الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 10/1/2018

سوريا في الصحافة العالمية 10/1/2018

11.01.2018
Admin


إعداد مركز الشرق العربي
 
الصحافة الامريكية :  
الصحافة العبرية :  
الصحافة البريطانية :  
الصحافة الفرنسية :  
الصحافة الروسية والتركية :  
الصحافة الامريكية :
ديلي بيست :سنة جديدة، مشاكل قديمة: أين ستختار روسيا خوض معركتها الجديدة في 2018؟
ديفيد آكس - (ديلي بيست) 3/1/2018
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
في العام 2017، خاضت روسيا حرباً دموية وبدون تمييز دعماً لنظام وحشي في سورية؛ وسلّحت الثوار الذين يحتلون شرقي أوكرانيا؛ وواصلت حملتها الدعائية التي تستهدف الانتخابات في الديمقراطيات الغربية -الحملة نفسها التي ساعدت في وضع دونالد ترامب في البيت الأبيض.
والآن، ما من سبب للاعتقاد بأن العام 2018 سيكون مختلفاً. وفي تجاهل لإعجاب ترامب الشخصي بفلاديمير بوتين ونظامه الأوتوقراطي، سمى فريق الأمن القومي في إدارة ترامب روسيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي كأحد أكبر التهديدات التي تواجه المصالح الأميركية. لكن من غير الواضح ما الذي ستقوم الإدارة المنقسمة لرئيس متواطئ بعمله من أجل مواجهة روسيا منبعثة مجدداً.
من الممكن أن يكون العام الجديد خطيراً، بينما تواصل روسيا هجماتها على الغرب ومصالحه، وبينما تصارع أميركا وحلفاؤها للرد بطريقة متساوقة. وقد حذر "مجلس الأطلسي" الذي يتخذ من واشطن العاصمة مركزا له من أن "النتيجة الصافية لكل هذا ستتمثل في تآكل للاستقرار والسلام في العالم".
في أواخر العام 2015، تدخلت القوات الروسية في الحرب الأهلية السورية التي كان قد مضى على بدئها أربعة أعوام. وقصفت سفن وطائرات موسكو المقاتلين المعادين للنظام. وشنت القوات الروسية الخاصة مئات الغارات التي استهدفت زعماء المعارضة. وأصرت موسكو على القول إن هدفها كان تدمير تنظيم "داعش"، لكن العديد من الهجمات الروسية ضربت مجتمعات ومجموعات تقاتل بنشاط هذه المجموعة الإرهابية.
في الحقيقة، تبقى حرب بوتين في سورية منسجمة مع فكرة "الدعم الروسي لحليف منذ وقت طويل ومع موقف روسيا المناهض لسياسة تغيير النظام"، طبقاً لما ذكرته المؤسسة الفكرية "راند" التي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها. وبالإضافة إلى ذلك، سيكون من شأن الحفاظ على نظام رجل سورية القوي، بشار الأسد، أن يحافظ على القاعدتين البحرية والجوية الروسيتين في سورية –ومعهما الخيارات لحملات مستقبلية ممكنة ضد الناتو والغرب. وقد شرحت "راند" ذلك بالقول: "إن هاتين القاعدتين تستطيعان تمكين روسيا من تحدي الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة".
لا يجب أن يكون مفاجئاً إذن أن تعلن روسيا عن خطط لتواجد عسكري دائم في سورية، حتى مع تقهقر "داعش" وخروجه من البلد. وقال الكرملين: "سوف يركز تجمع القوة الروسية جهوده الرئيسية لتقديم الدعم للسوريين على صعيد استعادة الحياة السلمية ومراقبة اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها".
لكن حرب موسكو في سورية يمكن أن تكون نذيراً بتدخلات أخرى مستقبلية. ومتشجعة باستدامة نظام الأسد، من الممكن أن تقحم روسيا نفسها مباشرة في نزاعات إقليمية أخرى حيث تتطلع إلى كسب قواعد استراتيجية. وكانت روسيا قد عززت في العام 2017 دعمها للجيش الوطني الليبي، الجناح المسلح لواحد من المنظمات العديدة المتنافسة في ليبيا، البلد الآخر المطل على البحر الأبيض المتوسط.
بينما تدخلت روسيا في سورية للمحافظة على الحكومة القائمة في العام 2014، فقد غزت أوكرانيا في محاولة لزعزعة استقرار حكومة كانت تستعد للتحول نحو الغرب. وفي تكرار لاستراتيجية استخدمتها روسيا وبأثر حاسم في جمهورية جورجيا في العام 2008، استولت قوات روسية بسرعة على شبه جزيرة القرم الاستراتيجية الأوكرانية قبل أن تتولى الاضطلاع بدور أقل مباشرة في تزويد ودعم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة الدونباس الشرقية.
وقد استمر ذلك النزاع طيلة العام 2017، على الرغم من التوصل إلى وقف رسمي لإطلاق النار في العام 2015. وفي خطوة مفاجئة في كانون الثاني (ديسمبر)، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي ترامب أنها ستسمح للشركات الأميركية ببيع بعض أصناف الأسلحة لأوكرانيا -في انقلاب على سياسة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما التي قضت بإرسال إمدادات غير قاتلة فقط إلى ذلك البلد المحاصر.
وفي المقابل، أدانت روسيا مبيعات الأسلحة المحتملة، مدعية بأنها قد تفضي إلى تصعيد الصراع. وقال عضو البرلمان الروسي، فرانز كلينسيفتش: "في الحقيقة، يدفع الأميركيون القوات الأوكرانية نحو حرب". ولا يهم ما كانت موسكو قد فعلته متعمدة على مدى أعوام لتسعير الحرب الأوكرانية من أجل إضعاف جارة متوجسة، وضمان إحكام قبضتها على الأراضي المتنازع عليها.
كانت ثلاث سنوات من الحرب كافية لمحلل أميركي بارز واحد على الأقل -واستطاعت أن تؤشر على النجاح النهائي الذي ستحققه مغامرة بوتين في أوكرانيا في العام 2018 أو بعدها. وقد كتب مايكل أوهانلون من معهد بروكينغز في واشنطن العاصمة: "ثمة طريقة واحدة وحسب نستطيع من خلالها خفض خطر اندلاع حرب بين الناتو وروسيا، من دون التنازل عن قيمنا أو التضحية بمصالح حلفائنا وأصدقائنا".
"وهي تبدأ بالاعتراف بأن توسع الناتو، مع كل إنجازاته الماضية، قد ذهب إلى ما فيه الكفاية. يجب علينا أن نسعى -إذا أدى بوتين ما عليه- إلى خلق هندسة أمنية جديدة لأوروبا الشرقية، والتي تستبعد صراحة جلب بلدان مثل أوكرانيا وجورجيا إلى التحالف الذي يضم 29 عضواً".
وسوف يعني اقتراح أوهانلون -إذا نال قبولاً واسعاً- مكافأة روسيا من الناحية الأساسية على غزوها جارتها من أجل سحق إرادة الناخبين. ومن شأن ذلك أن يشجع موسكو على مضاعفة ما وصفت بأنها الاستراتيجية الأكثر فعالية حتى اليوم -ونشر أخبار مزيفة لتقويض الانتخابات الديمقراطية في البلدان المنافسة من دون اللجوء إلى الزج بدباباتها وبقواتها الخاصة.
من بين انتخابات أخرى، تدخلت موسكو في استفتاء "البريكسيت" في المملكة المتحدة، وفي الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016، وفي انتخابات الرئاسة الفرنسية في العام 2017. لكن الانتخابات الفرنسية لم يسر حسب ما أرادت موسكو، على عكس التصويتين، البريطاني والأميركي.
كتبت إلينا بولياكوفا من "مجلس الأطلسي": "أرسل التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016 إشارة إلى الغرب: أن المجتمعات الديمقراطية ضعيفة بشكل كبير أمام التأثير الخارجي". لكن من غير المؤكد ما إذا كانت الحكومة الأميركية ستفعل أي شيء للتخفيف من ذلك الضعف.
إذا استمر الديمقراطيون المناهضون لترامب في اتجاه فوزهم الأخير وهيمنوا على انتخابات نصف الفترة في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، فسيكون باستطاعتهم عندئذٍ توجيه ضربة قوية إلى العناصر الموالية لروسيا في داخل إدارة ترامب. ومع بدء الانتخابات التمهيدية في الربيع المقبل، ينفد الوقت من المشرعين لتأمين التصويت بأمن سيبراني أفضل، على سبيل المثال. وقد أقر رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، السناتور الجمهوري عن ولاية كارولينا الشمالية، بأنه "لم يتبق وقت طويل، ما من شك في ذلك".
على المستوى الاستراتيجي، تمتعت روسيا بسنة ناجحة في 2017؛ حيث غيرت الانتخابات وزعزعت استقرار المنافسين، وأوصلت الأنظمة الصديقة إلى بر الأمان، وضمنت الوصول إلى قواعد حيوية. ومن المؤكد تقريباً أن تواصل موسكو هذه الاستراتيجية في العام 2018. والسؤال هو ما الذي ستفعله أهداف عدوان الكرملين لوقف هذا العدوان.
 
*نشر هذا المقال تحت عنوان: New Year, Old Problems: Where Will Russia Pick a Fight in 2018?
========================
واشنطن بوست :بعكس أوباما، ترامب لن يسكت عما يحدث في إيران\
مايك بينس* – (الواشنطن بوست) 3/1/2018
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
قبل ثمانية أعوام ونصف، شاهد الأميركيون شعب إيران وهو ينتفض ليطالب بحقه الأساسي في الحرية. وفي "الثورة الخضراء"، ملأ الملايين من الشبان والشابات الشجعان شوارع طهران وتبريز وقزوين وكرج، وما بدا أنه كل مدينة وقرية بينها. وقد نددوا في البداية بانتخابات مزورة، ثم بدأوا يطالبون مع مرور الأيام بأن يُنهي آيات الله غير المنتخبين عقودهم من القمع وبأن يفلتوا قبضتهم الحديدية على إيران وشعبها.
في ذلك الحين، تطلع أولئك المتظاهرون الشجعان إلى زعيم العالم الحر للحصول على الدعم. ولكن، كما رأيتُ بأم عينيّ كعضو في الكونغرس، ظل رئيس الولايات المتحدة صامتاً.
وفي أعقاب المظاهرات ومحاولات النظام الوحشية لقمعها، فشل الرئيس باراك أوباما مراراً في التعبير عن تضامن أميركا مع المتظاهرين الإيرانيين. وباعتباري عضواً في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أدركتُ حقيقة التقاعس عن العمل وعدم اتخاذ إجراء بما كان عليه حقيقة: تخلٍ عن القيادة الأميركية.
لطالما وقفت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة مع أولئك الذين يتوقون إلى الحرية ويسعون إلى مستقبل أكثر إشراقاً. ومع ذلك، رفض الرئيس الوقوف مع شعب فخور سعى إلى الخروج من تحت عبء الدكتاتورية الثقيل؛ حيث أصدر مجرد استجابة متأخرة فقط تدين عنف النظام. وفي الوقت نفسه، كانت الولايات المتحدة تخفق في مواجهة الدولة الرائدة في رعاية الإرهاب -وهو خطأ عرَّض سلامة وأمن الشعب الأميركي وأمن حلفائنا للخطر.
أدى رفض الإدارة الأخيرة للعمل في نهاية المطاف إلى تقوية موقف حكام إيران المستبدين وتشجيعهم على الانقضاض على المعارضة. وتم إخماد الثورة الخضراء بلا رحمة، وأصبح الصمت المميت في شوارع إيران مماثلاً للصمت الأصم في البيت الأبيض. وما يزال الكثير من الإيرانيين، حتى يومنا هذا، يلومون الولايات المتحدة على التخلي عنهم في وقت الحاجة.
