رسائل طائرة 4-12-2023

رسائل طائرة 4-12-2023

زهير سالم*
خيفة القالة.. وخيفة أصحاب الصوت المرتفع,,
كم انتفش الباطل، وزغرد! واستحكم فحكم! وقضى دعاة الباطل لبانتهم، وساد الجهال فأوردوا أمهتم، ومَن حولهم الموارد!!
خمسون سنة عشناها كلما أراد حكيم أن يكشف عورة الباطل وعواره وهشاشته وبطلانه، تساءل : وكيف إذا قيل؟؟ فأمسك..
قالوا يا رسول الله دعنا نضرب عنق هذا المنافق، عن الذي قال (لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ) !! قال صلى الله عليه وسلم: بل نصبر!! كيف إذا قال الناس إن محمدا يقتل أصحابه!!
قد صبرنا يا رسول الله وأحذنا بالصبر أزواجنا وأبناءنا وبناتنا واليوم نأخذ به أحفادنا...
جهالهم سادوا... صمتا .. صمتا .. أيها العلماء الحكماء ..
=======================
كان الدكتور حسن هويدي رحمه الله تعالى بيننا، طبيبا فقهيا عاقلا حكيما مكيثا، وسياسيا بعيد الغور، عالي النظر..
كان يجدني قلت القول ونحن في مجلس واحد، فنخرج من المجلس فيشد على يدي، ويؤيدني ويشجعني؛ فأقول له متحببا: يا دكتور لو خرج هذا الكلام منكم لكان أقوى وأبلغ وأبقى أثرا..فيرد عليّ: بجملة مكرورة "يهتكون عرضي"!!
=======================
راجعني أخ كريم في علاقتي بالدكتور حسن هويدي رحمه الله تعالى فكتبت له:
رحم الله الدكتور حسن، أوينا إلى ظله، وأصبنا من فضله، ونهلنا من علمه، ووجدنا السكينة بجواره..
قال لي: كأنك قلتَ أنك كنت الأجرأ والأصرح..
فقلت تبا لعين زعمت أنها تعلو على حاجيها..
إنما أردت أن أقول: كان الأحكم والأرصن والأبعد نظرا، والأمثل طريقة..
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر…
نعم كان يحبس الكلمة تعاليا على الم اللحظة ومقتضاها..
رحمه الله تعالى وجعل الخير ماض في عقبه..
========================
في مؤتمر المناخ في دبي...
يربط حسين عرنوس رئيس مجلس وزراء الأسد بين العقوبات الأمريكية وتغيرات المناخ الكونية...
انبخش الأوزون من قسوة العقوبات أيها الناس!!
========================
بين آيتين..
تأملت قول الله تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ..) وتصورت ألم النزع فأشفقت منه بل خفته..
فصرت إلى قوله تعالى (وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا) فأحببتها ولزمتها وأحب أن ألقى الله عليها، ليس في قلبي غل على مسلم وإن كان سينزع..
كل الذي عشنا مثل الرغوة على وجه وعاء الحليب..
والله إني لأتذمم للرجل من تذممي لأبيه وأخيه..ولكأس الشاي شربناها معا..
========================
منقول من صفحة فضيلة الشيخ عبد الكريم مطيع حمدي الحسني
"من ذكريات الصالحين:
نزلت في مكة بفندق من درجة أدنى من الصفر، ومعي قدر مالي لا بأس به أخرجته معي من المغرب، أحمله في جيبي دائما ولا أتركه في الفندق مخافة أن يسرق والفندق سائب، أنفق منه قطرة قطرة، وبعد صلاة عشاء أحدى الليالي فاجأني أخ من علماء سورية المجاهدين الأبرار على غير موعد، هو فضيلة الشيخ سعيد حوى، وكان قد خرج من السجن ثم وصل مكة، فبادر بزيارتي، وقضينا ليلتنا في الحديث وتبادل الرأي والتجارب إلى ثلثها الأخير، وعندما هم بالمغادرة أدخل يده في جيبه يتلمس شيئا أخرجه فإذا هو حزمة مالية يريد تسليمها إلي، فرفضت وألح، ورفضت وألح، فقلت له مداعبا وجادا: نتخذ حلا وسطا بيننا: أن تخرج ما في جيبك كله وأخرج ما في جيبي كله، ومن كان رصيده أكبر نقتسمه فيما بيننا، فقبل، وأخرجت ما في جيبي ضاحكا وأخرج ما في جيبه ضاحكا، فإذا رصيدي المالي أكثر، فأسرع بيمين مغلظة ألا يقتسم معي رصيدي، وودعنا بعضنا ضاحكين مستبشرين...
