الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/12/2017

سوريا في الصحافة العالمية 11/12/2017

12.12.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة البريطانية والفرنسية :  
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: نداء ناشط سوري: لا تنسونا
بين عاميّ 2012 و2013، قضى منصور عمري عامًا جهنميًّا في عددٍ من السجون السورية السرية. كان الناشط، والصحافي معصوب العينين، ومحشورًا في زنزانةٍ مظلمةٍ مع عشرات المعتقلين الآخرين. كانت الصراصير تزحف على الأرض، والسجناء يحكّون ويخدشون جروحًا وتقرحاتٍ مفتوحة، ولثتهم تنزف بسبب سوء التغذية. “كانت رائحةً لا تُصدَّق”، كما قال العمري.
ولكن، حتى في أعماق يأسهم، كانوا متعلقين بشكلٍ من أشكال الأمل. يتذكر العمري كيف بدأ هو، وبعض زملائه السجناء، بالتمعن بكلِّ ما حولهم: فجمعوا أسماء 82 نزيلًا كانوا معتقلين في المرفق الحكومي السري، حيث كانوا محتجزين، ثم قاموا بخلط دمائهم ببرادة الصدأ، ليصنعوا الحبر، واستخدموا عظام الدجاج المجفّف كريشة، وكتبوا بدقة وعنايةٍ جميع الأسماء، والأرقام التي جمعوها على قطعٍ خشنة من القماش. وخبؤوها ضمن قميصٍ ارتداه العمري إلى اليوم الذي أُطلق فيه سراحه.
تظهر هذه القطع الخمسة من القماش الآن في معرض مخيفٍ، في متحف الهولوكوست التذكاري الأميركي في واشنطن، تبدو وكأنّها قطعٌ أثرية قديمة، لوحاتٌ شاحبة معروضة ضمن إطارٍ فرديّ محفورة بأحرف أبجديةٍ قديمة من ماض سحيق. لكنها تحكي قصةً حديثة جدًا.
يواجه زوار المبنى، الذي يؤرخ أهوال أسوأ إبادةٍ جماعية وقعت في القرن العشرين، والسياق الذي يبين كيف بدأت، الآن بكارثةٍ معاصرة: الحرب الجارية في سورية، التي أودت بحياة نحو نصف مليون شخص، وأجبرت 11 مليون شخص على الفرار من ديارهم، ودمّرت واحدة من أكثر المجتمعات في الشرق الأوسط مهابةً.
سورية: من فضلك لا تنسينا”، هي أيضًا نقدٌ مدهش لنظامٍ يقوده بشار الأسد، الشريك في دمار البلد، واختفاء عددٍ لا يُحصى من المعارضين والمدنيين العاديين، في شبكةٍ من السجون السرية، ومقار التعذيب. وهي تجاور لوحةً فنية أخرى حول سورية، تظهر صورةً لمصوّرٍ سابق في الشرطة العسكرية السورية، حيث تظهر صوره كيف شّوّهت أجساد المعتقلين، واقتُلعت عيونهم، وبُترت أطرافهم.
يقول كاميرون هدسون، مدير متحف (سيمون-سكجودت) التابع للمركز المعني بمنع الإبادة الجماعية: “الكثير من الناس يتجولون في هذا المتحف، ويتساءلون: ماذا كنت سأفعل لو كنت أعيش في ألمانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي، ما نريد منهم أن يفكروا هو: أنني أعيش في العام 2017، وهذه الأشياء تجري من حولي”.
للأسف، على الرغم من أن رواد المتحف يمكن أن يقرّوا بما يحدث؛ لكن خارج المبنى يبدو أنَّ هناك القليل من الشهية للقيام بأيّ شيء أكثر من ذلك.