واليوم، ينتفض الشعب الإيراني مرة أخرى من أجل المطالبة بالحرية والفرصة. وتقف الولايات المتحدة في ظل الرئيس ترامب معهم. ولن نكون صامتين هذه المرة.
قبل أشهر من بدء الاحتجاجات في إيران، تنبأ الرئيس بأن أيام النظام الإيراني ستكون معدودة. وفي حديثه في الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر)، قال: "إن شعب إيران الطيب يريد التغيير، وباستثناء القوة العسكرية الهائلة للولايات المتحدة، فإن الشعب الإيراني هو ما يخشاه قادته أكثر ما يكون". وعلى نحو يشبه رئيساً آخر عرض تنبؤات مماثلة حول الاتحاد السوفياتي، قوبل تعليق الرئيس بالسخرية.
لكن هذه الكلمات الآن تصبح اليوم أكثر صلاحية من أي وقت مضى. وفي حين ظل سلفه صامتاً في العام 2009، قدم ترامب للشعب الإيراني وبسرعة دعم أميركا الثابت. كما التزم بتقديم المساعدة في الأيام المقبلة.
وعلى نطاق أوسع، رفض الرئيس التصديق على الاتفاق النووي الذي أبرمته الإدارة السابقة مع إيران، والذي غمر خزائن النظام بعشرات المليارات من الدولارات نقداً، وهي أموال يمكن أن يستخدمها لقمع شعبه ولدعم الإرهاب في جميع أنحاء العالم. وقد أصدرنا بالفعل عقوبات جديدة ضد فيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، ويدرس الرئيس اتخاذ إجراءات إضافية لمعاقبة النظام على سلوكه العدواني وهجمته على مواطنيه.
لقد تحدثت الولايات المتحدة بوضوح وبلا لبس. ومما يؤسف له أن العديد من شركائنا الأوروبيين، فضلاً عن الأمم المتحدة، فشلوا حتى الآن في التحدث بقوة عن الأزمة المتصاعدة في إيران. وقد حان الوقت الوقت لاضطلاعهم بمسؤولياتهم. ويبين قمع الثورة الخضراء في العام 2009 فداحة الثمن المأساوي للصمت. وأنا أدعو قادة الدول المحبة للحرية في جميع أنحاء العالم إلى إدانة الدكتاتوريين غير المنتخبين في إيران، والدفاع عن حق الشعب الإيراني غير القابل للتصرف في رسم مستقبله وتحديد مصيره.
قال الرئيس إن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد" وإن إدارتنا ستواصل دعم المتظاهرين في دعوتهم إلى الحرية، وتطالب قادة إيران بوقف أعمالهم الخطرة والمزعزعة للاستقرار في الداخل والخارج.
إننا نقف مع شعب إيران الفخور لأنه على حق، ولأن النظام في طهران يهدد السلم والأمن في العالم. هذا هو جوهر القيادة الأميريكية، وكما يعرف شعب إيران الآن، فإن الولايات المتحدة تتولى دور الريادة على الساحة العالمية من أجل الحرية مرة أخرى.
*نائب رئيس الولايات المتحدة.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Unlike Obama, Trump will not be silent on Iran
========================
معهد واشنطن :التعاطف الغربي مع أكراد سوريا لا يكفي
تكاد لا تمر مناسبة يحضرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وغيره من المسؤولين الأتراك، إلا وتحدثوا عن الخطر الذي تمثله "وحدات حماية الشعب" للأمن القومي التركي، مواصلين تهديداتهم بأن تنفيذ حملة عسكرية ضد هذه الوحدات و"تدميرها" هي مسألة وقت.
وبدت التهديدات التركية أكثر جدية في نوفمبر الماضي، حين بدأت تظهر بوادر هجوم محتمل ضد منطقة عفرين في حلب من طريق إرسال تعزيزات للجيش التركي إلى الحدود السورية، وكذلك إلى مناطق سورية تسيطر عليها فصائل "درع الفرات". لكن يبدو أن أنقرة لا تزال تبحث عن شركاء لتشكيل تحالف ضد "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يقودها الأكراد في شمال سوريا. وربما يأمل اردوغان في إيجاد منفذ لضرب أكراد سوريا، عبر محاولة إنشاء تحالفات مع روسيا وإيران.
كما سيواصل الرئيس التركي مساعيه في إقناع الروس، الذين يعارضون حتى اللحظة استهداف عفرين، بإزالة هذه الحماية. ويبدو من تصريح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو أن أنقرة لم تحصل بعد على الموافقة الروسية لضرب عفرين. فبعد يوم من زيارة بوتين الأخيرة إلى أنقرة، قال أوغلو: "ستنسق مع موسكو عملية عسكرية في عفرين إذا ظهرت الحاجة إليها". لكن الرئيس التركي لن يكف عن المحاولة، وهذا ربما يفسر كثافة اللقاءات والاتصالات بين أردوغان وبوتين.
ويرجح أن يكون سبب الصمت التركي اللافت حول إعلان روسيا مؤخراً، تقديم الدعم الجوي لـ “قوات سوريا الديمقراطية"، خلال المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في دير الزور، هو تفضيل أنقرة عدم التصعيد مع الروس، حيث يمكن أن تكون تكلفة هذه المواجهة كبيرة جدا. وعلى الرغم من أن موسكو تُركز وتُصر على وحدة الأراضي السورية، إلا ا أنها تفضل حكماً ذاتياً للأكراد. ويرجح أن يواصل الروس منع التحركات التركية ضد عفرين. ولا يستبعد أن يؤثر ذلك، مرة أخرى، في علاقة تركيا مع روسيا في سوريا، رغم أن القطيعة التامة بينهما غير محتملة.
حتى اللحظة يبدو أن الموقف الأمريكي هو أقرب للموقف الروسي من بين كل القوى الفاعلية في سوريا، سواء المتحالفة مع الرئيس السوري أو المعارضة له. فالطرفان يؤيدان انتقال سياسي جاد، ومنح دور مستقبلي للأكراد، وتقليل النفوذ الإيراني والتركي، وإبقاء خطر الحرب بعيداً عن حدود إسرائيل. وسبق أن نجح الروس والأمريكيون في منع تركيا من ضرب "قوات سوريا الديمقراطية" في مدينة منبج. وهناك من يرى أن لواشنطن وموسكو مصلحة في منع تركيا من التدخل في سوريا بأية صفة خارجة عن قتال تنظيم "الدولة الإسلامية". وربما تخشى أنقرة السيناريو الأسوأ في سوريا، والمتمثل في اتفاق أمريكي- روسي يقضي بمنح دمشق حكماً ذاتياً للأكراد؛ يعززه المجتمع الدولي. لكن يبدو أن الولايات المتحدة تفضل أن يتم كل ذلك على أساس تفاهم ما مع تركيا. وقد تحاول واشنطن دفع أنقرة مجدداً إلى استئناف عملية السلام الداخلي مع الأكراد، ما سينعكس ايجاباً على العلاقة بين تركيا وأكراد سوريا.
هناك أطراف إقليمية ربما تشارك الروس والأمريكيين دعم القوى المسيطرة في شمال سوريا. فهناك توجه سعودي- إماراتي لدعم "قوات سوريا الديمقراطية"، الذي قد يضمن وقف التمدد الإيراني - التركي، ويمنع أي دور رئيسي محتمل لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا. في حين لا يزال الموقف المصري غير واضح تماما حيال هذا الملف. أما في إسرائيل، هناك من يعتقد بأهمية التحالف مع الأكراد كطرف موثوق به في سوريا المستقبل. وانه إذا كانت إسرائيل تأمل، مع واشنطن، في منع طهران من إقامة ممر بري، فإنها ستحتاج إلى تعزيز نفوذها في المنطقة الكردية بسوريا لعرقلة طموحات إيران.
لكن في المقابل، تسعى تركيا، التي تعمل على تأمين سلامتها الوطنية وإعادة بناء جيشها وتقوية اقتصادها، إلى توسيع نفوذها في المنطقة. فبعد محاولة الانقلاب الفاشلة، قام أردوغان بتطهير الجيش وإعادة هيكلته بما يخدم نهجه السياسي، إذ سارع إلى تطهير الدولة من أنصار فتح الله غولن، بالتزامن مع خنق المعارضة السياسية، ولاسيما الكردية، ما أكسبه ود القوميين، الذي سعى هو نفسه إلى تشتيتهم. ويعتقد الساسة في أنقرة أن الفوضى الآن ليست في تركيا بل حولها وأن على تركيا الاستفادة من هذه الفوضى والسماح لجميع المتحاربين في الجوار بإضعاف بعضهم البعض. وعلى الرغم من اعتقاد أردوغان أن أسوأ ما في أزمة محاولة الانقلاب قد مر، وبدأت تركيا تتجه نحو الاستقرار مع تراجع عمليات تنظيم "الدولة الإسلامية" وعودة السياحة تدريجياً، إلا انه ما زال يواجه العديد من التحديات أبرزها الانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2019.
تتمركز تركيا، مع روسيا وإيران، في مواقع جيدة للمشاركة في رسم مستقبل سوريا. لكن التسوية حول مستقبل البلاد هي حالياً موضوع خلاف بين أنقرة وطهران من جهة وبين موسكو من جهة أخرى. فإيران وتركيا لا تؤيدان جهود روسيا نحو تشكيل سوريا اتحادية، ما سيسمح ببروز تهديد جديد للقوتين الإقليميتين اللتين ترفضان تماماً إقامة أي كيان كردي في سوريا. وما حدث في كردستان العراق مؤخراً كان أبرز مثال على تعاون تركيا وإيران، رغم خلافاتهما. لكن رغم التقارب التركي الإيراني المفهوم في الملف الكردي، تعلم كل من روسيا وإيران جيداً دوافع أنقرة للتقرب منهما في سوريا. فإلى جانب مواصلة واشنطن التعاون مع أكراد سوريا، تحول الواقع العسكري لصالح نظام الأسد في ظل تراجع نفوذ حلفاء تركيا من العرب السنة، في سوريا، وفي المنطقة.
منذ هزيمته في حلب، بدأ أردوغان يركز كل اهتمامه على فرض خطه الأحمر: لا دولة كردية في سوريا. كما توقعت أنقرة الاستفادة من محادثات استانا وانتزاع تنازلات من روسيا وإيران حول وضع أكراد سوريا. وحاولت أطراف استانا الثلاثة استخدام طرق تكتيكية لتحقيق بعض المكاسب، ولكن هذه ليست تحالفات طويلة الأجل. ورغم الاعتقاد بأن تقارب تركيا مع منافستيها التاريخيتين، إيران وروسيا، هو تحول مهم في السياسة الخارجية التركية، ومؤشر على أن أنقرة قد يئست من واشنطن، فان تركيا تراهن على أن تقاربها مع طهران وموسكو سيكون من أسباب تراجع واشنطن عن دعمها للأكراد. ورغم أن الولايات المتحدة أرضت تركيا بعض الشيء عبر رفضها لاستفتاء كردستان العراق، إلا أن أنقرة ستواصل رؤية دعم واشنطن لأكراد سوريا كضربة لأمنها القومي، وستستمر في حث واشنطن على تغيير سياستها، واستمرار التلويح باستخدام سياسات معادية للمصالح الأمريكية في حال لم تستجب واشنطن. يريد أردوغان الاستفادة من "القيمة المزعجة" لتركيا في المنطقة. فمثلاً القوى الغربية المعنية بإعادة الاستقرار إلى سوريا تعلم تماماً أن تركيا ستجعل من الصعب ضمان تحقيق استقرار دائم في هذه الدولة من خلال معارضتها المفتوحة للأكراد.
