اخر تحديث
الجمعة-26/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ زَندَقة عصرية مُتغوّلة .. ولا مَهديّ لها !
زَندَقة عصرية مُتغوّلة .. ولا مَهديّ لها !
14.11.2019
عبدالله عيسى السلامة
تعريفات للزَندقة .. ونظرات متنوّعة ، حولها ، لبعض الباحثين !
الزندقة ، أو الهرطقة : عبارة عن مصطلح عامّ ، يُطلق على حالات عديدة، يُعتقد أنها أُطلقت تاريخياً ،أوّل مرّة ، من قبل المسلمين ، لوصف أتباع الديانات المانَوية ، أو الوثنية ، والدجّالين ومدّعي النبوّة ، والذين يعتقدون ، بوجود قوّتين أزليتين ، في العالم ، وهما: النور والظلام ! ولكنّ المصطلح ، بدأ يُطلق ، تدريجياً ، على الملحدين ، وأصحاب البدَع ! ويُطلقه بعضُهم ، على كلّ مَن يحيا ، حياة المجون ، من الشعراء والكتّاب! واستعمل البعض تسمية: زنديق ، لكلّ مَن خالف مبادئ الإسلام الأساسية !
يُعدّ ظهورُ حركة الزندقة ، في الإسلام ، من الموضوعات الغامضة ، التي لم يسلّط عليها اهتمام يُذكر ، من قبل المؤرّخين ؛ بالرغم من قِدَم الحركة ، التي ترجع إلى زمن العبّاسيين ! هناك كتب تاريخية ، تتحدّث بصورة سطحية ، عن أشهر الزنادقة ، والمحاربة الشديدة ، التي تعرّضوا لها ، في زمن خلافة ، محمد المهدي ، العبّاسي . و من الجليّ ، للمتتبّع ، لتاريخ تلك الحقبة الزمنية ، ان الزندقه اصبحت تهمه ، يُرمى بها ، أحياناً ، أيّ مخالف للاراء السائدة ، في زمانه ، دون النظر ، حتى إلى جوهر الرأي . يعتقد البعض ، أن الأصل في كلمة: زنديق ، أنها كلمة فارسية ، تعني إبطان الكفر والإلحاد ! وعليه ؛ فإن البعض يُعرّف الزندقة ، بالشخص الذي يعتقد الكفر، ويُظهره ، كلّما سنحت له الفرصة ، ولكن ، إذا اكتُشف أمرُه ، فانه لا يمانع ، أن ينكر إلحاده ! وهو ، بهذا ، يختلف عن المنافق ، الذي هو - حسب تعريف المسلمين - شخص يستر كفره ، في باطنه ، بينه وبين نفسه . وهناك ، عند البعض، تقارب ، بين الزنديق والمنافق ؛ فيعرّف البعض ، الزنديقَ ، تعريفاً مشابهاً لتعريف المنافق، ومنهم ، ابن تيمية ، الذي قام بتعريف الزنديق ، بأنه "المنافق، الذي يظهر الإسلام ، ويبطن الكفر"! ويعرف البعض الآخر، الزندقة ، كصفة فارسية ، معناها متتبّع الزند ، أيْ: الشروح القديمة للأفستا ، وهو كتاب زرادشت مؤسّس الديانة الزرادشتية !
كبار الزنادقة :
استناداً ، إلى كتاب الفهرست ، لابن النديم ؛ فإن من أنواع الزنادقة، طائفة المانويين ، الذين كانوا يؤمنون بالمانوية ، إيمانا صادقاً .. وطائفة المتكلّمين ، ويُقصد بهم ، المشكّكون ، الذين كانوا يخوضون المناقشات الدينية ، ومنهم: صالح بن عبد القدّوس، وأبو عيسى الورّاق، ونعمان ابن أبي العوجا .. وطائفة من الأدباء ، ومنهم : بشّار بن برد.
ولبشار بن برد قصيدة مشهورة ، يجعل فيها تعريف الزندقة ، قريباً من الزرادشتية ، يقول فيها:
إبليسُ أفضلُ من أبيكم آدمٍ فتبيّنوا ، يا معشرَ الفُجّارِ
النارُ عُنصرُهُ ، وآدمُ طينة والطينُ لا يَسمو سُموّ النارِ
كان الزنادقة - استناداً إلى كتاب : تاريخ الإلحاد في الإسلام ، لعبد الرحمن بدوى - يوجدون في أماكن عدّة ، مثل : بغداد وحلب ومكّة ، والبصرة والكوفة! وكان أشهر مايوجّه اليهم من التهم، ترك الفرائض الإسلامية ، مثل : الصوم والصلاة والحجّ .. مع ادّعائهم ؛ بانهم يستطيعون ، ان يكتبوا نصوصاً ، أحسنَ من القرآن !
***
كان ذلك ، بخصوص زنادقة الأمس ..
فمَن ، لزنادقة اليوم ، من : بعض الحكّام ، وأعوانهم ، ومفتيهم ، ومفكّريهم ، وإعلامييهم ، وكتّابهم ؟
بعض الحكّام يحكمون ، بغير ما أنزل الله ، ويتظاهرون بالإيمان، ويصلّون في المناسبات، مع المسلمين ، وهم أكفرُ من الشياطين !
والمَلأ المحيط بهم ، من كبار أعوانهم ، يتظاهرون بالإيمان ، ويؤدّون بعض الشعائر، وهم يكيدون ، للإسلام وأهله ، بأساليب ، يعجز عنها ، وعن أمثالها ، أعداء الأمّة !
والكتّاب ، والمفكّرون ، والمنظّرون .. الذين يتظاهرون ، بالاستقلال الفكري ، يتفاخرون بالزندقة ، ومعاداة أحكام الدين وشعائره ، ويَعدّون فعلهم ، من التحضّر والتمدّن والتقدّم.. ويصفون الإسلام ، بأنه : دين التخلّف والانغلاق والجهل .. وأنه سبب مآسي الأمّة ! وليس معلوماً، عن أيّة أمّة يتحدّثون: هل يقصدون الأمّة العربية ، وأكثريتها الساحقة ، تعتنق الإسلام؟ أم لهم أمّة خاصّة ، اسمها : أمّة الزنادقة !؟
وإذا كان المهدي العبّاسي ، رأسُ الدولة ، بالأمس ، طارَدَ الزنادقة ، وقمعَ شرّهم ، فمن يتصدّى لزنادقة اليوم ، إذا كان الحاكم ، نفسه ، متزندقاً ؟ وهل ينطبق ، على هذا الحاكم ، بيت الشعر، المتداوَل ، على ألسنة العامّة :
إذا كان رَبُّ البيت ، بالطبلِ ضارباً فشِيمَةُ أهل البيت ، كلّهم ، الرقصُ؟