الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 11/11/2017

سوريا في الصحافة العالمية 11/11/2017

12.11.2017
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة التركية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الروسية :  
الصحافة الامريكية :
هافينغتون بوست :ما الذي يمنع اندلاع الحرب في الشرق الأوسط حتى الآن؟
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1259517fy307843455Y1259517f
نفقٌ يتم تفجيره تحت حدود قطاع غزة مع إسرائيل، واستقالةٌ مفاجئة تُدخِل لبنان في حالةٍ من الفوضى، وسلسلةٌ من الاضطرابات بالسعودية، وخفوت المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سورية والعراق، كل هذا يشي بجولةٍ جديدة من التهديد بتفجُّر حربٍ بين إسرائيل من جهة، وإيران ووكلائها من الجهة الأخرى.
وينتشر الحديث عن حربٍ بين عناصر التحالف الذي تقوده إيران وكذلك التحالفٍ غير المرجح المناوئ لطهران الذي يجمع إسرائيل والسعوديين، حسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية.
لكن، ما يقلل احتمالات أي سيناريو معقول لاندلاع الحرب، أن كلاً من أعضاء التحالفين يودّ أن تندلع الحرب، ولكن بشرط ألا يخوضها بنفسه؛ لأن أيّاً من أعضاء التحالفين في الوقت الحالي ليس في وضعٍ يكون فيه من مصلحته أن يضطلع بالأمر بنفسه.
 
إيران
على مدى السنوات الست والنصف الماضية استثمرت القيادة الثورية في إيران بصورةٍ كبيرة في دعم نظام الأسد بسورية. واتَّخذ هذا الدعم مجموعة من الصور: كـ»المستشارين العسكريين» من فيلق القدس الإيراني، ونشر الآلاف من مقاتلي «حزب الله» اللبناني، وعمليات نقل جوي مُتكرِّرة لأسلحةٍ تهبط في مطار دمشق، وتجنيد عشرات الآلاف (بالأساس من اللاجئين الأفغان) للقتال ضمن صفوف الميليشيات الشيعية، وعلى الأقل رصيد يبلغ مليار دولار للسماح ببقاء الأسد قادراً على سداد فواتيره.
وأيٌّ من ذلك لم يكن كافياً لتمكين تحقيق النصر النهائي للرئيس السوري، لكنَّها أبقته ناجياً تقريباً حتى وصل الروس في أيلول 2015. الآن وبعد أن ضمنت بقاء الأسد، تعتزم إيران جني ثمارها في شكل امتيازات تعدين، وحقوق بناء قاعدة جوية على الأراضي السورية، وميناء عسكري على ساحل البحر المتوسط.
وتمارس إسرائيل ضغوطاً دبلوماسية وتُهدِّد باستخدام القوة العسكرية لمنع إيران من تأسيس معقلٍ لها في سورية. (هذا الضغط يدعمه صراع قوة في طهران، حيث تتجادل الفصائل المختلفة حول ما إذا كانت المليارات الإضافية التي سيحتاجها بناء تلك القواعد يجب أن تذهب لتعزيز اقتصاد إيران في الداخل أم لا).
وليس لإيران أي مصلحة الآن في نشوب حربٍ بين وكلائها وإسرائيل في سورية ولبنان، والتي من شأنها أن تُهدِّد مكاسبها التي استثمرت فيها الكثير للغاية. وبدلاً من ذلك، ستُفضِّل طهران أن ترى إسرائيل مُشتَّتة في منطقةٍ أخرى، وسيكون المكان الأنسب لحدوث ذلك هي المنطقة على طول حدود إسرائيل الجنوبية مع قطاع غزة.
زار وفدٌ من حركة «حماس» طهران، هو الثاني من نوعه في غضون أسابيع. وكان هناك خلافٌ بين إيران و»حماس» إبَّان الحرب السورية حين كانت إيران تساعد نظام الأسد على قتل مئات الآلاف من السُنَّة السوريين، بما في ذلك حلفاء «حماس» في جماعة الإخوان المسلمين السورية.
لكنَّ الحرب في طور الانتهاء الآن، ويجري إعادة تأسيس العلاقات. وخلال الحرب ازداد دعم إيران لمنافِسة «حماس» في غزة، حركة الجهاد الإسلامي الأكثر تشدُّداً. والآن، ستكون إيران سعيدة لضم «حماس» و»الجهاد» لإثارة بعض الفوضى على حدود غزة، وصرف الأنظار عن سورية.
 
غزة
على الرغم من مناشدات إيران، فإنَّ لدى غزة مشكلاتها الخاصة، وفي حين أن «حماس» سعيدة بإعادة تأسيس العلاقات مع طهران، فإنَّ مصالح الحركة تكمن الآن في القاهرة، التي وُقِّع فيها اتفاق المصالحة مع حركة «فتح»، الشهر الماضي.
وتريد مصر من «حماس» أن تحافظ على السلام في غزة والتأكُّد من عدم تحوُّل القطاع إلى مركزٍ لوجيستي لمقاتلي «داعش» في سيناء.
وإن كان هناك أي شك، خصوصاً من جانب إسرائيل، في أنَّ المصالحة ليست سوى مجرد عملية أخرى محكوم عليها بالفشل، فهنا أتى التدمير الإسرائيلي في 30 تشرين الأول 2017 لنفقٍ هجومي تابع لحركة الجهاد الإسلامي عابر للحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة، والذي أسفر على الأقل عن مقتل 14 من أعضاء «الجهاد» و»حماس» تحت الأرض. في الماضي، فإن عملية كتلك كانت ستنتهي بشكلٍ ما بالانتقام من جانب حركتي «حماس» و»الجهاد». لكن عوضاً عن ذلك، وبعد مرور أكثر من أسبوع بعد ذلك، لم نرَ إلى الآن أي تصعيد. وأجبرت «حماس» حركة الجهاد على الإبقاء على الهدنة غير الرسمية السارية مع إسرائيل منذ صيف العام 2014.
 
«حماس»
الحصار المستمر لغزة وتدهور الوضع الاقتصادي -الذي عزَّزته العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية في الأشهر القليلة الماضية- أوصلا «رئيس وزراء» حماس الجديد في غزة، يحيى السنوار، إلى استنتاجٍ لا مفر منه بأنَّه يتعين عليه إيجاد سبيل جديد في الوقت الراهن للتعاون مع كلٍ من مصر المجاورة والسلطة الفلسطينية. وكان أمامه إمَّا ذلك، وإما فقدان أي قدرة متبقية للحفاظ على السيطرة في القطاع. والسنوار شخصٌ مُتشدِّد مكث في السجون الإسرائيلية سنواتٍ طويلة، لكنَّه وُلِد في غزة ويفهم أوضاعها السياسية المحلية. ولا يمتلك صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، وهو منافس السنوار ورئيس وفد الحركة إلى طهران، أي مسؤولية عن غزة. ولن تتخلى «حماس» عن ترسانة صواريخها أو شبكة الأنفاق بالقطاع، لكنَّها في حاجةٍ مُلحّة لتخفيف الظروف الإنسانية هناك، والسبيل الوحيد لذلك هو عبر تحالفٍ مع مصر وتقاربٍ مرتبك وغير مستقر مع السلطة الفلسطينية. ومن شأن جولةٍ أخرى من الحرب المُدمِّرة مع إسرائيل أن تُعرِّض الاتفاق للخطر، ولن يسمح السنوار، في الوقت الراهن، بحدوث ذلك، ويمنع في الوقت نفسه حركة الجهاد من الرد. وذلك بغض النظر عمَّا تريده إيران.
 
مصر
قبل وقتٍ ليس ببعيد، كان يجري اعتبار مصر العنصر العربي الرئيس في التحالف الإقليمي المناوئ لإيران. لكنَّ ضعفها السياسي والاقتصادي المستمر أجبرها على الحد من مخططاتها الأوسع والتركيز أساساً على مصادماتها مع «داعش» في سيناء، حيث لا يزال بضع مئات من مقاتلي التنظيم المُتشدِّد يُكبِّلون جزءاً كبيراً من الجيش المصري الضخم والمُجهَّز جيداً. ومصر هي الدولة الوحيدة ربما التي على وشك الخسارة بسبب القضاء على معاقل «داعش» في العراق وسورية؛ إذ تنتقل بقايا «داعش» إلى ليبيا المجاورة، وقد يُركِّز التنظيم مزيداً من موارده الباقية على سيناء. وكانت ستصبح سعيدة لرؤية الآخرين ينقلون الحرب أبعد، فيما تُركِّز هي على أمور أقرب إليها، كغزة على سبيل المثال. لقد تنازلت مصر عملياً عن مهمتها التاريخية في قيادة المعسكر العربي السُنّي، تارِكةً المهمة للسعوديين.
 
السعودية
صدمت أحداث الأيام القليلة الأخيرة في الرياض المراقبين المُخضرمين لبيت آل سعود. فالاعتقالات العديدة على خلفية مزاعم بالفساد لمسؤولين سابقين، من بينهم عدد من أمراء الأسرة الحاكِمة؛ وتعيين رجال تابعين لمحمد بن سلمان في مناصب رئيسة؛ وحادثة غامضة لتحطُّم إحدى المروحيات؛ واستدعاء تابعين للسعودية كرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الذي اختار إعلان استقالته السبت من الرياض، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، كل ذلك دفع الخبراء لمحاولة إيجاد دافعٍ مشترك، بعيداً عن مجرد كونه تحرُّكاً آخر من جانب بن سلمان لترسيخ قبضته على المملكة. وتتمثَّل إحدى النظريات الرائجة حول استقالة الحريري في أنَّه قد فرَّ إلى الرياض، أو أُمِر بذلك؛ حتى لا يُقحَم في هجومٍ عسكري إسرائيلي وشيك على لبنان، بدعمٍ سعودي، أو هجومٍ على وكيل إيران الرئيس في بيروت، «حزب الله». وعزَّزت حقيقة اتهام «حزب الله» بمحاولة اغتيال الحريري تلك النظرية. وبالتأكيد، سيودّ السعوديون أن يُعاقَب منافسوهم الإيرانيون في هذه المرحلة بطريقةٍ أو بأخرى، وسيكون «حزب الله» هدفاً جيداً. والنظام في الرياض ليس في وضعٍ يسمح له بشن حربٍ بنفسه ضد إيران. وعلى مدار العامين ونصف العام الماضية انخرط السعوديون في حربٍ ضد الحوثيين المدعومين من إيران باليمن، وهي الحرب التي لم تكن ناجحة لدرجة أنَّ الحوثيين كانوا قادرين مساء الجمعة الماضي 3 تشرين الثاني 2017، على إرباك السعوديين بإطلاقهم صاروخاً باليستياً على مطار الرياض. ويُستبعَد أن يخاطر السعوديون بهجومٍ عبر الخليج على الإيرانيين الأقوى كثيراً، خصوصاً في الوقت الذي ينهمك فيه بن سلمان للغاية في السياسة الداخلية بالمملكة. لكن، هل سيردّ «حزب الله» بأي شكل على تلك الاتهامات؟
 
إسرائيل
هناك شيءٌ وحيد أكيد، وهو أنَّه حتى لو اعتقد الحريري والسعوديون أنَّ هجوماً إسرائيلياً على لبنان وشيك، فإنَّ ذلك لن يحدث في الأسابيع القليلة المقبلة.
فإسرائيل تستضيف حالياً أكبر مناورات عسكرية دولية تحدث في البلاد على الإطلاق، تشارك فيها 7 من القوات الجوية الأجنبية من 3 قارات مختلفة. ويُعَد هذا عرضاً للدبلوماسية العسكرية الذي استمر التخطيط له على مدار سنة، وليس لدى سلاح الجو الإسرائيلي متسع من الوقت الآن لأي شيءٍ آخر. لكنَّ إسرائيل مهتمة في الوقت الراهن بالحفاظ على السلام حول غزة: فنظام الدفاع الجديد المُوجَّه ضد أنفاق «حماس» و»الجهاد» لا يزال في طور النشر، ولن يعمل بصورةٍ كاملة قبل 12 شهراً. وإلى جانب ذلك، لا ترغب إسرائيل في التدخُّل بمحاولات مصر لاختبار وتهدئة القطاع. والوضع مع «حزب الله» على طول حدود إسرائيل الشمالية أكثر تعقيداً. وتهاجم إسرائيل بانتظام أهدافاً سورية، تتمثَّل عادةً في قوافل لـ «حزب الله» تحاول تهريب أسلحة متطورة إلى لبنان، أو منشآت بحثية عسكرية. وحاولت سورية في عددٍ من المرات، مؤخراً، إطلاق صواريخ غير فعالة على الطائرات الإسرائيلية، لكن بخلاف ذلك لم يكن هناك رد من نظام الأسد أو «حزب الله». وهناك بعض الأصوات في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تؤيد ضربةً استباقية ضد مواقع صواريخ «حزب الله» في لبنان بالوقت الحالي، لكنَّهم يُمثِّلون أقلية. ويأبى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بكل خطابه المعادي لإيران، توسيع الأعمال العدائية مع وكيل إيران الرئيس (حزب الله) إلى ما هو أكثر من بعض العمليات الجراحية الدقيقة. إذ لا تزال دروس 2006 حاضرة في أذهان المُخطِّطين العسكريين الإسرائيليين، وعلى أي حال فإنَّ نتنياهو شخص متجنِّب كثيراً للمخاطر بخلاف صورته العدوانية، ولم يكن قط معجباً بالعمليات واسعة النطاق التي تتطلَّب تعبئة الجيش بأكمله. وسيكون بالتأكيد أكثر من سعيد لرؤية طرفٍ آخر يناطح إيران رأساً برأس -كالأميركيين على سبيل المثال- لكن في حين لم تدَّخِر إدارة ترامب هي الأخرى جهداً فيما يتعلَّق بالخطاب المعادي لإيران، فلا يبدو أنَّ هناك رغبة في واشنطن للذهاب أبعد من حربٍ كلامية. وقال وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، في معهد تشاتام هاوس بلندن، الاثنين الماضي: إنَّ قادة إسرائيل، والسعودية، ومصر جميعهم حثَّوا الرئيس باراك أوباما على ضرب إيران في بداية عهده. لكنَّ أيَّاً منهم حاول القيام بالأمر بنفسه. ويبدو أنَّ الوضع لا يزال كذلك.
