الرئيسة \  رؤية  \  سنة خامسة ثورة .. دي ميستورا يشرب قهوته والمجرم بشار يقصف مئات الصواريخ والبراميل على دوما والغوطة

سنة خامسة ثورة .. دي ميستورا يشرب قهوته والمجرم بشار يقصف مئات الصواريخ والبراميل على دوما والغوطة

14.02.2015
زهير سالم




باختصار مكثف يتولى السيد دي ميستورا مهمته الأممية بعد سلفيه ( كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي ) في التغطية على الجريمة الكبرى التي تستمر فصولها منذ أربع سنوات على الأرض السورية . المجتمع الدولي ، متمثلا في الخمس الكبار ، ومجلس الأمن ، والسيد بان كيمون كل هؤلاء يريدون أن يختبئوا تحت إبط السيد دي ميستورا ليثبّتوا في سجل التاريخ الدبلوماسي أنهم كانوا يفعلون شيئا ما لوقف الجريمة في سورية ، مقدرين أن ما يقوم به السيد دي ميستورا يكفي للوفاء بهذا الادعاء ...
دي ميستورا الذي أعلن منذ أول يوم تولى فيه مهمته في شهر 7/2014 أنه لا يملك خطة للحل في سورية ، وأن كل الذي يملكه هو مجرد خطة ( لتخفيف المعاناة ) ، ما زال منذ ثمانية أشهر يخفق غدوا ورواحا بلا طائل متخوضا بدما أطفال سورية ومدنييها ..
في زيارته الأخيرة منذ يومين إلى دمشق استقبل بشار الأسد السيد دي ميستورا بتصعيد غير مسبوق في القصف على دوما والغوطة . اقترانا بتوقيت الزيارة التي تم تأجيلها من موعدها الأول في شهر 1 / 2015 قصفت عصابات بشار الأسد المدن والبلدات السورية بأربع مائة وخمسين صاروخا ، وأكثر من مائتي برميل غبي . و كان حظ غوطة دمشق المصاقبة لفندق السيد دي ميستورا مئتين وثلاثين صاروخا ، ومائة وعشرة براميل ...
لا نظن أن دبلوماسيا دوليا عريقا مثل السيد دي ميستورا يحتاج إلى من يشرح له مغزى التصعيد الأسدي إغراقا في التحدي والاستخفاف بالمزيد من القتل والتدمير , وهو الذي يزعم أن جوهر مبادرته يقوم على التخفيف من المعاناة والتقليل من معدل القتل ..
إن أي إحساس بالكرامة الإنسانية أو السياسية كانت جديرة أن تجعل السيد دي ميستورا أكثر إصغاء لتقرير المنظمة المدنية الدولية ( أطباء بلا حدود) التي تحدث أطباؤها عن قصف على مدن الغوطة يتصاعد منذ عشرة أيام أي استعدادا لاستقبال السيد دي ميستورا. والذين تحدثوا عن عجز طبي مخيف تجعل المنظمة غير قادرة على القيام بواجباتها ، أو استقبال أعداد الإصابات ، والمرضى الذين يقصدون مراكزها ، أو اختراق الحصار على الأدوية المفروض عليها ، أو استهداف مباشر للمستشفيات وللطواقم الطبية واستشهاد بعض أفرادها .
 لو استمع السيد دي ميستورا أو من أرسله من منظمات المجتمع الدولي إلى استغاثة أحد أطباء المنظمة وهو ينادي إن ( الوضع الصحي في غوطة دمشق تجاوز كل الخطوط الحمراء ) .
وعلى مدى خمسة أيام من استمرار أعمال القصف المقترنة بزيارة السيد دي ميستورا بلغ عدد شهداء من الغوطة الذين اغتالتهم عصابات الأسد بطيرانه وصواريخه وبراميله أكثر من مائتي إنسان ...
ندرك من خلال الحملات الإعلامية التمهيدية التي أعلن عنها جلاوزة بشار الأسد من إيران والعراق ولبنان أن مخططا ( لمحو مدن الغوطة عن الخارطة ) قد وضع موضع التنفيذ . وقد صرح بذلك سفير أسدي سابق مهددا بأن وقت الحساب قد حان مستقوياً بالوحدات الإيرانية التي وصلت إلى ساحة الصراع على سبيل الدعم أو لتطوير الهجوم كما يقولون .
الحقائق عن المواقف السياسية الدولية مؤلمة للشعب السوري ، ولكن لا يجوز أن تكون محبطة . إن الانتصارات التي تحققها وحدات الجيش الحر على الأرض السورية تستحق الإشادة وتدفع إلى الاعتزاز . ولا تحتاج هذه الانتصارات إلا إلى التنسيق والتحرك تحت قيادة مركزية واحدة لتنهي المعركة بحسم ونصر عسكريين رغم كل ما يدعون .
لا مكان للحديث عن إدانة لحرب الإبادة تشن على غوطة دمشق وعلى مدينة دوما بشكل خاص . لن يغير من الحقيقة شيئا أن نكرر عبارات الشجب والاستنكار ،ولن يجدينا شيئا أن نناشد من اكتشفنا أنهم أعداؤنا ، ولا يحل لنا أن نربط مشروعنا بمشروعهم .
فلقد حصحص الحق ، وأسفر الصبح لذي عينين ، ولم يعد أمام القوى الثورية إلا أن تعزم وتتوكل ، آخذة بالاعتبار معطيات واقع استراتيجي دولي وإقليمي لم يعد يجدي نفعا تجميله أو الادعاء به .
سنة ونصف و بشار الأسد يحاصر غوطة دمشق ، يحاصر قطرة الحليب ، ورغيف الخبز ، وحفنة الأرز . ثم يجد الأبله الغبي قناة فضائية حاقدة وشريرة تكرر جوابه الغبي في إنكار هذا الحصار ( كيف يستطيعون إدخال السلاح ولا يستطيعون إدخال الغذاء ...) وينسى الأبله الغبي والقناة الشريرة المتحالفة معه أن السلاح يحتاجه المسلحون وأن قطرة الحليب ورغيف الخبز تنتظره شفتا الطفل الصغير ومعدة الشيخ الكبير ...
هذا لو كان في هذا العالم بشر يسمعون أو يبصرون
لندن : 22 / ربيع الآخر / 1436
11 / 2 / 2015
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk