اخر تحديث
الخميس-01/05/2025
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أسماء شهداء الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
من الصحافة العالمية
\ سوريا أصبحت الخط الأمامي في الدفاع عن الأمن السعودي - معهد كارنيغي
سوريا أصبحت الخط الأمامي في الدفاع عن الأمن السعودي - معهد كارنيغي
05.04.2025
من مترجمات مركز الشرق العربي
سوريا أصبحت الخط الأمامي في الدفاع عن الأمن السعودي
معهد كارنيغي 26/3/2025
من مترجمات مركز الشرق العربي
على الرغم من معارضتها لنظام بشار الأسد، إلا أن المملكة العربية السعودية أصبحت قلقة للغاية بشأن مستقبل سوريا بعد الإطاحة به. وتتعدد أسباب ذلك. فتركيا توسّع سلطتها على شمال سوريا من خلال وجودها العسكري هناك ودعمها للفصائل السورية التي قد تسعى إلى إعادة ترتيب السلطة على حساب المملكة العربية السعودية. كما غيّر إسقاط النظام في دمشق ديناميكيات إيران، التي ساعدت في إبقاء الأسد في السلطة، وتسعى الآن جاهدةً لاستعادة قدر من النفوذ على البلاد - وهو احتمال تخشاه الرياض. إضافةً إلى ذلك، برزت إسرائيل كشوكة دائمة في خاصرة السعوديين من خلال إضعاف النظام السوري الجديد وقواته المسلحة، وكذلك من خلال إقامة روابط سياسية واقتصادية مع وجهاء الدروز من أجل كسب النفوذ على المجتمع.
وبالتالي، فإن المملكة العربية السعودية في حالة تأهب. اهتماماتها المباشرة هي منع الصراع الطائفي في سوريا وضمان الأمن على طول حدودها مع الأردن والعراق، المعرضة لتداعيات الأزمة السورية، سواءً من خلال الفكر الإسلامي السني المتشدد، أو نشاط الميليشيات التابعة لإيران، أو تجارة الكبتاغون. وتكمن مصالحها طويلة الأمد في إحياء النفوذ السعودي في سوريا والمنطقة ككل. ويسود شعور في الرياض بضرورة إعادة تقييم استراتيجيتها تجاه سوريا لتحقيق التوازن بين استقرار البلاد من جهة، ومواجهة النفوذ التركي والإيراني والإسرائيلي المتزايد من جهة أخرى.
التحدي الثلاثي للمصالح السعودية في سوريا
لدى المملكة العربية السعودية مخاوف كبيرة إزاء المخططات التركية والإسرائيلية والإيرانية في سوريا. ورغم سعي كل من الرياض وأنقرة لمواجهة النفوذ الإيراني في البلاد، إلا أنهما متنافستان. علاوة على ذلك، تُعدّ تركيا حليفًا لقطر، التي لطالما كانت على خلاف مع السعودية، مما يعني أن الرياض تنظر بريبة إلى توسع النفوذ التركي في أي مكان. أما إسرائيل، فتستغل الوضع الأمني
غير المستقر الحالي لمنع الجيش السوري الجديد من استعادة ما تبقى من مستودعات أسلحة سلفه وتأمين الأسلحة الإيرانية المهجورة، بينما تحاول أيضًا الاستفادة من علاقاتها المتنامية مع الأقليات، مثل الدروز، لتوسيع نفوذها. في غضون ذلك، قد ينتعش نفوذ إيران في سوريا، على الرغم من ضعفه بشكل كبير منذ سقوط نظام الأسد، إذا استغلت طهران الاضطرابات الأمنية المستمرة لإعادة تأسيس جيوب عسكرية في البلاد، بالإضافة إلى طرق إمداد حزب الله في لبنان. تخشى المملكة العربية السعودية من أن يؤدي كل هذا إلى زعزعة استقرار سوريا، وتعزيز مكانة إيران الإقليمية، وتعقيد جهودها لمواجهة وكلاء طهران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
تسيطر تركيا بالفعل على شمال سوريا والمناطق الواقعة على طول نهر الفرات. منذ عام 2016، شنّ الأتراك عدة عمليات عسكرية في هذه المناطق، بهدف إبعاد نفوذ الجماعات السياسية والعسكرية الكردية. في الواقع، تدعم تركيا الجيش الوطني السوري، وهو تحالف من الميليشيات يسيطر على مناطق رئيسية في شمال سوريا مثل عفرين وأجزاء من ريف حلب (بما في ذلك منبج وتل رفعت)، وما يسمى بمناطق درع الفرات. تشكّل الجيش الوطني السوري عام 2017 برعاية تركية، ويبلغ عدد مقاتليه اليوم ما بين 35,000 و70,000 مقاتل. تتمثل مهمة الجيش الوطني السوري إلى حد كبير في تعزيز الأهداف الاستراتيجية لتركيا من خلال منع قوات سوريا الديمقراطية (
SDF
) من تأمين الحكم الذاتي السياسي في شمال شرق سوريا. قوات سوريا الديمقراطية (
SDF
) هي تحالفٌ يضم ميليشيات عرقية يسارية مدعومة من الولايات المتحدة وجماعاتٍ متمردة تُهيمن عليها وحدات حماية الشعب (
YPG
)، وهي فصيلٌ كردي تعتبره أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (
PKK
)، عدوها اللدود منذ عقود. ولا تزال أنقرة حذرةً من حزب العمال الكردستاني، رغم دعوة زعيمه، عبد الله أوجلان، المسجون في تركيا، مؤخرًا إلى إلقاء السلاح وحلِّ نفسه.