========================
نيويورك تايمز :توماس فريدمان :دعم الاعتدال ومواجهة النفوذ الإيراني
تاريخ النشر: الإثنين 11 ديسمبر 2017
لو كان هناك عامل مشترك يمكنه تفسير العديد من الأحداث الأخيرة التي وقعت في الشرق الأوسط -الأعمال التي قامت بها السعودية، والولايات المتحدة، وسوريا، وإسرائيل، واليمن؛ فإن هذا العامل هو أن الجميع -بما فيهم إيران- ينشغلون الآن بالتفكير في القوة والنفوذ الإيراني المتناميين، وهو انشغال يسبب للكثيرين منهم قلقاً شديداً. فعلى سبيل المثال، نجد أن إدارة ترامب، وشأنها في ذلك شأن إدارة أوباما من قبلها، تريد أن تبتعد عن الشرق الأوسط -بقدر الإمكان- ولكن مع ترك أقل نفوذ إيراني ممكن وراءها.
أما السعودية فتريد أن تمضي قدماً في تعزيز مكانتها في الشرق الأوسط، وأن تصلح اقتصادها للقرن الحادي والعشرين -مع العمل في الآن ذاته على الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة بقدر الإمكان.
من جهتهم، يسعى الإيرانيون إلى التوسع، ومد نفوذهم من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط؛ ليس عن طريق خلق نموذج تنموي ناجح، وجذاب في بلدهم، يسعى العرب وغيرهم من المسلمين إلى محاكاته، وإنما من خلال شق طريقهم بالقوة إلى لبنان، واليمن، وسوريا، والعراق، عبر المليشيات المحلية التي أقامت دولاً داخل هذه الدول.
وهذا يولد الكثير من القلق في العالم العربي، والولايات المتحدة، وإسرائيل، من دون أن يدفع عدداً كافياً من الناس لأن يأخذوا خطوة للخلف، ويقولوا لأنفسهم: إذن، لقد باتت الميليشيات الموالية لإيران تتحكم في مجموعة من الأحياء السيئة في بيروت، وصنعاء، ودمشق، وبغداد؛ فما هي الجائزة الثانية التي يسعون للحصول عليها؟ وما هو الشيء الذي «يكسبونه»، في حقيقة الأمر؟
إيران لديها سكان يتمتعون بمواهب كبيرة، ولديها أيضاً ثقافة فارسية غنية. ولكن بدلاً من إطلاق العنان للاثنين للانطلاق، وتمكين شباب إيران من استغلال طاقاتهم الكامنة بالكامل -وجعل بلادهم مؤثرة بهذه الطريقة- نرى أن آيات الله يقمعون تلك المواهب في الداخل، ويطلقون قوات المرتزقة على لبنان، وسوريا، والعراق، واليمن، لفرض نفوذهم على تلك الدول. إنه أمر يدعو للرثاء في الحقيقة.
بادئ ذي بدء، يجب على القادة الأميركيين والأوروبيين والعرب تشجيع محمد بن سلمان على المضي قدماً، وتحقيق هدفه المعلن المتمثل في تغيير مسار التطرف الديني نحو أقصى اليمين. وإذا ما حقق محمد بن سلمان وعده، بإعادة الإسلام السمح مرة أخرى إلى خانة «الاعتدال»، فإن هذا سيؤدي، يقيناً، إلى تحسين وضع المرأة المسلمة، وتحسين نوعية التعليم في المجتمعات المسلمة، وتحسين العلاقة بين المسلمين والأديان الأخرى، في جميع أنحاء العالم. لقد أنفقنا، نحن هنا في الغرب، مبالغ هائلة لمواجهة التطرف، وربما يكون قد بات لدينا، الآن، زعيم سعودي، من البلد الذي يعتبر مهداً للإسلام، لديه استعداد للقيام بذلك العمل، الذي سيفيد، بمرور الزمن، المسلمين، وغير المسلمين على حد سواء.
ولكي يتمكن محمد بن سلمان من دفع أجندته قدماً، فإنه يحتاج إلى أن تكون بلاده قوية اقتصادياً. وإذا تمكن الأمير من تحقيق هذا الهدف من خلال خطة الإصلاح الطموحة التي يتبناها، فإن ذلك سيعزز سعيه لمكافحة التشدد، وتشجيع الاعتدال.
ولأن هاتين الأجندتين المتداخلتين، الخاصتين بالإصلاح الديني والاقتصادي، على قدر كبير من الأهمية؛ فإن أصدقاء الأمير الحكماء سيقدمون له، من دون شك، بعض مظاهر المحبة الصادقة من خلال إخباره أن جميع إجراءاته وخطواته يجب أن تكون شفافة، وفي إطار حكم القانون، وأن يكون مستعداً في جميع الأوقات لتقبل النقد، لأن كل ذلك سيعزز من شرعية الإجراءات التي يقوم بها.
المهم الآن أن نساعد محمد بن سلمان، ونعمل على تعزيز فرص نجاحه. ويتعين، عليه قبل أي شيء آخر، أن يركز على تعزيز نفوذ بلاده في المنطقة، مع العمل في الآن ذاته على تقليص النفوذ الإيراني إلى أقصى مدى ممكن.
* كاتب أميركي حاصل على جائزة بوليتزر
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
========================
ناشونال إنترست: لماذا تتجنب كل الدول دخول حرب مع إسرائيل؟ 5 أسلحة هي السبب.. تعرف عليها
قال روبرت فارلي في تقرير له على موقع ناشونال إنترست إنه منذ قيام الدولة العبرية عام 1948، قدمت إسرائيل آلة عسكرية فعالة. وقد حقق الجيش الإسرائيلي – الذي كانت ميليشيات ما قبل الاستقلال المزودة بأسلحة الحرب العالمية الثانية هي نواته – نجاحًا ملحوظًا في ميادين القتال.
وأوضح فارلي أن إسرائيل بدأت في الستينيات والسبعينيات بتطوير ترسانتها العسكرية الخاصة، فضلًا عن تعزيز أفضل التكنولوجيات الأجنبية. واليوم، تفتخر إسرائيل بامتلاكها أحد أكثر المخزونات العسكرية تقدمًا من الناحية التكنولوجية في العالم، وهي تمتلك أحد أكثر الجيوش فعالية في العالم. إليكم خمسة أسباب – من وجهة نظر الكاتب – تدفع الدول إلى تجنب الدخول في مواجهة عسكرية مع الدولة العبرية.
1. دبابة ميركافا
دخلت دبابة ميركافا الخدمة في جيش الدفاع الإسرائيلي في عام 1979 – يشير فارلي – لتحل محل الدبابات الأجنبية المعدلة التي استخدمها الإسرائيليون منذ عام 1948. وقد تجنب مصنعوها مشاكل الحصول على قطع الغيار الخارجي، مع التركيز على التصميم الأمثل لبيئة إسرائيل. ثمة حوالي 1600 دبابة ميركافا من أنواع مختلفة في الخدمة، مع عدة مئات أخرى تنتظر دورها.
ويؤكد فارلي أن الميركافا دخلت الخدمة بعد انتهاء معارك الدبابات الكبرى في الشرق الأوسط. وبالتالي، فإنها لم تستخدم في الظروف المختلفة التي توقعها المصممون. استخدمت الولايات المتحدة الدروع بكثرة في العراق وأفغانستان في سياق مكافحة التمرد، لكن الإسرائيليين ذهبوا أبعد من ذلك.
فبعد نتائج متباينة خلال الحرب مع حزب الله، أدخل الجيش الإسرائيلي نوعًا جديدًا من الميركافا – ميركافا آي في – المحدثة، لدمجها في بيئة القتال الحضري. وفي حرب غزة الأخيرة، استخدم الإسرائيليون الميركافا لاختراق المواقع الفلسطينية، في حين تحافظ أنظمة الدفاع النشطة على سلامة الطواقم. كما أدخلت إسرائيل تعديلات تعزز قدرات الميركافا في بيئة القتال الحضري ومنخفضة الكثافة.
في الواقع أثبتت الميركافا جدوى في هذا الصدد مما حدا بإسرائيل إلى إلغاء خطط لوقف إنتاجها، على الرغم من عدم وجود طلب خارجي كبير عليها.
