اخر تحديث
الخميس-25/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ سوء المآل : بين لسان الحال ، ولسان المقال
سوء المآل : بين لسان الحال ، ولسان المقال
22.11.2017
عبدالله عيسى السلامة
( لسان حال بعض الأثرياء العرب ، في مواجهة الطاعون السَبَئي الزاحف إليهم ، الصانعِ منه والمصنوع !) : مصيبة بالرجال والعيال ، ودمار في الحال والمآل.. أهون من إنفاق شيء من المال..! / وعنّا لأمر أولي الأمر: ( وقِفوهم إنهم مسؤولون).
حين أثار ابن سبأ اليهودي (المعروف بابن السوداء) دهماءَ الناس ، في بعض أقاليم الدولة الإسلامية ، يحرّضهم ضدّ الخليفة الراشد عثمان بن عفّان ، وكتَب الرسائل المزيفة المتبادلة بين عثمان وولاته .. حتى هاجت الدهماء ضدّ عثمان ، وزحفت إلى بيته في المدينة المنوّرة ، وحاصرته ، وقتلت الخليفة المبشّر بالجنة ، ذا النورين ، زوج ابنتَي رسول الله ... ثم حين اخترع ابن السوداء ذاك ، مذهبَه السَبئي المعروف ، الذي ألّه فيه علياً ، كرّم الله وجهَه ، ونال جزاءه العادل ، مع الشرذمة التي اتبعته ، على يد علي نفسه .. لم يكن يخطر في باله ، أن دعوته الفاجرة تلك ، ستتردّد عبر الأجيال ، يتلقّفها جيل عن جيل ، حتى تتمخّض عن إمبراطورية ذات بأس وشوكة ، تسعى لاهثةً ، إلى التمدّد عبر أوصال الأمّة ، لتدخِل أبناءها في دين ابن سبأ ذاك ، مستغلّة الجهل والفقر ، ومقدّمة (الفقهَ السبَئيّ !) والمال الصفَوي ، وسطوة بعض الحكام ، الذين رضَعوا السبئية ، في بعض تجليّاتها الأشدّ سواداً وضلالاً !
1) وإذا كانت الثورة الإمبراطورية الحديثة ، هي آخر تجلّيات السَبئيّة الضالّة .. فإن من تجلّياتها التاريخية ، التي يحرص سبَئيّو العصر،على تذكيرنا بهابصفتها : (إشراقات!) نادرة ، في تاريخ الديانة السبئية الفذّة العجيبة ..من تجلّياتها تلك ، على مستوى الرموز والوقائع ، ما تختصره هذه الثورة الباهرة اليوم ، في ساحتين من ساحات نضالها الميمون ، هما ساحة العراق الأشمّ ، وساحة الشام المبارك ..! فهاتان الساحتان اليوم ، تختصران ـ لِمن لا يَعرف تاريخ السبئية ، ويحب أن يعرف شيئاً منه ـ ما يذهل الألباب ، من عبقرية السبئيّة وراضعي حليبها ، عبر أربعة عشر قرناً ! وحسبنا أن نشير، مجرّد إشارة ، إلى بعض الوقائع والرموز، ليَرجع إليها القارئ الكريم ، في مظانّها ، من كتب التاريخ القديم والحديث ، فضلاً عمّا يراه من التاريخ الحيّ المفتوح ، الذي يجري أمامه كل يوم ، بل كل ساعة ، ليرى كلّ فرد - حاكماً كان أم محكوماً - مصيره الباهر (الوشيك!) ، في المرآة السبئية ، المصقولة الناصعة :
*) أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي ، قاتل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ، وما يلقاه من تقديس ، عند أحفاد ابن سبأ ، في إيران اليوم !
*) المختار الثقفي وحركة التوّابين ( والتوّابون هم الذين خَدعوا الحسين ، وأخبروه بتأييدهم له ، وأغروه بالخروج على بني أمية ، ثم خذلوه ، وأسلموه لسيوف أعدائه! ثم أعلنوا توبتهم ، وندمهم على ما فعلوا ، وسنّوا لأنفسهم سنّةَ اللطم والضرب ، على الرؤوس والصدور، تعبيراً عن توبتهم تلك ..! وحملَ بعضهم السلاح ، مع أميرهم المختار الثقفي ، في مواجهة بني أمية ، وهزِموا ، وانتهت حركتهم المسلحة ، في ذلك الحين..!).
*) حمدان قرمط ، وحركة القرامطة( التي عاثت فساداً في البلاد ، في بعض مراحل ضعف الخلافة العباسية ) ، ثم قضي عليها بقوّة السلاح ، وانتهى خطرها ، ولم يبقَ منها ، سوى شراذم مبعثرة ، في أنحاء العالم الإسلامي.
*) الحَسن الصبّاح ، وحركة الحشّاشين ( وهي جماعة من الفُتاك الجهلة ، الذين انتقاهم الحسن الصبّاح ، وأغراهم بتعاطي الحشيش ، حتى إذا فقد أحدهم وعيَه ، نقله إلى حديقة غنّاء ، فيها أنهار وثمار من شتّى الأنواع ، وجَوارٍ حِسان ..! فإذا أفاق من غيبوبته وجد نفسه في هذه الجنة ..! وقيل له: هذه الجنة لك ، إذا قتلتَ فلاناً ـ خليفةً أو ملكاً أو أميراً.. ـ ، وإن قتِلتَ في هذه المهمّة ، عدت إلى هذه الجنّة ..! وهكذا مارسوا عمليات الاغتيال ، في طول البلاد وعرضها . وقد حاولوا محاولات عدّة ،أن يقتلوا صلاح الدين الأيوبي ، وكان الله ينجيه منهم في كل مرة. وقد أفسدوا في البلاد إفسادا عجيباً ، في مراحل عدّة من التاريخ الإسلامي ! وما يزال منهجهم في اغتيال الخصوم ، قائماً حتى اليوم ، وإن اختلفت الوسائل والأساليب والمغريات . وعمليات الاغتيال التي جرت في لبنان ، خلال ثلاثين سنة ، لرموز بارزة في الحياة اللبنانية، السياسية والثقافية ، وما تزال تجري حتى اليوم ، إنما تأتي ضمن هذا المنهج الصبّاحي الحشّاشي الفريد !
*) ابن العلقمي ، وتآمره مع هولاكو، الذي اجتاح بغداد ، وجعلها عبرةً من عبر التاريخ الإنساني ، على مرّ العصور..!
*) أبو سعيد الجَنابي ، وعصاباته التي اجتاحت مكّة المكرّمة ، وصنعت من جماجم الحجاج تلالاً ، وهدمت الكعبة المشرفة ، وسرقت الحجر الأسود ، وأخذته إلى البحرين ، وظلّ عندها بضعة وعشرين عاماً..!
هذا غيض من الفيض التاريخي للسبئيّة / وما كنا نحبّ ذكره ، لولا أن القوم يفخرون به، ويَعدّونه صفحات مشرقة في تاريخهم المجيد ، في مقارعة الظلم والجور والطغيان ، وفي ثورات التحرير السامية النبيلة!/. أمّا فيضها الحيّ المتدفق ، فهو صارخ ، شاخص أمام كل ذي عينين ، في العراق والشام ..! فالصانع منها ( اليهود في فلسطين..أحفاد ابن سبأ الأصليون ) يتلذّذ بذبح أطفال المسلمين ونسائهم ، كل ساعة ، على أرض فلسطين ..! والمصنوع ( السَبئية الصفَوية) يتلذّذ ، بثقب رؤوس المسلمين ، وصدورهم وعيونهم وعظامهم ، في أقبية العراق ( الديموقراطي المحرر!) .
2) المال والمآل : لقد دفعت دول الخليج عشرات ـ وربما مئات ـ المليارات ، لدعم صدام حسين ، في مواجهة المدّ السَبئي الصفَوي الزاحف ، في حرب استمرت ثماني سنوات ، كان الوقود البشري فيها جيشَ العراق وشعبَ العراق..! وكانت تسمّي العراق آنئذ ، البوّابة الشرقية للأمة العربية ..! هذه البوّابة ، التي إذا انكسرت تدفّق الموج الصفَوي التبشيري ، السياسي الإمبراطوري ، إلى سائر أنحاء المنطقة ، فأغرقها وابتلعها..! وحين انتهت الحرب بلا غالب ولا مغلوب ، وظلّ المدّ الصفَوي مكبّلاً متحفّزاً..واحتلّ صدام الكويت .. دفَعت دول االخليج ، مليارات جديدة أخرى، لإخراجه من الكويت ، بقيادة أمريكا .. ثم دفَعت مليارات أخرى ، لشراء أسلحة هائلة، تتصدّى بها لخطر صدام ، فيما لو فكّر بالاعتداء عليها ..! وظلّ محاصَراً ثلاثة عشرعاماً .. وظلّ المدّ الثوريّ الصفَويّ ، قابعاً يتربّص ، حتى أتمّ طابورُه العراقي الخامس ، مهمّته في تزيين احتلال العراق ، في عقل أمريكا وقلبها..! وجرّ هذا الطابور العراقي الصفَوي ، أمريكا ، مِن رسَنها ، لاحتلال العراق ، بتعاون قويّ من إيران ، يفخر به ساستها ، ويَمنّون به على أمريكا ، في كل مناسبة ..! وهنا أيضاً، أنفقت دول الخليج ، مضطرّةً ، المليارات ، لتشارك أمريكا ، سياسياً ولوجستياً ومالياً وأمنياً ، في احتلال العراق..! وانكسرت البوابة الشرقية ، واحتلّت إيران العراقَ، بطائرات أمريكا ، ودبّابات أمريكا ، ومارينز أمريكا..! وهيمنت السَبئية الصفَوية على العراق ، بشكل عجيب ، ودون أو توجِف عليه طهران ، هذه المرّة ، خيلاً ولا رِكاباً..! وبدأت تصفية السنّة في العراق ، بتوجيه سَبئي صفوي ، وتنفيذ أمريكي ! وتكفي إشارة واحدة ، من يدِ صفَوي ، لضابط أمريكي ، بأن ثمّة خليّة (إرهابية) في الرمادي ، أو الفلّوجة ، أو الموصل ، أو تلعفر .. حتى تغير طائرات أمريكا ، وتزحف دبّاباتها ، إلى المكان المشار إليه ، لتدمّره فوق رؤوس أهله ، أطفالاً ونساء وشيوخاً ..! فالعرس (تجمّع إرهابي!) والمأتَم (تآمر تخريبي!) وعابر السبيل (مشروع إرهابي!). ـ /أمّا إذا تأكّد الصفويون أن عابرالسبيل اسمه (عمَر) ، فإنهم يستأثرون به ، ليثقبوا رأسه بالمثقب الكهربائي ، ويَسملوا عينيه بأسياخ الحديد المحمّاة، ويَقرضوا لحمه بالمقاريض.. ثم يلقوه جثّة هامدة ، في نهر أو شارع أو فلاة! ثم ظهرت الأيدي السبئية الصفوية المتشابكة ، للعيان ـ بعد أن كانت تحرص على شيء من التكتّم ولو نسبياً ـ ظهرت أمام العالم كله ؛ إذ لم يعد لديها ما تخشاه ! بَرزت السلسلة الميمونة ، الممتدّة من إيران إلى لبنان ، مروراً بالعراق كله ، وبالشام كله ! وامتدّت الأصابع ، إلى اليمن وإلى مصر ، وإلى المغرب العربي كله !
لماذا !؟ هذا السؤال يطرحه كل من يخاف على دينه ودين أبنائه ، من الزحف السبئي الصفوي ، العارم المصمّم العنيد ..!
السذّج والبسطاء يصرخون : أين الرجال !؟ والعقلاء المطّلعون على حقائق الأمور يصرخون : أين المال!؟
ليوث العراق من سنّة وشيعة ـ غير صفويّة ـ وتركمان ، وكرد ، ـ غيرشوفينيّين ـ لا تنقصهم الشجاعة ، ولا العزيمة ، ولا العدد ، ولا الخبرة في القتال ، ولا الحماسة له، سواء أكان ذلك في مقارعة المحتلّين الغزاة ، أم في الدفاع عن أنفسهم وأهليهم وبيوتهم ، في مواجهة الميليشيات الصفوية ، التي تقتحم بيوتهم صباحَ مساءَ ، وتنتهك حرمات نسائهم ، وتختطف رجالهم إلى المقاصل والمَسالخ البشرية في الأقبية ..! كلا لا ينقصهم شيء من كل ما تقدّم ! ينقصهم شيء واحد فقط ، هو المال ! المال حصراً ! فبالمال يشترون السلاح ، وبه يطعمون أهليهم المضطهَدين الجياع ، وبه يطعمون الشباب الذين يحرسون المنازل والأحياء ، وبه يملكون بعض وسائل الإعلام ، التي تشرح قضيّتهم، وتبيّن مأساتهم للعالم ، وتكشف حقيقة ما يمارسه التحالف الغربي الصفوي ، ضدّهم ، من فظائع ، وما يجرّعهم إيّاه ، من ويلات ومرارات !
