الرئيسة \  قطوف وتأملات  \  رسالة إلى أم الشهيد

رسالة إلى أم الشهيد

17.08.2019
يحيى حاج يحيى




لست أدري ماذا أكتب إليكِ ؟ مُعزّيا أم مهنئا ؟ فإن كنت معزيا ففَقْدُ الولد ليس أمرا سهلا ! فلتدمعِ العين ، و ليحزنِ القلب ، فإنها رحمة أودعها الله في قلوب عباده !
و قد دمعت عينا نبينا - صلى الله عليه و سلم - لِفَقْد الولد !
و إن كنتُ مهنئا فلأن الشهيد يشفع في سبعين من أهله !
و لكِ في الخنساء و أسماء و غيرهن أسوة حسنة
فلله درُّكُنّ يا نساء سورية و أمهات الشهداء و زوجاتهم ما أصبرَكنّ على بلاء ، و أقواكُنّ على مصيبة ! أعَدْتُنّ إلى الأذهان سيرة صحابيات المصطفى صلى الله عليه و سلم ، فقد جاءت امرأة من بني دينار بعد غزوة أحد ، أصيب زوجها و أخوها و أبوها ، فلما أخبروها باستشهادهم ، قالت : فما فعل رسول الله ؟ قالوا : خيراً ، هو بحمد الله كما تحبين .
فطلبت أن تراه ، فلما رأته سالماً ، قالت : كل مصيبة بعدك جَلَل ( صغيرة ) ؟!!
أيتها الأخوات زوجات و أمهات الشهداء : الإسلام بخير ! و كل شيء بعده هيّن ، فها هي ذي شمسه أشرقت على الشام بعد اغتراب ، فأضاءت القلوب ، و جددت الهمم ، و رسولنا صلى الله عليه و سلم يُبشّرُكُنّ فَبَشّرْنَ غيرَكن فقد طلب من أم سعد ذلك فقال : أبشري ، و بَشّرِي أهلهم أن قتلاهم ترافقوا في الجنة جميعا ، و قد شفعوا في أهلهم جميعا !
قالت : رضينا يا رسول الله ، و مَنْ يبكي عليهم بعد هذا ؟
فقال : اللهم أَذهِبْ حزنَهم ، و اجبُرْ مصيبتَهم ، و أَحسِنْ الخَلَفَ على مَنْ خُلّفُوا ...