اقرأ أيضًا: «واشنطن بوست»: تفاصيل أكبر شحنة أسلحة من كوريا الشمالية.. ذهبت إلى الجيش المصري!
2. طائرة «إف-15» رعد المقاتلة
يقول فارلي إن القوات الجوية الإسرائيلية طورت عدة أنواع من الطائرة المقاتلة من طراز إف-15 منذ السبعينيات، وأصبحت إسرائيل أكثر دولة في العالم تجيد استخدام الطائرة الملقبة بـ«النسر». وقد أتقن الإسرائيليون استخدام طائرة إف-15 سواء من أجل التفوق الجوي أو لأغراض الهجوم. لا تزال طائرات إف-15 آي الملقبة بـ«الرعد» التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية هي الأكثر فتكًا في الشرق الأوسط.
تعتبر مقاتلات إف-15 آي منصة قتالية جو-جو فعالة، متفوقة على الطائرات المتاحة لأعداء إسرائيل، على الرغم من أن مقاتلات يوروفايتر تيفونز والرافال التي دخلت الخدمة في الخليج، ناهيك عن أسطول السعودية من مقاتلات إف-15 إس.إيه، يمكنها أن تنافس الطائرة الإسرائيلية. عمل الإسرائيليون منذ فترة طويلة على تحويل طائرة إف-15 إلى منصة هجوم فعالة للغاية قادرة على إصابة أهدافها بدقة، ويتوقع معظم المحللين أن الطائرة إف-15 آي ستلعب دورًا رئيسيًا في أي ضربة إسرائيلية ضد إيران.
3. صاروخ أريحا 3
جاء أول ردع نووي إسرائيلي على شكل مقاتلات من طراز إف-4 فانتوم التي استخدمها الإسرائيليون في المهمات التقليدية في حرب الاستنزاف وحرب يوم الغفران. بيد أن إسرائيل قررت أنها تحتاج إلى رادع أكثر فعالية وأمنًا، فبدأت تستثمر بكثافة في الصواريخ الباليستية. دخل الصاروخ الباليستي أريحا 1 الخدمة في أوائل السبعينيات، ليحل محله في نهاية المطاف أريحا 2 وأريحا 3.
يعتبر أريحا 3 هو الصاروخ الباليستي الأكثر تطورًا في المنطقة – يضيف فارلي – ويفترض أن له القدرة على ضرب أهداف ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا في جميع أنحاء أوروبا وآسيا، وربما أمريكا الشمالية. ويضمن أريحا 3 أن أي هجوم نووي ضد إسرائيل سيواجه انتقامًا مدمرًا، خاصة وأنه من غير المرجح أن يتم تحييد سلاح إسرائيل بعد الضربة الأولى. وبطبيعة الحال، ونظرًا إلى أن أي عدو إسرائيلي محتمل سيمتلك على الأرجح أسلحة نووية في المستقبل، فإن صواريخ أريحا 3 تضمن تفوق إسرائيل النووي على كافة دول المنطقة.
4. غواصة دولفين
اقتنت إسرائيل غواصتها الأولى من بريطانيا في عام 1958. وقد لعبت الغواصة في الستينيات العديد من الأدوار العسكرية الهامة، بما في ذلك الدفاع عن الساحل الإسرائيلي، والعمليات الهجومية ضد الشحن المصري والسوري، ونقل فرق الكوماندوز في الحرب والسلام. وقد حلت الغواصة «جال» محلها لاحقًا. وأخيرًا – يواصل فارلي حديثه – حصلت تل أبيب على غواصة دولفين الألمانية، وهي من أحدث الغواصات العاملة بالديزل والكهرباء.
لكن دور غواصة الدولفين في الردع الإسرائيلي مبالغ فيه – يستدرك فارلي. إن قدرة غواصة كهربائية تعمل بالديزل على القيام بدوريات رادعة محدودة للغاية، بغض النظر عن الذخائر التي تحملها. ومع ذلك، فإن غواصة دولفين لا تزال فعالة لجميع أنواع المهمات الأخرى المطلوبة من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي. إن لها القدرة على الاستكشاف البحري، أو إغراق سفن العدو، ونقل قوات خاصة إلى سواحل العدو، وهي بذلك تمثل استثمارًا أمنيًا إسرائيليًا كبيرًا، وهي واحدة من أكثر الأسلحة القاتلة تحت سطح البحر في المنطقة.
