رسائل طائرة 30-03-2024

رسائل طائرة 30-03-2024

زهير سالم*
مرّ علينا زمان كان الأكثر من أبناء وبنات المجتمع من حولنا، لا يؤدون الصلاة.
وكانت نسبة الذين يؤدون الصلاة، في الحواضر والقرى لا تنجاوز عشرة في المائة، وكان بعض الناس يصلون الجمعة فقط. وتم اقتراح تسمية لهم غير محببة. كانوا يقولون " … الجمعة" أفترض أن الكثيرين يحفظون.
بالأمس سألني أخ حبيب عن حكاية شهاب الدين، وعدته بعد رمضان!!
مع قلة عدد الذين كانوا يصلون في المجتمع ، كان الذين يصومون أكثر.
وكانت نسبة المصلين في رمضان تكثر. ووصف الذي يصوم ولا يصلي بوصف غير محبب أيضا "الذي يصوم ولا يصلي مثل…."
كثير من المبتلين بالمعاصي مثل شرب المنكر، كانوا يتوقفون منذ نصف شعبان، ورغم حالة ما يسمى الإدمان إلا إنهم كانوا على طريقة شوقي:
"رمضان ولى هاتها يا ساقي"
ومع أهمية الصلاة وكونها عماد الدين؛ إلا أن النكارة المجتمعية على الذي لا يصوم كانت أكبر.
يا لطيف ما بصوم!! ورؤية المفطر في الأسواق أو الأحياء، كان يهز الضمير الجمعي، ويمكن أن يسبب مشكلة كبيرة. والمجاهرة بالفطر ليس أمرا سهلا..
في استطلاع للرأي جرى في أيام الرئيس المصري مرسي رحمه الله، تبين أن الذين يصلون الجمعة في المجتمع المصري لا يتجاوزون أحد عشر بالمائة..
مستعد أن يخرج معك في مظاهرة، أو في محاجرة؛ ولكنه ولكنها لا يصليان.
هده حقائق سيسيولوجية قصرنا في إدراكها من قبل..
ما كل من أطلق اللحية، أو تحجبت وقفت معك ربما نحتاج دائما إلى تدقيق الحسابات، وحسن بناء التحالفات..
=======================
مسرحية عالم وطاغية..
عن قصة مقتل التابعي الجليل سعيد بن جبير الذي قتل شهيدا مظلوما على يد الحجاج الطاغية..
وكنتُ واحدا من الناس الذين انتشوا بها طويلا…
وحين رجعت إلى المصادر التاريخية..
ليس فيها من الصحة غير أن الحجاج قتل سعيدا شهيدا..
سعيد بن جبير رحمه الله تابعي. بمعنى أنه رأى الصحابة.
تذكروا أن الحجاج أيضا أدرك جيل الصحابة.
وكان ظالما طاغية.
ولكن النص المسرحي هو نص فني جميل. لا حقيقة تاريخية له. حكاية فنية من حقنا أن نستمتع بها، وليس حقيقة تاريخية نبني عليها. عودوا إلى أمات كتب التاريخ إذا شئتم.
____________
*مدير مركز الشرق العربي