الرئيسة \  تقارير  \  سوريا تحاول العودة للاقتصاد العالمي... خريطة طريق مطلوبة ودور أميركي محوري ما المطلوب من سوريا؟

سوريا تحاول العودة للاقتصاد العالمي... خريطة طريق مطلوبة ودور أميركي محوري ما المطلوب من سوريا؟

22.09.2025
جاد ح. فياض



سوريا تحاول العودة للاقتصاد العالمي... خريطة طريق مطلوبة ودور أميركي محوري ما المطلوب من سوريا؟
جاد ح. فياض
المصدر: النهار
الاحد 21/9/2025
زيارة تاريخية بكل ما يحمل التعبير من معنى يقوم بها الرئيس السوري أحمد الشرع للولايات المتحدة، ومعه وفده المرافق الذي يضمّ وزير الخارجية أسعد الشيباني. ولا تقتصر أهمية الرحلة على السياسة فحسب، بل ستمتد لتشمل المجال الاقتصادي في ظلّ مساعٍ حثيثة تخاض في أرجاء واشنطن لرفع العقوبات عن سوريا.
تريد سوريا العودة إلى النظام الاقتصادي العالمي، وبدأت تتخذ خطوات في هذا السياق، كان أبرزها تصدير أول شحنة نفط قبل أسابيع واستقدام بعض الاستثمارات الخليجية. لكن كل هذه الحركة تبقى قاصرة عن الوصول إلى الهدف ما لم ترفع الولايات المتحدة عقوباتها وتفتح مجالاً لاستثمار الشركات الأميركية والأجنبية. ولهذا السبب، التقى الشيباني مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية.
واجبات سوريا
خريطة طريق طويلة أمام سوريا والتزامات كثيرة سياسية وأمنية واقتصادية وجب الإيفاء بها لعودتها إلى الاقتصاد العالمي، يعدّد أبرزها الباحث السياسي والاقتصادي محمد موسى، وهي:
- الاستقرار الأمني الداخلي ومواجهة الجماعات المصنّفة "إرهابية".
- وقف التجاذب التركي – الإسرائيلي .
- إطلاق مشاريع لإعادة إعمار البنية التحتية المرتبطة بالطاقة والاتصالات.
- قوانين جديدة تنص على كل معايير الحوكمة والشفافية والإدارة المالية.
- ضبط اقتصاد الكاش لمنع تبييض الأموال.
دور أميركي
ولا يغفل موسى خلال حديثه عن أهمية الدور الأميركي في عودة سوريا إلى النظام الاقتصادي العالمي. وخلال حديثه مع "النهار"، ينطلق من أهمية رفع كل العقوبات المفروضة من 50 عاماً كباب لإعادة الثقة الدولية بسوريا، ويرى أن الولايات المتحدة تمتلك "مفتاح الحلّ والربط" على مستوى التمويل، وهي بوابة الاستثمارات الأجنبية، لأن الشركات المستثمرة مرتبطة بها.
وإن كان دور واشنطن محورياً في عودة دمشق إلى النظام العالمي، فإنه لا يمكن أن يتم بمعزل عن محيط سوريا وبعدها العربي. وفي هذا السياق، يشدّد موسى على أهمية الدور الخليجي، السعودي والقطري على وجه الخصوص، لعودة الاستثمارات، ويضاف إلى هذا الدور حركة تركيا والأردن وإسرائيل وحتى لبنان مع ملف ترسيم الحدود والبدء باستخراج الغاز.
نافذة ديبلوماسية
يستغل الوفد السوري وجوده في الولايات المتحدة على هامش قمّة الأمم المتحدة لعقد لقاءات اقتصادية، وهنا تمكن أهمية الصرح الأممي لسوريا واختلاطها الديبلوماسي. فالشيباني من خلال لقاءاته يمكنه أن "يستشف" مواقف المجتمع الدولي من الاستثمار في سوريا، والتحضير لعقد تفاهمات وشراكات، وفق ما يقول موسى.
في المحصلة، فإن سوريا اتخذت خطوة في مشوار الألف ميل للعودة إلى الاقتصاد الدولي بعد عقود من العزلة، لكن المشوار طويل ويتطلب بالدرجة الأولى استقراراً محلياً وإقليمياً، إذا تحقق يمكن لسوريا أن تستفيد منه لتأدية دور اقتصادي مهم نسبةً لثرواتها النفطية والغازية والطبيعية ومجالات الاستثمار الواسعة بعد دمار الحرب.