الرئيسة \  رؤية  \  سنة خامسة ثورة..الترويج لانتصارات الأسد المزعومة طريقتهم لتيئيس السوريين والفت في عضده

سنة خامسة ثورة..الترويج لانتصارات الأسد المزعومة طريقتهم لتيئيس السوريين والفت في عضده

09.02.2015
زهير سالم




الشعب السوري البطل ، الشعب السوري الثائر الجميل ، الشعب السوري صانع أعظم ثورة شعبية أجمعت قوى الأرض على حربها أو خذلانها؛ مدعو بقياداته الميدانية والسياسية وقواعده وجماهيره إلى التوقف عن الإصغاء إلى ما يكرره عن هذه الثورة ( الإعلام العالمي ) الذي ما زال منذ الأيام الأولى لهذه الثورة : مشترطا عليها ، متشككا فيها ، منحازا ضدها ، متسامحا مع عدوها ، حادبا عليه ، مغطيا على جرائمه وجرائره وجناياته ..
( الإعلام العالمي ) الذي لا يغيب عن مسلم ولا عن عربي خطامه بيد من . ولا يغيب عن مسلم ولا عن عربي من يدير ماكينته ، ومن يشرف على تحديد أهدافه و رسم سياساته ، ويوظف معطياته ، ويضخم في صغائر الأحداث عندما يريد ، ويطمس معالمها ما لم تخدم مآرب القائمين عليه ، فتكون قرية مثل معلولا أو عين العرب أكبر من سورية ، وتكون طائفة بعديد خمسة آلاف إنسان أكبر في ميزان الحقيقة المهنية من عشرين مليون إنسان ؛ هذا الإعلام الذي يتحالف على إدارته وتوظيفه في مواجهة الثورة السورية الأبالسة العنصريون الصهاينة والامبرياليون والرافضة الصفويون من أعداء الإسلام والإنسان ، أعداء العدل في شخص رمزه عمر ، وأعداء الحرية في شخص من سبق إلى الاحتجاج على خانقيها بالقول : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا .
الثورة السورية المنتصرة الجميلة والثوار السوريون الأبطال الأحرار الأباة كل أولئك مدعوون اليوم كموقف استراتيجي ضروري إلى التوقف عن الإصغاء وعن الاستماع ولا نقول عن السماع لقصائد الهجاء ينظمها فيهم أعداؤهم الأشرار على اختلاف المقاصد وتضارب المصالح وتعدد المآرب...
ولو تأمل السوريون ، الذين انخرط العديد منهم ، على غير إيمان في كربلائيات جلد الذات ، وتكرار الاتهامات ؛ لو تأملوا حملات التشكيك والتهوين والاتهامات التي قيلت فيهم وفي ثورتهم منذ اليوم الأول للثورة ، منذ خرج الطفل الشهيد السعيد حمزة الخطيب ، أو الطفلة هاجر الشرعي أو الشيخ البَر أحمد الصياصنة ، أو منذ أن انطلق أول صوت لهم من باب مسجد فكان كالقارعة تنزل على رؤوس أقوام ظنوا أنهم قد بالغوا في إحكام الوثاق ، وأن هذا الشعب مع كل الخوانق والمقعدات ، قد ذل حتى لا يُرجى ولا يُخاف ؛ لعلموا أن كل ما قيل ويقال وحيك ويحاك هو جزء من المؤامرة التاريخية الكبرى منذ أن انهزمت على ثرى الشام الطهور الحملات ، وتحطمت على شطآنه مراكب الأوهام ...
لقد وقعت هذه الثورة المباركة على رؤوس ( الشركاء المتشاكسين ) وقوع القارعة والصاخة والطامة .. وهاهم منذ أربع سنوات يتلجلجون في حبالها تلجلج السمك أخرجته شبكة الصياد من ماء ؛ فلا يدرون كيف يقولون ، ولا كيف يفعلون ، وقد ألجمتهم صيحة الحق ، وأفحمتهم بطولات الفرسان..