من خلال العمليات العسكرية للجيش الوطني السوري، بالإضافة إلى سياسات إعادة التوطين التي تُفضّل السكان العرب والتركمان، غيّرت أنقرة التركيبة السكانية المحلية في مناطق مثل عفرين وتل رفعت لتقليل عدد السكان الأكراد وإضعاف هيمنتها. كما غيّرت التعليم والحوكمة في هذه المناطق لفرض اللغة والثقافة التركيتين. ويشمل ذلك فرض مناهج باللغة التركية في المدارس ودمج الأنظمة الإدارية التركية في البنية التحتية التعليمية، مما عزز سيطرة تركيا على جزء كبير من شمال سوريا. علاوة على ذلك، إلى جانب هيئة تحرير الشام (
HTS
)، الجماعة الإسلامية السنية التي تقود الهجوم، شارك الجيش الوطني السوري في الهجمات التي أطاحت بنظام الأسد، وبالتالي أصبح له وجود خارج الشمال. تخشى الرياض من أن دور أنقرة المتوسع - وخاصة استخدامها للجيش الوطني السوري وإعادة اللاجئين السوريين لإعادة تشكيل التركيبة السكانية وتأمين شعب موالٍ لها في سوريا - قد يُغيّر ميزان القوى الإقليمي، مما يُعزز مكانة تركيا في البلاد ويُضعف مكانة المملكة العربية السعودية.
إن توسيع إسرائيل لوجودها العسكري في مرتفعات الجولان خارج المنطقة التي احتلتها منذ عام 1967 وداخل المنطقة منزوعة السلاح التي تديرها الأمم المتحدة منذ رحيل الأسد في ديسمبر 2024، وتوغلاتها البرية في الأراضي السورية، وغاراتها الجوية المتكررة بشكل متزايد على أهداف سورية تهدد رؤية المملكة العربية السعودية لسوريا مستقرة وموحدة خالية من النفوذ الإيراني. في 19 مارس، أدانت وزارة الخارجية السعودية قصف إسرائيل للأراضي السورية ووصفته بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي، واتهمت إسرائيل بتقويض استقرار سوريا من خلال الهجمات المتكررة. وحثت الرياض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على معارضة هذه الإجراءات بحزم، ومنع التصعيد، وفرض المساءلة.
بالإضافة إلى ذلك، يحاول الإسرائيليون التقرب من دروز سوريا من خلال موفق الطريف، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل. على الرغم من معارضة عدة قطاعات من المجتمع الدرزي السوري، ألقى طريف بثقله وراء هدف إسرائيل المعلن المتمثل في "حماية" المجتمع من النظام الجديد في دمشق، وإن كان ذلك دون تدخل مباشر. في هذه الأثناء، يبدو أن الشخصية الدرزية السورية خلدون الهجري قد التقى بمسؤولين أمريكيين لم يُكشف عن هويتهم في واشنطن العاصمة، حيث ورد أنه حث إسرائيل على دعم تمرد مسلح على مستوى البلاد ضد النظام السوري الجديد. خلدون هو شريك مقرب (وقريب) من رجل الدين الدرزي السوري حكمت الهجري، على الرغم من أن الأخير أكد أن خلدون لا يمثله. في هذه الأثناء، سعت إسرائيل أيضًا إلى الاستفادة من الصعوبات الاقتصادية في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، حيث عرضت مساعدات تنموية وفرص عمل لبعض سكانها الدروز في مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل كجزء من استراتيجية أوسع لتوسيع نفوذها. وتخشى المملكة العربية السعودية من أن يؤدي كل هذا التدخل الإسرائيلي في سوريا إلى خلق فراغ في السلطة يسمح لإسرائيل عن غير قصد بعودة طهران إلى سوريا، وهو القلق الذي تفاقم بسبب مخاوف إضافية مثل عدم الاستقرار الإقليمي الذي يهدد النفوذ والأمن السعودي.
انهيار النظام السوري. برزت جهات فاعلة جديدة لملء الفراغ، على الرغم من استمرار وجود العديد من الشبكات المرتبطة بإيران. تراقب المملكة العربية السعودية بيقظة جهود إيران لاستغلال العراق كقناة لبسط نفوذها العسكري والاقتصادي في سوريا. ومما يثير قلق الرياض بشكل خاص الميليشيات المدعومة من طهران التي تستغل حالة عدم الاستقرار في مرحلة ما بعد الأسد لإعادة توجيه تهريب المخدرات من سوريا إلى الخليج عبر الحدود العراقية.
أدت الأحداث الأخيرة في المنطقة الساحلية السورية، مثل الكمين الذي نصبه متمردون علويون في مارس لعناصر من أجهزة أمن النظام الجديد، وما تلاه من مذبحة ارتكبها النظام بحق مئات المدنيين العلويين، إلى مزيد من زعزعة استقرار البلاد. قد يتيح وجود سكان علويين مظلومين ومتعاطفين مع إيران فرصًا لإعادة إدراج نفسها في المعادلة السورية، مما سيعزز بدوره قدرتها على دعم حزب الله المنهك في لبنان من خلال خطوط إمداد جديدة أو مُجددة. من وجهة نظر إسرائيل، يُشكّل هذا النفوذ الإيراني المُتجدد في سوريا تهديدًا أمنيًا كبيرًا، وقد يدفعها إلى شنّ ضربة استباقية ضدّ قوات الميليشيات المدعومة من إيران في عملية إعادة بناء نفسها. وهذا بدوره سيؤدي، على الأرجح، إلى صدامات، وقد يُهدّد بزعزعة استقرار إقليمي أوسع، لا سيما إذا تورط حزب الله.