إن أيّة مقارنة ، بين ما يملكه هؤلاء الليوث المكبّلون المضطهَدون ، من قنوات فضائية في بلادهم ، وما يملكه الصفويون من هذه القنوات ، تظهِر بجلاء ، حقيقة الموقف ، لمن أراد التبصّر، وإدراك حقائق الأمور على الأرض ..! ويمكن القياس على هذا الأمر، في سائر الأمور! فأين المال!؟
لقد وقف هؤلاء الليوث ثماني سنوات ، أمام المدّ الصفوي الزاحف ، في حرب طاحنة، دون أن يحتلّ أحفاد ابن سبأ ، وابنِ العلقمي ، والجنابي ، وحمدان قرمط .. قريةً واحدة ، من بلادهم .. وذلك حين كانوا يقاتِلون ، تحت راية حكم طاغ مستبدّ ! أمّا اليوم فهم يقاتلون تحت راية عقيدتهم ، دفاعاً عنها ، وعن وطنهم ، وعن أعراضهم وكراماتهم ، وعمّن وراءهم من أبناء الأمة ، التي بدأ الطوفان يَمدّ سواقيَه وشلاّلاته ، في مدنها وقراها ، وقلوب نسائها وأطفالها ، وعقول كهولها وشبابها..! إن العراق ما يزال بوّابة للأمّة العربية .. لكنه اليوم بوّابة رجال ، رجال مؤمنين صابرين مجاهدين ، صدورُهم عارية، وظهورهم إلى الجدار! وهم بالمال قادرون ، بحول الله ، على كسر شوكة المدّ السبئي الصفوي الزاحف المدمّر! فأين المال !؟
أمّا البوّابة الشرقية الثانية ، فهي الشام ـ وربما ظنّ الصفويون أنها الأولى ؛ إذ يحسَبون أنهم هيمنوا بشكل تامّ على العراق ، وعاد إلى حظيرة إمبراطوريتهم (المعمَّمة!) ، بعد أن حرّرته سيوف سعد والمثنّى ، وخالد والقعقاع ، مِن ربقة الإمبراطورية (المتوّجة!) ، قبل أربعة عشر قرناً ـ !
لم يعد الزحف السبئي الصفوي اليوم ، إلى الشام وفي الشام ، خافياً على ذي بصر وبصيرة ؛ فقد امتدّت أذرعه الأخطبوطية ، في كل محافظة ومدينة وقرية ..!
عشرات الألوف من الإيرانيين ، حصلوا على جنسيات سورية ، ألوف منهم مجنّدون في حرس الثورة الإيراني ، وألوف منهم مبشّرون بالدين السبئي الصفوي ، وألوف منهم ينشرون الدعارة والمخدّرات ، بين أبناء الشعب السوري ، حول حسينيّاتهم ومَزاراتهم المقدسة ..!
ولقد صبّوا من الأموال ، على بناء المزارات والحسينيات ، والمعسكرات الخاصّة المحظورة على غيرهم ، وتشييدِ الأضرحة ، وشراء الفقراء والسذّج من شعب سورية، ما يعادل خزينة دولة ..! وهم مستمرّون في هذا كله ، دائبون عليه ، بحماية حليفهم صاحب الشعارات القومية ، والأمّةِ العربية الواحدة ، ذات الرسالة الخالدة ! ومَن أشار إلى هذا الطاعون ، مجرّد إشارة ، تلقّفته أجهزة (الصمود والتصدّي!) وزجّت به في سجن مظلم، لا يَرى فيه أحداً ، ولا يعرف أهله مصيرَه ! والأمثلة حيّة ، معروفة بالأسماء ، ومعروفة مدنها وقراها، لمن أراد الاطلاع ..! وماذا يحتاج شعب سورية ، الذي نَهكه الفقر، في دولة غنيّة هيمن عليها اللصوص ، والتهم خيراتِها الجراد ـ جراد السلطة المستبدّة وأزلامِها ، وانتهازييها حملة شعارات الصمود والتصدّي ، والممانعة والنضال الثوري ـ !؟
ماذا يحتاج شعب سورية ، لوقف هذا المدّ السرطاني ، الذي يوشك أن يأكل بلاده كما أكل العراق !؟ هل يحتاج من أشقّائه المهدّدين بانتقال السرطان إليهم ، رجالاً، أو خبراتٍ، أو حماسة ، أو شجاعة ، أو دراية علمية ، في مكافحة السرطانات : الفكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية..!؟ لا.. إنه لا يحتاج إلى شيء من ذلك كله.. إنه يحتاج إلى شيء واحد هو المال .. المال الذي يوظّفه ، توظيفاً سريعاً ومباشراً وإسعافياً ، في سدّ حاجات الفقراء ، الذين يساومهم مبشّرو المدّ الصفوي السرطاني ،على دينِهم .. دينِهم كلّه ، عقيدةً وشريعةً وخلقاً ..! كما يوظّف ـ أيْ : المال ـ توظيفاً سريعاً ومباشراً ، في الحصول على صوت خارجَ سورية ، يُسمَع داخلَها ، يخاطِب أبناءها ، ويبيّن لهم حقيقة السرطان ، الذي يتغلغل في عقولهم وقلوبهم ، ويوشك أن يقضي عليهم ، شعباً ووطناً ، لبصبح الشام مزرعة جديدة ، من مزارع الإمبراطورية السبئية الصفوية المتعملقة !
شعب سورية كله ، بسائر فئاته ومعارضاته ، لا يملك قناة فضائية مستقلة واحدة ، تشرح له ما هو فيه ، وما ينبغي عليه فعله .. سوى القناة التي سَرق صاحبها ثمنَها من قوت الشعب ، من بين المليارات التي سرقها ، حين كان ضمن جوقة الفراعنه داخل البلاد، وأخرجها معه ، حين خرج ، ليصنع منها إمبراطورية مالية وإعلامية ، ملء سمع العالم وبصره ! وهذه القناة تصبّ في الدائرة السبئية ذاتها ، برغم محاولات صاحبها ، جزّار سورية ، الظهورَ بمظهر الديموقراطي المصلح ، الساعي إلى نشر قِيَم الحقّ والعدل والحرية ، في بلاده الحبيبة ..!
إن شعب سورية وشعب العراق لا يحتاجان إلى المليارات ، ولا إلى أنصافها، أو أرباعها أو أعشارها.. ليدفعا عن نفسيهما ، وعن الأمّة جمعاء ، خطر المدّ السرطاني الزاحف ! إنهما يكفيهما معاً ، واحد في الألف ، من صفقة سلاح واحدة ، تشتريها دولة خليجية واحدة ، تحسّباً منها للخطر السرطاني الصفوي الزاحف !(ولابدّ من التذكير هنا ، بأن الجهاد بالمال هو أحد الجهادَين.. وأن الجهاد هنا ليس نافلة ، ولا حرباً بين أبناء الوطن الواحد سنّةً وشيعةً ـ فقد عاشوا قروناً طويلة ، متجاورين متآلفين في وطنهم ، دون أن يجري بينهم ماهو جار اليوم ـ .. بل هو واجب ، تمليه ضرورات الدفاع ، عن العقديدة والنفس ، والأهل والوطن! فالعدوّ هنا ليس أبناء البلاد من شيعة وغيرهم ، بل هو الزحف الصفوي الشرس ، الذي يتّخذ من ضبّاط استخباراته ، المتجنّسين بالجنسية العراقية، والممسكين بأزمّة السلطة في العراق ، رأس حربة ، للفتك بالمسلمين ، ويمدّهم بكل ما يحتاجون ، من مال وسلاح وخبرات ، ورجال ، و قرارات ..من طهران ، مباشرة !
إن خطر الصوت التبشيري ، السبئي الصفوي العقَدي ، يحتاج رجالاً مؤهلين لصدّه وقمعه... وهم موجودون ، بحمد الله ، وهم كثر..! إلاّ أنهم في الشام ، يحتاجون بعض المال ، لمجابهة الصوت ! وهم في العراق ، يحتاجون من المال ، ما يمكّنهم ، من مقارعة الموت والصوت ، معا ! فهل يعَدّ كثيراً على الشعبين الصابرَين ، المرابطَين في وجه الزحف الأسود ، أن يحلما بواحد في الألف ، من ثمن صفقة سلاح واحدة ، يشتريها أصحابها لدفع الخطر الأسود المشترك ، الذي يهدّد الجميع ، صباحَ مساءَ !؟
مجرّد سؤال! ( ولَتعلَمُنَّ نَبأه بَعدَ حِين ).