لا يزال أردوغان يعول على فكرة أنه عندما يحين وقت الحسم، لن تفضل القوى الغربية، الأكراد، كقوة سياسية واقتصادية وعسكرية محدودة في المنطقة، على حساب الدولة التركية، الحليف القوي في الناتو. ويرى أن ضرورات تركيا تتفق بشكل أفضل مع رؤية الولايات المتحدة للمنطقة. وسبق أن وصف مسؤولون أمريكيون بأن العلاقة مع وحدات حماية الشعب "مؤقتة وانتقالية وتكتيكية" في حين أن العلاقة مع تركيا "استراتيجية ومتينة". ورغم غياب الثقة الكاملة بين أنقرة من جهة وبين واشنطن وعواصم أوروبية فاعلة من جهة أخرى، فان الطرفان لا يستطيعان الابتعاد عن بعضهما البعض، حيث تجمعهما علاقات دبلوماسية وأمنية واقتصادية كبيرة. وسيسعى الغرب قدر إمكانه إلى تجنب زيادة التوتر مع تركيا. وليس خافياً التعاطف الغربي الكبير مع الأكراد في المنطقة، لكنه لن يكون كافياً للأكراد في مواجهاتهم مع تركيا.
========================
جيو بولتييكال فيوتشرز  :جاكوب شابيرو : العمليات العسكرية الروسية في سورية نحو النهاية
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٠ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٨ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
بعد أقل من أسبوعين على إعلان الرئيس فلاديمير بوتين اختتام التدخل الروسي الناجح في الحرب الأهلية السورية، وانسحاب قوات بلاده من البلاد، شن مقاتلون إسلاميون هجوماً شرساً على القوات الروسية في سورية. فالحرب الأهلية السورية لم تنتهِ، ولن تنتهي في وقت قريب. وألحق الهجوم ضرراً كبيراً بصورة روسيا المنتصرة، وشوهها. ولكن السؤال الأبرز هو: هل ستغرق روسيا في مستنقعها الشرق أوسطي؟ وماذا يترتب على غرقها في موازين القوى المختلفة التي تتنافس على السلطة في سورية؟
وفى 3 كانون الثاني (نوفمبر)، نقلت صحيفة «كومرسانت» الروسية خبر شن مسلحين إسلاميين هجوماً بقذائف الهاون على قاعدة حميميم الجوية في 31 كانون الأول (ديسمبر)، ما أدى إلى تضرر أربع قاذفات من طراز «سو 24»، ومقاتلتين من طراز «سو-35 أس» وطائرة نقل عسكرية. ونفت وزارة الدفاع الروسية تفاصيل تقرير «كومرسانت»، ولكنها لم تنفِ خبر الهجوم نفسه، وقالت إن القاعدة تعرضت لقصف تقف وراءه «جماعة تخريبية متنقلة» وإنّ جنديين روسيين قتلا فى الهجوم.
واليوم من العسير معرفة حجم الضرر الحقيقي في حميميم. و «كومرسانت» مصدر موثوق للمعلومات، ويستبعد أن تفبرك القصة. ونحن لا نعرف عدد الطائرات الروسية في حميميم، ولكن في ذروة التدخل في 2016، رابط في القاعدة هذه نحو 70 طائرة و4000 موظف. وقال وزير الدفاع الروسي أخيراً إن 36 طائرة عادت إلى روسيا. وإذا كانت تقارير كومرسانت صحيحة وفي محلها، يبدو أن ما لا يقل عن 20 في المئة من القطع الجوية الروسية الموجودة في حميميم - ونصف مقاتلاتها من طراز «سو-35 إس»- أصيبت بأضرار. ولا شك في أن تحديد حجم الضرر المادي مهم لتحديد مدى تقويضه صورة روسيا، ولكن هذه المسألة تتضح مع مرور الوقت. والحق يقال ان الهجوم هذا أخذ القوات الروسية على حين غرة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ روسيا ستوسع المنطقة الأمنية حول قاعدة حميميم وإن القوات الروسية ستمسك بمقاليد أمن القاعدة هذه، عوض القوات السورية كما كانت عليه الحال الى حين الهجوم. وإذا وقعت حوادث مماثلة، ولو كانت قليلة العدد، تعذر على موسكو زعم أن تدخلها في سورية بلغ هدفه.
ولم تسلط الأضواء على عدد العمليات العسكرية الروسية في الأيام القليلة الماضية. ففي صباح 3 كانون الثاني (يناير) الجاري، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مروحية من طراز «مي– 24» تحطمت على مقربة من مطار حماه العسكري، ومصرع الطيارين على متنها. ونقلت «رويترز» في اليوم نفسه، خبر دعم القوات الجوية الروسية هجوم الجيش السوري على مجموعة متمردة شرق دمشق. وعلى رغم أن بوتين لم يحدد موعد انسحاب القوات الروسية من سورية حين أعلن الانتصار، لا تشير الحوادث الأخيرة إلى سحب روسيا الجزء الأكبر من قواتها فى وقت قريب. واليوم، حري بروسيا ان تنجز ما سبق أن أعلنت بلوغه وإنجازه.
السؤال اليوم هو: على أي وجه يرتسم مستقبل سورية؟ وسعت روسيا إلى صوغ حل ديبلوماسي يرسخ موازين القوى الراهنة. واليوم، لا يسع أي طرف يتنافس على النفوذ في سورية أن ينتصر. ولكن فيما خلا الأكراد السوريين، لا يبالي أحد في سورية بالحفاظ على الموازين هذه. فالوضع الراهن لا يتناسب مع مصالح إيران التي تريد أن يحكم نظام بشار الأسد سيطرة مطلقة على البلاد، واستئناف دمشق دورها منصةً إيرانية في المنطقة وسند الحلم الإيراني ببلوغ البحر الأبيض المتوسط وبسط طهران نفوذها هناك. وموازين القوى اليوم تخالف مصالح تركيا، وهي أعلنت هذا الأسبوع دعم إنشاء «الجيش الوطني السوري»، وهو قوة من 22 ألف جندي يفترض أن تقاتل الأسد وداعش و «حزب العمال الكردستاني» الكردي المسلح، ولكن يبدو ان الأكراد السوريين في عفرين يتصدرون لائحة الأهداف. أما نظام الأسد فيرغب في أن يستعيد السيطرة على بلده من دون الصدوع بأي قوة أو الاضطرار إلى تملقها. وهذا يقتضي بقاء روسيا ومرابطتها إلى أجل غير مسمى للمساعدة في هذه المساعي.
واندلعت في سورية في 2011 حرب أهلية. وعُلقت هذه الحرب حين انبثق تنظيم داعش من الفوضى واستولى على أراض في سورية والعراق. ومع انتهاء داعش، استؤنفت فصول الحرب الأهلية. لكن الدول المعنية بالأزمة لا تريد للعالم أن يسمع هذه السردية. وتريد موسكو ونظام الأسد إقناعه (العالم) بأن النصر تحقق وما عليهما اليوم إلا القضاء على عدد قليل من جيوب المتمردين الجهاديين. ولكن طهران تريد إقناع العالم بأن الخطر كبير وبلغ مبلغاً يسوغ رفع مستوى مرابطتها وزيادته في سورية. ولا تزال أنقرة تأمل بتحجيم الأكراد السوريين وتهميش دورهم بطريقة ما واستبدال الأسد بحكومة يرأسها السنّة تراعي مصالح تركيا. وتلجأ هذه الدول كلها إلى وكلائها لبلوغ أهدافها، وتسعى إلى توجيه دفة الأمور لإحراز نجاح ما.
ومع ذلك، فالنجاح في هذا الجزء من العالم قصير الأجل وسريع التبدد. فلو أن تنظيم داعش هُزم فعلاً، ولم يتبق غير عدد قليل من المتمردين، لما قُصفت أبرز القواعد الروسية في المنطقة. ويبدو أن أعمالاً كثيرة تنتظر روسيا على خلاف إعلانها. ولكن موسكو قدمت تدخلها في سورية على أنه أمارة قوتها في المنطقة وفي العالم. لذا، الهجوم على قاعدة حميميم، سواء أفلح في تدمير طائرات أم لا، هو نذير شؤم على موسكو. فروسيا تدخلت في سورية حين كان اقتصادها في حال مأساوية بسبب هبوط أسعار النفط هبوطاً مفاجئاً، وحين كانت صدقية بوتين ضعيفة، إثر ثورة أوكرانيا في 2014. وتحتاج الحكومة الروسية إلى مغادرة سورية حاملة نصر تهديه إلى الروس. وكلما تراجعت حظوظ هذا الاحتمال وتعذر بلوغ النصر، تعاظمت النتائج «العكسية» الناجمة عن هذا التدخل.
 
* محلل سياسي، عن مـــوقع «جيـــوبوليتيكال فــيوتــشرز» الأمـــيركــي، 5/1/2018،
إعداد علي شرف الدين
========================
فورين بوليسي: الرقص على اللحن الروسي بسوريا
أشار مقال في مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى دعوة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وفدا من زعماء المعارضة السورية في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، حيث وجه إليهم رسالة قاطعة هي أن الرياض ستبطئ دعمها العسكري لجهودهم للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وأن الوقت قد حان لتوجيه طاقاتهم بدلا من ذلك لتأمين اتفاق سياسي مع دمشق في مؤتمر السلام بسوتشي في روسيا في يناير/كانون الثاني الجاري.
وجادل الجبير وقتها بأنهم إذا كانوا مستعدين جيدا لسوتشي فإنهم سيكونون في وضع أفضل للتوصل إلى اتفاق بشأن التحول السياسي.
ورأى كاتب المقال كولم لينش أن نداءات الجبير تمثل انتكاسة أخرى للقوى السورية المناهضة للأسد التي خسرت بالفعل الدعم العسكري السري للولايات المتحدة في يوليو/تموز الماضي، والأهم من ذلك أن الرسالة السعودية تؤكد نجاح الضغط الدبلوماسي الروسي لرسم مستقبل سوريا بعد الحرب، ويتشكل هذا المستقبل بسرعة لينافس المسار الرسمي الذي تقوده الأمم المتحدة منذ خمس سنوات في جنيف.
وأضاف أن ما جعل النفوذ الدبلوماسي المتزايد لموسكو ممكنا في نهاية اللعبة السورية يعزى جزئيا إلى سلبية واشنطن، حيث كان تركيز إدارة ترمب منصبا على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية والتصدي لإيران بدلا من تشكيل المستقبل السياسي للبلد الذي مزقته الحرب.
وحتى لو أرادت الولايات المتحدة لعب دور أكبر في سوريا بعد الحرب فإن انسحابها أضعف قدرتها على القيام بذلك، كما قال المبعوث الأميركي السابق للتحالف المناهض لتنظيم الدولة الجنرال المتقاعد جون ألين.
وقال ألين إن التحرك الدبلوماسي الروسي يقلق العديد من الحكومات الغربية وقادة المعارضة السورية، ويخشون أن يعزز المؤتمر الذي تخطط له موسكو في وقت لاحق من هذا الشهر في سوتشي المكاسب العسكرية الأخيرة التي حققتها روسيا والحكومة السورية ويديم حكم الأسد الوحشي ويدفع جيلا جديدا من السوريين إلى التمرد.
كما أنهم يشعرون بالقلق من أن العملية الروسية ستتخلص من بعض الأجزاء الأساسية التي لم يتم الاتفاق عليها في جنيف، مثل حكومة انتقالية ومخطط الحياة بعد الأسد، والكثير من النقاد يتهمون روسيا باعتبارها طرفا في الصراع ولا يمكن أن تكون وسيطا نزيها.
وأضاف الكاتب أن المشكلة هي أن عملية جنيف بدأت تبدو أقل جدوى لأن المساعدة العسكرية الروسية لنظام الأسد جعلت دمشق أقل انفتاحا على فكرة التخلي عن السلطة إلى حكومة انتقالية، وهو عنصر أساسي في خطة جنيف.
 
من جانبها، لا تبذل واشنطن جهدا يذكر لإبقاء جنيف على قيد الحياة، حيث تركز إدارة ترمب بدلا من ذلك على دحر تنظيم الدولة وتقليل نفوذ إيران.
وختمت المجلة بأنه مع تراجع دور الولايات المتحدة في سوريا يبدو الدفع الدبلوماسي الموازي هو بالضبط ما يحدث، وأن السعودية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة منفتحان الآن لدور دبلوماسي روسي أكبر في رسم مستقبل سوريا.
========================
واشنطن بوست: هجمات غامضة تستهدف الوجود العسكرى الروسى فى سوريا
كتبت ريم عبد الحميد
قالت صحيفة “واشنطن بوست”، إن سلسلة من الهجمات الغامضة التى تستهدف القاعدة العسكرية الرئيسية الروسية فى سوريا، قد كشفت استمرار ضعف روسيا فى البلاد على الرغم من المزاعم الأخيرة من قبل الرئيس فلاديمير بوتين بتحقيق الانتصار.
وذكرت الصحيفة أن هذه الهجمات أثارت مجموعة من الأسئلة حول المسئول عما يبدو أنه أكبر تحدى عسكرى لدور روسيا فى سوريا، فى الوقت الذى تسعى فيه روسيا إلى خفض وجودها هناك. وفى واحد من الهجمات الأخيرة وغير المعتادة، نزل أكثر من اثنتى عشر طائرة مسلحة بدون طيار “درون” إلى موقع مجهول فى قاعدة حميميم الجوية الروسية شمال غرب اللاذقية، مقر العمليات العسكرية الروسية فى سوريا، وبالقرب من القاعدة البحرية الروسية فى طرطوس.
وقالت روسيا إنها أسقطت سبع من 13 طائرة واستخدمت الإجراءات المضادة الإلكترونية لإسقاط ستة طائرات أخرى بسلام، ولم يحدث أضرار بالغة. إلا أن هذا الهجوم جاء بعد أقل من أسبوع من مقتل رجال الخدمة الروسية فى هجوم بقذائف الهاون على نفس القاعدة، والذى يبدو أنه سبب بعض الضرر للأصول العسكرية الروسية.
ورأت الصحيفة أن هجومى الطائرات بدون طيار ومدافع الهاون هم الأكثر تركيزا على المقر الروسى فى سوريا منذ التدخل العسكر فى سبتمبر 2015 والذى نجح على نطاق واسع فى تحقيق هدفه المتمثل فى دعم معركة الأسد.
وأفادت وسائل إعلام روسية أن هجوم أصغر بالطائرات بدون طيار فى محافظتى حمص واللاذقية وهجوم آخر ضد حميميم، قد وقعوا فى الأسبوعين لماضيين.
========================
الصحافة العبرية :
"هآرتس": إسرائيل تتبع سياسة ضبط النفس مع غزة ولبنان وسوريا
"هآرتس": إسرائيل تتبع سياسة ضبط النفس مع غزة ولبنان وسورياالاحتلال الاسرائيليكتب - عبدالعظيم قنديل: ادعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في تقرير أعده عاموس هارئيل الخبير العسكري الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال يلتزم سياسة ضبط النفس تجاه قطاع غزة وفيما يتعلق بالجبهة الشمالية (لبنان وسوريا). وأكدت الصحيفة أن الدولة العبرية تسعى جاهدة إلى تفادي نشوب حرب في قطاع غزة لأسباب واضحة، أبرزها احتكار حكومة حماس زمام الأمور، فضلاً عن اعتبارات رغبة الحكومة الإسرائيلية في مواصلة بناء الحاجز الذي يحبط إقامة الأنفاق على طول الحدود. كما لفت التقرير إلى أن قرار إسرائيل استئناف إمدادات الكهرباء إلى غزة يعد جزءًا من التوازن الإسرائيلي بين جبهتيها الشمالية والجنوبية الغربية، علاوة على أنه يندرج في سياق تقويض النفوذ الإيراني على طول الحدود الشمالية لإسرائيل، وهو الآن على رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية. وكانت وزارة الطاقة الاسرائيلية أعلنت، الأحد الماضي، أنها ستتراجع عن قرار اتخذته في يونيو 2017 بتقليص إمدادت الكهرباء إلى قطاع غزة، بعدما وافقت السلطة الفلسطينية على دفع المستحقات. ونتيجة لعدم الاستقرار على طول حدودها، يجب على إسرائيل أن تدير باستمرار أزمات متعددة في الوقت نفسه، وفق التقرير الذي أكد على ضرورة أن تنظر تل أبيب في كيفية تأثير تطورات جبهة على أخرى. وتسبب قطع المبالغ التي تدفعها السلطة الفلسطينية لإسرائيل مقابل مد قطاع غزة بالكهرباء في يونيو بانخفاض الكمية التي يتم توصيلها إلى المنطقة الفلسطينية الساحلية بنحو 50 ميجاواط.، ونتيجة ذلك أصبح عدد كبير من السكان لا يحصلون إلا على نحو أربع ساعات فقط من الكهرباء يوميًا. وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن ضغط الرئيس الفلسطيني محمود عباس على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كان له التأثير على استعادة السلطة الفلسطينية دورها في القطاع، بعد تفاقم الأوضاع الإنسانية، وكان ذلك أحد الأسباب التي جعلت حماس مستعدة لقبول اقتراح المصالحة مع حركة فتح، لا سيما وأن مصر باتت تخشى من فقدان سيطرتها على الوضع، حيث عملت بين جميع الأطراف للتوصل إلى حل توفيقي. وأضاف التقرير أن إسرائيل تسعى إلى تهدئة الأوضاع على حدودها مع قطاع غزة بهدف تفادي أي مواجهات عسكرية مع التنظيمات الجهادية والمقاومة، وأن الدولة اليهودية تنظر في اجراءات إضافية، بما في ذلك السماح بمزيد من البضائع إلى القطاع، فضلاً عن احتمال موافقة الحكومة الإسرائيلية على مشاريع البنية التحتية للقطاع، التي تمولها دول الخليج. وبشأن سوريا، يستمر نظام الأسد في استعادة السيطرة على مناطق سوريا، على الرغم من الهجمات المضادة من قبل المعارضة المسلحة. ومع العودة القوية للنظام السوري، تنظر إيران في غنائمها من تلك الانتصارات، ولذا يتفاوض الإيرانيون مع الرئيس السوري بشار الأسد لاستئجار مطار وميناء، وإقامة قواعد للميليشيات الشيعية والحصول على إذن لمحطة الميليشيات في الجنوب، بالقرب من الحدود الإسرائيلية، في مقابل الإمدادات التي وفرتها طهران إلى حليفها الأسد بالأسلحة والمعدات على مدار الأعوام الماضية للحرب الأهلية. ووفق التقرير، ستكون إيران قادرة على تعريض السكان المدنيين الضعفاء في إسرائيل للخطر من ثلاث ساحات منفصلة، ​​هي لبنان و سوريا وقطاع غزة. وبحسب التقرير، كانت إسرائيل تأمل في أن تركز الاحتجاجات التي اندلعت في إيران في ديسمبرإلى تقويض أطماعها في المناطق المتاخمة للدولة العبرية، لا سيما وأن احتياجات الشعب بسبب إنفاقها على الجبهات الخارجية. ولكن في الوقت الراهن يبدو أن النظام قد سحق الاحتجاجات.
========================
جيروزاليم بوست: تفوق إسرائيل في خطر بعد رد سوريا على الغارات
جبريل محمد 09 يناير 2018 22:25
حذرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية من احتمال فقدان عنصر التفوق لتل أبيب الذي يعد أساسيا في استراتيجيته الدفاع منذ عقود، بعد الرد السوري على القصف الصاروخي والجوي الذي وقع اليوم لمنطقة القطيفة في دمشق، وأكد خلاله نظام بشار الأسد ليس فقط تصديه له  بل وإصابة إحدى الطائرات.
وقالت الصحيفة، إن" رد دمشق على القصف الجوي والصاروخي للقطيفة مختلف، وأكثر ثقة وينذر بتطور خطير بعدما أصبحت الدفاعات الجوية السورية تعتمد بشكل كبير على الأنظمة الصاروخية الروسية المتطورة.
وأضافت، في حين أن سوريا كانت في الماضي تمتنع عن التعليق على الضربات الإسرائيلية المزعومة وعلى التهديدات الإسرائيلية بشن مزيدا من الضربات، فإن النجاح الأخير للجيش السوري في السيطرة على أكثر من 70٪ من البلاد من المعارضة، والدعم الروسي عزز ثقة النظام بنفسه.
واضافت، رغم أن الجيش الإسرائيلي لم يعلق رسميا على الغارة، إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أشار إلى العملية خلال غداء مع سفراء في القدس، قائلا:" لدينا سياسة طويلة الأمد لمنع نقل الأسلحة لصالح حزب الله من الأراضي السورية.. وهذا لم يتغير".
وتابعت، الدفاعات الجوية السورية روسية بنسبة كبيرة مع صواريخ سام 2S، و5S، و6S، بجانب صواريخ أكثر تطورا مثل سام17s ،وسام 22، كذلك نشرت روسيا بطاريات مضادة للطائرات من طراز S-300 و S-400، وهي قادرة على اعتراض طائرات وصواريخ باليستية من مسافات بعيدة وتغطي تقريبا كل من سوريا.
وأوضحت الصحيفة، مما لا شك فيه أن تلك الاشتباكات تعتبر الأخطر بين إسرائيل وسوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية التي تحولت مؤخرا لصالح الرئيس بشار الأسد بفضل روسيا والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، وتنذر بتحول خطير في ميزان القوى بالشرق الأوسط.
وحذر رئيس الموساد "يوسي كوهين" من انتشار الصواريخ الإيرانية الدقيقة في الشرق الأوسط، وقال في تصريحات صحفية، إن" الايرانيين يتجهون إلى الشرق الأوسط دون عائق وبقوة كبيرة جدا، وبطريقة تخلق فعليا ممرا جويا يصب لصالح المقاتلين في المنطقة من أجل تحقيق الرؤية الإيرانية.. إننا نسمع مخاوف القادة السنة حول نمو ايران في المنطقة، تماما كما نسمعها في إسرائيل".
وفي ديسمبر الماضي، أكد السفير الأمريكي لدى الولايات المتحدة "رون ديرمر" موقف إسرائيل الذي يتهم إيران بإثارة التوتر في سوريا، وفى حديثه لمجلة "بوليتيكو" حذر من أنه "إذا لم تتراجع ايران في سوريا فان فرص المواجهة العسكرية تتزايد".
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: لقد كان التفوق الجوي الإسرائيلي في الشرق الأوسط عنصرا أساسيا في استراتيجيته الدفاعية لعقود، وبينما لا تزال الطائرات الإسرائيلية تسيطر على الأجواء فوق سوريا، فإن الأمر يتعلق فقط بالوقت قبل أن نفاد الحظ.
========================
هآرتس :خبير إسرائيلي: هذا ما يمنع الجيش من شن حرب جديدة على غزة
كشف خبير عسكري إسرائيلي بارز الثلاثاء، عن وجود اعتبارات عدة تمنع الحكومة الإسرائيلية الحالية من خوض حرب في الوقت الراهن ضد قطاع غزة، في ظل تتبعها لتطور الأحداث في الساحة السورية.وقال الخبير العسكري الإسرائيلي لدى صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، إن "إسرائيل بذلك في الأيام الأخيرة، تقوم بجهود كبيرة لمنع نشوب حرب جديدة مع قطاع غزة".
ونوه إلى أن هناك العديد من الأسباب والاعتبارات "الواضحة لمنع تلك الحرب، وذلك في ظل غياب بديل واضح لسلطة حماس هناك، والرغبة الإسرائيلية في مواصلة بناء الجدار تحت الأرضي الخاص بمحاربة الأنفاق؛ إضافة لاعتبارات أخرى أيضا".
