الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 11/1/2018

13.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة الفرنسية والاسبانية :  
الصحافة الامريكية :
 ‘‘النار والغضب: داخل بيت ترامب الأبيض‘‘ (2): يوم الانتخاب
تأليف: مايكل وولف
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
بعد ظهر يوم 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016، استقرت كيليان كونواي، مديرة حملة دونالد ترامب التي أصبحت شخصية مركزية في عالم ترامب -بل ونجمته في واقع الأمر- في مكتبها الزجاجي في برج ترامب. وحتی الأسابيع الأخيرة من السباق، ظل مقر حملة ترامب مكاناً فاتراً. وكان كل ما يميزه عن مكتب خلفي في شركة هو بضعة ملصقات تحمل شعارات اليمين.
كانت كونواي الآن في مزاج رائق بطريقة مدهشة، باعتبار أنها على وشك اختبار هزيمة مدوية -إن لم تكن كارثية. سوف يخسر دونالد ترامب الانتخابات -كانت على يقين من هذا- لكنه ربما يبقي الهزيمة دون 6 نقاط. كان ذلك ليشكل انتصاراً مدهشاً. أما بالنسبة للهزيمة التي تلوح في الأفق نفسها، فقد نفضت خاطرها عن كاهلها: إنه خطأ بريبوس رين، وليس خطأها هي.
كانت قد أمضت جزءاً كبيراً من اليوم في مهاتفة الأصدقاء والحلفاء في العالم السياسي، وفي لوم بريبوس. والآن بعد أن قدمت إيجازات صحفية لبعض منتجي التلفزيون ومذيعي الأخبار الذين أقامت معهم علاقات قوية -وكانت تأمل، بعد أن أجرت معهم مقابلات نشطة في الأسابيع القليلة الماضية، في الحصول منهم على وظيفة دائمة في العمل التلفزيوني على الهواء بعد الانتخابات. كانت قد توددت بعناية إلى العديد منهم منذ الانضمام إلى حملة ترامب في منتصف آب (أغسطس)، وبعد أن أصبحت صوت الحملة المعتدل الموثوق، وصنعت -بابتساماتها المتقطعة الموجزة وذلك المزيج الغريب من الانجراح ورباطة الجأش- وجهاً تلفزيونياً مميزاً بشكل خاص.
بعيداً عن كل الأخطاء الفظيعة الأخرى في الحملة، كانت المشكلة الحقيقية، كما قالت، هي الشيطان الذي لا يستطيعون السيطرة عليه: اللجنة الوطنية الجمهورية التي كانت يديرها بريبوس، ومساعدته كاتي والش -32 عاماً- ومساعدوهما للدعاية. وبدلاً من أن تنخرط في جهود الحملة بالكامل، كانت اللجنة الوطنية الجمهورية، التي هي في نهاية المطاف أداة للمؤسسة الجمهورية، تتحوط في رهاناتها منذ أن فاز ترامب بالترشيح في أوائل الصيف. وعندما احتاج ترامب إلى دفعة، لم تكن هذه الدفعة هناك ببساطة.
كان هذا هو الجزء الأول من دوار كونواي. والجزء الآخر هو أن الحملة كانت، على الرغم من كل شيء، تشق طريقها متشبثة وعائدة حقاً من حافة الهاوية. كان الفريق الذي يعاني من نقص شديد في الموارد، مع ما هو الناحية العملية أسوأ مرشح في التاريخ السياسي الحديث، قد أبلى بلاء حسناً للغاية فعلياً -كانت كونواي كلما ذكر اسم ترامب تقلب عينيها أو تعرض تحديقة ميِّتة. وكانت كونواي -التي لم تكن قد شاركت قط في حملة وطنية، والتي أدارت، قبل ترامب، مؤسسة استطلاعات غير مهمة للمرشحين الهامشيين- تدرك تماماً أنها ستكون الآن، بعد الحملة، من أصوات المحافظين الرئيسية في أخبار الكابل.
في واقع الأمر، كان أحد مستطلعي حملة ترامب، جون ماكلوغلين، قد بدأ يقترح في الأسبوع السابق أو نحو ذلك أن أرقام بعض الولايات الرئيسية، التي كانت حتى ذلك الوقت سيئة، ربما أصبحت تتغير فعلاً لصالح ترامب. ولكن، لا كونواي ولا ترامب نفسه ولا صهره جاريد كوشنر -الرئيس الفعال للحملة، والمراقب المخصص لها من العائلة- اهتزوا في يقينهم: إن مغامرتهم غير المتوقعة سوف تأتي قريباً إلى النهاية.
إلا أن ستيف بانون، بنظرة الرجل الغريب، أصر على أن الأرقام سوف تصبح في صالحهم. لكن كون هذا الرأي لبانون -ستيف المجنون- كان يعني عكس التطمين تماماً.
الجميع في الحملة تقريباً، الذين كانوا ما يزالون مجموعة صغيرة للغاية، فكروا في أنفسهم على أنهم فريق واضح الرؤية، وأشخاص واقعيون إزاء آفاقهم كما قد يكون أي منها في عالَم السياسة. كان الاتفاق غير المعلن فيما بينهم: ليس الأمر فقط أن دونالد ترامب لن يكون رئيساً، وإنما ربما لا يجب يكون. وبصورة مريحة، عنى الاعتقاد الأول أنه ليس على أحد أن يتعامل مع الثاني.
بينما كان قطار الحملة يصل إلى محطة النهاية، كان ترامب نفسه متفائلاً. فقد نجا من نشر شريط بيلي بوش، عندما أصبح لدى اللجنة الوطنية الجمهورية، في الضجة التي أعقبته، ما يكفي السخط للضغط عليه لكي ينهي سباقه الرئاسي. وكان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، بعد أن فضح غسيل بإعلان نيته فتح التحقيق في رسائل بريدها الإلكتروني قبل أحد عشر يوماً من الانتخابات، قد ساعد على تجنب تحقيق أغلبية ساحقة وكاملة لصالح لكلينتون.
في بداية الحملة، كان ترامب قد قال لمساعده الذي يعمل معه تارة ويتركه تارة أخرى، سامب نونبرغ: "يمكنني أن أكون أشهر رجل في العالم".
"ولكن هل تريد أن تكون الرئيس؟"، سأل نونبرغ (وهو سؤال مختلف نوعياً عن اختبار المرشح الوجودي المعتاد: "لماذا تريد أن تكون رئيساً؟"). ولم يحصل نونبرغ على جواب.
كانت الفكرة أنها لم تكن ثمة حاجة إلى جواب، لأنه لن يكون رئيساً، ببساطة.
كان صديق ترامب منذ وقت طويل، روجر آيلز، يحب أن يقول إنك إذا كنت ترغب في وظيفة في عالم التلفاز، فعليك أن تترشح أولاً لمنصب الرئيس. والآن، كان ترامب، بتشجيع من آيلز، ينشر إشاعات حول شبكة تلفزة قادمة لترامب. كان ذلك مستقبلاً عظيماً.
سوف يخرج من هذه الحملة، كما أكَّد ترامب لآيلز، بعلامة تجارية أقوى بكثير وفرص لا توصف. وقال لآيلز في محادثة قبل أسبوع من الانتخابات: "هذا أكبر مما أحلم به. أنا لا أفكر في الخسارة لأن هذه ليست خسارة. لقد كسبنا تماماً". وبالإضافة إلى ذلك، فإنه كان يهيئ رده العلني على خسارة الانتخابات: لقد سُرقَت!
كان دونالد ترامب وفريقه الصغير من المحاربين في الحملة جاهزين للخسارة بالنار والغضب. لم يكونوا مهيئين للفوز.
* C* *
في السياسة يجب أن يخسر أحد ما، لكن الجميع يعتقدون دائماً وبلا استثناء أنهم يمكن أن يفوزوا. ربما لا يمكنك الفوز إلا إذا آمنتَ بأنك ستفوز -إلا في حملة ترامب.
كان فكرة ترامب المهيمنة عن حملته الخاصة هي كيف أنها سيئة الجودة، وكيف أن كل مشارك فيها هو شخص خاسر. كما كان مقتنعاً بالمقدار نفسه أن جماعة كلينتون كانوا كاسبين بارعين -كان يقول في كثير من الأحيان: "لقد حصلوا على الأفضل وحصلنا على الأسوأ". وكان قضاء الوقت مع ترامب على متن الطائرة في كثير من الأحيان تجربة ملحمية في النقد والتجريح: كل واحد من حوله كان أحمق.
كثيرا ما تعرض كوري ليفاندوفسكي، الذي عمل في البداية مديراً رسمياً لحملة ترامب -أكثر أو أقل- للتوبيخ العنيف من المرشح. وعلى مدى أشهر وصفه ترامب بأنه "الأسوأ". وفي حزيران (يوليو) 2016 طرده أخيراً. وكل الوقت بعد ذلك، أكد ترامب أن حملته منذورة للفشل من دون ليفاندوفسكي. كان يقول: "كلنا خاسرون. كل جماعتنا مريعون، لا أحد منهم يعرف ما يفعله... أتمنى لو يعود كوري". وسرعان ما ضاق ترامب ذرعاً بمدير حملته الثاني، بول مانافورت، أيضاً.
بحلول آب (أغسطس)، عندما كان متخلفاً عن كلينتون بنحو 12 إلى 17 نقطة، وفي مواجهة عاصفة يومية من الصحافة المغثية، لم يستطع ترامب أن يتصور حتى سيناريو بعيد المنال لتحقيق نصر انتخابي. وفي هذه اللحظة العصيبة، باع ترامب، ببعض من المعاني الأساسية، حملته الخاسرة. كان الملياردير اليميني، بوب ميرسر، والذي دعم في البداية تيد كروم، قد حول دعمه إلى ترامب مع ضخ 5 ملايين دولار في حملته. ولاعتقاده بأن الحملة تتدهور، استقل ميرسر وابنته ريبيكا طائرة مروحية من ممتلكاتهما في "لونغ آيلاند" وخرجا في حملة مبرمجة لجمع التبرعات -على أمل أن ينقذ متبرعون آخرون الحملة- في المسكن الصيفي لمالك شركة "نيويورك جيتس" للطائرات ووريث "جونسون آند جونسون"، وودي جونسون، في هامبتونز.
لم تكن لترامب أي علاقة حقيقية مع أي من الأب أو الابنة. لم يتجاوز الأمر إجراء بضع محادثات فقط مع بوب ميرسر، الذي تحدث في غالب الأحيان بعبارات مقتضبة؛ وكان كل تاريخ ريبيكا ميرسر مع ترامب هو صورة سلفي أخذت معه في برج ترامب. ولكن، عندما عرض ميرسر وابنته خططهما لتولي أمور الحملة وتعيين مساعديهما، ستيف بانون وكليان كونواي، فيها، لم يقاوم ترامب. وأعرب فقط عن عدم فهم كبير للسبب في أن يريد أي شخص أن يفعل ذلك. قال لميرسر: "هذا الأمر، كله ملعون وخاسر".
وفق كل مؤشر ذي معنى، ثمة شيء أكبر حتى من الحسّ بالقدر المحتوم ظلل ما وصفه ستيف بانون بأنه "حملة عصية على الإصلاح" -كان ثمة إحساس بالاستحالة المتأصلة.
رفض المرشح الذي أعلن نفسه مليارديراً –عشرات المرات- حتى أن يستثمر أمواله الخاصة في حملته. وقال بانون لجاريد كوشنر -الذي كان عندما انخرط بانون في الحملة، يقضي مع زوجته عطلة في كرواتيا مع عدو ترامب ديفيد جيفن- إنهم، بعد أول مناظرة في أيلول (سبتمبر)، يحتاجون إلى 50 مليون دولار إضافية لتغطيتهم حتى يوم الانتخابات.
وقال كوشنر واضح الرؤية: "لا يمكن أن نحصل على 50 مليوناً ما لم نضمن له النصر". "خمسة وعشرون مليونا؟" حثَّ بانون.
"فقط إذا استطعنا أن نقول إن النصر أكثر من مرجح".
وفي نهاية المطاف، كان أفضل شيء استطاعه ترامب هو أن يُقرض الحملة 10 ملايين دولار، شريطة أن يستعيدها بمجرد أن يستطيعوا جمع نقود أخرى. (ستيف منوشن، الذي كان حينذاك الرئيس المالي للحملة، جاء لأخذ القرض بمجرد أن أصبحت تعليمات التحويل جاهزة للإرسال، حتى لا ينسى ترامب بسهولة إرسال المال).
لم تكن هناك في الحقيقة أي حملة حقيقية لأنه لم يكن هناك تنظيم حقيقي -أو في أحسن الأحوال، كان ثمة حملة تعاني حالة اختلال وظيفي فريدة. كان روجر ستون، مدير الحملة في وقت مبكر بحكم الأمر الواقع، قد استقال أو طرده ترامب -بينما يزعم كل من الرجلين علناً أنه أخضع الآخر. أما سام نونبرغ، وهو مساعد لترامب كان قد عمل لحساب ستون، فقد أطاح به ليفاندوفسكي بالكثير من الضجيج، ثم فاقم ترامب نشر الغسيل القذر على الملأ من خلال مقاضاة نونبرغ. وكانت علاقة ليفاندوفسكي وهوب هيكس -مساعد العلاقات العامة الذي عينته في الحملة إيفانكا ترامب- قد انتهت بشجار علني في الشارع -وهو حادث استشهد به نونبرغ في رده على دعوى ترامب. لم تكن الحملة، على السطح، مصممة للفوز بأي شيء.
وحتى عندما أقصى ترامب المرشحين الجمهوريين الستة عشر الآخرين، مهما بدا ذلك قطعاً لشوط بعيد، فإن ذلك لم يجعل الهدف النهائي المتمثل في الفوز بالرئاسة أقل منافاة للعقل.
وإذا بدا الفوز، خلال الخريف، معقولاً أكثر قليلاً، فقد تبخر ذلك مع قضية بيلي بوش. قال ترامب لمضيف أن. بي. سي "بيلي بوش" على ميكروفون مفتوح، وسط النقاش الوطني الجاري حول التحرش الجنسي: "إنه مثل المغناطيس. قبِّل فقط. حتى أنني لا أنتظر. عندما تكون نجماً فإنهن يدعنك تفعل. تستطيع أن تفعل أي شيء. تمسكهن من الأعضاء الجنسية. يمكنك أن تفعل أي شيء".
كان ذلك كشفاً أوبرالياً. كان هذا التطور مميتاً جداً حتى أنه عندما تم استدعاء رين بريبوس، رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية، إلى نيويورك من واشنطن لحضور اجتماع طارئ في برج ترامب، فإنه لم يتمكن من دفع نفسه إلى مغادرة محطة بن. وقد استغرق الأمر فريق ترامب ساعتين لإقناعه بالقدوم بالتملق والملاطفة.
"أخي"، قال بانون يائساً، متزلفاً بريبوس على الهاتف، "قد لا أراك مرة أخرى أبداً بعد اليوم، لكنك يجب أن تأتي إلى هذا المبنى وأن تعبر من الباب الأمامي".
* * *
كان الجانب المشرق في العار الذي ترتب على ميلانيا ترامب أن تتحمله بعد نشر شريط بيلي بوش هو أن زوجها لم يعد من الممكن أن يصبح رئيساً بأي طريقة. كان زواج دونالد ترامب محيراً لكل شخص حوله تقريباً -أو أنه كان كذلك على أي حال بالنسبة لأولئك الذين لا يمتلكون طائرات خاصة والعديد من المنازل. كان يقضي هو وميلانيا وقتاً قليلاً نسبياً معاً. وكان يمكن أن يمضيا أياماً في بعض الأحيان من دون أي اتصال، حتى عندما يكونان متواجدين كلاهما في برج ترامب. وفي كثير من الأحيان لم تكن تعرف أين يكون، ومن دون أن تنتبه كثيراً إلى هذه الحقيقة. كان زوجها يتنقل بين المساكن وكأنه ينتقل بين الغرف. وإلى جانب معرفتها القليل عن مكان وجوده، فإنها لم تكن تعرف الكثير عن عمله، وانطوت في أفضل الأحوال على قليل من الاهتمام بذلك. وكوالد غائب بالنسبة لأولاده الأربعة الأوائل، فقد كان ترامب أكثر غياباً بالنسبة للخامس، بارون، ابنه من ميلانيا. والآن وقد أصبح في زواجه الثالث، كان يقول للأصدقاء إنه يعتقد أنه أتقن أخيراً هذا الفن: عِش ودع غيرك يعيش -"افعل أشياءك الخاصة".
