رسائل طائرة 3/11/2019

هذه رواية منذ ربع قرن ..
وتحتاج إلى ترو وتؤدة فقد بقيت ربع قرن لا أفهمها وما فهمتها إلا اليوم ..
إن استعجمت عليك فلا تعجل عليها ولا علي
في ثمانينات القرن الماضي كنت في زيارة أحد علماء حلب أثري ومحدث وفقيه . وكنت أتكلم عن قضيتنا السورية بما أظنه لغة العصر ..
وعلى طريقة العلماء في لطفهم وحسن تأتيهم وقلة كلامهم واستغنائهم بالإشارة عن العبارة
حكى لي ..
قال : زار إبراهيم هنانو يوما الشيخ نجيب سراج الدين .
والشيخ نجيب سراج الدين لمن قصر به علمه هو شيخ مشايخ حلب . وما رأيت شيخا في حلب إلا ويتمدح بأنه كان تلميذا لرجلين : الشيخ راغب الطباخ والشيخ نجيب سراج الدين ، الشيخ نجيب هو والد الشيخ عبد الله سراج الدين ..
وأعود
يحكي لي الشيخ المحدث فيقول :
زار إبراهيم هنانو يوما الشيخ نجيب سراج الدين رحم الله الجميع ..
وأخذ يحدثه عن الوطن والوطنية ومقاومة المستعمر ..
أصغى الشيخ نجيب لإبراهيم هنانو طويلا ..
ثم عقب : حديثنا حديث إيمان وإسلام .
انتهت الرواية
خرجت من عند الشيخ يومها وقد عقلت ولكن ما فهمت أو ما تفهمت..!!
لعلي الآن أحاول ولعلكم تحاولون ..
" يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما .
إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم . إنَّا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون"
========================
أول ما سمعت بوعد بلفور ..
كنت طالبا في الصف الاول الابتدائي
سنة ١٩٥٥ ..
أذكر مكاني في الفصل والأستاذ الذي كان يحدثنا وأحفظ اسمه.
كانت العادة في سوريتنا ان المدرسين يخصصون الحصة الاولى من يوم الوعد للحديث عنه ..
ما زلت أذكر وقع كلمة " بلفور " على أسماعنا وعقولنا وقلوبنا نحن الصغار ...
كانت أشبه بكلمة غول أو ضبع مما يخوف به الصغار ..
عندما كبرت وقرأت وقع كلمة " يوزع " على الوليد بن عبد الملك وقد مدحه بقوله :
تقول يوزع لقد دببت على العصا
هلا هزئت بغيرنا يا بوزع
فالوا فخاف الوليد من اسم بوزع كما خفنا نحن الصغار من اسم بلفور ..
ولكن هذا لم يمنعنا ان نحفظ تاريخ ٢/ تشرين الثاني ١٩١٧ ونظل نحلم كيف نصادر الوعد ونرده على صاحبه . من العبارات التي حفظناها فأخلقناها لكثرة التكرار
وعد من لا يملك لمن لا يستحق .
الإشكالية عندي ليست في الوعد ، وليست في اسم بلفور فاسم مكماهون أكثر إثارة للريبة على موسيقا الأذن العربية الطفولية
بلفور وعد ومكماهون وعد
فكان من أمر الوعدين ما كان
========================
الامام الهادي
علي بن محمد عاشر الأئمة الاثنا عشر
دأبت الأسر الشيعية على تسمية ابنائها بلقبه بدون الف ولام : هادي..