في نهاية المطاف، تتسم استراتيجيات التدخل التي تنتهجها تركيا وإسرائيل وإيران في سوريا بنطاقها الواسع وطموحها، إذ تشمل المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والديموغرافية. وإذا فشلت المملكة العربية السعودية في وقف تقدم هذه الدول أو على الأقل إبطائه، فإن دورها الذي طالما حاولت الحفاظ عليه كقوة إقليمية وحارس للمصالح العربية سيتعرض لانتكاسة كبيرة. فمن جهة، ستتشجع تركيا وإسرائيل وإيران. ومن جهة أخرى، قد تبدأ الدول العربية، بما في ذلك جيران المملكة العربية السعودية المباشرون في الخليج، بتجاوز الرياض وتشكيل تحالفات إقليمية جديدة أو العمل منفردةً سعيًا لتحقيق أهدافها. وفي ظل هذه السيناريوهات المثيرة للقلق، تسعى المملكة العربية السعودية بنشاط إلى موازنة النفوذ التركي والإسرائيلي والإيراني في سوريا.
كيف تواجه المملكة العربية السعودية تحدياتها المتعلقة بسوريا؟
في أعقاب الإطاحة بالأسد، اتبعت المملكة العربية السعودية نهجًا متعدد المسارات لتشكيل المشهد السياسي السوري. يتضمن ذلك مزيجًا من المبادرات الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية الهادفة إلى دعم النظام الجديد في دمشق وإعادة دمجه في العالم العربي، ومنع أي محاولة جديدة للتدخل الإيراني في الشؤون السورية، واحتواء التوسع الإسرائيلي في الأراضي السورية. إضافةً إلى ذلك، تدعو المملكة العربية السعودية إلى رفع العقوبات الدولية عن سوريا، معتبرةً التعافي الاقتصادي مفتاحًا لاستقرار البلاد على المدى الطويل.
هناك عنصران بارزان في مجموعة أدوات الرياض لتحقيق أهدافها. الأول، على عكس المتوقع، هو التعاون مع تركيا، التي تمارس نفوذاً كبيراً في سوريا من خلال شبكتها من الوكلاء. والثاني هو الاستفادة من علاقات الرياض بالقبائل العربية في شمال شرق البلاد متعدد الأعراق. عندما يتعلق الأمر بإحباط مخططات إسرائيل، فإن خيارات السعودية أقل. يجب عليها الاعتماد على برنامج سخاء اقتصادي لكسب شرائح من الشعب السوري إلى صفها، وفي الوقت نفسه الضغط على إسرائيل بوسائل سياسية أو دبلوماسية غير مباشرة.
التعاون السعودي التركي
ينبع التنافس بين تركيا والسعودية من تباين مصالح البلدين المحددة، بالإضافة إلى تنافسهما العام على موقع قيادي إقليمي. يتعارض دعم تركيا للفصائل الإسلامية المتمردة، وبعضها جزء من النظام الجديد، وطموح أنقرة للسيطرة على مناطق مثل إدلب وحلب أو النفوذ فيها، مع المصالح السعودية. ومع ذلك، ورغم هذا التنافس، هناك جانب من التعاون. على سبيل المثال، تعد تركيا أحد الموردين الرئيسيين للأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، التي تسعى إلى إبرام المزيد من هذه الصفقات، وهو ما يمنحها نفوذاً اقتصادياً على أنقرة.
الأهم من ذلك، أن السعودية وتركيا تتشاركان هدف الحد من النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة. في الواقع، ترى الرياض أنقرة شريكًا ضروريًا في هذا المسعى، نظرًا للوجود العسكري التركي في سوريا وعلاقاتها التاريخية مع جماعات المعارضة السورية. منذ هزيمة الأسد، عززت السعودية وتركيا تعاونهما، متجاوزةً بذلك مجرد تبادل المعلومات الاستخباراتية. ويتوافق البلدان بشكل متزايد في مسألة مواجهة التهديدات الأمنية الناجمة عن رغبة إيران في إحياء نفوذها في سوريا، ويهدفان إلى تحقيق ذلك من خلال توسيع نطاق نفوذهما في المرحلة الانتقالية السورية.
وهناك أيضًا إمكانية للتعاون في إعادة إعمار سوريا، حيث يمكن للاستثمار المالي السعودي أن ينسجم مع الخبرة التركية في مجال الإنشاءات. وقد أعلنت المملكة العربية السعودية أنها ستقدم مساعدة لسوريا "بلا حدود"، مما يشير إلى التزامها غير المحدود بإعادة الإعمار وضمان الاستقرار في ظل الحكومة الانتقالية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم المملكة العربية السعودية في تعهد دولي بقيمة 6.5 مليار دولار أمريكي لمساعدة الحكومة الانتقالية في إعادة الإعمار. في غضون ذلك، أرسلت تركيا شركات هندسية إلى حلب ودمشق لتقييم احتياجات البنية التحتية. يتجاوز التوافق بين السعودية وتركيا الجوانب الاقتصادية، إذ تتفاوض الدولتان على إطار عمل مشترك للتأثير على العملية الدستورية في سوريا، بهدف تهميش حلفاء إيران المتبقين وتعزيز نموذج حكم سني. وقد يتطور هذا إلى محور سعودي تركي رسمي في الشؤون السورية، مما قد يُعيد تشكيل ديناميكيات القوة في بلاد الشام.
النفوذ السعودي على القبائل السورية
لطالما وطدت المملكة العربية السعودية علاقاتها مع القبائل العربية في شمال شرق سوريا، مثل شمر، والبكارة، وطي، والبوسراي، والعقيدات، وعنزة، والظفير، وبني خالد، والجبور، والنعيمي، مستفيدةً من النسب القبلي المشترك، وطرق التجارة التاريخية، والدعم المالي لمواءمتها مع مصالحها. هذه القبائل، البارزة في مناطق دير الزور، والحسكة، والرقة، تُعدّ جهات فاعلة رئيسية في صراعات السلطة المحلية. وقد شمل التفاعل السعودي مع هذه القبائل، الذي ازداد حدةً بعد عام 2014، عندما حشدت الرياض العديد منها ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ونظام الأسد، تقديم الدعم المالي واللوجستي لها.
ستصبح مواجهة دور إيران في الحملة الدولية المتنامية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) هدفًا سعوديًا رئيسيًا، لا سيما مع بروز طهران على أهبة الاستعداد لترجمة نجاحات وكلائها في ساحة المعركة في شمال العراق إلى سيطرة أكبر على شمال شرق سوريا عبر الحدود. في عام 2017، عندما كان نظام الأسد والتحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة والميليشيات العراقية المدعومة من إيران يقاتلون بشكل منفصل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، أصبح التورط السعودي في الحملة واضحًا في مناطق مثل دير الزور؛ حيث دعمت الرياض الشبكات القبلية وقوات المعارضة لتعطيل كل من تنظيم الدولة الإسلامية والنفوذ الإيراني.
في منتصف عام 2018، كثفت المملكة العربية السعودية مشاركتها مع قوات سوريا الديمقراطية (
SDF
) للضغط من أجل مشاركة أكبر للقبائل العربية داخل التحالف الذي يقوده الأكراد. كان الهدف هو إضعاف النفوذ الإيراني في شرق سوريا، وخاصة في المناطق القريبة من الحدود العراقية، مثل دير الزور، مع الاستفادة في الوقت نفسه من القضية الكردية كميزة استراتيجية ضد تركيا. وشمل ذلك دعمًا ماليًا كبيرًا من المملكة العربية السعودية لقوات سوريا الديمقراطية، مع استثمار 100 مليون دولار في أواخر عام 2019 بهدف تحقيق الاستقرار وإعادة بناء المناطق المحررة من تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، وخاصة في الرقة ودير الزور. وكانت الدبلوماسية المباشرة عنصرا أساسيا في الاستراتيجية، كما يتضح من زيارة وزير الدولة السعودي للأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور في أواخر يونيو 2019، حيث حث زعماء القبائل العربية على المساعدة في الحفاظ على الاستقرار تحت حكم قوات سوريا الديمقراطية، ومن خلال إرسال الأخير وفدا لزيارة المملكة العربية السعودية في نوفمبر الثاني 2019.
بعد الإطاحة بالأسد، كثّفت المملكة العربية السعودية جهودها الدبلوماسية المتعلقة بسوريا. وقد تجلّى ذلك في يناير 2025، عندما زار وزير الخارجية السوري الرياض. في الوقت الحالي، لا يوجد دليل مباشر يؤكد استمرار المملكة العربية السعودية في استخدام علاقاتها القبلية لتأمين الدعم للانتقال السوري. ومع ذلك، تشير تجربة الرياض التاريخية إلى أنها قد تعمل سرًا على دعم الحكومة الجديدة وإضعاف نفوذ إيران المتراجع، مستفيدةً من ثروتها الاقتصادية وصلاتها بالقبائل العربية.
مواجهة الاستراتيجيات الإسرائيلية
استمرار هجمات إسرائيل على المواقع العسكرية وتدخلها السياسي المتزايد في سوريا يُقوّضان الدور القيادي للمملكة العربية السعودية في العالم العربي، إذ يُظهران الرياض بمظهر الضعيف وغير الفعّال. ولذلك، حاولت المملكة العربية السعودية الضغط على إسرائيل من خلال الإدانة والعمل الدبلوماسي. على سبيل المثال، في 10 ديسمبر 2024، أدانت وزارة الخارجية السعودية استيلاء إسرائيل على منطقة عازلة سورية، واصفةً إياه بالعمل المزعزع للاستقرار. قالت الرياض الشيء نفسه عن الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، ووصفتها بأنها انتهاكات صارخة للقانون الدولي واتهمت إسرائيل بالسعي إلى تقويض استقرار سوريا. بالإضافة إلى ذلك، حشدت المملكة العربية السعودية مجلس التعاون الخليجي في موقف موحد لدعم سوريا، كما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، متغلبة على الخلافات الأولية مع قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. يعزز هذا الموقف الخليجي الموحد شرعية النظام السوري الجديد ويقدم لإسرائيل جبهة عربية معارضة. علاوة على ذلك، سعت وسائل الإعلام التقليدية المؤثرة المرتبطة بالدولة في المملكة العربية السعودية، مثل قناة العربية، إلى تشكيل الرأي العام العربي والدولي ضد المزيد من التوسع الإسرائيلي من خلال الافتتاحيات والتقارير. كما دعمت مجموعة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية للدولة النظام السوري الجديد ضد إسرائيل من خلال إدانة الغارات الجوية الإسرائيلية. تعمل المنصات المعنية على تشكيل رواية مؤيدة للحكومة السورية بين الجمهور العربي.
تعكس هذه الجهود مجتمعةً تناميَ المعارضة السعودية للنفوذ الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد. ويتمثل قلق الرياض الرئيسي في أن تُضعف العمليات العسكرية الإسرائيلية وتدخلها السياسي حكومة تصريف الأعمال الجديدة بقيادة هيئة تحرير الشام. وهذا يُنذر بتفككٍ من النوع الذي قد يسمح لإيران بإعادة فرض سيطرتها على أجزاء من البلاد من خلال وكلائها. ومن هنا، تأتي الجهود الدبلوماسية السعودية لحشد الدعم الدولي لمحاسبة إسرائيل وإجبارها على تغيير سلوكها.
الخلاصة
لقد التزمت المملكة العربية السعودية بدعم النظام السياسي الناشئ في سوريا. وتحرص الرياض على نجاح النظام الجديد على جبهات متعددة. ينبغي عليه أن يحكم بفعالية، وأن يمنع عودة الجماعات الجهادية، وأن يُعيق أي عودة لإيران، وأن يمتنع عن السماح لنفسه بالوقوع كليًا تحت سيطرة تركيا، وأن يحدّ من التوسع الإسرائيلي، وأن يُنهي تجارة الكبتاغون في البلاد. ولمساعدة دمشق على تحقيق هذه الأهداف، قد تزيد المملكة العربية السعودية دعمها الاقتصادي المباشر لسوريا من خلال الاستثمار في مشاريع إعادة الإعمار وما شابه. وعلى الصعيد الإقليمي، من شبه المؤكد أن الرياض ستواصل مبادراتها الدبلوماسية التي تهدف إلى تطبيع علاقات دمشق مع الدول العربية. وعلى الصعيد الدولي، تضغط الرياض من أجل رفع العقوبات عن دمشق وتقديم المساعدات.
يبقى أن نرى ما إذا كان كل هذا سيكفي لتعزيز بقاء النظام السوري الذي لا يواجه تحديات داخلية لشرعيته فحسب، بل يواجه أيضًا تهديدات خارجية لسيادة بلاده وسلامة أراضيها. سيعتمد نجاح مبادرات المملكة العربية السعودية إلى حد كبير على قدرة حكومة تصريف الأعمال على توحيد أمة ممزقة، وهي مهمة ستزداد صعوبة في حال اشتعال التوترات الطائفية والعرقية أو إذا استغلت القوى الخارجية نقاط ضعف سوريا. في حال تراجع الدعم الاقتصادي والدبلوماسي للرياض، أو إذا تفوقت عليها دول منافسة إقليمية مثل إيران، فقد تواجه القيادة السورية الجديدة صعوبة في ترسيخ سلطتها. وهذا من شأنه أن يترك البلاد عرضة لتجدد عدم الاستقرار، ويزيد من صعوبة استعادة الرياض لنفوذها في مرحلة لاحقة.
وتعمل السعودية جاهدةً على دعم الحكومة الجديدة وإضعاف نفوذ إيران المتراجع، مستفيدةً من ثروتها الاقتصادية وصلاتها بالقبائل العربية. مواجهة الاستراتيجيات الإسرائيلية
إن استمرار هجمات إسرائيل على المواقع العسكرية وتدخلها السياسي المتزايد في سوريا يُضعفان الدور القيادي للمملكة العربية السعودية في العالم العربي، إذ يُظهران الرياض في صورة ضعيفة وغير فعّالة. ولذلك، سعت المملكة العربية السعودية إلى الضغط على إسرائيل من خلال الإدانة والعمل الدبلوماسي. على سبيل المثال، في 10 ديسمبر 2024، أدانت وزارة الخارجية السعودية استيلاء إسرائيل على منطقة عازلة سورية، واصفةً إياه بالعمل المزعزع للاستقرار. وعبّرت الرياض عن موقفها نفسه بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية على سوريا، واصفةً إياها بانتهاكات صارخة للقانون الدولي، ومتهمةً إسرائيل بالسعي إلى تقويض استقرار سوريا.
بالإضافة إلى ذلك، حشدت المملكة العربية السعودية دول مجلس التعاون الخليجي في موقف موحد لدعم سوريا، كما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، متجاوزةً بذلك الخلافات الأولية مع قطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان.1 ويعزز هذا الموقف الموحد لدول مجلس التعاون الخليجي شرعية النظام السوري الجديد، ويمنح إسرائيل جبهة معارضة عربية. علاوة على ذلك، سعت وسائل الإعلام التقليدية السعودية المؤثرة والمرتبطة بالدولة، مثل قناة العربية، إلى تشكيل الرأي العام العربي والدولي ضد التوسع الإسرائيلي المتزايد من خلال المقالات الافتتاحية والتقارير. كما دعمت مجموعة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الموالية للدولة النظام السوري الجديد ضد إسرائيل من خلال إدانة الغارات الجوية الإسرائيلية. هذه المنصات تُشكّل خطابًا مؤيدًا للحكومة السورية لدى الجمهور العربي.
Syria Becomes a Front Line in Protecting Saudi Security
Published on March 26, 2025
Introduction
Despite taking issue with Bashar al-Assad’s regime, Saudi Arabia became greatly concerned about Syria’s future following its ouster. The reasons for this are numerous. Türkiye is expanding its authority over northern Syria through its military presence there and its support for Syrian factions that could seek to reorder power arrangements to the detriment of Saudi Arabia. The toppling of the regime in Damascus has also altered the dynamics for Iran, which had helped to keep Assad in power and is now scrambling for a way to regain some measure of influence over the country—a prospect dreaded by Riyadh. Additionally, Israel has emerged as a persistent thorn in the Saudis’ side by weakening the new Syrian regime and its armed forces, and also by establishing political and economic links with Druze notables in order gain leverage over the community.
Thus, Saudi Arabia is on edge. Its immediate concerns are preventing sectarian conflict in Syria and ensuring security along its borders with Jordan and Iraq, which are vulnerable to spillover from Syria—whether of hardline Sunni Islamist ideology, Iranian proxy militia activity, or the Captagon trade. Its long-term interests lie in reviving Saudi influence in Syria as well as in the region as a whole. The feeling in Riyadh is that Saudi Arabia must recalibrate its strategy vis-à-vis Syria in order to strike a balance between stabilizing the country on the one hand and countering rising Turkish, Iranian, and Israeli influence on the other.
The Three-Pronged Challenge to Saudi Interests in Syria
Saudi Arabia has major worries over Turkish, Israeli, and Iranian designs on Syria. Though Riyadh and Ankara both seek to counter Iranian influence in the country, they are also rivals. Moreover, Türkiye is an ally of Qatar, with which Saudi Arabia has long been at loggerheads, meaning that Riyadh looks askance at the expansion of Turkish influence anywhere. As for Israel, it is exploiting the current uncertain security situation to block the new Syrian military from salvaging what remains of its predecessor’s weapons depots and securing abandoned Iranian arms, while also trying to leverage its growing ties with minority groups such as the Druze to expand its sway. Meanwhile, Iran’s influence in Syria, though significantly weakened since the Assad regime’s downfall, could rebound if Tehran capitalizes on the ongoing security-related turmoil to reestablish military enclaves in the country, as well as supply routes to Hezbollah in Lebanon. Saudi Arabia fears that all this would destabilize Syria, strengthen Iran’s regional position, and complicate its own efforts to counter Tehran’s proxies across the Middle East.
Already,
Türkiye dominates northern Syria and areas along the Euphrates River
. Since 2016,
the Turks have conducted several military operations in these regions
, largely to keep at bay the influence of Kurdish politico-military groups. Indeed,
Türkiye supports the Syrian National Army (SNA)
, a coalition of militias that controls key northern Syrian regions such as Afrin, parts of the Aleppo countryside (including Manbij and Tel Rifaat), and the so-called Euphrates Shield zones. Formed in 2017 under Turkish auspices, the SNA today has an estimated strength of
35,000 to 70,000 fighters
. The SNA’s mandate is in large part to advance Türkiye’s strategic objectives by blocking the Syrian Democratic Forces (SDF) from securing political autonomy in northeastern Syria.
The SDF is a coalition of U.S.-backed leftwing ethnic militias and rebel groups dominated by the People’s Protection Units (YPG)
, a Kurdish faction that Ankara views as an extension of its decades-long nemesis, the Kurdistan Workers’ Party (PKK). Ankara remains wary of the PKK despite the fact that its leader, Abdullah Öcalan, who is imprisoned in Türkiye,
recently called on the group to lay down its arms and dissolve itself
.
Through the SNA’s military operations as well as resettlement policies favoring Arab and Turkmen population groups, Ankara has altered local demographics in areas such as Afrin and Tel Rifaat
to thin out the Kurdish population and weaken its dominance
. It has also changed education and governance in these areas to impose the Turkish language and culture. This includes mandating
Turkish-language curricula in schools
and integrating Turkish administrative systems into the educational infrastructure, thereby reinforcing Türkiye’s control of much of northern Syria. Moreover, alongside
Hay’at Tahrir al-Sham (HTS), the Sunni Islamist group
leading the charge,
the SNA took part in the offensives that dislodged the Assad regime and thus now has a presence beyond the north.
Riyadh fears that Ankara’s expanding role—particularly its use of the SNA and of Syrian refugee repatriation to reshape demographics and secure a loyal populace in Syria—could shift the regional power balance, strengthening Türkiye’s position in the country and weakening that of Saudi Arabia.
Israel’s expansion of its military presence in the Golan Heights
beyond the area it has occupied since 1967 and into the UN-administered demilitarized zone since Assad’s departure in December 2024, its
ground incursions into Syrian territory
, and its increasingly frequent airstrikes on Syrian targets threaten Saudi Arabia’s vision of a stable, unified Syria free of Iranian influence. On March 19, Saudi Arabia’s Ministry of Foreign Affairs
condemned Israel’s bombing of Syrian territory
as a blatant violation of international law, and accused Israel of undermining Syria’s stability through repeated attacks. Riyadh urged the United Nations Security Council to firmly oppose these actions, prevent escalation, and enforce accountability.
Additionally, the Israelis are attempting to ingratiate themselves with the Druze of Syria through Muwaffaq al-Tarif
,
the
spiritual leader of the Druze community in Israel. Despite pushback from several sectors of the Syrian Druze community,
Tarif has thrown his weight behind Israel’s declared aim to “protect” the community
from the new regime in Damascus,
albeit without direct intervention
. Meanwhile, Syrian Druze figure Khaldoun al-Hijri appears to have met with unnamed “U.S. officials” in Washington, D.C.,
where he reportedly urged Israeli support for a nationwide armed rebellion against the new Syrian regime
. Khaldoun is a close associate (and relative) of Syrian Druze religious notable Hikmat al-Hijri, though the latter has asserted that Khaldoun does not represent him. Meanwhile, Israel has also sought to capitalize on the economic difficulties in majority-Druze Sweida Governorate,
offering development aid and work opportunities
for some of its Druze residents in the Israeli-occupied Golan Heights as part of a broader strategy to expand its influence.