كان ترامب زير نساء سيئ السمعة، وربما أصبح خلال الحملة أكثر المتحرشين شهرة في العالم. وفي حين أن أحداً لن يقول أبداً إن ترامب ينطوي على أي حساسية عندما يتعلق الأمر بالنساء، فقد كانت لديه العديد من وجهات النظر حول كيفية تدبر الأمور معهن، بما في ذلك نظرية كان يناقشها مع الأصدقاء حول كيف أنه كلما كان هناك المزيد من فرق السنوات بين رجل مُسِن وامرأة شابة أصغر عمراً، قلَّ أخذ المرأة الشابة غش الرجل المسن وخيانته لها على محمل الشأن الشخصي.
ومع ذلك، كانت فكرة أن هذا الزواج هو مجرد زواج بالاسم فقط بعيدة تماماً عن الحقيقة. كان دونالد يتحدث عن ميلانيا في كثير من الأحيان عندما لم تكن موجودة. كان يعرب عن إعجابه بمظهرها -في كثير من الأحيان، بطريقة غريبة ومحرجة لها، في حضور الآخرين. كانت، كما يقول بفخر للناس ومن دون سخرية، "زوجة تُحفة". وبينما قد لا يكون قد شارك حياته تماماً معها، فقد شارك بكل سرور غنائم هذه الحياة. كان يقول، مردداً حقيقة بدهية شائعة للرجال الأغنياء: "زوجة سعيدة تعني حياة سعيدة".
كما أنه سعى إلى الحصول على موافقة ميلانيا. (سعى في الحقيقة إلى الحصول على موافقة جميع النساء من حوله، واللواتي كنّ حكيمات بما يكفي لمنحه إياها). وفي العام 2014، عندما بدأ النظر بجدية أول الأمر في الترشح للرئاسة، كانت ميلانيا من بين القلائل الذين اعتقدوا أنه يمكن أن يتمكن من الفوز. في حين بدا ذلك أشبه بالمقطع النهائي المضحك من نكتة بالنسبة لابنته، إيفانكا، التي نأت بنفسها بعناية عن الحملة. وبنفور لم يكن مخفياً من زوجة أبيها، قالت إيفانكا للأصدقاء: "كل ما عليكم معرفته عن ميلانيا هو أنها تعتقد بأنه إذا ترشح فإنه سيفوز بالتأكيد".
لكن احتمال أن يصبح زوجها رئيساً حقاً كان شيئاً مرعباً لميلانيا. كانت تعتقد أن ذلك ربما يدمر حياتها المحميَّة بعناية -حياة محمية، وليس بلا سبب معقول، من أفراد عائلة ترامب الموسعة- والتي تركزت كلها تقريباً على ابنها الصغير.
لا تضعي العربة أمام الحصان، قال زوجها مسلياً، حتى بينما كان يقضي كل يوم في قطار الحملة، ويهيمن على الأخبار. لكن رعبها وعذابها ظلا في ازدياد.
كان ثمة حملة همس تدور حولها، قاسية وساخرة في تلميحاتها، تجري في مانهاتن، والتي أخبرها الأصدقاء عنها. كانت مسيرتها المهنية في عرض الأزياء قيد التمحيص الدقيق. في سلوفينيا، حيث نشأت، نشرت مجلة المشاهير، سوزي، إشاعات حولها بعد أن حصل ترامب على الترشيح. وبعد ذلك، وفي مذاق مخيف لما قد ينتظرها في الأمام، فجرت صحيفة "ديلي ميل" القصة في جميع أنحاء العالم.
ثم حصلت صحيفة "نيويورك بوست" على صدارة المشهد بصورة عارية كانت قد التُقطت لميلانيا في وقت مبكر من حياتها المهنية في عرض الأزياء -وهو تسريب افترض الجميع، سوى ميلانيا، بأن بالإمكان تعقبه إلى ترامب نفسه.
إن هذا لا يطاق، واجهَت زوجها. هل هذا هو المستقبل؟ قالت له إنها لن تكون قادرة على تحمل ذلك.
ورد ترامب بطريقته المعتادة -سوف نقاضيهم!- وأجلسها مع المحامين الذين فعلوا ذلك تماماً بنجاح. لكنه كان نادماً ومنسحقاً على غير العادة هو أيضاً. قال لها أن تتحمل فترة أطول قليلاً فقط. سوف يكون كل شيء قد انتهى في تشرين الثاني (نوفمبر). وقدم لزوجته ضمانة وقورة: ليس هناك ببساطة أي احتمال لأن يفوز. وحتى بالنسبة لزوج غير مخلص بطريقة مزمنة -بل ويمكن أن يقول: بشكل ميؤوس منه- فقد كان هذا وعداً لزوجته بدا متأكداً من الوفاء به.
* * *
كررت حملة ترامب، ربما عن قصد، ذلك المخطط الذي جاء في فيلم ميل بروكس: "المنتجان". وفي ذلك العمل الكلاسيكي، يعكف بطلا بروكس المحتالان والبليدان، ماكس بيليستوك وليو بلوم، على بيع أكثر من 100 في المائة من أسهم مُلكية عرض سيقومان بإنتاجه لبرودواي. وبما أنه سيتم اكتشاف أمر احتيالهما فقط إلى كان العرض ناجحاً، فقد عملا على أن يكون كل شيء فيه سيئاً ومتخبطاً. ولذلك، عملا على ترتيب عرض غريب جداً باستخدام أسوأ كادر ممكن. لكن غرابة العرض جعلته ينجح فعلاً، بحيث تقوض مخطط أبطالنا في الفيلم.
في العادة، يكون المرشحون الكاسبون للرئاسة -الذين تحركهم الغطرسة أو النرجسية أو إحساس ما قبل طبيعي بالمصير- قد أمضوا بكل تأكيد جزءاً كبيراً من حياتهم المهنية -إن لم تكن حياتهم كلها منذ المراهقة- وهم يستعدون لهذا الدور. إنهم يصعدون سلالم مناصب ووظائف منتخبة. ويصنعون وجهاً مثالياً لعرضه على الناس. وهم يقيمون بهوس شبكات للتواصل، لأن النجاح في السياسة يتعلق إلى حد كبير بمَن يكون حلفاؤك. وهم يحشدون. (حتى في حالة جورج دبليو بوش غير المهتم، فإنه اعتمد على حاشية والده ليحشدوا له). وهم يقومون بالتنظيف خلفهم -أو، على الأقل، يبذلون عناية كبيرة للتستر على ما يفعلون. إنهم يُعدون أنفسهم للفوز والحكم.
لكن حسابات ترامب، الواعية لذاتها تماماً، كانت مختلفة. كان المرشح وكبار مساعديه يعتقدون أنهم يمكن أن يحصلوا على جميع الفوائد الممكنة من وصول المرء إلى مرحلة أن يصبح رئيساً "تقريباً" بدون الاضطرار إلى تغيير سلوكهم أو رؤيتهم العالمية الأساسية مثقال ذرة واحدة: ما علينا سوى أن نكون مَن نكون -أو ما نكون- فحسب، لأننا لن نفوز بطبيعة الحال.
عادة ما صنع العديد من المرشحين للرئاسة فضيلة من كونهم خارجيين وغرباء عن واشنطن. وفي الممارسة، فإن هذه الاستراتيجية ببساطة تفضل حُكام الولايات على أعضاء مجلس الشيوخ. ويعتمد كل مرشح جاد، بغض النظر عن مدى انتقاده/ انتقادها لواشنطن، على مطلعين داخليين في الحكومة هناك للحصول على المشورة والدعم. ولكن في حالة ترامب، الذي كان بالكاد شخصاً عمل في دائرته الداخلية الأكثر قرباً في مجال السياسة على المستوى الوطني -فإن أياً من أقرب مستشاريه لم يعمل في السياسة على الإطلاق. وطوال حياته، كان لترامب القليل من الأصدقاء المقربين من أي نوع، لكنه عندما بدأ حملته من أجل الرئاسة، لم يكن لديه تقريباً أي أصدقاء من عالم السياسة. وكان السياسيان الفعليان الوحيدان اللذان كان ترامب قريباً منهما هما رودي جولياني وكريس كريستي، وكان هذا الرجلان، كل بطريقته الخاصة، غريبين ومنعزلين. وسيكون القول إنه لم يكن يعرف شيئاً -لا شيء على الإطلاق في الحقيقة- عن الأسس الفكرية الأساسية لهذا العمل، تقليلاً فكاهياً من الحقيقة. في وقت مبكر من الحملة، في تجسيد لمشهد رائع من "المنتجون"، تم إرسال سام نونبرغ حتى يقوم بشرح الدستور للمرشح: "كنتُ قد قطعت شوطاً ووصلت التعديل الرابع قبل أن يضع إصبعه على شفته وتدور عيناه في رأسه".
