رسائل طائرة 29-02-2024

رسائل طائرة 29-02-2024

زهير سالم*
أنا زهير سالم أكتب لكم ولا أبالي…
إذا كنت أستنكر الجريمة ضد الإنسانية- القتل خارج القانون- الانتهاك- التعذيب- الاعتقال خارج القانون- السطو والنهب والخطف؛ والإكراه على الاعتقاد، وكل أشكال اليغما- في فضاء الظالم المستبد مرة، فإنني أستنكر ذلك، وأبرأ إلى الله، منه، في الفضاء الذي تسمونه المحرر، مائة مرة..
لن يُمرر ذلك، باسم الثورة، ولا باسم شهدائها، ولا باسم الذين ضحوا بأعمارهم يعملون عليها..
إنكارنا المنكر على من حُسبنا رغم أنوفنا عليه؛ يجب أن يكون أكبر من إنكارنا على الذي فُرض رغم أنوفنا، على أعين الناس، علينا..
القتل والتعذيب في المحرر أعظم المفسدتين، وليس أهون الشرين.
اللهم خذ الظالمين والمستبدين والفاسدين لفيفا..
١٨/ شعبان/ ١٤٤٥..
========================
مع الدكتور الراحل الحبيب
عبد المجيد معاز..مرة مختلفة
كان هذا بين عامي ١٩٧٧- ١٩٧٨..
واعتبرو ما سأكتبه هنا صفحة من التاريخ غير المكتوب..
وكنتُ في حلب فردا في مجموعة من عمال المناجم، في ميدان الدعوة. يصنف العمل في المناجم على أنه أقسى الأعمال المهنية، ويليه في الترتيب حسب منظمة العمل العالمية؛ عمل المعلمين؛ وكم ألف علماؤنا الأطهار كتب النوادر، على معلمي الصبيان!! ألم يلفتكم هذا؟؟ وأجمل الحكايات، حكايات الذي غنى: ذهب الحمار بأم عمرو.. ليس، هكذا في لغتنا في حلب ننتقل بالكلام من موضوع إلى موضوع، نقول: ليس. كما تقول العرب: فدع ذا، أو فعدّ عن ذا..
كنا نحو بضعة عشر شابا، نعمل في فضاء مدينة حلب الدعوي معا، نواجه المشكلات العامة، الدعوية والفكرية والثقافية والاجتماعية..
كنا لنا مسيجد صغير جدا نلتقي فيه، عندما تدخل شارع السبع بحرات من أوله، والسجن القديم من خلفك، وبعد حوالي مائة متر في دخلة صغيرة على اليمين، كنا نأوي إلى ذاك المسجد، نصلي، نذكر نتذاكر، نفطر إفطارات جماعية، على ما تيسر، نقوم الليل، نتفاوض في أمور عامة…
وكان قد صدر حديثا كتاب، دعوي!!
قرأناه فهالنا ما فيه، "من تهويم"
التهويم: نوع من الاستغراق الخفيف بالنوم، يخلط فيه المرء بين الواقع والحلم، وربما استغرق في نومه للحظات فخفق رأسه على صدره خففات…!!
إذا استمعت إليه قلتَ: أعلم هذا أو حلم؟؟ بمعنى أيقظة هذا أو نوم..!!
تجاذبنا الحديث حول الكتاب ساعات، وقد استقبلناه بفأل وعزم ودرس، ثم بدا لبعضنا فيه بداءٌ وبداءٌ وبداءٌ..
ثم لشدة طهورية الشباب في سن العشرين، دفعناه إلى الدكتور عبد المجيد معاذ رحمه الله تعالى، دكتور في الشريعة مثقف ومطلع ومعمم، فعاد إلينا بعد أسبوع يحمل أوراقا على شكل تقرير، يقول بالضبط: في كتابكم هذا ثماني عشرة مسألة ليس له عند أهل الفقه مساغ. أحفظ الرقم كما قال، ثماني عشر، لا خمسة عشر ولا عشرون. واستلمنا الأوراق نبدئ فيها ونعيد، ونتساءل!! وما زلنا نتساءل؟؟ وأعلم أنكم ستسألونني عن اسم الكتاب، وأعلم أن من كان من أبناء جيلي هناك فقد قرأه..
الذي يثير قلقي أن بعض الذين قرروا على الشباب أن يقرؤوه لم يقرؤوه..
رحم الله الشيخ عبد المجيد، كانت عمامته العثمانية مهيبة على رأسه وهو شاب..!! وما كل من قرا درى بل ربما ذرا…
========================
تعلمنا على بعض المشايخ الراحلين الكرام رحمهم الله تعالى مع العلم أمورا كثيرة منها الذوق..
كان لنا شيخ عالم زكن فطن يظل يعلمنا "اللطف رشوة من لا رشوة له"
كان يقول إذا كانت لك قضية عند موظف عام في إحدى الدوائر، ووقفت أمامه، وانتظرته حتى يرفع رأسه، ثم قلت له : يا أخي لو سمحت هل يمكن أن..سيجيبك بلغتك نفسها..
وإليكم الآن يرسل لي واعظ تلفزيوني مرموق عنوان جلسته "علامات تعرف منها غضب الله عليك" أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولماذا يفترض أو افترض ان الله غاضب عليّ
مثلا لو قال: علامات يعرف بها العاصي أو الشارد غضبَ الله عليه.. أليس ذلك أليق بالعلم وأهله
وتسألون من أين جاء هذا الجيل الغاضب على كل شيء!!
========================
‏لا نريد دما في حراك السويداء..
‏نريد الصراعَ هناك صراعَ إرادات.
‏ونريد لساحة السويداء أن تمتد حتى تشمل كل الساحات السورية، من السويداء إلى درعا إلى دمشق وحمص وحماة وحلب واللاذقية وطرطوس ودير الزور والقامشلي..
‏شعب واحد وثورة واحدة ضد الاستبداد والفساد، والمستبدين والفاسدين. وأشياعهم من المحتلين.
____________
*مدير مركز الشرق العربي