Saudi Arabia fears that all this Israeli meddling in Syria could create a power vacuum
by which Israel would inadvertently allow Tehran to make its way back to Syria, a concern compounded by additional worries such as regional instability threatening Saudi influence and security.
Iran’s ability to rebuild its influence network in post-Assad Syria hinges in part on its economic reach, particularly when it comes to the
Captagon drug trade, previously a $10 billion industry
tied to Damascus, Hezbollah, and Tehran, which was upended by the Syrian regime’s collapse. New actors have emerged to fill the void, though several
Iran-linked networks persist
. Saudi Arabia is vigilantly monitoring
Iran’s efforts to leverage Iraq as a conduit for projecting its military and economic influence into Syria
. Of especial concern to Riyadh is Tehran-backed militias exploiting post-Assad instability to reroute drug trafficking from Syria to the Gulf through Iraq’s borders.
Recent events in Syria’s coastal region, such as the
ambush in March by Alawite insurgents
of elements of the new regime’s security services,
followed by the latter’s massacre of hundreds of Alawite civilians
, have further destabilized the country. An aggrieved and inflamed Alawite population may present Iran with opportunities to reinsert itself into the Syrian equation, which in turn would enhance its ability to shore up a battered Hezbollah in Lebanon through new or renewed supply lines. From the perspective of Israel, such revitalized Iranian influence in Syria would pose a significant security threat and could prompt it to launch a preemptive strike against Iranian-backed militia forces in the process of reconstituting themselves. This in turn would almost certainly lead to clashes and could risk broader regional instability, particularly if Hezbollah is involved.
Ultimately, the interventionist strategies of Türkiye, Israel, and Iran in Syria are wide-ranging and ambitious, spanning the military, political, economic, and demographic realms. Should Saudi Arabia fail to arrest or at least slow their progress, the role it has long attempted to maintain as a regional powerhouse and guardian of Arab interests would suffer a significant setback. For one thing, Türkiye, Israel, and Iran would be emboldened. And for another, Arab states, including Saudi Arabia’s immediate neighbors in the Gulf, might begin to bypass Riyadh and forge new regional alliances or act alone in pursuit of their goals. It is with such alarming scenarios in mind that Saudi Arabia is actively seeking to counterbalance Turkish, Israeli, and Iranian leverage in Syria.
How Saudi Arabia Is Confronting its Syria-Related Challenges
In the wake of Assad’s ouster, Saudi Arabia has pursued a multitrack approach toward shaping Syria’s political landscape. This involves a combination of diplomatic, economic, and security engagements aimed at supporting the new regime in Damascus and reintegrating it into the Arab world, blocking any attempted resumption of Iranian interference in Syrian affairs, and containing Israeli expansionism in Syrian territory. Additionally,
Saudi Arabia advocates the lifting of international sanctions on Syria
, viewing economic recovery as key to the country’s long-term stability.
There are two standout elements in Riyadh’s toolkit for achieving its goals. The first is, somewhat counterintuitively, cooperation with Türkiye, which exerts considerable sway in Syria through its network of proxies. The second is making use of Riyadh’s ties to the Arab tribes of the country’s multiethnic northeast. When it comes to frustrating Israel’s designs, Saudi Arabia has fewer options. It must rely on a program of economic largesse to bring sectors of Syria’s population to its side, and simultaneously pressure Israel through indirect political or diplomatic means.
Saudi-Turkish Cooperation
Türkiye’s rivalry with Saudi Arabia stems from the two countries’ divergent specific interests, but also their more general jockeying for a regional leadership position. Türkiye’s support for Islamist rebel factions, some of which are part of the new regime, and Ankara’s ambition to control or influence areas such as Idlib and Aleppo, are at variance with Saudi interests. However, despite the rivalry, there is an element of collaboration. For example, Türkiye is
a major supplier of arms
to Saudi Arabia, which is
seeking to close more such deals
, something that gives it economic leverage over Ankara.
More importantly, Saudi Arabia and Türkiye share the goal of reducing Iranian influence in Syria and across the region. In fact, Riyadh sees Ankara as a necessary partner in this effort, given Türkiye’s military presence in Syria and historical ties to Syrian opposition groups. Since Assad’s defeat, Saudi Arabia and Türkiye have
ramped up collaboration, taking it beyond intelligence-sharing
. The two countries are increasingly aligned on the matter of confronting security threats emanating from Iran’s desire to revive its influence in Syria, and aim to do this by pursuing broader influence over Syria’s transition.
There is also potential for cooperation in rebuilding Syria, for which Saudi financial investment could mesh with Turkish construction expertise. Saudi Arabia has announced that it will
provide assistance to Syria with “no ceiling,”
signaling an open-ended commitment to reconstruction and ensuring stability under the transitional government. Additionally,
Saudi Arabia is contributing to a $6.5 billion international pledge
of reconstruction aid for the transitional government. Meanwhile, Türkiye has deployed
engineering firms to Aleppo and Damascus
to assess infrastructure needs. The alignment between Saudi Arabia and Türkiye extends beyond economics,
as the two nations are negotiating a joint framework to influence Syria’s constitutional process
, aiming to sideline Iran’s lingering allies and bolster a Sunni-led governance model. This could evolve into a formal Saudi-Turkish axis in Syrian affairs, potentially reshaping power dynamics in the Levant.
