الرئيسة \  برق الشرق  \  سوريا والعراق من وجهة نظر المانيا - الحاجة ملحة لمؤتمر اوروبي للشرق الاوسط

سوريا والعراق من وجهة نظر المانيا - الحاجة ملحة لمؤتمر اوروبي للشرق الاوسط

28.10.2017
هيثم عياش


كاتب ومفكر سياسي
برلين ‏25‏/10‏/2017
رأى رئيس لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني نوربرت روتجين ان الوضع بمنطقة الشرق الاوسط ولا سيما بمناطق الاكراد في العراق والمناوشات العسكرية بين الجيش العراقي النظامي وجيش الاكراد / البيشمركيه / الناجم عن استفتاء الاكراد حول الاستقلال عن العراق وغموض الاوضاع الامنية في سوريا ولا سيما المناطق الاهلة بالاكراد تستدعي الاوروبيين الدعوة لمؤتمر حول الشرق الاوسط وعلى المانيا ان تكون صاحبة المبادرة لعقد مثل هذه المؤتمر فالأسلحة التي يحارب الاكراد العراقيين والاتراك والشعب السوري مصدرها المانيا  الامر الذي يعني بأن المانيا وبعض الدول الاوروبية وراء صب الزيت على النار وعلى المانيا والاوروبيين السعي ان يكونوا بمنأى عن الصراع الدموي بتلك المنطقة .
جاء ذلك بمقابلة لـ / المحرر / مع روتجين على هامش اجتماع البرلمان الالماني يوم أمس الثلاثاء 24 تشرين اول /اكتوبر الحالي الذي تم من خلال انتخاب رئيس جديد للبرلمان ونائبيه .
وأعلن روتجين ان مشاركة فرقة عسكرية لالمانيا بالسليمانية من اجل تدريبهم / البيشمركيه / على محاربة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / كان جيدا وخطئأ ، جيدا من ناحية دعم معنوي وميداني لمحاربة التنظيم الاجرامي المذكور الذي يعيث بالارض فسادا وخطئا لأن الاسلحة الالمانية ذهبت الى أيد غير أمينة فالاكراد بمنطقة الشرق الاوسط  يعاونون بعضهم بعضا  وقد كان من الاجدى على الفرقة العسكرية الالمانية مراقبة  مصير الاسلحة الالمانية والحيلولة دون ذهابها الى انفصاليي الاكراد في سوريا وتركيا ، وبعد الانتصار على / داعش / فالوضع هناك بحاجة ماسة الى خطط سياسية لتنظيم الوضع في العراق والشرق الاوسط برمته والحيلولة دون تقسيم سوريا والعراق الى دويلات عرقية ومذهبية فالوضع خطير للغاية .
ورأى روتجين  برئيس دويلة الاكراد مسعود بارزاني الذي انتهت مدة ولايته منذ سنوات الا انه لا يزال باق بمنصبه ويحظى بلقب الرئيس دوليا وراء بلبلة الاوضاع في السليمانية  والنزاع مع الحكومة المركزية العراقية وبالتالي جهوده التي بذلها لزرع الحقد والضغينة بين المجتمع العراقي ووراء النزاع الكردي الداخلي وجلب عداء تركي ايراني سوري للاكراد ولذلك فحوار صريح معه  وإرغامه بالتخلي عن السلطة بالسليمانية بمؤتمر عام عن الشرق ينظمه الاوروبيون   اصبح ضرورة ملحة   على حسب رأيه .
وعلى الصعيد نفسه  أعربت الحكومة  الالمانية عن أسفها لفشل مجلس الامن الدولي بتمديد لجنة تقصي حقائق استخام نظام سوريا اسلحة كيمياوية للفتك بالشعب السوري وبالتالي تقصي تلك اللجنة التابعة للمنظمة الدولية لمراقبة ومنع الاسلحة الكيمياوية حول امتلاك نظام سوريا موادا كيمياوية ممنوعة دوليا .
وأوضحت ناطقة وزارة الخارجية ماريانا اديلبيرت بمؤتمر الحكومة الصحافي المعتاد هذا اليوم الاربعاء 25 تشرين اول /اكتوبر ان فشل التمديد خيبة أمل لضحايا الاسلحة الكمياوية ولذويهم ايضا الذين يعتبرون مجلس الامن الدولي الجهة الرئيسية في العالم التي يصدر عنها قرارات لحماية الشعوب من القتل واتخاذ سياسة صارمة ضد انظمة تمارس القتل والتهجير مشيرة الى ان الدول التي وضعت فيتو / قرار النقض / على قرار مجلس الامن الدولي بالتمديد للجنة تقصي الحقائق تعتبر شريكا بالجرائم التي  تقترف ضد الشعب السوري مؤكدة ان الحكومة الالمانية ستواصل سعيها على جميع الأصعدة الدولية لجمع جميع الوثائق التي تثبت الجهة التي تستخدم الاسلحة الكيماوية للفتك بالشعب السوري والعمل على محاسبة المجرمين الذين يستخدمون هذه الاسلحة في سوريا وغيرها على حد قولها .
ومن جهة أخرى أشارت  ناطقة وزارة التنمية والتعاون الدولي بيترا  ديرول بمؤتمر الحكومة الالمانية الصحافي المعتاد هذا اليوم الاربعاء 25 تشين اول / اكتوبر بذل وزارتها بالتعاون مع منظمات الاغاثة الدولية المستقلة والتابعة للامم المتحدة بالتخفيف عن معاناة اللاجئين السوريين بمخيمات اللجوء في لبنان وتركيا والاردن وبالداخل السوري ودعمها لخطط تنموية وتعليمية تذهب في ريع اللاجئين .
وأوضحت ديرول ان وزارتها قامت بدعم تنفيذ خطط تعليمية وتنموية بمقدار حوالي 35 مليون يورو لعامي 2013  و 2015  كما اعلنت مساهمتها بمبلغ يصل الى حولي 68 مليون يورو اثناء مؤتمر الدول لمانح لسوريا الذي عقد في لندن عام 2016 كما قامت بدعم خطط تنموية واقتصادية  منذ بداية عام 2017 الحالي تصل تكاليفها الى حوالي 80 مليون يورو كما تقوم بدعم تنفيذ خطط بتحسين وضعية المنشئات الصحية والتعليم والتربة الزراعية وتأمين مصادر المياه  وتأمين التخلص من القمامة والمياه الصرف  ودعم خطط منظمات المجتع المدني  التي تسعى يدمج الكثير من اللاجئين بمهن لتحسين وضعيتهم الجتماعية .
واشارت ديرول دعم وزارتها لمنظمة حماية الطفولة / اليونيسيف / بتأمين الدراسة لحوالي  52 الف طفل  ودمج حوالي 10 الاف شاب بمهن متعددة من خلال تدريبهم  ومعالج حوالي 120 الف طفل وشاب يعانون من ماكل نفسية جراء الحرب ببلادهم وفقدانهم بعض ذويهم وتأمين المياه النظيفة لحوالي 1 مليون  و 200 الف نسمة وتأمين حوالي 32 الف مكان عمل للاجئين على حد توضيحات وزارة التنمية .