الرئيسة \  واحة اللقاء  \  سباق على الشرق السوري

سباق على الشرق السوري

19.09.2017
يونس السيد


الخليج
الاثنين 18/9/2017
كل المؤشرات تذهب في اتجاه اندلاع حرب جديدة بين قوات النظام و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في سياق السباق المحموم للسيطرة على الشرق السوري، ما لم تسارع واشنطن وموسكو إلى منع اندلاع هذه الحرب.
بوادر تلك الحرب المحتملة كانت ظاهرة للعيان منذ أشهر، لكنها كانت تبدو مؤجلة، على الأقل، إلى ما بعد الانتهاء من "داعش" في آخر معاقله الرئيسية في الرقة ودير الزور، غير أن التطورات الميدانية المتسارعة ووصول قوات النظام وحلفائه إلى دير الزور وفك الحصار عن مطارها العسكري وبعض أحيائها التي كانت خاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي، بالترافق مع فتح قوات سوريا الديمقراطية جبهة جديدة في شمال المدينة، فرضت وقائع جديدة تدفع نحو تسريع المواجهة بين الجانبين.
لطالما شكّل نهر الفرات "خطاً أحمر" بالنسبة للأطراف المتحاربة، فقد كان شرطاً لوقف التدخل التركي في الشمال السوري مشفوعاً بمطلب عودة القوات الكردية في الغرب إلى الجانب الشرقي من النهر، وها هو اليوم يرتسم "خط أحمر" أمام عبور قوات النظام إلى ضفته الشرقية وسط تحذيرات وتهديدات متبادلة من كلا الطرفين. فقد اعتبرت "سوريا الديمقراطية"، عبر رئيس المجلس العسكري في دير الزور، أن كل قرية تابعة للضفة الشرقية لنهر الفرات، وصولاً إلى الحدود العراقية - السورية هدف لها، وحذرت قوات النظام من عبور النهر، مشيرة إلى أن ثلاثة كيلومترات باتت تفصلها عن قوات النظام. وبالمقابل، أكد النظام أنه سيقاتل أي قوة، بما في ذلك قوات تدعمها الولايات المتحدة، من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد.
موسكو، من جانبها، أكدت عبر وزارة خارجيتها، أن قوات النظام نجحت بالفعل في العبور إلى الضفة الشرقية لنهر الفرات، مشيرة إلى أن هذه القوات ستواصل طرد "داعش" من المناطق الشرقية للبلاد. والسؤال الآن هل سيؤدي تقدّم الجانبين إلى صدام حتمي بينهما؟ لم يعد من الجائز تجنّب مثل هذا الاحتمال، إذ من الواضح أن النظام يسعى لعرقلة خطط "سوريا الديمقراطية" في توسيع الكانتون الكردي، بضم محافظتي الرقة ودير الزور ليشمل الحدود مع العراق، حيث تسعى واشنطن لمنع إقامة طريق أو تواصل يربط طهران ببغداد ودمشق وصولاً إلى جنوبي لبنان، فيما يسابق النظام لتحقيق الهدف ذاته معكوساً بفتح هذا الطريق والسيطرة على كامل الحدود مع العراق، ما يجعل من المواجهة المحتملة رهن التطورات الميدانية وقدرة موسكو وواشنطن على لجم حلفائهما والتوصل إلى صيغة مرحلية ترضي كل الإطراف وتؤجل المواجهة الشاملة إلى حين.