لله درك أيها المجاهد الرباني ...أين أمثالك؟ لك من الله بحبوحة الجنة ورضوان منه تعالى."
======================
وأرسل إلي رسالة لم يذكر كاتبها. يتهجم على الشيخ الألباني ويشكك بعمله ويقلل من جهده فكتبت له محتسبا، مستعدا لما يمكن أن يجيء به ردي هذا وأجري فيما أكتب على الله، وقلبي معلق به..
أخي هذا الكلام لا يلبق بحق الشيخ الألباني!!
ومعنى صححه الألباني، ضعفه الألباني، حسّنه الألباني
أن الشيخ الألباني رحمه الله تعالى حكم بصحته او ضعفه، أو حسنه؛ بحسب سنده أو متنه.. بعد دراسته للسند حسب القواعد، وللمتن كذلك..وكان منهجه العام فيما نهج هو منهج سائر المحدثين، وميزته أنه توفر على العمل فاستوفى واستغرق جزاه الله خيرا…
للشيخ الألباني رحمه الله أخطاء وشذوذات مثل كل البشر..
وأنا لست من أصحاب مشربه، ولكن ليت الذين يستقلون جهده ويزرون به سدوا بعض مسده
هذا الزين العراقي تتبع أحاديث الإحياء..
وهذا العجلوني تنبع ما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، وكلٌ قضى بما أداه إليه اجتهاده.
ألف العلماء في الموضوعات ورد بعضهم على بعض. وكم انتقدوا ابن القيم أو استدركوا عليه، واستدرك صاحب المستدرك بزعمه على الشيخين، فأفرط، فأسنده الذهبي رحمه الله تعالى وعلمونا أنه لا معنى لاستدراك الحاكم ما لم يوافقه الامام الذهبي. ويبقى الفرق قائما بين ما روياه وبين ما خرج على شرطيهما. بل حين يبحر أحدنا في الصحبحين يدرك الفرق، من حيث السند ومتانته، بين حديث روي ليقوم به حكم ، وبين حديث روي متابعة لحديث سبقه فقد يكون الأول أمتن؛ ويتساهل في الثاني من حيث بعض اللين في بعض الرجال أكثر..
لا يشطب جهد عالم سد مسدا في المكتبة الحديثية لأنه زلّ في مواضع، وقد يختلف الناس قليلا أو كثيرا في عدد الزلات..وفي حجمها!!
عندما يقول المرجع وأنت تبحث عن الحديث: رواه البخاري أو مسلم فقد كفاك، ولكن حين يقول لك رواه الترمذي أو النسائي أو ابن ماجة أو صاحب المسند أو الطبراني أو صاحب كنز العمال تبقى متوقفا تبحث عما يسميه الشيخ الألباني: خلاصة حكم المحدث.
هذه الخلاصة هي التي تهمنا، أصاب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في جمعها، وكانت له أخطاء أو جنوحات في بعضها، فتعقبه أهل العلم -جزاهم الله خيرا- عليها..
كثيرا يتوقفون عند حديث الذبابة وهو في البخاري ونحن لا نتوقف عند ما يروي الإمام البخاري..
وأجمل ما في حديث البخاري: لا ترمِ طعامك أو شرابك من أجل ذبابة. قد يأنف ميسور، ولكن هذا الحديث فرج لمقل في صحراء.
لا تحكم على جهد عالم عامل من أجل أخطاء..
ولا يجوز لمسلم أن يكون قاسيا بحق أخيه..
رحم الله الشيخ الألباني وتقبل منه أفضل ما عمل، وزاده من فضله..
أجمل من هجائه تعقبه بالمعروف..
كفى المرء نبلا أن تعد معايبه
وإذا قلنا تسعة وتسعون فقد عددنا..
____________
*مدير مركز الشرق العربي