الرئيسة \  مشاركات  \  ستة سنوات والعالم باسره يحارب طموحات الشعب السوري..

ستة سنوات والعالم باسره يحارب طموحات الشعب السوري..

18.03.2017
حسان القطب

بقلم مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات.. حسان القطب
انتفض الشعب السوري قبل ستة سنوات على جلاده وديكتاتوره، لاسباب كثيرة لا تخفى على احد..؟؟ ونحن في لبنان اكثر من يعرف ويدرك ظلم هذا النظام وممارساته القمعية وحجم اجرامه.. تماماً كما يعرفها وعاشها الشعب السوري..؟؟
عندما اشرفت الثورة السورية على الانتصار، وبعد ان اقترب نظام الطاغية من الانهيار، تدخلت ايران وميليشياتها الطائفية التكفيرية، لتحرف الثورة عن مسارها ولتجعل من الصراع مع الطاغية معركة طوائف ومذاهب..؟؟
وعندما انهزمت ايران وميليشياتها، تدخلت روسيا باسطولها الجوي والبحري، وبتفويض دولي مطلق يسمح لها بقتل وتشريد وتهجير الشعب السوري، وتدمير مدنه وقراه وبنيته التحتية ومؤسساته الخدماتية..؟؟ ولتستولي على ممتلكاته لاقامة معسكرات ومطارات ومرافيء..وتثبيت وجود عسكري دائم..في قواعد عسكرية لحماية مصالحها في شرق البحر المتوسط..؟؟
وعندما ادركت روسيا ان معركتها في سوريا طويلة وان مصيرها سيكون مشابه لما جرى في افغانستان.. تفاهمت مع تركيا على التعاون واقتسام النفوذ ووقف دعم الثورة السورية وضبط سلوكها وادائها، ودفعها لخوض مفاوضات عقيمة شكلية، سواء في آستانة او في جنيف.. مما يعطي الوقت للميليشيات المحتلة لقضم المزيد من الارض وتهجير ما تبقى من الشعب السوري الصامد في مدنه وقراه..!!
بما ان امن اسرائيل يشكل اولوية للولايات المتحدة والدول الغربية..؟؟ اندفعت الان الولايات المتحدة لتجد لها موطيء قدم ثابت على الاراضي السورية داعمةً للإنفصاليين الاكراد، وبذريعة التضامن مع روسيا وتركيا، تحت عنوان ضرب الارهاب ومنع تمدد المتطرفين.. ؟؟.. ما اثبتته الثورة السورية خلال السنوات الست الماضية، وما كشفه الصمود الاسطوري للشعب السوري طوال هذه السنوات الصعبة والمريرة والدامية .. والتضحيات الهائلة غير المسبوقة في تاريخ الامم التي قدمها الشعب السوري في مسيرة ثورته..!! وفي مواجهاته مع ادوات السلطة والجيوش والميليشيات الاجنبية المحتلة.. يمكن تقديمها على الشكل التالي:
-          ان التدخل الدولي في سوريا ليس هدفه دعم الاسد كما يظن ويروج البعض وهو الذي لن يبقى في السلطة مستقبلاً.... بل ان الهدف بالتأكيد هو منع شعب سوريا من رسم وتخطيط مستقبله والحصول على حريته...؟؟ بعد ان فشل الاسد ومن معه في الحفاظ على السلطة والسيطرة على الشعب السوري..؟؟ برعاية دولية..؟؟
-          ان التدخل الدولي المتعدد الانتماءات والثقافات والرؤى والتوجهات والمختلف في انظمة حكمة بالشكل والمضمون..من نظام ديني الهي في ايران، الى ديمقراطي في الولايات المتحدة واوروبا، الى ديكتاتوري بغلاف ديمقراطي في روسيا.. ونظام تركي يتلمس مساراً دستورياً جديداً لن يكون بعيداً عن النموذج الروسي في المستقبل القريب.. ؟؟ هذه الدول ذات الانظمة رغم تباينها واختلاف طبيعة انظمتها وتناقض مصالحها واهدافها، الا انها مجمعة على اعلان العداء للشعب السوري والعمل المشترك لمنعه من تحقيق طموحاته ..؟؟؟ فجميعها تمعن فيه قصفاً وقتلاً وتشريداً وتهجيراً..؟؟ تحت شعار مواجهة الارهاب ومنع تمدد الارهابيين، وكان ما يقومون به ليس قتلاً وارهاباً...؟؟
-          ان حجم العدوان على الشعب السوري وتعدد جهاته كما ادواته يؤكد ان روح الاستعمار لا زالت موجودة لا زالت لدى الدول العظمى..وان فكرة الهيمنة والسيطرة واستغلال الموارد واستغلال شعار حماية الاقليات في منطقة الشرق الاوسط لتبرير التدخل الدولي لا زالت هي الاستراتيجية الحاكمة والمهيمنة منذ قرنين من الزمن..؟؟
-          إن البعض من مجتمعاتنا مستعد للتعاون كما لطلب الدعم الخارجي ضد ابناء شعبه ..مهما كان دموياً للحفاظ على السلطة وممارسة الديكتاتورية في ابشع صورها واوجهها..؟؟
-          إن بعض الدول ومنها ايران وتركيا مستعدة لتكون جزءاً من أي منظومة دولية طالما انها تقدم لها دوراً اقليمياً وحضوراً سياسياً وامنياً في دول الجوار..ولو على حساب هذه الشعوب ومستقبلها.. ضاربين بعرض الحائط كافة الشعارات والقيم التي يرفعونها..؟؟
-          ان معركة سوريا كشفت أكذوبة محور المقاومة وشعار تحرير فلسطين والمسجد الاقصى التي روجت له ايران طوال عقود واكدت بسياساتها وممارساتها ان مصلحة ايران القومية فوق كل اعتبار حتى لو تطلب هذا استخدام كافة الحلفاء والاتباع في المنطقة لتنفيذ طموحاتها التوسعية .. تحت شعار ديني مذهبي..
-          لقد كشفت تضحيات الثورة السورية ان شعارات الوحدة الاسلامية كانت لتغطية مرحلة، وشعاراً تكتيكياً مؤقتاً، وليس استراتيجية حقيقية...؟؟
-          تبين ان الدعم التركي للثورة السورية لم يكن الا مرحلياً.. تركيا التي هي جزء من حلف الناتو..؟؟ نجدها في تفاهم وتعاون كامل مع روسيا التي امعنت في الشعب السوري قتلاً وتشريداً.. واستقبال النازحين السوريين في تركيا لا يبرر كما لا يعتبر صك براءة لما يقوم به اردوغان من التفافات وتفاهمات على حساب الشعب السوري وثورته..؟؟
إن ثمن الحرية باهظ، والخروج من سلطة الديكتاتوريات ليس سهلاً ولكن لن يكون مستحيلاً، والتضحيات التي قدمها الشعب السوري كشفت عقم الشعارات وكذب السياسات والوعود..
وان دماء الابرياء التي سالت وما تزال كانت وسيلة او مبرر او عذر لارتكاب المزيد من سفك الدماء والقتل، على يد دول المجتمع الدولي الذي فقد الحس الانساني امام مصالحه..
وان عداء ايران ومن معها لهذه الامة تاريخي لا يمكن تجاهله ولا يمكن ان يتوقف الا بالانتصار على هذا المشروع وادواته...
لهذه الاسباب العالم باسره يحارب طموحات الشعب السوري ولا يزال امام الشعب السوري مسيرة طويلة من المعاناة لتحقيق خلاصة والانتصار على جلاديه.. في الداخل والخارج..؟؟