عن «هافينغتون بوست».
========================
معهد واشنطن :ردود الفعل العسكرية الإيرانية المحتملة على العقوبات الأمريكية الجديدة
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/irans-potential-military-reactions-to-new-u.s.-sanctions
فرزين نديمي
متاح أيضاً في English
7 تشرين الثاني/نوفمبر 2017
في الوقت الذي يدرس فيه مؤيدو نظام الأسد تحركاتهم المقبلة في سوريا، تزن إيران خياراتها لإرساء موطئ قدم دائم في البلد الذي مزقته الحرب. ولا شك في أن طهران تأمل في تأمين طريقٍ لوجستية موثوقة إلى جنوب لبنان وممارسة ضغوط أكبر على إسرائيل في هضبة الجولان. وبالتالي، تعود إلى الوضع المفضّل لها، ألا وهو "العالم الإسلامي ضدّ الكيان الصهيوني"، كما قال رئيس جهاز المخابرات التابع لـ «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني الجنرال حسين نجات في مقابلة أجراها في 20 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي ظل هذه الخلفية، وصل رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري إلى دمشق في 17 تشرين الأول/ أكتوبر في زيارة دامت أربعة أيام التقى خلالها بالرئيس بشار الأسد وناقش العلاقات العسكرية المستقبلية. وقد عُقد الاجتماع بعد يوم من قيام الطائرات الإسرائيلية بضرب موقع سوري لصواريخ "سام-5" الذي أطلق منه صاروخ على إحدى دورياتها الجوية، مما دفع اللواء باقري إلى إدانة "التدخلات الجوية والبرية الإسرائيلية المتكررة" داخل الأراضي السورية واعتبارها غير مقبولة على الاطلاق. وجاءت الزيارة أيضاً بعد أيام من خطاب الرئيس الأمريكي ترامب الذي هاجم فيه السياسة الإيرانية، الأمر الذي أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الجمهورية الإسلامية سترد على الخطاب الأمريكي الأكثر حزماً من خلال اتخاذ إجراءات غير مباشرة في سوريا أو غيرها من المناطق الإقليمية الساخنة. وقد تأخذ هذه الإجراءات أشكالاً عديدة.
إرسال موارد الدفاع الجوي إلى سوريا
بما أنه من غير المرجح على ما يبدو أن تنقل روسيا المزيد من موارد الدفاعات الجوية عالية القيمة إلى سوريا أو حتى إبقائها في البلاد إلى أجل غير مسمى، قد تقرر إيران إرسال أنظمتها الخاصة إلى هناك. ومن المحتمل أن يتخذ ذلك شكل أنظمة الدفاع الجوي القابلة للنقل الجوي التي يمكن استخدامها لمراقبة الأنشطة الجوية الإسرائيلية المستقبلية في سوريا والمناطق المجاورة أو لتصدّيها إذا لزم الأمر. وما قد يزيد احتمال الانتشار الإيراني هي أحدث الإجراءات الإسرائيلية، مثل الضربة الجوية التي شُنّت في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر على منطقة صناعية سورية -إيرانية مشتركة في محافظة حمص.
وفي هذا الإطار، يُذكر أنّ سلاح الجو الإسرائيلي قام بضرب أهدافاً في سوريا عدّة مرات على مدى السنوات القليلة الماضية. ولكن نادراً ما كانت تتطلب هذه العمليات دخول الطائرات الإسرائيلية إلى المجال الجوي السوري. فقد كانت تميل إلى إطلاق أسلحتها الموجّهة من الأجواء اللبنانية، تجنباً منها ولو ظاهرياً لأي لبس مع الطائرات الروسية وموارد الدفاع الجوي في سوريا. وعلى الأرجح، سيشمل أي نشر للدفاع الجوي الإيراني وحدات ذات قدرة تنقلية فائقة، والتي إذا استُخدمت بشكلٍ فعال من قبل عاملين متخصصين كفوئين، يمكن أن تُعرّض الطائرات الإسرائيلية في المجال الجوي السوري أو اللبناني للخطر. ومن المؤكد أن تأتي هذه الوحدات من «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني مع مشغّليها من "مقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي". وفي هذا السياق، كشف قائد المقر بالوكالة في 22 تشرين الأول/أكتوبر أن ضبّاط «الحرس الثوري» الإيراني يَشْغلون مناصب رئيسية داخل هذه الوحدات.
ويدير «الحرس الثوري الإسلامي» أيضاً مزيجاً من أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة الروسية والمحلية الصنع يصل مداها بين 10 و75 كيلومتراً وفقاً للطراز. وإذا نُشرت هذه الأنظمة في غرب دمشق، ، فإن البطاريات المتنقلة مثل صواريخ أرض-جو المحلية من طراز "صياد ٢" أو "خرداد ٣" التي يصل مداها 75 كيلومتراً، قد تشكّل نظرياً مظلّةً دفاعية جوية على كامل [مرتفعات] الجولان وجنوب لبنان، وصولاً إلى بيروت. وقد تكون هذه الأنظمة أكثر تهديداً للطائرات الإسرائيلية إذا تم دمجها بالشكل المناسب مع أنظمة الكشف والتعقب التي تملكها إيران كما هو معروف، وخاصة إذا كان مشغّلوها كفوئين.
توسيع مدى الوصول غير المتماثل لـ «الحرس الثوري»
خلال تواجده في سوريا زار اللواء باقري مدينة اللاذقية الساحلية، من بين أماكن أخرى، وربما يشير ذلك إلى مصلحة «الحرس الثوري الإسلامي» في إرساء قوارب سريعة وغيرها من الأصول البحرية هناك. ويمكن للقوات الإيرانية أن تشنّ عمليات بحرية سرية من اللاذقية، وبالتعاون مع الوحدات البحرية الخاصة التابعة لـ «حزب الله»، ضد الأصول الإسرائيلية في المنطقة، بما فيها حقول الغاز الطبيعي في البحر. ويمكن القيام بهذه العمليات بالتعاون مع الوحدات البحرية الخاصة التابعة لـ «حزب الله».
وفي هذا الإطار، كرّر «الحرس الثوري الإسلامي»  التأكيد على اهتمامه باستخدام غواصات صغيرة مع تكتيكات "جديدة ومفاجئة". وفي حين لا تتوافر أي معلومات علنية تقريباً عن أنشطة غواصات «الحرس الثوري»، إلّا أنّه نظراً لعقليتهم غير التقليدية بخصوص الأجهزة والتكتيكات، قد تُستخلص بعض الأدلة حول خططهم المحتملة من أمريكا الجنوبية، حيث تًستخدم كارتيلات المخدرات الكولومبية منذ فترة طويلة غواصات صغيرة محلية الصنع ومراكب غاطسة لنقل المخدرات إلى المكسيك. وباستخدام هذه المركبات، تستطيع الكارتيلات نقل ما يصل إلى ثمانية أطنان من البضائع بالإضافة إلى أربعة من أفراد الطاقم إلى مسافة تصل إلى 5,600  كيلومتر، حيث تشرع هذه المركبات في رحلات سرية يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى أربعة عشر يوماً ويصعب اكتشافها من الجو.
ومن هنا، يمكن للقوات البحرية الخاصة ووحدات «فيلق القدس» التابعة لـ «الحرس الثوري الإسلامي» أن تتبنّى أساليب مماثلة لتهريب الأسلحة وتسلّل بعض العناصر داخل خليج عدن، وذلك باستخدام عمليات إيران لمكافحة القرصنة في المنطقة كغطاء. ويمكن أيضاً استخدام الغواصات الصغيرة لنقل المستشارين الإيرانيين أو الأسلحة والذخائر الإيرانية عالية القيمة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، ولا سيما أجزاء من أنظمة توجيه الصواريخ وأدوات التعديل والصواريخ المضادة للدبابات وبنادق القنص وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة. وإذا كانت إيران تعتزم مواصلة شحنات الأسلحة السرية المشبوهة إلى هؤلاء المتمردين، فإن ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون لا يبعُد سوى 3 آلاف كيلومتر عن أقرب قاعدة بحرية تابعة لـ«الحرس الثوري» على الساحل الإيراني. ومؤخراً جداً، في 21 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، ضبط صيادون يمنيون مركبةً إيرانية يُشتبه في أنها كانت تحمل أسلحة للحوثيين.
وبمساعدة إيرانية، يمكن للحوثيين وما تبقّى من المتمردين من القوات البحرية اليمنية القديمة أيضاً أن يقوموا بتصنيع مركبات غاطسة خشبية خاصة بهم يغطّيها زجاج معزول بأقل من ثلاثين يوماً، بإرسالهم نماذج مأهولة وغير مأهولة مع أنظمة اتصالات عبر الأقمار الصناعية ومعدات للملاحة. وإلى جانب فرض الحصار، يمكن أن تشكّل هذه المركبات تهديداً خطيراً لحركة الملاحة البحرية، كما كان عليه الحال في شباط/فبراير عندما أصاب قارب حوثي غير مأهول مليء بالمتفجرات بارجة سعودية وتَسبّب في وقوع خسائر بشرية وماديّة.
بالإضافة إلى ذلك، يستخدم بعض المهرّبين الكولومبيين طوربيدات مجوّفة يمكن أن تحمل ما يصل إلى خمسة أطنان من البضائع، في حين يجري سحبها (قطرها) لغاية 30 متراً تحت سطح الماء و200 متر خلف قوارب صيد غير مثيرة للشكوك. ويكاد يكون من المستحيل كشف هذه الغاطسة من الجو؛ وإذا تم اعتراض قارب السحب (القطر)، يمكن للطاقم ببساطة تحرير الحمولة واستردادها في وقت لاحق باستخدام أجهزة لتحديد الموقع. ويقيناً، تؤدي هذه الطريقة إلى انخفاض كبير في الحمولة مقارنة بسفن الشحن والمراكب الشراعية الصغيرة. حتّى أن الشكل المنُنقبض للغاطسة يحدّ كثيراً من أنواع المعدات التي يمكن تهريبها. بيد، لا يزال هذا السيناريو معقولاً بالنظر إلى أنه يتم إرساء قاربين إلى خمسة قوارب قادرة على القيام بقطر هذه الحمولة في كل قاعدة ومحطة بحرية تابعة لـ «الحرس الثوري» الإيراني.
تحدّي حظر الصواريخ
في 8 تشرين الأول/ أكتوبر، أي قبل أيام قليلة فقط من خطاب الرئيس ترامب بشأن السياسة الإيرانية، حذّر قائد «الحرس الثوري الإسلامي» اللواء محمد علي جعفري من أن الجمهورية الإسلامية ستوسّع برنامجها الصاروخي بوتيرة أسرع إذا أدرجت واشنطن «الحرس الثوري» الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، مكرّراً تهديداته السابقة ضد القواعد الأمريكية في المنطقة. ومن المرجح أن يعني ذلك بذل جهود متسارعة لتطوير صواريخ بالستية متوسّطة المدى، والتي تشمل عادةً أسلحةً يصل مداها إلى ما بين 3,000  و5,500  كيلومتر. وفي 31 تشرين الأول/ أكتوبر، تبجّح الجعفري بقدرة إيران على زيادة مدى صواريخها لتتجاوز مسافة2,000  كيلومتر، والتي أعلنها ظاهرياً المرشد الأعلى علي خامنئي، بهدف تهديد مجموعة أوسع من المصالح والقواعد الأمريكية. وجاء كشف النقاب مؤخراً عن الصاروخ البالستي الجديد تحت اسم "خرمشهر" ليؤكّد على هذه القدرة، على الرغم من أنّ عمليات الإطلاق التجريبية لهذه المنظومة جاءت إمّا قاصرة جداً عن نطاقها الذي ادُعي أنه يصل الـ2,000  كيلومتر أو فشلت تماماً.
ومن المحتمل أيضاً أن تمتلك طهران قدرةً في مجال بناء الصواريخ البالستية العابرة للقارات. ولكن دون رؤوس حربية نووية، سوف لن تكون لها قيمة رادعة تُذكر. وقد يعني ذلك بطبيعة الحال الانسحاب من الاتفاق النووي، الذي يمكن أن يكون له عواقب دبلوماسية وعسكرية فورية ضدّ إيران. وعلى هذا النحو، من غير المرجح أن يتخذ القادة الإيرانيون هذا المنحى الخطير على المدى القريب، خاصة في ظل غياب تهديد عسكري أمريكي وشيك. وعلى الرغم من ذلك، ذكّر القائد السابق في «الحرس الثوري الإسلامي» والأمين العام الحالي لـ"مجمع تشخيص مصلحة النظام" محسن رضائي زملاءه في 18 تشرين الأول/أكتوبر أنه يتعين عليهم الاستعداد لمواجهة استراتيجية حتمية مع الولايات المتحدة في المستقبل، بهدف تحفيزهم على اتخاذ التدابير بشأن قدرة الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
الاستنتاج
لقد ندّدت طهران رسمياً بإلغاء إدارة ترامب للاتفاق النووي واتخاذها موقف أكثر عدوانيةً ضد «الحرس الثوري الإسلامي»، وتعهّدت بمواصلة توسيع برنامجها للصواريخ وانشطتها الإقليمية المثيرة للمشاكل. ولذلك يتعين على الأفراد العسكريين من الولايات المتحدة ودول الحلفاء أن يستعدوا لمواجهة الصواريخ الإيرانية عالية القدرة وربما الأبعد مدى، إذ إنّ حتّى العقوبات الشديدة تبدو غير قادرة على إقناع طهران بوقف البرنامج.