Saudi Influence on Syrian Tribes
Saudi Arabia has long cultivated ties with northeastern Syria’s Arab tribes, such as the
Shammar
,
Baggara
,
Tayy
,
Albu Saray, Uqaydat
,
Anaza
,
Al-Dhafir
,
Bani Khalid
,
Al-Jabour
, and
Nu’aymi
, leveraging shared tribal lineage, historical trade routes, and financial support to align them with its interests. These tribes, which are prominent in the Deir ez-Zor, Hasakah, and Raqqa regions,
are key players in local power struggles
. The Saudi engagement with the tribes, which sharpened after 2014, when
Riyadh mobilized several of them against the Islamic State and the Assad regime,
has included providing them with
financial
and
logistical backing
.
Countering Iran’s role in the growing multinational campaign against the Islamic State would become a main Saudi goal, particularly when Tehran seemed poised to translate battlefield successes by its proxies in northern Iraq into greater control of northeastern Syria across the border. In 2017, when the Assad regime, the U.S.-led military coalition, and Iran-backed Iraqi militias were separately fighting the Islamic State in Syria and Iraq, Saudi involvement in the campaign
became apparent in areas such as Deir ez-Zor
; Riyadh supported tribal networks and opposition forces to disrupt both the Islamic State and Iranian influence.
In mid-2018, Saudi Arabia intensified its engagement with the SDF
pushing for greater Arab tribal involvement
within the Kurdish-led coalition. The aim was to weaken Iranian influence in eastern Syria, particularly in areas near the Iraqi border, such as Deir ez-Zor, while simultaneously leveraging the Kurdish issue as a strategic advantage against Türkiye. This included significant financial support from Saudi Arabia for the SDF, with
a $100 million investment
in late 2019 meant to stabilize and rebuild areas liberated from the Islamic State in eastern Syria, particularly in Raqqa and Deir ez-Zor. Direct diplomacy was a key component of the strategy, as evidenced by
a Saudi minister of state visiting SDF-controlled territories in Deir ez-Zor in late June 2019
, during which he urged Arab tribal leaders to help maintain stability under the governance of the SDF, and by the latter’s dispatching of a delegation to visit Saudi Arabia in November 2019.
Following Assad’s ouster, Saudi Arabia intensified its Syria-related diplomacy. This was highlighted as early as January 2025, when
Syria’s foreign minister visited Riyadh
. At the moment, no direct evidence confirms that Saudi Arabia has continued using its tribal connections to secure backing for the Syrian transition. However, Riyadh’s historical playbook suggests it could be quietly working to bolster the new government and further weaken Iran’s waning influence, drawing on its economic wealth as well as its links to Arab tribes.
Countering Israeli Stratagems
Israel’s continued attacks on military sites and its increased political meddling in Syria erode Saudi Arabia’s leadership role in the Arab world by making Riyadh look weak and ineffective. As such, Saudi Arabia has tried to pressure Israel through condemnation and diplomatic action. For instance, on December 10, 2024, the Saudi Foreign Ministry
condemned Israel’s seizure of a Syrian buffer zone
as a destabilizing act. Riyadh has said the same of Israeli airstrikes on Syria, labeling them
flagrant violations of international law
and accusing Israel of seeking to undermine Syria’s stability.
Additionally, Saudi Arabia has rallied the Gulf Cooperation Council (GCC) into a unified stance in support of Syria, as
confirmed by GCC Secretary-General Jasem Albudaiwi
, overcoming initial differences with Qatar, the UAE, and Oman.
1
This unified GCC position bolsters the legitimacy of Syria’s new regime and presents Israel with an Arab oppositional front. Furthermore, Saudi Arabia’s influential state-linked traditional media, such as Al Arabiya, has sought to shape Arab and international opinion against further Israeli expansion through
editorials
and
reports
. And
an array of state-aligned social media accounts
has supported the new Syrian regime against Israel by
denouncing Israeli airstrikes
. The platforms in question are shaping a pro-Syrian government narrative among the Arab public.
Collectively, these efforts reflect growing Saudi pushback against Israeli influence in post-Assad Syria. Riyadh’s main concern is that Israel’s military actions and political interference weaken the new caretaker government led by HTS. This risks fragmentation of the sort that could allow Iran to reassert control of parts of the country through its proxies. Hence the Saudi diplomatic push to rally international support for holding Israel accountable and compelling it to change its behavior.
Conclusion
Saudi Arabia has committed to supporting the emerging political dispensation in Syria. Riyadh is keen for the new regime to succeed on several fronts. It should govern effectively, prevent the resurgence of jihadist groups, block any return by Iran, refrain from allowing itself to fall completely under Türkiye’s sway, limit Israeli expansionism, and wean the country off the Captagon trade. To help Damascus achieve these goals, Saudi Arabia may increase direct economic support to Syria by investing in reconstruction projects and the like. Regionally, Riyadh will almost certainly continue with diplomatic initiatives that aim to normalize Damascus’ relations with Arab states. And internationally, Riyadh is lobbying for the lifting of sanctions on Damascus and the provision of aid.
What remains to be seen is whether all this will suffice to enhance the viability of a Syrian regime that not only faces domestic challenges to its legitimacy, but must also confront outside threats to its country’s sovereignty and territorial integrity. The success of Saudi Arabia’s initiatives will hinge in large part on the ability of the caretaker government to unify a fractured nation, an undertaking that will become all the more daunting should sectarian and ethnic tensions flare or if external powers exploit Syria’s vulnerabilities. Should Riyadh’s economic and diplomatic backing wane, or if regional rivals such as Iran outmaneuver Saudi Arabia, the new Syrian leadership might struggle to consolidate power. This would leave the country open to renewed instability and make it that much more difficult for Riyadh to regain influence at a later stage.
Syria Becomes a Front Line in Protecting Saudi Security | Carnegie Endowment for International Peace