الرئيسة \  مواقف  \  رسالة مفتوحة في الذكرى الخامسة عشرة للاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق

رسالة مفتوحة في الذكرى الخامسة عشرة للاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق

11.04.2018
هيئة علماء المسلمين في العراق



وجهت الأمانة العامة في هيئة علماء المسلمين، رسالة مفتوحة إلى أبناء الشعب العراقي، بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لاحتلال العراق، وفيما يأتي نص الرسالة:
رسالة مفتوحة في الذكرى الخامسة عشرة للاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق
أيها العراقيون الأماجد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمر اليوم علينا الذكرى الخامسة عشرة للاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق في عام (2003م)؛ وما يزال مشروع الاحتلال السياسي سائرًا في نهجه وغيّه، وممعنًا كل الإمعان في تدمير البلاد والعباد بلا هوادة؛ وتكاد آثاره الكارثية تجتث كل مقومات الحياة في العراق، على مختلف الميادين وعلى كل المستويات، من: الدولة ومؤسساتها إلى حياة الإنسان والخدمات الضرورية اللازمة لعيشه.
إن التكرار الممل لمراحل المشروع السياسي بأشكالها وتوصيفاتها المختلفة على مدى السنوات الكالحة الماضية؛ يؤكد صواب رؤية القوى المناهضة للاحتلال وعمليته السياسية، في توصيف المشكلة ووصف علاجها المناسب منذ البداية، وأن هذا التكرار وإعادة التجارب الفاشلة؛ يعملان على زيادة عجلة التدهور والفساد وترسيخ الطائفية المقيتة التي هي أسوأ ما سنّه الاحتلال وعمل على إحلاله وترسيخه بين العراقيين، ولن ينفعا إلا في إعطاء المنتفعين والطارئين والناهبين مزيدًا من الوقت؛ والتمكين للسياسيين الذين جاء بهم الاحتلال أو صنعهم على عينه؛ لضمان استمرار طغمة حاكمة متسلطة على حساب شعب معدوم مشرّد، على الرغم من أن ركائز العملية السياسية من محاصة طائفية وعرقية وتوافقات سياسية؛ قد أثبتت التجربة العملية على مدى عقد ونصف فشلها وعدم جدواها في العراق، وهذا كله يفسر موقفنا الرافض لها ولجميع مخرجاتها، ويبرهن صواب تمسكنا برؤيتنا للحل الشامل الكامل.
وعليه فإن كل من قدم طائفته على الحق، فهو مشارك في مشروع الاحتلال، وعليه وزر من نتائج ما حل بالعراقيين من فساد وظلم وضياع أمن وانتشار للفقر والجهل والمرض، وقتل وتهجير وتنكيل وانتهاك حقوق وسرقة للمال العام وتضييع للثروات والمقدرات.
أيها العراقيون المصابرون
ها هو عام طويل وصعب ومأساوي ينقضي على العراق وشعبه وهو بين كبوة وأخرى وصدمة وأخرى؛ جعلت البلاد والعباد في مهب الريح، ومكنت لكل من يريد شرًا بالعراق أن يفعل ما يشاء، وأعادت رسم الاصطفافات السياسية الجديدة وفق قوانين اللعب السياسي بمقدرات العراق والعراقيين، وعلى حساب الشعب ومصالحه، في لعبة جديدة قديمة، وممقوتة وسمجة إلى حد بعيد، فقد تسلط على رقاب العراقيين من جاهر بظلمه وفساده، وكانت السلطة مرتعا لكل ذي عاهة وصاحب حاجة وطالب مغنم.
وهكذا يستمر الخراب الذي مرّ على العراق وشعبه منذ (١٥) عامًا، وتستمر معه هذه السنين العجاف التي أكلت من الأعمار أغلاها ومن السعادة أجملها، في ظل المعاناة التي يعيشها العراق بسبب الغزو والاحتلالين الأمريكي والإيراني، وسياستهما الخطيرة والمميتة.
إن مرحلة جديدة من عمر العراق تتشكل على الرغم من أنف السياسيين، ويرسمها الشعب بسبب يأسه من مجيء خير عن طريق ركائز العملية السياسية المتآكلة والمتهالكة؛ هي الأمل في اكتمال أضلاع الجسد الواحد ليتنفس الحرية والوطنية والعيش الكريم في ظل عراق واحد آمن مستقر، بعد معاناة عظيمة شابَ فيها الأطفال قبل الكبار. ومن معالم هذه المرحلة المباركة القادمة –بإذن الله-؛ انتشار تباشير الوعي بحقيقة ما يجري في العراق في أوساط العراقيين بمختلف توجهاتهم وتعدد مستوياتهم وتنوع مشاربهم؛ وبما يؤسس لقواعد متينة يمكن البناء عليها لعملية تغيير شاملة تنتفض على الواقع السياسي الموجود اليوم وتلفظه بكل تفاصيله، وتعمل على صناعة فكر جماهيري شعبي حيّ ينهض بالعراقيين جميعًا من كبوة هذه المرحلة السوداء في تاريخ العراق الحديث.
أيها الشعب الصابر الأبيّ
الخير كل الخير معقود  في نواصيكم ووعيكم ونبذكم للطائفية وألاعيب السياسيين وخداعهم المستمر، فقد حان وقت العمل ورص الصفوف ووحدة الكلمة والوقوف بوجه الباطل ورفضه، والتعويل على الله وحده، بعيدًا عن التدخلات الخارجية أيًا كان مصدرها، والله معنا ولن يترنا أعمالنا.
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))، [آل عمران: 200].
الأمانة العامة
23/رجب/1439هـ
9/4/2018م