أنت لا قيمة لك‘»، يجيب المنشق قبل خمس سنوات باختصار.
وفقاً لعنصر المخابرات، كانت إزالة التمييز بين البالغين والقصّر في بداية الثورة استراتيجية واضحة وضعها النظام نصب عينيه: «القول إنه لا فرق بعد اليوم بين الرجال والنساء والأطفال، وهي وسيلة لترويع السكان أكثر كي يتوقفوا عن التظاهر». وهكذا، في سجن عبد الرحيم مخباط كما في سجن بسام علولو، كان يتم احتجاز المراهقين الذين تجاوزوا 13 عاماً مع البالغين. أيضاً وأيضاً: «كانت هناك حالات اغتصاب كثيرة في هذه الزنازين»، يخبرنا المجنّد السابق، «الكثير… كل يوم…». ألم تكن القيادة في دمشق تعلم أن الخلط بين البالغين والقصّر سيتسبب بمثل هذه التجاوزات؟ هل كانت تقوم به عن قصد؟ «نعم»، يرد بحسم، «جاء هذا الإجراء مع قانون مكافحة الإرهاب [الذي دخل حيز التنفيذ بعد مرسوم رئاسي صادق عليه مجلس الشعب يوم 28 تموز 2017»7]. بعد التواصل عدة مرات مع البعثة الدائمة لسوريا في الأمم المتحدة من أجل إجراء مقابلة، لم نحصل على أي رد.
ليس احتجاز الأطفال جديداً في سوريا. بل كان ممارسة «اعتيادية منذ فترة طويلة»8 كما يقول فلاديمير غلاسمان، آخر مستشار سياسي فرنسي في البلاد9 (متوفى الآن) وصاحب مدونة عين على سوريا على موقعه في اللوموند. حسب غلاسمان، كان هناك 600 طفل معتقل سياسي بين  1980 و198310. ذنبهم؟ وجود فرد من عائلتهم في صفوف جماعة الإخوان المسلمين، العدو اللدود لدمشق في تلك الفترة. «كل المشتبه بهم بالضلوع في هذه المنظمة تم سحقهم»، سواءً جسدياً أو نفسياً، كما يشير الصحفي كريستيان شينو، المؤلف المشارك في كتاب الطريق إلى دمشق.
ليست مراكز الاعتقال الحقل الوحيد لاغتصاب الأطفال السوريين. على الجانب الآخر من القضبان، على نقاط التفتيش، أثناء المداهمات، في المنازل نفسها، كثيراً ما كان الصبيان والبنات يتحولون إلى ألعوبة بأيدي عملاء النظام. كان عبد الرحيم، عنصر المخابرات في حلب، جزءاً من وحدة مسؤولة عن اعتقال ومداهمة الأحياء المشتبه في دعمها للثوار: «في بداية الثورة، وجه رئيس شعبة المخابرات العسكرية عبد الفتاح الحمصي أوامر لشعبتنا. ومنذ ذلك الحين أصبحت أيدينا طليقة. قبل ذلك كان هناك من يراقبنا، لكن مع الثورة انتهى ذلك، لم يعد لحريتنا حدود». وفقاً للعنصر، حين كان عليه الذهاب للبحث عن شخص مطلوب «كانت تأتي الأوامر بشكل مكتوب أو شفهي». ومع ذلك، «عندما يتعلق الأمر بالمعارضين السياسيين الذين يخرجون في المظاهرات» كان لدى عناصر المخابرات الصلاحية «للقبض على العائلة، الزوجة والأطفال، في حال عدم العثور على المطلوبين».
لتوضيح ذلك، يذكر واحدة من عملياته في بيت في حي السكري في حلب: «لم يكن الرجل هناك، فعاد زملائي إلى منزله، هدّدوا زوجته وأخذوا ثلاثة من بناته اللواتي كنّ في عمر المدرسة الابتدائية». عبد الرحيم، رغم أنه «كان يكتفي بالمشاهدة»، رمى البنات في سيارة واقتادهن إلى الجناح العسكري، ليتم أخذهن إلى غرفة التحقيق بعد ذلك. لا أحد يعرف ماذا حدث لبنات السكري الثلاثة.