5. الجندي الإسرائيلي
يعتبر الجندي الإسرائيلي هو حلقة الوصل بين كل هذه الأسلحة الفتاكة. منذ عام 1948، قدمت إسرائيل أفضل ما لديها من رأس المال البشري للقوات المسلحة. إن وجود جنود وبحارة وطيارين أكفاء لا يحدث عن طريق الصدفة، ولا ينتج ببساطة عن الحماس والكفاءة. يؤكد فارلي أن جيش الدفاع الإسرائيلي قد دشن نظم تجنيد وتدريب تسمح له بتجنيد أكثر الجنود كفاءة في العالم. وإن أيًا من التقنيات المذكورة أعلاه بلا فائدة إذا غاب المستخدم الذكي والمتخصص والمدرب تدريبًا جيدًا لاستغلالها بأفضل شكل.
يختتم فارلي بالقول إنه على الرغم من النجاح التكتيكي والتشغيلي الذي يتمتع به الجيش الإسرائيلي، لا تزال إسرائيل في موقف محفوف بالمخاطر الاستراتيجية. إن عجز إسرائيل عن تطوير علاقات طويلة الأمد ومستقرة وإيجابية مع جيرانها المباشرين والقوى الإقليمية ومجموعات السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة يعني أن تل أبيب لا تزال تشعر بعدم الأمان أو بترسخ هيمنتها على الأرض والهواء والبحر. إن التكتيكات والتكنولوجيات – مهما كانت فعالة – لا يمكن أن تحل هذه المشاكل؛ وحدها السياسة القادرة على ذلك.
========================
جيوبوليتيكال فيوتشرز :لماذا تصمت تركيا عن التحركات الروسية الأخيرة في سوريا؟
تحت عنوان "تركيا ما تزال صامتة حتى الآن عن التحركات الروسية في سوريا"، نشر موقع "جيوبوليتيكال فيوتشرز" المتخصص في خدمات التنبؤ الجيوسياسي، مقالا للمحللة الأمريكية أليسون فيديركا، تطرقت فيه إلى أسباب صمت تركيا عن التحركات الروسية الأخيرة لدعم الميليشيات الكردية في سوريا، حيث أعلن الجيش الروسي في الرابع من ديسمبر/ كانون الأول أنه يقدم الدعم الجوي لوحدات حماية الشعب التي تقاتل تنظيم داعش، في خطوة غريبة نظرا لمعارضة تركيا لأي دعم لتلك الجماعات.
تقول فيديركا: "ينبغي أن نكون متأكدين تماما من أن تركيا لا توافق على دعم روسيا لوحدات حماية الشعب، فقد كانت الحكومة التركية صاخبة للغاية في معارضتها لتحالف الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب كجزء من تحالفها المناهض لتنظيم الدولة، وأدى ذلك إلى توتر العلاقات الأمريكية التركية."
وتضيف: "ولهذا السبب فإن عدم عدم وجود رد تركي على الإعلان الروسي يعد أمرا بالغ الغرابة. وهناك تفسيران ممكنان لذلك:
الأول أن تركيا لديها مسائل أكثر أهمية تتصدى لها، فقد وقعت الغارات الجوية الروسية الداعمة للميليشيات الكردية شرق نهر الفرات على مشارف دير الزور التي تبعد نحو 170 ميلا عن الحدود التركية. ولكن منطقة عفرين الواقعة على الحدود التركية وتسيطر عليها وحدات حماية الشعب، أقرب إلى اهتمام تركيا."
وتابعت أن تركيا تحتاج إلى توسيع عملياتها العسكرية إلى عفرين للحد من السيطرة الكردية على المناطق الواقعة على طول حدودها. وقد بدأ الجيش التركي في حشد قواته العسكرية هناك قبل ثلاثة أشهر. وعلى الرغم من أنه لم يبدأ أي هجوم كبير حتى الآن، فمن المرجح أن القادة الأتراك يرغبون في التركيز على هجوم عفرين بدلا من صياغة رد على الضربات الجوية الروسية.
التفسير الثاني المحتمل وفقا للمحللة الأمريكية، هو أن مواجهة روسيا الآن ستأتي بتكلفة أكبر مما ترغب تركيا في دفعه. وفي منتصف أيلول/ سبتمبر، وافقت تركيا وإيران وروسيا على إقامة مناطق لتخفيف حدة التصعيد في محافظة إدلب السورية. ويعكس هذا الترتيب مصالح كل من هذه البلدان في إدارة سوريا بعد هزيمة تنظيم الدولة وانتهاء الحرب.
ولكن منذ تشرين الثاني/ نوفمبر، ظهرت روسيا والولايات المتحدة أيضا على مقربة من اتفاق ينطوي على تنفيذ مناطق جديدة لوقف التصعيد في سوريا. وتختلف هذه المناطق عن مناطق التصعيد التي وافقت عليها روسيا وإيران وتركيا. ولا يمكن لتركيا أن تخاطر بإغضاب روسيا ودفع موسكو إلى اتفاق مع الولايات المتحدة يستبعدها. وعلاوة على ذلك، وبالنظر إلى أن تركيا على خلاف حاليا مع الولايات المتحدة بشأن القضية الكردية، فإنها لا تستطيع تحمل أن تضع نفسها في مواجهة مع روسيا في نفس الوقت
وتلفت فيدريكا إلى أن تركيا وروسيا لديهما مصالح أساسية متنافسة في البحر الأسود والقوقاز وسوريا.ويريد البلدان السيطرة على ممر البوسفور الرابط بين البحر الأسود والبحر المتوسط أو تريدان على أقل تقدير الحصول على ضمانات للوصول إليه.
وعلاوة على ذلك يتنافس البلدان على السيطرة على القوقاز التي تعتبر بمثابة حاجز بين روسيا وتركيا. هذه المنافسة تجعل تحالفا طويل الأجل بين البلدين مستحيلا. وهذا بالطبع لا يعني أن تركيا وروسيا لا يمكنهما التوصل إلى تفاهم بشأن القضايا التي تتطابق فيها مصالحهما، ولكن تنافسهما في هذه المناطق الرئيسية يخلق توترا يصعب التغلب عليه.
وفي ضوء ذلك السياق من السهل أن نفهم، كما تقول فيدريكا، لماذا وجهت موسكو ضربات جوية رغم علمها أنها سوف تغضب تركيا. وتجيب بأن موسكو تريد أن ينظر إليها بوصفها القوة الوسيط الرئيسي في الصراع السوري، بحيث يمكن أن تحد جزئيا من دور تركيا، ولتحقيق هذه الغاية تخطط للاحتفاظ بقواعد عسكرية في سوريا.
ورأت المحللة الأمريكية أن هدف روسيا الرئيسي في النهاية منع إيران وتركيا - وهما قوتان إقليميتان يمكنهما تحدي المصالح الروسية في القوقاز والبحر الأسود وبحر قزوين ومناطق أخرى - من أن يصبحا أقوى اللاعبين في المنطقة. ومن ثم فإن الحصول على موطئ قدم في الشرق الأوسط يمنح روسيا القدرة على تشكيل مستقبل سوريا، ويقويها في مواجهة منافسيها في المنطقة.
وخلصت فيديركا إلى أن صمت تركيا تجاه الدعم الروسي للميليشيات الكردية لا يعني القبول، وإنما هو جزء من استراتيجية تركيا ولكن مؤقتا، فقبل عامين فقط أسقطت تركيا طائرة حربية روسية بالقرب من الحدود السورية التركية ومنعت السفن الروسية من المرور عبر البوسفور. وسوف تحتاج أنقرة في نهاية المطاف إلى متابعة مصالحها الخاصة، ومن بينها إضعاف الأكراد السوريين واحتواؤهم، ولا يمكنها تحمل الصمت على المدى الطويل.
