الرئيسة \  رؤية  \  سنة خامسة ثورة .. ( تاعس ) يحاول إعادة تجميل الوحش فسحقا له وتعسا ثم تعسا

سنة خامسة ثورة .. ( تاعس ) يحاول إعادة تجميل الوحش فسحقا له وتعسا ثم تعسا

11.02.2015
زهير سالم




أما ( تاعس ) فهو اللقب الذي نقترحه لبؤساء الإنسانية من رجال السياسة المنفصلة عن الأخلاق ، وأصحاب الكلمة الخبيثة ( اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار ) يحاولون ترجيبها وتمكينها وتسويقها وتردادها بخبث ولؤم وشر وكيد ...
و ( تاعس ) الشر واللؤم والحقد والكراهية والبغضاء والعنصرية هؤلاء ليسوا بنيانا واحدا ، بل هم شراذم وزعانف وإن كانوا دولا وكتلا وتحالفات وقوى .. ليسوا بنيانا واحدا تجمعه غاية ، أو تخفق على رأسه راية ؛ غير راية الكراهية للإنسان وحب العدوان على الشعوب ، وتشويهها للاستبداد بها واستعبادها واستنزاف خيراتها وإراقة دماء رجالها ونسائها شيوخها وأطفالها ..
(تاعس) هؤلاء هم الذين أبادوا ملايين الناس من سكان العالم الجديد في الأمريكيتين وفي استراليا ، سبقوا منذ قرون إلى قتل ملايين البشر الأحرار الأبرياء وتفننوا في قتلهم وتعذيبهم ومطاردتهم ، صنعوا الأهرامات من جماجمهم ، ولبسوا القبعات من فروات رؤوسهم ، و( تاعس ) هؤلاء هم الذين خطفوا أبناء أفريقية الأحرار من مدنهم وبلداتهم وقراهم ، اختطفوهم رجالا ونساء وأطفالا ليستعبدوهم ويسخرّوهم في مآربهم ، وساموهم أشكالا من المهانة والإذلال والعذاب .
 و ( تاعس ) هؤلاء هم ركبوا كاهل أهل الصين في حرب خفية سلاحها الأفيون ، لا الإحراق ولا الإغراق وإنما الإتلاف بالسم البطيء يباد فيه الملايين من الناس . وهم الذين جعلوا زعيما هنديا مسالما مثل غاندي يمشي حافيا وراء معزاه . وهم الذين سجنوا لعقود الزعيم الأفريقي مانديلا لأنه طالب بالاعتراف بإنسانية شعبه ، كما يفعلون مع شعب سورية اليوم قتل وسجن وتشريد . ( تاعس ) هؤلاء هم الذين انتزعوا شعب فلسطين من أرضه ليسكنوها لمستعمرين مستثمرين باسمهم يستعمرون ولحسابهم يستثمرون . ( تاعس ) هؤلاء هم الذين يصمتون اليوم على إحراق شعب ( الروهينغا ) شعب كامل برجاله ونسائه وأطفاله فريق يحرقون وفريق يتفرجون ويصفقون . تاعس هؤلاء هم الذين يدعمون أدواتهم في نيجيريا ليصنعوا مزارع من الجماجم ، وفي أفريقية الوسطى ليقطعوا الأعناق ويبقروا البطون ...
( تاعس ) التاريخ هو تاعس الحاضر ، تاعس هؤلاء بكل فصائلهم وشعبهم وطبقاتهم و بعد أربع سنوات من الصمت على قتل السوريين بكل وسائل القتل وأدواته ...
 ومنها القتل صبرا لا ضربا بسيف ، ولا نحرا بخنجر وإنما بالتصبير على الجوع والعطش والمرض والأذى حيث يريدون هم وليس من يعيدون تجميله اليوم ( للموت أن يأتي بطيئا ) بطئيا بطئيا ، أن يدب دبيبا .. لأنه هكذا يكون أشبع لغرائزهم وأروى لساديتهم ، وأشفى لحقد صدورهم التي لا تزيد على الأيام إلا احتقانا ..
 ( تاعس) هؤلاء وما زالوا يغطون على جرائم القتل يرتكبها وكيلهم في سورية ؛ القتل ذبحا ، والقتل رميا بالرصاص ، والقتل قصفا بالطائرات والبراميل ، والقتل خنقا ، والقتل حرقا ، والقتل ردما ..ولا يكادون يعترضون أو يحتجون ..
(تاعس) هؤلاء الذين ما زالوا على مدى أربعة أعوام يجاحدون شعبا في حقه في العيش الحر الكريم ، وما زالوا يكيدون ويتآمرون ويناورون رافضين الاعتراف بآدمية السوريين ، وبإنسانية السوريين ، وبحق السوريين في العيش الكريم . السوريون الذين كانوا على مر تاريخ معدن حضارة الإنسان ، وكانت أرضهم مغدى أنبياء الله ومراحهم ، فما يزال التواعس من أراذل البشر يتآمرون عليهم ، ويستزلونهم عن حقوقهم وعن قرارهم ، يفتلونهم بالذروة والغارب ويقعدون لهم كل مرصد عن أيمانهم وعن شمائلهم .
( تاعس ) هؤلاء الذين لم يتوقفوا يوما عن تشويه ثورة السوريين الإنسانية الوطنية الجميلة ، واتهام رجالها ونسائها وأطفالها ، تشهد على تاعس بكل شعبها وفصائلها تصريحاتهم وتقاريرهم ومنابرهم التي تتكشف عليها يوما بعد يوم خبيئة نفوسهم وسوء طواياهم ..
لم يفجأنا اليوم منبر تاعس هؤلاء وهو يحاول إعادة تجميل الوحش ، الذي عرفه شعبنا وكشفه وفضحه ، لم يفجأنا منبر تاعس وهو يردد على الأسماع أكاذيبه وافتراءته ...
ألا سحقا لتاعس وتعسا ثم تعسا ... 
لندن 22 / ربيع الآخر / 1436
11 / 2 / 2015
----------------
*مدير مركز الشرق العربي
للاتصال بمدير المركز
00447792232826
zuhair@asharqalarabi.org.uk