سوريا تظهر علامات من المخاطر والبشريات في أسبوع من العنف والدبلوماسية

سوريا تظهر علامات من المخاطر والبشريات في أسبوع من العنف والدبلوماسية
بقلم: آبي سويل
أسيوشيتد برس 13/3/2025
من مترجمات مركز الشرق العربي
بيروت (أسوشيتد برس) - بعد الإطاحة بالحاكم الاستبدادي الذي حكم سوريا لفترة طويلة أواخر العام الماضي، واجه الرجل الذي قاد الجماعات المتمردة إلى النصر تحديًا جديدًا على الفور: توحيد البلاد بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية.
تجلّت المخاطر والآفاق الواعدة لسوريا في عهد الرئيس المؤقت أحمد الشرع - الزعيم السابق لجماعة إسلامية متمردة - بشكل دراماتيكي خلال الأسبوع الماضي. فبعد أيام من العنف الطائفي المميت، وحّد انتصار دبلوماسي قوة نافذة في شمال شرق البلاد مع الجيش الوطني الجديد.
بحلول يوم الثلاثاء، بدا وكأن سوريا قد خطت خطوات كبيرة نحو تهدئة التوترات التي اندلعت خلال عطلة نهاية الأسبوع. لكن المحللين يقولون إن البلاد لا تزال أمامها طريق طويل، وأن مخاطر الانزلاق مرة أخرى إلى حرب أهلية، أو تقسيم البلاد على أسس عرقية وطائفية، لا تزال قائمة.
وقال عمار قحف، المدير التنفيذي لمركز عمران للدراسات الاستراتيجية في إسطنبول، إن "مسار إعادة بناء الثقة" سيتطلب من قادة سوريا الجدد بذل المزيد من الجهود "لحماية الأرواح وتعزيز الشعور بالوحدة بين جميع الطوائف".
إن بناء مجتمع مستقر وتعددي هو أيضًا مفتاح إقناع الدول الغربية برفع العقوبات الاقتصادية القاسية التي فُرضت على سوريا خلال الحكم الوحشي للرئيس السابق بشار الأسد.
أسبوع من الاضطرابات السياسية
ابتداءً من يوم الخميس الماضي، تطورت الاشتباكات بين قوات الأمن الحكومية والجماعات المسلحة الموالية للأسد إلى هجمات انتقامية طائفية أسفرت عن مقتل مئات المدنيين، معظمهم من العلويين، وهم أقلية ينتمي إليها الأسد.
أعادت التعزيزات الحكومية النظام في نهاية المطاف، وبدا أن الهدوء ساد بحلول أواخر يوم الاثنين. في اليوم نفسه، وقّع الشرع اتفاقية تاريخية تُدمج بموجبها القوات التي يقودها الأكراد في شمال شرق البلاد مع الجيش الوطني الجديد.
مثّلت هذه الاتفاقية خطوة رئيسية نحو توحيد الفصائل المتفرقة التي قسمت سوريا إلى دويلات صغيرة بحكم الأمر الواقع خلال الحرب الأهلية. بدأت الحرب الأهلية في عام 2011 بعد حملة القمع الوحشية التي شنتها حكومة الأسد على الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة.
ليس جيشًا محترفًا
أعلنت معظم الفصائل المسلحة التي حاربت للإطاحة بالأسد في يناير انضمامها إلى الجيش الوطني. إلا أنها عمليًا حافظت على قيادتها الخاصة.
قال عصام الريس، المستشار العسكري في منظمة إيتانا البحثية السورية: "هذا ليس جيشًا محترفًا". وأضاف: "نظريًا، هناك خطط لضم الفصائل إلى جيش واحد ودمجها جميعًا تحت مظلة وزارة الدفاع. لكن حتى الآن، على أرض الواقع، لا يزال الجميع تحت مظلته الخاصة".
على الجانب الآخر، هناك آلاف الجنود السابقين من جيش الأسد المنحل، وهم الآن عاطلون عن العمل و"أهداف سهلة للغاية" للجهات المحلية أو الدولية المهتمة بزعزعة استقرار سوريا الهش، على حد قول الريس.
يقول المحللون إن العنف الطائفي الذي اندلع خلال عطلة نهاية الأسبوع كان من الصعب احتواؤه، لأن الحكومة اضطرت إلى اللجوء إلى خليط من الفصائل غير المنضبطة - بما في ذلك المدنيين المسلحين - لمحاربة المسلحين الموالين للأسد الذين هاجموا قوات الأمن على طول الساحل. وشن عناصر من بعض تلك الفصائل هجمات انتقامية دموية على المدنيين العلويين.
قال القحف، من مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، إن العنف عزز "التحدي الكبير لجهود الحكومة السورية لتعزيز سلطتها".
صفقة تاريخية
على نحو غير متوقع، يبدو أن العنف قد عجّل في إتمام الصفقة التي وضعت الجماعة المسلحة التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على معظم شمال شرق سوريا، والمعروفة باسم قوات سوريا الديمقراطية، تحت مظلة الجيش الوطني.
وقال أحمد أبا زيد، الباحث السوري، إن الاتفاق جاء في موعده لأن الشرع "كان بحاجة إلى تحقيق نصر دبلوماسي" بعد أن أضر عنف نهاية الأسبوع بصورته. في الوقت نفسه، حسبت قوات سوريا الديمقراطية أنها تستطيع "تحقيق مكاسب أكبر إذا منحت الشرع هذه الهدية في هذا الوقت".
وبموجب الاتفاق، ستخضع المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط في الشمال الشرقي لسيطرة الحكومة المركزية بحلول نهاية العام. لا تزال تفاصيل كثيرة بحاجة إلى تسوية - بما في ذلك من سيدير سجون مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين أسرتهم قوات سوريا الديمقراطية - لكن الاتفاق يمنح الشرع دفعة سياسية كان في أمسّ الحاجة إليها. وقال أبا زيد إنه يبدو أنه قضى على "أخطر تهديدين للانقسام في البلاد خلال أيام".
جهات دولية تدفع نحو التوحيد
تم الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية بمباركة طرفين دوليين مهمين: الولايات المتحدة، التي دعمت قوات سوريا الديمقراطية كحليف رئيسي في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)؛ وتركيا، التي تدعم قادة سوريا الجدد.
وصرح مسؤول دفاعي أمريكي كبير، قائلاً: "ما كان هذا ليحدث لو لم يكن الأتراك مستعدين للسماح بحدوثه"، قائلاً إن واشنطن شجعت قوات سوريا الديمقراطية على التوصل إلى اتفاق مع قادة سوريا. وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول له بالتعليق.
وعلى الرغم من عدم إدراج بند في الاتفاق، قال المسؤول إن أنقرة طالبت بضمانات بأن قوات سوريا الديمقراطية ستُبعد المقاتلين الأجانب المرتبطين بحزب العمال الكردستاني، وهو جماعة انفصالية كردية شنت تمرداً دام عقوداً في تركيا قبل أن تُعلن مؤخراً عن وقف إطلاق النار.
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطاب ألقاه يوم الثلاثاء: "إن التنفيذ الكامل للاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس سيخدم أمن سوريا وسلامها".
ومع ذلك، تواجه الحكومة السورية الجديدة مجموعة من التحديات.
منذ سقوط الأسد، استولت إسرائيل على جيوب من الأراضي في جنوب سوريا، قائلة إنها تتحرك لحماية حدودها.
ومع استمرار العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة وحلفاؤها، ستواجه البلاد صعوبة في القيام باستثمارات كبيرة في اقتصادها وإعادة بناء المناطق التي دُمرت خلال الحرب الأهلية.
أصبح العلويون والأقليات الأخرى، التي كانت بالفعل متشككة في السلطات التي يقودها الإسلاميون في دمشق، أكثر خوفًا - وعدائية - مما كانوا عليه قبل أسبوع، على الرغم من وعود قادة البلاد الجدد بمحاسبة من هاجموا المدنيين.
وقال الريس إن طمأنتهم ستتطلب من الحكومة اتخاذ "إجراءات صارمة للغاية" ضد الجناة.

Syria flashes signs of peril and promise in a week of violence and diplomacy
By ABBY SEWELL
Updated 8:06 AM GMT+3, March 13, 2025
BEIRUT (AP) — After Syria’s longtime autocratic ruler was toppled late last year, the man who led rebel groups to victory immediately faced a new challenge: unifying the country after more than a decade of civil war.
The peril and promise of Syria under interim President Ahmad al-Sharaa — the former leader of an Islamist insurgent group — were on dramatic display over the past week. After days of deadly sectarian violence, a diplomatic triumph united a powerful force in the country’s northeast with the new national army.
By Tuesday, it seemed as if Syria had made major steps toward quelling the tensions that erupted over the weekend. But analysts say the country still has a long way to go, and that the risks of sliding back into civil war, or partitioning the country along ethnic and sectarian lines, remain.
The “path to rebuilding trust” will require Syria’s new leaders to do more to “protect lives and foster a sense of unity among all communities,” said Ammar Kahf, executive director of Omran Center for Strategic Studies in Istanbul.
Building a stable, pluralistic society is also key to convincing Western countries to lift crushing economic sanctions that were placed on Syria during the brutal rule of former President Bashar Assad.
A week of political whiplash
Beginning last Thursday, clashes between government security forces and armed groups loyal to Assad spiraled into sectarian revenge attacks that killed hundreds of civilians, most of them Alawites, a minority sect to which Assad belongs.
Government reinforcements eventually restored order, and calm appeared to hold by late Monday. That same day, al-Sharaa had signed a landmark pact under which Kurdish-led forces in the country’s northeast would be merged with the new national army.
The deal marked a major step toward unifying the disparate factions that had carved up Syria into de facto mini-states during its civil war. The civil war began in 2011 after the Assad government’s brutal crackdown on massive anti-government protests.
Not a professional army
Most of the armed factions that fought to unseat Assad announced in January that they would join the national army. In practice, though, they have maintained their own leadership.
“This is not a professional army,” said Issam al-Reis, a military adviser with Etana, a Syrian research group. “In theory, there are plans to join the factions into an army and merge everybody together under the Ministry of Defense. But so far, in reality, on the ground, everybody is still under his own umbrella.”
On the other side, there are thousands of former soldiers from the disbanded Assad-era army who are now unemployed and “very easy targets” for local or international actors interested in upsetting Syria’s fragile stability, al-Reis said.
The sectarian violence over the weekend was difficult to contain, analysts say, because the government had to turn to a patchwork of undisciplined factions — including armed civilians -- to combat pro-Assad militants who attacked security forces along the coast. Members of some of those factions launched bloody revenge attacks on Alawite civilians.
The violence only reinforced the “significant challenge to the Syrian (government’s) efforts to consolidate power,” said Kahf, of the Omran Center for Strategic Studies.
A landmark deal
Unexpectedly, the violence appears to have expedited the deal to bring the Kurdish-led armed group controlling most of northeastern Syria, known as the Syrian Democratic Forces, under the umbrella of the national army.
The agreement came about when it did because al-Sharaa “needed to achieve a diplomatic victory” after the weekend violence damaged his image, said Ahmed Aba Zeid, a Syrian researcher. At the same time, the SDF calculated it could “achieve greater gains if it gave Sharaa this gift at this time,” he said.
Under the agreement, border crossings, airports and oil fields in the northeast will also be brought under the central government’s control by the end of the year. Many details still need to be ironed out — including who will manage prisons holding Islamic State fighters captured by SDF — but the agreement gives al-Sharaa a much-needed political boost.
He appears to have eliminated “the two most significant threats of division in the country within days,” Aba Zeid said.
International players pushing for unification
The agreement between the SDF and the Syrian government came about with the blessing of two important international players: the United States, which has supported the SDF as a key ally in the fight against the Islamic State militant group; and Turkey, which backs Syria’s new leaders.
“This would not have happened if the Turks weren’t willing to let it happen,” according to a senior U.S. defense official who said Washington encouraged SDF to reach an agreement with Syria’s leaders. He spoke on condition of anonymity because he was not authorized to comment publicly.
Although not written into the agreement, the official said Ankara had demanded assurances that the SDF would remove foreign fighters linked to the Kurdistan Workers’ Party, or PKK, a Kurdish separatist group that had waged a decades-long insurgency in Turkey before recently announcing a ceasefire.
Turkish President Recep Tayyip Erdogan said in a speech Tuesday, “The full implementation of the agreement reached yesterday will serve the security and peace of Syria.”
Still, the new Syrian government faces an array of challenges.
Since the fall of Assad, Israel has seized pockets of territory in southern Syria, saying that it is moving to protect its borders.
With sanctions by the U.S. and its allies still in place, the country will struggle to make significant investments in its economy and rebuild areas destroyed during the civil war.
Alawites and other minorities that were already skeptical of the Islamist-led authorities in Damascus are more frightened — and hostile — than they were a week ago, despite promises by the country’s new leaders that those who attacked civilians will be held accountable.
Al-Reis said that reassuring them will require the government to take “very strong measures” against the perpetrators.
Syria flashes signs of peril and promise in a week of violence and diplomacy | AP News

سوريا تظهر علامات من المخاطر والبشريات في أسبوع من العنف والدبلوماسية - أسيوشيتد برس