ومن غير المرجح أيضاً أن تغادر إيران ووكلاءها الأجانب الأراضي السورية. وفي الواقع، قد تقرر طهران توطيد وجودها هناك من خلال نشر أنظمة الدفاع الجوي المتنقلة وهيكل أساسي للقيادة والتحكم لتحدي التفوق الجوي الإسرائيلي. وقد تضع هذه التدابير القوات العسكرية الإسرائيلية والإيرانية في مواجهة مباشرة مع احتمال كبير للتصعيد، وهو احتمال ينبغي أن تمنعه الولايات المتحدة بأي ثمن.
وأخيراً، قد تسعى القوات البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري الإسلامي» إلى ترسيخ وجودها على سواحل لبنان وسوريا من أجل التصدّي لإسرائيل، أو زيادة جهودها السرية لتزويد الحوثيين باستخدام القوارب أو الغواصات. ولذلك، يتعين على الولايات المتحدة اتخاذ خطوات للتحقق من أنشطة إيران البحرية المشبوهة خارج مياهها في الخليج، ربما من خلال تكييف قدراتها الاستخباراية وقدراتها على المراقبة من أجل التنبّه من التهديدات المحددة المذكورة أعلاه، مع التنسيق بشكل وثيق مع حلفائها الإقليميين.
فرزين نديمي هو محلل متخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج ومقره في واشنطن.
========================
)وور أون ذا روكس) 26/10/2017 :تبديد الخرافات عن الأكراد والعراق وإيران
http://alghad.com/articles/1929802-تبديد-الخرافات-عن-الأكراد-والعراق-وإيران
دينيس ناتالي* -
)وور أون ذا روكس) 26/10/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
فشل الاستفتاء الكردي في العراق على نحو مشهود، على الرغم من التنبؤات التي أشارت إلى الاستقلال. وقد أصيب العديدون ممن عولوا على العبارة المجازية من أن "الدولة ليست مسألة إذا، وإنما مسألة متى" بالصدمة، وكانوا غير مستعدين لنتيجة الاستفتاء. والآن، تقود الافتراضات الخاطئة ووصفات السياسة تحليلات ما بعد الاستفتاء. ويصور المتابعون والمحللون والإعلام استعادة قوات الأمن العراقية السريعة لكركوك وغيرها من "الأراضي المتنازع عليها" على أنها "خيانة زلزالية"، و"هجوم على الأكراد"، و"انتصار آخر لإيران". وبينما ظل رد السياسة الأميركية حتى الآن مدروساً -السعي إلى نزع فتيل التوتر وإبقاء التركيز على هزيمة "داعش"- يدعو بعض المسؤولين إلى إعادة تقييم الدعم العسكري المقدم للقوات العراقية إذا استمرت الهجمات على الأكراد. ويضغط آخرون من أجل تقديم المزيد من الدعم المباشر لحكومة كردستان الإقليمية، كسبيل لمنع المزيد من النزاع ولمواجهة النفوذ الإيراني.
شخصت هذه الأصوات الأولوية الصحيحة ظاهرياً -الاستقرار- لكنها تعاني من اعتماد الافتراضات الخاطئة عن المصادر الفعلية لعدم الاستقرار. ربم تكون التوترات بين أربيل وبغداد قد استعر أوارها بعد الاستفتاء، لكنها متجذرة في القضايا الإقليمية والسياسية غير المحلولة لعراق ما بعد العام 2003. وفي حين أن من المؤكد حقاً أن إيران وميليشياتها قد كسبوا مزيداً من النفوذ في العراق، فإن هذا النفوذ قد تحقق نتيجة لضعف الدولة العراقية، وتشجع بالاستفتاء وليس بسبب جهد بغداد لممارسة سلطتها الفدرالية. وكما سبق وأن شرحت في مقالة سابقة، فإن الحل يكمن في تعزيز سيادة الدولة العراقية وعلاقات العراق الإقليمية وميوله الأخيرة نحو الدولة المدنية. ويتضمن ذلك التفاوض على المناطق المتنازع عليها، وسد الفجوات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تمكن إيران والمليشيات غير المنضبطة من الازدهار في العراق.
يجب توجيه اللوم إلى القادة الأكراد، وليس إلى الولايات المتحدة، على مأزقهم الراهن. فعلى الرغم من التصريحات التي صدرت عن الحكومة الأميركية، والتي أعربت عن القلق من الآثار المحتملة المزعزعة للاستقرار للاستفتاء، وإسداء المشورة لحكومة كردستان الإقليمية بتأجيل الاستفتاء، رفض مسعود برزاني الاستجابة للتحذيرات. وبدلاً من ذلك، صعد حزبه الديمقراطي الكردي جهود حملته في واشنطن وعواصم أخرى. ومن جهتها، نشرت المنافد الإعلامية الكردية بشكل انتقائي تصريحات صدرت عن أعضاء في الكونغرس الأميركي ومسؤولين أميركيين آخرين، والتي تضمنت دعماً للأكراد، وهو ما حمل المواطنين المحليين على الاعتقاد بأن الاستفتاء يحظى بالدعم الأميركي. وفي محادثات كنتُ قد أجريتها مع مجموعات كردية مختلفة في أربيل والسليمانية في الأسبوع الذي سبق إجراء الاستفتاء، قال العديدون "إن واشنطن سوف تدعم الاستفتاء في نهاية المطاف، في ضوء الروابط الأميركية والإسرائيلية القوية". وثمة شعور عام آخر كان سائداً، مؤداه أن حكومة إقليم كردستان "مهمة جداً إلى درجة أن الولايات المتحدة لن تخذلها"، وأن الولايات المتحدة سوف تدافع في نهاية المطاف عن الأكراد ضد أي تهديد في مرحلة ما بعد الاستفتاء.
ولكن، بدلاً من توحيد أكراد شمال العراق، عمق الاستفتاء الانقسامات الكردية-الكردية بطريقة صبت في صالح بغداد. ومع الوقت، أصبح بعض المسؤولين الأكراد، وبشكل رئيسي أولئك المنضوين في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، يشعرون بقلق متزايد من التحذيرات الصادرة عن بغداد وتركيا وإيران. وبدأ هؤلاء المسؤولون يأخذون على محمل الجد التداعيات الممكنة، بما في ذلك الحدود المغلقة، والمليشيات غير المنضبطة، وقطع إمدادات المياه عن منطقة لا تطل على المياه. وقال لي بعض هؤلاء المسؤولين أنهم سعوا، عبثاً، قبل بضعة أيام من الاستفتاء إلى العثور على طرق تتيح للبرزاني إنقاذ ماء وجهه وإلغاء الاستفتاء. لكن هذه المخاوف تعمقت مع السقوط السياسي للاستفتاء. وتضمن هذا السقوط إغلاق بغداد المجال الجوي الدولي للمنطقة الكردية، وإلغاء بعض الرحلات الإقليمية، والاستيلاء الفدرالي على كركوك ومناطق أخرى متنازع عليها كانت تحت سيطرة قوات البشمرغة الكردية بحكم الأمر الواقع.
لم "تغز" القوات العراقية كركوك. بل دخلت إلى منطقة تعود إلى دولة العراق بعد مفاوضات تسوية مع بعض المسؤولين الأكراد. ووفق مسؤول من الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، كان انسحاب قوات البشمرغة في الأساس تراجعاً تكتيكياً أمام القوة العسكرية المتفوقة للجيش العراقي. وكان نتيجة متوقعة للوصول المناطقي الفائض للحكومة الإقليمية الكردستانية والقدرات المبالغ في تقريرها لبناها الدفاعية -وهو لسوء الطالع تطور لم يتوقعه البرزاني. وعلى الرغم من أن الجهاز الأمني الكردي، بما في ذلك قوات البشمرغة، ساعد بشجاعة على تفكيك تنظيم "داعش"، فإنه يظل هشاً ومنقسماً داخلياً على نحو متأصل. وتجدر الإشارة إلى أن قوات البشمرغة الكردية ما كانت لتحقق المكاسب الإقليمية الواسعة التي كسبتها -والتي مثلت زيادة بنسبة 40 في المائة على الأراضي المسيطر عليها كردياً في العراق- من دون الدعم الجوي لقوات الائتلاف. ومن غير المرجح أن تستديم قوتهم من دون القوة الجوية للائتلاف.
على عكس ما يدعيه البعض، لم تكن إعادة تأكيد بغداد سلطتها الفدرالية على كركوك وغيرها من المناطق المتنازع عليها قراراً هندسته طهران بشكل غير مباشر. صحيح أن الجنرال الإيراني قاسم سايماني لعب دوراً في خطب ود المسؤولين العراقيين وفي ممارسة الضغط على قادة الأحزاب الكردية وفي التوسط للتوصل إلى صفقات وفي حشد المليشيات، لكن قرار استعادة كركوك واحداً اتخذه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، استجابة لضغوط تعرض إليها من البرلمان الوطني والمواطنين المحليين. وتمتد ردود الأفعال هذه إلى ما وراء الاستفتاء. وهي تعكس حقيقة أن أغلبية ساحقة من العراقيين غير الأكراد يبغضون بعمق التوسع المناطقي الكردي والسلوك العدائي الكردي أيضاً لما بعد العام 2003: رفع العلم الكردي في كركوك والتخلي عن الأيزيديين وإسلامهم لـ"داعش" و"كردنة سهول نينوى". وهذا هو السبب في أن العديد جداً من مجموعات الأقليات كانت مبتهجة لإعادة فرض بغداد سيطرتها على شمالي العراق.
تتزامن هذه الديناميات مع شعور متنامٍ بالمواطنية العراقية. وقد تطور هذا الاتجاه تحت قيادة العبادي ومع النجاحات التي حققها الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب ضد "داعش". وانعكست المواطنية العراقية في محاولة إقامة دولة مدنية وإضعاف الطائفية. (وفقاً لما يقوله قائد لحركة مدنية في بغداد، فإنه من بين الكيانات الـ150 المسجلة للانتخابات العراقية في المقرر إجراؤها في ربيع العام المقبل 2018، فإن 76 منهما تحمل أسماؤها كلمة مدني أو مدنيين). وفي مظاهرة جرت أخيراً في بغداد في ميدان التحرير في أحد أيام الجمعة، والتي كنتُ حاضراً فيها، شارك الآلاف من نشطاء حركة الإصلاح، والذين ضموا صدريين وأعضاء في الحزب الشيوعي وأناساً من كل أنحاء العراق، في إلقاء الكلمات وترديد الهتافات والأناشيد المناهضة للطائفية والفساد، بالإضافة إلى عزف السلام الوطني العراقي. وكان الكثيرون منهم يلفون أنفسهم بالعلم العراقي.
لا يعني هذا كله إنكار وجود نفوذ إيراني ماكر في العراق. فقد كسبت إيران النفوذ من خلال التغييرات الديموغرافية والمليشيات وتجنيد الشباب والأعمال التجارية، وعلى نحو خاص منذ حملة "داعش" في العام 2014. ومع ذلك، فإن مصدر هذا النفوذ يكمن في ضعف الدولة العراقية. وفي بعض المناطق المحررة، ملأت المليشيات المدعومة من إيران -والتي تشكل ما نسبته حوالي 20 في المائة من كل المليشيات في العراق- الفراغات الأمنية والمالية
والإدارية التي تركتها الدولة. وهي تسيطر على نقاط التفتيش وطرق التجارة وتقوم باحتواء السكان المحليين بتقدم الرواتب والخدمات والغذاء، بينما تنخرط أيضاً في الابتزاز والخطف وعمليات القتل. كما انضم بعض العرب السنة إلى هذه المليشيات كنوع من محاولة الاستدامة. وقد مكن الاستفتاء الكردي المليشيات غير المنضبطة أكثر، ومنحها سبباً آخر للبقاء طويلاً بعد أن تم إلحاق الهزيمة بـ"داعش".
مضامين السياسة
يجب على الولايات المتحدة أن تعلن بوضوح عن مصالحها الاستراتيجية في العراق، والتي من شأنها إلحاق الهزيمة بـ"داعش" والسماح بقدوم الاستقرار الإقليمي. ويجب تضمين هذا الهدف في سياسة إقليمية شاملة، والتي تؤكد سيادة الدولة ووحدتها الإقليمية. وعلى وجه التحديد يجب على الولايات المتحدة:
دعم قيام دولة عراقية مدنية ذات سيادة. حيث يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في دعم حكومة العبادي ومؤسسات الدولة العراقية من خلال إرسال رسائل ثابتة تؤكد السيادة العراقية. ويجب أن تشير البيانات الرسمية الأميركية إلى الناس في العراق على أنهم عراقيون، يعيشون في وحدات مناطقية معينة، وليسوا مجموعات عرقية-طائفية (سنة وشيعة وأكراد).