وأضاف هرئيل أن "من ضمن تلك الاعتبارات، يتعلق بالساحة الشمالية ونفوذ إيران هناك، وهي مسألة مطروحة حاليا في مقدمة أولويات إسرائيل الاستراتيجية"، مشيرا إلى قرار وزير الطاقة الإسرائيلي الأحد الماضي، "بإعادة تزويد الكهرباء لغزة وإعادة وضعها لما كانت عليه قبل سبعة أشهر".
وأوضح أنه تم "عقد المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر اجتماعا مطولا، ناقش خلاله الوضع على الحدود اللبنانية والسورية، وهذان الحدثان مرتبطان"، لافتا إلى أنه "على خلفية عدم الاستقرار على الحدود، يجب على إسرائيل أن تدير باستمرار عدة أزمات في آن واحد وأن تدرس كيفية انعكاس تطورات إحدى الجبهات على الأخرى".
وأكد أنه مع تفاقم المعاناة الإنسانية بغزة وتعثر المصالحة الفلسطينية، وعدم قناعة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بأن المصالحة "ستعود بالفائدة عليه، ورفضه المضي قدما في تحمل مسؤولياته في غزة، طالما لم تخضع حماس سلاحها للسلطة، ومع إعلان الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بدأ إطلاق الصواريخ على النقب".
شاحنات أسلحة إيرانية
وفي ضوء هذا الواقع أشار هرئيل، إلى وجود "تخوف مصري من فقدان السيطرة الكاملة على الوضع، حيث بدأت بالضغط على جميع الأطراف للتوصل لحل توفيقي، وهو ما أدى لتراجع عباس في مسألة الكهرباء، واستجابة تل أبيب لزيادة تدفق الكهرباء للقطاع، تحييدا للعوامل التي قد تؤدي لتسريع المواجهة العسكرية".
كما كشفت شركة "مكان" الإعلامية الإسرائيلية الاثنين، أن إسرائيل تدرس تخفيف بعض القيود، ومن بينها زيادة نقل البضائع لقطاع غزة، والموافقة على مشاريع البنية التحتية التي تمولها دول الخليج (منها إعادة الإعمار)".
وبخصوص الجبهة الشمالية، لفت الخبير الإسرائيلي إلى أن "نظام بشار الأسد يواصل استعادة سيطرته على الأراضي في جميع أنحاء سوريا، ومنها؛ مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل"، مشيرا إلى أنه مع تقدم قوات الأسد، "بدأت إيران باقتطاع القسائم من انتصاره؛ فالشاحنات الإيرانية تنقل البضائع، وربما الأسلحة، عبر الممر البري الذي حققته طهران على أراضي العراق وسوريا، وصولا لدمشق".
وأفاد أن "إيران تتفاوض مع الأسد لاستئجار قاعدة جوية وميناء، وإنشاء قواعد للميليشيات الشيعية، والسماح للميليشيات بالتمركز في الجنوب، وليس بعيدا عن الحدود الإسرائيلية"، مؤكدا أن "أهم الأسئلة، من وجهة النظر الإسرائيلية، تتعلق بصناعة الأسلحة الإيرانية".
وحول استعادة سوريا ترسانة الصواريخ، أعرب مسؤولون إسرائيليون كبار، بمن فيهم رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان، عن قلقهم إزاء اتجاهين؛ الأول: استعادة ترسانة الصواريخ التابعة للنظام والتي فرغت تماما في الحرب، واقامة مصانع أسلحة إيرانية في سوريا ولبنان؛ والتي بدروها ستساعد على تحسين مستوى دقة الصواريخ والقذائف التي يملكها حزب الله.
وقدر هرئيل، أنه "على المدى الطويل، يمكن لإيران أن تهدد الإسرائيليين، من ثلاث ساحات؛ لبنان وسوريا وغزة، حيث تتلقى الجهاد الإسلامي، وبدرجة أقل، الجناح العسكري لحماس، مساعدات اقتصادية من طهران".
========================
الصحافة البريطانية :
«الجارديان»: ترامب متناقض في موقفه بين الوضع بسوريا وأحداث إيران
شهدت الأيام الأخيرة زيادة في الغارات الجوية على مدينة إدلب شمال سوريا التي تسيطر عليها المعارضة، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ورغم ذلك لم تلق اهتمامًا من قبل إدارة ترامب.
الصمت الذي أظهرته الإدارة الأمريكية عن الأحداث في سوريا يتناقض تمامًا مع الإدانة الغاضبة التي أعربت عنها الولايات المتحدة احتجاجًا على تعامل السلطات الإيرانية مع المظاهرات الأخيرة.
صحيفة "الجارديان" البريطانية رأت أن المقارنة قد تكون مفيدة في هذا الموقف، فالولايات المتحدة تنازلت بشكل كبير عن دورها للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد تخلى عن محاولاته لإجبار الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الروسي، على التخلي عن منصبه.. فتركيز الرئيس مُنصب الآن على طهران وليس دمشق.
فعلى سبيل المثال، أشار اتحاد الرعاية الطبية ومنظمات الإغاثة إلى أن نحو 11 منشأة صحية إدلب وحماة والغوطة الشرقية تعرضت لغارات جوية من الجيش الروسي والقوات الحكومية السورية منذ بداية العام الجديد، إلا أن انتباه ترامب مُشتت في اتجاه آخر.. فعدائه الصريح لإيران، يتعارض بشدة مع السلبية واللامبالاة التي يظهرها تجاه المعاناة التي يواجهها السوريون في الحرب، بحسب الصحيفة.
وأوضحت أن جهود ترامب المثيرة للجدل للتقارب من بوتين ومحاباته للسعودية وإسرائيل، ألد أعداء إيران، تتناسب مع أولوياته في عزل طهران.
حيث تبنَى بوتين نهجًا نفعيًا مع إيران، بحثًا عن مجالات ذات اهتمام مشترك، حيث يتعاون البلدان في سوريا بعد أن نشرت إيران قوات برية، رغم تاريخهما الطويل من العداوة، حيث دعمت موسكو القيود الغربية على البرامج النووية الايرانية، وقد أدى تعامل بوتين مع خصوم إيران في الرياض وتل أبيب إلى إثارة المخاوف في طهران من طعنة في الظهر.
وعلى النقيض من المتشددين الإيرانيين، أشار بوتين إلى إمكانية قبوله بخلع الأسد إذا ما ظل هناك نظام مؤيد لموسكو يحترم مصالح روسيا الاستراتيجية في الشرق الأوسط، بما في ذلك القواعد العسكرية بسوريا، لكن بالنسبة لإيران الشيعية، فإن بقاء الأسد العلوي هو مفتاح لهدفها لتوسيع نطاق سيطرتها إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، والسيطرة على لبنان، والقضاء على السعوديين، والضغط على إسرائيل، وفقًا لـ"الجارديان".
وتفيد التقارير أن بوتين أوعز إلى الأسد وحزب الله بعدم الانتقام من الضربات الإسرائيلية في سوريا، والتي كان آخرها يوم الثلاثاء، كما اقترح بوتين اتفاق يمنع الدول الأجنبية من استخدام سوريا كقاعدة للهجوم على الدول المجاورة، وهو مفهوم يتعارض مع الموقف الإيراني الحالي.
كل هذه التطورات تؤكد كيف أصبح بوتين رجل الشرق الأوسط الأول، ولماذا تخشى إيران تعميق التعاون بين ترامب وبوتين؟
وفي السياق نفسه يهدد ترامب بتوقيع عقوبات جديدة هذا الأسبوع على طهران، بسبب حملتها ضد الاحتجاجات الأخيرة، وبموجب القانون الأمريكي، ترامب لديه مهلة حتى يوم الجمعة لتقرير ما إذا كان سيتم الانسحاب من الاتفاق النووي، وبالتالي سيكون من المنطقي أن يسعى الرئيس الأمريكي للحصول على دعم روسيا في حرب الاستنزاف مع إيران.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أن الأمر الذي يواجه عقبتين رئيسيتين، هو البراجماتية الروسية.. فقد يُغرَي بوتين بالاعتراف الأمريكي بالدور الرائد لروسيا في الشرق الأوسط، لكن القلق حول الفوضى التي قد تعصف بالمنطقة بسبب ترامب الذي يمكن التنبؤ بأفعاله سوف تجبره على التراجع.
أما العقبة الأخرى "الخطر الحاد الذي يحيط بجميع تعاملات البيت الأبيض مع روسيا، فإذا قدَم ترامب صفقة مقابل دعم بوتين له في موقفه من إيران، فإنه سيعتبر دليلًا آخر على التواطؤ الذي ينكره بشدة، كما أنه سيقتل في النهاية أي أمل في مستقبل سلمي وديمقراطي لسوريا".
========================
بروجيكت سنديكيت :نقطة الارتكاز الجديدة في الشرق الأوسط
يوشكا فيشر*
برلين- نعيش اليوم في زمن يتسم بالتحولات الجيوسياسية. صحيح أن الجهود التي تبذلها الصين للحلول محل الولايات المتحدة بوصفها القوة الرائدة في العالَم، أو التحول إلى شريك في القيادة العالمية على الأقل، تتلقى قدراً كبيراً مستحقاً من الاهتمام. لكن الديناميات الكلية، التي اتسم بها الشرق الأوسط لفترة طويلة، تشهد تحولاً ملموساً هي الأخرى. وهنا أيضاً، من المرجح أن يتضاءل نفوذ الولايات المتحدة.
قبل ما يزيد على قرن من الزمن، قَسَّم اتفاق سايكس-بيكو الشرق الأوسط بين فرنسا وبريطانيا العظمى، وأسس حدوداً وطنية ظلت قائمة إلى يومنا هذا. ولكن النظام الإقليمي يتغير الآن.
منذ تأسست دولة إسرائيل، ظل الصراع العربي الإسرائيلي مهيمناً إلى حد كبير على الساحة الجيوسياسية في المنطقة. وقد فازت إسرائيل بأول حرب عربية إسرائيلية في العام 1948، وكل الحروب التي تلتها. ولكن، هل يتمكن الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني من التوصل إلى تسوية مقبولة، فيحل السلام في الشرق الأوسط؟ تظل الإجابة عن هذا التساؤل من الشواغل الرئيسية في الشؤون الدولية.
كان الإسرائيليون والفلسطينيون أقرب إلى تحقيق السلام من أي وقت مضى خلال الفترة بين التوقيع على اتفاقية أوسلو الأولى في الثالث عشر من أيلول (سبتمبر) 1993 واغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الحين، إسحق رابين، في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) 1995. ولا ينبغي أن ننسى أن وضع القدس في اتفاقيتي أوسلو، الأولى في العام 1993 والثانية في العام 1995، تُرِك بلا حل. وكان من المتفق عليه بشكل عام أن مثل هذه القضايا الحساسة والمعقدة يجب أن تُعالَج في المرحلة النهائية من عملية السلام.
ثم فَقَد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أهميته المركزية في المنطقة بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في العام 2003، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي في أواخر العام 2010، فقد قدراً أكبر من أهميته. وبعد العام 2011، هيمنت الحرب الأهلية السورية وظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) على السرد الإقليمي. والآن، بعد أن نجح تحالف دولي في تجريد "داعش" من "خلافته" في سورية والعراق، فقد تقدم الصراع بين إيران والسعودية لفرض الهيمنة الإقليمية إلى الصدارة.
حتى الآن، كانت المواجهات بين إيران والسعودية تعتمد في الأساس على حروب الوكالة في سورية واليمن. لكن الدعم الذي يقدمه كل من البلدين للفصائل المتنافسة في لبنان، جنباً إلى جنب مع النزاع الدبلوماسي الجاري بين قطر والسعودية، يشكل أيضاً جزءاً من الصراع الأكبر الدائر بين الطرفين.
على هذه الخلفية، بدا الأمر وكأن منزلة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستعصي على الحل خُفِّضَت إلى مستوى النزاع الهامشي. وظل الوضع على هذا الحال إلى أن قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جانب واحد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
يقع مقر الحكومة الإسرائيلية والكنيست (البرلمان) في القدس الغربية، وتقوم شخصيات أجنبية بارزة بزيارات رسمية إلى هناك بشكل روتيني. لكن ضم إسرائيل للقدس الشرقية من جانب واحد بعد حرب الأيام الستة في العام 1967 لم يحظَ بأي اعتراف دولي قَط، وأبقت الدول الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، سفاراتها في تل أبيب، لأن الجميع يعلمون أن وضع القدس هو قضية سياسية ودينية مشحونة ومحفوفة بالمخاطر.
وعلاوة على ذلك، تدرك كل الدول الأخرى أن ترجيح كفة على حساب الأخرى في ما يتصل بمسألة القدس من شأنه أن يلحق الضرر باحتمالات التوصل إلى حل الدولتين في نهاية المطاف -وهو الحل الذي ترجع نشأته إلى خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين في العام 1947- لأن كلا من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني يطالب بالمدينة عاصمة له.
في العام 1947 لم يكن حل الدولتين قابلاً للتطبيق، لأن الدول العربية استجابت لتأسيس إسرائيل بشن حرب ضدها. وعندما اعترف الفلسطينيون أخيراً بوجود إسرائيل في العام 1993، اعتُبِر ذلك القرار في حد ذاته خطوة كبيرة إلى الأمام.
على الرغم من أن الدبلوماسيين ما يزالون يتحدثون عن عملية السلام في الشرق الأوسط، لم تشهد المنطقة لسنوات عديدة أي عملية لتحقيق السلام. ويظل حل الدولتين الخيار الوحيد الذي يمكن تصوره لإرضاء الجانبين، ولكنه يفقد قدراً متزايداً من المصداقية بمرور الوقت، في ظل التوسع المستمر في بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. والآن، ربما يعني اعتراف أميركا بالقدس عاصمة لإسرائيل نهاية حل الدولتين إلى الأبد.
بيد أن البديل، وهو الترتيب لدولة ثنائية القومية، سيفرض على إسرائيل معضلة أن تكون إما دولة ديمقراطية أو دولة يهودية، وإنما ليس كلتيهما. فمع سحب حل الدولتين من على الطاولة، يصبح الأمر مسألة وقت فقط قبل أن يطالب الفلسطينيون، بعد التخلي عن النضال من أجل إقامة دولة خاصة بهم، بحقوق مدنية متساوية.
ويظل لدينا، من الناحية النظرية على الأقل، خيار ثالث: فربما يمكن إنشاء دولة فلسطينية في غزة تمتد إلى شمال سيناء، على أن يتم وضعها تحت سيطرة مِصر فعلياً، في حين يمكن تقسيم الضفة الغربية بين إسرائيل والأردن. لكن الفلسطينيين لن يقبلوا أبداً بهذه النتيجة، التي لن تحل أيضاً مشكلة تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية.
لا يملك المرء إلا أن يتساءل عن السبب الذي جعل ترامب يقرر التحرك بشأن قضية القدس الآن. هل كان ذلك نتيجة افتقاره المعتاد إلى العقلانية، أو أن الأمر برمته يرجع إلى السياسة الداخلية؟ أم أنه يفكر في حل إقليمي جديد يتجاوز المعايير التقليدية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني؟
من الجدير بالملاحظة أن مسعى ترامب الأحادي لم يجلب إلا استجابة متواضعة من القوى العربية الكبرى. وهي تعتبر التصدي لإيران أولوية قصوى. ولأنها أضعف من أن تكسب هذه المعركة بمفردها -وخاصة في لبنان وسورية- فإنها ستواصل تعزيز علاقاتها مع غيرها من خصوم إيران، وخاصة القوة العسكرية العظمى في المنطقة: إسرائيل.
من المرجح أن يصبح التحالف الناشئ بين هذه القوى وإسرائيل، والذي لم يكن متصورا من قبل، إحدى القوى الدافعة للشرق الأوسط الجديد. والوقت فقط سيخبرنا بما سيكون عليه ثمن هذا التحالف المناهض لإيران.
 
*كان وزير خارجية ألمانيا، ومستشارها السابق من 1998-2005، وهي فترة اتسمت بدعم ألمانيا القوي لتدخل الناتو في كوسوفو 1999، تلتها معارضة ألمانيا للحرب في العراق. لعب فيشر دوراً مهماً في تأسيس حزب الخضر في ألمانيا، وقاده نحو سنتين.
*خاص بـ"الغد"، بالتعاون مع "بروجيكت سنديكيت".
========================
"إندبندنت": تطورات سوريا 2018 تخيف إسرائيل.. هكذا تواجه الأسد و"حزب الله"!
تناول باتريك كوكبيرن، مراسل صحيفة "إندبندنت" البريطانية في الشرق الأوسط، الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، معتبرًا أنّها وسيلة لكي تظهر إسرائيل عضلاتها وتؤكّد أنّ لها تأثير في مجرى الأحداث، وذلك مع اقتراب الرئيس السوري بشار الأسد من الإنتصار في الحرب الدائرة في بلاده.وأشار الكاتب الى أنّ التدخّل الإسرائيلي يأتي مع توقع انتهاء الحرب السورية والتي ستغيّر ميزان القوى السياسي والعسكري في المنطقة، ويدلّ على المخاوف الإسرائيلية من اقتراب انتصار الأسد.
ولفت الى أنّ الحكومة الإسرائيلية عقدت عددًا من الإجتماعات في الأيام الأخيرة، لمناقشة كيف عليها الردّ على اليوم الآتي بعد الحرب السوربة، عندما يبسط الأسد سلطته مجددًا، وتوسّع إيران نفوذها في سوريا. وذكّر بما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أنّ السياسة الإسرائيلية تمثّلت بمنع "حزب الله" من نقل الأسلحة من سوريا الى لبنان.
وقال الكاتب إنّ إسرائيل نفّذت أكثر من 100 غارة ضد مخازن أسلحة ومصانع عسكريّة لحزب الله والجيش السوري خلال السنوات الست الماضية. ورأى أنّ الغارات الإسرائيلية هي دليل على أنّ تل أبيب تحاول أنّ تتكيّف مع التطورات الجديدة في سوريا في العام 2018، فمع اقتراب انتهاء الحرب السورية، تعزّزت قوة كلّ من حزب الله والجيش السوري، ويمكن أن تواجه قواتهما إسرائيل.
واعتبر الكاتب أنّه لا يمكن القول إنّ الحرب السورية انتهت كليًا، ولكنّ نجاح تحالف "حزب الله"، إيران وسوريا والقوات العراقية، يعني أنّ ميزان القوى في المنطقة يتمايل ضد إسرائيل.
ولفت الى أنّ الجيش السوري تقدّم من دون مقاومة كبيرة باتجاه إدلب، من خلال هجوم شنّه الأسبوع الماضي. وبحسب التطوّرات فإنّ الأسد يستعيد السيطرة على مناطق للمرة الأولى منذ 2011.
وتتخوّف إسرائيل من عودة الجيش السوري الى مناطق في جنوب سوريا، قريبة منها. ولهذا السبب جرى الإتفاق بين روسيا والولايات المتحدة على ألا يقترب حزب الله وإيران مسافة 25 ميلاً من الحدود الإسرائيلية مع الجولان.
ويريد الإسرائيليون ألا يحصل "حزب الله" على ترسانة صواريخ طويلة المدى يمكن أن تصل الى إسرائيل، وبرأي الكاتب فلا مصلحة لدى الطرفين بالذهاب الى حرب ستكلّف الكثير من الدمار، مثل ما جرى في حرب تموز 2006.
وختم المقال بالقول: "ليس من لضرورة أن تكون الغارات الإسرائيلية نذيرًا لصراع أو حرب عسكرية واسعة، ولكنّها تدلّ على أنّ إسرائيل لا تريد أن تبقى على الهامش في الحرب السورية، وتريد أن تلعب دورًا قياديًا في المنطقة".
========================
ديلى ميل: بوتين يخشى هجوماً إرهابياً ضد قواعد نووية بسوريا
الرجل العصري
ذكرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية اليوم أنّ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يسعى لإنشاء قوة خاصة لحماية المحطات النووية فى سوريا من الهجمات الإرهابية عبر طائرات بدون طيار، بعد إجهاض هجمات ضد القواعد الروسية فى سوريا.
وأضافت الصحيفة أنّ الخطوة تشمل تطوير تكنولوجيا تتبع الطائرات بدون طيار وسط مخاوف من قدرة الإرهابيين على استخدام صواريخ معقدة بعيدة المدى لاستهداف القواعد النووية.
وطالب الكرملين وزارة الدفاع الروسية، وأجهزة المخابرات والحرس الوطنى الروسى، العمل بشكل مشترك لإيجاد حلاً لتدمير طائرات بدون طيار قبل الوصول للهدف.
وقال الجنرال سيرجى مليموف، النائب الأول للحرس الوطنى، إنّ تكنولوجيا تتبع الطائرات بدون طيار تمّ تطويرها فى روسيا، لكنها تحتاج للتجربة، موضحاً أنّ المحطات والقواعد النووية كانت من بين المنشآت التى تتطلب حماية.
========================
الصحافة الفرنسية :
لوفيغارو :إيزابيل لاسير: موازين قوى «صاروخية» في الشرق الأوسط وآسيا
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٠ يناير/ كانون الثاني ٢٠١٨ (٠٠:٠ - بتوقيت غرينتش)
من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى، الصواريخ التقليدية أو النووية، هي جسر القوى النامية إلى تعزيز نفوذها وجبه قوة الغرب. فإيران تطور صواريخ باليستية وتمد أتباعها، «حزب الله» اللبناني والحوثيين في اليمن، بها. وأنقرة اشترت درع الصواريخ «أس400» من روسيا، والمنظومة هذه لا تتماشى مع أنظمة «الأطلسي». وكوريا الشمالية تتحدى العالم وتجري اختبارات باليستية. وتنشر روسيا صواريخ قادرة على بلوغ أوروبا الغربية، وتنتهك اتفاق 1987 السوفياتي– الأميركي، ومداره على القوى النووية المتوسطة المدى.
وسواء كانت الصواريخ طويلة المدى أو قصيرة المدى، قادرة على حمل رؤوس نووية أو إصابة هدف تقليدي، يرسم مسارها معالم توازن قوى عالمي جديد. وهي تكرس نفوذ قوى مثل روسيا وإيران وتركيا... إلخ. وفي المرحلة الأولى من انتشار الصواريخ الباليستية، كان الاتحاد السوفياتي في الحرب الباردة يمد بها الحلفاء السياسيين والأصدقاء، أي الأنظمة الحليفة. ومذ ذاك، تطور هذا القطاع الصناعي، وتغيّر. وطوال وقت طويل، كانت هذه الصناعة حكراً على القوى الكبيرة. ولكن اليوم صناعة الصواريخ الطويلة المدى هي في متناول عدد من الدول. وحيازة برامج باليستية تطعن في قوة الغرب. وهي مرآة تغيرات استراتيجية تهز العالم منذ مطلع 2000.
وعلى رغم سعي المجتمع الدولي إلى مكافحة الانتشار النووي، بريق القنبلة النووية لم يخبُ بعد. فإثر العراق وليبيا وأوكرانيا، وهذه دول اجتيحت أو هوجمت إثر تخليها عن ترساناتها، خلصت القوى النامية إلى أن السلاح الذري والصواريخ هما أمثل سبيل إلى تحصين الواحدة منها إقليمها وحماية النظام ونجاته. وفي وقت ترغب الولايات المتحدة في الانسحاب من الساحة الدولية، وينبعث دور روسيا في الديبلوماسية العالمية، وتنشغل أوروبا بمشكلاتها الداخلية من «البريكزيت» (انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي) إلى أزمة المهاجرين، ويتواجه السنّة والشيعة في الشرق الأوسط، تشد عدد من الدول حبال هذه القوة. والانتشار لا يقتصر على الأسلحة النووية بل يشمل كذلك الصواريخ التقليدية، القصيرة والطويلة المدى على حد سواء. وتعاظم عدد الصواريخ هذه في الشرق الأوسط على أبواب أوروبا هو مشكلة جديدة تجبهها الجيوش الغربية.