وقد جاء كل فرد تقريباً في فريق ترامب ومعه هذا النوع من الصراعات الفوضوية التي لا بد أن تلم برئيس أو موظفيه. كان أصدقاء مايك فلين، مستشار ترامب للأمن القومي في المستقبل، الذي أصبح فصل ترامب الافتتاحي في كل تجمعات الحملة، والذي أحبَّ ترامب أن يسمعه وهو يشكو من وكالة الاستخبارات المركزية وقلة حيلة الجواسيس الأميركيين، كانوا قد أخبروه أن أخذ 45.000 دولار من الروس عن كل خطاب ليست فكرة جيدة. وقال لهم مطمئناً: "حسناً، سوف تكون هذه مشكلة إذا فزنا"، عارفاً في قرارة نفسه أنها لن تكون بذلك مشكلة.
وبول مانافورت، عضو جماعات الضغط الدولي والناشط السياسي الذي استعاده ترامب ليدير حملته بعد طرد ليفاندوفسكي -والذي وافق على عدم تقاضي أي أجر، مثيراً الأسئلة عن تقديم الخدمة رداً لجميل- كان قد أمضى ثلاثين عاماً في تمثل الديكتاتوريين والطغاة الفاسدين، جامعاً الملايين من الدولارات من دروب مالٍ لفتت منذ وقت طويل انتباه المحققين الأميركيين. وبالإضافة إلى ذلك، كان عندما انضم إلى الحملة يتعرض للمقاضاة، وكانت كل خطوة مالية له تُوثق على يد الملياردير الروسي الأوليغارشي أوليج ديريباسكا، الذي زعم أنه سرق 17 مليون دورلار منه في عملية احتيال عقارية.
لأسباب واضحة تماماً، لا يوجد رئيس قبل ترامب -وعدد قليل من السياسيين- جاؤوا من قطاع العقارات التجارية: فباعتبار سوق العقارات خاضعة لتنظيم خفيف فقط، وقائمة على أساس الديون الكبيرة وعرضة دائمة لتقلبات السوق المتكررة، فإنها تعتمد في كثير من الأحيان على معروف الحكومة، وهي مكان مفضل لاستبدال النقود الإشكالية -غسل الأموال. وكان كل من صهر ترامب، جاريد كوشنر؛ ووالد جاريد، تشارلي؛ وأبناء ترامب دون الابن وإريك، وابنته إيفانكا، فضلاً عن ترامب نفسه، قد دعموا مؤسساتهم التجارية -أكثر أو أقل- بالعمل في منطقة الليمبو الرمادية المشوبة بالشك للتدفق المالي العالمي الحر. وكان تشارلي كوشنر، الذي ارتبطت المصالح التجارية العقارية لصهر ترامب وأهم مساعديه به بالكامل، قد أمضى بالفعل وقتاً في سجن اتحادي للتهرب من الضرائب، والشهادة الزور، وتقديم تبرعات غير قانونية للحملات.
عادة ما يقوم الساسة المعاصرون وكوادرهم بإجراء الجزء الأكثر من بحوثهم الخاصة بالمعارضة على أنفسهم أولاً. ولو كان فريق ترامب قد أجروا تدقيقاً على مرشحهم، لكانوا قد استنتجوا -منطقياً- أن التدقيق الأخلاقي المتزايد يمكن أن يعرضهم بسهولة للخطر. لكن ترامب لم يبذل أي جهد من هذا القبيل. وقد أوضح روجر ستون، مستشار ترامب السياسي منذ فترة طويلة، لستيف بانون أن ماكياج ترامب النفسي جعل من المستحيل عليه أن يلقي مثل هذه النظرة القريبة المتفحصة على نفسه. كما أنه لا يمكن أن يتسامح مع فكرة أن شخصاً آخر ربما يعرف الكثير عنه -فيمتلك بذلك شيئاً أعلى منه. وعلى أي حال، لماذا يلقي مثل هذه النظرة الوثيقة التي ربما تنطوي على احتمال لتهديد -لأنه، ماذا كانت فرص النجاح من الأساس؟
لم يقتصر الأمر على أن ترامب تجاهل التعارضات المحتملة لصفقاته التجارية وحيازاته العقارية، لكنه رفض بجرأة الإفصاح عن عوائده الضريبية. لماذا قد يفعل مثل ذلك إذا كان لن يفوز؟
وأكثر من ذلك، رفض ترامب قضاء أي وقت في التفكير -مهما كان افتراضياً ونظرياً- بالمسائل الانتقالية، قائلاً إن ذلك سيكون "فألاً سيئاً" -لكنه يعني في الحقيقة أنه كان مضيعة للوقت. كما أنه لم يفكر، حتى من بعيد، في مسألة حيازاته وأشيائه المتعارضة.
إنه لم يكن سيفوز، ببساطة! أو أن الخسارة في حد ذاتها كان فوزاً بالنسبة له.
سوف يكون ترامب الرجل الأكثر شهرة في العالم -شهيد هيلاري كلينتون الماكرة.
سوف تكون ابنته إيفانكا وصهره جاريد قد حولاً نفسيهما من أولاد أغنياء غامضين نسبياً إلى مشاهير عالميين وسفراء للعلامات التجارية.
سوف يصبح ستيف بانون رئيساً لحزب الشاي بحكم الأمر الواقع.
وسوف تصبح كيليان كونواي نجمة لأخبار الكابل.
سوف يستعيد رين بريبوس وكاتي والش حزبهما الجمهوري مرة أخرى.
سوف تستطيع ميلانيا ترامب العودة إلى مناسبات الغداء المبهمة وغير اللافتة.
كانت هذه هي النتيجة الخالية من المتاعب التي ينتظرها فريق ترامب يوم 8 تشرين الثاني (نوفمبر) 2016. سوف تكون الخسارة مفيدة للجميع.
بعد وقت قصير من الساعة الثامنة من مساء ذلك اليوم، عندما بدا الاتجاه غير المتوقع -أن ترامب قد يفوز فعلاً- مؤكداً، قال دون الابن لأحد الأصدقاء إن والده، أو "دي. جي. تي"، كما يسميه، بدا كما لو أنه رأى شبحاً. وامتلأت بالدموع عينا ميلانيا، التي كان دونالد ترامب قد قدم لها ضمانة وقورة بعدم الفوز -وليس من الفرح.
في غضون أكثر من ساعة بقليل، كما لاحظ ستيف بانون بحسٍّ لا يخلو من الاستياء، كان ثمة ترامب مرتبك، يتحول إلى ترامب غير مصدق ثم إلى ترامب مرتعب تماماً. لكن الذي لم يكن قد أتى بعد كان التحول النهائي: فجأة، أصبح دونالد ترامب رجلاً يعتقد بأنه يستحق أن يكون -وبأنه كان قادراً تماماً على أن يكون- رئيس الولايات المتحدة.
 
*من كتاب Fire and Fury: Inside the Trump White House.
*مايكل وولف (المولود في 27 آب/ أغسطس 1953)، هو مؤلف أميركي، وكاتب، وصحفي، وكاتب عمود ومساهم في "يو أس توداي"، و"هوليوود ريبورتر"، وطبعة المملكة المتحدة من "جي كيو". حصل على جائزتين من "مجلة ناشيونال ماغازين"، و"جائزة الميرور"، وألف سبعة كتب، بما في ذلك Burn Rate في العام 1998 عن شركة دوت كوم الخاصة به، و The Man Who Owns the News في العام 2008، وهو سيرة روبرت مردوخ. شارك في تأسيس موقع تجميع الأخبار "نيوزر"، وهو محرر سابق في "أدويك".
========================
واشنطن بوست :غموض جديد يُضاف إلى تلك الحرب: من يهاجم القواعد الروسية في سوريا؟
ليز سلاي
ترجمة حفصة جودة
تعرضت القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية في سوريا إلى سلسلة من الهجمات الغامضة ومن بينها هجوم بواسطة مجموعة من طائرات مسلحة صغيرة دون طيار، مما يكشف ضعف الوجود الروسي في البلاد رغم ادعاءات الرئيس فلاديمير بوتين الأخيرة بالنصر.
