الرئيسة \  واحة اللقاء  \  زيارة وزراء حزب الله إلى سورية جريمة

زيارة وزراء حزب الله إلى سورية جريمة

16.08.2017
جيري ماهر


الوطن السعودية
الثلاثاء 15/8/2017
كثر الحديث مؤخرا عن نية وزراء من حزب الله في الحكومة اللبنانية زيارة سورية، رغم رفض رئيس الحكومة سعد الحريري هذه الزيارة، وكلامه الواضح عن أن من يريد القيام بها فسيذهب بصفته الشخصية وليس بصفته وزيرا في الحكومة.
الكلام الكثير عن هذه الزيارة استفز شريحة واسعة من اللبنانيين الذين رفضوا إعادة تطبيع العلاقات مع نظام قتل عشرات الآلاف من شعبه، وشرد مئات الآلاف، وقبل كل ذلك لم يقصر في قتل وتهجير وتشريد واعتقال لبنانيين مناهضين له إبان الاحتلال السوري للبنان، إضافة إلى تنفيذه عشرات عمليات الاغتيال لسياسيين وصحفيين ورجال أمن وجيش، ولم يكن آخرهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
لماذا تعدّ زيارة سورية في عهد بشار الأسد خيانة عظمة؟
النظام السوري متورط في قتل عشرات السياسيين اللبنانيين، وتسبب في قتل واعتقال عشرات العناصر والضباط من الجيش اللبناني، بل واعتقل مئات اللبنانيين ولم يُعرف عنهم شيء منذ اعتقالهم وسجنهم في سجونه. أيضا متورط في جريمة العصر، وهي اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.
فالنظام السوري متورط في مد حزب الله بالسلاح الذي استخدم لقتل اللبنانيين في 7 مايو 2008، وتسهيل تجارته في المخدرات.
النظام السوري يلتف على النظام في لبنان، وبينه وبين حزب الله اتفاق على تصدير منتجات لبنانية من خضروات وفواكه عبر معابر خاصة، ليستفيد الحزب من أرباحها لتمويل نشاطاته الإرهابية.
كما سهل هذا النظام خروج شاكر العبسي الذي نفذ عمليات إرهابية ضد الجيش اللبناني في نهر البارد، وقتل وجرح عشرات الجنود، وتسبب في تهجير عشرات آلاف الفلسطينيين من المخيم، وتدميره بشكل كامل، وقتل مئات الفلسطينيين في لبنان خلال وجوده، وشارك في مذبحة تل الزعتر، وأطلق يومها أكثر من 55000 قذيفة على المخيم بعد حصاره وقطع الماء والكهرباء عنه، إذ طالب أهل المخيم بسبب حصار حافظ الأسد له بفتوى تبيح لهم أكل جثث الشهداء كي لا يموتوا جوعا.
كذلك أيضا سهّل هذا النظام وصول الإرهابيين إلى العراق منذ 2003، وتنفيذ عمليات انتحارية استهدفت السنّة والشيعة والقوات الأميركية انطلاقا من سورية، بشهادة واعتراف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي تقدم بشكوى إلى الأمم المتحدة بذلك.
هذا النظام قتل وهجّر مئات آلاف السوريين منذ 2011، وأسهم في تأجيج الخلاف الطائفي بين السنّة والعلويين في سورية، والسنّة والشيعة في المنطقة، ليبقى الأسد على رأس الحكم. فالنظام السوري نهب واستولى على مقدرات لبنان منذ عام 1975 وحتى 2005، خصوصا في المطار والمرفأ والجمارك.
بعد كل ما سردناه من وقائع تدين النظام السوري بمجازر استهدفت اللبنانيين والعرب، نعدّ كل وزير لبناني يزور سورية إرهابيا ومجرما ومتواطئا مع النظام في جرائمه التي لم توفر حتى بيئة وجمهور حزب الله خلال وجود النظام في لبنان، وسيكون مثل هذه الزيارات عاملا إضافيا لفرض عقوبات وحصار اقتصادي وسياسي على لبنان وحكومته التي تجتهد لإصلاح الخلل الكبير الذي تسببت فيه مشاركة حزب الله في الحرب السورية، وتطاوله على دول الخليج العربي، وهي أكبر داعم للبنان على المستوى الاقتصادي والسياسي، إضافة إلى تحريضه على النظام في البحرين، ومشاركته في دعم وتدريب وتأسيس خلية حزب الله في الكويت، والتي تعرف باسم خلية العبدلي.
إن قيام وزراء حزب الله بزيارة إلى سورية ستفتح الباب -كما قال النائب في البرلمان اللبناني عقاب صقر- لاستقبال قيادات في المعارضة السورية في بيروت من نواب ووزراء وحتى رئيس الحكومة، وحتى فتح مكتب تمثيل لهم في العاصمة اللبنانية بيروت، فهل حزب الله مستعد لمثل هذه الخطوة التصعيدية والتي ستكون لها تبعات خطيرة على علاقة الحزب بالنظام السوري، وعلاقة الحزب بالمكونات السياسية اللبنانية؟
إن جنون وتهور حزب الله يُظهر يوما بعد يوم كيف أن هذا الحزب لا يسعى بأي شكل إلى الحفاظ على مصلحة الشعب اللبناني وعلاقاته الحساسة مؤخرا بالدول العربية والمجتمع الدولي الذي يسعى إلى فرض عقوبات اقتصادية تطال الحزب وحلفاءه في لبنان، والتي قد تضر بالاقتصاد اللبناني بشكل عام.
إلى حزب الله الإرهابي نقول اليوم: إنكم تحفرون قبوركم بأيديكم، وتقرّبون نهايتكم أكثر فأكثر بهذه التصرفات الطائشة التي ستسهم بتشكيل تحالف دولي مهمته بعد "داعش" هو القضاء على طغيانكم وسلاحكم الإرهابي الذي استخدمتموه في قتل الشعب السوري، وتهديد الشعب اللبناني وأمنه، عبر مغامراتكم الخبيثة باستهداف إسرائيل وفتح أبواب الحرب على لبنان في 2006، واستخدام هذا السلاح في الداخل اللبناني في 2008، وفي سورية 2011.