في المعسكر الآخر، يعمل العقيد خالد في صفوف «الجيش السوري الحر» في درعا، وقد انشق أوائل 2012 وانضم إلى المعارضة. في صيف عام 2014 ولمدة عام كامل، بدأ يراقب هو ورجاله اتصالات القوى النظامية عبر الأجهزة اللاسلكية. «سمعنا المخابرات توجه الأوامر للشبيحة: ’كلشي بتلاقوه خذوه، اعملوا يلي بدكم ياه‘، بما في ذلك الاغتصاب. كانوا يعرفون أننا نتنصّت عليهم، وكانوا فخورين إلى حد ما، يتحدثون عن اغتصاب النساء وما إلى ذلك بهدف النيل من روحنا المعنوية».
حسب العقيد المنشق، الرجل الذي كان يقدم التوجيهات هو لؤي العلي، رئيس المخابرات العسكرية في درعا. «كل شيء في المنطقة تحت يده. كانت تلك استراتيجيته هو، أن يفعل الشبيحة ما يريدون. هؤلاء هم الذين يغتصبون النساء والأطفال»، يصرّ العقيد السابق. الأطفال سلاح لترويع الثورة، فهم أهدافٌ بمتناول اليد. وأحياناً يتعرض مراهقون للاعتداء ببساطة حين يتواجدون في المكان والزمان الخطأ.
***
يهبط الليل على عمّان ويرخي طمأنينة منعشة. عبد الحميد كيوان، ذو القميص الأبيض واللحية التي يعلوها الشيب، يصبّ لنا الشاي في غرفة الجلوس، في انتظار صديقه بسام الشريف. التقى الوالدان السوريان في السجن، ويعيشان اليوم في الحي نفسه في العاصمة الأردنية.
«في السجن نسمع قصصاً كثيرة عن أطفال مغتصبين»، يقول بسام الشريف، ذو البشرة المصفرّة بعد السنوات التي قضاها في السجون. اعتقلته المخابرات الجوية في آب 2011، وقال إنه تعرف على مراهقَين اثنين عمرهما ستة عشر عاماً، مراد ونور الدين11 اللذين كانا في «المكان الخطأ» في أحد  أحياء الضاحية الدمشقية داريا. «صبيان جميلان، ما شاء الله!»، يبتسم. الأول أقحموا زجاجة بيبسي في الـ… وفي الآخر شيئاً يشبه عصا خشبية». كيف له أن يتأكد إلى هذه الدرجة؟ «حين عادا إلى الزنزانة لم يتمكّنا من الجلوس. كان لنا أن نخمّن. ثم هما حدّثانا بدون خجل. بالنسبة لهما لم يكن ذلك اعتداء جنسياً، بل تعذيباً كلاسيكياً، حيث استخدم المحققون أدوات تعذيب».
على حافة أريكته، يحلل عبد الحميد كيوان: «هذا أمر ممنهج هدفه كسر المجتمع. حين نكون بين معتقلين سابقين، أكثر ما نتطرق إليه هو الاغتصاب. قبل الثورة كان التعذيب مألوفاً بالنسبة لنا، أما هذا فلا». يشرح بسام شريف: «بدأ العنف الجنسي عندما بدأ تسلّح الثورة. لترويع الناس. عندما وصلت القصص من السجن، كان كل السوريين يخشون اغتصاب أطفالهم».
بعد ما يقرب من ست سنوات منذ بدء الصراع، لم تتوقف سياسة إطلاق يد الجلادين عن تحطيم الأطفال السوريين بصمت ومن دون عقاب12. منذ أول نفس تنفسته الانتفاضة، مع تعذيب حمزة الخطيب، سعى النظام في دمشق لسحق هذا الجيل. تذكر الناشطة سما نصار أن الحكومة قامت في 2012 بتركيب كاميرات في فرع فلسطين، بعد وصول شكوى من «شخص رفيع المستوى». «لكن هذا لم يوقف عمليات الاغتصاب. المغتصبون فقط أصبحوا يتجنبون العملية في أمام الكاميرا».
يتمثل الإفلات من العقاب في أن اللاجئين السوريين يذكرون الخوف من الاغتصاب كـ «أحد أهم الأسباب التي دفعتهم إلى مغادرة سوريا»13. «اغتصاب الأطفال؟ هذا يسبب الفوضى»، يلخص المسألة عمر غيريرو، المتخصص في علم النفس السريري في مركز بريمو ليفي، وهو مركز متخصص بمعالجة ضحايا التعذيب والعنف السياسي: «هذا قبل أن نفكر بما سيحل في سوريا فيما بعد. لكن قبل ذاك: على أي شيء سنبني المجتمع؟ ما مكان الأطفال الذين تم الاعتداء عليهم؟ كيف سيتعرف واحدهم على نفسه كرجل أو كامرأة؟ هل سيستعيدون كرامتهم في يوم من الأيام؟».
هل سيتمكن النظام، بوصفه قوة قصف وتعذيب واغتصاب، من سحق الجيل القادم؟ «الأطفال مرنون»، تجيب ناشطة إنسانية تعمل مع الأطفال في مناطق النزاع. نعتقد أحياناً أن تأثير هذه الأفعال سيدمّر حياتهم، لكن غالباً ما يجد الأطفال مخرجاً. تبقى الشابة متفائلة: «هم أقوى مما نعتقد».
 ملحق
ليس النظام وحده من يغتصب
لا يحتكر نظام دمشق العنف الجنسي. الرعب الذي نقلته اليزيديات الأسيرات لدى تنظيم «الدولة الإسلامية» صدمَ العالم. كما أن الأدلة التي جمعتها في 2013 اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق في الجمهورية العربية السورية التابعة للأمم المتحدة «تشير إلى أن العنف الجنسي أصبح روتينياً في عمليات قوى الأمن»14، كما تمارسه أيضاً قوات المعارضة المسلحة. يقول البعض إنه تم تزويج بعض ضحايا العنف الجنسي الفتيات والنساء من مقاتلي «الجيش السوري الحر» بعد اغتصابهن15 «بهدف وضع حد لأزمة العنف الجنسي»16. ومع ذلك، وباستثناء الحالة الخاصة التي تمثلها «الدولة الإسلامية»، تقول اللجنة إن «الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها جماعات المعارضة المسلحة لم تصل إلى كثافة وحجم تلك التي ارتكبتها القوات النظامية والميليشيات التابعة لها»17.
*****
موقع الجمهورية هو شريك في مشروع التحقيق الدولي «صفر إفلات من العقاب /  ZERO IMPUNITY». هذا المشروع المنشور على وسائط متعددة وفق إستراتيجية «ترانسميديا»، يوثّق ويكشف سياسة الإفلات من العقاب التي توفّر الحماية لمرتكبي العنف الجنسي خلال النزاعات المسلّحة.
بالشراكة مع مُجمّع (كونسورسيوم) يضمّ عدداً من المؤسسات الصحفية الدولية، ينشر موقع الجمهورية هذا التحقيق الذي يكشف النقاب عن جرائم اغتصاب الأطفال في سوريا، وهي من بين الجرائم المسكوت عنها.
مشروع «صفر إفلات من العقاب» هو في الآن ذاته عمل استقصائي آخذ في التمدد والتوسّع بفضل مبادرات مُواطنية فاعلة. تأسّس المشروع على أيدي نيكولا بلي وستيفان هوبر-بلي وماريون غوث. مزيدٌ من التفاصيل حول المشروع في الرابط التالي.
https://zeroimpunity.com/?lang=en
========================
صحيفة حرييت :ردود وانعكاسات مكالمة أردوغان وترامب
http://www.turkpress.co/node/30878
فكرت بيلا - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
أبدت أنقرة سرورها بعد المكالمة الهاتفية التي جرت بين الرئيس التركي أردوغان والرئيس الأمريكي ترامب والتي استمرت لـ45 دقيقة، وكان أول انطباع بعد هذا الاتصال متماشيا مع توقعات وتطلعات أنقرة، وذلك بعدما كثر الجدل حول ماهية سياسة ترامب التي سيتبعها تجاه تركيا بعدما توترتﻻ العلاقات الأمريكية- التركية في آواخر عهد الرئيس الأمريكي السابق أوباما.
(بـي ي دي) و (فـيـتـو)
كما كان متوقعا فإن أبرز المواضيع التي ناقشها الرئيس أردوغان مع ترامب هو موضوعين أحدهما  متعلق بتنظيمي الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب والآخر بتنظيم غولن، ولاشك بأن الرئيس أردوغان طالب ترامب بإيقاف دعم تنظيمي "بي ي دي" - "ي غي بي" في سورية وبإعادة فتح الله غولن إلى تركيا مذكرا إياه وبدون تردد باتفاقية "إعادة المجرمين" بين تركيا وأمريكا والتي بموجبها تنظم الأحكام المتعلقة بتسليم المجرمين والتعاون المتبادل في الجرائم الجنائية.
أراد تـرامـب بـإرسـالـه مـديـر الاسـتـخـبـارات الأمـريـكـيـة
"مايك بومبيو" إلى أنقرة أن يتطرق لهذين الموضوعين بشكل مفصل مع الإدارة التركية، فزيارة مدير الإستخبارات الأمريكية الأولى لتركيا ووجود هذين الملفين في أجندته يشير إلى أن واشنطن مستعدة لتحقيق تطلعات تركيا.
وقالت مصادر مطلعة في أنقرة أن ترامب طلب الإطلاع على ملف مسألة زعيم تنظيم غولن فتح الله غولن، وأكدت مصادر من الرئاسة التركية على أن الرئيسين بحثا خلال الاتصال المنطقة الآمنة في سوريا وأزمة اللاجئين ومكافحة الإرهاب، وأهمية التحرك المشترك في الباب والرقة لتحريرهما من قبضة داعش الإرهابي، ويمكننا القول بإمكانية عودة العلاقات التركية الأمريكية التي دمرها أوباما.
مـوقـع تـركـيـا
أصبحت تركيا أقوى من السابق فسياستها الخارجية المتبعة في سورية غيرت الموازين، وقد احتلت موقعا ومكانة مرموقة في المنطقة وأثبتت وجودها بعملية درع الفرات على الأرض، وهي الدولة الوحيدة التي تحارب تنظيم داعش، وقبل كل هذا دعمت علاقاتها مع إيران وروسيا، أما بالنسبة إلى موقعها الفعال في المنطقة فهي تحارب داعش من جهة ومن جهة أخرى تقطع الطريق أما تشكيل ممر كردي، ولهذا فهي تملك مقعدا قويا على طاولة الحوار.
ما تأمله أنقرة من ترامب كونها حليفة واشنطن منذ 60 سنة هو التعاون والتنسيق المشترك والتخلي عن دعم التنظيمات الإرهابية "بي كي كي" و"بي ي دي" و"ي بي غي"، وعلى أمريكا أن تقيم سياستها في سورية مع تركيا وليس مع التنظيمات الكردية التي تهدف إلى تقسيم وتفتيت سورية بإنشائها دولة في الشمال السوري.
الـمـنــطـقـة الآمـنـة
"المنطقة الآمنة" واحد من المواضيع الحساسة التي دافعت عنها أنقرة حتى تم إنجازها في جرابلس، وتم تطهير المنطقة من الإرهابيين، حيث أن أوباما كان يعارض بإصرار هذا التوجه، ولكن يبدو أن توجهات ترامب مختلفة تماما عن أوباما، وفي الحقيقة لدى أنقرة مخاوف تجاه هذا الموضوع، فهي تخاف من إنشاء أمريكا لكيان في الشمال السوري على غرار ما أنشأته في شمال العراق، لكن بشكل عام يدل الانطباع الأول بعد محادثة أردوغان وترامب على تطابق وتقارب الآراء حول تشكيل المنطقة الآمنة.
مـلـفـات أنـقـرة
تحمل زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية "مايك بومبيو" إلى أنقرة أهمية كبيرة فقد زودته الإدارة التركية بكافة الملفات والمعلومات المتعلقة بعلاقة التنظيمات الكردية الثلاث ببعضها وأهدافهم في المنطقة، إضافة إلى تواجد كافة التسجيلات والوثائق التي تثبت ارتباط حزب العمال الكردستاني بتنظيمي الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب.
أما بالنسبة للتنسيق العسكري في سورية بين البلدين فكيف سيكون وعلى أي أساس؟ كل استراتيجيات تركيا ستقترح على الجاب الأمريكي.
وبخصوص تنظيم غولن وأحداث 15 تموز فكل المعلومات والوثائق ستسلم من جديد لبومبيو.
النتيجة
سيحدد الموقف الذي سيتخذه ترامب بخصوص الموضوعين السابقين، العلاقات التركية -أمريكا في المستقبل.
========================
كومسومولسكايا برافدا: هل ستطير صواريخ “توماهوك” نحو إيران؟ لماذا يريد ترامب الوقيعة بين موسكو وطهران
http://www.raialyoum.com/?p=619286
كتبت عضو المجلس الاجتماعي، المديرة العامة لمعهد البحوث والمبادرات السياسية الخارجية، فيرونيكا كراشينينيكوفا، مقالا لصحيفة “كومسومولسكايا برافدا”.
جاء في المقال:
لم يكد ترامب يتسنم منصبه الرئاسي، حتى عرف أين يكمن الشر الأساس، الذي يعكر على أمريكا صفو الحياة. إنه – إيران. في حين أن وزير دفاعه جيمس ماتيس أكد أن “إيران – هي أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم”. أما مستشار الأمن القومي مايكل فلين، فأعلن أن إيران “تعرض حياة المواطنين للخطر”. فيما الرئيس ترامب موقن من أن “إيران – هي الدولة الإرهابية رقم واحد”، ولذا يتهمها بأنها “تتعقب طائراتنا، وتطوق سفننا بزوارقها الصغيرة”.
كم هو عدد الزوارق الإيرانية الصغيرة المطلوب من أجل محاصرة حاملة طائرات أمريكية في الخليج؟ لاحِظوا، عند شواطئ إيران وليس عند سواحل الولايات المتحدة. كما أن واشنطن بسبب “الخطر على حياة الأمريكيين” كانت تبدأ الحرب غير مرة.
ولكن، لماذا تشن واشنطن هذه الهجمة الشرسة ضد إيران؟
إيران – هي آخر دولة مستقلة من حيث المبدأ في الشرق الأوسط، والتي لم تستطع الولايات المتحدة إخضاعها على مدى أربعين عاما.
إيران – هي حضارة فريدة قائمة بنفسها، بهوية ذاتية قوية كما هي روسيا.
إيران- هي آخر مصدر كبير للنفط في الشرق الأوسط، والذي لم تستطع الولايات المتحدة بأي طريقة إحكام سيطرتها عليه.
وإذا ما كان ريكس تيلرسون – الرئيس السابق لكبرى شركات النفط في العالم قد أصبح يدير الدبلوماسية الامريكية الآن، فإنه يعرف أولوياته. إذ لا يوجد رجال نفط سابقون، كما هو حال رجال الأجهزة الخاصة.
ولكن هناك عقبة كبيرة جدا تقف في طريق النوايا الأمريكية العدوانية تجاه إيران، وهذه – هي روسيا، والآن تبحث واشنطن عن إسفين يجب دقه بين البلدين.
وقد اعترف مصدر رفيع في البيت الأبيض عن غير قصد بأن تحسين العلاقة مع بوتين بالنسبة إلى ترامب يمر عبر إنهاء التحالف العسكري والدبلوماسي بين روسيا وإيران.
وهكذا أصبحت الصورة واضحة: عندما يقول ترامب إنه سيقاتل الإرهاب جنبا إلى جنب مع روسيا، فإنه يتوقع منا تسليم إيران شريكنا الحقيقي، وليس بالكلام في محاربة الإرهاب.
ولكن، إذا كان الرئيس ترامب يريد حقا دحر الإرهاب، فهو يستطيع أن يفعل ذلك منفردا. ولا مدعاة للتوجه بذلك إلى إيران أو روسيا.
على ترامب فقط أن يرفع سماعة الهاتف ويتصل بالسعودية، قطر وكذلك بتركيا أيضا.
ويقول: “أيها السادة، هيا اسحبوا جزاريكم، ولننتهي من الإرهاب”. (روسيا اليوم)
========================