أثارت هذه الهجمات أيضًا عدة تساؤلات عن المسؤول عن تلك الهجمات الموجهة لأكبر قوة في البلاد في الوقت الذي تحاول فيه موسكو الحد من وجودها في سوريا.
في إحدى تلك الهجمات غير المعتادة هبطت أكثر من 10 طائرات مسلحة دون طيار من مكان مجهول على قاعدة حميميم الجوية شمال غرب محافظة اللاذقية حيث المقر الرئيسي للعمليات العسكرية الروسية في سوريا وبالقرب من القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، قالت روسيا إنها أسقطت 7 طائرات من بين 13 طائرة دون طيار واستخدمت تدابير إلكترونية مضادة لإسقاط الـ6 طائرات الباقية بأمان، وقالت إن الهجوم لم يتسبب في أي خسائر خطيرة.
جاء هجوم الطائرات بعد أقل من أسبوع من مقتل جنديين روسيين في هجوم بقذائف الهاون على نفس القاعدة الذي يبدو أنه تسبب في بعض الخسائر في ممتلكات الجيش الروسي، وأنكرت وزارة الدفاع الروسية تقريرًا نشرته صحيفة "كورمسانت" الروسية بأن 7 طائرات خرجوا من العمل بعد هجوم بقذائف الهاون من بينهم طائرتين مقاتلتين من طراز "Su-35" و4 طائرات هجومية من طراز "Su-24"، هذه الخسائر تعد أسوأ ما تعرضت له القوات الجوية الروسية منذ عقود، ونشر صحفي روسي صورًا لتلك الأضرار التي تؤكد تعرض بعض الطائرات لها.
تعد قاعدة حميميم مركز العمليات الروسية العسكرية في سوريا
يبدو أن هجوم الطائرات والهاون يمثل أكبر الاعتداءات التي تعرضت لها المقرات الروسية في سوريا منذ تدخلها العسكري في سبتمبر 2015 الذي نجح بشكل كبير في تحقيق أهدافه في دعم حرب الرئيس بشار الأسد لقمع 7 سنوات من الثورة ضد حكمه، وأفادت وكالات الأنباء الروسية عن وقوع هجوم من طائرتين دون طيار ضد مواقع روسية في محافظتي حمص واللاذقية، فضلاً عن الهجوم الذي وقع ضد قاعدة حميميم في الأسبوعين الماضيين.
يقول مكسيم سوشكوف من مجلس الشؤون الدولية الروسية ويكتب في صحيفة "المونيتور": "تعد قاعدة حميميم مركز العمليات الروسية العسكرية في سوريا، وتقع في عمق الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية، وحتى وقت قريب كانت محصنة ضد أي هجوم، لقد كانوا يعتقدون أنها قاعدة آمنة لكن يبدو الآن أنها أصبحت ضعيفة"، والسؤال المطروح الآن  في موسكو: هل أمّن الجيش الروسي القاعدة بشكل كاف، أم أنه فشل في الكشف عن امتلاك خصومه لتكنولوجيا جديدة؟
تقول جينيفر كافاريلا من معهد دراسات الحرب في واشنطن إن الهجمات تثير تساؤلات أيضًا بشأن استمرار المكاسب الروسية في سوريا، في شهر ديسمبر زار بوتين قاعدة حميميم وقال إن روسيا ستبدأ في الحد من وجودها لأن الحرب قد انتهت في سوريا بشكل أساسي.
خميميم
إحدى الطائرات دون طيار التي أسقطتها قاعدة حميميم
وتضيف كافاريلا: "لكن الأحداث الأخيرة تقول بأن أيًا كان من قام بتلك الهجمات فبإمكانه اختراق مناطق النظام وإيقاع الخسائر في الجانب الروسي، لذا فالمكاسب التي حققها النظام  ليست آمنة ومعرضة لأن تكون مكاسب مؤقتة".
السؤال الأكبر الذي يطرح نفسه الآن: من المسؤول عن ذلك؟ فالأمر الذي يجعل تلك الهجمات غير معتادة أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه، مما يثير الكثير من التكهنات في وسائل الإعلام الروسية والسورية بشأن منفذي تلك الهجمات.
اتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة بمسؤوليتها عن هذا الهجوم، قائلة إن هذا الهجوم يتطلب مستوى عاليًا من الخبرة لا تمتلكه أي من الجماعات المسلحة في المنطقة، والأمر الذي ضاعف من تلك الشكوك أن الوزارة قالت في صفحتها على فيسبوك إنها شاهدت طائرة استطلاع أمريكية من طراز "بوسيدون" تحلق في السماء لمدة 4 ساعات في أثناء هجوم الطائرات دون طيار.
أقرب موقع لتنظيم الدولة يبعد مئات الأميال عن قاعدة حميميم، مما يجعل تنظيم الدولة الأقل احتمالية في تنفيذ هذا الهجوم
قال إريك باهون المتحدث الرسمي باسم البنتاغون إن هذه الادعاءات كاذبة تمامًا، وأضاف أن تنظيم الدولة استخدم الطائرات دون طيار ضد القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في شرق سوريا والعراق، وهذه الطائرات الصغيرة دون طيار يمكن الحصول عليها تجاريًا بكل سهولة.
لكن أقرب موقع لتنظيم الدولة يبعد مئات الأميال عن تلك المحافظة الساحلية الغربية حيث تقع قاعدة حميميم، مما يجعل تنظيم الدولة الأقل احتمالية في تنفيذ هذا الهجوم، علاوة على ذلك، فمعظم الطائرات دون طيار التي استخدمها تنظيم الدولة لم يتجاوز مداها كيلومترين وفقًا لتحليل أجرته مجموعة "IHS Markit" للاستشارات، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الطائرات المستخدمة في هجوم حميميم جاءت من مسافة ما بين 50 إلى 100 كيلومتر مما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا ويوسع دائرة المشتبه بهم.
قال سوشكوف إن إحدى جماعات المعارضة السورية العديدة هي بالتأكيد المسؤولة عن ذلك، لكن هذه الجماعات المعروفة لا يقع أي منها في نطاق قذائف الهاون بالنسبة للقاعدة، كما أن هذه الجماعات دائمًا ما تعلن مسؤوليتها عن أي عمليات تقوم بها، إنها تنشر كل شيء على الإنترنت متباهية بذلك.
من بين النظريات المنتشرة على نطاق واسع أن مجموعة من العلويين الساخطين من طائفة الأسد مسؤولون عن هذا الهجوم
من بين النظريات المنتشرة على نطاق واسع أن مجموعة من العلويين الساخطين من طائفة الأسد مسؤولون عن هذا الهجوم، فقد نُشر بيان على الإنترنت باسم جماعة غامضة تُسمى "حركة العلويين الأحرار" وقد حذرت فيه العلويين الذين يدعمون النظام من أن هذا الهجوم يثبت أن نظام الأسد ليس آمنًا، لكن الحركة لم تعلن مسؤوليتها صراحًة عن هذا الحادث، وقال عدد من أعضاء العلوية المعارضة إنهم لا يعتقدون بأن تلك الحركة حقيقة ويشكون في أنها تابعة لوكالة مخابرات أجنبية تسعى لخلق وجود حالة من الصراع بين الموالين للنظام.
أما وكالات الأنباء السورية المعارضة فتقول إن ميليشا مدعومة من إيران تقاتل في جانب النظام وتقع في التلال التي تسيطر عليها الحكومة بالقرب من القاعدة هي المسؤولة عن ذلك، وطبقًا لهذه النظرية، فإيران تسعى لإحباط الجهود الروسية لفرض تسوية سلمية في سوريا من شأنها أن تقوض المصالح الإيرانية.
يقول سوشكوف: "حتى الآن لا مزيد من النظريات، لكن الأمر ما زال غامضًا حتى هذه اللحظة".
========================
من يحكم سوريا بعد أن تنتهي الحرب.. «واشنطن بوست» تجيب
نشرت صحيفة “#واشنطن بوست” الأميركية، مجموعة من #التسريبات للمحادثات الجارية داخل #البيت الأبيض، لوضع نهاية للحرب الدائرة في #سوريا منذ 7 أعوام.
ووفقا للتسريبات، فإن مصير رئيس النظام بشار #الأسد، سيتم تحديدة بداية الأسبوع المقبل، وهو التوقيت الذي تنتهي فيه المداولات الجارية في البيت الأبيض بمشاركة قادة أذرع#الإدارة الأمريكية المعنية بالملف السوري.
وتأتي المداولات بمشاركة ممثلين عن #دول أوروبية محورية، يأتي في طليعتها #بريطانيا و#ألمانيا و#فرنسا و#إيطاليا، فضلًا عن ممثلين لدول #آسيا الوسطى، في مقدمتها #الصين و#الهند.
ووفقا لما ذكرت الصحيفة، فإن الهدف من المشاورات هو خلق #موقف دولي حاشد، يمكن من خلاله مجابهة موقف المحور الروسي، الرامي لتمديد فترة بقاء الأسد في المنصب لأكبر مدة ممكنة، وهو الموقف الذي تعارضه #الإدارة الأميركية، التي تسعى من خلال الموقف الدولي الجديد إلى تقليص فترة بقاء الأسد، وتدرس مرحلة ما بعد رحيله عن الحكم.
ووفقا للتسريبات، فإن #البيت الأبيض، يسعى لوضع سياسة أميركية أوروبية آسيوية موحدة حيال #المستقبل السياسي للرئيس بشار الأسد، موضحة أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بدأ بالفعل في #تعطيل سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، عبر وضع سياسة غربية-آسيوية متفق عليها.
وتدور التقديرات الأميركية حول ضرورة خلق #ائتلاف سياسي قوي برئاسة الولايات المتحدة في مجابهة المحور الذي دشنه الرئيس بوتين للتعامل مع #الإشكالية السورية بالتعاون مع إيران.
وتسعى أميركا للحصول على #موافقة الأطراف المشاركة في الاجتماع على بقاء الرئيس السوري في الحكم فترة انتقالية يجري الاتفاق على تحديد مدتها خلال مفاوضات بين #الولايات المتحدة وروسيا، وبعد نهاية تلك الفترة، تجرى انتخابات رئاسية وبرلمانية، يرحل بعدها بشار الأسد من #المشهد السياسي السوري.
يذكر أنه وفقا للتسريبات فإن حالة الجدل التي ستخيم على التفاوض بين #الولايات المتحدة و#روسيا، خلال الفتررة المقبلة ستنحصر في مدة #المرحلة الانتقالية التي سيبقى خلالها الأسد محتفظًا بمنصبه، إذ سيحاول الروس تمديد تلك الفترة لأطول مدة، فيما سيصر الأميركيون على تقليصها قدر المستطاع، إلا أن مصادر في #البيت الأبيض، أعربت للصحيفة الأميركية قبل أيام عن تفاؤلها حيال إمكانية التوصل إلى #تفاهمات بين الولايات المتحدة وروسيا حول تلك القضايا.
========================
الصحافة العبرية :
معاريف :إسرائيل ستواصل الهجمات في سورية حتى بثمن التصعيد
بقلم: تل ليف رام
في القدس، كالمعتاد، لم يعقبوا حتى بعد بيان الجيش السوري بأن إسرائيل هاجمت فجراً قاعدة عسكرية في منطقة القطيفة، في ضواحي دمشق، ولكن الانشغال الواسع، هذا الأسبوع، في الكابنت بالساحة الشمالية، والتوقيت شبه الفوري للهجمة المنسوبة لإسرائيل، يشيران ظاهرا إلى الميل المتوقع حتى في السنة القريبة القادمة: إسرائيل ستواصل الهجوم على أهداف في سورية حتى بثمن التصعيد الذي يمكن أن ينشأ.    
في الأشهر الأخيرة أخذت صورة الوضع في سورية في الاتضاح: ثمار الصراع المشترك لروسيا – إيران – «حزب الله» وجيش الأسد – ومن جهة أخرى أيضا هجمات سلاح الجو الأميركي ضد «داعش» يفعل فعله، والأسد قريب من الانتصار.
ولا يزال للمعسكر الإيراني في سورية الكثير مما يخسره، الآن، حيث حان الوقت لقطف ثمار الانتصار. فبعد الثمن الباهظ الذي دفعه المعسكر الشيعي في الحرب في سورية، فإن التنازل عن التواجد الدائم على طول الحدود مع إسرائيل والمس بذخائر أخرى هي أثمان سيكون من الصعب جدا على الإيرانيين و»حزب الله» أن يحتملوها على مدى الزمن.
من ناحية إسرائيل، فإن الإبرة التي تبحث عنها في كومة القش لمخزونات السلاح والإرساليات الهائلة التي تصل إلى سورية، ولا سيما من إيران، ولكن من روسيا أيضا، هي السلاح الدقيق، بعيد المدى، الذي من شأنه أن يغير وجه الحرب التالية.
هذا السلاح، إلى جانب خلق رواق بري من إيران وحتى سورية، وإقامة معاقل إيرانية دائمة، هما اللذان يشكلان على أي حال رأس التحدي الاستخباري الإسرائيلي اليوم. يمكن الافتراض بأنه عندما يتحقق التحليل الاستخباري، وفقا للخطوط الحمر، فإن إسرائيل تهاجم.
يفهم الإيرانيون جيداً أن الاستخبارات الإسرائيلية تجلس بشكل لا بأس به على مسارات التهريب لوسائلهم القتالية، ولهذا فإنهم يستثمرون في السنتين الأخيرتين مقدرات كثيرة على نقل مصانع الإنتاج إلى سورية.
إن سيناريو حرب في الجبهة الشمالية لا يزال يبدو بعيدا، ولكن في جهاز الأمن يأخذون بالحسبان أنه قد تنشأ في السنة القريبة القادمة مواجهات موضعية، أو نوع من الأيام القتالية، بعد هجمات تنسب إلى إسرائيل.
عن «معاريف»
========================
يديعوت أحرونوت :الهجوم في سورية
اليكس فيشمان 10/1/2018
المواجهة الخفية، التي حسب تقارير اجنبية، ادارتها إسرائيل حيال إيران على الارض السورية تخرج من الضباب. وسواء أخذت إسرائيل على عاتقها المسؤولية عن الهجمات على الارض السورية – كتلك مثلا التي بلغ عنها الجيش السوري أمس – أم لا، لم يعد يهم. فنحن ملزمون بان نعتاد على فكرة أن إسرائيل كما يبدو تدير مواجهة عسكرية، منضبطة حاليا، مع منظومة عسكرية إيرانية تترسخ في سورية. معقول الافتراض أن الطاقم الوزاري المقلص للشؤون العسكرية والسياسية "الكابينيت"، الذي يبحث في الايام الاخيرة في السياسة الإسرائيلية في الجبهة الشمالية – حيال سورية، لبنان وإيران – توصل إلى هذا الاستنتاج بالضبط.
لقد أكثر قادة جهاز الأمن من الحديث في السنة الاخيرة عن امكانية أن تقيم إيران قواعد جوية، بحرية وبرية في سورية وتشغل فرقة من الميليشيات الشيعية ضد إسرائيل. هذه تهديدات لا يمكن لإسرائيل ان تتجاهلها – ولكنها لا تشكل تحديا عسكريا حقيقيا. فالمشكلة المركزية في الجبهة السورية هي اقامة منظومة كثيفة من صواريخ أرض – أرض وصواريخ دقيقة تبدأ في لبنان، تمتد حتى جنوب الجولان وتغطي كل اراضي إسرائيل برؤوس حربية دقيقة. هذا السيناريو سيجعل إسرائيل تقف أمام تحد أمني لم تعرف مثيله. وبالتوازي، يبني الإيرانيون جبهة صواريخ في غزة، ستلزم الجيش الإسرائيلي بتقسيم جهوده في القتال حيال سلاح صاروخي – من الشمال ومن الجنوب.
حاليا، لم تنجح إسرائيل في تعطيل منظومة الصواريخ والمقذوفات الصاروخية المنتشرة منذ سنوات في لبنان. والصراع، الذي تديره وفقا لمنشورات أجنبية، يستهدف منع تحول المنظومة اللبنانية إلى منظومة صواريخ دقيقة. أما في سوريا، بالمقابل، فيمكن التقدير أن الإيرانيين لا يزالون في بداية مسيرة لإقامة منظومة صواريخ مشابهة، اكثر كثافة، على اساس صناعة محلية موجودة وعلى اساس الجسر البري من إيران إلى سوريا عبر العراق.