لقد بهرهم نور هذه الثورة ، وعظمة وبطولات هؤلاء الثوار ، فما زالوا يتناوبون على هجوها وسلبها والتشكيك فيها ، والمكر بها ، والكيد لها والإجلاب عليها وبذل الجهود الشريرة المتضافرة لقطع الطريق على مشروعها ، والالتفاف عليها ، وتوظيف كل الأدوات الرخيصة للفت والحت والشق والتمزيق والتحويل والتيئيس والإقناع للعودة بهذا الشعب البطل أسيرا تحت النير ، حيث البسطار والسوط والذلة والأذى ...
اقتربوا أيها السوريون قليلا من تقارير يزعم أصحابها أنهم استراتيجيون وسياسيون ومحللون وصناع قرار ، ويزعمون أيضا أنهم مراقبون محايدون وإعلاميون مهنيون ، تابعوا تقاريرهم ليس على محطات مثل الإخبارية السورية ولا على قناة الميادين وقناة العالم والمنار ولا على روسية اليوم وأخواتها ، تابعوا تقاريرهم على ضفتي الأطلسي، تابعوا تقاريرهم المكتوبة والمبثوثة التي تدفع على صناعتها وفبركتها وإيقاد شعلة باطلها الملايين...
كل هذه التقارير تكتب لخداعكم أنتم أيها السوريون العظام الأبطال... كل الكلم المزخرف المموه الكاذب يكرر عليكم عند الصباح وعند المساء يقول لكم : لا أمل لكم ، ليس أمامكم إلا الخضوع والانكسار ، التطرف والإرهاب ينخر بنيانكم ، وبشار الأسد ينتصر في كل يوم عليكم !!! بشار الأسد الرئيس والحمل الوديع ينتصر ... والإرهاب يذبح ، والإرهاب يشبّح ، والإرهاب يحرق .. لا أمل لكم أيها السوريون بنصر ، وليس أمامكم إلا الانكسار .. إلا الحل السياسي بمفهوم ( القسمة الضيزى مع القاتل المجرم السفاح ) .
ليلا نهارا يقولون لكم : احذروا على مؤسسات دولتكم ، ويكررونها زورا ( دولتكم ") وهم الأعلم أنها لم تكن دولة ولم تكن يوما مضافة إلينا ، حافظوا على مؤسسات دولتكم أي على هؤلاء الذين خانوكم على مدى سبعة عقود ، امتصوا دماءكم ثم في معارك الشرف الكبرى ثم خذلوكم و عندما جد الجد تحالفوا عليكم وقتلوكم ..
 ليلا ونهار يخادعونكم ( حافظوا على مؤسسات دولتكم ...) أي حافظوا على هذه المسالخ البشرية التي تسلخ جلودكم ، والتي تهدر فيها آدميتكم ، وتهان بشريتكم ، وتنتهك أعراضكم ، وتذوّب أجسادكم ، ويقتل فيها رجالكم ونساؤكم وكباركم وصغاركم من أجهزة الرعب والخوف التي تسمى زورا وبهتانا أجهزة الأمن ( مؤسسات دولتكم !!!! ) ...
 أيها السوريون جميعا تعالوا قبل الإصغاء إلى ما يزعمه مدبجو التقارير الدولية المزخرفة عن ( انتصارات بشار الأسد ) نراجع خلال أسبوع مضى وضع بشار الأسد على الأرض ؛ قفوا على وضعه العملياتي في حوران الأبية ، أو القلمون العصية ، أو في الشمال في جبل الأربعين أو في إدلب الخضراء في الحامدية ووادي الضيف أو في حندرات والمياسات في الشهباء المحمية وعودوا بنا إلى أحياء دمشق حيث أكدت التقارير أن أسرة بشار الأسد باتت ليليتين خوفا وذعرا تحت الأرض في الملاجئ ..
ومقابل كل انتصاراتكم انتصارات ثورتكم يقف العالم المتوحش أجمع وراء بشار الأسد الذي ما يزال يصعد بغاراته الجوية وبراميله المتفجرة ليقتل المزيد من رجالكم ونسائكم وشيوخكم وأطفالكم م وهذا هو الشاهد الوحيد على ما يحققه الأسد من انتصارات يختبئ وراءها عالم متوحش أو متحضر ، لم يعد في معاجم اللغة كبير فرق ، ليشوه ثورة ويكسر إرادة ثوار فهل نسمح له أن يفعل ؟!
أيها السوريون جميعا :
(( وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ))
 
لندن : 19 / ربيع الآخر / 1436
8 / 2 / 2015
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk