الرئيسة \  رؤية  \  سنة خامسة ثورة : انتصارات الثورة السورية لماذا تغيب عن تحليل المحللين وتعليق المعلقين !؟

سنة خامسة ثورة : انتصارات الثورة السورية لماذا تغيب عن تحليل المحللين وتعليق المعلقين !؟

22.02.2015
زهير سالم




شهدت الساحة السورية خلال الأسبوعين المنصرمين تصعيدا غير مسبوق في العمليات العسكرية التي انتشرت على الأرض السورية من الجنوب إلى الوسط إلى الشمال . هذا التصعيد الذي تولت مبادراته في المواقع المتعددة العصابات المتعددة الجنسيات المحتلة لسورية ، حيث تواترت الأنباء أن قوات الحرس الثوري الإيراني بتركيبتها المتعددة وقوات حسن نصر الله المحتلة هي التي أخذت على عاتقها أمر هذا التصعيد تخطيطا وتنفيذا . أي أن المعارك قادتها وخاضتها القوات المتميزة الداعمة لبشار الأسد والمعتدة بقوتها وشجاعة مقاتليها ، كما يزهو علينا في كل مرة قاسم سليماني وحسن نصر الله...
وقد رافقت عمليات التصعيد هذه على المستوى السياسي زيارة دي ميستورا إلى دمشق أولا وعرضه تقريره ( المتواطئ عليه) على مجلس الأمن ثانيا ، حيث أراد المخططون والمنفذون أن يوحوا للعال أجمع أن المجرم القاتل منتصر ، وأنه يعرض قبوله للهدنة في حلب من موقع القوي المتفضل ، وليس من موقع المهزوم المنكسر . يرتبط كل هذا بمحاولة مريبة من السيد دي ميستورا لإحراج الثوار السوريين وإظهارهم بمظهر المتعنت الرافض للحل السياسي الذاهب في طريق القتل والهدم .
لقد ظل الإعلام العالمي الموجه منذ عام تقريبا يعمل كنوع من رمي التمهيد كما يقولون في علم التكتيك العسكري على إقناع السوريين أولا والرأي العام العربي والعالمي أن نصر الثورة في سورية مستحيل ، وأنه لا بد من حل سياسي يفرض على الشعب السوري يكون قتلة هذا الشعب جزء منه ...
 بدأت عملية التصعيد المشار إليها بالمعركة الكبرى في الجنوب حيث صرحت مصادر مقربة من القيادة العسكرية السورية – حسب وكالة آكي الإيطالية – أن قادة الحرس الثوري الإيراني هم الذين خططوا وقادوا هذه المعركة ، وهم الذين حددوا الكثافة النارية وحشدوا أكثر من ثلاث مائة راجمة صواريخ وعشرات الدبات ومئات الجنود الطائفيين الإيرانيين واللبنانيين الحزبللاوين . وكما ذكرت المصادر العسكرية فقد كانت المعركة في الجنوب أعنف تغطية نارية شهدتها الأرض السورية منذ انطلاق هذه الثورة المباركة ,,,,
أسفرت المعركة عن نصر مؤزر لقادة الجيش الحر والثورة السورية وعن أكثر من مائة هالك خلال عشرة أيام منهم الكثير من الإيرانيين . حيث أكد شهود عيان أن طائرات إيرانية انطلقت من مطار بيروت تحمل جثامين الهلكى الإيرانيين . وأن برادات المستشفيات السورية والحزبلاوية تحتوي جثث العشرات من جنود حزب الله الذين يتم تسليمهم إلى أهليهم على دفعات خوفا من انتفاضة ناقمة ضد سياسات الحزب في حارة حريك حيث ينتمي أكثرهم ..
وفي الوقت نفسه عندما كانت طائرات القتل تستهدف أهالي دوما بالبراميل المتفجرة في حرب إبادة مكشوفة ، سكت عنها العالم استطاع الثوار أن يردوا بالقصف الحي على العديد من مواقع بشار الأسد في دمشق . مما يثبت أن معاقل بشار الأسد أصبحت في متناول يد الثوار .
على محور ثالث أقدمت العصابات المتحالفة الإيرانية الحزبللاوية الأسدية على شن هجمات مباغتة على محاور متعددة في الشمال السوري في الريف الحلبي ، بغية فك حصار وفرض آخر ، وإيجاد واقع عملياتي جديد حول مدينة حلب وطرق امداد الثوار قبيل الدخول في الهدنة الديمستورية المزعومة . وعلى الرغم من التقدم الأولي الذي حققه هذا الهجوم ، إلا أن روح الفداء ، ومبادرات التنسيق والتعاون التي سبق إليها الثوار ، مع إعلان النفير العام ، في حلب وما حولها ؛ قلب الأمور على المحتلين والقتلة المارقين فما أسرع ما تحول نصرهم إلى هزيمة ، وتقدمهم إلى اندحار . ورغم الجرائم والمجازر المروعة التي ارتكبها الطائفيون من أتباع الولي الفقيه وجنود حسن نصر الله ضد المدنيين السوريين ، ورغم ارتفاع حصيلة الشهداء الأبرار الذين دافعوا عن عرض وعن أرض فقد أسفرت المعركة عن استعادة كل المناطق التي تم احتلالها وعن سقوط أكثر من مائتين وعشرين هالكا من جنود العصابات الإيرانية الباكستانية الأفغانية الحزبللاوية مع عشرات الأسرى من العصابات متعددة الجنسيات ...
وعلى محور ثالث للتطورات اللافتة لانتصار الثورة السورية قيام وحدات من قوات هذه الثورة بقصف مواقع عصابات الأسد في اللاذقية كرد على استرسال هذه العصابات في قصف المدنيين ...
لعل الملاحظة التي لا تقل أهمية والتي يصر الإعلام العالمي الموجه على تجاهلها هي إقدام أهالي مدينة صلخد الأحرار على مهاجمة شعبة التجنيد ، وإطلاق سراح بعض المواطنين الذين أوقفوا فيها برسم الخدمة الإلزامية كموقف وطني من أهالي المدينة لرفض الانخراط في معركة الأسد الجريمة ....
كل تلك الانتصارات الاستراتيجية والتطورات المهمة لم تشكل مادة للقراءة لدى متابعي الإعلام العالمي الموجه ، الذين ما زالوا يصرون على تكرار الحديث عن استحالة انتصار الثورة وثوارها ...!!!
والأعجب من كل ذلك أن أصبح الكشف عن وجود العصابات الأجنبية المنظمة التي تحركها وتوجهها وتمولها دول وعصابات على الأرض السورية من المسكوت عنه رغم أنف القانون الدولي مثلها مثل البراميل المتفجرة التي ما زالت أداة القتل المفضلة لدى بشار الأسد والمشرعنة بالصمت الدولي ، ومثل غاز الكلور القاتل الذي ساوته الشرعية الدولية زورا بغاز السارين ....
أيها السوريون هذا نصركم قريب منكم وهو في متناول أيديكم فاحذروا أحاديث المشككين والمثبطين والمتآمرين ...
حلنا السياسي هو الذي نصنعه بانتصارنا وليس الذي يفرضه علينا شركاء القتلة المستبدين الفاسدين ...وليظل شعارنا مرفوعا : نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ . 
لندن : 2 / جمادى الأولى / 1436
21 / 2 / 2015
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk