الرئيسة \  رسائل طائرة  \  رسائل طائرة 28-09-2025

رسائل طائرة 28-09-2025

28.09.2025
زهير سالم



رسائل طائرة 28-09-2025

زهير سالم*
لكل إنسان منا فجره الخاص..
يحس معه أن الظلمة قد انزاحت عن صدره، وأن النور قد أشرق على قلبه..
ألا يا ضياء الفجر أشرق على فجري…
=====================
هل قال اللبناني توم باراك هذا عن شعوب منطقتنا حقا... اذهبوا فتحققوا....
وفي كلمة أدلى بها باراك أمام البيت الأبيض، تم نشرها بواسطة الفيديو، أكد باراك أن الدولة القومية في المنطقة -منطقة الشرق العربي- لم تنشأ بشكل طبيعي، بل فرضت بفعل القوى الاستعمارية، في إشارة إلى اتفاقية سايكس – بيكو الموقعة عام 1916، والتي قسمت أراضي الإمبراطورية العثمانية بين بريطانيا وفرنسا.
وأضاف باراك، لا يمكن أن نتوقع أن تتمكن أكثر من 100 مجموعة عرقية في المنطقة من الاصطفاف سياسيا على موقف واحد، هذا مجرد وهم.”
وأوضح المبعوث الأميركي أن أنماط الولاء والانتماء في المنطقة تختلف جذريا عن النموذج الأوروبي، حيث يبدأ الانتماء في شرقنا حسب قوله، بالفرد والعائلة، ثم القرية فالقبيلة، وصولا إلى الدين، ليأتي مفهوم الدولة في آخر السلم.
وأقول أنا زهير
وهذا شأن قومي وليس شأنا سوريّا. فقط أما..على المستوى السوري برّاك ينتظر حكومة سورية أكثر تمثيلية مع نهاية العام...
أنا لا أصنع الأخبار، ولا أعلق عليها، ألفت انتباه الغيورين منكم ليتدبروا.. لست عدوكم، أعداؤكم من ظننتموهم أصدقاء. لم أظن يوما أن في سورية كعكة.. عقيدة أصحاب الكعكة دمرتنا.
وحين أتعب الأطفال أشعب، أراد ليصرفهم عنه، فقال لهم: إن في بيت فلان وليمة فالحقوا، فلما رآهم جميعا يجرون إليها، حدثته نفسه: لو لم يكن الأمر صحيحا لما جروا إليه جميعهم فجرى خلفهم...
وبدل أن تردوا على إنسان يحاول تنبهكم اذهبوا فتبينوا وانظروا ما أنتم فاعلون يا رعاكم الله.. اللهم اهدهم وأصلح بالهم...
لا أقول لكم أنتم منبع الشر.. أما منبع الغفلة فربما...ابحثوا لأنفسكم عن عدو غيري، عدو يليق بعظمتكم...
=====================
رجال في ذاكرتي…
الأستاذ كرم بطل مدرس التاريخ في ثانوية المأمون في حلب في الأعوام 1963 حتى 1964 سني دراستنا..
الأستاذ كرم في الأصل مترهب مسيحي لا أدري من أي فرقة هو..
درسنا في الصف الأول الثانوي تاريخ العلوم في الغرب، أو تاريخ العلوم والفنون في الغرب، أو تاريخ الحضارة الغربية..
درسنا في الثاني الثانوي تاريخ العلوم عند العرب..هذا المنهاج كان خاصا بطلاب الفرع العلمي.
كان من منهجه في التعليم أنه يقول لنا من أول العام: لا تشتروا الكتاب المقرر. وأنا أملي عليكم ملخصات.
كان هذا يعجب الطلاب، ولكنه كجرعة سم في كأس لبن.
في الأول الثانوي أغنانا كثيرا بما قدم لنا من تاريخ الحضارة الغربية علومها وفنونها وشعرها وأدبها.. وأراني حتى الآن أستفيد مما علمت منه عن بيكاسو ودافنشي وفولتير وبيكون الأول وبيكون الثاني..
في الصف الثاني الثانوي درسنا تاريخ العلوم عند العرب. وفي يوم زلق بنا فزعم أن سيدنا عمر جعل ابنه عبد الله من أهل الشورى.. فثرنا به استنكارا، وراجعناه فأصر، فأصررنا عليه فأبى، فتصدينا له نحن طلاب الشعبة الأولى، وقلت له: لماذا تدرسنا غير كتاب وزارتنا الرسمية، وتعاهدنا أنه إذا أملى علينا نرفض الإملاء وأصررنا كوحدة واحدة أننا نريد أن ندرس من كتاب المنهج..
فشكاني للمدير وكان يومها عبد القادر مايو حسن الذكر، وأعود إليه يوما، فاستقلبني يرغي ويزبد ويتهدد ويتوعد ويثيرها في وجهي طائفية!! يقول لي "وهل تظن أن تعجيز الأستاذة المسيحيين جهاد في سبيل الله" قلت له ومن من الإساتذة المسيحيين شكا مني؟! قال كلهم! قلت؛ هل كيروب برتجيان شكا مني؟؟ كانت علاقتي به جيدة؟؟ هل وديع لولي شكا مني؟ فمغمغ الكلام!!
بكل برود أعصاب وأنا فتى، قلت له كل هذا لأنني طالبت الأستاذ أن يدرسنا كتاب المنهج!!
هو لم يكن يعرف ماذا يدور في مدرسته، ووسط العياط والمياط، استوضح مني فشرحت له أن الأستاذ كرم لا يعتمد الكتاب المقرر، ويملي علينا ملخصات من عنده..!! فرأيته يبلع ريقه، دون أن يخفت..
وأعاد الهمهمة والدمدمة.. فقلت له أجمعت أمتنا في تاريخها أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يجعل ابنه عبد الله في أهل الشورى الستة، ويصر الأستاذ كرم على أنه كان واحدا منهم .. فاستعادني فأعدت عليه، فبردت يده على رجله، وعرق جبينه، وأضفت مجرد راجعناه وذكرناه وما زال يأبى .. فأعاد تحذيري بطريقة يحفظ بها ماء وجهه، وكان هذا من جميل عقله وأعادني إلى الصف..
ومع كل ما سبق يبقى للأستاذ كرم بطل في ذاكرتي مكان..
كان مدرسا صاحب أفق، غزير الثقافة، واسع المعرفة، يلحن أحيانا فهو صاحب رسالة.. ويجب على من حضر من شباب الأمة أن يرد عنها..
أنا لا أتحدث عن بطولة فردية أذكر جميع زملائي من طلاب الشعبة الأولى في الصف الثاني الثانوي في ثانوية المأمون سنة 1964 بخير، فقد كان موقفنا علميا وجماعيا ومتراصا.. وإن كانت طقت في راسي…
____________
*مدير مركز الشرق العربي