الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  رسالة سوري إلى العيد

رسالة سوري إلى العيد

13.09.2017
يحيى حاج يحيى




كل عام وأنت بخير ، ونرجو أن تعذرنا لأننا لا نجد بين أنقاض بيوتنا ومدارسنا ومساجدنا ومستشفياتنا مكاناً نستقبلك فيه !؟
عزيزنا العيد :
إذا كنت تحمل لنا لحم الأضاحي ، فإننا نقدم كل يوم ضحايا ، فاعذرنا عن قبولها ؛ فإننا لا نجد لها مساغاً في حلوقنا ! وربنا عز وجل جعل الأضاحي فداء لإسماعيل ( وفديناه بذبح عظيم )
أما نحن في الشام المبارك كأن ربنا جل جلاله جعل ضحايانا فداء لأمة ، ودفاعاً عن دين !
وإذا كنت أحضرت ثياب الفرح لأطفالنا ، فإنهم لم يعودوا يذكرون شيئا معروفاً بهذا الاسم !؟ فإن جراحاتهم تحتاج إلى لفائف قطن ، وقماش طبي !؟
وإذا كنت ستُذكرنا بصلة الرحم ، والتواصل مع الأهل والأقارب ، فسنعطيك أسماءهم ، ونكون شاكرين إن استطعت أن تعرف عناوينهم ، وكان بمقدورك أن تجمع أقل عدد منهم !؟
وإذا كنت تحمل طاقات الريحان لنا ، لنضعها على قبور أحبابنا ، فسنضعها في كل شارع وسوق ومدرسة وتقاطع طرق ، ونرجو ألّا تسألنا عن أسماء مٓن نضع ريحانك على قبورهم فكلهم أهلنا وأحبابنا ، فما من قرية ولا بلدة ولا شارع ولا مزرعة إلا ثوى فيها شهيد !
عزيزنا العيد :
لا تتعجل بالمجيء إلينا فهناك عند كل منعطف ، وفي مدخل كل حي وقرية ومدينة حواجز تستوقفك !؟ حتى لو كنت من أهل القرية والحارة !؟
نرجو المعذرة إن كنت لم تجد لدينا مظاهر الفرح والزينة والبهجة ، فقد اكتفينا بالتكبير والتهليل ؛ لأننا نجد في ذلك سلوى لجراحنا ، وترويحا عن أحزاننا ،وانشراحاً في صدورنا ! وحسبنا الله ونعم الوكيل !
ولنا رجاء أن تحمل إلى العرب والمسلمين بطاقات تهنئة ، كتبتها أنامل أراملنا بدماء أطفالنا :
{ إذا كان موتنا سيكون حياة لكم ، فمرحباً بالموت على أن نظل واقفين - ونحن كذلك - وكأن الشاعر العربي كان يقصدنا حين قال :
فإن أكلوا لحمي وفرْتُ لحومٓهم - وإن هدموا مجدي بنيتُ لهم مجداً !
والمجد  لشامنا الجريح المصابر المجاهد ، والعار لمن يخذل أخاه وهو قادر على نصره !؟