وتستثمر روسيا استثمارات ضخمة في البرامج الصاروخية، التقليدية والباليستية، منذ قررت استعادة مكانتها قوة كبرى وتعديل البنية الأمنية الأوروبية، فهي ترى أن البنية هذه تخالف مصالحها. والجيش الروسي، وتدعمه موازنة عسكرية متعاظمة، يجري التجارب الواحدة تلو الأخرى. والتجربة الأخيرة تعود إلى الشهر الماضي، حين إطلاق صاروخ عابر للقارات «توبال»، مزود برأس متفجر قادر على جبه النظام الأميركي المضاد للصواريخ. و2017 هو كذلك عام نشر روسيا في جنوبها صواريخ «أس أس سي8»، القادرة على حمل رؤوس نووية وهي موجهة إلى أوروبا الغربية. ونددت واشنطن بانتهاك المعاهدة الأميركية – السوفياتية المبرمة في 1987 والتي كانت وراء إبعاد خطر القوات النووية المتوسطة المدى في الحرب الباردة. فهذا الاتفاق طوى أزمة الصواريخ التي اندلعت إثر نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ نووية متوسط المدى «أس أس20»، تهدد عواصم أوروبا الغربية. وينظر «الناتو» بعين القلق إلى خطوات تحاكي الحرب الباردة، على رغم أن روسيا ترى أنها ترد على انتهاك أميركا الاتفاق فحسب، من طريق نشر عناصر من درعها الصاروخية في رومانيا وقريباً في بولندا. ويبعث على القلق في أوروبا نشر الأنظمة الصاروخية الدفاعية والهجومية على حدودها. ويتكاثر أكثر فأكثر عدد دوريات الغواصات الروسية في المحيط الأطلسي. ويقيد نقل بطاريات صواريخ الجو- أرض «أس300» أو «أس400» إلى كاليننغراد، وإلى روسيا البيضاء وشرق المتوسط، قدرة القوى الغربية على بلوغ هذه المناطق. فالأنظمة الصاروخية التي نشرت في سورية إثر التدخل الروسي لحماية مراكز قوة النظام، قلّصت هامش التحالف الدولي المكافح لداعش في المناورة الجوية. والأنظمة الصاروخية الروسية تعرقل حرية حركة القوى الغربية، وتؤثر سلباً في قرارات خصومها (خصوم روسيا) السياسية. وهذه الحال في الشرق الأوسط، وفي جمهوريات سوفياتية سابقة مثل أوكرانيا أو جورجيا.
ومشروع شراء أنقرة منظومة صواريخ «أس400» الروسية هو الحلقة الأخيرة من حلقات الاستفزاز الروسي والتركي للقوى الغربية: ويقضي المشروع هذا بتزويد روسيا تركيا في 2020، 4 بطاريات صواريخ «أس400». فتتسلح أنقرة بنظام صاروخي غير «أطلسي»، وتصبح أول دولة في الناتو تملك مثل هذا السلاح. وهذا يقلق الناتو، وعلاقاته بروسيا «جليدية» منذ ضمها القرم، وباردة بتركيا منذ بدء عمليات «التطهير» والاعتقالات التعسفية، إثر محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) 2016. وحلف «شمال الأطلسي» أمسك عن غضبه، فهو يرى أن تركيا في كنفه أفضل من أن تكون معادية له في خارجه. والناتو لا غنى له عنها في مكافحة الإرهاب ووقف سيل اللاجئين. ولكن هل يبقى الحلفاء هؤلاء على موقفهم المتفهم؟ في الكونغرس الأميركي، يتداول بعض الشيوخ الأميركيين احتمال فرض عقوبات على أنقرة. و«ترمي موسكو، على أقل تقدير، إلى توتير علاقات أنقرة بالناتو، وترجو انزلاقها إلى القطيعة»، يقول خبير في الشؤون التركية. ولكن روسيا لا تترك الدرع الصاروخية في يد تركيا على غاربها، بل تبقي النظام الصاروخي تحت رقابتها وسلطتها، فالروس يخشون أن يطلع عسكريون أميركيون مرابطون في الأراضي التركية على نظامهم الصاروخي، ويخشون كذلك تدخلهم فيه.
إيران هي قوة نافذة في الشرق الأوسط، تساهم شأن كوريا الشمالية في الانتشار الصاروخي، فالجمهورية الإسلامية تتوسل بالصواريخ، الباليستية والتقليدية، إلى بسط نفوذها في المنطقة، وحماية أراضيها، وإبعاد العدو. وأتباعها كلهم مزودون بهذه الأسلحة. ونشر هذه الصواريخ يغير المعطيات الاستراتيجية في المنطقة كلها، يقول ضابط فرنسي سابق مسؤول عن الملف هذا. وفي الحرب بين السنّة والشيعة على توجيه دفة الشرق الأوسط ، الصواريخ ترجح كفة طهران. ففي الأسابيع الأخيرة، أطلق حوثيون يمنيون صاروخين باليستيين إيرانيين على الرياض. وتوازنات القوى في المنطقة تؤثر في إسرائيل. وهذه قلقة وعينها على تعاظم المخزون الصاروخي- وبعضه باليستي- في ترسانة ميليشيا «حزب الله» الشيعية الموالية لإيران، في لبنان وسورية. والحرب بين إسرائيل وحلفاء إيران في سورية ولبنان مستبعدة. ولكن الأطراف كلها تعد العدة لها. ويساهم البرنامج الباليستي في تسميم العلاقات بين طهران وبعض القوى الغربية. ويرغب دونالد ترامب في ضم هذا الملف إلى الاتفاق النووي. وهذا عسير وقد يطيح الاتفاق النووي المبرم في 2015 بعد مفاوضات دامت سنوات.
منذ تقديم كوريا الشمالية بيّنات على حيازتها السلاح النووي وتطوير برنامج باليستي قادر على بلوغ الأراضي الأميركية، تغيرت الموازين الاستراتيحية في آسيا. فاضطراب الديبلوماسية الأميركية في المنطقة منذ انتهاء ولاية باراك أوباما، حمل اليابان وكوريا الجنوبية على تعديل أنظمتها الدفاعية. وقررت اليابان شراء أنظمة رصد طويلة المدى، وتحديث صواريخها من طراز «باتريوت». وقد تقرر سيول وطوكيو تطوير سلاح نووي في مواجهة كوريا الشمالية والصين، إذا استنتجتا أن الضمانات الأمنية الأميركية غير كافية. ويرجح ألا تذلل أزمة الصواريخ الكورية الشمالية في المفاوضات. فروسيا والصين تدعمان بيونغيانغ، من جهة، والقنبلة النووية والبرنامج الصاروخي يسبغان حصانة على نظام كوريا الشمالية وتعززان قوته، من جهة أخرى.
* مراسلة، خبيرة في شؤون الدفاع، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 8/1/2018.
إعداد منال نحاس.
========================
أوريان 21 :اللاجئون السوريون ثروة غير متوقعة لاقتصاد لبنان
قبل ساعة  استمع  حجم الخط  طباعة
بعيدا عن الخطابات الديماغوجية، على الداعين إلى رحيل اللاجئين السوريين من لبنان أن يدركوا أن ضرر مغادرتهم أكثر من نفعها، وأنهم اليوم -أكثر من أي وقت مضى- جزء أساسي من اقتصاد لبنان الهش، حسب ما جاء في صحيفة فرنسية.
في بداية مقالها بصحيفة "أوريان 21" قالت الكاتبة روزالي برتيي إن لبنان باستيعابه لهذا العدد الكبير من اللاجئين الذين يمثلون اليوم ربع سكانه، وذلك رغم اقتصاده الصغير وإمكاناته المحدودة؛ يستحق الإشادة والمساعدة.
اقتصاد اللاجئين
صحيح أن هذا التدفق الهائل للاجئين السوريين مثّل مصدر ضغط في مجالات الأمن والإدارة والتعليم والنقل والخدمات كتوفير الماء والكهرباء.. إلخ، حسب قولها.
لكن السياسيين اللبنانيين جعلوا من هذا الوجود السوري كبش فداء يلقون عليه باللوم في جميع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية لبلدهم، ولا سيما ركود الاقتصاد وتدهور البنى التحتية العامة، وهو ما اعتبرته برتيي منافيا للحقيقة على الأقل من وجهين:
أولا- لم يتسبب وصول أكثر من مليون لاجئ سوري إلى لبنان منذ العام 2011 في بزوغ مشاكل جديدة بقدر ما فاقم مشاكل كانت موجودة أصلا نتيجة عقود من الحكم السيئ والسياسة الاقتصادية الفوضوية.
ثانيا- يميل هؤلاء السياسيون إلى المبالغة في التأثير السلبي لوجود اللاجئين وإخفاء جوانب هذا الوجود الإيجابية.
وثمة غموض بشأن عدد اللاجئين السوريين في لبنان، وإن كانت المفوضية العليا للاجئين قدرت عددهم بمليون نسمة في أكتوبر/تشرين الأول 2017، فإن الحكومة اللبنانية تقول إنهم يتجاوزون 1.5 مليون.
ومع اقتراب موعد الانتخابات العامة اللبنانية، بدأ السياسيون يطالبون بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. وفي مثل هذا المناخ المتوتر، أصبح من الصعب -ولكن أيضا من الضروري على نحو متزايد- دراسة ما أصبح يعرف "باقتصاد اللاجئين".
وحذرت الكاتبة من الخلط بين تأثير الحرب السورية على الاقتصاد اللبناني الذي كان بليغا للغاية وبين تأثير اللاجئين السوريين.
ونقلت في هذا الإطار عن البنك الدولي تقديره لخسارة الاقتصاد اللبناني بسبب هذا النزاع المسلح؛ بأنها بلغت 18 مليار دولار حثى نهاية العام 2015، مؤكدة أن هذه الخسارة ليست بسبب اللاجئين وإنما هي عواقب اقتصادية أوسع للحرب، فالصراع أصاب الصادرات اللبنانية في مقتل، خصوصا أنه جعل من المستحيل نقل البضائع اللبنانية برا إلى شبه الجزيرة العربية.
وبشكل غير مباشر، أدى الصراع إلى تعطيل مختلف سلاسل القيمة التي ربطت الأسواق اللبنانية والسورية، إذ انخفضت واردات المنتجات الصناعية السورية الرخيصة نسبيا انخفاضا حادا بعد عام 2011، مما أجبر المنتجين اللبنانيين إلى البحث عن أسواق بديلة للمواد الخام. هذا فضلا عن تأثير هذا الصراع غير المباشر على السياحة في لبنان.
 
تضخيم وتجاهل
ولا يمكن تسوية أي من هذه الأمور عبر مجرد عودة اللاجئين إلى بلدهم، بل إن أي تقدم سيعتمد على تسوية الصراع السوري وعلى الانتعاش الاقتصادي المحلي الذي لم يتحقق بعد، على حد تعبير برتيي.
لكن الكاتبة أقرت بأن اللاجئين السوريين أثروا بالفعل على سوق العمل، إذ وفروا يدا عاملة متخصصة رخيصة نسبيا، مما جعل رواتب اللبنانيين العاملين في مناطق تواجد اللاجئين تنخفض إلى النصف في بعض الأحيان. لكنها لفتت إلى أن ثمة واقعا آخر مهما ينبغي أخذه في الاعتبار، وهو أن سوق العمل اللبنانية لم تكن على ما يرام حتى قبل اندلاع الصراع السوري.