يجب إضفاء الاستقرار وملء الفجوات الأمنية. وتستطيع الولايات المتحدة مساعدة الحكومة العراقية على إضفاء الاستقرار على البلد من خلال تقديم التدريب المتواصل للقوات الأمنية العراقية وقوات مكافحة الإرهاب وقوات البشمرغة ووزارة الداخلية والشرطة المحلية. ويجب أن تتضمن جهود التدريب ترسيخ أفضل الممارسات في القوات الأمنية والتحويل والتغيير ووحدات التدوير والاستخبارات الفنية. كما يجب على هذه الجهود محاولة توفير الأمن والخدمات للسكان المحليين كبديل أفضل عما تقدمه المليشيات الإيرانية.
التوسط بين بغداد وأربيل كمحكم محايد. يجب على واشنطن الاستمرار في المساعدة على التوسط لتخفيف التوترات بين بغداد وأربيل وحل القضايا الحساسة، مثل الأمن والترتيبات الإدارية في شمالي العراق، كجزء من أولويتها الكبرى المتمثلة في إيجاد بلد مستقر وموحد. وتستطيع الولايات المتحدة أيضاً المساعدة -بناء على دعوة بغداد وأربيل- في التفاوض على اتفاقيات لتقاسم العوائد والتعاون في قطاع الطاقة.
إعادة تأطير العلاقات مع حكومة إقليم كردستان. يجب على الأميركيين الاستمرار في دعم حكومة إقليم كردستان كجزء لا يتجزأ من الدولة العراقية، وفق الدستور العراقي. لكن مناشدة وخطب ود المسؤولين الأكراد ليسا سياسة، ولا يخدمان المصالح الأميركية. وإذا كانت واشنطن تسعى إلى وجود شريك مستقر في أربيل كجزء من العراق، فيجب عليها وقف تمكين السلوك السيئ وفرض شروط على دعمها لحكومة إقليم كردستان، بما في ذلك إجراء إصلاح مؤسساتي وإنهاء الدعم العسكري والمالي.
للمساعدة على إضفاء الاستقرار على العراق بعد "داعش" وضبط النفوذ الإيراني السُّمي، تمس حاجة الولايات المتحدة إلى تعزيز الدولة العراقية القوية وذات السيادة. ويجب أن يتضمن ذلك تقديم الدعم الأمني وجهود الوساطة، والعمل على وحدة العراق الإقليمية وضبط النفس. ويجب أن ينتبه الأميركيون إلى التغيرات الإقليمية والديموغرافية المهمة التي حدثت منذ العام 2003، والحاجة إلى أن يكونوا وسيطاً متوازناً. وسوف يتطلب ذلك دعم والاعتراف بالاتجاهات الوطنية نحو اتجاه خلق دولة عراقية مدنية، ونحو الابتعاد عن الطائفية والعرقية. وأخيراً، يجب على الولايات المتحدة التأكد من أن دعمها لا يمكِّن على نحو مفرط أو يشجع أي مجموعة، وخاصة حكومة إقليم كردستان، على الاعتقاد بأنه لا يترتب عليها التفاوض أو التوصل إلى حل وسط مع بغداد. ويجب اشتراط ربط تقديم الدعم الأميركي لأكراد العراق بالتوصل إلى مثل هذه التسوية.
========================
ذا سنتري فاونديشن :الأزمة السورية..تحولات في المواقف الدولية
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=96382
آرون لوند*
في 26 أكتوبر الماضي، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون للصحافيين في جنيف إن «الولايات المتحدة تريد سوريا كاملة وموحدة لا دور ل(الرئيس) بشار الأسد في حكومتها». وأضاف قائلا: «إن حكم عائلة الأسد سينتهي، والمشكلة الوحيدة تتعلق بكيف ينبغي تحقيق ذلك».
تصريح تيلرسون بدا محيراً ومربكاً – فهل شدّدت واشنطن موقفها من سوريا؟ وقد كان غريباً بشكل خاص كونه صدر عن شخص سبق لرئيسه، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن أشار إلى سوريا باعتبارها «رمالاً متحركة» ينبغي على الولايات المتحدة الابتعاد عنها.
غير أن ما جعل التصريح أكثر غرابة هو أن الأسد لا يستعجل الرحيل، وواشنطن تعرف ذلك. ذلك أن خصومه في حالة تفكك. فخلال العام الماضي، تمكّنت قواته من استعادة معاقل المتمردين في حلب وشرق سوريا. وكل ما تبقى من جهود ذات مصداقية لإطاحته هي جهودٌ يهيمن عليها الإرهابيون الذين لا يسعهم الأمل في تلقي الدعم الدولي الذي يحتاجونه من أجل النجاح. أما المتمردون غير المتطرفين، فقد اختُزل دورهم في حراسة الحدود الأردنية والتركية. هذا في حين يريد الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة في شمال سوريا عقد صفقة مع دمشق.
خصوم نظام الأسد ينسبون سلسلة انتصاراته إلى الدعم الروسي أو الإيراني، والواقع أن الأسد سيكون أسوء حالاً من دون حلفائه، وربما كان سيكون ميتاً الآن. ولكن قصة كيف انتعش النظام، وعاد للفوز بالحرب لا تتعلق بمن دعم الأسد فحسب، ولكنها تتعلق أيضاً بائتلاف «أصدقاء سوريا» الذي دعم خصومه – إلى أن لم يعد يدعمهم.
توقعات خاطئة
كان شكل سوريا يبدو مختلفاً جداً قبل خمس سنوات. آنذاك كان الأسد يواجه اضطرابات وانشقاقات واسعة من جيشه، وكان الكثير من المراقبين يعتقدون أن رحيله بات وشيكاً. وللتعجيل بهذا الرحيل، شكّلت الولايات المتحدة وفرنسا ائتلافاً يعرف باسم «أصدقاء سوريا». عُقد أول مؤتمر لـ«أصدقاء سوريا» في تونس في فبراير 2012، وقد عرف حضوراً كبيراً، حيث كانت الدبلوماسية الأميركية الحاذقة قد جمعت كل اللاعبين الرئيسين المناوئين للأسد – الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية، تركيا، بريطانيا، قطر – وطعّمت قائمةَ الضيوف ببلدان أقل انتقاداً للنظام السوري، مثل ألبانيا والنمسا والهند، ليبلغ بذلك مجموع لبلدان المشاركة عدداً مثيراً للإبهار هو 60 دولة تدعو إلى انتقال سياسي في سوريا.
ثم عقد «أصدقاء سوريا» ثلاثة مؤتمرات أخرى في 2012: في اسطنبول، وباريس، وأخيرا مراكش. وقد اغتنم الائتلاف كل واحد من هذه المؤتمرات للتعهد بمزيد من المساعدات للمعارضة، وعرْض المعارضين المفضلين أمام الكاميرات على أمل منحهم شرعية دولية.
وفي ديسمبر 2012 في مراكش، دعا عدد قياسي من المندوبين الدوليين بلغ 114 مندوباً إلى إسقاط الأسد، غير أن مؤتمر «أصدقاء سوريا» لم يحقق هدفه، ذلك أن معظم المندوبين كانوا هناك فقط لأنه كان يمثّل بديلاً أقل تكلفة للتحرك، والقيام بعمل ما. وكان همهم تسجيل نقاط لدى واشنطن على أمل الاستفادة من مساعداتها.
الحرب الأهلية
في 2012 و2013، انزلقت سوريا من الاضطرابات العنيفة إلى واحدة من أكثر الحروب الأهلية وحشية في زمننا، حيث أطلق رجال الأسد أولى الرصاصات وصعّدوا النزاع من خلال أعمال وحشية مروعة، ولكن «أصدقاء سوريا» تقاسموا أيضاً نصيباً كبيراً من المسؤولية عما حدث، فقد فتحت تركيا أراضيها أمام المتمردين المسلحين في صيف 2011، ولم تبذل جهداً حقيقياً لمنع دخول المتطرفين الأجانب إلا بعد مرور سنوات، عندما خرج الوضع في شمال سوريا عن السيطرة. كما قيل إن قطر ضخت ما قد يصل إلى 3 مليارات دولار في دعم الثورة خلال عاميها الأولين. هذا في حين دخلت دول أخرى في اللعبة بالطبع لإخراج القطريين، ما زاد من قوة المتمردين السوريين أكثر.
كما تم تقديم الدعم لحركة تمرد تعاني انقساماً مزمناً، وتضم مئات المجموعات الصغيرة التي تقاتل من أجل السيطرة على قرى ونقاط تفتيش. وحينما كانت توجد زعامة كفؤة داخل المعارضة، فإنها كانت تميل إلى أن تكون لإسلاميين طائفيين، ومن ذلك فرع لـ«القاعدة» في سوريا يعرف باسم «جبهة النصرة». وحيثما كان المتمردون يفوزون، كانت مؤسسات الدولة تنهار والفوضى تعم، متبوعةً بانفجار في تجنيد الإرهابيين.
كانت الولايات المتحدة قد يسّرت شحنات الأسلحة القطرية والتركية في 2012، ولكن في 2013 رفع الرئيس باراك أوباما الرهان عندما أمر وكالة الاستخبارات المركزية، الـ«سي آي إيه»، بدعم وتسليح المتمردين الذين يتم التحقق من خلفياتهم مباشرة. ولم تكن تلك فقط طريقة تعاقب من خلالها واشنطن الأسد، بعد أن وجدت الاستخبارات الأميركية أنه مسؤول عن سلسلة من الهجمات الكيماوية، ولكن محاولة أيضاً لإبعاد حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين عن المتطرفين المعادين للغرب.
مساعدات في الأيدي الخطأ
«ديريك تشوليت»، الذي كان مساعداً لوزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي في عهد أوباما، قال لي في 2016: «لقد كان لدينا شركاء يلقون كل أنواع الموارد في النزاع»، مضيفاً «وكانت الكثير من تلك الموارد ينتهي بها المطاف في الأيدي الخطأ. كان ذلك يحدث من منطلق«عدو عدوي»، ولم يكن مهماً بالنسبة لبعض شركائنا إن كان دعمهم ينتهي به المطاف في يد (جبهة النصرة) أو مجموعات أخرى». واستطرد قائلاً: «وهكذا، أمضينا كثيراً من الوقت في محاولة إقناعهم بدعم المعارضة المعتدلة وتعبئة المجتمع الدولي لدعم المجموعات المعتدلة».
وبالفعل، بذلت واشنطن الكثير من الوقت – والمال. وفي ظرف قصير، تحولت الحملة المناوئة للأسد إلى «واحد من أكثر برامج العمل السري تكلفة» في تاريخ الـ«سي آي إيه»، وبحلول 2015، ناهزت نفقاتها 1 مليار دولار.
أصدقاء أقل
غير أنه بحلول 2013، وبينما كانت الولايات المتحدة توسِّع تدخلها في الحرب السورية، كان الكثيرون من «أصدقاء سوريا» يرغبون في الانسحاب.
ومع أن باريس ولندن استمرتا في حث واشنطن على الانخراط بشكل أكبر في سوريا، ورغم أن تركيا وبلدان الخليج ظلت متشددة بشأن إسقاط الأسد، إلا أن معظم الحكومات في أوروبا وأماكن أخرى لم تكن ترغب في أن تتسخ أيديها نيابة عن معارضة لم تكن تحبها أو تثق فيها أو تصدّقها. وبالمقابل، كانت ترغب في الدعوة إلى استقالة الأسد من الهامش، ولكنها لم تكن ترغب في أن يرتبط اسمها بحركة تمرد تضم متطرفين، وباتت تهدد حكمه.
وهكذا بدأ «أصدقاء سوريا» في التفكك والانهيار. وشكّل مؤتمر مراكش 2012 نهاية عهد المؤتمرات الكبيرة. فمنذ ذلك الوقت، اضطرت الحملة المناوئة للأسد للاكتفاء بمجموعة أصغر من الداعمين الأساسيين، مثل فرنسا والأردن وقطر والسعودية وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة، ولكن حتى داعمي المتمردين هؤلاء لم يكونوا مستعدين للذهاب في دعمهم للمعارضة السورية المنقسمة على نفسها إلى حد مساعدتها على تنحية النظام، ما كان يعني أن دعمهم لحركة التمرد لم ينجح إلا في إطالة أمد الحرب.
روسيا وإنقاذ الأسد
وفي سبتمبر 2015، تدخلت روسيا لدعم الأسد، قاضيةً بذلك على الإمكانية الضئيلة أصلاً لتدخل جوي أميركي، ومخلةً بالتوازن العسكري لمصلحة النظام. وبحلول ربيع 2016، سمحت حملةُ القصف الروسية المكثفة للأسد وحلفائه بمحاصرة شرق حلب، الذي كان معقلاً رئيساً للمعارضة. وبنهاية 2016، كان النظام قد استعاد السيطرة على المدينة بشكل كامل.
ثم تلقت المعارضة ضربتين إضافيتين في 2016 حسمت مصيرها: الأولى تمثلت في تحويل تركيا اهتمامها إلى المجموعات الكردية على حدودها، وشروعها في تقليص دعمها لتغيير النظام قصد نسج علاقات أفضل مع موسكو. أما الثانية، فحدثت في نوفمبر 2016، وتجسدت في انتخاب دونالد ترامب، الذي يُعد أحد المنتقدين للتدخل الأميركي في سوريا، رئيساً للولايات المتحدة. وفي يوليو، أنهى الرئيس الأميركي الجديد برنامج الـ«سي. آي. إيه»، الذي وصفه بأنه «ضخم وخطير ومسرف». ومنذ ذلك الوقت، وهو يقول إن الولايات المتحدة «لا علاقة لها بسوريا عدا قتل داعش».
مواقف متغيرة
وفي الأثناء، حدث تراجع من جانب بقية أصدقاء سوريا السابقين أيضاً. ففي يونيو 2017، قال الرئيس الفرنسي المنتخب حديثاً «حتى الآن، لم يُِرني أحد خلفاً شرعياً» للأسد. أما بريطانيا، فتبدو أكثر مقاومة لتغيير موقفها من الزعيم السوري علانية، ولكنها لا تفعل أي شيء ملموس للتخلص منه أو خلعه، كما أنها ترفض شن حرب عليه بمفردها.
وفي غضون ذلك، واصلت تركيا العمل مع حليفي الأسد روسيا وإيران من خلال عملية السلام في أستانا. وعلى الرغم من أن الجنود الأتراك يتدخلون في شمال سوريا، إلا أنهم يتجنبون مواقع النظام، ويمنعون فصائل المعارضة التي يدعمونها من محاربة القوات الحكومية السورية، ذلك أن مهمة أنقرة الآن هي بناء نفوذ على طول الحدود، وتلطيف تداعيات ارتداد المتطرفين، وإلغاء مكاسب الأكراد، مع الأسد أو من دونه.
وإلى الجنوب، تدفع الأردن فصائلَ المتمردين الذين تدعمهم إلى الإبقاء على وقف لإطلاق النار مع النظام، وتسعى بالتوازي مع ذلك إلى رعاية استئناف التجارة الحدودية بين الأردن وسوريا، وذلك من أجل إخراج إيران من جنوب سوريا. أما السعوديون والقطريون، فإنهم ما زالوا يكرهون الأسد، ولكنهم لا يستطيعون فعل شيء من دون مساعدة الأردن وتركيا والولايات المتحدة.
انتقال سياسي أم رحيل النظام؟
أحدثُ اجتماع على شاكلة اجتماعات «أصدقاء سوريا» عُقد في نيويورك في سبتمبر الماضي، وعرف مشاركة 17 وزير خارجية، معظمهم من دول أوروبية وعربية، ولكن إعلانهم النهائي خلال من أي إشارة إلى الأسد. وعلى الرغم من أنهم وافقوا على منع كل مساعدات إعادة الإعمار عن سوريا في غياب «عملية سياسية ذات مصداقية تفضي إلى انتقال سياسي حقيقي»، إلا أن حتى ذاك القرار جاء مع ثغرة بحجم الأسد.
وقد سعى مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بالنيابة «ديفيد ساترفيلد» جاهداً لتوضيح أن اللغة بخصوص الانتقال السياسي ليست مطالبة بإسقاط الأسد، حيث قال للصحفيين: «إن نتيجة عملية (الانتقال السياسي) تلك يمكن أن تطول»، مضيفاً، «ولكن العملية نفسها هي السبيل لفتح الباب، وليس النتيجة الفعلية للعملية».
باختصار، على الرغم من أن «أصدقاء سوريا» القلائل الأخيرين قد يشددون على أنهم لم يغيِّروا موقفهم، إلا أن مطالبتهم السابقة برحيل الأسد أُفرغت من كل معنى، وهذا هو السياق الذي ينبغي أن تُفهم فيه التصريحات التي أدلى بها تيلرسون في جنيف، فتيلرسون لم يكن يقول، إن الولايات المتحدة مصمّمة على إنهاء حكم الأسد، وإنما قال، إنه يعتقد أن النظام سينتهي قريباً على أي حال، نافياً الحاجة لتدخل أميركي.
وقد ألح تيلرسون بشكل خاص على أن رحيل الأسد سيحدث «على الأرجح» من خلال «تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254»، الذي يدعو إلى انتخابات حرة مراقَبة دولياً.
الفيتو الروسي
ولكن ذلك أمر لا فرصة له في النجاح، وتيلرسون يعلم ذلك. ذلك أنه لن تكون ثمة أي انتخابات حرة في سوريا. والقرار رقم 2254 لا يتضمن أي آلية للتطبيق، في حال اختار الأسد رفض الاستجابة له. كما أن روسيا تستطيع استخدام حق «الفيتو» ضد أي محاولة لاتخاذ تدابير ضد الأسد في الأمم المتحدة. بعبارة أخرى، إن العودة إلى عملية الأمم المتحدة هو تنصل وتملص من المسؤولية: فوزير الخارجية الأميركي يصف العملية الانتقالية التي تقودها الأمم المتحدة بأنها الطريق لتحقيق السياسة الأميركية المتمثلة في تنحية الأسد، على الرغم من أنه يدرك أن تغيير النظام لا يمكن أن ينجح إلا بطريقة عكسية. وإذا لم تكن الولايات المتحدة وحلفاؤها مستعدين لمساعدة المتمردين السوريين على القضاء على النظام، فإن الأسد سيبقى.
والواقع أنه ليس على الزعيم السوري القلق.
فعملياً، انتهت الحملة الدولية لخلعه، وعلى الرغم من أن حكم الأسد سينتهي يوماً ما من دون شك، إلا أن الأرجح الآن أن ذلك سيحصل نتيجة تقدمه في السن، وليس نتيجة قرار أممي، مهما كانت شدة وصرامة لغته.
آرون لوند*
*كاتب وباحث سويدي متخصص في قضايا الشرق الأوسط، زميل مركز «ذا سنتري فاونديشن» في نيويورك
ينشر بترتيب خاص مع «تريبيون نيوز سيرفس»
========================
تقرير أمريكي يكشف ظهور النسخة الثالثة من الإرهاب بعد «القاعدة» و«داعش»
https://www.arabyoum.com/breaking_news/1613093/تقرير-أمريكي-يكشف-ظهور-النسخة-الثالثة-من-الإرهاب-بعد-القاعدة-وداعش
مع سقوط الرقة، آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا، تنفس العالم الصعداء، واعتبر البعض أنها النهاية الحتمية للجماعة الإرهابية الأخطر خلال العقود الأخيرة، بعد أن استطاعت خلال عامين فقط إخضاع أكثر من منطقة تحت سيطرتها في سوريا والعراق، وتهديد العديد من المناطق حول العالم من بينها مصر وليبيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها.
ولكن هل يعني سقوط التنظيم في سوريا، وتفكك معاقله في العراق، نهايته؟!
دكتور هارون أوكالة، كاتب ومحلل سياسي بصحيفة «ديلي بيست» الأمريكية، يرى أن ما حدث خلال الشهور الأخيرة، لا يعد مؤشرًا كافيًا على نهاية تنظيم «داعش»؛ بل على العكس هناك تحذير خطير من هجمات منفردة، شديدة الخطورة، فالتنظيم أصبح بمثابة خلية نحل، تم تفكيكها، وتطير حاليًا في كل اتجاه دون سيطرة!
وأشار المحلل السياسي، إلى أن المعارك التي خاضها «داعش» خلال السنتين الأخيرتين، أثبتت أنه تنظيم متفوق ليس فقط عسكريا، ولكن إعلاميًا ومعلوماتيًا، وهو الخطر الأكبر، والذي يمكن أن يعيد التنظيم مرة أخرى إلى الحياة!!
ووصف المحلل الأمريكي ما تقوم به بعض عناصر التنظيم الإرهابي في الولايات المتحدة الأمريكية من حوادث «دهس»، وقتل عشوائي، مثلما حدث في مدينة «مانهاتن» الأمريكية، وإحدى الكنائس بولاية تكساس، والتي قُتل فيها ما يقرب من 100 شخص، وفق تقديرات رسمية، بأنه بداية لظهور النسخة الثالثة من الإرهاب بعد النسخة الثانية منه التي تمثلت في تنظيم «داعش»، والنسخة الأولى المتمثلة في تنظيم «القاعدة».
وحدد "أوكالة"، 7 عوامل يمكن أن تُعيد التنظيم مرة أخرى إلى الظهور:
1- استخدام «داعش» المتطور لوسائل التواصل الاجتماعي، وامتلاكه الكثير من الحسابات على «فيس بوك» و«تويتر» النشطة، والتي تستقطب من خلالها الشباب، المتحمس، والذي لا يمتلك الخبرة الكافية لمنع نفسه من الانخراط في أنشطة تلك الجماعات الإرهابية.
2- اعتماد التنظيم على رسائل أنيقة، وجاذبة، تقدم للشباب نمط الحياة العصري الذي يفضلونه في أوروبا الخالي من الفساد، في مظهر إسلامي بطولي رشيق، يعود بهم إلى عصور الخلافة العثمانية الغابرة، فـ 80% من رسائل التنظيم تميل إلى أن تكون رسائل إيجابية، تعد بالجنة و«حور العين»، لمن يفدي نفسه ويحقق قيمة الجهاد، على حد زعمهم.
3-عدم اهتمام القادة الدينيين حول العالم بخطر التطرف، وإطلاقهم دعوات «جوفاء»، لا تناسب روح العصر، ولا يستمع لها أحد من الشباب، ما يسبب فراغًا دينيًا تستغله الجماعة المتطرفة في نشر سمومها على الشباب، كما أن هناك بعض القادة الدينيين في المملكة ينشرون فتاوى متطرفة حول الموسيقى والغناء والفنون بشكل عام، وهؤلاء لديهم الكثير من الأتباع على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي أحد أكبر الأسباب التي تدفع الشباب من السعودية والشرق الأوسط لشراء التذاكر والسفر إلى سوريا للانضمام إلى داعش وجبهة النصرة.
4-استمرار أسباب كثيرة من الإرهاب في الدول المصدرة له، من بطالة ومظالم اجتماعية وكبت سياسي واجتماعي، فالأمر لا يرتبط كما هو شائع بالجهل، حيث تظهر البيانات أن 70% من المنضمين لداعش يحملون على الأقل شهادة ثانوية، فالجهل ليس أحد أسباب الانضمام لتلك الجماعة الإرهابية، بل السعى وراء أن يكون هؤلاء الشباب جزءا من الهوية لشيء كبير يتم بناؤه، وهو حلمهم الأكبر بتأسيس الخلافة الإسلامية، والذي لايزال في نفس الكثيرين منهم، رغم تفكك قواعدهم في سوريا والعراق.
5-لم ينتج الربيع العربي وثوراته اللاحقة التغيير الذي يتطلع إليه الناس في دول الربيع العربي، فالناس يشعرون بأن قواعد اللعبة في دولهم لم تتغير، بل العكس تتجه الأمور إلى الأسوأ من خلال تسلط الديكتاتوريات على مقاليد الحكم في كثير من الدول العربية، بل إنه حتى الأصوات السياسية المحلية التي كانت تحظى بثقة الجمهور، تم إبعادها عن الساحة.
6-عدم سقوط الأنظمة المالية لداعش، فرغم أن شركات تحويل الأموال قامت بعمل كبير من أجل القضاء على البنية التحتية لعملية انتقال الأموال إلى حسابات داعش البنكية، إلا أن التنظيم وجد طرقًا جديدة لجمع الأموال غير المشروعة، بما في ذلك استخدام عملة الإنترنت الجديدة بيتكوين، كما أن بعض الإرهابيين يحصلون على عمولات جيدة من خلال تسهيل عمليات تهريب النفط والمخدرات والسلاح.
7-استمرار هجمات الذئاب المنفردة، وهي الاستراتيجية الأخطر التي اعتمدت عليها داعش مؤخرًا، في حوادث منفردة بمنهاتن ولندن وباريس، والتي بدأت خلال الهجمات الإرهابية في بروكسل عام 2016، واستمرت حتى حادث «مانهاتن» الأخير، وهي استراتيجية تعتمد على الشخص الذي يعود من التنظيم إلى بلاده، وبدلا من أن ينخرط في نشاط سلمي، ينخرط في أنشطة عدائية تجاه دولته، دون تخطيط مسبق أو حتى توجيه من قياداته.
والواقع أن هذا التحليل يوافقه في الرأي الكثير من المراكز البحثية التي رأت أن التنظيم لن ينتهي، إلا بالقضاء على أفكاره نفسها، وتجفيف منابع الإرهاب نفسها، والقضاء على أسبابه.
========================
الصحافة العبرية :
هآرتس :السعودية تسعى لإقامة نظام إقليمي جديد لمواجهة إيران
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=12599f82y307863426Y12599f82
2017-11-11
بقلم: عاموس هرئيل
خلال أقل من 24 ساعة، في نهاية الاسبوع الماضي، قامت العائلة المالكة في السعودية بعدة هزات في الشرق الاوسط، صعّدت معركة السيطرة الإقليمية الجارية مع ايران. المخطط السعودي، أو شيء من هذا القبيل، لم يتم كشفه بعد. ولكن التطورات رفعت مستوى التوتر في عواصم الدول المجاورة، وأدت الى موجة من التوقعات بشأن الخطوات القادمة للسعودية.
في البداية جاء اعلان استقالة سعد الحريري من رئاسة الحكومة اللبنانية. في الساعات الاولى تم تبرير استقالته بخوفه من مقامرة لتصفيته من جانب "حزب الله" بأوامر إيرانية. ولكن كلما مر الوقت فان الامر يبدو أشبه باملاء من الرياض، التي لم تكن راضية عن الطريقة التي أجبر فيها الحريري على التعاون السياسي مع "حزب الله" في الحكومة. ادعت جهات في حكومة لبنان أنه محتجز في الرياض رغم أنفه. وأول من أمس، أمرت السعودية والكويت مواطنيهما بالمغادرة الفورية للبنان.
بعد بضع ساعات اعلنت السعودية عن عملية اعتقالات واسعة النطاق لأمراء ورجال اعمال بتهمة الفساد. في حين أن الأمراء كان يتم جمعهم في معتقل خمسة نجوم في فندق "ريتس كارنتون" في الرياض، كما وقعت حادثة جوية غريبة على الحدود الجنوبية للسعودية. في غداة ذلك اليوم تبين أن الأمير الذي كان في الطائرة المروحية حاول الهرب الى خارج حدود المملكة، وتم اسقاط طائرته على أيدي سلاح الجو السعودي. الركاب التسعة وطاقم الطائرة قتلوا. المتمردون الحوثيون في اليمن المدعومون من ايران اطلقوا في هذه الاثناء صاروخاً نحو مطار الرياض، لكن تم اعتراضه بنجاح من خلال صواريخ أميركية. ورداً على ذلك قامت السعودية بفرض حصار بحري وبري على اليمن. ولكن هذه لم تكن التطورات الوحيدة المرتبطة بالسعودية، هذا الاسبوع. رئيس الولايات المتحدة ترامب غرد بأقوال داعمة للخطوات التي اتخذها الملك سلمان والرجل القوي في المملكة ولي العهد محمد بن سلمان (صهر ترامب، جارد كوشنر، زار السعودية واسرائيل قبل ايام قليلة من موجة التطهيرات في المملكة)، في اسرائيل، كما جاء في القناة 10، ارسلت وزارة الخارجية لسفاراتها رسائل توافقت تماما مع التفسيرات السعودية لاستقالة الحريري، وألقت على ايران كامل المسؤولية عن الأزمة في لبنان، وسافر رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في زيارة مستعجلة الى مصر والسعودية. وفي بروكسل ورد نبأ مفاجئ، عن رغبة وفد سعودي رفيع المستوى في الوصول، الاسبوع القادم، لاجراء عدة مباحثات حول طرق محاربة الارهاب.
هل يوجد خط واحد يربط بين كل هذه النقاط وبينها وبين الازمة المختلقة التي افتعلتها السعودية واتحاد الامارات ومصر مع قطر المارقة في الصيف الماضي؟ هل ترتبط ايضا بعملية المصالحة بين "فتح" و"حماس"، التي بدأ تنفيذها في غزة، الاسبوع الماضي، بقيادة القاهرة؟ الحكمة المقبولة في اوساط رجال الاستخبارات والخبراء الاكاديميين تقول إن الامر يتعلق بخطوات استهدفت تثبيت سيطرة ولي العهد، محمد بن سلمان، تمهيداً لنقل الحكم من والده (82 سنة).
ليس من الواضح أن السعوديين سيكتفون بذلك. العائلة المالكة قريبة بشكل خاص من ادارة ترامب؛ فالسعودية هي احدى الدول القليلة اضافة الى اسرائيل التي استقبلت بحماسة فوزه في الانتخابات الرئاسية، في مثل هذا الاسبوع قبل سنة. في السنة الاخيرة يتم نشر تقارير متزايدة في وسائل الاعلام العالمية عن تنسيق سياسي متزايد بين الرياض والقدس، يقترن ايضا بالتعاون الاستخباري. اسرائيل والسعودية تعتبران ايران عدوا مشتركا، وهما محبطتان من عدم قدرة الغرب على مواجهة زيادة نفوذ ايران في المنطقة، التي تسمى "الهلال الشيعي".
هذه الاحداث المتواصلة، والتي بدايتها الازمة القطرية، تعزز التقدير بأن امامنا عملية سعودية أوسع – محاولة طموحة لإنشاء نظام اقليمي جديد. جزء منه هو المصالحة الداخلية الفلسطينية، التي تحتاج الى دعم اقتصادي من السعودية واتحاد الامارات، وهو لا ينتهي عند هذا كما يبدو. في جهاز الأمن وفي المستوى السياسي مستعدون للاحتمالية المعقولة وهي أن تقوم ادارة ترامب بطرح وثيقة سياسية جديدة على إسرائيل والسلطة الفلسطينية، في محاولة لتحريك العملية السلمية المتوقفة. عملية كهذه يجب أن تكون منسقة بين واشنطن والرياض.
ولكن من المحتمل أن تكون لطموحات السعودية نتائج اخرى ايضا. عنوان المقال الذي نشره في بداية هذا الاسبوع سفير الولايات المتحدة السابق في اسرائيل، دان شبيرو، في النسخة الانجليزية لصحيفة هآرتس، "سؤال: هل السعودية تدفع اسرائيل الى حرب مع (حزب الله) وايران؟". شبيرو، الذي كان ايضا مستشارا لباراك اوباما لشؤون الشرق الاوسط، يطرح احتمالية أنه ازاء نجاح نظام الاسد في البقاء بعد الحرب الاهلية في سورية، تريد السعودية نقل ميدان القتال مع الايرانيين من سورية الى لبنان، وهم معنيون بأن تقوم اسرائيل بهذا العمل القذر لصالحهم. هنا يمكن حدوث ردود فعل متسلسلة لهذه الخطوة. وحسب تقدير شبيرو تأمل السعودية بأن استقالة الحريري ستجبر "حزب الله" على مواجهة تداعيات الازمة السياسية والاقتصادية في لبنان، والمنظمة الشيعية بدورها يمكن أن تبادر الى مواجهة عسكرية مع اسرائيل من اجل توحيد الجمهور اللبناني حولها. لقد حذر شبيرو بأنه "يجب على اسرائيل أن لا تكون أداة لعب في أيدي السعودية لادخالها الى مواجهة مبكرة جدا".
شبيرو ليس الوحيد الذي يطرح سيناريو كهذا. دوف زكهايم، الذي شغل مناصب رفيعة المستوى في "البنتاغون" في ادارة ريغان وبوش، كتب هذا الاسبوع، في مقال نشر في مجلة "فورين بوليسي" عن التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية والامارات واسرائيل، وذكر بأن زيارة كوشنر للرياض كانت هي الثالثة منذ دخول ترامب الى البيت الابيض. وحسب اقواله، على ضوء الربط بين القادة الثلاثة، ترامب ونتنياهو وابن سلمان، فان كل الاحتمالات مفتوحة. "هؤلاء الثلاثة يخططون لشيء ما – وهذا يبدو مخطط من اجل الضغط على إيران".
اسرائيل كما كتب هنا في السابق، تتصرف الآن في الشرق الاوسط في ظروف حساسة جدا. نجاح معسكر الاسد في الحرب الاهلية، وتواجد روسيا المتزايد في سورية، والتأثير الكبير لايران، خلقت وضعا جديدا وغير واضح. بالذات بسبب ذلك، حسب رأي هيئة الاركان العامة، هناك حاجة الى تحديد قواعد اللعب التي يجب أن تحافظ على حرية عمل اسرائيل العسكرية في الجبهة الشمالية. من هنا كما يبدو، تأتي التقارير الكثيرة عن هجمات سلاح الجو في سورية. ولكن هذه الظروف ايضا تزيد بصورة دراماتيكية مخاطر التدهور غير المخطط له، كنتيجة لحادثة معينة تخرج عن السيطرة. اذا كانت السعودية حقا تزيد اشعال النار بين الطرفين بصورة متعمدة، فهذا سيتحول الى خطر ملموس.
في الجيش الإسرائيلي يتحدثون عن أن كل عملية ترتكز الى الاستخبارات الدقيقة والتفكير المعمق، قبل تقديمها للمستوى السياسي للمصادقة عليها. وحتى الآن يبدو أن هذه فترة متوترة، حتى بالمقارنة مع احداث السنوات الماضية، التي تميزت بالتغيرات السريعة التي سيطرت على المنطقة منذ اندلاع الثورات العربية في كانون الاول قبل سبع سنوات.
 
هراء لا مؤامرة
"نتساريم" شتاء 2001: في مكتب قائد الكتيبة في الموقع العسكري الذي يدافع عن المستوطنة المعزولة، يجلس اربعة ضباط من غولاني مع عيون منتفخة اضافة الى ضيف. اندلعت الانتفاضة الثانية قبل بضعة اشهر من ذلك، ويتحمل اللواء جزءا كبيرا من عبء القتال في قطاع غزة – الدفاع عن خطوط التماس الطويلة التي تقع تحت الهجوم المتواصل من اطلاق النار، قذائف مدفعية، وعبوات ناسفة.
اريئيل شارون، الذي كان رئيسا جديدا للحكومة في حينه، كان شخصا يحب المزاح، وعلق في الغرفة المجاورة صورة ايهود باراك على لوحة تصويب. كانت الصورة مليئة بالثقوب جراء السهام. في ايار السابق انسحب الجيش الاسرائيلي من المنطقة الامنية في جنوب لبنان، بعد 18 سنة من معركة دفاعية عقيمة. الضباط أنفسهم كانوا فقط في جبهة القتال ايضا في لبنان، سلسلة غير منتهية من الاحداث الصغيرة والقاتلة في حرب عصابات، انتهت بتراجع أحادي الجانب لاسرائيل.
على الاقل في نظر نفسها، كانت تلك مجموعة تم إعدادها للقيام بأعمال عظيمة. يوجد فيها قادة لهم تجربة قتالية، قادوا بتميز وبشجاعة الجنود نحو المواجهة. تركزت المحادثة حول قائد أرفع، تورط في شكوى انضباطية، برأه نائب رئيس الاركان، بوب كفدان، الذي هو مؤمن كبير بروح الانسان، بعد بضعة ايام.
بعد مرور 16 سنة أعلن آخر الضباط في تلك الغرفة عن استقالته من الجيش. وهو العميد مردخاي كهانا، ضابط التخزين القتالي الاول، والذي تورط في قضية الحاوية التي احتفظ فيها، حسب الاتهام، ببندقية كلاشينكوف تم أخذها غنيمة، وامور اخرى محظورة. زملاؤه في الغرفة ايضا لم يصلوا الى طاولة هيئة الاركان: اثنان اضطرا الى الاستقالة في ظروف انضباطية، وبالنسبة للثالث يبدو أنه لم يتحرر اطلاقا من ظل حادث عملياتي صعب.
في الشبكات الاجتماعية انتشر تفسيران تآمريان للقضية الجديدة، التي كشفت عنها كرميلا منشه في "كان" (هنا). النظريتان مدحوضتان بالدرجة ذاتها. حسب النظرية الاولى، كهانا وهو ابن شقيق الحاخام مائير كهانا، قام بتخزين سلاح لاهداف سياسية. وحسب النظرية الثانية فان هذه ببساطة سلسلة اخرى من سلسلة التنكيل بالضباط الكبار المتدينين.
في الحادثتين، هذا هراء تام. كهانا، الذي كان سيترك الجيش في السنة القادمة، هو ضابط شجاع ومحبوب، وحسب الاتهام ارتكب مخالفة صبيانية وغبية. تلك ظهرت كخروج كبير عن الاوامر، الى درجة أنها اجبرت رئيس الاركان، غادي آيزنكوت، على تسريحه – وكهانا الذي فهم ذلك فضل الاستباق والاستقالة بنفسه. ولكن لهذا الضابط لا توجد أي خلفية سياسية معروفة، والاحتفاظ ببندقية بدون اذن ليس "تخزين سلاح". ايضا ادعاء التنكيل بالضباط المتدينين مدحوض. من خلال منصبه، كان كهانا مسؤولا ايضا عن جهاز الحماية في الحدود، الذي يشمل كتائب مشاة مختلطة يخدم فيها رجال ونساء معا. في السنة الاخيرة اشرف على برنامج لتشجيع تجنيد الشبان المتدينين لوظائف قتالية، الذي اثار ضده غضبا في اوساط الحريديين.
الاسئلة التي ثارت حول القضية مختلفة. وهي تتعلق بالصعوبة التي يواجهها الجيش الاسرائيلي في تثبيت ثقافة ملزمة للانضباط، حتى في اوساط الضباط الكبار. آيزنكوت يبذل جهدا كبيراً للوعظ وتطبيق القانون، لكن مرة تلو الاخرى يستغرب من الأمور التافهة التي يتورط بها الضباط. حقيقة أن عددا لا بأس به من الضباط يأتون من اللواء الفاخر الذي تربى فيه هو نفسه وكان قائدا له، هي حقيقة ترمز لشيء ما. لا يوجد خلاف حول الاخلاص والروح القتالية التي تميز "غولاني"، من تل الفخار ومعارك جبل الشيخ وحتى بنت جبيل والشجاعية. ولكن في الوقت الذي ينشغل فيه الجمهور بالتربيت المستمر على أكتاف المقاتلين، فان آيزنكوت يتجاهل الاحداث الانضباطية المتكررة في الوحدات القتالية – لا توجد طريقة للفصل بين فرض الانضباط في الحياة اليومية وبين الانضباط في القتال، حيث يكلف عدم الخضوع للاوامر حياة الناس.
حسب ادعاء آخر تم طرحه، فإن الجيش الاسرائيلي ينكل عمدا بالضباط الذين اظهروا شجاعة في المعركة، وبهذا فانه يبقي القيادة القتالية مخصية وخائفة دائما وضيقة الأفق. هذا ادعاء تم طرحه للمرة الاولى قبل عقد من الزمن، حول قرار رئيس الاركان في حينه، غابي اشكنازي، الذي أقال عميدين هما تشيكو تمير وعماد فارس بسبب مخالفات انضباطية شديدة. قبل بضع سنوات ادعى الجنرال غرشون هكوهين، الذي تسرح في حينه، أنه في القيادة العليا "يوجد هناك أكثر من اللازم اشخاص متميزون وأقل من اللازم قطاع طرق". هذه الادعاءات لا تخلو من الاهمية – وفي حالة تمير، يوجد في الجيش من يأسف لابعاده ايضا الآن (آيزنكوت فحص اعادته حول منصب قائد الذراع البرية، لكن في نهاية المطاف قرر أن لا). لكن الادعاء السياسي الذي يقول إن الجيش يبعد ضباطا مؤهلين ذوي مكانة، ويبقي عمدا فقط المتوسطين، هو ببساطة ادعاء غير مقبول. فرض الانضباط ليس أمرا هامشيا، ويوجد ايضا حدود لتحمل رئيس الاركان، اذا اراد ان يواصل الجيش أداءه كما هو مطلوب.