ما يحتاجونه لاستكمال هذه المنظومة هو الزمن والمال. اذا لم يكن الروس والأميركيون قادرين – او راغبين – في عمل ذلك بطريق دبلوماسي، فيبدو أنه لا يتبقى لإسرائيلي غير العمل بنفسها. فلا يمكن الاختباء بعد اليوم خلف اقوال غامضة وتلميحات. هذه حرب بكل معنى الكلمة. على العدو أن يعرف، بل وأهم من ذلك هو ان على الجمهور في إسرائيل أن يستوعب وان يستعد.
ان هجمة سلاح الجو الأخيرة، بزعم السوريين، قد تمت على مجمع عسكري قرب القطيفة حيث كانت في الماضي الوية السكاد السورية. وهناك، على ما يبدو، تتركز اليوم المقذوفات الصاروخية، الصواريخ، مصانع الانتاج والمخازن المخصصة لسورية ولبنان. في الحالتين، يدور الحديث عن منظومة واحدة عرفها وزير الأمن ليبرمان كـ "جبهة الشمال": لم يعد بعد اليوم سوريا ولبنان. يوجد سور ناري إيراني من البحر المتوسط وحتى جنوب الجولان. وضد هذه المنظومات سيتواصل القتال بقوى متفاوتة ترتبط بمستوى الرد السوري – الإيراني وبسلوك حزب الله. اذا لم يتراجع احد ما هناك – فقد تنشب حرب.
حاليا لا توجد مؤشرات تراجع من الجانب الإيراني، بل العكس: رغم المظاهرات في إيران، كانت السنتان الاخيرتان الاكثر نجاحا من ناحية آيات الله في نشر الثورة الاسلامية: فاذا كان الانجاز المركزي للحرس الثوري حتى 2015 قد وجد تعبيره في لبنان، ففي السنتين الاخيرتين نجحت إيران في الامساك بالعراق، بأفغانستان، بسوريا، باليمن وتعميق نفوذها في سلطنة عُمان وفي البحرين. فالحكم الإيراني، ولا سيما الحرس الثوري في حالة نشوة بسبب احساس النصر في سوريا. محمد علي الجعفري، قائد الحرس الثوري، وقاسم سليمان، قائد قوة القدس، أصبحا معبودين جديدين في اوساط الشيعة في الشرق الاوسط.
ان الانتصار في سوريا يعتزم الإيرانيون ترجمته إلى انجازات اقتصادية، وبالأساس استراتيجية. حسين سلامة، نائب قائد الحرس الثوري، صرح بانه في الاستراتيجية الإيرانية لم تعد إسرائيل منذ الان تعتبر كتهديد، إذ ان لحزب الله تفوق عليها. سواء كان هذا صحيحا أم لا، فالإيرانيون يؤمنون بذلك، يتصرفون بناء على ذلك، ويضعون امام حكومة إسرائيل تحديا سياسيا وامنيا من الدرجة الأولى.
========================
 ديبكا” :خطة أميركية من 3 بنود ستغيّر سوريا.. الأسد باقٍ ولكن!
قال موقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي إنّ توقيت الغارات التي نفذتها إسرائيل إنطلاقاً من الأراضي اللبنانية على مواقع في الداخل السوري يوم أمس أدّت إلى تحديد موعد لعقد جلسة تقييم واسعة و”هادفة” لسياسة الولايات المتحدة المتعلقة بمستقبل الرئيس السوري بشار الأسد السياسي في نهاية الأسبوع الجاري في واشنطن.
ولفت الموقع إلى أنّ مسؤولين كباراً في مختلف فروع الإدارة الأميركية المعنية بالسياسة الأميركية في سوريا سيقودون المفاوضات في البيت الأبيض، مشيراً إلى أنّ ديبلوماسيين أوروبيين كباراً من بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وممثّلين عن آسيا، وتحديداً عن اليابان والهند، مدعوون أيضاً للمشاركة.
وأوضح الموقع أنّ الولايات المتحدة تسعى عبر هذه المفاوضات إلى وضع سياسية أميركية-أوروبية-آسيوية موحّدة تحدِّد بموجبها شكل النظام السوري ومستقبل الأسد بعد انتهاء الحرب.
وتابع الموقع بأنّ واشنطن تريد الخروج بسياسة تتحدّى خطط الرئيس الروسي فلاديمير الساعي إلى قيادة سوريا من الحرب إلى السلم مع كلّ من إيران وتركيا، كاشفاً أنّ الولايات المتحدة تعتقد أنّ روسيا ستصرّ على إطالة مدة بقاء الأسد في الحكم ما يعارض الرؤية الأميركية، وملمحاً إلى أنّ أوساط الإدارة الأميركية واثقة من إمكانية رأب الصدع هذا.
عن الخطة الأميركية، قال الموقع إنّ واشنطن تريد الحفاظ على وحدة الأراضي السورية ومنح الأقليات في سوريا استقلالية جزئية لا سيّما الأكراد، مضيفاً بأنّ الأسد سيبقى في الحكم لفترة انتقالية، تتحدّد مدتّها بموجب محادثات تجريها الولايات المتحدة مع روسيا، على أن يتنحى بعد حصول انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وعلى الرغم من أنّه لم تتم دعوة إسرائيل إلى المشاركة في المحادثات، بلّغت تل أبيب موقفها لواشنطن خلال محادثات مباشرة جرت بين مسولين أميركيين وإسرائيليين ومسؤولين أمنيين، وفقاً للموقع.
وفيما لفت الموقع إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بلّغ بوتين موقفه في اتصال جرى بينهما في 1 الشهر الحالي وإلى أنّهما سيلتقيان قريباً، شدّد على أنّ زيارة مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، إلى تل أبيب هذا الشهر ستساهم في نقل الرسائل الإسرائيلية إلى واشنطن على مستوى الملف السوري.
ختاماً، ذكّر الموقع بالضربة الإسرائيلية، قائلاً إنّها هدفت إلى تذكير واشنطن وموسكو بأنّ تل أبيب تتابع خطواتهما في سوريا وستحرص على أن تأخذا آراءها واحتياجاتها الأمنية بعين الاعتبار، وإلى تحذير إيران من محاولتها استخدام الفترة الانتقالية لتعزيز وجودها العسكري في سوريا.
========================
الصحافة الفرنسية والاسبانية :
الكونفدنسيال: كيف سيتغير الوضع بالشرق الأوسط خلال 2018؟
نشرت صحيفة الكونفدنسيال الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن التغيرات التي طرأت على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي اتخذت فيها الأحداث مسارا مختلفا تماما مع بداية هذه السنة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المشهد العام في كل من سوريا والعراق قد شهد تغيرا جذريا. من جهة أخرى، عاشت اليمن وليبيا على وقع حادثتين ساهمتا في تغيير الوضع في كلا البلدين بشكل كبير.
وأفادت الصحيفة أن الحادثة الأولى ترتبط باغتيال الرئيس السابق، علي عبد الله صالح على أيدي الحوثيين، في حين أعلن الجنرال الليبي خليفة حفتر عن إبطال الاتفاق السياسي الليبي المدعوم من قبل الأمم المتحدة، وهو ما أدى إلى تعقيد آفاق التطبيع وتسريع دينامية الصراع في البلدين.
وبينّت الصحيفة أن النزاع المستعر بين المملكة السعودية وإيران وقطر سيجعل من 2018 سنة حاسمة بالنسبة للمنطقة. في الأثناء، استعاد نظام بشار الأسد، وحلفاؤه، السيطرة على ما يقارب ثلثي الأراضي السورية، في حين تسيطر الميليشيات الكردية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، على جزء كبير من شمال وشرق البلاد.
وقد اقتصرت سيطرة الجماعات المعارضة الأخرى على جيوب صغيرة من الأراضي في شمال غرب وجنوب سوريا، إلى جانب بعض الأراضي في مركز البلاد. من جانب آخر، عاد العديد من مقاتلي حزب الله إلى لبنان، الأمر الذي زاد من مخاوف إسرائيل، على خلفية الخبرة والقدرات العسكرية الجديدة التي يتمتع بها هؤلاء المسلحون.
ونقلت الصحيفة على لسان أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة أليكانتي، إغناسيو ألفاريز أوسوريو، أن "نهاية الحرب في سوريا باتت وشيكة أكثر من أي وقت مضى، ولعل ذلك لا يعود فقط إلى هزيمة تنظيم الدولة، وإنما بسبب عملية عزل الجماعات المعارضة بشكل متزايد".
وأردف أوسوريو، أنه "بالتالي ستكون سنة 2018 سنة العمليات التي ستطال الأراضي التي لا تزال محل نزاع في مدينتي إدلب ودرعا وبعض المناطق الأخرى المحيطة بالعاصمة. وعلى الأرجح أن قوات الأسد ستتقدم بشكل تدريجي، وستعمل على دفع المعارضة إلى مناطق أخرى تماما مثلما وقع في حمص أو حلب.
نتيجة لذلك، سيعزز النظام الإنجازات التي حققها ويستعيد الأراضي المفقودة".
وأوضحت الصحيفة أن بغداد أيضا تشق طريقها نحو استعادة السيطرة المطلقة تقريبا على كل المناطق داخل حدودها. وفي هذا الصدد، أكد أوسوريو، أن "العراق يتحرك بخطى ثابتة نحو الاستقرار، فقد أصبحت الحكومة المركزية أقوى مما كانت عليه منذ سنوات ونجحت في هزيمة تنظيم الدولة، والتصدي لمحاولات الاستقلال الكردي".
من جهته، أكد المحلل رانج علاء الدين أن "سنة 2018 ستشهد عودة سلطة الدولة العربية. فمنذ سنة 2011، أدى تراجع السلطات العربية إلى تغيير موازين القوى لصالح النخب السياسية والعسكرية والجهات المسلحة غير الحكومية".
وأفادت الصحيفة أن مصر وليبيا تستعدان لإجراء انتخابات رئاسية خلال هذه السنة. بالنسبة لمصر، وفي ظل غياب أي معارضة حقيقية عن الانتخابات، من المحتمل أن تتم إعادة انتخاب السيسي بأغلبية ساحقة.
أما في ليبيا، فقد أكد حفتر أن ليبيا ليست مستعدة للديمقراطية. وفي حال أدت الانتخابات إلى الدخول في مأزق جديد، سيعمل حفتر على السيطرة على البلاد بأكملها واستعادة المناطق التي لا تخضع لسيطرته.
في الأثناء، يرى المحلل أوسوريو أن "ترشيح ابن الدكتاتور المخلوع معمر القذافي، سيف الإسلام، للانتخابات هذه السنة سيقابل بمقاومة كبيرة من قبل الأطراف السياسية الليبية التي لا ترغب في رؤية أحد من عائلة القذافي مرة أخرى في السلطة".
وبيّنت الصحيفة أن الوضع في فلسطين بعد قرار ترامب القاضي بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس لا يزال موضع العديد من التساؤلات. وحسب المحلل أوسوريو يعد "احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة واردا. في الوقت ذاته، لا بد من مراقبة الوضع لمعرفة ما إذا كان ترامب سيتخذ فعلا هذه الخطوة ويعلن عن خطة سلام ويعمد إلى فرضها على الفلسطينيين".
وأشارت الصحيفة إلى أن المواجهة السعودية القطرية قد زعزعت التوازن الإقليمي الهش في المنطقة، مما أجبر الجهات الفاعلة الأخرى على تغيير موقفها. في الأثناء، تعتبر بوادر الصلح بين كلا الدولتين بعيدة المنال في الوقت الحالي. وفي هذا الصدد، أوضح أوسوريو، أنه "من المحتمل أن تغير السعودية من سياستها في محاولة لإعادة قطر تحت وصايتها كما كانت سابقا".
وأبرزت الصحيفة أنه في خضم الحرب الباردة بين إيران والسعودية، سيكون مصير اليمن على المحك. فمن المعلوم أن طهران تقدم الدعم إلى المتمردين الحوثيين ضد الحملة العسكرية للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على الأراضي اليمنية.
وعلى الرغم من أن هذه الحرب قد تسببت في أكبر كارثة إنسانية في المنطقة، إلا أنه لا تلوح في الأفق أي مؤشرات تحيل إلى حل تفاوضي قريب.
من جهته، يعتقد أوسوريو، أن "الوضع المتردي في اليمن سيستمر، في حين لن تُحقق أي انتصارات أو هزائم. في الأثناء، تسعى كل من السعودية والإمارات إلى تعزيز امتداد حملتهما العسكرية حتى لا يكون هناك مخرج للأزمة اليمنية في المستقبل القريب". وعموما، قد تؤدي الحرب اليمنية إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها وإشراك الدول العظمى في القتال المباشر.
وأكدت الصحيفة على لسان المحلل في معهد بروكنجز، بروس ريدل، أن "الحرب في اليمن تكلف طهران بضعة ملايين من الدولارات شهريا، بينما تكلف الرياض ست مليارات شهريا. وفي حال تم إطلاق أي صاروخ نحو الرياض أو جدة أو أبو ظبي، سيكون الانتقام ضد إيران على نطاق واسع، ما من شأنه أن يعزز إمكانية اندلاع حرب إقليمية شاملة".
========================
لوموند: التحالف الروسي الإيراني التركي الأكثر هشاشة
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن التحالف الروسي الإيراني التركي بسوريا أكثر هشاشة اليوم من أي وقت مضى منذ بدء الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري مدعومة بالطيران الروسي على مناطق سيطرة المعارضة في إدلب.
وذكرت مراسلتها بأنقرة ماري جيغو أن الأتراك منزعجون جدا من هذا الهجوم المتواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2017 على المنطقة الجنوبية الشرقية من محافظة إدلب، الأمر الذي دفع أنقرة لاستدعاء سفيري روسيا وإيران وإبلاغهما برغبة تركيا في ممارسة حكومتي البلدين ضغوطا على النظام السوري لوقف عملياته العسكرية في إدلب، التي هي إحدى مناطق خفض التوتر الأربع المتفق عليها خلال محادثات أستانا (كزاخستان) في ربيع العام الماضي.
وتقع هذه المنطقة، التي يقطنها قرابة 2.5 مليون شخص، تحت سيطرة مجموعات متعددة من المعارضة المسلحة، وقد تمكن جيش النظام، بدعم عسكري قوي من حلفائه الروس والإيرانيين، من أن يسيطر على مئات القرى التابعة لمحافظة إدلب، وهو يسعى اليوم للسيطرة على الطريق الرابط بين دمشق وحلب، وكذلك قاعدة أبو الظهور.
وأدت هذه العمليات العسكرية لفرار آلاف المدنيين إلى الطرق القريبة من الحدود التركية، إلا أن تركيا التي تستضيف حوالي ثلاثة ملايين لاجئ سوري ترفض استقبال أي تدفق جديد للاجئين إلى أراضيها، علما أن حدودها مغلقة بشكل محكم.
وقد استنكر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هذه العمليات، متهما قوات النظام باستهداف المسلحين المعتدلين بذريعة مواجهة جبهة النصرة، وهو ما قال إنه "يمكن أن يؤدي إلى تخريب عملية التسوية السياسية للصراع".
قمة سوتشي
ومن المقرر عقد قمة يومي 29 و30 يناير/كانون الثاني الحالي بمنتجع سوتشي الروسي على شواطئ البحر الأسود، يشارك فيها النظام السوري ورعاته الروس والإيرانيون، إضافة إلى تركيا والمعارضة السورية، وذلك بغية وضع حد لهذا الصراع الذي أدى إلى مقتل أكثر من 340 ألف شخص منذ العام 2011.
غير أن هذا الاجتماع يأتي في وقت يبدو فيه الحلف الروسي الإيراني التركي أكثر هشاشة من أي وقت مضى، إذ إن تركيا تعتبر هذا الهجوم خرقا لاتفاق "مناطق خفض التوتر"، بينما نفد صبر الروس خصوصا بعد أن استهدفت طائرات مسيرة قاعدتيها في حميميم وطرطوس.
وقد اعترفت وزارة الدفاع الروسية بهذه الهجمات، ورجحت أنها لم تكن لتتم لولا "مساعدة من دولة أجنبية"، نظرا لتطور المعدات المستخدمة فيها. ووفقا لصحيفة ريد ستار اليومية، يعتقد أن الطائرات من دون طيار غادرت جنوب غرب إدلب في الثالث من يناير/كانون الثاني الجاري، في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة كومرسانت الروسية أن سبع طائرات روسية دمرت في حميميم نتيجة الهجوم، وهو ما نفته قيادة الأركان الروسية.
========================