ويصاحب تضخيمَ الآثار السلبية لتدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان، تجاهل تام للآثار الإيجابية لهذا التدفق الذي كان له أثر مهم على تحفيز الاقتصاد اللبناني، فلو أخذنا مثلا قطاع الاتصالات اللبناني نجد أنه سجل نموا في الاشتراكات التي تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2011 و2015، وهي نقطة هامة بالنظر إلى أن الضرائب المفروضة على شركات تقنية المعلومات والاتصالات مصدر رئيسي لإيرادات ميزانيات البلديات اللبنانية. هذا فضلا عما وفرته المساعدات الإنسانية من عملات أجنبية في اقتصاد لبنان وما قدمته عدة بلدان ومنظمات كدعم ثنائي للميزانية اللبنانية لمساعدة هذا البلد على مواجهة الأزمة.
وبعد هذا العرض، حذرت الكاتبة من أن طرد السوريين بشكل جماعي سيحرم لبنان في نهاية المطاف من الدعم الذي يحتاجه وهو يواجه أصلا وضعا غير مستقر هو وحده المسؤول عنه، وستتوجه مساعدات المانحين والخدمات التي تقدمها إلى المناطق التي سيصبح فيها السوريون، ويمكن أن يؤدي انخفاض رأس المال إلى خلق تحديات مالية جديدة للبلاد.
كما أن رحيلهم المفاجئ سيمثل -حسب الكاتبة- صدمة لسوق العقارات، مما قد يهدد هذا القطاع والاستقرار المالي للبنان ككل. وعليه، فإن على لبنان أن يكبح جماح المنادين بالطرد الجماعي للسوريين، إذ إنهم يجازفون بذلك بتعريض لبنان لأزمة اقتصادية أعمق مما يفترض أن يكون اللاجئون قد سببوه لهذا البلد، على حد تعبيرها.
========================
الصحافة الروسية والتركية :
صحيفة "جيوبوليتيكا الروسية:انتصار المحور الروسي - التركي - الإيراني.. والأسد رئيساً
تحت عنوان "الشرق الأوسط: تنبؤات للعام 2018"، نشرت صحيفة "جيوبوليتيكا"، مقالاً حول التطورات المحتملة في سورية وإيران ودور روسيا هناك. ورأت في الحفاظ على الأسد رئيساً مؤشراً إيجابياً.
ينطلق المقال من أن العام 2018 سيشكل نقطة تحول، فيقول إذا كانت روسيا وإيران وتركيا، فضلاً عن أولئك الذين يهتدون بسياساتها بمثابة عامل توازن جيوسياسي مشترك، فهذا الوضع يمكن أن يكون أمام تحد تطرحه واشنطن وجماعة العولمة. وما دام ترامب في صراع داخلي عنيف مع الإدارة السابقة...فلا يمكن لإدارة البيت الأبيض التصرف بما فيه الكفاية بقوة وثقة. ومع ذلك، يمكن للولايات المتحدة محاولة تغيير الوضع المفقود في صالحها. خاصة إذا رأت تهديداً مباشراً لإسرائيل، أو واحدة من دول الائتلاف تجاوزت الخط الممنوع، أو تجرأ ترامب على اعتماد خطة للتصعيد مع إيران.
كما ترى الصحيفة أن قوة النموذج الأطلسي الحالي سيتم اختبارها بالتأكيد أمام التحدي الجديد. ولذلك، فالعام 2018 سيكون حاسماً. وإذا كان مثلث (موسكو وأنقرة وطهران) قادراً على الصمود، فإن نهاية العالم الأحادي القطب ستكون عملية غير عكوسة، وبالتالي، فإن الوضع الحالي ليس مجرد "لحظة متعددة الأقطاب"، إنما بداية لبناء عالم كامل الأهلية متعدد الأقطاب. ولكن ذلك لا يضمن تحقيق توازن قوى وتفوق (المثلث) على خصومه. فهو لا يزال هشاً للغاية، فضلاً عن التوترات الداخلية بين مكوناته الثلاثة -الأرثوذكسية الروسية، إيران الشيعية وتركيا السنية...
ويؤكد المقال أن انتصار مثلث موسكو وأنقرة وطهران واضح للعيان، ولكن "من الضروري، الآن، إظهار آفاق المستقبل لجميع الدول الإسلامية، لأن القضاء على الإسلاموية بحد ذاته لا يعطي سوى نصف الجواب. فإذا كانت شعوب الشرق الأوسط تعرف بالضبط ما لا تريده (الوجود الأمريكي والإسلام السلفي الراديكالي مثل تنظيم داعش)، فإن الجزء الإيجابي من برنامج المستقبل لا يبدو واضحاً بعد".
وفيما يأتي المقال على تنبؤات حول أكثر القضايا سخونة في المنطقة، نتوقف عند ما جاء فيه حول سورية. فيقول: "سيكون من الضروري تعزيز الانتصار العسكري في سورية في 2018، بحسم المعركة مع الإسلامويين. ومن ثم تأتي مسألة البحث عن أيديولوجيا الدولة الجديدة. فمن الواضح أن العودة إلى حالة ما قبل الحرب ليست حلاً. فالدولة السورية بحاجة إلى إعادة تأسيس من جديد، ولا بد من أيديولوجيا لذلك. والبحث عن حل سياسي وأيديولوجي يعد من دون شك واحداً من تحديات العام 2018 المطروحة أمام سورية نفسها كما أمام المثلث (روسيا-تركيا-إيران)... والحل ممكن فقط فيما لو أن الولايات المتحدة توقفت عن دعمها العلني للجماعات الانفصالية ودعم الإرهابيين سراً. ومع ذلك، فإن التوقعات إيجابية إلى حد ما- مع آفاق التسوية السياسية، وتعزيز السلطة المركزية والحفاظ على بشار الأسد رئيساً للبلاد".
========================
يني شفق: تورط إماراتي سعودي في اغتيال قادة المعارضة السورية
كشفت معلومات خاصة نشرتها صحيفة يني شفق التركية عن تورّط الإمارات في عمليات الاغتيال التي طالت قيادات أحرار الشام الحركة الكبرى ضمن فصائل المعارضة السورية والأكثر انتشارًا، وجيش الإسلام الذي يعتبر من أكبر الحركات المسلحة السورية المناهضة لنظام الأسد.
وأشارت صحيفة "يني شفق" التركية إلى تفاصيل عمليات الاغتيال التي طالت القادة الميدانيّين لحركتي "أحرار الشام"، على رأسهم حسن عبود و45 من قيادات الصف الأول والقادة السياسيين والميدانيين للحركة والتي جرت في 9 سبتمبر 2014. بجانب مقتل قائد "جيش الإسلام" زهران علوش، وغيره من القادة، حيث تمّ تمرير معلومات عنهم وعن أماكن وجودهم لنظام الأسد، عبر الاستخبارات الإماراتية.
ويشار إلى أن حركة أحرار الشام الإسلامية أعلنت عن نفسها في نهاية 2011 وذلك باتحاد أربعة فصائل إسلامية سورية وهي: "كتائب أحرار الشام" و"حركة الفجر الإسلامية" و"جماعة الطليعة الإسلامية" و"كتائب الإيمان المقاتلة"، وانضوت مع فصائل إسلامية أخرى في "الجبهة الإسلامية".
وتنتشر قوتها في محافظات إدلب وحلب وحماة، حيث برزت قوتها في مواجهة جيش النظام في مواقع عدّة كتفتناز وجبل الزاوية ومدينة حلب وسراقب وأريحا ومحافظة الرقة شرقي سوريا.
أبو علي، الذي تولى قيادة تنظيم الجبهة الإسلامية التي شُكلت بتوحد الحركات المناهضة لنظام الأسد، خلال الفترة من 2014-2016، سقط قتيلاً نتيجة عملية اغتيال، ثبت أن المعلومات الاستخباراتية لتلك العملية قدمتها الإمارات للقوات الأمنية لنظام الأسد.
وقبلها قتل زهران علوش، يوم الجمعة 25 ديسمبر 2015، بغارة جوية استهدفته مع بعض قياديّي جيش الإسلام في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
وتقول الصحيفة: "ليس من الصدفة أن يتمّ فتح الطريق أمام تنظيم الدولة وبي كي كي، للتوسّع في المنطقة بعد تنفيذ الاغتيالات تلك نتيجة تعاون إماراتي، سعودي، إسرائيلي، أمريكي، روسي مع نظام الأسد".
أبو علي الذي عمل كقائد ميدانيّ سابق في الجبهة الإسلامية كشف في إفادات سابقة لصحيفة "يني شفق" أنّ "الاغتيالات التي طالت قادة بارزين في الحركات تلك نتيجة للإهانة الإماراتية، ليس الهدف منها فقط إضعاف جبهة المعارضة، بل كان في الوقت نفسه محاولة لفتح المجال أمام تنظيمي داعش وبي كي كي الإرهابيّين للتوسّع وبسط نفوذهما في المناطق تلك". وكشف أيضاً أن "السمة المشتركة بين هؤلاء القادة الذين تمّت تصفيتهم، وبتعاون إماراتي؛ هي مواقفهم المعارضة للولايات المتحدة في المنطقة، أكثر من معارضتهم لنظام الأسد نفسه". وتابع أبو علي: "على سبيل المثال، كان القائد الميداني السابق عبد القادر صالح يقول إذا أرسلت الولايات المتحدة قوات إلى أراضينا فسوف نقاتل ضدّ القوات الأمريكية دون تردد".
أما دليل التورّط السعودي فهو أنّ القائد علوش تمّ تثبيت مكان وجوده ومن ثم تفجيره بواسطة أداة الاتصال الوحيدة التي كانت تعمل عبر قمر صناعيّ خاص، تمّ تركيبها في المركبة التي ظلّ يستخدمها علوش، والتي تمّ توفيرها بواسطة جهات سعودية؛ مما يعني أنّه تم تتبع القائد علوش وأتباعه من خلال هذا النظام، بحسب الصحيفة.
وأثبتت التحقيقات الميدانية التي جرت بعد الحادث، كما تقول "يني شفق" التركية، أنّ معلومات تثبيت موقع وجود علوش تم تسليمها أول الأمر إلى الإمارات، التي أوصلتها لبشار الأسد.
وتذكر الصحيفة أنه "يرجع السبب وراء استهداف نظام الأسد والمخابرات الإماراتية والسعودية والإسرائيلية لحركة "أحرار الشام"، هي خوض الأخيرة معركة ضخمة في يناير 2013 استهدفت من خلالها مطار تفتناز العسكري للمروحيات، وتمّت السيطرة عليه بالكامل بمشاركة "جبهة النصرة" و"لواء صقور الشام" والسيطرة على ما يحويه من طائرات ومعدّات وذخائر، وأيضاً شاركت بفعالية مع "الجيش الحر" و"لواء صقور الشام" في معارك وادي الضيف في بلدة معرة النعمان بريف إدلب".
وبالإضافة إلى ذلك كله، "كانت المرحلة نفسها من أهم المراحل التي مرت بها سوريا؛ حيث سجلت الحركات المعارضة تقدماً ملحوظاً في المناطق التي يسيطر عليها النظام في عموم سوريا".
وتابعت الصحيفة القول: "قامت حركة "أحرار الشام" خلال الفترة نفسها بوضع خطة محكمة للتقدم نحو اللاذقية عبر محور إدلب- جسر الشعور. وفي حال نجاح تلك الخطة كان سيفقد معها الأسد العاصمة المعنوية لنظامه، وأيضاً كان سيفقد معها 70% من الأراضي التي تحت سيطرته في عموم سوريا. لكن بسبب عملية الاغتيال التي طالت كلّ قيادات الصف الأول والقادة السياسيين والميدانيين لحركة "أحرار الشام" التي جرت في 9 سبتمبر 2014، فقدت الخطة مفعولها".
========================