 
عن "هآرتس"
========================
إسرائيل اليوم :مستقبل المنطقة رهن بنتائج الصراع الإيراني - السعودي
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php?id=1259a339y307864377Y1259a339
2017-11-11
بقلم: اللواء احتياط يعقوب عميدرور
وقعت عدة أحداث، هذا الاسبوع، يبدو ظاهرا أن لا رابط بينها، ولكن في نظرة أعمق، تؤكد تواصل العواصف في الشرق الاوسط. فمن جهة، في لبنان استقال رئيس الوزراء سعد الحريري بعد أن هرب الى السعودية. وزعم انه فعل ذلك في اللحظة الاخيرة، قبل أن يصفيه «حزب الله»، مثلما صفّى أباه. وكان هناك من اتهم السعودية بانها ضغطت عليه ليستقيل. مهما كانت اسباب هذه الخطوة فقد كشفت استقالته واقعاً تعرفه اسرائيل ولكنه يحظى بالتجاهل في العالم: «حزب الله» هو الذي يدير لبنان. رسميا لبنان عضو في الأمم المتحدة، ولكن من الناحية العملية «لا توجد دولة لبنانية». صحيح انه يوجد دستور لبناني تدار بموجبه ظاهرا، ولكن في المواضيع المهمة ليس القرار في يد الحكومة او البرلمان، بل في يد «حزب الله».
«حزب الله» هو التنظيم العسكري الاقوى في لبنان، ولهذا فهو يفرض إرادته على باقي أجزاء السكان؛ ليس هذا فقط بل له تأثير حقيقي على الجيش اللبناني، الذي يفترض ظاهرا أن يشكل وزنا مضادا له، اما في الواقع اللبناني فلا أمل في أن يصطدم هذا مع التنظيم الشيعي.
في هضبة الجولان، في الجانب السوري، سجلت شبه دراما، عندما كان يخيل أن قوات الثوار تهدد القرية الدرزية الحضر في شمال الجبهة: قرية بقيت موالية للاسد، واغلب الظن بعض رجالها تعاونوا مع «حزب الله» ضد اسرائيل. الدروز من الجانب الاسرائيلي من الجدار لم يتمكنوا من ضبط أنفسهم، وهددوا باجتياز الحدود لمساعدة إخوانهم. وحتى في اوساط الدروز داخل اسرائيل سُمعت اصوات مشابهة. وتدخل الجيش الاسرائيلي بحذر وبشكل منع امكانية المذبحة. ولكن المشكلة بقيت بلا جواب. فالحدث يشكل تفكيرا بانه رغم الجهود الروسية للوصول الى وقف النار ورغم ضعف الثوار من خلال الحلف بين الاسد، الايرانيين، والروس، فمن تحت ذلك يشتعل الجمر. فالثوار لم يقولوا بعد كلمتهم الأخيرة، ولكن من ناحية استراتيجية حسم مصيرهم على ما يبدو.
 
آمال كبرى، تحديات كبرى
في السعودية، التي فر اليها رئيس الوزراء اللبناني، يجري صراع عسير تحت السطح. القليل منه انكشف، هذا الاسبوع، على الملأ. كان هناك من قدر بان تغيير الأجيال في الاسرة المالكة من جيل ابناء الاب المؤسس الى جيل الاحفاد لن يمر بهدوء. ويبدو الآن أن هذا التقدير يتحقق. فالاعتقالات من الاسرة المالكة حدث استثنائي يشير الى الاضطراب الداخلي. في الدول الدكتاتورية نشأ مؤخرا تكتيك للتخلص من الخصوم تحت غطاء المعركة ضد الفساد، والحال هو أنه يوجد فساد كثير. دون صلة بالصراع الداخلي، اطلق من اليمن صاروخ نحو مطار الرياض، عاصمة السعودية. ويشير هذا الحدث التكتيكي الى مشكلة استراتيجية: فشلت السعودية حتى الآن في قتالها ضد الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين في اليمن. ويؤثر الفشل في اليمن عمليا على أمن المملكة؛ بينما الفشل في سورية، بعيدا عن حدود السعودية، يشكل تذكيرا بالصراع الواسع ضد ايران، والذي يجري حتى الآن دون نجاح.
السعودية على مفترق طرق. الآمال في تغيير ايجابي، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، كبيرة للغاية. وفي الوقت ذاته فان التحديات التي يفرضها الواقع، في السعودية نفسها وخارجها، تطرح علامات استفهام غير قليلة على قدرة المملكة على الوجود بالشكل الذي اديرت فيه منذ تأسيسها كحلف بين عائلة سعود والحركة الوهابية المحافظة.
في غزة، لأول مرة بنى «الجهاد الاسلامي» نفقا وصل الى داخل اسرائيل، انكشف، وفُجّر. وفقد التنظيم عددا من قياداته وهدد بالرد. ولكن هذا لم يأتِ  خلال الاسبوع الاول للهجوم. الحدث وملحقاته تشير الى أن الهدوء في القطاع لا ينبع من تخلي منظمات «الارهاب» عن رغبتها في المس باسرائيل؛ فبناء القوة مستمر، وفي يوم الأمر ستنطلق المنظمات لتفعيل مخططات اطلاق النار. ومع ذلك في غزة، يتثبت جيدا الفهم بان ثمن المواجهة سيكون عاليا جدا. يدور الحديث عن عنصر مهم للغاية في الردع، دون الاستخفاف بالطبع بالضغط المصري وبرغبة «حماس» في تحقيق اتفاق المصالحة مع السلطة الفلسطينية.
 
هل ستغير الميليشيات الميزان؟
في الاحداث في سورية وفي غزة يبدو أن الذراع الطويلة لايران. فهي رب البيت في لبنان، فهي تسيطر على «حزب الله»، وبسبب نشاطها ونواياها فر الحريري الى السعودية. فقد جلبت ميليشيات مسلحة من كل ارجاء العالم الشيعي (اكثر بكثير من عدد المتطوعين الذين قاتلوا في صفوف «داعش»)، والحريري على ما يبدو فهم بانه بعد أن نجحت ايران، بمساعدة روسية في تثبيت مكانتها في سورية، فان الصراع الايراني سينتقل الى لبنان. «الجهاد الاسلامي» هو الآخر اقامته ايران، وان كان مدى سيطرتها عليه اقل من سيطرتها على «حزب الله»، فهو الاداة الاساس لها في القطاع. حقيقة ان «الجهاد» امتنع حتى الآن عن الرد، رغم الضربة المدوية التي تلقاها، تشير الى قدرة الاكراه لدى «حماس» وعلى كونها اقوى بكثير من باقي التنظيمات. ولكن حفر النفق نفسه، وحقيقة أن مقطعا منه وصل الى الاراضي الاسرائيلية، تثبت أنه تحت حكم «حماس» اكتسب «الجهاد الاسلامي» قدرات لم تكن لديه في الماضي. ومقابل نجاح مصر في فرض ادخال السلطة الفلسطينية الى القطاع كرب بيت مدني، من المهم أن نتذكر هذا ايضا.
من هذه الاحداث تنشأ عدة حقائق تؤثر على المجريات في الشرق الاوسط، الذي يواصل الحراك. صحيح أنه ليس واضحا كيف ستبدو المنطقة بعد بضع سنوات، ولكن من المعقول الافتراض بان ايران ستبقى القوة الدينامية في المجال. كما أنها ستواصل تثبيت قوتها في سورية، ووفقا لرد اسرائيل سيتضح أي مكانة ستحظى بها هناك، وهل ستنجح في أن تبني في الدولة قواعد لها ولـ»حزب الله».
كما توجد ايضا مسألة نشر الاف رجال الميليشيات، الذين بات وزنهم في سورية يزداد كلما وجد النظام وحلفاؤه صعوبة في تصفية المعارضة. ولن يكون من المفاجئ انتقال قسم مهم من الميليشيات الى لبنان ليغيروا الميزان العسكري حيال اسرائيل، وكذا القوة النسبية للطائفة الشيعية في النسيج اللبناني الآخذ في التفتت.
يوجد سؤال مشوق آخر: هل سينجح ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في تثبيت مكانته، والتخلص من الجهات المعارضة لتتويجه وإحداث التغييرات التي أعلن عنها في السعودية؟ ستؤثر قدرته في الداخل على قوته في  الخارج. فنتائج الصراع بين السعودية – كمن تريد أن تقود العرب السُنة، وبين ايران – زعيمة الشيعة في كل المجال (الان يدها ممدودة ايضا شرقا، الى باكستان وافغانستان، حيث جند جزء من الميليشيات)، ستقرر بقدر كبير مستقبل الشرق الاوسط.
عن «إسرائيل اليوم»
========================
الصحافة التركية :
ملليت :أين ذهب آلاف المقاتلين من تنظيم "داعش"؟
http://www.turkpress.co/node/41611
محمد تيزكان – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
في وقت من الأوقات، كانت لتنظيم داعش دولة.. كان عناصره يسيطرون على مساحات واسعة من العراق وسوريا، ويستخرجون النفط ويبيعونه.. كانوا يعملون في التجارة، ويحكمون المدن.. أسسوا دولة بالمعنى الكامل للكلمة..
ثم اتضح، وإن كان في وقت متأخر، أنهم بدؤوا يشكلون خطرًا على العالم، فانطلقت العملية لمواجهتهم...
أقام الجيش العراقي تعاونًا مع قوات البيشمركة فدخل مدينة الموصل، وتم إخراج تنظيم داعش من قضائي تلعفر والحويجة..
وفي سوريا أيضًا لم يتمكن التنظيم من الصمود..
تم تطهير الحدود الجنوبية لتركيا..
استولى الجيش السوري (قوات الأسد) على الميادين ودير الزور، في حين سيطرت وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة على مدينة الرقة..
والنتيجة.. فقد التنظيم 96% من الأراضي التي كان يسيطر عليها..
بقيت منطقة صغيرة في يده.. سوف يفقدها هي الأخرى..
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، إلى أين ذهب مقاتلو داعش؟
قيل في وقت من الأوقات أن أعداداهم بلغت 80 ألفًا..
فماذا حدث؟
هل تبخروا؟
جزء منهم قُتل في المعارك.. لكن لم يُعلن أين وكم عددهم.. كما لم تُحدد جنسيات القتلى..
هل جميع من قُتل من العراقيين العرب؟
هل هم من السوريين؟
هل هناك مقاتلون تركمان بينهم؟
كم تركيًّا قُتل هناك من بين من ذهبوا من تركيا؟ وهل أسماء هؤلاء معروفة؟
على سبيل المثال كم فرنسيًّا وألمانيًّا وشيشانيًّا وبلجيكيًّا سقطوا بين القتلى؟
كلها إشارات استفهام..
جزء منهم أُلقي القبض عليه.. كم واحدًا دخلوا السجن؟ من هم المسجونون؟ من أي الجنسيات هم؟
لم تُنشر مشاهد لهم ولا صور..
جزء منهم عاد إلى بلاده.. على سبيل المثال، يُقال إن 900 من أصل 1500 تركي عادوا إلى بلادهم.. هل أسماؤهم معروفة؟ هل تتابعهم السلطات؟
السؤال نفسه مطروح بالنسبة للأوروبيين من عناصر التنظيم، وينطبق الأمر على الأفارقة والآسيويين..
إلى أي بلد توجه عناصر داعش الفارون من مناطق القتال؟
أو عبر أي بلد فروا وعادوا إلى بلدانهم؟
أعتقد أنه..
إما أن العالم بالغ كثيرًا بشأن تنظيم داعش.. لم يكن عدد عناصره 80 ألف مقاتل.. على الأكثر ثمانية أو عشرة آلاف.. جزء منهم قُتل، وجزء فر.. وجزء في السجن.. وجزء آخر ما زال يقاتل..
وإما أن عددهم حقيقة 80 ألفًا.. نصفهم على الأقل، أو لنقل ثلثهم فر وعاد إلى بلاده..
إذا كان الأمر كذلك فهذا معناه أن العالم في خطر كبير..
========================
صحيفة أكشام :الأزمة السورية تزحف نحو لبنان
http://www.turkpress.co/node/41663
أفق أولوطاش – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
عندما تترك الحروب في الشرق الأوسط انطباعًا بأنها تضع أوزارها فاعلموا أنها تزحف نحو مكان آخر. بينما ينتشي نظام الأسد وروسيا وإيران بسكرة النصر تظهر ديناميات صراع جديد، وتنعقد تحالفات جديدة. تبحث الصراعات الإقليمية والعالمية عن ساحات جديدة ولاعبين جدد، أو أنها تجس نبض الساحات القديمة، كلبنان.
وبينما كانت المنطقة غارقة في الأزمة السورية لم يلفت لبنان كثيرًا انتباه القوى الإقلمية والعالمية. وبقي في الظل على الرغم من أزمة الرئاسة، واحتجاجات تراكم القمامة، والاقتتال الطائفي على نطاق ضيق في المناطق القريبة من الحدود السورية، واعتداءات حزب الله على مخيمات اللاجئين، وعمليات الاغتيال.
لكن بالنظر إلى التطورات الأخيرة، ومع تراجع حدة الاشتباكات نسبيًّا في سوريا، يبدو أن الصفيح سيسخن تحت لبنان، وسيكون هذا البلد الصغير المتعب من الحروب مسرحًا لاقتتال وتصفية حسابات لم تنتهي.