========================
الصحافة البريطانية والفرنسية :
في التايمز: قصة "المنشق" الذي يحرج واشنطن
نشرت صحيفة التايمز تقريرا بعنوان "المنشق الذي يحرج أمريكا" تقول فيه إن المتحدث السابق باسم "قوات سوريا الديمقراطية"، العقيد طلال سيلو، أصبح يشكل حرجا للإدارة الامريكية بعد انشقاقه وفراره إلى تركيا.
وتوضح الجريدة أن سيلو كان الوجه الذي اختارته القوات التي صنعتها الإدارة الامريكية وجعلتها "رأس حربة" في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وتضيف الجريدة أن سيلو كشف بعد انشقاقه عن صفقات متبادلة بين قوات سوريا الديمقراطية، التي تتشكل في مجملها من الأكراد، ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية سمحت إحداها لنحو ألف من مقاتلي التنظيم بالفرار من مدينة الرقة.
وتشير الجريدة إلى أن سيلو من الأقلية التركمانية في سوريا، وهي تتمتع بعلاقات وثيقة بتركيا، وهو الأمر الذي دفع قوات سوريا الديمقراطية إلى اتهامه بأنه كان مدفوعا من تركيا بالأساس لينشق.
وتؤكد الجريدة أنها علمت أن سيلو كان يعمل مع الأتراك عام 2014، وكان الهدف الأساسي هو أن يقوم بتشكيل فيلق مسلح من التركمان في شمال سوريا.
وعندما فشل الأمر توجه إلى قوات سوريا الديمقراطية التي كانت واشنطن تسعى لجعلها تبدو كأنها غير منحازة دينيا أو عرقيا وبالتالي كان من الجيد انضمام أحد أبناء الأقلية التركمانية إليها.
========================
لوموند: علاقات إيران الخطيرة مع القاعدة
تاريخ علاقات إيران بتنظيم القاعدة طويل وغامض، فرغم ما يفرقهما ورغم مواجهتهما الميدانية، فإن طهران استغلت هذه المنظمة ليس فقط في مواجهات مع أميركا، وإنما أيضا في تمرير أجندتها في سوريا وغيرها، حسب صحيفة فرنسية.
بدأت لوموند تقريرها بالحديث عما جاء في مئات آلاف الوثائق التي عثر عليها في مكان إقامة زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن والتي سمحت وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) بالكشف عنها مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
والهدف من الكشف عن هذه الوثائق هو "فضح علاقات طهران بالقاعدة"، فــ"إيران تعاونت وما زالت تتعاون مع القاعدة، وبعض تلك الروابط لا يقل شأنا عن مواثيق عدم اعتداء" بين الطرفين، على حد تعبير مدير السي آي أي مايك بومبيو خلال حديث له في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أمام مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية بواشنطن.
وتعليقا على هذه الوثائق، يقول المتحدث السابق باسم المجلس الأميركي الوطني للأمن في عهد الرئيس باراك أوباما نيد برايس "للوهلة الأولى، تعكس هذه الوثائق الصورة المعهودة لزواج المتعة بين القاعدة وإيران، الذي ينقطع أحيانا وقت الشدة".
واعتبرت لوموند أن تعليق برايس ما هو إلا رد على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي تتهم أوباما بأنه حافظ على سرية هذه الوثائق لتفادي تقويض الاتفاق النووي الإيراني وكي لا يحرج طهران خلال المفاوضات التي دارت بين عامي 2013 و2015.
ومن هذه الوثائق مذكرة من 19 صفحة تهتم بمقاتلي القاعدة وعائلاتهم الذين فروا إلى إيران خلال الغزو الأميركي لأفغانستان ما بين عامي 2001 و2002، إذ كان هؤلاء المقاتلون يستقرون في إيران بكل سهولة تحت مرأى ومسمع أجهزة الاستخبارات الإيرانية.