ومن الزاوية التي تهم لبنان عن كثب، تركت الحرب السورية المنطقة في مواجهة موجة جديدة من التمدد الإيراني، الذي كان حزب الله ظاهرته في لبنان.
تجنب الحزب الدخول في صراعات داخلية قدر الإمكان عندما كان مشغولًا في سوريا، وفي المقابل، لم تكن الجبهة المناوئة له قادرة على الدخول في مثل هذا الصراع معه.
منذ مدة طويلة، بسطت إيران في لبنان هيمنتها، التي كانت تسعى إلى فرضها في سوريا أيضًا. وعلى الجانب الآخر، كانت إسرائيل مسرورة جزئيًّا بانشغال حزب الله في سوريا، لأن الحدود اللبنانية كانت تعيش واحدة من أهدأ الفترات في تاريخها.
بيد أن المشكلة تمثلت في خروج حزب الله من الحرب السورية أقوى مما كان عليه، والأدهى من ذلك، بينما كانت إسرائيل تشكو من حزب الله فقط، أصبحت مضطرة لمجاورة عشرات الآلاف من عناصر الميليشيات الشيعية.
لنحتفظ بهذه المعلومات في أذهاننا، ونلقِ نظرة على آخر التطورات: أعلن ترامب عن استراتيجيته لعزل إيران، لكن من الصعب أن تحقق نتائج على الصعيد الإقليمي. ويبدو هدفها الوحيد مواجهة حزب الله بشكل يرضي إسرائيل.
في السعودية يستعد ولي العهد محمد بن سلمان لتسلم الحكم. ولم تكن حملة الاعتقالات إلا سعي لتمهيد الطريق أمامه. وفي هذه الأثناء، يقول سمير السبهان وزير الدولة لشؤون الخليج العربي إن حزب الله سوف يُحاسب في الأيام القادمة وإن الحل يكمن في القضاء عليه.
ومن السعودية، يستقيل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري وهو يوجه الاتهامات إلى حزب الله وإيران، فيما يُطلق صاروخ باليستي من اليمن باتجاه العاصمة السعودية الرياض.
أما إسرائيل فتقول إن حزب الله، الذي يملك 50 ألف مقاتل و100 ألف إلى 150 ألف صاروخ، بنى مصانع صواريخ في لبنان، وتجري التحضيرات لضربها.
كل المؤشرات تدل على أن الاستراتيجيات الأمريكية والإسرائيلية والسعودية لمكافحة المد الإيراني ستتجمع في لبنان أو حزب الله. بيد أن مهمة هذه التحالف صعبة للغاية.
فالولايات المتحدة تعيش جوًّا مكفهرًّا على صعيد السياسة الداخلية، والأرض تهتز تحت تحالفها مع حزب العمال الكردستاني في سوريا. ولي العهد السعودي دخل في مرحلة جديدة وهشة عقب الاعتقالات. في حين تواجه إسرائيل حزب الله أقوى وإيران ذات إمكانيات أكبر.
فمن يخرج منتصرًا من هذا الصراع؟ من الصعب التكهن بالنتيجة حاليًّا، لكن الأمر المؤكد أن الشعب اللبناني سيكون الضحية من جديد.
========================
الصحافة البريطانية :
إندبندنت: استقالة الحريري ليست كما تبدو
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/11/10/إندبندنت-استقالة-الحريري-ليست-كما-تبدو
كشفت صحيفة بريطانية أن استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من منصبه ليست كما تبدو، فهو لم يكن يتوقع ما حصل له في السعودية.
وأفادت صحيفة الإندبندنت في تقرير لمراسلها من بيروت، روبرت فيسك، أن الحريري كان يعتزم العودة إلى بيروت في اليوم التالي من استقالته حيث كان مقررا أن يلتقي في عاصمة بلده وفدا من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ويعقد مناقشات حول تحسين جودة مياه الشرب. وقال الكاتب إن كل تلك الأنشطة لم تكن توحي بأن الرجل بصدد التنحي من منصبه.
وأضاف فيسك أنه ما إن حطت طائرة الحريري في مطار الرياض، مساء الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، حتى كان أول ما وقعت عليه عيناه مجموعة من أفراد الشرطة السعودية تطوق الطائرة. وعندما صعدوا إلى الطائرة صادروا هاتفه النقال وهواتف حرسه الشخصي، وهكذا فُرض عليه ستار من الصمت.
ووصف التقرير ما حدث للحريري بأنه لحظة "مثيرة" أشبه بمسلسل درامي بُث عبر السعودية الأسبوع الماضي. وقال فيسك إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يسعى من خلال اعتقاله الحريري إلى تقويض الحكومة اللبنانية وإبعاد حزب الله منها ثم إطلاق حرب أهلية جديدة في لبنان.
مخطط لن ينجح
لكن الكاتب يرى أن هذا المخطط لن يُكتب له النجاح ذلك أن اللبنانيين "على الرغم من أنهم ليسوا في ثراء السعوديين إلا أنهم أكثر ذكاءً منهم"، مضيفا أن كل الجماعات السياسية، بما فيها حزب الله، تطالب بشيء واحد فقط وهو عودة الحريري إلى بيروت.
ومضى إلى القول إن الحريري كان في اجتماع لمجلس الوزراء في بيروت يوم الجمعة الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني عندما تلقى مكالمة هاتفية من الرياض تدعوه لمقابلة الملك سلمان. ولما كان سعد مثل والده رفيق الحريري، يحمل الجنسيتين السعودية واللبنانية، فإنه ما لبث أن طار من فوره إلى الرياض. وما كان له أن يرفض دعوة ملك حتى لو كان التقاه قبل أيام قليلة لا سيما أن شركة (سعودي أوجيه) التي يملكها الحريري مدينة للسعودية بنحو تسعة مليارات من الدولارات.
وأوضح الكاتب في تقريره أن زوجة الحريري وعائلته موجودون الآن في الرياض، فلو أنه عاد إلى بيروت فسيتركهم رهائن لدى السعودية. وأضاف أنه بعد أسبوع من "هذه المسرحية الهزلية" فإن أحاديث تدور في بيروت تطالب بتولي بهاء شقيق سعد الأكبر منصب رئاسة الحكومة في لبنان.
وتساءل فيسك عن الدافع وراء سفر الحريري إلى الإمارات؟ هل ليبرهن على أنه حر في ترحاله رغم أنه لا يستطيع العودة إلى لبنان التي يُفترض أنه يحكمها؟
من جانبها أوردت صحيفة الغارديان البريطانية أن كتلة المستقبل التي يرأسها سعد الحريري طالبت بعودته من السعودية عقب تقديمه استقالته الدراماتيكية، مما أذكى التكهنات بأنه محتجز هناك ضد إرادته.
========================
الغارديان :"حرب وشيكة"
http://www.bbc.com/arabic/inthepress-41951187
من صحيفة الغارديان، نقرأ تحليلا كتبه بيتر بومنت حول الأوضاع في لبنان في ظل مزاعم احتجاز رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري والتصعيد السعودي ضد حزب الله.
يقول الكاتب إن القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل أصبحت أكثر تأكدا من أن ثمة حرب وشيكة ستندلع مع حزب الله، وذلك رغم تكرار التحذيرات من أن وقوع حرب ثالثة في لبنان ينبئ بأنه سيحمل سيناريوهات أكثر خطورة ودموية بالمقارنة بحرب 2006.
وأضاف بومنت أن تزايد التوتر على الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان في الشهور الأخيرة تعكس ادراك اسرائيل إلى أن الحرب التي يدعم فيها حزب الله الرئيس بشار الأسد سوف تنعكس سلبا على قدرات الحليف اللبناني القوي للحكومة السورية.
وفي المقابل، بحسب الكاتب، خرج حزب الله المدعوم من إيران، بمزيد من الدعم العسكري رغم الغارات الاسرائيلية المتكررة على قوافل ومخازن يعتقد أنها للأسلحة.
وأشار الكاتب إلى أن الاحساس بتزايد احتمال اندلاع حرب أعطى قوة دفع للخطاب التصعيدي من الولايات المتحدة والسعودية تجاه إيران.
ونقل الكاتب تحذيرات على لسان المحلل الاسرائيلي والسفير السابق في الولايات المتحدة دان شبيرو من خطورة انزلاق اسرائيل في حرب جديدة بشروط سعودية.
وأنهى الكاتب مقاله التحليلي بأن العامل الوحيد الذي يقف في مواجهة جميع التوقعات بشأن قرب وقوع حرب هو أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رجل أقوال وليس أفعال، إذ أنه مولع بكيل التهديدات.
========================
«تايمز»: مصر تحذر من تجميع «داعش» لصفوفه بعد هزائمه في سوريا والعراق
http://www.elghad.co/world/news-1659258/تايمز-مصر-تحذر-من-تجميع-داعش-لصفوفه-بعد-هزائمه-في-سوريا-والعراق
نقلت صحيفة «تايمز» البريطانية، تحذيرات الرئيس عبدالفتاح السيسي في الدولة المصرية من أن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي يعيدون تجميع صفوفهم في الدول التي تشهد نزاعات بعد الهزائم الهائلة التي تلقتها في سوريا والعراق، الأمر الذي يمثل تهديدا لاستقرار وأمن دول المنطقة العربية.
وحسب تقرير نشرته الصحيفة البريطانية، تناول تصريحات الرئيس السيسي، في منتدى شباب العالم الذي عقد في شرم الشيخ، أكد ، إن الدولة المصرية تحارب الإرهاب نيابة عن الإنسانية، وانها بحاجة إلى دعم وتعاون الجميع لوقف تدفق المقاتلين من "الدول المجاورة" غير المستقرة.
وأضافت "تايمز" أن الرئيس السيسي حذر من هروب مسلحي داعش إلى المناطق التي مازالت تشهد صراعات وحروب أهلية مستمرة.
وقالت الصحيفة إن تصريحات الرئيس السيسي، جاءت بعد إعلان الجيش السوري السيطرة على مدينة البوكمال، وهي آخر مدينة كانت تحت قبضة تنظيم داعش في سوريا، وكل ما تبقى من الدولة المزعومة الخلافة التي نصبت نفسها هي امتداد صغير للقرى الواقعة على نهر الفرات في سوريا ومنطقة صغيرة من الصحراء.
========================
الصحافة الروسية :
نيزافيسيمايا غازيتا :سوريا بانتظار حرب أخطر
https://www.ryhannews.com/world/271323
تحت عنوان "الخلايا النائمة تنشط في سوريا" كتب فلاديمير موخين في صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا"، اليوم الجمعة، مستعرضا الظروف التي تنذر باستمرار الحرب في سوريا.
يقول موخين في تحليله للعناصر المؤثرة في الحرب السورية، إن الحرب الأهلية في البلاد ليست نحو انتهاء، بل يمكن في ظروف معينة أن تنفجر بقوة أكبر.
فأولا، لم تبدأ العملية السياسية السلمية في سوريا؛ ومناطق خفض التصعيد التي أنشئت بوساطة روسيا وإيران وتركيا وبلدان أخرى تشمل مناطق محدودة جدا، وهي ليست فعالة دائما، ذلك أن المعارضة العاملة في هذه المناطق غير متجانسة.
وأما ثانيا، فيقول الكاتب إن ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني الذي اقترحته موسكو وكان مقررا في البداية في 18 نوفمبر، والذي كان يهدف إلى جمع دمشق والمعارضة، تأجل إلى موعد لاحق.
وثالثا، فمن السابق لأوانه الحديث عن حسم المعركة مع مقاتلي "داعش"، فاستنادا إلى التقارير الواردة من سوريا والعراق، يمكن الحديث عن أن هناك "خلايا نائمة" تقوم بتطوير حرب عصابات حقيقية في البلدين.
وينتهي الكاتب إلى أن روسيا ستسمر، بطبيعة الحال، في مساعدة دمشق من أجل إحلال النظام في البلاد.
========================
"إزفيستيا" :السلطة السورية مذنبة في جميع الأحوال
https://arabic.rt.com/press/909345-السلطة-السورية-مذنبة-في-جميع-الأحوال/
كتب أندريه أونتيكوف في صحيفة "إزفيستيا"، اليوم، تحت عنوان " مذنبون بلا كيمياء": "دمشق لم تستخدم الكيماوي في خان شيخون، ولجان التفتيش الدولية لم تفعل شيئا للتحقق، رغم إتاحة ذلك".
ينتهي أونتيكوف إلى تبييت إدانة دمشق بصرف النظر عن الواقع، من خلال "أن المفتشين الدوليين لم يدخلوا مدينة خان شيخون"، مكتفين بما قيل عن "أن الطائرات السورية حملت قنابل برؤوس كيميائية من مطار الشعيرات وانطلقت لقصف المدينة (خان شيخون)"، مستغربا "ولكنهم، لم يأخذوا عينات؟! ويستند في تساؤله إلى آراء الخبراء، لينتهي إلى القول: "وهكذا، فالخبراء يرون أن الغرب يستخدم ورقة الكيمياء عبر المنظمات الدولية للإطاحة بالسلطات السورية القائمة".
ويدعم كلامه، بقول مسؤول رفيع المستوى في الأوساط الدبلوماسية الروسية، تحفظ على ذكر اسمه، إن حجة عدم إعطائهم ضمانات أمان من قبل من يسمونهم معارضة معتدلة تسيطر على المنطقة حالت دون زيارتهم المدينة وأحذ عينات، فيتساءل المسؤول، مشككا: " ولكن خبراء فرنسيين وبريطانيين سبق أن قاموا بزيارة إلى هناك، فأحد ما أعطاهم ضمانات!".
========================