وحسب هذه المذكرة، فإن الإيرانيين كانوا يولون اهتماما خاصا "للإخوة السعوديين" وكانوا يوفرون لهم ظروفا سكنية ملائمة.
وفي مرحلة لاحقة عرضت عليهم الاستخبارات الإيرانية "تزويدهم بكل ما يحتاجونه من مال وأسلحة وتدريب في معسكرات حزب الله، شريطة مهاجمة المصالح الأميركية في السعودية ودول الخليج"، وهو ما قالت المذكرة إنهم رفضوه.
وعلقت لوموند على ذلك بقولها إن رفض أعضاء القاعدة لا يعفي إيران من تهمة التحريض تلك.
وما يدعم تلك التهمة هو ما كتبه مسؤول المجلس العسكري للقاعدة الضابط المصري السابق سيف العادل حيث يقول "بدأنا دخول إيران واحدا تلو الآخر، وكان إخوتنا من بلدان الخليج الذين يعيشون خارج أفغانستان قد وصلوا من قبل إلى هناك، وكانت لديهم أرصدة مالية معتبرة، لقد أنشأنا خلية قيادة مركزية هناك".
لكن ما الذي يعنيه العادل بقوله "خلية قيادة مركزية"؟ تتساءل لوموند، وهل لذلك علاقة بالهجوم الذي قتل فيه تسعة أميركيين في مايو/أيار2003 بالعاصمة السعودية الرياض؟
لا تعطي الصحيفة جوابا على تلك الأسئلة لكنها تشير إلى أن إيران عرضت عام 2003، أي بعد الغزو الأميركي للعراق -مرارا وتكرارا- تسليم عناصر من القاعدة، بمن فيهم سعد، الابن الأكبر لبن لادن للأميركيين في مقابل تسلم عناصر من مجاهدي خلق، لكن الأميركيين رفضوا، إذ كان الرئيس جورج دابليو بوش قد وضع إيران في "محور الشر".
ويبدو، حسب الصحيفة، أن طهران غضت الطرف لسنوات عدة عن مرور مقاتلي القاعدة عبر أراضيها للانضمام للتمرد السني ضد الأميركيين في العراق، وحتى لقتال المليشيات الشيعية المدعومة من إيران نفسها.
زواج المتعة
واستطردت الصحيفة أمثلة على العلاقات المتداخلة بين طهران والقاعدة، قائلة إن معلومات وثائق السي آي أي انتهت مع مقتل بن لادن على عكس علاقة طهران بالقاعدة، إذ أطلقت في العام 2015 سراح قائدين من التنظيم هما أبو خير المصري والأردني أبو القسام مقابل إطلاق سراح دبلوماسي إيراني كان مختطفا في اليمن، ليظهرا بعد ذلك في سوريا.
وعبرت لوموند عن استغرابها من هذا التساهل، في ظل انخراط طهران في قتال الجهاديين إلى جانب جيش بشار الأسد في سوريا.
لكنها نقلت عن الباحث في جامعة برينستاون كول بانزيل، صاحب كتاب "أيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية" قوله "من خلال "تسريب" شخصيات القاعدة إلى التمرد السني، ربما أرادت إيران نزع الشرعية عن المعارضة السورية في أعين الغرب".
وحسب الباحث تور هامينغ المساهم في موقع "جهاديكا" المهتم بمقابلات وتصريحات الجهاديين، فإن "سيف العادل يسكن في إيران وهو على علاقة وطيدة مع رجالاته بسوريا ويمكنه استخدام الإنترنت بشكل منتظم".
وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة إن مما أثار الدهشة تأكيد المتحدث باسم تنظيم القاعدة أبو عبد الله أن قادة التنظيم يستطيعون التواصل "بشكل شبه يومي" مع سوريا، في إشارة من الصحيفة إلى أن ذلك يرجح أن يكون من إيران.
وختمت لوموند بأنه "إذا كان زواج المتعة بين طهران والجهاديين ينقطع في بعض الأحيان، فإن طلاقهما لم يظهر بعد في الأفق".
========================